مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 06:58:00 م

لا دموع بعد اليوم
لا دموع بعد اليوم 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

لنتابع أحداث الحلقة الخامسة من المسلسل الرائع لنعرف ما الذي جرى بين أمجد ومجدولين ....


عادت بمخيلتها إلى الوراء 

كان أول عهدها به اعتذاراً بدأته في الطريق عندما مر بقرب مدرستها ...وآخر عهدها به اعتذاراً عن فرصةٍ ربما لن يكفيها العمر بطوله ندماً عليها . 

لكنها أمها ، تلك المسكينة التي تقبع بلا حركة في سريرها. 

ثم تذكرت وهتفت آه أمي .... كيف نسيتها؟ 

ضربت بباطن كفها على جبهتها ،وركضت مسرعة إلى غرفة الجلوس 

كيف دخلت إلى البيت؟... وكيف اجتازت غرفة الجلوس ولم ترها ؟

أسرعت إليها ركعت أمام الكنبة الكبيرة التي تستلقي عليها ... انكبت فوق يديها ،ضمتهما بقوة ،وانهالت عليهما لثماً وتقبيلاً 

مرّغت وجهها بهما ،ثم ألقت برأسها على صدرها ،وبكت كما لم تبكِ من قبل 

كل القهر ...كل الخوف ،وكل ما يعتصرها من ألمٍ ،تفجر بكاءً 

بكت كطفلة صغيرة ،وقالت أحبك ماما ،أنت كل حياتي 

نظرت أمها إليها بحزن ، غمغمت بكلمات  متقطعة غير مفهمومة ، لكن مجدولين فمهت إنها تسألها مابك حبيبيتي؟ ماذا حصل؟ 

رفعت مجدولين وجهها ، ونظرت إلى أمها كانت أهدابها الشقراء المبلللة تقطر دموعاً ، قالت بصوتٍ مخنوقٍ : لا تقلقي حبيبتي أنا بخير. 

ولكنك تبكين ....عيناك محمرتان وأنفك متورم ووجهك شاحب...

كان لسانها ثقيلاً ، فلم تستطيع أن تتفوه بتلك الكلمات 

قالتها في سرها لكن مجدولين كانت تسمعها بقلبها وروحها ،وتحس بمدى ألمها وقلقها

المسكينة يكاد قلبها ينفطر على ابنتها، ولو لم تكن مشلولة، لضمتها ولمسحت دموعها  بيديها . 

انحدرت دمعتان من عيني أمها مسحتهما مجدولين برفق  وأدركت كم تعاني والدتها 

تمالكت نفسها ، وقالت لا شي ماما، إنها صفاء صديقتي ،يريد والدها أن يزوجها رجلاً ثرياً عجوزاًَ ،وهي لا تريده .

قالت مجدولين : الدنيا ظالمة ماما . ...

المهم أن تكوني أنت بخير بنيتي ،قالتها والدتها في سرها ،لكنَّ مجدولين سمعتها بقلبها وروحها وأدركت ما تعنيه أمها 

مسحت مجدولين وجهها وقبَّلت وجه أمها بحنان. 

وقالت : صرت أحسن الآن .... أنا بخير لا تقلقي ماما

هدأت مجدولين قليلاً شعرت بالقوة والراحة 

هي الآن في حضن أمها ،تنهدت وقالت : لابد أنك جائعة ماما ،سأجهز الغداء لنتغدى، ثم هبَّت واقفة واتجهت نحو المطبخ. 

أما أمجد فظل يحاول الإتصال بمجدولين دون جدوى، فجوالها ظل مغلقاً. 

 وكيف له أن يعرف عنوانها ، لقد احترق بيتها إثر سقوط القذيفة عليه، وقد أخبرته أنها تسكن الآن في دار خالها 

لكنها مضت ولم تخبره عن العنوان 

مر عام ونصف ،انقطعت أخبار مجدولين وأمجد خلالها . 

استمرت مجدولين في عملها لتنفق على والدتها وعلى نفسها 

وظلّت تعتني بها ولكن المسكينة اشتد عليها المرض ،وتدهورت صحتها.... فرحلت وبقيت مجدولين وحيدة تصارع الحياة .

وظلت تتردد على مطعم| الياسمينة |البيضاء تسترجع ذكرياتها مع المحبوب الذي لم تعد تعرف عنه شيئاً ،ولكنها لم تكن لتجرؤ على الدخول إليه ،بل كانت تقف خارجه وترنو إليه بحزن 

كيف لها أن تدخل وحبيبها بعيد ولن يأتي للقائها...؟


ما الذي ينتظر مجدولين؟

هل ستعوضها الأيام عن فراق المحبوب؟

 أم أن غيوماً جديدة ستعكر صفو أيامها ؟؟؟

رافقونا لنعرف ذلك في الحلقة القادمة

بقلمي هدى الزعبي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.