‏إظهار الرسائل ذات التسميات فيروزيات. إظهار كافة الرسائل

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/11/2021 05:07:00 م

حكايةٌ مأساويّة نقلتها سيدة الصباح فيروز
حكايةٌ مأساوية نقلتها سيّدة الصباح فيروز

|الطفولة| هي أجمل و أنقى مرحلة يمرُّ بها الإنسان , فكثيراً ما يتردد على مسامعنا عند الخلود إلى النوم , من قبل أمهاتنا العتيقة العظيمة , دندنة أغنية هادئة و جميلة :

" يلا تنام "

و الحقيقة التي يجهلها البعض , أنَّ هذه الأغنية الهادئة , ذو |المشاعر| الأموميّة الرقيقة الدافئة , تحمل في جعَبتها قصة حزينة , تقشعرُّ لها القلوب النقيّة .

منطقة " |معلولا| " ..

بلدة ٌ تقع في الشمال الشرقي لعاصمة |دمشق| , و معنى إسمها " المدخل " .

منذ أعوام بعيدة الزمن , وقعتْ حادثة مأساويّة في تلك المنطقة , و ضحية هذه القصة ..

ظاهرة |الخطف| كانت منتشرة في ذلك الحين و خصيصاً خطف |البدو| أو ما يُعرف بالغجر للفتيات الصغيرات لجعلهم إما عبيداتٍ عندهم , أو تزويجهنَّ لشبابهم ..

طفلةٌ صغيرة , تبلغ من العمر عشر سنوات فقط , خُطفتْ من منزل أهلها , بينما كانوا منشغلين بأعمالهم من زراعة و تربية الحيوان ..

أتت مجموعة من الغجر و قاموا بخطف الفتاة الوحيدة في منزلها , و بعد ساعات عدّة , تمَّ اكتشاف هذه المصيبة ..

لوعة ٌ قاتلة , إقتحمت قلوب الأهل , بحثوا عنها في كل مكان إستطاعوا الوصول إليه .. لكن دون جدوى ..

توالت السنوات و توّحدت مع الأعوام , حتى شاء القدر .. لمعرفة أسرار الخبر ..

رجلٌ مسافر , يجوب البلاد , و بالمصادفة مرَّ من معلولا " جبل الحلو " , يسترزق بيع العنب و التين لتلك القبيلة ( التي خطفت الفتاة الصغيرة ) ..

و بالطبع لم يعرفها بعدما تعاقبتْ الأيام عليها و كبرت حتّى شبّت , و لكنها تعرّفت عليه .. فذاكرة تبقى معلّقة مع المكان الذي ولدنا فيه و الأشخاص الذين وعينا عليهم..

كانت الفتاة ذكيّة بما يكفي , لتخرج بحلٍّ تستطيع من خلال طلب النجدة منه و في ذات الوقت دون أن ينتبه إليها أحد ..

لحظة ٌ مصيريّة , تبعتها دندنة ٌ آراميّة , و بيدها طفل يكاغي و يريد النوم بحريّة :

هيو هيو يالبني يالمزبن عنبي ...

مليه لبي ملي لمي ..

نغبوني العربي ..

بايثح كم الكليسا ..

حوني شموسا عيسى ..

بقرتنا حمرا نفيسة ..

وكلبنا اسلك سلوك ..

يلا ينام يلا ينام ..

لإدبحلو طير الحمام ..

حملتْ هذه الكلمات مغزاها بالعربيّة :

هييي .. هييي يا بياع العنب ..

خبر أبي وخبر أمي ..

خطفني العرب "البدو "..

بيتنا بجانب الكنيسة ..

وأخي الشماس عيسى ..

وبقرتنا حمراء سمينة ..

وكلبنا نحيف سلوقي  ..
 
فهم البائع القادم من معلولا فحوى الكلام ,  وتعرّف إلى البنت , و تذّكر قصتها ..

فقام بنقل رسالتها المحملة بالأشواق و الآلام على أهلها , و أخبرهم أنها لا تزال على قيد الحياة , و تنتظر قدومهم لإنقاذها مما هي فيه .

بلهفة كبيرة , و |غضبٍ| عائم , اتّجه الأهل إلى تلك الديار ...

و لكن و مع الأسف .. فات الأوان .. لم يجدوا أحداً هناك ..

على ما يبدو .. غادروا المكان ..

لربما علموا بالحقيقة , لربما قتلوها ..

لا أحد يعرف ماذا حدث بعدها ...

و في الحقيقة , هذه الطفلة لم تكن أوّل ضحية لهذا الفعل الشنيع , لكنَّ قصتها تخلدتْ لشدّة تأثر الأخوين الرحباني بها ..

فقاموا بإعادة صياغتها , و بدأت السيدة العظيمة الناعمة

" |فيروز| " مطلعها :

" يلا تنام ريما .. يلا يجيها النوم

يلا تحب |الصلاة| .. يلا تحب |الصوم|

يلا تجيها العوافي .. كلّ يوم بيوم "

و في المقطع الأول , قال :

.. " يلا تنام .. يلا تنام ..

لدبحلا طير الحمام ..

روح يا حمام لا تصدق ..

بضحك ع ريما تتنام .. "

و غالباً " ريما " .. هو تخمين لإسم تلك الفتاة , فقد أُرفق في المقطع الذي يليه :

يا بيّاع العنب والعنبية.. قولوا لإمّي قولوا لبيّي

خطفوني الغجر.. من تحت خيمة مجدلية

التشتشة والتشتشة.. والخوخ تحت المشمشة

و كلّ ما هبّ الهوا.. لاقطف لريما مشمشة

هاي هاي هاي لِنا.. دستك لَكَنِك عيرينا

تَنغسّل تياب ريما.. وننشرهن عالياسمينة "

تهويدة ٌ خالدة , حفظها الأطفال قبل النساء و الرجال ، فرحلت فتاتها و بقيت أغنيتها متناولة في كلِّ البيوت ..  عبر الزمن ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/05/2021 11:00:00 م

 أغاني فيروز 

أغاني فيروز
أغاني فيروز 

السيدة فيروز أيقونة الغناء العربي أيقونة الصوت الملائكي .. 

من أين أبدأ و هل يمكن أن ننتهي من الكتابه عن جوهرة العالم العربي؟؟


بالطبع لا مهما كتبنا و عبرنا سيبقى في قلبنا رغبة بالكتابة و التعبير عن إعجابنا بفنها الراقي .

دعونا إذا اليوم نتحدث عن أغنيتين من أكثر أغاني فيروز المحببة إلي


من منا لم يستمع إلى أغنية فيروز تعا ولاتجي ويشعر بالتعجب من الجملة المتناقضة

, كثيرون يعرفون الأغنية ولكن لايعرفون قصتها


كلمات هذه الاغنية كتبها |منصور الرحباني| وهي تتحدث عن قصة أحدى صديقاته والتي تدعى كاتيا.


أحبت كاتيا عسكرياً أثناء أزمة لبنان عام 1958

,اختفى حبيب كاتيا وكثرة الأقاويل حول اختفاءه

 فمنهم من قال أنَه توفي لذلك لم يعد

 ومنهم من قال أنَّه هرب لأنه خائن ومطلوب للحكومة اللبنانية 


(( |تعا ولاتجي وكذوب عليي| لكذبة مش خطية وعدني انو رح تجي وتعا ولاتجي ))

 كاتيا ورغم معرفتها بالحقيقة وأنَّ حبيبها قد توفي تمنت وكحال كل المحبين لو أنه مايزال حي ولم يصبه أي أذى وأن يعود ويخبرها أن خبر وفاته مجرد كذبة

 ولكنها تعلم أنه إذا عاد فهذا يعني أنه خائن ومطلوب للحكومة فتخبره أن لايأتي 

يُقال عندما غنت| فيروز| هذه الأغينة بأحدى حفلاتها بكت كاتيا ونزلت فيروز من المسرح إليها وعانقتها



أما أغنيتنا الثانية فهي (موعود بعيونك أنا موعود)

 لم يفت فيروز والرحباني أن يتحدثو عن الحرب الأهلية بلبنان 

فبكثير من الحنكة كتب الرحباني أغنية " ع هدير البوسطة " وأسقطت معانيها على مايحدق بلبنان

 

تبدو الأغنية ظاهرياً أغنية غزلية بكلمات لا معنى لها!

 ولكن بالحقيقة لم تكن مجرد أغنية غزلية بل كانت تتحدث عن |الحرب الأهلية اللبناينة| والألام التي تسببت بها على مواطنين كلاً من الطائفتين المسلمة والمسيحية 

وإليكم تفسير المعاني وكناية الأغنية


(ع هدير البوستة) : يقصد بالهدير الطريق المدمر من الحرب

والبوستة هي الحافلة التي تحمل البريد وتتنقل بين قرى ومدن لبنان 

وكلمة بوستة ذكرت بالأغنية دلالة على مجزرة حافلة عين الرمانة والتي كانت شرارة الحرب الطائفية في لبنان


(شو قطعت كرمالن ضيع وجرود) : كناية عن دمار المدن والقرى التي تسببت به هذه الحرب 


(حملايا وتنورين ) : هي قرى لبنانية مسيحية 

وهذه إشارة إلى أن الراكب مسيحي لأنه ذاهب من  حملايا إلى تنورين ويتعزل بعيون فتاة مسلمة

 واختير أسم عليا ليعبر عن مذهب إسلامي

 

(الشوب) : يقصد به حرارة نار الحرب


(فطسانين) : كناية عن الموت المنتشر بين الناس الأبرياء

 

(واحد عم ياكل خس و واحد عم ياكل تين) : كناية عن التفاوت الطبقي الذي أصبح منتشر بين الناس بسبب الحرب 

فهناك من لايملك شيء ليأكله سوا الخس (العشب) وهناك الغني ميسور الحال صاحب المزارع في الريف اللبناني الذي يأكل التين


(شو بشعة مرتو) : أي كم أن زوجة أحد الركاب بشعة ويقصد بالزوجة الطائفة أو الحزب

أي كناية عن النميمة والسب بين الركاب بنفس الحافلة ( البلد)


(نيالن ما أفضى بالن) : أي هنيئاً لهم على سعة البال فوسط الحرب يشغلوا أنفسهم معاناتهم ويستمرون بالنميمة والتحدث


(طالعين ومش دافعين) : أي ركبو الحافلة دون ثمن..وهو كناية عن من ينخرطون بالحرب أو تصيبهم ويلات الحرب وهم لا حول لهم ولاقوة


(ساعة نهديلو الباب) : كناية عن محاولات تهدئة الأمور

 

(ساعة نهدي الركاب) : أيضاً كناية على محاولات تهدئة الناس بوعود فارغة مثل توفير الكهرباء والسيولة والغاز ووووو


(هيدا الي هو ومرتو داخت عكتافو مرتو) : يقصد بهم الزعماء وجماعتهم وأحزابهم البشعة التي تفككت جمعاتهم وضعفت


(كان بيتركها تطلع وحدا ع تنورين) : أي يتركها ويتخلى عنها وهذا كناية عن الإنشقاق والتخلي عن أحزابهم وطوائفهم


(لو بيشوف عيونك يا عليا شو حلوين) : يقصد لو أن أصحاب وزعماء الجماعات المتناحرة علمو مدى جمال التقارب والانسجام  بين الطوائف العرقية والمذهبية والطائفية في لبنان

(يا معلم لو بتسكر هالشباك..الهوا يا معلم) : أي مناشدة من الناس لوقف التدخل الخارجي ودخول الأجانب


إذا صدف استمعت إلى هذه الأغنية برفقة أحدهم أخبره عن هذا المقال وبالتأكيد سيخبرك أنه لم يكن يعلم كل هذه المعاني


بقلم نوال المصري

يتم التشغيل بواسطة Blogger.