‏إظهار الرسائل ذات التسميات أدبيات. إظهار كافة الرسائل

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/29/2022 03:34:00 م
في انكسار الروح لاتتركني وحيدة
في انكسار الروح لاتتركني وحيدة

كان آدم يروي أزهار حديقة منزله في الصباح الباكر، و صوت فيروز الشجي  يصدح "يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحا" ، يدندن معها ويسقى وردة الجوري المائلة إلى احمرار يشتمّها: آه على رائحتك الأخاذة وعبقك الزكي، ما رأيت أجمل منك يا وردتي الجميلة، سمعت كلماته تلك الفتاة التي كانت ترشف فنجان القهوة على شرفتها المطلة على منزل آدم، ظنت أنه يتحرش بها : آدم.. أليس من الأدب أن تكف عن الكلمات المبتذلة؟ ما هذا الصباح يا إلهي!

دهش آدم ولم ينبس ببنت شفة، وتذكر محاولاته الفاشلة آنذاك في الحصول على قلب جولي، تلك الفتاة التي لم تتخطى العشرين عاماً، ذات الضفائر الذهبية، على قدٍّ كالآس عيون لوزية تتوشح بلون أخضر، ووجه بريء كالأطفال بنعومته، يشهد أهالي الحي أنها ملفتة لقلوب الشبان، وجميعهم يحاولون أن يلفتوا انتباهها لكنها تأبى أن تلتفت إلى أحد.

قالت حينما التزم الصمت: نعم هذا ما أنت مبدع فيه أن تتحرش بي وعندما أواجهك يأكل القط لسانك، عاد إلى رشده وما زال يمسك بإبريق الماء ينظر إليها وعيناه توسعت حدقتها وفمه مفتوح: جولي أعلم بأنك جميلة كجمال هذه الوردة التي أرعاها، وأعلم أيضا أنه لا يلفت انتباهك شخصٌ مثلي، لكن أتغزل بوردتي الجميلة وليس بك، ما شأني بك ولم ألاحظك حتى .

 تورد خد جولي و طأطأت رأسها إلى الأسفل ولم تدرك حينها إلى أين تذهب بحيائها، أوقعت من يدها فنجانها وتلطخ فستانها الأنيق والذي ستذهب به إلى جامعتها.

مرّ أسبوعٌ على تلك الحادثة، لم يشاهدها ضمن هذه المدّة، تردد كثيراً بأن يسأل عنها لائماً نفسه أنه قد قسى عليها بكلماته من دون أيّ اهتمام لمشاعرها، ولكن بينه وبين نفسه يحبها حباً جماً، يراوده الشك بأن هناك خطب ما قد حدث وأبى أن يذهب إليها لأنه ولد في عائلة شعارها عزة النفس وهي أسمى ما يتسم به الرجل، لن يرضخ لفتاة مهما حدث فسيتعير من قبل أهله، هناك ألف فتاة تريدك، لم تقف الدنيا عند هذه الفتاة أو تلك، ما الذي ينقصك، وكثيرٌ كثير من الجمل التي ترددت في ذهنه ، حينما صارحهم بأن جولي قد رفضته في عدة محاولات، وبين صد ورد بينه وبين واقعه بين أهله ، 

حدثت المفاجأة - قرر أن يكسر عزة نفسه، ويخرج عن القاعدة - 

ماذا؟ هل أنت مجنون ماذا دهاك؟ عقله يضخ بالأفكار وقلبه يضخ بالمشاعر، أيتبع قلبه أم عقله؟ صراع شتت آدم ، لكن آن الآوان أن يرضخ لحكمة القلب لأنه لا يكذب حين الحب يقع فإنه يشعر إن كان حدث قد حصل أم لا، فالأرواح حين اعتناقهما يتأصل بروح واحدة في جسدين منفصلين، ما إن تألم جسد شعر الآخر به..

في انكسار الروح لاتتركني وحيدة
في انكسار الروح لاتتركني وحيدة

ارتدى ثيابه وتعطر بعطره المعروف "بلو تشانيل" و حدد وجهته نحوها دون أن يأبه لثرثرة أقاربه، صعد درج بنايتها إنه في الطابق الأول قلبه يخفق..

صعد إلى الثاني ازداد خفقانه، وحين وصل إلى بابها في الطابق الثالث، وقد اشتد وزر قلبه وغليانه ،حاول أن يطرق بابها، تردد وانسحب قال قلبه: لا تتوانى افعلها، عقله: الانسحاب أفضل لك، وقف مع صراع في أفكاره وتوقف الزمن به على حين غرة،عندما رأى يده من دون أن يشعر بها وكأن أحد هو الذي يرفعها ليطرق باب جولي، دقة دقتان ثلاث دقات.. الزمن لا يتحرك الضجيج قد توقف من حوله، نظر إليها بتمعن حين فتحت له الباب..

ارتمت جولي بين ذراعيه، شاحبة اللون، جسمها نحيل أكثر، تتعرق كثيراً، لمس جبينها وإذ حرارتها مرتفعة، قال آدم : جوولي ماذا دهاك؟، لم يدرك أن يفرح بأنها بين ذراعيه أم يحزن لما أصابها، وبدون أن يتلكأ حملها بين ذراعيه، وذهب بها إلى أقرب طبيب،

 نزل إلى أسفل البناية من دون أن يشعر بثقلها، جال في الطرقات يبحث عن سيارة أجرة، مرّت  أكثر من خمس سيارات ممتلئة، إلى حين أوقف السادسة رامياً نفسه أمامها، صرخ صاحب السيارة أأنت مجنون؟؟، فقال له: أناشدك الله بأن تذهب بي إلى أقرب طبيب، فنظر السائق إلى ما بين يديه: ماذا حصل؟ مما تشكو؟، فقال له لا أعلم، ساعده الرجل بحملها وذهبا بها إلى الطبيب، إنه على بعد شارعين عن عيادة الطبيب فواز المتخصص بالأمراض المستعصية.

 رأت السكرتيرة الشاب والسائق وبيديهما الفتاة، هرعت نحوهما ونادت الطبيب: دكتور فواز أسرع هناك حالة إسعافيه، لم يتوانى لحظة أدخلها إلى عيادته، وبدأ يتفحص ضغطها ويقيس حرارتها ،وبعد فحص دقيق لها تعرق الطبيب لأنه في تلك الفترة ظهر مرض جديد يدعى "كوفيد 19 " يصيب الشعب الهوائية ويتملك في جسد المريض إن لم يعالج في فتراته الأولى قد يودي بحياة المصاب به، فقال : اذهبا إلى الخارج ولا تخالطان أحد لعشرة أيام، دهشا ولم ينبسا ببنت شفة، لا تقل لنا أنه ذاك المرض الذي تتحدث عنه الإذاعات ومواقع الانترنت، رد الطبيب: أشك في ذلك، احجرا نفسيكما لخمسة أيام إن ظهر عليكما أي أعراض عودا إليّ، تعرق السائق وشحب لونه، و آدم لم يأبه لأي شيء إلا أن يطمأن عن جولي فقال له : سأبقى معها مهما حصل إن كان الخبر صحيح فأحب أن أشاطرها إياه،

بعد مناوشات كثيرة بينه وبين الطبيب وافق بأن يظل في الغرفة المجاورة لها والتي هي غرفة خالية من كل شيء إلا سرير وبجانبه أريكة، و بعيدا عن الناس وألبسه الكمامة وعقم يديه بحيث لا يصافح أحد، أخذ الطبيب عينة من جولي ليرسلها إلى المخبر، لكن عليه أن ينتظر ثلاثة أيام إلى أن تظهر النتيجة.

في انكسار الروح لاتتركني وحيدة
في انكسار الروح لاتتركني وحيدة

قرر الطبيب أن يجعل الغرفة المجاورة مكان عزل ل آدم ولها لأنه يخشى ان يكون مصاب، فلم يرسله إلى منزله وأبقى عليه هناك، وبرفقتهما ممرضة متمرسة تتناوب عليهما إلى أن يأتي الطبيب، بعد الرفض الشديد من آدم أن يذهب إلى قسم العزل في المستشفى، لقد مرت السويعات الأولى كأنها دهرٌ، يجول في الغرفة ذهاباً وإياباً، والغريب أنه لم يسأل أحد عنها.

 حتى اتصل به صديقه العزيز أحمد، تردد في الإجابة عليه لكن يحتاج إلى النقود كي يبقى لثلاثة أيام، رد عليه: آدم ماذا هناك أين أنت؟، قطعت دموع آدم حديث أحمد حين قال له: صديقي ساعات قليلة لدي ولا أعلم ماذا سيحدث بعدها، أريد منك أن ترسل لي نقوداً  فأنني عند الطبيب ، يرشح أن أكون مصاب بذاك المرض اللعين، صعق أحمد : كيف ذلك ومتى؟ رد آدم: سأخبرك لاحقاً هذا العنوان من فضلك ابعث لي نقوداً، وقطع الاتصال.. 

مر اليوم الثاني وعيون آدم لم تعرف النوم ولو لدقائق، فيراوده كابوس أن سيفقدها غير آبه أنه مصاب أم لا، والغريب ألا أحد قد سأل عنها لا أهلها ولا أصدقائها في الجامعة، أخذ آدم هاتفها الخليوي الموجود في جيبها يتفحصه، لا أحد سوى رسائل شركة الاتصالات.

ها قد حان اليوم الأخير لمعرفة النتيجة، كان ذلك اليوم الخامس من شهر أيلول الخريفي ينذر بالتشاؤم، أتت التحاليل والطبيب يقرأها بتمعن، أنصت أدم بشدة سينهار عما قريب فالتعب قد أحال بحاله..

نطق الطبيب بتلك الكلمات: آدم إنها مصابة فعلاً، أريد منك أن تكون قوياً، سنتجاوزه معاً بالإرادة، انهار آدم أمامه، لكن يشعر بأن هناك قوة بداخله تقول له أنها ستنتصر على المرض..

بدأت رحلة العلاج ولم تظهر على آدم أي أعراض فإنه يبقى على قوته كي يرعاها، تعامل معها وكأنها قطعة منه، رغم كل شيء يحبها، وما لفت انتباهه أن لا أحد يهتم بها وبشأنها..

إنه اليوم السادس من رحلة العلاج حتى تكلمت إحدى صديقاتها، ورد آدم عليها وحين سماع الخبر أقفلت الخط ولم تعاود الاتصال وكذلك فعل أهلها، ظناً منهم أن المرض يعاب به بعدما سمع أمها قائلة له: لا تخبر أحد به، لقد ألحقت بنا العار، ماذا عار أهي جريمة شرف؟ ما هذه العقول بحق السماء؟

تتوالى رحلة العلاج يوما بعد يوم:

وظلت جولي وحيدة تتعافى، وآدم معها يقتات من الطعام القليل كي يحافظ على رباطة جأشه.

اليوم التاسع لم تعد الحرارة كما السابق فاستقرت، لكنها تجد صعوبة في التنفس، رأت آدم متكأ على الأريكة، لم تستطع أن تكلمه، ولكن دموعها تتعزز على خديها، استيقظ آدم و رآها، وعلى عجل ذهب إليها و بطرف يديه أزال دموعها وقال لها: ستنتصرين لا تأبهِ أنت أقوى من المرض، وهي تبكي، فلا أحد بجوارها من الأصدقاء ولا الأهل فقد لفظوها وكأنها عائبة، الشعور بالخذلان من أعز المقربين لك هي أصعب ما يمر به الشخص، المفارقة كانت جارحة، تناول هاتفه وبدأ يقص عليها مواقف مضحكة قد حصلت وتارة يقص عليها بضع حكايات عن نساء كيف صمدت إلى أن نالت الشفاء مثل بسمة وهبة الإعلامية المصرية انتصرت على السرطان و كيلي مينوغ الاسترالية أيضا وغيرهن، يبث في جوفها الأمل كي لا تفقده أبداً ليتسع بها نحو طريق الشفاء، وبقي اليوم تلو الآخر يضحكها ويشجعها على الحياة حتى تتناسى ما حل بها.

إنه اليوم الرابع عشر، حان موعد أخذ عينة أخرى كي تتأكد من سلامتها، أخذ الطبيب العينة وانتظر النتيجة لثلاثة أيام كالعادة، وفي هذه الأثناء ارتد لونها كما كان من قبل، ومشى في جوفها نشاط كبير، لكن مازال وهن يصيب أعضائها حين تتحرك، لكن لا بأس ستتحسن فيما بعد، أخذ آدم يدها يجعلها تمشي رويدا رويدا في أنحاء الغرفة، ويوم بعد يوم تتماثل بالتحسن إلى أن أتى اليوم الآخير للنتيجة النهائية للعينة.

ترقبا بصمت وكان يده على قلبه ويدها بيده الأخرى، في الخارج كان رذاذ المطر يطرق على تلك النافذة، وقلبهما يشارك تلك الدقات، كل شيء أصبح يشاركهما من حولهما إلى أن اعلن النتيجة: مبارك لكما انتصرتما وأخيرا، هنيئا لصمودكما، ومن شدة فرحهما لم يتوانا على ضم بعضهما البعض ودموع الفرح تتساقط راقصة بين هدبهما وأخذ بيدها للخارج تحت المطر يراقصها ناسياً بذلك أنه ليس حبيبها بل حبه من طرفه فقط، أدرك بعد لحظات حين قاطعهما الطبيب : بني لا تجعلها تتبلل فجسمها هزيل الآن أي مرض ستتدهور حالتها، اخرجها بسرعة واحتمى تحت شرفة العيادة، وهما بالرحيل بعدها وعندما أوصلها إلى منزلها وقبل أن يغادرها قالت له: لا تتركني وحيدة.

بقلمي: صالح شاهين

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/24/2022 07:25:00 ص
علاقة لم تكن عابرة love story
علاقة لم تكن عابرة

 لوك و جولي..

لوك شاب لطيف في مقتبل العمر منطوياً على ذاته في ظل ظروف حياته الغامضة والمُتْعبة خاصة بعد وفاة والده، في نفس الوقت وذات الظروف كانت جولي أيضاً تعيش في ظروف صعبة ،  في بيئة مختلفة غريبة عنها ، حيث كانت بعيدة عن أهلها بسبب دراستها، في تلك الأثناء لم يكن يعرف كل من لوك وجولي بعضهما. 

في ذلك اليوم لم تذهب جولي إلى عملها الكائن في محل حلويات قريب من مسكنها ( السكن الجامعي)، فقد ذهبت إلى حديقة عامة ، لمتشعر بالملل والضيق وبحاجة إلى شخص ما لتتحدث إليه، فأة وبينما هي جالسة تفكر في اللاشيء وكل شيء، اقترب منها شاب يهمس بصوت خافت " أنا أريد أحداً للتحدث معه أتسمحين لي بالجلوس والتحدث " ،أجابته بكلمة واحدة فقط  بدون أي تفكير " تفضل" 

أخذ لوك نفساً طويلاً وبدأ بالتحدث عن نفسه وعن معاناته بعد وفاة والده وابتعاده عن أصدقائه، وترك خطيبته له بسبب تغيره عليها ، الغريب من ذلك أنه يكلمها وكأنه يعرفها من زمانٍ بعيد ، وهي تنصت له .

استمر بالتحدث لمدة نصف ساعة ومن ثم سألها " لماذا لا تتكلمين يا.. ، عفواً ما هو إسمك؟ 

أجابت: "جولي ، ولا أتكلم لأنني لا أملك ما أقول "..

تابع لوك حديثه و فجأةً؛ قامت جولي واعتذرت منه وقررت الذهاب، بحجة تأخرها على المنزل.

في اليوم التالي طُرِدت جولي من عملها بسبب غياباتها غير المبررة .

ذهبت لتلك الحديقة و انتظرت لوك كثيراً ، كانت تنتظره لتقدم اعتذارها له، لأنها مشت و لم تحترم حديثه. 

مرت ساعة  وهي تنتظره ولم يأتي ، ذهبت لمكان إقامتها ، وهي حزينة، وفي اليوم التالي ذهبت أيضاً وبقيت تنتظره ، وبعد عشر دقائق من وصولها،  أتى لوك، قدمت إعتذارها و ما كان من لوك غير قبول الإعتذار لأنه بحاجة لأحد للتحدث معه.

 بدأت جولي بالتحدث ولوك يبادلها في أطراف الحديث، استمرا لمدة طويلة في التحدث.

بقي لوك و جولي على تلك الحالة " يتواعدان ويجلسان سوياً ويتحادثان"  لمدة أسبوعين ، وفي ذات الحديقة ، ونفس المقعد.

رافق تلك المواعيد زيادة مشاعر الود والاحترام بينهما ، إلى أن ذهب لوك واعترف بمدى إعجابه بها ، وهي شعرت بالأمان بتلك اللحظة ، لكن بقيت قلقة ، وخائفة من عواقب ذلك الأمر ، بدأت مشاعر الحب تتولد ، أصبح كل من لوك وجولي غير قادرين على تخبئة المشاعر ؛ لا ينام قبل أن يكلمها ، ولا تنام قبل أن تكلمه.

قام لوك بمساعدة جولي في إيجاد عمل مناسب لها ، كل هذا حصل بعد أن وصل لمرحلة طمأنينة الروح ، و راحة البال، و هدوء النفس لمجرد الجلوس معها، هي أيضا" شعرت بذلك .

مرّت الأيام..

أصبح لوك يتحسن نفسياً مع مرور الوقت ، وهنا بدأ يعي على نفسه أكثر ، أصبح يذهب إلى جامعته، أي عاد لوك طبيعياً ، إلى سابق عهده.. وفي يومٍ ما تذكّر سيلا خطيبته السابقة  ، تكلم معها ليطمئن عليها .

كانت سيلا مشتاقةً له ، و خاصةً بعد أن جمعها القدر معه بحبٍ دام أربعة سنين.. عندما رن هاتف سيلا و رأت اسمه ، ردت عليه وقالت " اشتقت إليك كثيراً" لم تكن تعلم أنَّ هناك فتاةً أخرى في حياته، وربما لم يكن ذلك يهمها..

عمَّ الصمت، سألته: ألم تشتاق لي؟ .. تذكر كل أيامه الجميلة مع سيلا وربما لم تغب عن ذهنه بالأصل ، فأجاب " نعم "

أنهى المكالمة فوراً واتصل بجولي وقال لها : "شكراً لك على كل شيء ، ولكن مستحيل أن نبقى سوياً "، سألته لماذا .

أجاب أنا أحب سيلا خطيبتي السابقة وهي كذلك ، لا أقدر على العيش بدون سماع صوتها والتفكير بها. 

- أغلق كل منهما الهاتف ولكن مع كسر عميق في قلب جولي ، لم تقدر على تحمل كلام لوك ، بعدما أن قدمت له المساعدة وقت حزنه وتعبه ، ليكافئها ويتركها!!

مرّت الأيام والليالي والسنين و بقي قلب جولي منكسر لا يتقبل أحداً ، أصبحت تعتبر الشبان على أنهم أشخاص مجردين من كل المشاعر الإنسانية إلا الأنانية والغدر..

- أما عن لوك فقد تزوج من سيلا بعد تخرجه، وعاش فترة سعيدة معها، ولكن وبعد ثلاث سنوات، خسر بالتجارة ، وأصبح عاجزاً عن كل شيء ، وما كان من سيلا إلا أن تتركه يعيش لوحده ، فهي من عائلة ثرية لا تقدر أن تعيش من دون مال ، وكانت مستعدة للتخلي عن كل ما حولها من أجل المال. 

- بقي لوك وحده منكسراً، وتذكر كيف كسر قلب جولي ، قال : فعلاً " كما تدين تدان" ، لقد كسرت قلبها وهي ليس لها ذنب ، بل هي التي ساعدتني بالتخلص من معظم همومي .

حاول الاتصال بها لكن هي رفضت أن ترد، بعد أن كسر قلبها ، بقي يتذكر كلامها الذي يسعد قلبه ، وبقي يمشي على حلولها. فقد تركت أثر في قلبه.. ولم يكن أهل لتلك العلاقة الصادقة والخالية من الأنانية..

هنا ندرك معنى أن تكسر قلب شخص ، وفي ذات الوقت ندرك أنها لم تكن علاقة عابرة لأنها تركت في قلب لوك أثر كبير ولكن دون أي بصيص أمل للعودة إليها..

بقلمي: أحمد القادري

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/28/2022 10:46:00 ص
السعادة لا مكان لها في طريق نجاح - شهد بكر
السعادة لا مكان لها في طريق نجاح - شهد بكر

- حسناً لنتفق بدايةً أنَّ هذا قلمي وحدي، وفكري وحدي، وشعوري وحدي  ..

- وما فائدة هذا الاتفاق؟

- كي تدرك حجم استثنائيتي..


نظر نحو صندوق كلماتي بحيرةٍ لم أستطع كبح جماح ابتسامتي إثرها..

سحب آخر رمقٍ من سيجارة حديث العذاب، ثم أطفأها ليعلن إيقاف نزف الرماد ..

حاول سرق النظر إلى ساعة معصمه، ودون وعٍ منه.. سرق النظر ليحدّق بشفاهي الصامتة..

- أدركتها حينما أيقنتُ أنَّ السقوط ليس دائماً مدمر لعظام الراحة.


ابتسمتُ ابتسامةً متأرجحةً ما بين الخجل والحياء، لكنني ثبّت النظر لبؤبؤ عينيه، متعمّدةً أن يرى.. وأرى ..

مدى ضآلة الحياة الواقعيّة، أمام كواكبنا العينيّة ..


- ومع هذا دعني أكمل .. أنا يا إنساني كبقية الفتيات ، تنعجن بداخل هرموناتنا .. الكثير والكثير من |التناقضات| والأفكار والاحتمالات ..

لكنني لا أستطيع إطلاقاً البوح بها ، وإن حدث .. سيحدث انفجاراً .. لأحرق المواقف السلبية ، لا كي أدّمر الذكريات العشقيّة ..


سيكون من الصعب جداً أن تقرأ أفكاري، مع أنّها أبسط مما يمكن أن تتخيلها ..

سيكون من الصعب جداً أن تدرك نبرة حزني، مع أنها أقرب من الرمش للعين ..

سيكون من الصعب جداً معالجة كبريائي، مع العلم بأنك لن تشعر به.. إلا حال مغادرتي..

أعلم أنَّ الأمور معقدة، ولكنها الحقيقة.. 

أحاول أن أخبرك عن ذاتي والتي حقيقةً لا أفهم أغلب ماهية تصرفاتها ..

لعلّك تتراجع عن الفخ .. لعلّك تبقى على حالك .. صقراً حُرّاً لن يسقطه الوجد ..


- كل ما قلته لنقل أنني تعاملت معه ، ما رأيك أنَّ كثافة شخصيتك تتعدى كل هذا الكلام !

تريديني إبصار الحقيقة ؟!

أهنالك أعظم من حقيقة الوجود التي أمامي الآن ؟!


- لا تحاول إغراقي بكمية اللطافة لأنك لو فعلت لن تفلح مهما كثرت محاولات نجاتك من محيط لطافتي وأنوثتي ..


- كل ما أفعله محاولة التماس يقيني بروحك ..


- لن يفلح الأمر أيضاً .. من تشرّب كأس الخذلان على مراحل أبطىء من حركة الشمس في الليل والنهار .. لن يعترف بكوكب اليقين إطلاقاً ..


انتصب من مكانه كصعقة البرق، وارتجفت كأرضٍ مببلةٍ بالعلقم والآثام ..

أخذ يدي، وجد روحي وضمّها لتنخرط مع جسد الجنون وآخر ما بقي من الآمال ، همس في أذني:

السعادة لا تجعلك تتقدمين أو تعيشين ..

الحزن مع الإيمان، وحدهما ما ينجبا الإرداة .. ومكافحة المصير والأقدار ..


نثريات شهد بكر #

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/28/2022 09:54:00 ص
مشهد الدماء المرتجفة - شهد بكر
مشهد الدماء المرتجفة - شهد بكر

 في الليلة السابقة ..

كنت أرتعش مع كل |ذكرى| عابرة امتزجت بها دماء طفولية ، دماء حربية ، دماء روحية ..

أحاول إغماض عيون خوفي ، لكن شرارة الهرع تدخل في صراع مرعب معها .. وتنتصر في نهاية المطاف .


وذات نهارٍ صيفيٍّ لاسع ، يحاول ضغط الشمس لتحرق أرضنا مع أيامنا ..

قررتُ وأخيراً الذهاب إلى الموت البطيئ ، أتحدى الزمان والمرض .. وأمضي نحو مخبر الدم ..


دخلته ورائحة المعقمات المرضيّة طغت على رائحة ياسميني .

تقدّمتُ بخطوات مترددة ، خائفة ، مرتعشة .. خطوات جبانة لا تفقه شيء عن بطولاتي وشجاعتي القدريّة .


أخذت فتاة شقراء شرقية  بياناتي الشخصية مع ورقة طلب التحاليل ، نظرت بصدمةٍ غريبة وكأنها ترى هذا النوع من الورق لأول مرة ، عبّرت عن تلك الورقة :

أوهذه كلها تحاليل لك ؟!


ابتسمتُ ابتسامةً باهتة، مرتجفة.. وهززت رأسي دون نطق حرف ألمٍ.

قالت لي بعد تسجيلها بقية البيانات:

تفضلي بالجلوس، بعد قليل دورك.


جلست وأنا أنتظر.. حياتي كلها عبارة عن انتظار..


يالا سخافتي!

لستُ قادرة على تحمّل وغزة إبرة ، ويومياً هنالك مرضى سيطرت على أجسادهم ونفسيتهم أمراض مميتة .


ابتسمتُ باستهزاء، وتذكرتُ أنَّ الذي أوصلني لهذا المكان.. مرضٌ خبيث يقتل رحمي.. يقتل فطرتي.. يقتل أمومتي..


جاء دوري، شعرتُ للحظةٍ أنَّ قدماي ما عادت قادرة على سند وزني الخفيف، ومع ذلك.. تقدمت..


استقبلتني المخبرية بابتسامةٍ مشرقة، سرقتها من شخصيتي الماضية، أخبرتها إني أخاف بل أكره الدم، وأخبرتني كما يفعل الجميع " أغمضي عيناك فقط ".

لكنها لم تكتفي عند هذا الحد فقط، بل بدأت تناقشني عن حياتي العامة.

لكنني سكتُ فجأةً ..

تنفستُ بذبذبات الخوف، وحررتُ شفاهي لتطلق حرية صرختها الصامتة.


تذكرتُ قرة عيني، كيف لها أن تتحمل سكتةً قلبية؟!

وبدأتُ أشاور ذاتي، لو أنَّ وجودها الآن معي كان سيتوقف على قطرات الدم هذه.. دون أي تردد سأعطيها ..


وبينما سرحتُ بعالم الأسئلة، سمعتُ صوت ..

صوت .. صوت ..

لكن ما هو ؟!

من أين يصدر ؟!


دفعني فضولي لكسر حاجزي، فرأيت الدماء تدفق من وريدي إلى الإبرة..

صوت تدفق الدماء!

كلا .. صوت تبعثر الدماء .. على مدى سنوات العمر ..


 نثريات شهد بكر # 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/28/2022 09:08:00 ص
نهاية ظلٍّ مجهول (نثريات)
نهاية ظلٍّ مجهول 

 نظرتُ إلى المرآة الشاحبة ، حدّقتُ ضمن قزحية عيني ، وجدتك .. وجدتك وأخيراً .. 


كنتُ أراك شيطاناً ذو مخالبَ بيضاء ..

كنتُ أراك حُفراً عميقة ، كلما تعمقت بها ، أنارت دربي أكثر من وجه الصباح ..


اليوم أتمعنك بوضوحٍ أكبر ..ودون إعطاء إنذار لوتيني ..

مزقت صورتك الوهمية ، وأرتديتُ تنورتي السحريّة .. 

وطرتُ مع الهواء الصيفي المشتعل الحارق للعبوديّة ..


كانت المارة تندهش من شدة أناقتي، هالة كبريائي، أنوثة رشاقتي ..


أغمضتُ تلك العيون، على أمل أن أقوم بواجب جنازة الموت الذي سقط قبل قليل ..


وبدأتُ أسير في دروب |ذكرياتي| ..

أتعثر بحجرة الخوف و|الانتظار| ..

وأرتعش من نسمةٍ باردة امتزجت مع الكثير من الأحلام ..

 يشتدُّ عود قامتي حالما إدراك مشاعر لا وعيي ومصادقتها مع ساحة الشعور وواقع الأقدار ..


مررتُ عدّة مرات من جانب طيفك ..

لكنني لم أتوقف ..

لم أبحث عنك ..

لم أناديك ..

لم أصم أذن روحي لأسمع صوتك ..


مضيتُ نحو غايتي .. نحو اللا شيء .. المهم بعيداً عنك ..


تذكرت زوايا حكايتنا ..

كيف شرعت سفنها بالانطلاق ..

كيف كنت القبطان .. وكيف أضحيت العجلة !!


لومي على قدرك .. على قدري .. 

لومي على قلبك .. على قلبي ..

لومي على هروبك .. على رسوخي ..

لومي على كل ذرة تجارب أوصلتنا لبعضنا البعض ..


ما إن وصلتُ إلى حديقة رماد الآمال ..

وجلست على كرسي الشباب اليافعين بطاقة الهيام  ..


عبرني ظلٌّ قصير .. ظننته قلبك ..

عبرني ظلٌّ عميق .. ظننته عقلك ..

عبرني ظلٌّ طويل .. ظننته وعيك ..

عبرتني ظلالٌ كثيفة .. ظننتها مشاعري .. وصمتك ..


وفي نهاية المطاف .. لن تعبرني حتى قطرة العرق الساقطة منك. 


عدتُ أدراجي ، ألملم بقايا أحلامي .. وسنوات نضجي الصاخب ..

ركضتُ تجاه شعاع طيشي الهادئ ..


لأجدني مجدداً ومجدداً ..

أنتظر طيف محاربٍ كوني .. يشغله الفضاء ، وينسى تراب الأساس وأرض الثابت .


نثريات شهد بكر#

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/21/2022 02:07:00 م
على جبال الفضاء التقينا
على جبال الفضاء التقينا
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 
- قريب .. قريبٌ جداً ..

- لم أتوقع ذلك ؟!

- دعنا نلتقي الآن !

صمتٌ لمحاربة الأقدار ..

ومعركةٌ حاكمها العقل وجيشها عواطف الهيام ..

والانتصار تعلنه الأرواح .

نرتدي ما وُضعت عليه أيدينا الجامدة ، بسرعة الفرصة الهاربة في أي لحظة ..

أغلق باب المنزل بحذرٍ كبير ، مع مراعاة فتحة تنفس كي لا يصدر أي صوتٍ للأنين .

أحمل حذائي الصيفي مع مخاوفي .. ورجفتي ..

مثل اللصوص ، أهبط من الدرج على رؤوس أصابعي ، خشيةً من الأرض أن تصرخ ألم المجتمع .. وتفضح أمري ..

أتحرر من عجلة الواقع ..

أتصل بك ، لتحاول ذبذبات صوتك أن تبعث الطمأنينة على عشقي ..

أسير ، نسير معاً .. تخيل .. نسير معاً !!

بخطواتٍ سرمديةٍ ثابتة ..

والنسمات حولنا تنعش ركود مشاعرنا ..

أصوات السيارات مزعجة ، حتى في الليل ..

لكنَّ النجوم تهبنا الشعاع الكافي لتزيين مشهد حكايتنا ..

نلتقي ، ودون نظرةٍ بين الكلمات ، أرتمي بأحضان فلسفتك ، وأعيش مع رائحة وجودك ..

تلمس يداك خصري ، فتشتعل ، وتقتل برود العابرين ..

ويحترق دمي ..

كم لبثنا حتّى اندمجت عوالمنا السريّة !!

وأمضينا الليل كله نتكلم .. ونتكلم .. ونتكلم ..

عن |براءة الطفولة| ، طيش المدرسة ، وأيقونة النضج ..

أسند رأسي على كتفك .. تداعب شعري .. فأتأكد من كونك حقيقةً كونية ، لا مجرد وهمٍ شمسي ..

تحكي لي عن قطةٍ جرحت معصمك ونزف منه |الحنين| ..

وأحكي لك عن ندبةٍ ثقبت سفني وهوت إلى الجحيم ..

تحكي لي عن كوعك الموشوم لأجل فتنة الشعور ..

وأحكي لك عن كوعي المثقوب من فرط انتظار العقود ..

وبينما نتخبط ما بين قصةٍ وأخرى ، وتلتمع عيوننا مع نجمةٍ تسقط على ثغرنا ..

تأتي صفعة ريحٍ ، وتتحوّل لإعصارٍ يوقظ مخيلتي ..

ويقلع القلم من جذور يدي ..

ويمزّق الأوراق حولي .. ويمزقني ..

ومن ثمَّ ..

أعود لواقعٍ لئيمٍ يحرمني حتّى من مصافحة قدرك ومصادقة ظروفك .

شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/19/2022 11:54:00 م

توسلٌ راسخٌ كجذور القدر الملعون
توسلٌ راسخٌ كجذور القدر الملعون
تنسيق الصورة : رزان الحموي
  
كل شيء هنا يدعو للكثير من الحنين ..

والكثير من الأرق ، والكثير من |الحزن| ..

كل شيء هنا يؤسس تمثالاً للانتظار ، ويقطف وردة الذكريات ، ويحرق أعشاب الضحكات ..

ألهذه الدرجة بات قدرنا ملعون ومحكوم ؟!

أم أننا بطريقةٍ ما جعلناه كذلك .. يعاشر الألم والتجاهل وفقدان بريقٍ شغوف ؟!

يبدو أننا اتفقنا خفيةً على إعدام عشقنا .. واتّهمناه بجريمة الجنون  ، وقيدناه بقيود صمت تجارب العقود ..

لم أعد قادرة على التمييز والتفريق بين الكلمات والحروف ..

لم أعد قادرة على معرفة مكان انصباب العتب الأليم المصاحب للنغزات وصرخات جاثومٍ حقير  ..

أأعاتب الزمان والمكان ؟

أم أعاتب خوفك من تكرار طوق الياسمين ؟ 

أم أعاتب قلبك الذي لا يدرك سبيله نحو شعوري بالحبِّ وعنفوان الحالمين ؟!

أشعرُّ أنَّ الحبر قد سُرق مني .. لا أريد الاعتراف أنه قد جُف ..

أنا التي ما عدتُ أكتب إلا لك .. وإليك ..

أنا التي ما عدتُ أتخيل المشهد إلا عنك .. ومنك ..

أنا التي فقدت قلمي معك  .. ولأجلك ..

نعم يا مجهولي ..

للمرة الأولى في حياتي ، لا أتخيل قلمي دون شخص ما ..

أخاف .. أخاف جداً يا مجهولي ..

أن يأتي ذلك اليوم المحتّم ..

تتصارعألسنة لهيب مشاعري مع الجبلان ..

جبل فعل برودك .. وجبل ثلج انطفائي ..

على حلبة نظراتنا الباردة والجافة كالصحراء ..

ترعبني فكرة انقراض وجود نجمك من كوكبي ..

ما رأيكَ أن تحاول معي البحث عن أسطورةٍ ما .. لعلَّ فطرة ظروفنا تقتنع بهيامنا ؟!

ولكن منطقياً يا مجهولي..

هل الأكوان تجمع في دقيقةٍ واحدة ، وفي ذات الزاوية .. |الشمس| والأقمار ؟!

أتخاف لمس خطيئتنا .. أنت الذي لُطخت يداك بدماء خطايا المجتمعات ؟!

أم أنك تراني جنيّةٌ نقية .. مستحيلة الوصول من شدّة الكدمات و|الندبات| ؟!

أرجوك .. بكل كبريائي الأنثوي ، طيشي الشبابي ، وبراءة طفولتي .. 

أرجوك .. كفاك تردداً .. دع أقلامك وأوراقك وحكاياتك على طاولة الذنوب .. واستسلم لفن المحبوب .

شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/19/2022 11:02:00 ص
أمنيات سريعة الفناء كومضة اللقاء - اختيار الصورة رزان الحموي
أمنيات سريعة الفناء كومضة اللقاء
 اختيار الصورة رزان الحموي 

 (( أين أنت أيها الكسول المخادع؟!

أشتاق جداً للمسة يدك الأخيرة بعد كلِّ لقاء..

لماذا عزمت على مغادرة كوخي والهرب من هوى الخيال؟!

تعال إلى هنا، وافتح قلبي، واجعل كياني يرتعش مع اسمك كما فعلت مراتٍ ومرات..

أخشيتَ |اقتحام روحي| بعدما لمست ما لمسته من فراغٍ وفجوةٍ وعلقمٍ وحنينٍ ومرضٍ.. وانتظار؟!

أرجوك توقف عن النحيب والبكاء، فقط تعبت منه، رغم حاجتي إليه ..

دعني أخبرك بدلاً عن ذلك عن حذائي الأبيض الذي ارتديته وأنا في عمر الخامسة كالأميرات..

أو لأخبرك عن أوّل ابتسامةٍ ابتسمها لي عابر لطيف بعدما أعطاني سكّرةً قاسيةً جداً كالبقوليات..

هذا ممل ..حسناً ..

دعني أروي لك أفلام القاعات والصفوف، وأرقص أمامك على أجراس الاستراحة واللعب مع الأصدقاء والعصفور ..

أيضاً ممل ..

أيغريك الحديث عن جرحٍ عميقٍ استوطن كوعي المهدور لشدة انتظار الشاب اللعوب؟!

أفكارٌ بالية.. أريد رؤيتك فقط ..

ليتك تأتي كما يفعل الأمير في قصص الأطفال وقلوب الأمهات..

كيف لي أن أصوغ حجم مجرة حبي لعقلك الكبير والكثيف؟! ))

***

ما هذا!

ألمحك من بعيد!!

أأنا في أحلام اليقظة أم أنَّ الحياة قد وهبت صندوق فؤادي مفتاح اللغز العجيب؟!

اقتربتُ منك بنظارتي الشمسيّة، وقفازاتي البيضاء الكلاسيكيّة، وأنوثة سرمديّة..

أرأيتني؟! 

أم أنَّ غباشة الأعمال وإرهاق الأوراق قد أسقط نيزكاً من الرماد على جفون |العشاق|؟!

وقفتُ أمامك، صافحتك، فابتسمتَ لي ابتسامةً يوسفيّةً نضرة..

تبادلنا بعض الأحوال، والقليل من |نظرات الغرام|.. والنادر من قبلات الأسرار..

أمعنتُ النظر بنجوم عينيه..

كم اللقاء جميلٌ صدفةً!!

كم اللقاء محمّلٌ بعنفوان الأمنية فجأةً!!

رفعتُ قامتي لأصل إلى قبّة قميصه، متذرعة بتنسيقها..

شممت رائحة الوجود الممزوج مع رجولة العقود..

ابتعدت قبل أن ينفضح أمر مغناطيس رسائلي الشعوريّة، وأقلامي اللاشعورية..

وكما كانت الأمنية سريعة..

ذبلت بسمته وبهتت هالته.. ومضى ..

أنا التي تراكضت قيود ماضيي وآمال أحلامي نحوه..

مضى بعد خطوةٍ إضافيّة.. دون رجوعٍ للجنيّة.

شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/16/2022 07:21:00 م
شوارعٌ فارغة ترفض الظلال - اختيار الصورة ريم أبو فخر
شوارعٌ فارغة ترفض الظلال  
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 

 هنالك شوارعٌ مزعجة بناها العابرون ..

جعلونا نفقد حس الروح في الحياة ..

نتمنى الحياة ونحن على قيد الآلام ..

نعمل لساعاتٍ متأخرة من ليالٍ باردة الجوِّ والشعور بلسعات الآمال ..

نصاب كلَّ يومٍ بخيبةٍ جديدة، تمزق الأمنيات بزجاج التأملات ..

تعشعش بداخلنا الرغبة بالبكاء لتتصارع مع |حلم الصراخ| ..

فلا اليوميات لطيفة، والأشخاص مختفية كالأوقات ..

لتنفجر الدمعة ضمن حضنٍ دافئٍ يصادق الوهم وحب الامتلاك ..

والحقيقة أنه لا أحد يبالي لعشقٍ مقتول من قبل الثعالب والذئاب ..

نحترق مع ضجيج تكات الساعات آلاف المرات ..

بل ونحلم بالموت ونردده لعلّه يحدث أثناء حفرةٍ حفرها الأصدقاء ..

وحين يحنُّ الزمان على حالنا، يسمح للدموع الليليّة أن تتمدد لجانبنا على أرضٍ صُلبة الأشواك ..

نطرق رأسنا ما بين الحين والآخر بجدران |الصدمات|، نحاول إمساك قلبنا وعصره مع كل نوبة فجائيّة تودي بحياة الثقة والأمان ..

في هذه الأيام .. 

نجد زهرة شبابنا تتسكع بين مستنقعات الواقع واحتراق الأحلام ..

غرفنا الضيقة البائسة، يأكلها زمهرير العتب، وتحاوطها ألوان الفراغ ..

في إحدى أيام العزلة، نحاول محاربتها، فنخرج ليلاً كي لا يرى أحد ترنح مشاعرنا.

نجلس ضمن حديقةٍ قديمة، نحدّق في سماءٍ ضبابيّة، نحرق سيجارة العلقم كالكبار المهترئين تجارباً، ونبكي كالصغار الذين لا يفقهون شيئاً عن الألم سوى الجوع ..

ونحن أيضاً جيّاع .. 

جيّاع للأمل، للأمان، للحرية .. للحب والإنسانيّة.

يرهق البكاء منّا، فنزهق منه ..

ونسير خطواتً متثاقلة، ونستقرُّ تعباً وكسلاً على |قارعة الطريق| .. ننتظر أحدهم ليأتي ..

لا كي نستند على يده ونمضي في الطرقات الأخرى ..

بل كي يهبط لإزائنا، نضع رأسنا على كتفه الحنون والمجنون .. وننام لمرةٍ واحدة .. دون هذه السطور ..

ولكن لا أحد سيأتي، سوى ظلنا الخفي المظلوم من قبلنا ..

يواسينا .. نتجاهله ..

يسمعنا .. نتجاهله ..

يطرق أبواب عقولنا ونوافذ قلوبنا .. ونتجاهله .. ونتجاهله ..

شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/14/2022 09:37:00 م
الممرضة الوهمية ترتعش من الحياة
الممرضة الوهمية ترتعش من الحياة 
تنسيق الصورة : رزان الحموي
  

صراخٌ وهلعٌ في المكان ..

صرخاتٌ تتبعها الأخرى ، تتنافس مع البكاء وتتخبط ما بينها وبين الخوف من الفقدان .

كنتُ أقف أمام مكتب التبرع بالدم كي آخذ كيساً أحمراً بات منظره طبيعياً لعقلي ..

والمرضى حولي تتبعثر يمنى ويسرى ، تأنُّ من عذاب |الألم| ، وآخرون يخبطون أقدامهم ورؤوسهم .. 

كان أيضاً مشهداً طبيعياً .. بل أكثر من الطبيعي بمراحل متقدّمة ..

اقتحم زوايا القهر والأوجاع صوتٌ رجولي يرتعش من هول الحقيقة 

 يحمل بين يديه فتاةٌ عشرينيّة ، يصرخ للممرضات والممرضين .. 

ويشلُّ حركتي ، بل وإنسانيتي ، والصرخة المكتومة من كلِّ المرضى ..

تختنق الكلمات بين عثرات الحروف ، ويخرج الصوت من جبِّ القهر : 

أنقذوها .. أرجوكم .. أنقذوها ..

لتأتي نقالة الإسعاف وتتراكض بين الناس ..

ليكمل :

قبل ستة أشهر أحضرتُ ابنتي الأولى إلى هنا ..

لم تستطعوا اللحاق بها .. ماتت هنا .. بين أيديكم ..

توقف آخذاً معه هواء الذكريات القاتلة :

أرجوكم أنقذوا ابنتي الثانية ولا تدعوها تموت !!!

مساميرٌ خفيّة ثبتت الجميع على الأرض ، بينما كانت أقدامي ترتعش ، فاستطعتُ تحريكها نحو تلك الملاك النائم ..

أعدتُ الزمن ينساب بيننا عندما جررتُ تلك النقالة ، كان يجري معنا وكأنه |الطبيب| الأساسي .. وكأنه يريد أن يهب روحه النادمة لقطعة سنينه ..

أدخلناها إلى غرفة العلميات 

 كانت |الخفقات القلبيّة| تتباطئ مع كل صقعة كهربائيّة ، والجسد ينتفض مع كل دمعة ندبيّة ..

كنت أتحرك بسرعةٍ خارقة ، دون فعل أي شيء ، أو تحديد أي وجهة طبيّة معينة .. والصوت يُعاد ضمن رأسي .. 

كنت أريد إنقاذها ، وإنقاذ أختها ، وإنقاذ عائلة عائلتها .. وأنا أدور وأدور حول نفسي والأطباء .. والأهل ..

وحول حربٍ ما بين الحياة والموت ..

كنتُ أتمنى البقاء أكثر لأرى النتيجة النهائيّة ،لكنَّ الطبيب طردني فجأةً بجرم النقاء ..

حاولتُ معاركته ، ضربه بكل كرهي وحقدي للأمراض والمعقمات ، لكنه أبعدني .. أمسك المشرط وشطب جلد قلبي .. وقذفني إلى السماء .

وأنا أنظر لقطرات دمي المتطايرة والمتصاعدة ، بدأت أصرخ .. ولا أحد يسمعني سواي : 

أنقذ أختي ...



شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/12/2022 11:14:00 م

الهروب من السراب الضبابي
الهروب من السراب الضبابي
تنسيق الصورة : رزان الحموي
 

 سرابٌ داخل سراب  وأنا الذي أهرب من هنا إلى هناك ..

أركض بذرعٍ نحو اللاشيء  متأملة أن أجد أيِّ شيء ..

وما بين زاوية وأخرى  وتجربةٍ وأخرى .. 

أجد نفسي بدوامة الآخرين  وهم يربطون حبال معتقداتهم على عنق حلمي ..

بعضهم يحاول سحبي وخلاصي  والحقيقة أنهم يشدّون حبال موت إبداعي .

لم نترك يوماً لنعيش حياتنا كما يحلو لنا ، كنا ومازلنا مجبرين على الانخراط بالناس وأفكارهم .. كي لا ننعزل ..

ننخرط وننخرط ..

حتى تصيبنا لعنة الوحدة .. ضمن الضجيج ..

كان لابدَّ لأحدهم ، لفيلسوف ، لناقد .. لأيِّ بشري أن يتدّخل حتى بالنفس المتصاعد من حروفنا ، ويكتم بتحليلاته صرخة حبرنا ..

نعم ، نحن المنحرفون نفسياً الذين ينظرون لثقب الإبرة على أنه ثغرة أمل ..

نحن المنحرفون نفسياً الذين يصنعون عالماً من |الربيع| والخريف والشتاء والصيف .. المهم ألا نعيش ضمن عالمكم ..

نحن المنحرفون نفسياً الذين يعشقون لسعة البرد لأنها الوحيدة القادرة على تنشيط حالتنا الحسية ..

نحن السويون نفسياً .. ننظر إلى ما لا يمكن أن يُرى ..

نسمع ذبذبات الأخرس ، ونترقب بشدّة مطلقة نظرات الأعمى ..

ولا ننسى كيف يمكننا أن نكاغي مع فطرتنا المحترقة ..

نتمتع بحساسيّة مفرطة لدرجة أنَّ جروح الآخرين تمزقنا ، ليستيقظ قيح |الذكريات| من سباته المرن على سطح سلام أرواحنا ..

نحن المنافقون الذين نبتر لسان الحقيقة إن كان سيهزُّ صلابة أحجاركم ..

نعيش ذلك النوع من |الحزن| الذي لا فائدة تُرجى منه ..

نكون مشتعلين غضباً وكرهاً  .. فلا نصرخ ولا نثور .. بل نفجّر آهاتنا بأقلامنا المسكينة ..

حتى في غالب الأحيان يخوننا كل شيء ، حتّى الألم .. يرفض أن يبكي معنا ..

يتركنا مع ثعالب الجنون والتفكير ، تائهين في شوارع |الحنين| والأنين ..

يجعلنا نقفز ما بين أنواعه كي لا تعفن رائحته ضمن جمجمتنا ..

ويتفق خفيةً مع أولئك المجرمين  لينسق معهم ويزين ساحة إعدامنا ..

ونعود نهرب ..ونركض ..في سرابٍ .. داخل سراب .

شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/11/2022 10:32:00 م
ريشةٌ مجهولة تزعزع حرب الأوهام
ريشةٌ مجهولة تزعزع حرب الأوهام
تنسيق الصورة : رزان الحموي
  

 ريشةٌ زرقاء سقطت على وجه وعٍ راكد الزمان  خامد المكان 

حاولتُ إبعادها ، لكنها قررت التشبّث والرسوخ ..

لعلها تلفت روحي .. ولكن دون جدوى ..

تركتها لثوانٍ ، وتابعت طريقي ..

ريحٌ فجائيّة قذفتني بعيداً عن درب حلمي ..

شعاعٌ مريح أسر قلب غروري ، وشلَّ نخاع حزني ، وأيقظ مكامن الأفكار المدفونة ضمن لا وعيي ..

حرّك نسمات ضحكتي , ونشطَّ تنين عزيمتي ..

مددتُ يدي المرتجفة من ثقل الذكريات ، حاولتُ إمساكه أوّل مرةٍ ..فهرب ببطءٍ مؤلم ..

لكنني لاحقته لأيام وأشهرٍ .. وأيام ..

ويمكنني الاعتراف .. 

أصبحتُ أضحوكةً أمام الغرباء والتعساء ..

أمّا عن السعداء ، فوجدوني مثلهم .. أعارك حريّة الأوهام ..

و أناضح كل من يقول لي لا وألف لا ..

وأخيراً ، وبعد حرب السنوات ..

حصلت عليه ، وركضتُ بأقصى سرعتي ، وحلّقت مع الهواء ، وتجاوزت المحتاجين ..كي أصل إلى كوخي السرّي الخاص .

دخلت البوابة بقدمي اليسرى ، كي أحطم كلَّ قواعد العادات ..

تقدّمتُ خطوةً ، اثنتان .. تبعتها ثلاث  لكنني لم أتوقف عندها بل أكملتُ عدَّ الخطوات ..

وفي سراديب عقلي أسئلةٌ تأنُّ من كثرة الأصوات ، وانعدام الإجابات وانقراض |الأحلام| وفتنة الياسمينات ..

لم أكترث لثقل المياه القذرة التي علت جسدي وكست شعري ، بالرغم من نحالته ونعومة الانسياب ..

وقفتُ أمام المرآة 

 فانعكس بريقها ليعمي عيوني عن مرار اللوحة ويحرق كل ما بقي من الصدمات والكدمات ..

رضختُ لعثرة الزمان ، وحاولتُ معايشة الوضع دون تذمرٍ أو ضجرٍ أو عتبٍ أو إيلام .. 

وواظبتُ على ثباتي أمامها .. مجدداً ..لسنواتٍ وسنوات ..

لم أشتكِ فيها من تعبٍ أو أظهر آثار الجحيم المحاوط بي.. جحيم الانتظار ..

وفي أحد الأيام ..

بعد نهارٍ تناقضي ، وصراعٍ لن يعيه أحدٌ سواي ..

فتحتُ الصفحات الأولى لروايةٍ تعود حروفها لمئات السنين من الحنين وجرائم الأقدار ..

ودون سابق إنذار ..

طارت الريشة المتوارية ضمن المرآة ..

حتى ركدت ضمن موطن التراكيب والكلمات ..

واختفى معها الشعاع .. وانعكاس الأقلام ..

فعلمتُ وقتها أنَّ اللقاء لن يحدث حتى تتغيّر مسارات الكون وأوقات الأقدار ..

هويتُ أرضاً ، لكنَّ بقايا أملي رفض الاستسلام .. لأنهض وأقف مجدداً أمام |المرآة| ..

فوجدتُ ظلام الواقع .. ورماداً بسيطاً في زاوية الأمنيات .. كان ندبة |العشق| .. ندبة ريشة السلام .


شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/24/2022 06:00:00 م

كيف نقيّم الروايات ونحدد قيمتها
 كيف نقيّم الروايات ونحدد قيمتها 
تصميم الصورة :وفاء المؤذن 
 
إن القراءة غذاء العقل والروح، تلهم الشخص على الإبداع في حياته، تعلمه الصبر والهدوء، خاصة قراء الروايات لأنّ جَلَدَهُم على قراءة كتاب يبلغ ما يقارب ستمائة صفحة دون كلل أو ملل هذا شيء عظيم جداً.

تعريف الرواية وعناصرها وعلى ماذا تعتمد؟ 

الكتب الروائية (الروايات): مفردها: رواية: هي أحداث متسلسلة، يقوم الكاتب الذي يدعى الروائي بسردها على هيئة كلمات منثورة، تجسد تلك الرواية أشخاص من خيال الكاتب.

تعتمد في أسلوبها على عنصر السرد النثري.

عناصرها: الحوار- شخصيات رئيسية- شخصيات ثانوية- الموضوع- العدو أو الخصم- الموقع والوقت- محور الرواية (الحبكة أو العقدة)

أنواع الروايات

*روايات أدبية/تجارية

الروايات تنقسم لعدة أنواع

الفانتازيا- سياسية- اجتماعية- بوليسية- عاطفية- رعب..وغيرها.

العديد من الأشخاص ينظرون إلى |الروايات الخيالية| بأنها مضيعة للوقت.

*روايات حسب التفكير:

واقعية، مثال: "Kill a Mockingbird"  للروائي (|هاربرلي|).

رواية Epistolar( التجريبية): تعتمد على نظام الرسائل والبرقيات، مثل: دراكولا للمخرج الكبير برام ستوكر.

-تاريخية.

-السيرة الذاتية.

-التدريب..وغيرها كُثر.

يتردد على مسمع القراء أن الكتب الذات قيمة هي فقط الكتب العلمية..الوطنية أو السياسية

 ما سبب ذلك الكلام ومن أين أتى؟

هذا التفكير يأتي من مناهج تدريسنا وطريقة إعطائها، وتركيز المعلم على إيصال معتقداته وأفكاره التي ترعرع عليها لدماغ طلابه وزرعها به على أنها المسار الصحيح الذي يجب أن يسيروا عليه، إضافة أنه عليهم فقط دراسة مناهجهم دون اللجوء لقراءة قصص أو كتب أخرى تفيدهم في المستقبل.

هل يقتصر التشجيع على القراءة على المدرسة  أم الأهل لهم دور؟

بالطبع، إن للأهل دور مهم وأساسي في تشجيع أطفالهم، القراءة..الرسم..العزف مواهب توجد عند كل طفل لكن الأهل في المرتبة الأولى والمدرسة في المرتبة الثانية ينمون تلك المواهب لديه، دون أن يؤثر ذلك على دراستهم، لطالما كان هنالك أوقات فراغ يجب استغلالها، مثل: عطلة الربيع- الصيف...وغيرها

هل تقتصر القراءة على عمر معين؟

إنّ المطالعة و|حب القراءة| ليس له عمر، هذا شيء من الداخل، هنالك أشخاص في الثمانينات من العمر لديهم وقت مخصص للقراءة مع فنجان من الشاي، كل يوم. 

سُئلنا: هل قراءة الروايات مثل تناول البرجر الغير صحي، ماذا يعني ذلك؟

أي عند تناوله تشعر بالذنب أو يمكن أن يأتي أحد ويشعرك بالذنب.

لا، القراءة شيء ممتع للغاية، كل شخص يجذبه نوع من الروايات.

هل هدف الكتب الروائية يشبه هدف الكتب التعليمية؟

بعد ممارسة القراءة لفترات طويلة، تكتشفت أنّ للروايات أهداف أسمى من الكتب المقالية وأنها شيء مهم وضروري لكل فرد، يعتمد الرائي بها على نمط كتابة معين يختلف عن كاتب المقالات التعليمية، على الرغم من أنّ بعض الكتب الروائية لها جوانب علمية واقتصادية...إلخ، مفيدة جداً إلا أن الكتب الروائية أعمق وأوسع.  

كيف نقيّم الروايات ونحدد قيمتها
 كيف نقيّم الروايات ونحدد قيمتها 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن   

هنالك خمسة فوائد أساسية للروايات؟

■ الكتب الروائية تغذي العقل بمرادفات جميلة انتقائية، تساعده على تشبيع لغته العربية بمفردات أغنى وتعابير أجمل.

فالعديد من الروايات تتعمق في الحديث عن شخصية البطل، مما يجذب القارئ لقراءة عدد صفحات أكثر.

أو ممكن الروائي أن يتعمق في وصف محتوى الأمور،  يخطر خلالها على بال القارئ العديد من الأسئلة الاستنتاجات التي تجعله يقرأ ويقرأ..ويقرأ حتى يجد أجوبة لأسئلته.

■الروايات: هي فن يسلط الضوء على حياة المجتمع كالمرآة للعاكسة، يحكي القصص التي يعيشها الإنسان، سواءً بتسليط الضوء على المشاكل أو المتطلبات الأساسية التي يحتاجها الفرد. 

لا تكتفي بزمن محدد ولا بمكان محدد، فهي تختص بكافة الأوقات والأزمنة والمواضيع.

تتعلم منها أمور مختلفة، مثل: عادات وتقاليد بلدان أخرى. 

يتكون لدى كل شخص انطباع مختلف عن الآخر، باختلاف تفكيرهم وفهمهم عند قراءتهم الرواية وتتكون لديهم أراء مختلفة.

من أجمل وأروع الروايات حسب أراء بعض  القراء

 هي: كتب الروائي "|باولو كويلون|" روائي برازيلي الجنسية لديه قدرة عالية على جذب القارئ وكتبه غير مملة أبداً، كتاباته لها طابع خاص، أغلب كتبه موجودة على تطبيقات الكتب الصوتية، لديه حس الفلسفة وهذا الطابع موجود في أغلب رواياته، يخرجنا من رتم الروايات الكلاسيكية فيبعدنا عن ملل القراءة.

ما الفرق بين الكتب الصوتية والمطبوعة؟

الكتب الصوتية: هي كتب مطبوعة، نُقلت على لسان قارئ محترف يملك موهبة الصوت وسلاسة الإلقاء.

يمكن تحميلها كملفات صوتية على أجهزة الهواتف وسماعها بين حينٍ وآخر.

تشعرنا بالمتعة في أوقات العمل، مثال: خلال تنظيف المنزل يمكن الاستماع إليها

هل مواقع الكتب الصوتية مجانية؟

بعض المواقع مجانية وبعضها اشتراكها رمزي، مقارنة بكمية الكتب التي تستطيع تحميلها وقراءتها.

اشتراك بعض المواقع هو 10دولارات شهرياً.

يمكن إلغاء الاشتراك  قبل اتتهاء الشهر دون التكلف بأية رسوم إضافية.

يتم الاشتراك بها عن طريق الكمبيوتر، مثال: موقع سورتيل، يتم الدفع عن طريق الحساب المصرفي.

هل نأخذ الفائدة من الكتب الصوتية كالتي نأخذها من الكتب الورقية المطبوعة؟

لا، ليس بنفس سوية الفائدة، إنّ أغلب الأوقات تمر على الإنسان لحظات شرود عند سماعه للقصة، مما يؤدي إلى الانتهاء منها دون التركيز في مغزاها أو متابعة أحداثها بشكل دقيق.

أما عند قرائته للروايات المطبوعة، فإن سلاسة وتتالي أحداثها تجذبه إليها بشكل أكبر وتقلل من نسبة الشرود الدماغي، بالإضافة أنه يستطيع التوقف عند حدث معين والرجوع إليه بعد أن يسترح، يساعد ذلك في التخفيف من الضغط على العين وعلى الحواس المستخدمة، القراءة عن طريق الكتب المطبوعة تسمح لحاستين مهمتين في العمل(العين-اللمس)، يمكن أن نستمع للرواية عن طريق الكتب الصوتية وأن نقرأها عن الرواية في آنٍ واحد

اطلعونا على أسماء روايات وكتاب تتابعونهم وأعجبتكم كتاباتهم، وأيهمها تفضلون الروايات الواقعية أم التجريبية؟ 

شاركونا رأيكم في التعليقات.....

حلا اليوسف


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 06:58:00 م 1
لا دموع بعد اليوم
لا دموع بعد اليوم 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

لنتابع أحداث الحلقة السادسة من المسلسل الرائع لنعرف ما الذي جرى بين أمجد ومجدولين ....


ذات يوم استبد بها الحنين والشوق 

لبست ثوبها الوردي وتدثرت بوشاحها المخملي 

في الثالثة عصراً كانت تقف على باب المطعم ،هذه المرة تجرأت ودخلت إليه ...

اتجهت بأنظارها نحو طاولتهما إنها مقدسة عندها.

الحمد لله لم تكن محجوزة ،طلبت الغداء حساء الفطر ودجاجاً مشوياً ...وجبة أمجد المفضلة... ليته كان معها اشتاقت إليه. 

بدت شاردة وهي ترسم بالملعقة دوائر في صحن الحساء.

 كانت |فيروز| تصدح بأغنيتها ....

 يا سنين اللي رح ترحعيلي ارجعليلي شي مره ارجعيلي.... رديلي ضحكات اللي راحوا 

وعندما وصلت فيروز إلى هذا المقطع ،انكفأت على الطاولة لتخفي دموعها ،ضج بها الحنين اشتاقت إليهم جميعاً.    

مر شريط| الذكريات |الأليم أمام عينيها، تذكرت أخاها وعائلته ،تذكرت والدتها ،ثم تنهدت...

وتذكرت أمجد ،شعرت بحنينٍ غريب له 

إنها تحتاجه الآن أكثر من أي وقت

|الحرب| أخذت كل أحبتها ،وتركتها وحيدة

رفعت نظرها إلى الأعلى وتمتمت أمجد... أمجد عد إلي إني أحتاجك .

اغمرني بمعطفك أشعر بالبرد . 

شئ يشبه المعطف لفّها ،رفعت رأسها ببطء فرأته أمامها 

إنه أمجد .. ارتسم طيفه أمامها نظرت إليه مبهورة .  

قفزت إلى مخيلتها قصة بائعة الكبريت، حين التقت جدتها 

ابتسمت باطمئنان ،نظرت إليه بعينين دامعتين 

قالت بصوت خافت : اشتقت إليك كثيراً ،لو يطول هذا الحلم الجميل. 

ضحك أمجد وقال : ليس حلماً حبيببتي . 

قالت بحزن : حلم يقظة !!! ؟

ضحك قائلاً وهو لا يستطيع التوقف عن الضحك ،ولا |حلم يقظة |حبيبتي 

بدت له كطفلة بريئة  فقال لها بحنان  : إنني فعلاً هنا أمامك . 

تنهدت وهي تمسح دموعها ،أتيتَ من السفر؟ 

أجابها : أنا لم أسافر ،ولن أسافر بدونك .... أنت حاضري ومستقبلي 

تعلمين .... لم أعد أرغب بالسفر 

أنت محقة كنت أنانياً  ولم أقدِّر ظروفك كما ينبغي.

 سنبقى هنا بقرب والدتك ،لستِ مضطرة لتتركيها ،المهم أن نبقى معاً 

استأجرتُ بيتاً هنا ،بحثت عنك طويلاً ،سنهتم بها معاً وسنحاول علاجها. 

تمتمت مجدولين : لم تعد تحتاج إلى العلاج ....ذهبت عند الطبيب المداوي ،طوت أحزانها.... ورحلت . 

غض بصره بحزن.. 

قالت مجدولين خذني من هنا ،خذني إلى أبعد مكان ،هز رأسه ببطء موافقاً  كلامها . 

قالت له كيف عرفت أنني هنا؟....كيف أتيت ؟

أشار أمجد بيده إلى النادل ،فأتى ووقف أمام الطاولة مبتسماً. ..

قال له أمجد : ستكون شاهد زواجنا ،أشكرك من كل قلبي أعدت إليّ حبيبتي . 


التفت أمجد الى مجدولين وقال :

 لم تتركي لي نافذة تصلني بك ،فأعطيته رقم جوالي ليتصل بي إذا عدتِ إلى هنا، وأوصيته بإبلاغي بمجرد وصولك ،وطلبت منه أن يتبعكً إذا ذهبتِ قبل مجيئي ليعرف عنوانك 

كان الخيط الوحيد الذي يمكن أن يوصلني إليك . 

وهو لم يقصّر ،لبّاني مشكوراً وقد نجحنا ،وها نحن الآن معاً

 ثم أخرج علبة من جيبه ،فتحها وألبسها خاتماًَ وقال : لم يطل لقاؤنا في المرة الماضية، كنت قد أعددته لك هدية. 

فجأة ...موسيقا الأفراح دوت في إذاعة المطعم 

 ثم سمع الرواد صوتاً يعلن خطوبة الشابين مجدولين وأمجد ،تلاه ثصفيقاً من الحضور ،وانتصب على طاولتهما قالب حلوى كبير بعدة طبقات ،كهدية من إدارة المطعم . 

دهش أمجد ،لم يكن هو من رتب الأمر ،ومؤكد ليست مجدولين 

نظر أمجد بدهشة إلى النادل فابتسم وقال : تعاطف مدير المطعم مع قصتكما وأعدّ لكما هذه المفاجأة 

أغمضت مجدولين عينيها ،واتكأت على كتف أمجد الذي غمرها بحب وحنان . 

مسح أمجد برفقٍ دمعة انحدرت على خدها وقال لها : 

 لا دموع بعد اليوم... 


بقلمي هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 06:58:00 م

لا دموع بعد اليوم
لا دموع بعد اليوم 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

لنتابع أحداث الحلقة الخامسة من المسلسل الرائع لنعرف ما الذي جرى بين أمجد ومجدولين ....


عادت بمخيلتها إلى الوراء 

كان أول عهدها به اعتذاراً بدأته في الطريق عندما مر بقرب مدرستها ...وآخر عهدها به اعتذاراً عن فرصةٍ ربما لن يكفيها العمر بطوله ندماً عليها . 

لكنها أمها ، تلك المسكينة التي تقبع بلا حركة في سريرها. 

ثم تذكرت وهتفت آه أمي .... كيف نسيتها؟ 

ضربت بباطن كفها على جبهتها ،وركضت مسرعة إلى غرفة الجلوس 

كيف دخلت إلى البيت؟... وكيف اجتازت غرفة الجلوس ولم ترها ؟

أسرعت إليها ركعت أمام الكنبة الكبيرة التي تستلقي عليها ... انكبت فوق يديها ،ضمتهما بقوة ،وانهالت عليهما لثماً وتقبيلاً 

مرّغت وجهها بهما ،ثم ألقت برأسها على صدرها ،وبكت كما لم تبكِ من قبل 

كل القهر ...كل الخوف ،وكل ما يعتصرها من ألمٍ ،تفجر بكاءً 

بكت كطفلة صغيرة ،وقالت أحبك ماما ،أنت كل حياتي 

نظرت أمها إليها بحزن ، غمغمت بكلمات  متقطعة غير مفهمومة ، لكن مجدولين فمهت إنها تسألها مابك حبيبيتي؟ ماذا حصل؟ 

رفعت مجدولين وجهها ، ونظرت إلى أمها كانت أهدابها الشقراء المبلللة تقطر دموعاً ، قالت بصوتٍ مخنوقٍ : لا تقلقي حبيبتي أنا بخير. 

ولكنك تبكين ....عيناك محمرتان وأنفك متورم ووجهك شاحب...

كان لسانها ثقيلاً ، فلم تستطيع أن تتفوه بتلك الكلمات 

قالتها في سرها لكن مجدولين كانت تسمعها بقلبها وروحها ،وتحس بمدى ألمها وقلقها

المسكينة يكاد قلبها ينفطر على ابنتها، ولو لم تكن مشلولة، لضمتها ولمسحت دموعها  بيديها . 

انحدرت دمعتان من عيني أمها مسحتهما مجدولين برفق  وأدركت كم تعاني والدتها 

تمالكت نفسها ، وقالت لا شي ماما، إنها صفاء صديقتي ،يريد والدها أن يزوجها رجلاً ثرياً عجوزاًَ ،وهي لا تريده .

قالت مجدولين : الدنيا ظالمة ماما . ...

المهم أن تكوني أنت بخير بنيتي ،قالتها والدتها في سرها ،لكنَّ مجدولين سمعتها بقلبها وروحها وأدركت ما تعنيه أمها 

مسحت مجدولين وجهها وقبَّلت وجه أمها بحنان. 

وقالت : صرت أحسن الآن .... أنا بخير لا تقلقي ماما

هدأت مجدولين قليلاً شعرت بالقوة والراحة 

هي الآن في حضن أمها ،تنهدت وقالت : لابد أنك جائعة ماما ،سأجهز الغداء لنتغدى، ثم هبَّت واقفة واتجهت نحو المطبخ. 

أما أمجد فظل يحاول الإتصال بمجدولين دون جدوى، فجوالها ظل مغلقاً. 

 وكيف له أن يعرف عنوانها ، لقد احترق بيتها إثر سقوط القذيفة عليه، وقد أخبرته أنها تسكن الآن في دار خالها 

لكنها مضت ولم تخبره عن العنوان 

مر عام ونصف ،انقطعت أخبار مجدولين وأمجد خلالها . 

استمرت مجدولين في عملها لتنفق على والدتها وعلى نفسها 

وظلّت تعتني بها ولكن المسكينة اشتد عليها المرض ،وتدهورت صحتها.... فرحلت وبقيت مجدولين وحيدة تصارع الحياة .

وظلت تتردد على مطعم| الياسمينة |البيضاء تسترجع ذكرياتها مع المحبوب الذي لم تعد تعرف عنه شيئاً ،ولكنها لم تكن لتجرؤ على الدخول إليه ،بل كانت تقف خارجه وترنو إليه بحزن 

كيف لها أن تدخل وحبيبها بعيد ولن يأتي للقائها...؟


ما الذي ينتظر مجدولين؟

هل ستعوضها الأيام عن فراق المحبوب؟

 أم أن غيوماً جديدة ستعكر صفو أيامها ؟؟؟

رافقونا لنعرف ذلك في الحلقة القادمة

بقلمي هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 06:58:00 م

لا دموع بعد اليوم
لا دموع بعد اليوم 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 
لنتابع أحداث الحلقة الرابعة من المسلسل الرائع لنعرف ما الذي جرى بين أمجد ومجدولين ....


لماذا رفضت مجدولين السفر مع أمجد؟ ما بها أمها ؟؟؟


قالت : طريحة الفراش... لا تستطيع الحركة .... كيف سأتركها؟ 

قال أمجد : أخوك وعائلته؟.... أقصد زوجته وأولاده....أعرف أنهم يسكنون معها .

نفضت يديها وقالت بألم ذهبوا بعيداً... إنهم يسكنون بعيداً

بدهشة قال ؟ سافروا هاجروا... تقصدين!!! ؟ 

ثم تمتم ولكن إلى أين؟

تنهدت بحسرة وقالت ،إلى الجنة أخذتهم قذيفة 

انحدرت |دموعها |، ثم تابعت.... كنت خارج المنزل ...هوت قذيفة غادرة فوقه

- لماذ لم تخبريني؟ 

- كنت مصدومة ،ولم أعرف ماذا أفعل، وأنتَ كنت لاترد ،ليس لها غيري الآن . 

قال : نأخذها معنا 

هزت رأسها بحزن : شطايا القذيفة أصابت ظهرها أفقدتها الحركة ... إنها مشلولة بالكامل ... تعيش مع ذكرياتها المرة ،وتتجرع مرارة آلامها مع بقايا منزل خالي، هو الآخر أصابته قذيفة لكنه صمد 

أما منزلنا فقد راح مع من راحوا.

- لكنه مستقبلنا وفرصة العمل لا تعوض 

- لكنها أمي ليس لها غيري ليرعاها   

أخرجت المنديل المطرز من حقيبة يدها ،وضعته على الطاولة، ثم وقفت وهي تتحاشى النظر إليه

 قالت له عذراً ،سأذهب إلى الحمام ... أريد أن أغسل وجهي 

هز رأسه بدا كالمصدوم لم يكن يتوقع ما حدث ،كان يظنها ستطير من الفرحة  

تأخرت مجدولين وبدأ القلق يساوره 

بعد قليل اقترب منه النادل وأعطاه ورقة مطوية ،وقال له تفضل هذه لك.

فتحها باستغراب، كانت رسالة منها ....حملق بها 

كتبت له : لن أقف في طريق مستقبلك سامحني أمجد 

أعتذر منك أمي تحتاجني بشدة  لن أدمر أحلامك ،|أحبك كثيراً| وأتمنى لك السعادة والتوفيق . 

في نهاية الورقة قالت له : تركت لك منديلاً طرزت عليه اسمك ،خذه معك وتذكرني دائماً 

شعر بالدماء تغلي في عروقه ، فتح جواله بسرعة وعصبية واتصل بها 

كان هاتفها مقفلاً ....

جال بعينيه في المكان، لمح المنديل على الطاولة شد قبضته عليه ،ثم دسه في حيبه. 

بعصبية ضرب بقبضة يده على الطاولة ،وقعت زهرية| الياسمينة| أرضاً ...

كُسِرَتْ وتبعثرت الأزهار الرقيقة على الأرض 

ركض نحو باب المطعم ،بحث بسرعة خارجه  لم يجدها، ثم عاد وركض في الإتجاه المعاكس؟

لقد اختفت  تماماً ....

استقل سيارته وبدأ يبحث عنها . 

جلست مجدولين في الحافلة وقلبها يعتصر ألماً كانت تبكي بصمت. 

وأمجد كان في سيارته مذهولاً غاضباً حزيناً ، كان لايزال لا يصدق كيف انتهت الأمور على هذا النحو وهو يبحث بعينيه ويتفحص المارة علَّهُ يلمحها 

كان يتمتم بصوت مخنوق...

مجدولين لا تذهبي لاتفعلي هذا بي .... أنت دمرت أحلامي وقتلتِ فرحتي . 

عادت مجدولين إلى البيت حزينة محطمة ،ألقت حقيبتها وهاتفها على الأريكة ،ثم اتجهت نحو غرفتها وارتمت على سريرها ،وأجهشت بالبكاء.

 كانت تبكي بحرقة محبوبها الذي أبعدته بيديها 

محبوبها الذي تخلت عنه ،وهو من جاءها يحمل لها الفرح ،فردَّته محبطاً حزيناً ...

محبوبها الذي لطالما حلمت بارتباطها به 

كان قرارها ظالماً بحق نفسها وبحقه ،لكنها فعلت ذلك مرغمة 

لم يكن أمامها خيار آخر ،فارتباطها به مرهون بسفرها معه  ،وهي لايمكن أن تتخلى عن أمها ...إنها فوق قلبها وسعادتها ،حتى لو حرمت من محبوبها. 

لكنها لن تنساه أبداً ستحبه بصمت وستغلق قلبها عليه ... إنه له وحده ... لقد عانت، كثيراً حتى أقنعت نفسها بغيابه . 

ليته لم يعد... ليته لم يهاتفها... لماذا عاد لماذا؟ 

قالتها بصوت حزين ، وهي تمسح دموعها 

تمتمت ....سامحني أمجد لقد خذلتك ، ومزقت أحلامك لكنها أمي. 


هل كُتب الفراق للمحبوبين بسبب ظروف مجدولين ؟

هل سيقتنع أمجد بهذه النهاية

 كونوا معنا لنعرف ذلك في حلقتنا المقبلة

بقلم هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 06:58:00 م

لا دموع بعد اليوم
لا دموع بعد اليوم 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 
لنتابع أحداث الحلقة الثالثة من المسلسل الرائع لنعرف ما الذي جرى بين أمجد ومجدولين ....


سحب كرسيها إلى الوراء ،أشار لها بيده لتجلس وهو يحني رأسه بأدب، قائلاً : تفضلي بالجلوس أميرتي الجميلة.. 

كم هو لطيف ورقيق ، إنه يعاملها كأميرة حقيقية ...

همس لها : أنت فاتنة  اليوم ... 

توردت وجنتاها صارت  بلون فستانها.

جلست بهدوء ،لكنها من الداخل كانت تتوهج حماساً ورغبة في معرفة مفاجأته 

تمنت لو يحدثها عنها حتى قبل أن يبدأها بالسلام.

سكت أمجد ... ولم يقل كلمة واحدة 

بل ظلّ يتأملها برهةً .... بدا مسحوراً بجمالها...

أسعدتها نظراته وأرضت غرورها ،غمرتها سعادة ،لكنها لازالت قلقة ومتلهفة لمعرفة ما عنده.

بادرها بالقول الحمد لله ،استقرت الأمور أخيراً شارفت| الحرب |على الانتهاء ،وهدأت عواصفها

الحمد لله أنني رأيتك بخير ،كاد القلق يقتلني .

تنهد ثم تابع قوله ، وكأنه يبرر لها سبب غيابه وانقطاعه عنها :

ارتفعت وتيرة الحرب وازدادت حدة المعارك في منطقتنا ،وانقطعت الاتصالات تماماً عندنا 

تعذر عليّ الإتصال بك ....حاولت كثيراً ولم  أُفلِح

ثم انهمكتُ في التحضير للامتحانات ،لكنك كنت دائماً معي....

لم تقل مجدولين كلمة واحدة 

إنها تعي تماماً ما يقول ،وتعرف أن ما يقوله حدث فعلاً ،بل هي في الأساس لم تطلب منه تبريراً ،ولا عاتبته 

هي مثله كانت تتمنى أن تراه بخير.

كانت تنصت بصمتٍ وإصغاءٍ ،ولما سألها عن أحوالها وعن أسرتها، ترقرقت الدموع في عينيها وغشتها موجة حزن 

آلمه حزنها.... أدرك أن وراءه أمرٌ مؤلم.

لم تتمكن من الإجابة خنقتها العبرات ،فغيَّر دفة الحديث 

وبدون مقدمات قال لها : زوجة المستقبل 

عروسي الحلوة هل توافقين...؟...

 أغمضت عينيها ،وقبل أن يكمل طلبه هزت رأسها بالموافقة .

ثم قال :بالأمس حصلتُ على دبلوم الهندسة ،أردت أن تكوني أول المهنئين ،بل المهنئة الوحيدة التي تشاركني احتفالي بالتخرج ،وأردت أن أتوِّج فرحتي بطلب يدك ،وأن أخبرك ....ثم سكت برهة.... 

ابتسمت ،خفضت بصرها وأرخت هدبيها بخجلٍ ...حان وقت المفاجأة التي تنتظرها ،بدأ قلبها بالخفقان بشدة، حتى بدا فستانها وكأنه يخفق مع دقات قلبها.

ثم تابع كلامه سنسافر معاً إلى الإمارات... عقد عمل رائع بانتظاري ٠

وقع كلامه كالصاعقة عليها

ارتبكت وتلعثمت ،باغتها سعال مفاجئ ، بسرعةٍ صب لها كوباً من الماء ...شربت قليلاً منه 

 حتى الماء وجدت صعوبة في ابتلاعه ...... أحست بغصة في حلقها 

 تنحنحت، وقالت بصوت متهدج : تريد أن تسافر؟ 

قاطعها ،بل أن نسافر حبيبتي....

خلال شهر واحد سنطير معاً ،سنكون معاً سيجمعنا بيت واحد .

حاولت الكلام ولكن الكلام خذلها فسكتت... 

أغمضت عينيها وتنهدت بحزن 

استغرب أمجد تصرفها فتح عينيه بدهشة ،صدمه موقفها 

رفع ذقنها بيديه ونظر إلى عينيها 

قال بدهشة : ظنتتك ستفرحين.

خانتها دموعها فبكت ،كل خوفها وألمها وكل ما عانته استحال دموعاً

قالت بحزن :لا أستطيع السفر... 

وبصوت يغلبه البكاء :لا أستطيع السفر.... أمي ...

مابها ؟ قال أمجد.... 


لماذا رفضت مجدولين السفر مع أمجد؟ 

هل هي محقة في رفضها؟

 ما مرقف أمجد من قرارها؟

رافقونا في الحلقة القادمة لنعرف ماذا جرى

بقلم هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 06:58:00 م

لا دموع بعد اليوم
لا دموع بعد اليوم 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

لنتابع أحداث الحلقة الثانية من المسلسل الرائع لنعرف ما الذي جرى بين أمجد ومجدولين ....


نزلت بسرعة وسارت قليلاً ،ثم انعطفت نحو الشارع المقابل عبرته ومشت بضع خطوات إلى الأمام ، ورفعت عينيها ثم تمتمت...  هاهو... 

مطعم الياسمينة البيضاء.... صدمها منظره ...

فقد بدت اليافطة الكبيرة المثبتة فوق واجهة المطعم مليئة بثقوب الرصاصات التي اخترقتها واستقرت في الحائط   ... 

للأسف سقط زجاجه بالكامل وقد أحاطه أصحابه بالنايلون الشفاف السميك ،كَحَلٍّ مؤقّتٍ يدرأ البرد عن رواده ريثما يتسنى لهم إصلاحه إنها |الحرب |التي  طالت  كل شيء... 

كان منظر المكان يوحي بالكآبة ،هكذا بدا لها الأمر خارج المطعم .

آثار الدمار بادية بقوة على المنطقة ركام تكدس بالقرب منه... 

مباني محطمة محلات وبيوت محترقة ،لكن| الياسمينة |الكبيرة المحيطة به لم تتأثر 

لقد تغلبت على الحرب..

 تلك النبتة الرقيقة التي ضربت جذورها في عمق الأرض تشبتت بالحياة وصمدت ،كانت تشتعل بالأزهار البيضاء الشذية ،عبيرها يملأ المكان.

 أخذت نفساً عميقاً تغلغلت رائحة الياسمين في صدرها  ثم تنهدت ،برغم كل شيء غمرها شعور بالفرح.

منذ زمنٍ لم تشعر بالسعادة 

التفتت يمنة ويسرة ثم نظرت إلى ساعة يدها إنها الثالثة تماماً ..

رن جوالها...ابتسمت ... مؤكد أنه هو 

أخرجته بسرعة من محفظتها الصغيرة لقد وصلت في الوقت المحدد ،فتحته ...لم تنظر إلى المتصل .... بدأت بالكلام

ألو... لقد وصلت.. 

لم يكن أمجد هو المتصل 

إنها  صديقتها يمنى... أخبرتها بأنها قدمت لها إجازة من عملها ،شكرتها وأغلقت الجوال ودخلت مسرعةً إلى المطعم 

كان يختلف كثيراً من الداخل

ضجيج الناس، أصوات ضحكاتهم .... رائحة التبغ ،دخان النارجيلات ،كل شيئ فيه كان يتحدى الحرب ،ويسخر منها ويتجاوز مخلفاتها وآلامها.

وقفت ترتاح قليلاً ، فبرغم أنها لم تبذل جهداً كبيراً في الوصول إلا أنها أحست بالتعب 

بدت وكأنها قد خرجت لتوها من مضمار سباق للجري فقد تسارعت أنفاسها 

هذه المرة اعتراها شعور غريب لا تعرف كنهه وهي قادمة للقائه ،ربما هي السعادة الموعودة التي طالما حلمت بها.

اتجهت أنظارها نحو الزاوية اليمنى حيث التقيا أول مرة

 ...لقد وجدته ها هو  ....

كان يجلس ووجهه إلى الجهة المقابلة ،يرتدي معطفه الجوخي الأسود 

وقفت تتأمله كم يبدو وسيماً بقامته المديدة 

فجأة استدار نحو الخلف يبحث عنها ،لمحها فوقف 

تسارعت دقات قلبها أكثر 

مزيج من مشاعر الفرح والخوف والقلق والشوق كلها تداخلت مع بعضها.

لوَّحَتْ له بيدها ،تهللت أساريره ،أشرق وجهه بابتسامة عريضة.

أومأ لها برأسه مرحباً ،تقدمت نحوه وكأنها تخطو نحو منصة زفافها ،ترامى لأسماعها صوت موسيقى ناعمة 

لم تنتبه علق طرف وشاحها بنارجيلة الطاولة المجاورة ،تعثرت وكادت تطيح بها ،اعتذرت بخجل وبدا عليها الارتباك

أسرع أمجد وأنقذ الموقف ،ثم تقدم بها نحو  طاولته.

كعادة هذا المطعم  ....زهرّيات صغيرة توزعت على جميع الطاولات ،بدت لها زهريّة طاولتهما تمتلئ بِضُمَّةٍ كبيرةٍ من الياسمين ،عبق رائحتها يملأ المكان.

مطعم الياسمينة البيضاء اسم على مسمى

ربما لهذا السبب تمت تسميته بهذا الاسم


كيف سيكون لقاء مجدولين  وأمجد ؟

هل سيتكلل اللقاء بالنجاح والسعادة والفرح ؟

 رافقونا في الحلقة المقبلة

بقلم هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 06:58:00 م

لا دموع بعد اليوم
لا دموع بعد اليوم 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

لنتابع أحداث الحلقة الاولى من المسلسل الرائع لنعرف ما الذي جرى بين أمجد ومجدولين ....


لم تتردد مجدولين بالإجابة 

كانت مشتاقةً لصوته متلهفةً لمعرفة أخباره والإطمئنان عليه 

جاءها صوته مبتهجاً سعيداً حياها .. سلَّم عليها بحرارةٍ ، لم ُتطل مكالمته  ولم يبرر لها سبب الإنقطاع ، وهي لم تعاتبه ، ولم تسأله عن السبب يكفيها أنه بخير 

 قال باقتضاب ولكن بلهفة أراك ِغداً عند الثالثة عصراً في مطعم الياسمينة البيضاء أعددت لك مفاجاة ما رأيك؟ 

الثالثة عصراً في الياسمينة البيضاء ........هل يناسبك الموعد والمكان؟ 

لم ترد مجدولين.. كانت تشعر بالذهول ،قال أمجد:

هل.. هل تسمعيني حبيبتي ؟ .....هل لازلت على الهاتف؟ 

نعم نعم...... تنحنحت وقالت متلعثمة 

 نعم.. نعم أنا معك...


قال أمجد  : كنت أسألك هل يناسبك الموعد؟ 

-أجل أجل لابأس غداً الثالثة عصراً.

- رد أمجد حسناً إلى اللفاء غداً، اعذريني أنا الآن في مكان عام لست في البيت .... إلى اللقاء وأغلق الخط.

كانت تتمنى لو أطال المكالمة أكثر .... تنفست الصعداء وقالت بفرح الحمد لله : هو بخير.

اغلقت الهاتف ،ودارت دورتين كاملتين، ثم ألقت بنفسها على الكنبة 

وضعت هاتفها على الأريكة ،وألقت برأسها إلى الوراء ،أغمضت عينيها ،وأخذت نفساً عميقاً..

دقائق وتمالكت نفسها، وكما يقال راحت السكرة وجاءت الفكرة

ساورها القلق ، وبدأت تتساءل... تراه ماعساها تكون المفاجاة ؟ 

لم تنم ليلتها تقلبت كثيراً في الفراش ولم تغمض عينيها إلا قرابة الثالثة فجراً، ثم غطَّتْ في النوم تدغدغها |أحلاماً وردية|. 

في اليوم التالي وقبل الموعد بساعة

كانت مجدولين تقف أمام المرآة....

عقصت شعرها الذهبي ورفعته بطريقة بسيطة جذابة ولبست ثوبها الوردي، ثم التفَّتْ بوشاحها الأسود المخملي.

لم تنسَ المنديل الأنيق الذي طرزت عليه اسمه ضمته إلى صدرها بقوة ، ثم طوته بعناية ووضعته في المحفظة الصغيرة مع هاتفها النقال.

انحنت فوق والدتها التي كانت تغط في النوم قبلت رأسها بحنان بالغٍ ،وقالت بصوت هامس أنا محتاجة لدعائك ماما .... ثم أغلقت الباب وراءها وانسلَّّت بهدوء.

جلست في الحافلة بقرب النافذة ،وهي تنظر إلى الشارع وسرحت بعيداً خلف النظر.

كانت الأفكار تتزاحم في مخيلتها ،وهي تتساءل بقلق... ترى ماستكون مفاجأته؟

 سيحضر أبواه لزيارتهم ؟ .....

سينقل سكنه إلى دمشق؟ ....

سيأخذها معه إلى حمص؟

هذه الفكرة أزعجتها لم ترق لها أبداً 

حركت رأسها بالرفض... لا لا هذا غير ممكن

 صعب أن تخرج والدتها من المنزل، بل من بقايا المنزل الذي تعيش فيه 

إنها تعيش مع ذكرياتها المُرّةِ تتجرع آلامها ،ثم إنها الآن ....... 

|تنهدت بحزن| غامت عيناها ثم انحدرت دمعة ساخنة على خدها نثرتها بطرفي اصبعيها

حاولت أن ترتب أفكارها وأن تسيطر على القلق الذي كان ينتابها بعدما استعرضت جميع الاحتمالات الممكنة التي يمكن أن تتضمنها مفاجأته  

قالت في سرّها وكأنها تحسم الأمر .... كان صوتها فرحاً فهو لاشك خبر سار.... 

سيطلب يدها أنه أتٍ لخطبتها .....نعم ..... من المؤكد ذلك، إنها... إنها الفكرة الأرجح 

 ابتسمت بحزنٍ...

سمعت صوت الجرس يرن في الحافلة يعلن وصولها إلى الموقف قبل الأخير، مكان وجهتها 

أفاقت من شرودها تبددت الأفكار المتزاحمة في رأسها بسرعة 

هبَّت واقفةً واتجهت نحو باب النزول  قالت للسائق بصوت مرتبك مهلاً .... لقد وصلت أريد النزول من فضلك 


لماذا تشعر مجدولين بالقلق ؟

وما تراها تكون مفاجأة أمجد؟ 

تابعونا في الحلقة القادمة لنتعرف مع مجدولين على المفاجأة التي أعدها لها أمجد..

بقلم هدى الزعبي 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 06:57:00 م

لا دموع بعد اليوم
لا دموع بعد اليوم 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

ضاق أمجد بالزحام وهو يسير الهوينا بسيارته  وشعر بالضيق والضجر 

مدَّ رأسه من السيارة  يخاطب إحدى الفتيات التي كانت تسير بمحاذاة الرصيف و تعيق طريقه وقال : عذراً  آنستي هلا تفضلتي بالسير على الرصيف ...

أطرقت  مجدولين برأسها في الأرض وهي تقول بخجل :

أعتذر منك لكن الإزدحام شديد على الرصيف واستدارت لتمشي ،فأطلق أمجد بوق سيارته ليرغمها على الالتفات إليه ،فقد تملكه فضول غريب لرؤية وجهها، بعد أن سمع صوتها الذي كان يفيض رقة وعذوبة وليته ما فعل، فحين التفتت ونظرت إليه تسمَّر في مكانه. 

بدت له كنسمة صيفٍ ،كملاكٍ يتهادىٰ... أسَرَهُ جمالها ورقتها .

كانت عيناها زرقاوين ،اتحد فيهما الأزرق البحري الداكن بالسماوي الصافي فأعطاهما مزيجاً أخاذاً ساحراً .

وقد أضفت أهدابها الشقراء الطويلة ،مزيداً من الجاذبية والجمال على وجهها الطفولي .

ومع أنه كان يميل للسمراوات إلاّ أنّ تلك الشقراء الفاتنة استهوته ،وملكت فؤاده ودخلت قلبه بلا استئذان 

تمتم ما شاء الله تبارك الرحمن .

أوقف سيارته وانحنى فوق المقود يتابعها بنظراته بشغف . 

فجأة مرَّت سيارتان مسرعتان 

وأطلقتا مكابحهما بقوة ،وبدأتا بتبادل إطلاق الرصاص الذي انهمر كوابلٍ من المطر .

دب الذّعر في المنطقة ،وبدأ الناس يتراكضون ،لم تدرِ مجدولين بنفسها ،ففتحت باب السيارة التي كانت بقربها وارتمت داخلها  وهي ترتجف كعصفور صغير

لم تفكر بالاستئذان ربما بسبب  بحثها عن ملاذٍ آمنٍ يقيها رشقات الرصاص الطائش .

أحس أمجد بخوفها الشديد ،وأحس بمسووليةٍ كبيرةٍ  تجاهها ،فانعطف بسرعة بسيارته وأوى إلى ركن قريب بدا له آمناً ،وحاول أن يهدئ  من روع الفتاة .

سادت فوضى وارتباك في الشارع ،وبدأ الناس يتراكضون بعضهم اختبأ في المباني القريبة والبعض بدأ بالجري بعشوائية في شتى الاتجاهات.

أُغْلِقَت النوافذ وخلَتِ الشرفات والسطوح من الناس ،ولم يجرؤ أحد على النظر من خلالها لمعرفة ما يجري ،فالفضول في هذه المواقف غير محمود العواقب.

مَرَّتْ حوالي العشرين دقيقة انسحبت بعدها السيارتان المتطاردتان ،واختفى المسلحون وابتعدوا عن المكان .

انتهى الأمر بسلامٍ  دون إصابات أو ضحايا واقتصر الأمر على عددٍ  كبيرٍ من الثقوب السوداء التي أحدثتها الرصاصات الطائشة ، والتي اخترقت الجدران والأبنية بينما بقيت رائحة البارود المشتعل تملأ  المكان.

هدأ الأمر تماماً ،وبدأ الناس بالخروج مجدداً إلى الطريق ،وعادت الحركة طبيعية إلى حدٍّ كبير

هذا الكم الهائل من الشجاعة وحب الحياة عند الناس، وطريقة تعاملهم وتكيفهم مع الأزمة التي عصفت بالبلاد ،أعطاهم مزيداً من الثبات وجعلهم يتابعون حياتهم اليومية بكل ما أوتوا من طاقةٍ، وبرغم افتقادهم إلى الأمان وسعيهم للحصول عليه . 

لم تطل الفترة التي جمعت الصبية والشاب معاً في ظل الإضطراب الذي حصل، لكنها كانت كافية ليتم التعارف بينهما ،بل لتنشأ بينهما رابطة قوية من المحبة ،فقد تبادلا أرقام الهواتف والعناوين.

 هو أمجد طالب هندسة معمارية في السنة الثالثة جاء من محافظته حمص لقضاء بعض الأمور التي تخص عمل والده.

وهي مجدولين |الفتاة الدمشقية| ،ابنة الثمانية عشر ربيعاً ،تدرس الثانوية العامة 

كانت إقامته قصيرة في دمشق لأنه كان يخشى من ظروف الحرب التي كانت تتسبب في قطع المواصلات والإتصالات بين المحافظتين.

لكنه في هذه المرة ،تمنى لو تطول زيارته أكثر

عاد إلى حمص مرغماً فقد ترك قلبه فيها...

 تمنى لو يأخذها معه أو يبقى بقربها ، تلك الساحرة الفاتنة التي سرقت قلبه وعقله، هي ولا شك  فتاة أحلامه التي رسم صورتها في مخيلته 

لقد قدمتها له الظروف على طبق من فضة ،وساقتها إليه فملأت قلبه بالسعادة ،وبرغم ظروف الحرب استمرا عاماً كاملاً يتحادثان

زار خلالها  دمشق مرة واحدة ،فدعاها للغداء في مطعم الياسمينة البيضاء ،وكما حدث معه عند أول لقاء ،أحس بأن قلبه ينسلخ منه ليبقى معها ولكن بعد شهرين من تلك الزيارة انقطعت اتصالاتهما تماماً .

لم تعرف السبب، ربما شغلته الدراسة، ربما هاجر مع من هاجر ،ربما أضرَّت به الحرب، ربما بسبب انقطاع التواصل والإتصالات ببن المحافظات الذي كان يحدث عندما  تشتد الأزمة 

 ربما وربما وألف ربما راودتها.... 

والمسكينة عصفت بها وبأسرتها رياح الحرب الظالمة ومرت بظروف أليمةٍ وقاسية شغلتها حتى عن ذكر اسمه ،مع أنها كانت تحتاجه بشدة ليكون بقربها ،لتبثه آلامها وتحدثه عما قاسته هي وعائلتها ،ولكن المسكينة مرت بتجربتها القاسية وحدها.

بعد عامين إلا أربعة أيامٍ من الإنقطاع ،رن جوالها حملقت بذهول في شاشة الجوال حين أدركت أنه المتصل.

لماذا شعرت مجدولين بالذهول عندما علمت أن المتصل هو أمجد ؟ 

هل سترد على اتصاله؟

أم أنها سترفض الرد عليه بعد غياب عامين؟ 

تابعونا في الحلقة القادمة لنعرف كيف ستجري الأمور..

بقلم هدى الزعبي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.