مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/05/2022 05:52:00 م

  الوصايا الإلهية العشر كما وردت في القرآن الكريم (الجزء السادس)
 الوصايا الإلهية العشر كما وردت في القرآن الكريم (الجزء السادس) 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
سنكمل مقالتنا السابقة و  نتابع في  مقالتنا هذه الوصية السابعة من الوصايا الإلهية ، ونتحدث فيها عن

 الأمر بإيفاء الكيل والميزان 

وعدم التطفيف عند |الكيل والوزن| لإعطاء الشاري حقه  وقد حض الإسلام على التعامل بأمانة وصدق في البيع والشراء ، وفي التبادلات التجارية لتقوم على أساس المصلحة العامة ومنفعة الناس ، وليس بهدف تحقيق المنفعة الخاصة والربح الفاحش على حساب الآخرين ، واستغلال حاجتهم ولقمتهم ، واعتبر عدم تأديتها بالشكل المشروع  ، غشاً لا يرضي الله تعالى ولايجوز السكوت عنه ، أو التهاون فيه. 

قال النبي الكريم صلى الله عليه رسلم  : (من غشنا ليس منا) 

واعتبر ان انتقاص الوزن والميزان والكيل والمقياس من الأشياء المحرمة

 التي تسيئ الى العلاقات الإجتماعية ، فهي تفقد |الثقة بين البائع والمشتري| ، وتهدر الحقوق ، واعتبر أن الغش يضيع الحقوق ، ويفقد الاحترام ، ويفوض العلاقات بين الناس ، ويسبب |الفساد في المجتمع |.

 يقول الله تعالى: ( أوفوا الكيل ولاتكونوا من المخسرين ، وزنوا بالقسطاس المستقيم ، ولاتبخسوا الناس أشياءهم ، ولاتعثوا في الأرض مفسدين)

ولهذا معشر التجار تعاملوا بصدق وأمانة ونزاهة وأخلاص في البيع والشراء ، واجعلوا التقوى أساساً ومقياساً للتعامل فيما بينكم ، وفيما بينكم وبين المشترين، تسعدوا ويزداد رصيدكم من المحبة ، ويعم الخير  والبركة، وأخلصوا في الأداء وعاملوا الناس كما أمر الله تعالى ، ولا تظلموهم ولاتغشوهم بالبضائع الفاسدة لتأكلوا أموالهم بالباطل ، ولاتطففوا المكيال والميزان ليزداد ربحكم

 قال النبي الكريم:( التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء).

وأماا لوصية الثامنة من الوصايا الإلهية العشر فتنص على

 تحقيق العدل وإقامته بين الناس في الأقوال والأفعال

 في كل وقت وزمان  وفي كل حين في شتى الظروف  ويجب تحقيق المساواة والعدل بين الجميع حتى وإن كان المحتكمين من الأعداء ، فالحق حق لا تهاون ولا تجاوز فيه، ولا حساب لمحسوبيات أو لذوي القربى 

 وقد أمرنا الله تعالى بإقامة العدل و|المساواة بين الناس| ،  لئلا يقع الظلم على أحد ويختل ميزان العدل ، وتضيع الحقوق . 

قال الله تعالى :

(وإذا قلتم فاعدلوا ، ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون ، وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) 

وقال تعالى :

(إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإىتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) 

وإن إقامة العدل يجب أن يكون محَققاً لكافة فئات المجتمع دون استثناء ، كبيرهم وصغيرهم نساؤهم ورجالهم ، قويهم وضعيفهم ، قريبهم وبعيدهم ، غنيهم وفقيرهم ، فالمهم أن تتحقق شروط العدل والمساواة ، بأمانة ودون تمييز  ودون شروط، 

وقد جعل الله تعالى الإمام العادل الذي يقيم العدل ، ويحقق شروطه بين الناس مع السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله

إن تحقيق العدل بين الناس يرفع الظلم ويزيل العداوة والضغينة والأحقاد، ويقوي الروابط الإجتماعية ، ويزيدها متانة فيعيش الناس متحابين متضامنين ، راضين سعداء، لأنهم واثقون بأن حقوقهم لن تضيع ولن تهدر في ظل قضاة يتصفون بالنزاهة والأمانة ، ويقيمون العدل وأنهم يتعاملون بتجرد ودون انحياز ، ويحققون مبدأ المساواة  مع الجميع ويدركون أن حقوقهم في مأمن من الهدر والنهب والإعتداء والضياع فهي مصانة لايستطيع أحد سلبها ، فيعيش الجميع بهناء واستقرار وأمان ، لأنهم يعلمون أنهم بين أيد أمينة تقيم العدل ، وتحق الحق وتحميهم من الظلم . 

لمعرفة الوصية التاسعة من الوصايا الإلهية العشر تابعونا في مقالتنا القادمة

هدى الزعبي


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.