مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/02/2022 11:46:00 ص

الأمراض الناتجة عن اللسان وكيفية علاجها
 الأمراض الناتجة عن اللسان وكيفية علاجها  
تصميم الصورة : ريم أبو فخر

مرض الكذب 

يعتبر الكذب أحد أمراض اللسان وهو من أشد آفات الأمراض الإجتماعية فتكاً بالمجتمع لأنه من أخطر الأشياء التي تقوض بنيانه وتؤدي إلى فساد  العلاقات الإجتماعية 

فالكذب عادة سيئة ، وغير محمودة العواقب  تفقد الإتسان احترام الناس وثقتهم وهو من الأشياء التي نهانا الله تعالى عنها ، بل واعتبرها خطيئة تستوجب التوبة ،

 قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :( أعظم الخطايا وأخطرها عند الله ، اللسان الكذب) 

كما اعتبره الإسلام نفاقاً وبعداً عن الفضيلة  و|الأخلاق القويمة| والإيمان . 

قال النبي الكريم صلوات الله عليه :

(آية المنافق ثلاث ، إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف. وإذا عاهد غدر ) 

وقد تميز الرسول الكريم عليه السلام بصفتي |الصدق والأمانة |، وعرف بهما حتى صار أعداؤه يثقون به ، وكان يسمى بالصادق الأمين 

ويجب عدم التهاون بالكذب، لأن الاستمرار  والتمادي فيه يسوق إلى الفجور  ، والفجور يسوق إلى النار . 

ما هي نتائج الكذب؟ 

- ينال الكاذب سخط الله ويستوجب عقوبته، والاستمرار فيه يودي بصاحبه إلى النار . 

- والكذب يعتبر خيانة أيضاً ، فقد جاء في الحديث الشريف :(كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك مصدق ، وأنت به كاذب) 

- يخسر  الكاذب ثقة الناس واحترامهم. 

- يناله الخزي والإحراج أمام الآخرين ، عندما يتم اكتشاف كذبه، لأن حبل الكذب  قصير. 

- يمتنع الناس عن تصديقه ، ويعتبرون كل كلامه كذباً حتى ولو صدق. 

- كما وأن الكذب يذهب البركة ، ويقلل الرزق إذ يبتعد الناس عنه ، ويتجنبون التعامل معه. 

- ويترك الكذب عواقب نفسية سيئة ،عندالشخص الكذاب ، فيشعر  بأنه منبوذ ووحيد ، وغير مرغوب فيه. 

كيف نعالج الكذب؟ 

إن الكذب ذنب وخطيئة يستوجب الرجوع عنه الاستغفار والتوبة والإنابة  ، مع الحرص بعدم العودة إليه .

ويجب تدارك هذه الآفة منذ الصغر ، واهتمام   الأهل بغرس القيم في نفوس أبنائهم ، وعدم التساهل معهم بحجة أنهم لا يزالون صغاراً ، فإن الكذب يتأصل في نفوس الصغار ويكبر معهم ويصبح عادة يصعب التخلص منها ، ويجب أن نبين لهم |نتائج الكذب| وعقوبته ، وعلينا أن نكون قدوة لأبنائنا ، ومثلاً أعلى لهم في الأخلاق الفاضلة من صدقٍ وأمانةٍ وغيرها. 

تحسين صورة الشخص الكاذب أمام الناس أمر ضروري، ويكون بإظهار التوبة والرغبة الأكيدة في الإقلاع عن الكذب

  الغيبة

هي الآفة الثانية من آفات اللسان ، وهي أن تذكر الإنسان أخاه بما يكرهه في غيابه. 

فقد قال الرسول الكريم صلوات الله عليه : لما سئل عن |الغيبة| فقال : هي ذكرك أخاك بما يكره وقد حرمها الله تعالى ، ونهانا عن هذه العادة الذميمة ، ووصفها بأقبح التصرفات إذ وصف المغتاب الذي يغتاب الناس بآكل لحم أخيه الميت

بقوله جل وعلا: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن ، أن بعض الظن أثم ، ولاتجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً ، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً ؟ فكرهتموه واتقوا الله ، إن الله تواب رحيم. 

لقد قرن الله تعالى الغيبة مع أقبح الصفات والتصرفات،  واعتبرها على درجة عالية من الإثم لأنها تقوض بنيان المجتمع ، وتهدم دعائمه. 

عواقب الغيبة

الغيبة تجعل المغتاب مذنباً مكروهاً فهو يخسر رضا الله  و|محبة الناس| وبما أن الغيبة من الكبائر. لذا فإن الرجوع عنه يحتاج إلى توبة وإنابة. 

ولأن الغيبة تصل إلى هذه الدرجة من النهي والتحريم ، فينبغي الإبتعاد ما أمكن عن |مجالس الغيبة| ، وتجنبها لأنها تغضب الرحمن ، إذ أن مجرد سماع الغيبة ، ولو لم يشارك المرء بها ، يوقع في الإثم قال النبي الكريم عليه أزكى صلاة وأتم تسليم:

( لما عرج بي مررت بقومٍ لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت مَنْ هؤلاء ياجبريل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس يوقعون في أعراضهم) 

-أن يتذكر المغتاب حرمة الغيبة ،  ويتدبر في قوله تعالى :(ما يلفظ  من قول إلا لديه رقيب عتيد) لتكون رادعاً له من الوقوع في المعصية . 

النميمة

هي أن ينقل المرء الكلام بين الناس ليسبب لهم الضرر والإساءة، وهي تسبب |الأذى النفسي| والمعنوي للخلق وتطالهم بالأذى كما أنها تسبب الفضائح وتنهش الأعراض ، وتؤدي إلى انهيار علاقات الود والمحبة بين الناس وتصدع الروابط والقيم في المجتمعات إضافة إلى أنها تتسبب في توليد الحقد  والكره والضغائن بين الافراد وتوقع العداوة بينهم

يكون علاج النميمة

ينبغي الإبتعاد عن النميمة وتجنبها ما أمكن وتذكر خطورتها دائماً على الافراد والمجتمع 

التخلص من هذه العادة الذميمة والتوبة النصوح وعدم الرجوع اليها  

مر النبي بقبرين فقال إنهما يعذبان ومايعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي والنميمة.

عافانا الله وإياكم وأبعدنا جميعاً عن آفات اللسان  الذميمة وجعلنا ممن يأتمرون بأمره وينتهون عن نواهيه  وهدانا لأحسن الأفعال والأقوال

           

لا تنسوا المشاركة .........
 هدى الزعبي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.