‏إظهار الرسائل ذات التسميات إسلاميات. إظهار كافة الرسائل

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/21/2022 10:42:00 م

متى  يكون الدعاء مقبولاً وكيف نتحرى أوقات القبول والإجابة  - الجزء الأول -
 متى  يكون الدعاء مقبولاً وكيف نتحرى أوقات القبول والإجابة  - الجزء الأول -
تصميم الصورة : رزان الحموي    
من منا لم يمر بلحظات خشوعٍ  وهو يبتهل ويناجي رب السماء؟

 من منا  من لم تنهمر دموعه وهو يرفع أكف الضراعة والرجاء للخالق سبحانه وتعالى؟ 

من منا لم يشعر بحاجته إلى المولى، وهو يمر بلحظات عصيبة من ألم  أوخوف أو تعب ؟

  أخي المسلم كم مرة تمنيتَ  وأنت في قمة أحزانك وهمومك ومتاعبك ، أن تفتح السماء أبوابها ويرتفع دعاؤك إليها ، ويخترق عنان السماوات السبع ليصل إلى الله سبحانه وتعالى لتتحقق أمانيك ؟

 كم مرة خذلك البشر وتخلوا عنك وشعرت بحاجتك إلى |رب البشر|  الذي لا يخذل ولا يضن ولا يبخل؟

 كم مرة شعرت بحاجة لتخلو مع نفسك تدعو  وتبث خالقك شكواك وهمومك؟

ويبقى السؤال :

هل تفتح السماء أبوابها حقاً ؟ وهل يُرفع الدعاء إلى الله تعالى؟ وهل من أوقات أوشروط ليرتفع هذا الدعاء؟ ومتى يكون  الدعاء مقبولاً؟ 

ماذا لو علمت أن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا 

 وهو رب العالمين ليقضي حاجاتك؟  ينزل إلى السماء الدنيا من أجلك أنت  ليستجيب دعاؤك ، ويغفر ذنوبك ويقبل توبتك ، ويعطيك سؤلك ويزيح همومك ، ويبدد مخاوفك ويحقق أمانيك ٠

إنه الملك الكريم ملك الملوك ، وخالق الأكوان القوي  العظيم ، والقادر على الإجابة ، وعلى كل شيء ، وأنت العبد الضعيف  الذي لا حول له ولا قوة ، ينزل ليلبيك ويعطيك وينجدك ، لأنه يحبك فأنت عبده وهو  ربك، فاتَّكِل عليه وسلم قيادك إليه وأهنأ ، فربك كريم لا ينساك  ولا يتركك ٠

قال الرسول الكريم : 

(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة في الثلث  الأخير من الليل ، فيقول أنا الملك أنا الملك ، من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر  له؟ حتى ينفجر الفجر) 

إنه الكريم  الذي لا يغلق بابه في وجهك ، و لايمل دعاؤك، ولا يرد سؤالك، ولا يخيب أملك ، يعطيك بلا حساب وبلا منٍّ، إنه القريب السميع المجيب وأنت عبده الذي يحبه ، ويحب أن يسمع صوته ودعاءه ومناجاته ، ولا يرضى له الشقاء والهوان و|الحرمان| ٠

ولا تبتئس إذا ماصادفتك المتاعب والهموم 

 فأنت مأجور مثاب ِلتَحَمُّلِكَ الهموم والمتاعب  ولصبرك عليها ، والله سيعوضك خيراً ، وسيقبل دعاءك ويجيبك ٠

فهو ما خلقك ليشقيك ، ولا منعك ليحرمك ، ولا ابتلاك ليضنيك ، أنت عزيز  لأنك عبد العزيز  لا يرضى إلا أن تكون عزيزاً ، إن تضرعت إليه فأنت عزيز ، وإن سألته فأنت عزيز  ، وإن استغثت به فأنت عزيز ، وإن تذللت إليه فأنت عزيز ، رب واحد قادر كريم ، ولا أحد سواه يغنيك عن العباد فلا يتحكم عبد بك ،  كل ما عداه مخلوق مثلك ، عبد مثلك يحتاج مثلك إليه ، وأمرك وأمر جميع الخلائق بيديه ، فلا يضرك أحد ما لم يأذن الله بذلك  ولا ينفعك أحد سواه فهو وحده المانع الضار  النافع 

 وهو المعطي الوهاب الذي يعطيك بلا  حدود  وبلاحساب وبلا ثمن

تسأله في سرك فيحفظ سرك  ويحفظ ماء وجهك وتطلب منه ما لا تقدر أن تطلبه من سواه ، بلا وسيط أنت وهو فقط العبد وربه سبحانه ، ما أكرمه سبحانه ما أعظمه  ، تناجيه  في خلواتك وفي ركوعك وفي نومك وفي صحوك وفي صلاتك وفي جلوسك وفي قيامك وفي كل حال ، وتطلب منه بعينيك وبقلبك وبكل جوارحك ، وأنت  العبد وهو الرب العظيم الجبار . 

أفبعد هذا تتردد أخي المسلم في طاعته 

 وتقصر في عبادته وفي شكره وحمده  ، وتتلكأ في التقرب إليه  بالطاعات والعبادات؟ 

  وهو من جعل دعاؤك الذي تدعو به لنفسك لتنجلي همومك أنت ،  وهو الغني عنك ، ويخجل منك أن لا يلبيك وأن يردك خائباً صفر اليدين، وفوق هذا يؤجرك أنك دعوته من أجل منفعتك فأي كرم بعد هذا؟ 

سبحانك ربنا  ما أعظمك ، سبحانك ربنا  ما أكرمك تباركت وتعاليت ، ولك الحمد ولك الشكر على ما أنعمت به وأوليت

كونوا معنا في مقالتنا القادمة لنتعرف معاً على أسرار الدعاء  وأسرار إجابته  ومتى تكون أوقاته

دمتم بخير

هدى الزعبي  

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/21/2022 10:42:00 م

متى يكون الدعاء مقبولاً وكيف نتحرى أوقات القبول والإجابة - الجزء الثاني -
 متى يكون الدعاء مقبولاً وكيف نتحرى أوقات القبول والإجابة - الجزء الثاني - 
تصميم الصورة : رزان الحموي 
  

نتابع في الجزء الثاني من مقالتنا  شروط الدعاء وأسرار قبوله

اليقين أهم أسرار إجابة الدعاء

حين تدعو الله تعالى فإنك تدعوه  وأنت موقن أن من تدعوه قادر على إجابتك  ، وعلى تحقيق ما تسأل

 قادر على أن يلبيك ويعطيك، ويغيِّر أحوالك  ، ويزيح عنك همومك وديونك وكربك و ضيقك ، ويوجد لك فرجاً ونجاة ويحقق لك أحلامك وأمانيك ، ويذهب عنك البلاء والبأس والمرض  ، فيشفيك ويعافيك ويرزقك ويسترك  ويحميك ويحفظك ويكرمك . 

سبحانه هو القادر على كل شيء ،  لايعجزه شيء فأمره بين الكاف والنون ، وإذا أراد شيئاً قال له كن فبأمره يكون. 

  وعنده من الخير مالا ينتهي ، وخزائنه تفيض ولا تنقص ولا تفرغ ، وعطاياه تكفيك وتكفي كل العباد فهو الكافي المعطي فإن أعطاك الله فمن ذا يحرمك ومن ذا يمنعك  . 

فإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، وإذا استغثت فاستغث بالله ، وإذا دعوت فادعوه  وحده دون سواه إنه الكريم ، إنه الرحمن وأَكَثِر من الطلب  ، وألح بالطلب ، واطلب الكثير فأنت تطلب من عظيم . 

ادعوه وناده بأسمائه الحسنى 

 فبها يجيبك ويلبيك ، وقل يا حفيظ فهو |الحفيظ| الذي يحفظك ، وقل يا سميع  فهو| السميع| الذي يسمعك وقل يارزاق فهو| الرزاق| الذي يرزقك ، وقل ياشافي  فهو| الشافي| الذي يشفيك ، والكافي الذي يكفيك ، وهو جل جلاله الرحمن الذي يرحمك ، وهو القريب والمجيب والواسع والمحيي  والمميت والأول والآخر والظاهر والباطن وهو........... .. ناده بكل أسمائه وقل يارب

قال تعالى :

(  ادعوني استجب لكم) 

وقال تعالى : (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) 

التوبة  والإنابة من أسباب إجابة الدعاء

وإذا أذنبت أو أخطأت أو عصيته فلا تيأس  من رحمته،  فقد وسعت رحمته السموات والأرض إنه الغفور الرحيم 

قال الله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم  ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون

وقال تعالى. وسارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ و والعافين عن الناس والله يحب المحسنين

فأسرع إليه وبادر  ولا تتوانى عن التوبة والإستغفار ، والتجئ إليه فهو الذي يغفر  ذنوبك ويطهرك من آثامك ويسامحك ويرفعك  وإذا كانت توبتك صادقة  نصوحاً يصطفيك ويجتبيك ، ويجعلك  من عباده المقربين فتصير قريباً منه وتصير محبوبه ، ويا هناء  وسعد من يكون حبيباً للرحمن ، فيكون قد ظفر في الدنيا والآخرة، ونال مرتبة وحظاً وشرفاً عظيماً فلا يرد دعاؤه ولا يخيب رجاؤه . 

أرأيت رحمة الله وكرمه... !!! 

فالعبد المذنب الخائف يصير حبيباً للرحمن  لأنه تاب وأناب ، واستغفر  بنيِّةٍ صادقة ولم يصر على فعل المعاصي ، والتجأ إلى الدعاء ، وأقبل  بصدق ٍعلى تحري أوقات الإجابة 

ولأن الله تعالى يحب عباده فهم خلقه، وهو يحب الخير لهم ويجيبهم  ويؤتيهم سؤلهم ، سبحانه وتعالى فالحمد لله أننا عباده ، وأننا خلقه ، وأنه ربنا جل وعلا  المسامح الكريم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :كل بني آدم خطَّاء ، وخير الخطائين التوابون . 

فإن زللت أخي المسلم أو أخطأت أو أذنبت ، فتب  واستغفره  وسبحه وادعوه ، إنه يسمع دعاءك ويحبك ويفرح بتوبتك ويسامحك ، ويغفر لك ويعطيك سؤلك فكن جديراً بهذه المحبة وأحبه وكن كما يحبك أن  تكون وكن نعم العبد لنعم الرب    

جعلنا الله وإياكم من عباده الصالحين التوابين المحسنين 

تابعونا في مقالتنا القادمة لنتابع  معاً الحديث  عن تحري اوقات القبول والإجابة

هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/21/2022 10:42:00 م

متى يكون الدعاء مقبولاً وكيف نتحرى أوقات الإجابة - الجزء الثالث -
 متى يكون الدعاء مقبولاً وكيف نتحرى أوقات الإجابة - الجزء الثالث - 
تصميم الصورة : رزان الحموي    

سنكمل مقالتنا السابقة عن أثر التوبة النصوح وعن أثر الدعاء وأسرار إجابته

هذا نبي الله يونس عصى أمر ربه فتعرض لمحنة لا نجاة منها ، ولاسبيل للخلاص  منها  ، فالتجأ إلى خالقه ، أقر بوحدانيته ، واعترف بذنبه واستغفره وتاب إليه وأناب ، واستغاث به  وسبحه ودعاه دعوة المؤمن الموقن الواثق  بالإجابة وناداه  في ظلمات البحر  ، ودجى الليل ، و عتمة |بطن الحوت|، فظل يردد دعاؤه ويناجي الرحمن ويقول بقلب مؤمن خاشع مستغيث:

(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) 

وهو الله رب العالمين سبحانه التواب وهو السميع القريب المجيب  أغاثه ونجَّاه  وفرج كربته.  

قال تعالى :

(وذا النون إذ ذهب مغاضباً ، فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت  من الظالمين ، فاستجبنا له ونجيناه من الغم ، وكذلك ننجي المؤمنين) 

أخرجه الله تعالى من بطن الحوت الذي ابتلعه فلفظه بأمرٍ منه سبحانه وتعالى . 

 فجميع الخلائق  والكائنات تخضع لأوامره 

  إنه رب العالمين ، بأمره نجَّاه وبقدرته شفاه وعافاه ورزقه ، وساق إليه طعامه فأنبت له |نبات اليقطين| ليأكل منه ويقتات ، ويدهن جسمه الذي تقرَّح من جراء ابتلاع الحوت ومكوثه في بطنه. 

قد سامح رب العباد عبده يونس  ونجَّاه ، ولولا لطفه تعالى ورحمته لتهشم جسده  ، ولطُحِنَتْ أضلاعه  وعظامه ، ولأصابه  أذىً كبيراً ، بل لما  كان خرج حياً  ، ولكان الحوت هضمه ولكنها عناية الله ولطفه وقدرته أنقذته  . 

إنها قدرته القوية والعظيمة ولطفه الخفي، بدعاء عبده واستغفاره  له وتسبيحه  وتوبته ، أجابه وأغاثه جل جلاله الكريم الحليم التواب اللطيف

أرأيت إلى نتائج وثمرات الدعاء ، والابتهال إلى الله تعالى ، والإيمان به والثقة بقدرته وبرحمته وفرجه. 

أسلم قيادك لله تسلم

فكن مع  يكن معك ولا تخاف عاديات الزمن، ولا تخشى أحداً  

أسلم قيادك  إليه وانتظر عطاءه لا تتردد   ولا تيأس ولا تبتئس، ولا تفقد الأمل فرحمته وسعت كل شيء. 

حتى يكون الدعاء مجاباً

ادعوه وقل يارب :وهو يقول لك : لبيك ياعبدي سل تعطى هذه أبواب السماء سأفتحها لدعائك سألبيك ، وسأعطيك كل ما تطلب ، بل وفوق ما تطلب وتتمنى. 

أساله وكن موقناَ بالاجابة  ، وألحَّ بالدعاء ، ولكن لا تكن لجوجاً ، ولا تستبطئ الإجابة ، فإنْ تأخَّر في إجابتك فلحكمةٍ يعلمها فهو العليم. 

ولا تنسَ والديك من الدعاء ، إنهما لم ينسياك من الدعاء في حياتهما  وشبابهما ، فلا تنساهما من الدعاء  في كبرهما ، وبعد  مماتهما ، فدعاؤك بر لهما لا سيما بعد رحيلهما ، وهو مقبول بإذن الله تعالى وقد جاء في الحديث الشريف :

(  إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث  صدقة جارية ، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) 

الدعاء هو زاد الآباء والأبناء و هو الطريق للنجاة

ولا تنسَ أولادك من الدعاء ، فدعاؤك  يفتح لهم |سبل الخير| ، ويدفع عنهم الأذى ، ادعُ لهم بالتوفيق والفلاح والنجاح. 

ادعُ لهم بكل ما أوتيت  من عزيمة ومحبة، ولو أساووا ، ومهما  أخطاوا فببركة دعائك يحميهم الله تعالى ، وينجيهم ويقيهم شرور أنفسهم  ويسدد خطاهم ، ويهديهم ويبارك لك فيهم . 

فدعاء الأب والأم لأولادهما مجاب، مقبول عند الله تعالى ، قال الرسول الكربم  :ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن 

(دعوة المظلوم، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد لولده) 

فلا تدعُ على أولدك إلا بخير ، ولو أساؤوا إليك

إنهم يحتاجون لدعائك ، ليردهم بفضل الله إلى سبيل الرشد  والصلاح. 

وادع لنفسك  ، فلنفسك حق عليك، واستغث بمولاك ، وباشر| الأعمال الصالحة| والطاعات والنوافل  وادعوه  واجعل صلاتك مبدووة بالحمد والثناء لله تعالى وبالصلاة على الحبيب المصطفى ادعُ بالخير لنفسك ، ولأهلك ولولدك وللمسلمين جميعاًَ، فلعل دعواتك توافق ساعة إجابة ، وتكون السموات مفتوحة الأبواب، ويخترق دعاوك عنانها ويوتيك رب العرش العظيم فضل الإجابة ببركة الدعاء

تابعونا في المقال التالي لنتعرف معاً على أسرار الدعاء وأسرارالقبول والإجابة

 هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/21/2022 10:42:00 م
وبما أن للدعاء تلك الأهمية في حياة الإنسان، فإنه من الواجب أن يسعى ويحرص كل الحرص على اتخاذ جميع الأسباب ، التي تجعله مقبولاً مستجاباًَ عند الله تعالى. 
وقد تحدثنا في المقالات السابقة عن الشروط والأفعال التي ترضي الرحمن عنا ، وتقربنا إليه وتجعل دعاءنا مستجاباً  ، وعن كيفية اتخاذ جميع الأسباب التي تحقق لنا شروط القبول  عند السميع المجيب  

إذا أردت أن يكون دعاؤك مقبولاًفاحرص على

عرفنا أن الدعاء يرتفع ويشق حجب السموات السبع، ليصل إلى الله تعالى ، فيستجيبه  بفضله سبحانه وتعالى أولاً ، ثم ببركة أعمالنا الصالحة   واتباع ما أمرنا الله به، واجتناب  ما نهانا عنه 

 وكذلك فإن من الأمور التي تجعله مقبولاً  تحيُّن الأيام المباركات ،التي سنأتي على ذكرها

ففي اغتنامها والاكثار فيها من العبادات والطاعات و|النوافل| والسنن  والرواتب ، سبيلاًَ إلى التقرب من المولى ، فيمنُّ فضلاً منه وتكرمة بإجابة الدعاء،  وقد جعل الله في اغتنامها فرصة كبيرة في تحقيق ما نسعى إليه ، لما لها من أهمية بالغة ومكانة عظيمة عنده جل وعلا 

فقد حدثت فيها آيات ومعجزات ، وأمور  هامة للأنبياء والرسل والصالحين، ومن معجزات حدثت وتمت بفضل الله  فيكرم ببركتها عباده، ويجيب سؤلهم بفضلها ولا يرد دعواتهم ، ولا أكفهم الضارعة وقلوبهم ولا يخيِّب الموقنة بالإجابة ، وهو الكريم الذي لاحدود لكرمه.. 

اغتنم أوقات الإجابة

والإنسان الذكي يسعى بكل ما أوتي من عزيمة وايمان وأمل ، فيتقرب فيها إلى الله تعالى  ويحرص على اغتنام تلك الأوقات المباركات، بالذكر والصلوات والصيام ، والأذكار  وقراءة القرآن الكريم وبالإكثار من |الصدقات| وغيرها من الأعمال الصالحة ، والجد في السعي والعمل ليحوز رضاه ، ويفوز بالنجاة ، ويحقق مكاسباً وأرباحاً ، لا تضاهيها مكاسب ولا أرباح ، فالتجارة مع الله رابحة  دائماً  ، لا تخيب ولا تخسر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إن لربكم عز وجل  نفحات في أيام دهركم فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة فلا يشقى بعدها أبداً) 

فما هي هذه النفحات والأيام المباركات

أيام العشر الأول من ذي الحجة 
وقد ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بل وأقسم بها لفضلها 
قال الله تعالى والفجر وليال عشر... 
سوف نأتي على تفصيل لها  في مقالات قادمة

ليلة عيد الفطر   
التي تأتي بعد انتهاء |شهر رمضان| المبارك وأيام رمضان كلها مباركة مستجابة الدعاء ، فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار 
قال الرسول الكريم (للصائم عند فطره دعوة لا ترد) 

يوم عرفة 
قال الرسول الكريم (أفضل  الدعاء دعاء يوم عرفة ) وفيه يكثر سبحانه وتعالى عتق الرقاب من النار

ليلة النصف من شعبان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) 

قيام الليل 
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( من تعار من الليل ، فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء  قدير  . وسبحان الله  والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، والله أكبر ثم قال : اللهم اغفر لي ثم دعا اسجُيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته) 

يوم الجمعة 
  قال الرسول الكريم إن (يوم الجمعة فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي وهو يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه) 

الدعاء بين الأذان والإقامة فالدعاء مقبول

وعند نزول المطر تتنزل الرحمات فيكون الدعاء مقبولاً

وكذلك فإن من الدعوات المستجابات 
ثلاثة  لاترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر  والمظلوم........

اللهم اجعلنا ممن تتقبل دعاؤهم برحمتك يا ارحم الراحمين

تابعونا ففي مقالتنا القادمة تتمة لموضوعنا

هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/21/2022 10:42:00 م

متى يكون الدعاء مقبولاً  وكيف نتحرى أوقات القبول والإجابة  -الجزء الخامس -
 متى يكون الدعاء مقبولاً  وكيف نتحرى أوقات القبول والإجابة  -الجزء الخامس -
تصميم الصورة : رزان الحموي 
  
كنا قد تعرفنا في مقالاتنا السابقة علىٰ الأوقات التي يكون الدعاء فيها مجاباً ، وعن أسرار الإجابة وسوف نتعرف من خلال مقالتنا التالية  عن الأعمال  التي تجعل الدعاء  مقبولاً فكونوا معنا. 

ما هي الأعمال التي تجعل الدعاء مجاباً؟ 

*  كل عمل صالح  يُبتغى به  وجه الله تعالى يجعل العبد قريباً من  ربه ، ويجعل دعاءه مستجاباً . 

*الإستغفار عند ارتكاب الذنوب والمعاصي والتوبة النصوح ، واللجوء إليه  سبحانه وتعالىٰ . 

*المواظبة على الطاعات وتأدية الواجبات والطاعات ، التي فرضها الله تعالى . 

 * الإلحاح بالدعاء  . 

 * اليقين الصادق بالإجابة . 

*  الثقة المطلقة  بالله تعالى  ،  والإيمان بقدرته على إجابة الدعاء ، فهو القادر على كل شيء  . 

* أن يكون الإنسان ورعاً  تقياً نقياً  ، من كل غل أو حقد  أو ضغينة . 

المشاحن والمتخاصم لا يرفع دعاؤه

* الابتعاد عن المشاحنات والخصومات ، فإنها تعكر صفو النفوس وتذهب |البركة|، وتفرق الصفوف وتزيد قساوة القلوب ، وتقطع الأرحام. وفوق هذا فإن عمل المتشاحنين والمتخاصمين لايقبل ولايرفع إلى الله تعالى ، فكيف لدعائهم أن يستجاب؟ 

قال الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه :

لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث يلتقيان ، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما من يبدأ صاحبه بالسلام . 

*تلاوة الأذكار  والتسبيح والإستغفار  في كل الأحوال 

في السراء والضراء  فإذا ذكر العبد ربه في يسره ، ذكره الله في عسره . 

*حمده  وشكره  تعالى على نعمائه . فبالشكر تدوم النعم ، والعبد الشكور يحبه الله ، ويكون قريباً منه مجاب الدعاء . 

* وإذا عصفت بالعبد  رياح الهموم ، وضاقت عليه الدنيا  ، وسدت في وجهه الأبواب والسبل فليكثر من الاستغفار والدعاء لله  ، ففيه شفاء ودواء للقلوب والنفوس ، وليقل يا رب أغثني فهو المغيث ، وليقل  بقلب خاشع يارب ياقاضي الحاجات  اني أحتاج إلى نجدتك ، فدعاؤه يشق حجب السموات  ويملأ أرجاءها ، فالعبد عزيز على ربه، وهو متكفل به وهو لن يتركه في ضيقه وكربه . 

الله قريب سميع مجيب  كيف يغتنم العبد الفرص   للتقرب اليه؟ 

فليدعوه في أي وقت وفي كل حين،  فهو لا يدري متى يأذن الله بالإجابة ، ولا يعلم متى يأتيه القبول والفرج. فالله  قريب من عباده، محيط بهم يسمع أنينهم وهمسهم وشكواهم ونجواهم، يسمع  من يناديه فيجيبه ويلببه. 

أخي المسلم الله معك دائماً 

، في كل وقت  بابه مفتوح  أمامك في كل وقت دون حاجبٍ ولا بوَّاب  في كل لحظة يتجدد لقاءك به تعالى  ، في كل ركعة من ركوعك وسجودك وقيامك ، وفي نومك وصحوك ويسرك وعسرك ، وفرحك وحزنك وفي صحتك ومرضك  ، هو دائماً معك موعد يتجدد مع المولى  مع الخالق  مع الرحمن ، يراك ويسمعك  ، يبسط يديه إليك بالخير والعطاء و|الرزق|  والستر والعافية والإجابة 

   هو الرب هو الكريم  ، هو الرحيم هو التواب ، هو الغفور  هو الملك ، فهرول إليه ، إنه الله الكبير الذي تصغر  وتهون عنده كل الصعاب ، وتتبدد الهموم وتنجلي الكروب ويجاب الدعاء . 

عند قيامك للصلاة بالليل  ، ارفع مطالبك إليه واطرح همومك بين يديه ، إنه يعلمها فهو العليم، لكنه يحب دعاءك ، ويحب أن يسمعك تناديه ، هو قريب منك، أكثر مما تتخيل إنه هو السميع المجيب . 

*  أسلِم أمورك وقيادك إليه ، وتوكل عليه . 

وكن دائماً أخي حسن الظن برب العالمين . وكن على ثقة بالإجابة ، فهو الكربم الذي يحبك ويكرمك ولا ينساك ، ولا يتخلى عنك. 

  جاء في الحديث القدسي 

قال الله تعالى :أنا عند حسن ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني في نفسه ، ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ، ذكرته في ملأ خير منه، وإذا تقرب إلي بشبر ، تقربت إليه ذراعاً ، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة. قد عرفتَ طريق الإجابة  والقبول ، فلا تتردد ادعوه وتضرع إليه ، وخذ  بالأسباب تجني من طيب الثمار ، ويكرمك المولى بالقبول ويمنُّ عليك بإجابة الدعاء. 

للحديث تتمة  ، فكونوا معنا في مقالتنا القادمة لنتعرف  معاً على اسرار قبول الدعاء ، ومتى يكون الدعاء مقبولاً؟ وكيف نتحرى أوقات القبول والإجابة ؟ 

هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/21/2022 10:42:00 م

متى يكون الدعاء مقبولاً وكيف نتحرى أوقات القبول والإجابة  -الجزء السادس -
 متى يكون الدعاء مقبولاً وكيف نتحرى أوقات القبول والإجابة  -الجزء السادس -
تصميم الصورة : رزان الحموي 
   
تعرفنا في مقالتنا السابقة عن الأعمال التي تقربنا من الله تعالى ، وتجعل دعاؤنا مستجاباً ، وكيف نسعى لنكون عنده جل وعلا  من المقبولين المشمولين بمحبته ورضاه ورعايته  ونكون من عباده الذين ينالون الحظوة عنده ، وينالون  شرف القبول. 

وسوف نتابع تتمة ما بدأناه ، ونتحدث عن ثمرات الثقة بالله تعالى ، ونتائجها فكونوا معنا .  

ثمرات الثقة بالله 

الثقة بالله ترفع العبد ، فيعلو  مقامه عند ربه  ويرتفع شأنه ، والدعاء عبادة بل هو مخ العبادة

لأنك كي تدعو وتقول يارب ، فهذا يعني أن إيمانك بربك ومولاك  كبير ، وثقتك بقدرته لا حدود لها  ، والله لايضيِّع عبداً  آمن به ودعاه ووثق  به فهو الكريم . 

والدعاء  للملك الديَّان يكسب العبد  راحة نفسية واطمئناناً ، ويزيده إيماناً وتسليماً  وثقة بأن مولاه دائماً معه ، فهو  واثق بعدالته مؤمن بقدرته التي ينجيه  بها ، فتهدأَ نفسه ويرتاح قلبه ، فلا يخاف ظلم العباد ، ولا يخاف جوعاً ولا هماً ولا فقراً ، ولا يخاف العاديات ولا الزمن ، ويتكل عليه  ويستبشر دائماً  بالخير ، ويشعر بالأمان والاطمئنان  ، لأنه يوقن بأن له رباً يحميه ، ولا يضيعه ولا يرضى له بالظلم   ، ويتولاه بالرعاية  ويحيطه بالعناية  واللطف، ويتكفل به ويرزقه ويطعمه ويسقيه ويشفيه ، ويفرج همومه ، ويدفع عنه كل بلاء عنه . 

الله معك أينما كنت  وفي كل وقت

أفلا  تدرك أخي المسلم مدى حاجتك إلى سند قوي  متينت تركن  وتأوي إليه ، يكون  دائماً معك وقريباً منك لا ينساك . ولا يتخلى عنك. 

ادعُ الله دائماً  ولا تملَّ الدعاء ولا تيأس وثق به فالفرج أتٍ وقريب .  

فكن  كما أمرك الله تعالى ، وكما يريدك أن تكون ، صالحاً مؤمناً  ورعاً نقياً  تقياً ، كي يحبك الله . 

صفات المؤمن 

*اتقِ الله  في كل ما آتاك في كل الأمور والأحوال  وفي كل الاوقات والظروف ، وابتغِ الدار الأخرة

* اجعل قلبك طيباً سليماً نقياً ، من كل غلٍّ وحقدٍ تنعم بصفاء الروح و|القلب| ، يطب عيشك ويرتفع شأنك ، وتصبح عند الله مقبولاً مجاب الدعاء فالله طيِّبٌ لا يقبل إلا  طيباً. 

* وليكن رزقك  ومطعمك  ومشربك حلالاً ، فيرضى الله عنك ولا يضيعك . 

كيف تنال مرضاة الله

احفظ نعمة الله من الهدر والإسراف، يحفظك الله ويرضى عنك ويزيدك ويعطيك ما تتمنى وتأمل بل وفوق ما تتمنى  ، فمن يحفظ نعمة الله يحفظه ويعطيه ويكرمه، 

* أصلح مابينك وبين الله تعالى ، تجنب نواهيه وافعل ما أمرك به ، وتقرب إليه بصالح الأعمال. 

* وأصلح مابينك وبين الناس ، وكن حسن الخلق ولا ترضى بالضرر لك، ولا لغيرك فلا ضرر ولا ضرار  . 

* وأصلح ما بينك وبين نفسك  ،حقق الإتزان بين دينك ودنياك ، ولا تهمل صحتك ولا تظلم نفسك بالذنوب والمعاصي ولا تقصر  ولا تتهاون في صحتك وبدنك ، واتقِ الله يطب عيشك  ويهنأ بالك ، وتصبح من السعداء  

جعلنا الله  من أهل الصلاح والفلاح ، وممن يرضى  عنهم، وأكرمَنا وإياكم بالقبول والإجابة. 

لا تنسوا المشاركة ..........

هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/19/2022 02:53:00 م

ماهي طريقة المساواة بين الدراسة والعبادة ؟
 ماهي طريقة المساواة بين الدراسة والعبادة ؟ 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
   

من الأشهر الروحانية عند المسلمين هو شهر رمضان

  وغالباً مايجد الطالب صعوبة في الموازنة بين دراسة وبين العبادات المتنوعة لهذا الشهر ، واليوم في هذا المقال سأقدم لكم 5 نصائح للموازنة بين الدراسة وشهر رمضان تابعوا معي :

~ أولاً سأبدأ لكم ببعض البرامج المقترحة لشهر رمضان ومن هذه البرامج

  ١- قلبي اطمأن .

٢- سين للأستاذ أحمد الشقيري .

٣- الثمن للاستاذ مصطفى حسين .

٤- منازل الروح للدكتور عمرو خالد .

٥- لقاء النبي محمد للأستاذ عمر سليمان  وغيرهم الكثير من البرامج المفيدة ذات هدف واضح ومفيد .

وسأبدأ معكم الآن بأهم هذه النصائح 

١- مصحف القيام : نقرأ القرآن باستخدام مصحف القيام : وهو مصحف كبير جداً مقارنة بالمصاحف الأخرى ، ولكن كل صفحة عبارة عن خمس صفحات من المصاحف العادية وبهذه الطريقة سوف تقرأ خمس صفحات مرة واحدة وليس فقط صحفة واحدة ، وتكون قد قرأت جزء كل ٤ أو ٣ أيام .

٢- صديقتنا الصدوقة وهي المسبحة اليدوية أو المسبحة الإلكترونية: ودائماً تكون في يدك  وبذلك تستغل أوقاتك خارج المنزل وداخل المنزل ولا تضيع أي دقيقة من وقتك إلا وسبحت فيها لله تعالى  فاتركها دائماً في يدك كي لا تنسى .

٣- أصدقاء شهر رمضان : ويجب أن نتشارك مع أصدقائنا ونتفق على الأمور التي سنفعلها في رمضان مثل ( عدد الختمات التي سنقوم بها ، شرح وتفسير السور ، المنافسة مع الأصدقاء في كمية التسبيح ) .

٤- مذكرة رمضان : يجب أن يكون لدينا مذكرة لرمضان تختلف عن مذكرة رمضان الماضية ، وفي هذه المذكرة سيكون مخصص للجانب الروحي وستجد فرق بين رمضان ورمضان ومقارنة لتشعر أنك تقدمت عما سبق . 

٥- استحضار النية : دائماً مع نية الدراسة لأجل الدنيا وأيضاً الدراسة لأجل الآخرة ، وأخلط مع الدراسة والعبادات والتسابيح ليكون العمل كله خالص لوجه الله تعالى 

 والأمثلة عن استحضار النية قبل الدراسة [ الدراسة فرض كفاية ، من سلك طريقاً يلتمس فيه عملاً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ، رضا الله تعالى ، رضا الوالدين ، أكون مستقلة مادياً ، إبقاء أهلي فخورين بي ] ، علقها في غرفتك وأمامك كي لاتنسى أن تستحضر النية .

بمعني أنه يجب أن تكون دراستك أكبر منك ولأجل مستقبل الوطن و|بناء الوطن| ، وبالتالي تشعر أن دراستك أصبح لها قيمة وأهمية أكبر ويزداد حماسك وقدرتك على التركيز . 

وفي نهاية حديثنا الممتع والذي يصعب حصره في مقال واحد أرجو أن تتبعوا هذه النصائح في| شهر رمضان| لكل نصل إلى موازنة صحيحة بين |العبادات| وبين الدراسات ونكسب الأمرين معاً .

روعة شعبان 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/17/2022 12:32:00 ص

آثار العبادات ونتائجها وثمراتها
آثار العبادات ونتائجها وثمراتها 
تصميم رزان الحموي

العبادة

 هي مجموعة من الأعمال التي يقوم بها العبد حباً بالله تعالى ، وتقرباً إليه وامثالاً لأومره في الطاعة ، وتتجلى بعدة أركان يمارسها العبد بالقول والعمل والسريرة 

وقد تكون ظاهرة أمام الناس كالصلاة والحج وغيرها ،أو تكون بين العبد وربه كعبادة الصيام . 

وأما العبادة بالقلب والسريرة ، فتكون بما وقر في قلب الإنسان من يقين مطلق بخالقه ، وإيمان صادق بوحدانيته ، وبأنه الواحد الأحد جل وعلا الجدير بالعبادة والطاعة. 

وأما العبادة باللسان ، فتكون انطلاقاً من النطق بشهادة لا إله الا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله وهي أول |أركان الإسلام| ، ثم بالأذكار والتسبيح والتحميد والتهليل والإستغفار وتلاوة القرآن الكريم ، كتاب الله المنزل. 

وأما العبادة بالعمل فهي التصديق بالعمل ، لما وقر في القلب من إيمان ، وتكون بأداء مجموعة من الفروض والواجبات والأركان ، أمرنا الله تعالى بها  كالصلاة والصيام والحج والزكاة . 

قال تعالى  : (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون) 

والعبادة تضفي على العبد السكينة والخشوع والصفاء، وتهذب الروح  والنفس والطباع ، وتؤثر على سلوكه لأنه يسمو بروحانية عالية ، فتتهذب طباعه ، ويبتعد عن النقائص والرذيلة ، ولأنه يسعى إلى مرضاة الله تعالى 

فإنه يتجنب كل ما يشعر بأنه ينتقص من عبادته وإيمانه، فيبتعد عن كل ما نهاه الله عنه ، من شرور وآثام وذنوب تغضب المولى تعالى  . 

فيلين قلبه وتسمو روحه ، وتنضبط أعماله فتراه طاهر للقلب نقي السريرة جميل الصفات ، ويبتعد عن كل التصرفات وحتى الشبهات التي تقوده إلى ارتكاب| المعاصي |، فيتجنبها ليكون جديراً برضى الرحمن  ، ويفوز برضوانه وجنانه. 

لهذا فالمسلم صادق أمين بار كريم سمح ، يبتعد عن الملذات المحرمة والشهوات الدنيئة، ويزكي نفسه بالفضائل والصالحات من زكاة وحج وصدقات وصيام 

 ويتجنب| الفواحش| من شرب للخمر وزنا وسرقة وغش ، لأنه يمتثل لأوامر الله تعالى ويتجنب نواهيه ، ويحرص على أن يكون طاهراً نقياً ، فيغض بصره عن المحرمات ويده ورجله ولسانه، فلا يسرق ولا يقتل ولايزني ولا يكذب ولا يقتل ولايغش  ولا...... 

لهذا فالعبادة تقرب العبد من ربه ، وتزكيه وترفعه إلى مرتبة العبد الصالح 

 وقد جاء في الحديث الشريف : ( لايزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فأذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به  وبصره الذي يبصر به  ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) 

ماهي آثار العبادة؟ 

تتجلى أثار العبادة على العبد، بنور يضيئ وجهه وسماحة تغشاه ، وبلين في الطباع ، وحلاوة في الأفعال، وانضباط في الأقوال ، وتهذيباً وصدقاً في المعاملة ، وفضائل تتجلى في سلوكه كالصدق والأمانة والوفاء والإخلاص مع نفسه  ومع الآخرين 

ويتصف بمكارم الأخلاق، لأنه يراقب تصرفاته حتى بينه وبين نفسه، فهو يوقن بأن الله يراه ويسمعه أينما كان. 

وكذلك فإنه يتوكل عليه ويوقن دائماً بأن الله تعالى دائماً معه ، يبعد عنه كل خطر ويدفع عنه كل سوء ويرفع عنه البلاء ، فهو يحميه ويكفيه ويحرسه وينجيه  ويثيبه ويطعمه ويسقيه ويشفيه، فيوكل أمره اليه ويشعر بالأمان وبالثقة والراحة والإطمئنان.... 

وقد جعل الله تعالى لكل حركة وسكنة يتقرب بها العبد إليه تزكية وتطهيراً له، ورفعاً لدرجاته وتقرباً إليه، 

وللحديث عن أثار العبادات وثمراتها بقية ,,,, إقرأ المقال التالي ... 

هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/17/2022 12:32:00 ص
آثار العبادات ونتائجها وثمراتها
 آثار العبادات ونتائجها وثمراتها 
تصميم الصورة رزان الحموي

استكمالاً لمقالنا السابق نتابع الحديث في مقالتنا عن نتائج العبادات وثمرتها وسنتحدث عن :

أهمية الوضوء وعلاقته بالعبادة 

يحب الله العبد نقياً طاهراََ نظيفاً من الذنوب والأوساخ والأدران الدنيوية ، فجعل العبادة مقرونة بالطهارة والنظافة ، وشرع لنا الوضوء قبل مباشرة العديد من العبادات كقراءة القرآن و|الصلاة |التي هي أحد أهم أركان الإسلام ، ليقف بين يدي ربه طاهراً نقياً نظيفاً ، قبل مباشرة الصلاة. 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن  يتوضأ ويحسن الوضوء  : ( إذا توضأ العبد فأحسن وضوءه  فغسل وجهه ، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء ، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء ، حتى يخرج نقياً من الذنوب) 

وجعل لمن يسبغ الماءفي وضوئه عظيم الأجر والثواب

وقال النبي:( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده ، حتى تخرج من تحت أظفاره) 

وقال رسول الله:( إن أمتي يدعون يوم القيامة غرراً محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل)  

وقد جعل الله لمن يحسن وضوءه ، ويسبغ من مائه علامات تتجلى بضياء ونور يغشي وجهه فإذا وقف للصلاة فيكون جديراً بالوقوف بين يدي ربه، حين يستقيم للصلاة التي هي من أهم العبادات ، فالصلاة صلة بين العبد وربه يدعوه ويناجيه ويسبحه ويمجده ويبثه همومه وشكواه  وهي تطهيراً له من الذنوب، 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :

(أرأيتم إذا كان بباب أحدكم نهراً يغتسل منه كل يوم خمس مرات ، هل يبقى من درنه شيئاً؟ قالوا لايبقى من درنه شيئ ، قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) 

وقال الله تعالى( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) 

وقال رسول الله: ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن مالم تغش الكبائر) 

وقال رسول الله :( مامن امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها ، وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، مالم تؤت كبيرة) فالصلاة تزيد العبد قرباَ من ربه  ، وترفع مكانته عنده  ، حتى يبلغ أعلى الدرجات. 

  قال النبي لثوبان :(  عليك بكثرة السجود فإنك لاتسجد سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحط بها عنك خطيئة) وتجعل الصلاة للمصلي في مقام المناجاة لله 

 ومن فضائل الصلاة أن الله يقبل على عبده فقال النبي:( لايزال الله مقبلاً على العبد في صلاته مالم يلتفت فإذا صرف العبد وجهه انصرف الله عنه)  وكذلك فالصلاة تجعل العبد بمعية رسوله وحبيبه المصطفى في| الجنة  |

كان ربيعة بن كعب يخدم النبي ، فقال النبي لربيعة سلني قال : اسألك مرافقتك في الجنة فقال النبي أعني على نفسك بكثرة السجود .

ومما يرفع درجات العبد عند ربه قراءة القرآن الكريم وتدبر آىاته ، فإذا داوم العبد عليها رفعت درجاته

جاء في الحديث الشريف أنه  يقال لقارئ القرآن  

اقرأ ورتل وارتق، كما كنت تقرأ في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية قرأتها. 

  وكذلك فعبادة الصيام عبادة عظيمة ، وله مكانة لا يعدلها مكانة

يقول الله تعالى  :(كل عمل ابن آدم له إلا |الصيام |فإنه لي وأنا أجزي به) 

وأما الزكاة ففيها تطهير للعبد وتزكية له ولماله ،وفيها من عظيم الأجر والثواب فهي كفارة للذنوب ، مطهرة للنفس. 

قال تعالى : (خذ من أموالهم صدقة تزكيهم وتطهرهم بها) 

وجاء في الحديث الشريف أن (صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى) 

وقال الرسول الكريم عن الحج : أن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . 

وأن من حج فلم يرفث ، ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه . 

وهكذا نجد أن في كل عبادة تقرباً للمولى وتكفيراً للذنوب ورفعاً للدرجات


جعلنا وإياكم ممن يحسنون القول والعمل ويرتقون بالعبادات 

هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/05/2022 05:53:00 م

الوصايا الإلهية العشر التي وردت في القرآن الكريم(الجزء السابع)
 الوصايا الإلهية العشر التي وردت في القرآن الكريم(الجزء السابع) 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
استكمالاً للمقالة السابقة التي تناولنا فيها الوصايا  نكون قد وصلنا للوصية التاسعة قكونوا معنا . 

تتحدث الوصية التاسعة من الوصايا الإلهية عن الوفاء بالعهد:

قال الله تعالى  :إ(ن العهد كان مسئولا) 

ويعتبر الوفاء بالعهد من الأخلاق النبيلة ، والصفات الحسنة التي يتصف بها الإنسان ، وقد أمرنا الله بها ، وفيها احترام وتقدير للذات وللغير ودليل على الإحساس بالمسوؤلية، وحفظاً للعهود والمواثيق. 

قال الله تعالى :

(إن العهد كان مسئولاً)

وقد اتصف العرب منذ أيام الجاهلية بصفة الوفاء بالعهد ، وكانوا يحرصون عليه ، ولو كلفهم  الأمر حياتهم ومايملكون ، ثم جاء الإسلام وأرسى تلك الصفات النبيلة ، ورسخها وأوصى بها، قال الرسول الكريم :

(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فيكم) 

والوفاء بالعهد من الخلق القويم الذي يعزز| الثقة| وينشر الاطمئنان بين أفراد المجتمع، فحين يلازم القول العمل ، فهنا يكون المرء أهلاً للثقة، ومن الأجدر للمرء أن يلتزم بالكلمة ، ولا يلقي الكلمات  والوعود جزافاً ، ليكون بمقدوره |الوفاء| بما وعد حتى لا يضطر إلى نكث عهوده. 

- والوفاء بالعهد يكون بين الناس فيما بينهم  

وهذا يندرج على العلاقات المتبادلة بين الناس ويجعلها سليمة صحيحة . 

- وبين العباد وخالقهم  وما أجمل أن يلتزم العبد بعهده ، ويصدق مع خالقه ، ويؤدي فروض الطاعة والعبادة ، ولا ينحاز عنها ففيها الفوز المبين. 

وبالوصية العاشرة نكون قد استكملنا الوصايا الإلهية العشر  :وهي تنص على 

اتباع صراط الله المستقيم  الذي يقودنا إلى مرضاة الله تعالى ويوصلنا إلى رضوانه وجنانه. 

ويكون مستمداً من هدي |القرآن الكريم| ، ومن الالتزام بمحتواه ومنهجه واتباعه  ومن الحرص على تطبيق تعاليمه ، وبما أوصانا به

 قال الله تعالى ( ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) 

فالقرآن الكريم  قص علينا القصص وحدثنا بأمور الأولين والآخرين من قبل ومن بعد ، لنعتبر منها  ونتعلم كما وبين لنا الأحكام فيما بين الناس لنستمد منها، ومن الشرائع والسنن القوانين ، ونستنبط الإجتهادات في أمور |الدين والدنيا|

والذكر الحكيم هو سراج النور  وسبيلنا للوصول الى درب الهدى  ويقودنا إلى الطريق المستقيم

والذكر الحكيم وصراط الله المستقيم: 

هماالطريق  الأكيد  ، والمنارة للوصول إلى الهداية والتقى، وهذا الطريق الذي يسعد من يسلكه ،ويهنأ من يسعى إليه، ويفوز من يمشي إليه ،  وهو الذي لاتضل به النفوس ، ولا تتنازعه الأهواء ، فلا يشقى من انتهج القرآن الكريم ، ففيه كلام الله تعالى وتعاليمه، وفيه صدق القول ، وفيه |العدل والعدالة| ، لذلك ففي تدبره والعمل بهديه، وتدبر آياته وفهم معانيه ، دواء من الأسقام ، ودواء للأجساد وغذاء للروح والجسد، وفيه سعادةَ تغمر القلوب ، فيه شفاء وارتقاء للنفس والجسد والروح  ، إنه طب القلوب والنفوس ودواؤها

فاتقوا الله عباد الله في السر والعلن ، وتدبروا آياته ، واحرصوا على ما وصاكم به جل وعلا في كتابه العزيز ، وخذوا نصيبكم من تلاوة القرآن وفهم معاني آياته، وداووا به أمراضكم الجسدية والنفسية ، ففي آياته شفاء ودواء للقلوب والأجسام.

وأحيوا قلوبكم بكثرة تلاوته وسماعه، وزينوا بقراءته مجالسكم ، ففيه تتنزل البركات والرحمات والسكينة ، وترتفع الدرجات وترتقي النفوس

وعند تلاوته تتنزل الملائكة ، وتغشى أهل القرآن الرحمة ، وتحفهم الملائكة

جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن وخاصته ، وممن يعملون به وجعل القرآن الكريم خلقنا وعملنا . وشرح به أفئدتنا وصدورنا

جزاكم الله كل خير...........

هدى الزعبي 


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/05/2022 05:52:00 م

  الوصايا الإلهية العشر كما وردت في القرآن الكريم (الجزء السادس)
 الوصايا الإلهية العشر كما وردت في القرآن الكريم (الجزء السادس) 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
سنكمل مقالتنا السابقة و  نتابع في  مقالتنا هذه الوصية السابعة من الوصايا الإلهية ، ونتحدث فيها عن

 الأمر بإيفاء الكيل والميزان 

وعدم التطفيف عند |الكيل والوزن| لإعطاء الشاري حقه  وقد حض الإسلام على التعامل بأمانة وصدق في البيع والشراء ، وفي التبادلات التجارية لتقوم على أساس المصلحة العامة ومنفعة الناس ، وليس بهدف تحقيق المنفعة الخاصة والربح الفاحش على حساب الآخرين ، واستغلال حاجتهم ولقمتهم ، واعتبر عدم تأديتها بالشكل المشروع  ، غشاً لا يرضي الله تعالى ولايجوز السكوت عنه ، أو التهاون فيه. 

قال النبي الكريم صلى الله عليه رسلم  : (من غشنا ليس منا) 

واعتبر ان انتقاص الوزن والميزان والكيل والمقياس من الأشياء المحرمة

 التي تسيئ الى العلاقات الإجتماعية ، فهي تفقد |الثقة بين البائع والمشتري| ، وتهدر الحقوق ، واعتبر أن الغش يضيع الحقوق ، ويفقد الاحترام ، ويفوض العلاقات بين الناس ، ويسبب |الفساد في المجتمع |.

 يقول الله تعالى: ( أوفوا الكيل ولاتكونوا من المخسرين ، وزنوا بالقسطاس المستقيم ، ولاتبخسوا الناس أشياءهم ، ولاتعثوا في الأرض مفسدين)

ولهذا معشر التجار تعاملوا بصدق وأمانة ونزاهة وأخلاص في البيع والشراء ، واجعلوا التقوى أساساً ومقياساً للتعامل فيما بينكم ، وفيما بينكم وبين المشترين، تسعدوا ويزداد رصيدكم من المحبة ، ويعم الخير  والبركة، وأخلصوا في الأداء وعاملوا الناس كما أمر الله تعالى ، ولا تظلموهم ولاتغشوهم بالبضائع الفاسدة لتأكلوا أموالهم بالباطل ، ولاتطففوا المكيال والميزان ليزداد ربحكم

 قال النبي الكريم:( التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء).

وأماا لوصية الثامنة من الوصايا الإلهية العشر فتنص على

 تحقيق العدل وإقامته بين الناس في الأقوال والأفعال

 في كل وقت وزمان  وفي كل حين في شتى الظروف  ويجب تحقيق المساواة والعدل بين الجميع حتى وإن كان المحتكمين من الأعداء ، فالحق حق لا تهاون ولا تجاوز فيه، ولا حساب لمحسوبيات أو لذوي القربى 

 وقد أمرنا الله تعالى بإقامة العدل و|المساواة بين الناس| ،  لئلا يقع الظلم على أحد ويختل ميزان العدل ، وتضيع الحقوق . 

قال الله تعالى :

(وإذا قلتم فاعدلوا ، ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون ، وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) 

وقال تعالى :

(إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإىتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) 

وإن إقامة العدل يجب أن يكون محَققاً لكافة فئات المجتمع دون استثناء ، كبيرهم وصغيرهم نساؤهم ورجالهم ، قويهم وضعيفهم ، قريبهم وبعيدهم ، غنيهم وفقيرهم ، فالمهم أن تتحقق شروط العدل والمساواة ، بأمانة ودون تمييز  ودون شروط، 

وقد جعل الله تعالى الإمام العادل الذي يقيم العدل ، ويحقق شروطه بين الناس مع السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله

إن تحقيق العدل بين الناس يرفع الظلم ويزيل العداوة والضغينة والأحقاد، ويقوي الروابط الإجتماعية ، ويزيدها متانة فيعيش الناس متحابين متضامنين ، راضين سعداء، لأنهم واثقون بأن حقوقهم لن تضيع ولن تهدر في ظل قضاة يتصفون بالنزاهة والأمانة ، ويقيمون العدل وأنهم يتعاملون بتجرد ودون انحياز ، ويحققون مبدأ المساواة  مع الجميع ويدركون أن حقوقهم في مأمن من الهدر والنهب والإعتداء والضياع فهي مصانة لايستطيع أحد سلبها ، فيعيش الجميع بهناء واستقرار وأمان ، لأنهم يعلمون أنهم بين أيد أمينة تقيم العدل ، وتحق الحق وتحميهم من الظلم . 

لمعرفة الوصية التاسعة من الوصايا الإلهية العشر تابعونا في مقالتنا القادمة

هدى الزعبي


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/05/2022 05:52:00 م

الوصايا الإلهية العشر التي وردت في القرآن الكريم(الجزء الخامس)
 الوصايا الإلهية العشر التي وردت في القرآن الكريم(الجزء الخامس) 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
سنكمل الجزءالسابق و نتابع الحديث عن الوصية الإلهية السادسة من وصايا الله تعالى  والتي

 ينهانا فيها عن أكل أموال اليتامى ظلماً وعدوانا . 

يزخر القرآن  الكريم والسنة الشريفة بالعديد من الآيات والأحاديث التي تحض على |كفالة اليتيم| ورعايته وعلى تكريم من يكفله ، ويقوم برعايته واحتضانه بعظيم الأجر وجزيل الثواب ، وقد خصه الله تعالى بمرتبة عالية في الجنان ، وجعله في جوار وصحبة الحبيب المصطفى . 

قال النبي صلى الله عليه وسلم :

(أنا وكافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة ، وأشار بالسبابة والوسطى) 

ولأن اليتيم يفقد بموت أبويه أو أحدهما  اليد الحانية التي ترعاه وترعى حقوقه، وتحميه  وتحنو عليه ، فقد أمرنا تعالى بالعطف عليه وبحسن معاملته ، قال النبي الكريم :

(خير بيت في المسلمين ، بيت فيه يتيم يحسن إليه ، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه) 

جاء رجل إلى النبي وشكا إليه قسوة قلبه، فقال له النبي: ارحم اليتيم وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك، يلن قلبك وتدرك حاجتك) 

وهكذا نجد أن كفالة اليتيم حالة انسانية سامية تدل على حسٍّ عالٍ بالمسوؤلية ، وعلى نفس كريمة نبيلة سمحة، تمتلئ بالرحمة وتفيض بالحنان، 

وقد حض  الإسلام على كفالة اليتيم و شرعها وبالغ في تكريم كافل اليتيم ، ووعده برضى الرحمن ، وبصحبة نبيه بالجنان ، وبجزيل العطاء لما له من أثر طيب ، وخير عميم ، وحماية لأفراده من الضياع. 

فما  أجمل أن تمسح بيد حانية رأس اليتيم 

 وما أجمل أن يضم المرء يتيماً إلى عياله وأولاده. ويتعهده بالعناية و|العطف والحنان| ، فيمسح دمعته ويخفف ألمه ويحميه من الضياع ، ويحمي أمواله وحقوقه، ويهتم بتربيته وتعليمه ، وفي هذا رضى للرحمن  وبسطاً وبركة في |الرزق| ، وتماسكاً للمجتمع ، وصلاحاً وإصلاحاً لأفراده . 

كما وحض الدين على رعاية حقوق اليتيم  والحفاظ على أمواله 

 وشدد على عدم التهاون بها وتوعد من يسلبه ماله  أو حقوقه بأشد العقاب . 

قال الله تعالى  : (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ، إنما يأكلون في بطونهم ناراً ، وسيصلون سعيراً ) 

وقال تعالى : ( وأتوا اليتامى أموالهم  : ولا تتبدلوا الخببث بالطيب ، ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً) 

وقد يكون اليتيم صغيراً ، ولا يقدر على إدارة ماتركه له والديه، فهنا يجب الحفاظ على ماله ريثما يكبر ويصبح قادراً على إدارتها والتعامل معه بحرص وأمانة ، فلا يجوز هدر أمواله أو التصرف بها إلا على الشكل الذي يحميها وينميها 

قال الله تعالى : (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ، حتى يبلغ أشده) 

وقال تعالى ( أن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ، إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) 

وهكذا نجد ان الله تعالى قد جعل اليتامى أمانة في أعناق الجميع ، وحض المجتمع على رعايتهم  والحفاظ على حقوقهم  ، والتعامل معهم بمنتهى الأمانة وبكفالتهم ورعايتهم . 

تابعونا لنتعرف على بقية الوصايا الإلهية التي أوصانا الله تعالى بها في مقالتنا القادمة

هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/05/2022 05:52:00 م

الوصايا الإلهية العشر التي وردت في القرآن الكريم(الجزء الثالث)
 الوصايا الإلهية العشر التي وردت في القرآن الكريم(الجزء الثالث)
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
 سنكمل الجزء السابق و نتابع معاً 

الوصية الثالثة من الوصايا الإلهية العشروهي تتحدث عن 

النهي عن قتل الأبناء مخافة الفقر  . 

يجب أن ندرك أن من خلق الخلق متكفل بإعالتهم وأنه قادر سبحانه وتعالى على رزقهم ورزق  آبائهم ، وهو نعم الكفيل ونعم الوكيل ، وهو الرزاق الكريم المسؤول عن أرزاق البشر وجميع الخلائق.

 وهو الغني والقادر الذي يرزق من في السماوات والارض جميعاً بغير حساب  ولا منٍّ

 وقد جاء في الحديث الشريف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

(لو أنكم توكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً) 

وقال تعالى  :

(وما من دابة في الأرض ، إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها ، كل في كتاب مببن) 

وقال تعالى:

(إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) 

وقال تعالى :

(وكأين من دابة لاتحمل رزقها  الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) 

وقد كان العرب الجاهليون قبل الإسلام 

يقتلون أبنائهم  خشية الفقر و|الجوع| والفاقة ، فجاء الإسلام ليمحو تلك العادة المخيفة ويحرمها . وليعلمهم أن يتركوا أمور الرزق للرزاق الكريم . 

والقرآن الكريم زاخر بالآيات التي توكد بأن الله تعالى هو الرزاق الكريم، المتكفل  بأرزاق خلقه وعباده ، وهو يدعو عباده للتوكل عليه ، فهو نعم المولى وأن يتركوا أمر الرزق إليه ، وأن لايخافوا فقراَ ولا جوعاً ،وأن لا تخيفهم صعوبات الحياة ولا ضائقاتها المادية مهما بلغت ، بل عليهم أن يسلموا أمرهم لله ، ويسعوا للرزق ويعملوا، ثم يبسطوا أكفهم إلى رب السماء ، وصاحب الملك وباسط الأرزاق الذي يتولى عباده ، والذي لاتفرغ خزائنه ولا تنضب خيراته ، والذي يعطي بلامنٍّ ولا حسابٍ ولا يخيب سائله . 

الوصية الرابعة جاءت الوصية الرابعة من الوصايا الإلهية العشر في

 النهي عن الفاحشة من عمل و قول في السر والعلن. 

وقد أمرنا الله تعالى بالعفاف وبغض البصر  ، لأنه يجنبنا الكثير الكثير من الخطر  والشبهات والوقوع في المعاصي . 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا علي لا تتبع النظرة النظرة ، فإن لك الاولى وليست لك الآخرة ) 

والنظرة الأولى لك أخي وأختي المسلمة ، وأما الثانية فعليك أي تحاسب عليها. 

كما نهانا سبحانه وتعالى عن |الفواحش في العمل| والقول ، واما الفواحش في القول : فيكون بقذف المحصنات والسب والشتم والفاحش من القول وبذئيء الكلام  وقول الزور والبهتان، كما نهانا عن الغيبة والنميمة. 

وأما الفواحش في العمل فتكون باقتراف الزنا و|شرب الخمور| ولعب الميسر والربا ، واتباع الشهوات وغيرها، وكل مانهانا عنها رب العالمين . 

وقد قال رسول الله :في حديث عن ارتكاب المعاصي:  أن العين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع و............ إلى آخر الحديث الشريف.

فكل أعضاء الجسم معرضة للوقوع  في الرزيلة والمعصية والخطيئة ، مالم يعف المرء ويغض بصره ولسانه ويكف يده وسائر أجزاء بدنه عن المحرمات والمعاصي

فالطهارة والعفاف تنجي البدن من الدنس و المعاصي ،وقد اعتبرها رب العالمين من |المحرمات| المنكرات ومن الكبائر التي تستوجب العقوبة وإقامة الحد على فاعلها. 

جبنبنا الله وإياكم الفواحش ما ظهر منها وما بطن وابعدنا عنها  ، وجعلنا ممن يرضى الله ورسوله عنهم. 

كونوا معنا لنتعرف على تتمة الوصايا الألهية العشر في الجزء التالي


هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/05/2022 05:52:00 م

الوصايا الإلهية العشر التي وردت في القرآن الكريم (الجزء الثاني)
 الوصايا الإلهية العشر التي وردت في القرآن الكريم (الجزء الثاني) 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

سنكمل الجزءالسابق و نتابع الحديث عن الوصايا الإلهية 

الوصية التانية:الإحسان إلى الوالدين 

تتناول الوصية الثانية من الوصايا الإلهية العشر وهي تتحدث عن بر الوالدين والإحسان إليهما 

ففي برهما وإرضائمها طاعة ومرضاة للخالق، وهل هناك  من هو أولى منهما بطاعتنا وبرِّنا ورعايتنا

فنحن مهما بذلنا وقدمنا لهما نبقى مقصرين ، ولا يمكن أن نفيهما جزءاً مما بذلاه من أجلنا . 

ولبر الوالدين مكانة لا تعدلها مكانة ، فهو يزيد | الرزق والبركة|، ويطرح خيراً وجنياً وفيراً 

والإحسان فوق البر يفوقه منزلة وتكريماً ، وفيه ينال الإنسان المراتب العالية من الجنان ، ويرضي الرحمن . 

لماذا ذكر الله تعالى الإحسان في هذه الآية الكريمة؟ وما الفرق بينه وبين البر؟ 

البر فريضة، والإحسان نافلة، ومع ذلك فالإحسان يفوق البر فما الفرق بينهما؟ ولماذا جعل الإحسان إليهما على هذه الدرجة من المكانة والأهمية؟ 

إذا كان |البر| أن تلبي حاجةً طلبها أبواك أو أحدهما فالإحسان أن تلبي تلك الحاجة قبل أن يطلباها منك، أي أن تدرك بإحساسك ما يحتاجان وتكفيهما حاجة سؤالك

 وفي هذا منتهى البر تخيل مدى حرص الله تعالى على تكريم الوالدين يريدك المولى أن تشعر بما يحتاجانه ، دون  أن  يسألاك  وأن تعي  وتدرك بنفسك مطلبهما وحاجتهما ، وهذا يتطلب اهتماماً وإحساساً أكبر بشعورهما وقرباً منهما أكثر ، فيعطيهماً دفئاً وحناناً يحتاجانه ، وأن تعمل على إسعادهما والعناية بهما وطاعتهما، وتقديرهما وحمايتهما ورعايتهما ، دون تأفف أو تذمر، وأن ترحم ضعفهما وشيخوختهما وتحنو عليهما، وأن تقدم كل ما من شأنه أن يرفع شأنهما، وتشعرهما باهتمامك وتعتني بهما ، وتجل أحبابهما وأقرباءهما وأصدقاءهما إكراماً وتعظيماً لهما، وأن تكون رقيقاً لطيفاَ مؤدباً 

 ففي هذا تكريم لك ورفع لشأنك ، ولسوف يعود وينعكس عليك عاجلاَ أوآجلاً ، ففيه رضى من الرحمن ورضى من أبويك ومكسباً لك في حياتهما ، وبعد ومماتهما ، ولا تنسى بأن الأيام تدور دورتها ، وما تقدمه لأبويك ستجده في أولادك ، فإن قدمت براً فستجني براَ وأن زرعت جحوداً ونكراناً وعقوقاً ، فسوف تجني جحوداَ ونكراناً وعقوقاً ، لأن أبناءك سيتعلمون البر منك كدروس عملية، ويترسخ مفهوم البر في أذهانهم ، وسيطبقونه مستقبلاً معك.      

يقول النبي:( بروا آباءكم تبركم أبناءكم وعفُّوا تعفُّ نساؤكم) 

ولبر الوالدين مكانة لاتعدلها مكانة ، حتى أنه يفوق |الجهاد في سبيل الله| ، جاء رجل إلى النبي ليستأذنه في الجهاد فقال له  :

( أحيٌّ والداك؟ قال الرجل : نعم فقال له النبي: ففيهما فجاهد.) 

وإن الرزق والبركة والخيرمرهون برضى الأبوين وببرهما والإحسان إليهما. 

ومن المؤلم ارتفاع |نسبة العقوق| في هذا الزمن وابتعاد الأولاد عن نيل رضى الآباء ، حيث ساءت علاقة الأبناء بآبائهم وأمهاتهم ، بسبب ضعف| الروابط  الأسرية|، بسبب الركض وراء المشاغل الحياتية والسفر والغربة 

 فصار الولد يقتصر زيارات الود والتواصل برسائل صوتية، أو مكالمات هاتفية لاتلبي حاجة الأبوين  ، ولا تطفئ شوقهما ولا تعطيهما دفء المشاعر ، فيا أيها الأبناء حذار حذار وبرُّوا آباكم وقدموا ما استطعتم من البر لآبائكم

واحذروا العقوق والجحود والجفاء ، وإلا ندمتم وحرمتم ثواب الدنيا والآخرة، ولذهبت بركة رزقكم ، ولذهبت أعمالكم هباء منثوراً ، واغتنموا حياة والديكم ، فإن العمر قصير ، وفي برهما النجاة والفوز في الدنيا والآخرة ، فاركبوا قارب البر ليوصلكم إلى طريق النجاة، وبروا آباءكم كما

يجب وينبغي يبركم أبنادكم 

لمعرفة الوصية الثالثة من الوصايا الإلهية العشر انتظرونا في مقالتنا القادمة


هدى الزعبي


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/05/2022 05:52:00 م

الوصايا العشرالإلهية التي وردت في القرآن الكريم (الجزء الأول)
 الوصايا العشرالإلهية التي وردت في القرآن الكريم (الجزء الأول) 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
وصايا لو اتبعناها لسلمنا، وغنمنا ولعشنا بسعادة ونالنا خير عميم . 

وصايا دلنا عليها القرآن الكريم في محكم آياته وتنزيله

  لتكون منهجاً للبشر كافة ، وسراجاً ينير القلوب والدروب للوصول إلى مرضاة الله، والفوز بجنانه ولو اتبعناها لحظينا بسعادة الدنيا ، ونعيم الآخرة

وقد حدد الله تعالى الوصايا التي شرعها للبشر وبيَّن لهم فيها المحرمات والمحللات والمنهيَّات من خلال الآيات الكريمة :

(قل تعالوا أتلو ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ، ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ، ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) 

وقال تعالى

(ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ، ولا تقربوا مال اليتيم ألا بالتي هي أحسن ، حتى يبلغ أشده ، وأوفوا الكيل والميزان بالقسط، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) 

وقال تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى... ) 

وتتلخص تلك الوصايا ب

- عدم الشرك بالله قال تعالى( ألا تشركوا بالله شيئاً... ) 

- الإحسان إلى الوالدين (وبالوالدين إحساناً) 

- لا يجوز قتل الابناء خوفاً من| الفقر| والإيمان بأن الله تعالىٰ هو الرزاق (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم) 

- تجنب الفاحشة والابتعاد عنها (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن... ) 

- تحريم قتل النفس إلا بالحق( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) 

- النهي عن أكل أموال اليتامى (ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن.......) 

-  الأمر بإيفاء الكيل والميزان( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط  لا تكلف نفساً إلا وسعها... ) 

 - تحقيق العدل وإقامته في الأقوال والأفعال (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى...   ) 

- الوفاء بالعهد (وبعهد الله أوفوا....) 

- اتباع الصراط المستقيم (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ) 

ولسوف تناول كل وصية منها بشرح توضيحي من خلال مقالاتنا فكونوا معنا 

الوصية الاولى(عدم الشرك بالله تعالى) 

والإيمان المطلق بوحدانيته ، فهو سبحانه وتعالى الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له ، وقد حملت كل |الأديان السماوية| وجميع الرسل والأنبياء |رسالة التوحيد| ، فالله سبحانه وتعالى هو الجدير بالعبادة والطاعة ، قال الله تعالى  :

(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) 

وقد نادت جميع الرسالات السماوية بوحدانية الله تعالى ، ودعت إلى عدم الشرك به  ، فجميع المخلوقات تدين بالعبودية والطاعة له وحده دون سواه ، وتؤمن بأنه الخالق والقادر  وتدرك أن كل ماعداه هو مخلوق لا حول له ولاقوة ولا مشيئة. وهو يعلو على كل شيئ ولا تدركه أبصار وهوجل جلاله مدرك للأبصار ، ولكل شيئ وهو اللطيف الخبير العالم العليم. 

قال الله تعالى(لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) 

وإن الإنسان حين يقر بعبوديته لخالقه، ويقر له بالوحدانية ، فإنه يتحرر من العبودية لأي مخلوق

ويدرك أن أمره بيد الله تعالى وحده، ولا سلطة لمخلوق عليه، فلا يخضع ولا يخاف ولا يشعر بالذل . 

ولأن الإنسان لا يدين بالعبودية والطاعة إلا إلى خالقه الواحد الأحد، ولا يكون عبداً لعبدٍ ، ولا لمخلوق فهو عزيز لأن العزيز وحده هو مولاه وخالقه ، وأمره بيده وحده ، وهو الذي بيده ملكوت كل شيئ فلا يذله مخلوق مثله ، ولا يعزه سواه سبحانه وتعالى ، من هنا ندرك أن إيمان العبد بربه وحده والإيمان برسالاته وملائكته  وكتبه ، واستسلامه له ورضائه بقضائه خير وشره هو سبيله للسعادة والرضا والفوز والنجاة والشعور بالأمان والتحرر من |الرق والعبودية|. 

لمعرفة الوصية الثانية من الوصايا الإلهية العشر تابعونا في المقالة القادمة

هدى الزعبي 


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/02/2022 08:39:00 م

حقوق الجار وكيفية إكرامه
حقوق الجار وكيفية إكرامه
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

جاء في الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول الكريم قال :

ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه 

فمن هو الجار؟ 

ولماذا أولاه الله تعالى هذه المكانة ولماذا بلغ هذه المنزلة ؟ 


جارك :

 هو الشخص القريب منك الذي يسكن بالقرب من مكان  سكنك ودارك ومكان إقامتك أو عملك

 تربطك بك روابط أقوى من روابط القربى وتجعله أقرب إليك من أخيك ابن أمك وأبيك  يشاطرك هموم الحياة وأفراحها ، وقد يكون قريباً منك لدرجة أن داره يكون ملاصقاً لدارك ، فيشعر بما تعانيه وبما يفرحك 

 ويكون لك العون وتكون له المؤازر ، وقد قال الحكماء جارك القريب أولى من أخيك البعيد . 


مكانة الجار في الإسلام 

اعطى |الإسلام |الجار حقوقاً وأولاه مكانة عظيمة وأمرنا بإكرامه ورعايته والإحسان إليه وحمايته  ومراعاة حقوقه ، وشرع له الكثير من الحقوق ووصَّىٰ به رب العالمين. 


قال الله تعالى في كتابه العزيز :

( واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئاً ، وبالوالدين إحسانا ، وبذي القربى واليتامى والمساكين  والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل ، وماملكت أيمانكم ، إن الله لا يحب من كان مختالاً فخورا )

فلماذا جعل الله تعالى له هذه المكانة ، ولماذا منحه تلك الحقوق؟ 

لأن جارك يلازمك في كل ظروف حياتك ، ويكون قريباً منك 

 وقد يكون ولدك أو أخوك أو أي من أقربائك بعيداً عنك ، ولا تسمح له الظروف بالتواصل معك

 أما جارك فهو قريب منك يتواصل معك بشكل يومي ،ومستمر يعرف ظروفك وأحوالك ويشاركك ويقاسمك تفاصيل كثيرة من حياتك 

 تراه في صباحك ومسائك في مرضك وصحتك ، في فرحك  وفي حزنك . 

ماهي حقوق الجار؟ 

|الإحسان |إلى الجار لعظيم مكانته فقد أمرنا الإسلام بمراعاة حق الجار بالإحسان إليه ، وعدم إيذائه وقد قرن الإحسان إلى الجار في القرآن الكريم ، بالأمر بعبادة الله  والإيمان به، وبالإحسان إلى الوالدين

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليحسن إلى جاره ، ومن كان يؤمن بالله ، واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليسكت . )

كيف يكون الإحسان إلى الجار؟ 

يكون بإكرامه والعطف عليه ، ومد يد المساعدة والمعونة إليه ، وتفريج همومه ومشاركته أفراحه وأتراحه ، ومواساته عند| الشدائد |والمحن والدفاع عنه وإغاثة لهفته ، والمحفاظة على أسراره وبيته  وإكرامه  وتكريمه ، ورعاية أسرته وأولاده  في غيابه 

 وألا يسمح لأحد أن يؤذيه أو يطاله بمكروه ، وأن يحفظ له ماله وحقوقه ، ولا يعتدي على حقوقه. 

كما أن من |حق الجار| على جاره إهداء الطعام والشراب واللباس له ، لدفع شر الحاجة عنده ، وألا يؤذيه برائحة طعامه لاسيما إن كان فقيراً ، أو يعاني من صعوبات مادية ، والحرص على عدم وصول رائحة الطعام  المطهو إليه ، خشية أن يشتهي الطعام هو وأولاده ، ولا يملك إمكانية شرائه. 

إسداء النصيحة إليه إذا أخطأ ، والتماس الأعذار له  ومراعاة ظروفه، والتخفيف عنه. 

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ماآمن  بي من بات شبعاناً وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم )

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من سعادة المرء الجار الصالح والمركب الهنيء والمسكن الواسع)

بهذه المبادئ السامية يسود  المحتمع ، ويكتسب روابط متينة بين أفراده ، تقوم على الود والمحبة  والعطف

(قال الرسول الكريم والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يارسول الله لقد خاب وخسر من هذا؟ 

قال من لايأمن جاره بوائقه قالوا ومابوائقه؟ قال  شره

هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/02/2022 12:22:00 م

تسع نصائح لحفظ القرآن الكريم
 تسع نصائح لحفظ القرآن الكريم
تصميم الصورة : رزان الحموي

سنذكر لكم تسع وسائل أو نصائح تساعدكم على حفظ القرآن الكريم.

 روى مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين )

١) النصيحة الأولى : ( مصحف الحفظ ) .

يتميز مصحف الحفظ بأن صفحاته يجب أن تبدأ بآية أي برأس الصفحة آية و ينتهي برأس الصفحة آية .

٢) النصيحة الثانية : ( المصحف المُجزأ ) .

 سواء كان كل جزء مستقل بنفسه أو خمسة أجزاء مستقلة بنفسها .

كيف يساعدنا ذلك ؟

 سوف يساعدك أن تتحفز  لأن في طبيعة الإنسان أنه يشعر بالفرح عندما ينتهي من شيء أو ينجز مهمة معينة .

و بالتالي فعندما يكون لديك مصحف معين أو جزء معين وتنتهي منه ، فهذا يشعرك بإنجاز ، و من ثم تتحمس لأن تبدأ في الجزء الذي يليه ، أو إن كان لديك خمسة أجزاء مستقلة ، و قمت بحفظها فتشعر بالإنجار و يصبح لديك حافز  لكي تبدأ بالأجزاء الخمسة التي تليها .

 فنصيحتي لك أن تستخدم مصحف مجزأ سواء كان جزء أو خمسة أجزاء معاً .

٣) النصيحة الثالثة : ( قراءة الآيات قراءة متأنية ) .

لا أقصد بالقراءة المتأنية أن تقرأ الآيات كما يقرأها الشيوخ القرآء ، اقرأ قراءة متأنية أي اقرأ بالترتيل أو ببطء .

 لأن القراءة الغير متأنية التي نتبعها في الحفظ سوف تسبب مشكلة كبيرة جداً في تذكر للآيات .

فعند حفظ الآيات بقراءة سريعة  يتم نسيان الآية التالية  و نحتاج لقراءتها مرة أخرى بنفس السرعة للتذكر .

  فنصيحتي لك أن تقرأ الآيات قراءة متأنية ، لا أقصد بالتجويد ولكن ببطئ و تمعن .

٤) النصيحة الرابعة : ( تقسيم الآيات ) .

يفضل تقسيم الآيات أو تقسيم الصفحة التي تحفظها .

أي عندما تريد حفظ صفحة فلا تحفظ الصفحة كلها معاً ، و لكن احفظ جزء تلو جزء و بعد ذلك اربط هذه الأجزاء ببعضها البعض .

٥) النصيحة الخامسة : ( قراءة الآيات في الصلاة ).

اقرأ الآيات في |قيام الليل| أو في النوافل أو في الصلاة ، و هذا يساعدك على تثبيت الآيات و تثبيت حفظك .

٦) النصيحة السادسة : ( حفظ المعنى العام للآية ) .

بالتأكيد جميعنا لا يستطيع أن يحفظ أي شيء لا يعرف معناه .

 فنصيحتي لك أن تعرف المعنى العام للآية ، و إن استطعت فاقرأ التفسير الموجود على جانب صفحات القرآن أو اي تفسير بسيط.

 و يجب أن يكون قراءة تفسير الآيات قبل الحفظ أو أثناء الحفظ.

و لكن يفضل أن يكون قبل الحفظ.

٧) النصيحة السابعة : ( الالتحاق بالمعلم ).

 أي الحفظ على يد المعلم أو حلقات التحفيظ في |المسجد| أو تحفيظ القرآن الكريم.

و هذا سوف يساعدك أن تكمل مشوار حفظ القرآن الكريم ، لأن مشوار حفظ القرآن الكريم ليس بقصير .

ففي أول الحفظ يكون لديك حماس و حافز  و بعد حفظ جزء و جزئين و خمسة أجزاء  يسيطر عليك الكسل و عدم الحفظ .

فنصيحتي لك أن تلتحق بمعلم ليحفزك على الحفظ 

 و يتابع حفظك و يكون مشجع لك على الحفظ ، و يصبح لديك حافز أن تكمل و تختم |القرآن الكريم| ، و أيضاً سوف يساعدك أن تصحح تلاوتك ، و هذا لن تفعله إن قمت بالحفظ وحدك .

٨) النصيحة الثامنة و هي خاصة بالشباب : ( أن تجد مسجد ليس فيه إمام )

أي أن تذهب لمسجد ليس فيه إمام و قم بالصلاة فيه مع أصدقائك أو الناس فيه و كن لهم إماماً ، وهنا سوف تؤجر على هذا العمل ، و سوف تثبت حفظك للقرآن .

٩) النصيحة التاسعة و الأخيرة : ( الترديد و التكرار ) .

 أقصد بالترديد و التكرار هو أن تردد وراء معلم أو شريط لقارئ متقن لأحكام التجويد .

أي فتح صوت شيخ يقرأ القرآن و الإعادة بعده ، و بذلك تحفظ القرآن بشكل صحيح و بشكل أسرع .

أثابكم الله كل خير..........
 رهف ناولو 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/02/2022 11:46:00 ص

الأمراض الناتجة عن اللسان وكيفية علاجها
 الأمراض الناتجة عن اللسان وكيفية علاجها  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر

مرض الكذب 

يعتبر الكذب أحد أمراض اللسان وهو من أشد آفات الأمراض الإجتماعية فتكاً بالمجتمع لأنه من أخطر الأشياء التي تقوض بنيانه وتؤدي إلى فساد  العلاقات الإجتماعية 

فالكذب عادة سيئة ، وغير محمودة العواقب  تفقد الإتسان احترام الناس وثقتهم وهو من الأشياء التي نهانا الله تعالى عنها ، بل واعتبرها خطيئة تستوجب التوبة ،

 قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :( أعظم الخطايا وأخطرها عند الله ، اللسان الكذب) 

كما اعتبره الإسلام نفاقاً وبعداً عن الفضيلة  و|الأخلاق القويمة| والإيمان . 

قال النبي الكريم صلوات الله عليه :

(آية المنافق ثلاث ، إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف. وإذا عاهد غدر ) 

وقد تميز الرسول الكريم عليه السلام بصفتي |الصدق والأمانة |، وعرف بهما حتى صار أعداؤه يثقون به ، وكان يسمى بالصادق الأمين 

ويجب عدم التهاون بالكذب، لأن الاستمرار  والتمادي فيه يسوق إلى الفجور  ، والفجور يسوق إلى النار . 

ما هي نتائج الكذب؟ 

- ينال الكاذب سخط الله ويستوجب عقوبته، والاستمرار فيه يودي بصاحبه إلى النار . 

- والكذب يعتبر خيانة أيضاً ، فقد جاء في الحديث الشريف :(كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك مصدق ، وأنت به كاذب) 

- يخسر  الكاذب ثقة الناس واحترامهم. 

- يناله الخزي والإحراج أمام الآخرين ، عندما يتم اكتشاف كذبه، لأن حبل الكذب  قصير. 

- يمتنع الناس عن تصديقه ، ويعتبرون كل كلامه كذباً حتى ولو صدق. 

- كما وأن الكذب يذهب البركة ، ويقلل الرزق إذ يبتعد الناس عنه ، ويتجنبون التعامل معه. 

- ويترك الكذب عواقب نفسية سيئة ،عندالشخص الكذاب ، فيشعر  بأنه منبوذ ووحيد ، وغير مرغوب فيه. 

كيف نعالج الكذب؟ 

إن الكذب ذنب وخطيئة يستوجب الرجوع عنه الاستغفار والتوبة والإنابة  ، مع الحرص بعدم العودة إليه .

ويجب تدارك هذه الآفة منذ الصغر ، واهتمام   الأهل بغرس القيم في نفوس أبنائهم ، وعدم التساهل معهم بحجة أنهم لا يزالون صغاراً ، فإن الكذب يتأصل في نفوس الصغار ويكبر معهم ويصبح عادة يصعب التخلص منها ، ويجب أن نبين لهم |نتائج الكذب| وعقوبته ، وعلينا أن نكون قدوة لأبنائنا ، ومثلاً أعلى لهم في الأخلاق الفاضلة من صدقٍ وأمانةٍ وغيرها. 

تحسين صورة الشخص الكاذب أمام الناس أمر ضروري، ويكون بإظهار التوبة والرغبة الأكيدة في الإقلاع عن الكذب

  الغيبة

هي الآفة الثانية من آفات اللسان ، وهي أن تذكر الإنسان أخاه بما يكرهه في غيابه. 

فقد قال الرسول الكريم صلوات الله عليه : لما سئل عن |الغيبة| فقال : هي ذكرك أخاك بما يكره وقد حرمها الله تعالى ، ونهانا عن هذه العادة الذميمة ، ووصفها بأقبح التصرفات إذ وصف المغتاب الذي يغتاب الناس بآكل لحم أخيه الميت

بقوله جل وعلا: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن ، أن بعض الظن أثم ، ولاتجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً ، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً ؟ فكرهتموه واتقوا الله ، إن الله تواب رحيم. 

لقد قرن الله تعالى الغيبة مع أقبح الصفات والتصرفات،  واعتبرها على درجة عالية من الإثم لأنها تقوض بنيان المجتمع ، وتهدم دعائمه. 

عواقب الغيبة

الغيبة تجعل المغتاب مذنباً مكروهاً فهو يخسر رضا الله  و|محبة الناس| وبما أن الغيبة من الكبائر. لذا فإن الرجوع عنه يحتاج إلى توبة وإنابة. 

ولأن الغيبة تصل إلى هذه الدرجة من النهي والتحريم ، فينبغي الإبتعاد ما أمكن عن |مجالس الغيبة| ، وتجنبها لأنها تغضب الرحمن ، إذ أن مجرد سماع الغيبة ، ولو لم يشارك المرء بها ، يوقع في الإثم قال النبي الكريم عليه أزكى صلاة وأتم تسليم:

( لما عرج بي مررت بقومٍ لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت مَنْ هؤلاء ياجبريل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس يوقعون في أعراضهم) 

-أن يتذكر المغتاب حرمة الغيبة ،  ويتدبر في قوله تعالى :(ما يلفظ  من قول إلا لديه رقيب عتيد) لتكون رادعاً له من الوقوع في المعصية . 

النميمة

هي أن ينقل المرء الكلام بين الناس ليسبب لهم الضرر والإساءة، وهي تسبب |الأذى النفسي| والمعنوي للخلق وتطالهم بالأذى كما أنها تسبب الفضائح وتنهش الأعراض ، وتؤدي إلى انهيار علاقات الود والمحبة بين الناس وتصدع الروابط والقيم في المجتمعات إضافة إلى أنها تتسبب في توليد الحقد  والكره والضغائن بين الافراد وتوقع العداوة بينهم

يكون علاج النميمة

ينبغي الإبتعاد عن النميمة وتجنبها ما أمكن وتذكر خطورتها دائماً على الافراد والمجتمع 

التخلص من هذه العادة الذميمة والتوبة النصوح وعدم الرجوع اليها  

مر النبي بقبرين فقال إنهما يعذبان ومايعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي والنميمة.

عافانا الله وإياكم وأبعدنا جميعاً عن آفات اللسان  الذميمة وجعلنا ممن يأتمرون بأمره وينتهون عن نواهيه  وهدانا لأحسن الأفعال والأقوال

           

لا تنسوا المشاركة .........
 هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/01/2022 09:38:00 م

كيف تكون السماحة  أساساً للتعامل  مع الآخرين
 كيف تكون السماحة  أساساً للتعامل  مع الآخرين 
تصميم الصورة ريم أبو فخر

استكمالاً لمقالنا السابق " كيف تكون السماحة  أساساً للتعامل  مع الآخرين "

الأمانة خلق 

حين يتعامل التاجر أو البائع مع الآخرين بنزاهة  وأمانة وصدق ، فإنه يكون مبعث ثقة واحترام  الناس ، فيتعاملون معه على هذا الأساس٠

 وبالتالي فهم سوف يقومون بالتصرف معه بالمثل  فيصبح كل فرد قدوة صالحة لغيره في الإخلاص والتفاني والإيثار  

 وبالتالي يكون سبباً في إحلال الحق  والعدل والخير والأمانة في التعامل بين الناس ، ويؤدي إلى| الكسب الحلال |وتجنب المحرمات والنواهي في الكسب، والبيع والشراء وأمور التجارة ، وهذا أدعى إلى التقى ، والكسب المشروع ، وتحري مخافة الله 

 فيكون مثلاً طيباً للآخرين، يشدهم إلى مرضاة الله تعالى في تجارتهم وتعاملهم وفي كافة تصرفاتهم وسلوكهم 

وبذلك يكون قد أسهم في تحري |الحلال|، ويشجع الآخرين الى اتباع النهج القويم ، والصحيح في أمور التجارة ، بل في كل أمور الحياة قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام :

(التاجر الصدوق الأمين، مع النبيين والصديقين والشهداء) 

وبذلك نجد أن التاجر الصدوق الأمين ، ينال مرتبة عالية من التوفيق ، فبئس العبد الذي يعرِّض نفسه  لمعصية الله وسخطه، ولا يأبه لتحري مصادر الرزق الحلال، ولا ينتهج الصدق والأمانة 

والإخلاص، بل يسعى لبيع بضاعته وترويجها بأغلى الأثمان ، ويعمد إلى الغش و|الكذب |وحلف الأيمان الكاذبة، غير آبهٍ بمراعاة سبل البيع الحلال وشروطه ٠

مر رسول الله على بائع يبيع  كوم طعام

فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ماهذا ياصاحب الطعام؟ 

قال: أصابته السماء يارسول الله

قال: أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس، من غشنا فليس منا) 

النزاهة والسماحة سبيل لإصلاح الفرد والمجتمع  

ماهي ثمرات الكسب الحلال؟ 

فالتجارة مهنة مباركة ، لكن البيع والشراء يجب أن يكون من مال حلال ، ليكون طيباَ مباركاً ليربو ويزيد ويطرح بركة  وخيراً  

أما إن كان من مال حرام فإن الله يذهبه ، ولا يعود بالنفع على أصحابه ، ويذهب| البركة |عنه ، ولا يؤتي أكلاً طيباً ولا يطرح الثمار المرجوة  منه 

 وكلما كان التاجر نزيهاً يكون رزقه وكسبه حلالاً طيباً مباركاً ، يعم نفعه وخيره وبركته . 

هكذا يكون التاجر صادقاً صدوقاً ، وحينها فإن الشاري يقتنع بجودة البضائع، وصدق ونزاهة البائع، فيتوقف عن المساومة، ويدفع ثمن السلع  عن طيب نفس وخاطر وقناعة ٠

 وكل عمل يقصد به وجه الله تعالى ويكون الحلال مصدره وغايته ، فإنه يكون خيِّراًَ ويعود بالنفع العميم على الجميع ولذلك فإن الكلمة الطيبة هي مفتاح التوفيق والبركة والخير

وكذلك فالمعاملة الطيبة تقرِّب القلوب ،  وتزيل الأحقاد، وتمنع الخصومات والخلافات والعداوات  وتذهب الجفاء ، فتزيد المحبة والترابط والألفة ويقوم المجتمع على دعامات متينة ، وأساس قوي  

 وبالنتجة نجد أن المعاملة الطيبة والكلمة الطيبة تؤتي أُكُلَها نجاحاً وفلاحاً وثماراً طيبة تحقق السمعة الطيبة  ، وتترك الأثر الطيب، وتسهم في صلاح الفرد والمجتمع، وتكون سبيلاً لمرضاة الله ،  والفوز في الدنيا والآخرة ٠


لهذه الأسباب تصبح الأخلاق الفاضلة واجباً  ومطلباً ينبغي أن يتحلى بها كل فرد  لصلاح الفرد والمجتمع والأمة

دمتم في رعاية الله وتوفيقه 

هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/01/2022 09:37:00 م

 يتصف |المسلم| بأنه إنسان عطوف رحيم القلب  ويتميز بسماحة تضيئ وجهه، وتكسبه نوراً يتوهج، ويلبسه كساء من محبة الناس

فهنيئاً لمن اتخذ منهجه السماحة ، ولقي الناس ببشاشةٍ ووجهٍ طلق 

 ففيه البركة والتوفيق والسعة والخير العميم ، وفوق هذا فإنه يكون مأجوراً ُمُثاباً من الله تعالى 

 وكيف يكون الثواب والمكافأة ، حين تكون من رب العالمين، وهو أكرم  من أعطى ، وأجزل من أثاب ، وهو الرحمن الرحيم 

وبما أن الجزاء يكون من جنس العمل ، فقد وعد الله تعالى الراحمون برحمات وبركات منه  ٠ 


قال رسولنا  الكريم عليه الصلاة والسلام :

رحم الله عبداً سمحأ إذا باع، سمحأ إذا اشترى سمحاً  إذا اقتضى ٠


وقال عليه الصلاة والسلام :( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض ، يرحمكم من في السماء).

فمن يَرحم يُرحَم ،ويكرمه الله تعالى ،ويجود عليه برحمته وبركاته  ٠

والمسلم سمحٌ ، رقيق القلب لطيف المعشر ، يعامل الناس بأدبٍ ومحبةٍ واحترامٍ ، بعيداً عن الفظاظة والقسوة ٠

قال الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم :

 الذي قاد أمة بأكملها ، بطيب كلامه ودماثة خلقه واحترامه للآخرين، رغم أنه عانى من قومه ماعانى ،ولاسيما  في بداية دعوته 

 حيث تعاملوا معه  بخشونة وقسوة وتمادوا في غيهم وضلالهم  ، ولكنه تمكن من إعادتهم إلى جادة الحق والصواب بدماثة خلقه وطيب معشره ، ولأنه تعامل معهم بمحبة وأخوُّةٍ وتعالى فوق الحقد والضغائن والإنتقام لم يبادلهم  سوء معاملتهم بسوء  ولا قابل جفاءهم بجفاء وقسوتهم بقسوة بل حمل المحبة شهاباً وانطلق يضيئ دروبهم بشعلةِ  الهداية والخير

 قال الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم :

(ولوكنت فظاً غليظ القلب لانفضُّوا من حولك) 

كما قال النبي الكريم :

(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.) 


البركة كيف تكون ؟ وما هي ثمارها؟ 

من حسن الخُلق أن يكون الإنسان قنوعاً، يقنع برزقه ولو كان قليلاً ، وأن يكون بعيداً عن الطمع والجشع ، فيقنع بما قسمه الله تعالى له من حلال الرزق وطيبه ٠

 ولا يغبط غيره على ما عنده من نِعَمٍ ولو كانت تفوق ماعنده بمئات المرات فلا يحسده ويتمنى زوال النعمة عنه 

وعندها يبارك الله له ما آتاه فيربو ويزداد ويتضاعف وينمو ويطرح له فيه البركة والخير الكثير ٠

والمسلم السمح يهتم بمصالح الآخرين ، ويسعى لمنفعة الناس ولا يتسبب في إلحاق الضرر بهم

فالتاجر الذي يتاجر بأموال الناس ويتلاعب  بلقمتهم  وقوتهم ، ويتخذ السلع وسيلة للإحتكار والغش والنهب ، ويستغل الغلاء لزيادة  ماله ووسيلةً لتحقيق مصالحه على حساب الآخرين  لا سيما الفقراء 

 إنما يعرِّضُ نفسه لسخط الله والناس ، ويخسر رضا ربه وبركته وخيره  ويكون ماله حراماً لا بركة فيه ولا خير 

 وكذلك يتجنبه الناس ويحقدون عليه ، وهذا ينطبق على كل صاحب مهنة، وكل ذي عمل ، وكل فردٍ لا يرعى حرمةً، ولا يصون| أمانة |فالأمانة والإخلاص وعدم الغش  سبيل الأمان لمجتمع يسوده الحب والألفة والتسامح

قال الرسول الكريم ( من غشنا فليس منا ) 

وقال الله تعالى :

(يا أيها الذين أمنوا  لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم) 


كيف تكون السماحة سبباً  لمنفعة الأخرين؟ 

السماحة أيضاً تكون بتجنب |الغش| والضرر وبتجنب الخديعة والمكر السىئ ، كما يكون بعدم إيذاء الآخرين ، أو التسبب بأذيتهم ، وأن يكون المرء ورعاً تقياً في تعامله وتجارته وتصرفاته وسلوكه  وفي كافة أموره، لا يحمل نوايا سيئة، تنطوي على الجشع والطمع وأن يكون طيباً في تعامله مع الناس 

عندها نستطيع القول بأنه قد اختار السبيل الصحيح السليم لنيل ثقتهم واحترامهم ومحبتهم، وفاز بمرضاة الله تعالى ومحبةالناس٠

  

لمعرفة المزيد عن تفاصيل أسس التعامل السليم وآثاره على الفرد والمجتمع تابعونا في الجزء التالي من مقالتنا   

هدى الزعبي 

يتم التشغيل بواسطة Blogger.