‏إظهار الرسائل ذات التسميات أدبيات. إظهار كافة الرسائل

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/13/2021 07:14:00 م

قليل إنسان ... فقط إنسان

قليل إنسان ... فقط إنسان
قليل إنسان ... فقط إنسان
تصميم الصورة وفاء المؤذن 


تهبنا الحياة تجارب استثنائية ، فريدة من نوعها ، غير قابلة للتكرار أو حتّى للنسيان ..

تجارب بعيدة عن| الحب| المعروف و المتداول .. بعيدة عن تصرفات و مشاهد الروايات و المسلسلات التجاريّة ..

|مشاعرٌ خاصة |، أحاسيسٌ لا ترجمة لها في قواميس و لغات العالم كلها ..

أفكارٌ متداخلة ، عجز علماء النفس عن تحليلها ، ليذهبوا نحو مصطلح .. " الروحانيات " ..

ليهربوا من هول المشاعر المتعانقة ، المتضاربة مع بعضها ..

ليس كل من نلتقي به هو الحبيب ، هو الزوج ، هو الشريك ، هو الصديق ..


قد يكون القرين .. 

شخصٌ يجمع كل ما سبق ، كمشاعر ، كمواقف مصيريّة ..

هديةٌ سماويّة ، نفخةٌ روحيّة ، |كينونةٌ وجوديّة| ..

هو فقط إنسان .. لا صفة له ، لأنه أعمق من كلِّ الصفات المجتمعيّة ..

لا مكانة له لأنه أسمى من كلِّ المجرات الفضائيّة ..

نجتمع به ، ليس مصادفة ، بل لقاءٌ خفيٌّ في علم الغيبيات ..

 ليكون لنا |رسالة الكون |.. و نكون له .. |حكاية الروح| ..


نتعثر معاً .. ننهض معاً ..

نبكي معاً .. نضحك معاً ..

نتذكّر معاً .. نمضي معاً ..

و نحلّق معاً ...


و هذه ال " معاً " ، لا تنحصر في زاوية محاوطة بعضنا البعض ، بل احتواء أرواحنا لبعضنا البعض ..

و هذه ال " معاً " ، لا تتقوقع على الفكرة الرائجة (( معرفة تفاصيل اليوم )) ..

بل هي حُرّة .. أخبارٌ حُرّة .. مفعمة بالتفاصيل الهامة و التي لامست قلوبنا سلباً أم إيجاباً ..

و هذه ال " معاً " ، لا تتوّحد مع الفراغ و الفجوات ، بل تتكوّر مع ذاتنا البائسة ، و تصاحب روحنا الحالمة ..

لتخلق إبداعنا العبثي ..


هذا الكائن البشري .. الإنسان ..  كل تركيزي على كلمة " الإنسان " ..

لأنه مجرّد من شوائب البشر كلها ..

هذا الإنسان ، هو ماضينا الراكد ، حاضرنا المتناقض ، مستقبلنا المفرط ..

هذا الإنسان ، هو جوهرة| حكايتنا| ، لغز قضيتنا ، حلم قلمنا ..

هذا الإنسان ، هو ديمومة أملنا .. هو استحالة قدرنا ..




شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/13/2021 07:08:00 م

إمرأة مثلها فولاذية الشخصيّة 

إمرأة مثلها فولاذية الشخصيّة


امرأةٌ مثلها .. لا يمكن إسقاطها بسهولة في جُبِّ الهوى ..

امرأة مثلها .. أعمق بكثير من الصورة الظاهرية عليها .. 

كلي ثقة أنها تبقى لساعات طويلة تتغزل في ملامحها الأنثوية البريئة أمام المرآة ..

امرأةٌ مثلها .. تعي جيداً من هي .. ماذا تريد و ماذا تفعل .. 

ثقتها بنفسها تجاوزت حدَّ العلياء .. ليس غروراً , و إنما إدراكٌ تام باستثنائيتها ..


امرأةٌ مثلها .. من المستحيل هز وردها ليشمّه حتى الأطفال ..

 ليس سهلاً أبداً تزعزع كيانها .. في الحقيقة .. مهمة شبه مستحيلة .. 

امرأة مثلها .. فولاذيّة الشخصيّة .. بعد كل معاركها مفككة الجنود ..

 اليوم هي الشعب و الملك .. هي البقاء و القوة .. هي السيطرة .. هي الوجود ..

يُقال في حالة| الحب| و الذهول الأول , ألا شبيه للمحبوبة و بأنَّ أربعينها ينقرضون ..


 أؤمن كلَّ الإيمان .. أن أربعين هذه الامرأة لم يُخلقوا , حتى ينقرضوا ..

محادثاتنا الورقية , |رسائل الهوى| دون إفصاحٍ معلن .. جميعها لازلتْ في درج قلبي .. حرفاً حرفاً .. 

و كأنني في كل مرة أحاول استحضارها من ذاكرة اللاوعي , استحضر معها |طيف وجهها| , تعبيراتها , انفعالاتها .. 


ببساطة تامة .. كنا نسرق القبل من بين النقاط , و نرتمي بأحضان بعضنا البعض بين السطور .. 

كنا نزرع بذرة الهيام .. مع كل رجفة يد ..


و دون أيِّ لقاء ..

امرأةٌ مثلها .. تتقن فنَّ الانسحاب عندما تشعر و لو لثانية واحدة بثقل عطرها في المكان ..

امرأةٌ مثلها ..تتجاوز الشرح مهما طال لسنواتٍ و أيام ..

امرأةٌ مثلها يا قارئي الفضول ..

 لن يسطع أي إنسان العثور عليها .. 

 

فهي مجموعة من بقايا| كونيّة| .. لا تُقارن حتى مع مجرة العصور ..

 


شهد بكر 💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/13/2021 07:06:00 م

 على دين عشقك ارتوي .. و على إلحاد غيابك أنفني

على دين عشقك ارتوي .. و على إلحاد غيابك أنفني
على دين عشقك ارتوي .. و على إلحاد غيابك أنفني 
تصميم الصورة وفاء المؤذن


أممتُ بالحبِّ عسى لجماعة الجوى أن تجمعني بطيف عينيك ..

ثمَّ أقمتها فرداً في ليالي| الهوى |، فبكيتُ في زاوية| الشوق| أنادي شفتيك ..

مشيتُ إليك لأجد| الحبَّ |انقضى ، فهرولتُ مسرعةً لأصل إلى كفيك ..

فهل لي بقلبٍ مغرمٍ يعاقبني بالوفاء .. أو يجلدني بالاهتمام لا |الجفاء| ؟!

كيف لي أن أشرح لك .. أنك زخيرتي الأخيرة ..

أنت لستَ كلَّ شيء في العالم .. أنت القلب .. أنت الحب ..

أنت الأسطورة .. أنت السعادة .. أنت الأمل .. أنت الغزل ..

أنت الكون .. أنت الوطن ...


أنت لستَ بحكايةٍ مخبئة بين جفون العين ..

أنت تُرى علانةً من بؤبؤ العين ..


سامحني أيها الأمير الدمشقي ..

فنحن الكتّاب عندما نعشق ، نتوقع من الطرف الآخر أنه عليه مجاراتنا بحديث الهوى و نظم الأشعار ..

و ننسى أنَّ هذه مهمتنا ، بهذه المجرة الفريدة .. 

نولد لخطف القلوب ، بالكلام لا بالأفعال ..

نحن الوحيدون الذين يحقُّ لنا قلب القاعدة ..

 فاعذرني يا مالك الكيان .. و كيف لي الفعل ؟! 

و قد فُنيتْ أناملي و وهبتُ عقلي و أهديتُ لساني و شيّعتُ جثمان قلبي .. لسموك ..


يا أمير الوقار .. أميري الوجودي ..

و لكنني أبلغك و مع كامل أسفي ..

أنا  يائسة تماماً منك ..

لدرجة أنني أكتب إليك |رسالة| ، و من ثمَّ أتذكر شتاء قلبك ..

عواصف غرورك القاسية .. 


و أدرك حينها ..

أنَّ رسائلي بلا فائدة .. و أتراجع ..

لأتمطر السماء .. الغيث الأول من سنة القحط ..

و أشعر أنَّها ستثمر ثمار| العشق| بيننا  ..

 و أنَّ كل هذا " الغيث "..

الذي تحوّل لمطرٍ كئيب .. في غيابك ..

 أغرق الكون من إنفجارات عبرات عابرة ، ترفض الاستسلام .. 

لكنها مستوطنة بجوف قلبي ..


و مع ذلك .. 

لقد شعرت .. شعرتُ مرات عدة بلطفك بي يا الله .



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/12/2021 02:31:00 م

مع الأجنحة البيضاء 

مع الأجنحة البيضاء
مع الأجنحة البيضاء 
تصميم الصورة وفاء المؤذن


 ها هنا نحن .. في مكامٍ مجهول الاسم ، نقيُّ الشعور ..

و لأكون أوضح .. نحن في| العتمة| تماماً ..

رميتُ نفسي بها مجدداً .. لأنقذك ..

لأنقذ أرواحنا .. كما فعلتَ أوّل مرة ..


مجهولي اللطيف ..

ليت قلمي يكفي لأعطي ما بجعبتي من حكاياتٍ و طاقاتٍ .. و صمتٍ ..


مجهولي اللطيف ..

إنَّ حبري يرتعش أمام هول حروف اسمك ، و عظمة فكرك .. و قوة حزنك و يأسك ..


من أين خرجت ؟!

أحقاً من |عالم الخيال| ؟!

حقيقتك المجرّدة و المطلقة لا تسمح لعقلي استيعاب هذا الكمِّ من الوجود ..


حزينٌ يا أنا .. بل محطّمٌ يا أنا ..

مبدعٌ يا أنا .. ساحرٌ يا أنا ..

متناقضٌ يا أنا .. بل .. بل| كونيٌّ| يا أنا ..


كونيٌّ يا مجهولي اللطيف ..


لم تملك القلب و لا العقل و لا حتّى الروح .. أنت لم تملكني .. أنت فقط حررتني ..

من كل شيء .. من اللا شيء .  من العالم .. من نفسي ..

من ضياعي .. من فراغي ..


ذات مرة .. ذات مساءٍ كئيب صيفي .. 

مرَّ من عالمي .. طيفٌ .. شعاعٌ .. ومضةٌ  .. حكايةٌ كاملة .. حقيقيّة ..

و منذ ذلك المساء ، و أنا صقرٌ حرٌّ يعلو في سماءٍ لا حدود لنهايتها ..

و منذ ذلك المساء ، و أنا| ياسمينة |فاح عبقها بين أزّقة الظلام ..

و منذ ذلك المساء ، و أنا أبحث عنك ، و أكتب لك ، و أتمنى و لو للحظة رؤية عيونك الرمادية .. عيونك المحترقة ..


و تحققت أمنيتي لاحقاً .. 

وجدتك في وسط قوقعة عتمتك .. وحيداً .. كئيباً .. خائفاً .. مرهقاً .. منطفئاً .. فارغاً ..

ترددتُ .. و كيف لي الدخول لمدينةٍ بالكاد لفظتُ رمقي الأخير حتى استطعت النجاة ؟!

كيف لي العودة إلى مقبرة الموت بعد نعشة الحياة ؟!

لكنني لم أستطع كبح جماح |عاطفتي| ..


أينما كنت واقفاً .. سأقف ..

أينما| كنت مشرقاً |.. سأشرق ..

أينما كنت مظلماً .. سأظلم .. سأظلم .. سأظلم ..

و في هذا الظلام كله ..

سأهبك نجمة سريّة .. تضيء بنا عتمتك .. بل عتمتنا ...



شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/12/2021 02:24:00 م

نحن نُقتل من محراب أقلامنا 

نحن نُقتل من محراب أقلامنا
نحن نُقتل من محراب أقلامنا 
تصميم الصورة وفاء المؤذن 


 أغلب الأشخاص تعتقد أنَّ |الكتابة| هي الأداة الوحيدة لتفريغ مكنون الروح بكل مشاعرها ، سواء أكانت إيجابية أم سلبية ..

و مع الأسف ، 

الكتّاب بذات أنفسهم يؤمنون بهذا الأمر ..

إلا طفرةٌ قليلة .. تؤمن بالعكس ..


فحينما يبدأ |الكاتب| بتفريغ أخلاجه ضمن |نصٍ أدبي| ، و كتابة 

ما بخاطره ، هو فعلياً يمسك السكين ، و يبداً باستحضار جريمة قتل نفسه بنفسه ..

و مع كل حرف ، يتعمّق الجرح أكثر ، و يزداد النزف أعمق ..

و أثناء هذه العمليّة الانتحارية ، نصرخ ألف مرة ، نبكي ألف دمعة .. نموت ألف مرة ..

و حينما نريد إعلان نقطة النهاية ، تخرج السكين المسممة بعد شهقتنا الأخيرة ..

نضع أداة الجريمة جانباً ، نتكأ على طاولة التناقضات .. و دماء الذكريات تنهمر من ندوبٍ فُتحت .. و جروحٍ بليغة نُشطتْ ..

و في اليوم الثاني ، يقرأها أحدهم  ،

 ليثني بكامل سعادته على ما كُتب ..

دون أن يهتم أو يسال للحقيقة الملغومة |وراء الأسطر| و الحروف ..

سيصفق لنا معتقداً أنه يدعمنا ، و في الواقع هو يدعم حزننا ليزداد و يتكاثر و يبدع ..

و لأننا متواضعون .. علينا رش رصاص الابتسامة على ملامحنا .. 

و الانتصاب بفخر مصطنع ، و شكر هذا ال " أحدهم " على إظهاره لصلابتنا و إشراقنا حتى و لو كان النص حزين ، لأنه يعتقد .. أنَّ الحزن .. لا يُترجم ...

و الحقيقة أنه كذلك فعلاً ..

 الحزن لا يُترجم .. بل يُمنهج  ...


و في نهاية اللقاء السريع ، سنغادر بخيبةٍ جديدة ، معلنين انسحابنا مع التربيت على كتفه .. و اصطحاب هشاشة كياننا ..


و التجوّل في طرقات علقمنا ، سعادتنا الضائعة .. أماني مجرتنا ..



شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 06:55:00 م

         في مكانٍ واحد .. التقى الإنسان و قرين

في مكانٍ واحد .. التقى الإنسان و قرين                                                              تصميم الصورة : وفاء المؤذن
في مكانٍ واحد .. التقى الإنسان و قرين - تصميم الصورة : وفاء المؤذن

حكاياتي ومغامراتي ...تنتهي عندك ..

قصصي وذكرياتي .. تنتهي عندك ..

بقايا أملي و تضحياتي .. تنتهي عندك ..

لا أعلم , لكنَّ وجودك ألغى كلَّ العواصف , بنسمة لطفك ..

أعادت كلَّ العشوائيات إلى مكانها الصحيح ..

خفقت قلبي و حركت أغصانه الجافة , بحبات مطر كلامك ..

جعلتَ الشمس تسطع في يومي البائس , بعقلك الذي بات أشبه بألسنة لهيب آب الحارق ..

لتحرق كل أفكاري السلبية ,انهياراتي و خيباتي ..

اليوم ..

هو لقاؤنا الأول ...

كنت شجاعة بما يكفي .. هادئة لفوق الحدِّ الطبيعي ..

هذا السلام الذي كنت به ..

جعلك تعتقد ..أنني لم أعاني , لم أرتجف , لم أبكي ..

خشيتُ موتي قبل وصولي إليك ..

كانت سُتخلّد مغامرتي الجديدة على الأقل في كتابك ..

" امرأة خُلقت من رحم الشجاعة .. و الحب .. "

شغفي معك .. وقد يكون ..حبي لك ..

علّمني الكثير من الأشياء ..

الكثير من المشاعر .. الكثير من الأفكار ..

علّمني أن أكون حُرّة ..

علّمني المراهنة على القدر ..

علّمني المراهنة على الحياة بحدِّ ذاتها ..

واجهتُ كل هواجسي , و مخاوفي .. مجتمعي .. وقتي ..

فقط لأجل سماع صوتك , رؤية قامتك , ابتسامتك العذبة , هالتك الملكيّة .. طاقتك الكونيّة ..

و التقينا..

ارتبكت في منتصف حديثك .. لمعت عيناك فرحاً و صدمةً .. لمعت الحفرة المجرية داخل جوف مقلتيك .. و تعثر الكلام في طريقه للخروج ..

كان ارتباكاً لطيفاً في منتصف إلقاء قصتك ..

" سأكون بخير .. طالما أنت هنا .. سأكون بخير .. "

هكذا .. ختمت حكايتك النثرية الأدبية  ..

كنت تثبّت نظرك  تجاهي ..

تركّز على لون بؤبؤ عيني ..

رسالةٌ مبّطنة .. لي .. لفؤادي و لجهدي و تعبي ..

" هل أنت طيفٌ زائرٌ من خيالي ؟ أم واقعٌ جوهري اكتشفه يومي ؟ "

و عندما جاءت روحك مهرولة إلى مكاني .. ابتسمنا معاً , كان الكلام ينهمر من أرواحنا صامتاً ..

و اكتفينا مع الاتفاق الخفي على نطق سوياً .. كلمة
" مرحباً " ..

مرحباً .. و كأنها بمعنى "سلامٌ على قدرنا " ..

أجل .. سلامٌ و امتنان و محبة كبيرة جداً .. لقدرنا ..

قدرنا اللطيف و الجميل .. و العميق ..

هكذا كان لقاؤنا ..

و هكذا كنا ..

إنسان و قرينه .. في مكانٍ مختلف .. و روحٍ واحدة ..

اجتمعا بعد دهر عثرات الزمن .. في مكانٍ واحد ..

شهد بكر✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 06:23:00 م

              سطحية الأرواح .. و عمق العلاقات

سطحية الأرواح .. و عمق العلاقات                                                                    تصميم الصورة : وفاء المؤذن
سطحية الأرواح .. و عمق العلاقات - تصميم الصورة: وفاء المؤذن

هنالك تفاصيلٌ للحب ، خاصة ، استثنائية ..

بعيدةً كلَّ البعد عنه .. و لكن أقرب ما يمكن تصنيفها تحت بنده .. أو في الواقع .. عبوديته ...

التقتْ أرواحهما معاً ، أشبه بلقاء الجبال مع الأنهار .. و الحضن الوحيد الجامع لهما .. هي السماء ..

تلك الأرواح بعيدة المسافة ، قريبة الشعور و الفكر .. و العطاء .. و الفجوات ..

نعم .. أحبا بعضهما البعض بسرٍّ مطلقٍ حتى عنهما ..

الذات الحقيقية القابعة بداخلهما .. وحدها من كانت تعرف هذا السر القدسي ..

كانا دائم الهرب من مصطلح " الحب " و ما يخلّفه من ذكرياتٍ مؤلمة .. سواء أكانت سعيدة أم حزينة ..
لأنهما يعرفان جيداً ، أنَّ الحبَّ هو سلسلةٌ كاملة من الهبوط في اللذات..
و أنَّ العشق هو حكايةٌ كاملة يعيش معها ألمٌ غير قابل للتجديد و التحليق مع سرب الحمامات الطليقات ..

أنثى ضعيفة ، هذه هي الصفة التي تلحق الفتاة العاطفية حتى آخر يومٍ من عمرها ..
استسلمتْ لمشاعرها ، و أخبرته بطريقةٍ غير مباشرة عن مكنون قلبها ..
و ذلك بعد أن ارتجف صوتها ، و أُغرقت عيناها بالدموع .. و هي تنظر إليه قالت :
كلما اقترب منك خطوة تبتعد دهراً من الخطوات  ، ألهذه الدرجة لا تهتم بأمري ؟!

لم يستطع تمالك أعصاب مشاعره ، ضمّها بقوة القدر الذي أحرق قصتهما :

لا يمكنني الاقتراب .. و إلا سنحترق ..

حاول الابتعاد عنها ، لكن الخيوط الروحية أبت .. فاستنشق عطرٌ ياسمين ، أعاد الحياة لجميع سكان الأرض و العاشقين ..

اختارا معاً ، بإرادةٍ مطلقة ، هذه الليلة فقط .. سيخضعان للقوانين العامة التي قيّدت فكر و عمق علاقتهما .

سيخضعان لحبٍّ عام ..

الآن .. و بعد عشر سنوات من متانة إمبراطورية أرواحهما ..

لكلٍّ منهما حكايته الخاصة ، حياته الخاصة .. البعيدة عن الآخر ..

يلتقيان في ذروة الكون ، و الشفاه مشتعلةٌ شوقاً جاهلياً كثيف الأحلام ..

ليعودا مرةً أخرى ، و يخترقان القوانين .. و ينزفان حنين العائدين ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 12:22:00 م

لقاء الفجوات ..مع شمس الحالمات

لقاء الفجوات ..مع شمس الحالمات


 صافحته ، صافحته بحرارة اللقاء ، و| نشوة الزمان| ، و فضول الأيام و التساؤلات الماضية .. 

هل سنلتقي يوماً ؟! 


كنتُ أتمنى ذلك كلَّ يوم .. أن نلتقي ..


على الأقل بين دفتي كتاب ، بين| حبات المطر| ، و قطرات الندى ، و| ألوان الطيف| ..


و التقينا ..


التقينا على |أرض الأحلام |، ضمن قاعة القصص و معنا |زهرة الياسمين| و البيلسان ..


خرجنا معاً بقوة انتصارنا على الأقدار و العثرات ، تتشابك أيدينا هذه المرة ، و ارتسمت ابتسامة لطيفة على شفتينا ، محرّكةً معها

 كرسيان كسرتهما صروف الحياة ..


لاحظتُ ما لم يخطر على بالي مطلقاً ، وشمٌ ذو| قلبٍ مهزوم| .. مشتت .. محفور على| اليد اليمنى| ..


عانقت ذلك | القلب| ، رافضةً تركه يهوي من بين أنامل روحي ..


كان برده قاسياً ، المشكلة عندي .. أنا الحالة الغير طبيعيّة ..


حتّى بردي كان لهيباً حارقاً ، يعمّه مشاعرٌ عشقيّة ، و تاريخٌ عن| اللحظات الكونيّة| ، و سلسلةٌ من الخيبات القدريّة ..


هذا القلم الذي يخطُّ حكايتنا حرفاً حرفاً ، مشهداً مشهد ..


يتوقف فقط .. ليرتمي بين أحضان حلمه ..


- فجواتي كثيرة ،  عميقة ، أخشى عليك ، كلما اقتربتي منها .. فالوقوع بها ..  أبشع و أشدُّ قتلاً من الوقوع إلى الجحيم ..


هذا ما قاله لي عندما حاولت اقتحام كوخه العتيق البائس ..


- أنا في القاع أصلاً ، قاعٌ ما بعد| الجحيم| الذي ذكرته ، فلا أنا قادرة على الخروج لوحدي ، و لا قادرة على البقاء و إشراقي ينفجر

 بداخلي ..


أريدك .. أريد الوصول إليك .. لنخرج معاً ..


و بدأ يحدّثني ، عن ياسمينته ، عن هجرته ، عن مقصده ، عن أحلامه المدّمرة ، و حبل مشنقته وقته المهدور مع جميع ما و من حوله ..

 إلا نفسه ..

كنتُ منشدّةً إلى كل نفس صاعد من صدره ، إلى كل| بسمة ساخرة| .. أو حقيقيّة .. ترتسم على معالم وجهه ..


و حال انتهائه .. وضع رأسه على جانبي الأيسر ..


و بكى ..


بكى حتى زال ليل بؤسنا .. و طلع فجر عشقنا ..


شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/09/2021 10:40:00 م

 الحاجة لترجمة الأرواح .. و ليس اللغات

الحاجة لترجمة الأرواح .. و ليس اللغات
الحاجة لترجمة الأرواح .. و ليس اللغات
تصميم الصورة وفاء المؤذن


بين حبات المطر ، و قطرات الندى ..

كانت تتوارى عن البشر ..

رأيتها و أنا واقفٌ على شرفة المنزل ..

لوّحتُ لها ، فنظرتْ لي نظرةً جعلت أطرافي ترتعش ..

نظرةُ| فتاةٍ شرقيّة |، حُفر بداخل وعيها " عدم الاستجابة للغرباء "


أيقنتُ لحظتها ، حتّى و لو كانت جذوري هنا ..

إلا أنني أميل للغرب ، ربيتُ ضمن مجتمعٍ غربي ..

فكيف لي العيش مع بشرٍ لا أعرف ماهية أفكارها و معتقداتها ؟!


إما أن أصير مثلهم .. أو أن أبقى مع صراع الوحدة ..

كل شيء هنا يُفسر على أنه حب .. 

النظرة ، الكلمة ، اللفتة ، اللهفة ..


أصبحتُ أخشى من قول " مرحباً " ..

أو نطق " شكراً " ..

أو صنع " ابتسامة " ..


غريب .. أنا غريب هنا ..


المشكلة ليست باللغة ، بل بالنفوس ..


خرجتُ من المنزل ..

يائساً .. محبطاً .. أريد أحدهم ..

حتى و لو كانت لغة الصمت الحاكم بيننا ..

على الأقل سيدور حديث ما بين أرواحنا ..


الشوارع هنا دافئة ، على كل حائط يوجد |ذكرى| ، مفعمة بالمشاعر و الصدق و الأمل ..


الحارات هنا هادئة ، مع كل| ياسمينة| مزروعة ، |حكايةٌ |غراميّة .. وجوديّة ..


دخلتُ إلى مقهى لمنزلٍ عتيق .. وضعتُ السماعات في أذني .. و بدأت العمل مع أوراقي ..


و بعد بضعة دقائق ..


جلستْ بقربي فتاة سمراء .. سمراء !!

سمارٌ عربي .. يجلس أمامي ؟! 

 أنا هلا ، جارتك في الشقة المجاورة لشقتك ..

هكذا ، و بهذه الرسمية ، و دون سؤالٍ مني ، أو نظرة .. عرّفت عن نفسها ..

حاولت مجاراتها في لغتها العربيّة المتقنة ، و لكنتها العاميّة الملفتة ..


لكنَّ تصنعي واضح ..


ضحكت :

 أنت تفهمنا جيداً رغم صعوبة نطقك لحروف عراقتنا ..

أخبرتها أنني هنا لستُ سائحاً .. بل راسخاً ..


 أعلم ، أنا أعرف كل شيء عنك .. و عن وحدتك ..

الحياة هنا أبسط مما يُخيل إلى عقلك .. و أعقد مما يستوعب قلبك ..


 أنا غريبٌ هنا ..


بل أنت قريب ، لكنك بحاجة إلى الابتعاد عن التعقيدات و الطفرات ..


للأسف .. أنت هي الطفرة الإيجابيّة الوحيدة هنا ..


 أنا هنا |رسالة سلامٍ| إليك .. 

ضع أقلامك جانباً .. و تعال معي ..


لنكتب معاً .. و نقرأ معاً .. حياتنا المتناقضة ..



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/09/2021 09:54:00 م

طريقي نحو عالم النضج 

طريقي نحو عالم النضج
طريقي نحو عالم النضج 
 تصميم الصورة رزان الحموي 


 منذ طفولتي و أنا شديدة  الحساسيّة .. شديدة البكاء ..

نظرة حادة واحدة ، تكفيني لأغرق بالدموع ..

كلمة توبيخ واحدة لم تكن موجهة لي .. تكفيني لأغرق بالدموع ..

حركة عنيفة واحدة تحدث أمامي .. تكفيني لأغرق بالدموع ..


بكاء .. بكاء .. بكاء ..

أينما ذهبت و مهما فعلت .. البكاء يحاوطني .. حتى في لحظات فرحي ..

لا أعلم ممن
ورثتُ هذا الجهاز العصبي الشديد .. بالبكاء ؟!


المهم ..


عندما بدأتْ مرحلة مراهقتي .. و مع تقدّمي بحقبة عمري الأولى .. 

بات الأمر معقداً .. تحوّل مصطلح " الشديد " إلى قاعٍ من " الإفراط "  ..

إفراط في الدراسة ، في السهر ، في الصداقة ، في الإعجاب ..


و ما بين مرحلة المراهقة و النضوج ..

الوضع يتأزم .. يتأزم كثيراً .. من كلِّ الجهات ..

بات الإفراط لا يتوقف عند حدٍّ معين ، أو ما سبق من الأمور ..


بل أضحى الإفراط في كلِّ شيء .. حرفياً كلَّ شيء ..

إفراطٌ في الانتظار ، في التعلّق ، في| الحب| .. في |العشق| ..

إفراطٌ في| الأمل| ، في اليأس ، في الحزن .. في السعادة ..

إفراطٌ في الجنون ، في اليأس ، في الحزن ، في الألم .. في التناقض ..


و قبل حدوث القفزة الأخيرة ، و الوصول إلى ساحة مرحلةٍ جديدة .. النضج ..

حدثت عاصفة ، تبعتها دوامة .. تبعها الهبوط إلى ما بعد قاع الجحيم ..


أورثتني الأيام دمعة مخفيّة .. 

دمعة لا يكون موعدها سوى ليلاً مع الظلام .. و الجمود .. و معي ..


أورثتني الأيام .. قلماً .. قلماً ينبض بحروفٍ جارفة .. 

تجرف معها علقم السنوات و آهات النفس المستعدّة للطيران بحريةٍ كالحمامات ..


أورثتني الأيام ..ورقة فارغة .. أنظر إليها ..

ورقة سوداء .. ورقة بيضاء .. 


المهم أنَّ حروفها  .. شفافة .. غير مرئية ..

يراها القلب .. و يرفضها العقل .. و ما بين الرؤية و الرفض ..

تنهار روحي ..


أورثتني الأيام .. 

|قصيدة| ، قطعة نثريّة ، |حكاية| روائيّة ..

تقف كل فاصلة أو نقطة منها ، خلف باب النضج ..


لأصل إليه .. و أفتحه .. متشبثةً بإفراطي .. مع| معشوقي| الجديد .. الصمت ...




شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/09/2021 01:55:00 م

                    مذكّرة العشق المحترقة

مذكّرة العشق المحترقة                                                                                                                   تصميم الصورة : وفاء المؤذن
مذكّرة العشق المحترقة - تصميم الصورة : وفاء المؤذن

بعد سنتان على رحيله .. 

أرسل لي رسالة الكترونية .. قصيرة الحروف .. باردة الشعور  ..
((  لندع الماضي جانباً .. و نبدأ من جديد .. ))

لو كان شخصٌ آخر غيره أرسلها  , كنت سأتفهم أنَّ هذه الكلمات القليلة , عبارة عن كم هائل من |المشاعر| .. لكن هو !!

ببساطة .. الأمر أنه اشتاق إلى حبي له .. و الذي لم و لن يجده لو عاش العمر مرتين ..

أجبته برسالةِ بركانٍ منفجر .. يحاول ضبط نفسه لسنتين :

" سأتفلسف قليلاً و أخبرك ماذا فعلتي بي ..

ذات يوم .. اشترينا معاً مذكرة عشقنا الزرقاء ..  

رسمنا عليها بعض الياسمين , و كتبنا لحظة سعيدة عبرت فؤادنا ..

كتبنا كريات نجاحنا ..

هدايا عصرنا ..

أول نظرة حدثت بين كياننا ..

أول لقاء .. أول همسة .. أول بسمة .. أول حضنٍ ... أول رعشة .. أول كل شيء حدث بيننا ..

كانت هذه المذكرة .. مملوءة بعدد رهيب من ذكريات الهوى , و لحظات المطر , و أزقة القديمة ..

مملوءة بالسعادة , بالأمل ..بالتطلّع نحو غدٍ أفضل ..

و من ثمَّ ؟!

حسناً , هنا سأفصّل لك مراحل التي عاشتها هذه المذكرة..

بدايةً .. بيدك أنت .. مزّقت صفحات ثمينة , و تركت بعضها للاستمرار ..

و بعدها بفترة .. رميت المذكرة .. مفتوحة الأوراق .. بحيث كل من يعبر بقربها .. يهرس قلبها ..

و لأنك رحيم .. أشفقتَ عليها .. فأخذتها و أحرقتها بكبريت الزمن ..

و الرماد المتبقي .. نفخته بعيداً عنك .. يتناثر بقاياه .. في زوايا الخراب .. 

أخبرني الآن ..

كيف ستجمع هذا الرماد ؟!

هل ستجده أصلاً ؟!

و لنفترض أنَّ الجواب عن السؤالين كان " نعم " ..

كيف يمكنك إحياء الرماد و إعادته إلى .. طير الإشراق ؟!! "

ضغطتُ على زر الإرسال .. ثمَّ الحظر ..

و أغلقتُ الهاتف .. و غصتُ في بقايا عالمي .. أرمم ما خلّفه العشق .. و الأيام ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/09/2021 01:48:00 م

                      حكايتنا بين الباء .. والياء

حكايتنا بين الباء .. والياء                                                                                                                       تصميم الصورة : وفاء المؤذن
حكايتنا بين الباء .. والياء  - تصميم الصورة : وفاء المؤذن

لكلٍّ منا حكايته الخفيّة ..

حكايته الغريبة .. حكايته الكونيّة ..

يواريها عن الزمان .. عن الأشخاص .. عن الكيان و النفس ..

المشكلة ليست بالحكاية , بقدر تعدد الحكايات .. فمن المؤلم أن يكون إنسانٌ واحدٌ فقط , يتخبّط ما بين قصةٍ و أخرى .. و حادثةٍ و أخرى .. و همسةٍ و أخرى ..

يتخبّط و يتخبّط و يتخبّط .. دون معرفة ترجمة الشعور ..

لكن .. تبقى ملكة واحدة .. حكاية واحدة .. هي من تهزُّ الأركان .. و ترتعش لها أفئدة الأيام , التي ضمرت بداخلها كل خفايا الوجود ..

و حكايتي معك يا إمبراطور الأحزان و الأعماق ..

بعيدةً كلَّ البعد عن المصطلحات و الأسماء ..
قريبةً كلَّ القرب من |الوجدانيات| و العنقاء ..
 
هي هكذا .. دون اسم .. دون عاطفة .. دون فكرة ..
 
هي فقط .. أمسيةٌ أبديّة ..
 
كلما حاولنا الهرب منها , كلما تجاهلنا موعد القدر ..
كلما عدنا و اجتمعنا .. بعمقٍ تجاوز عمق الفجوات الروحيّة القابعة بأجواف الناس جميعها ..

أجريتُ محادثات لا تعدُّ و لا تحصى ..

من عمل و صداقة و عائلة ..

عددها تخطى عدد رسائلنا القصيرة الجوهريّة .. لكنك في بالي ..
 
خرجتُ من المنزل متوجهةً إلى مواقعٍ عدّة لأبحاث واجباتي المهنيّة و المنزليّة .. لكنك في بالي ..
 
ألقيتُ طاقةً هنا , و طاقةً هناك .. لعلَّ سواد الناس يتحوّل لرماد .. و لو كان محروقاً .. على الأقل البياض جزء لا يتجزأ منه ..

 بالمناسبة .. لا تعتقد أنَّ طاقتي لها حدود .. هي لي و للجميع .. لكن صدقني .. وحدك فقط من له الكون الممكوث بداخلي ..

و هنا أيقنتُ مجدداً .. أنك لازلت .. في بالي ..

و ضمن هذا الضجيج كله .. رسالة واحدة منك ..
نظرة واحدة من بؤبؤ عينك ..

تكفيني لأبكي ..

تكفيني لأفرّغ ما صنعته الحياة بروحي ..
 
هذه هي حكايتي معك ..

صراعٌ و حربٌ و حياةٌ و حبٌّ ..

 يتعايش معهم يومي ..

و في النهاية ..

 عندما أضع رأسي على حضنٍ وهمي ..

أعرف جيداً أنَّ حكايتنا هي كلمة واحدة ..

 ستجدها .. مع مصانع الحياة ..

 و بين حروف الباء و الياء ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/09/2021 01:42:00 م

                         حبٌّ .. من ألمٍ واحد

حبٌّ من ألمٍ واحد ..                                                                                        تصميم الصورة : وفاء المؤذن
حبٌّ .. من ألمٍ واحد  - تصميم الصورة : وفاء المؤذن

أحببتُ أحدهم ..

بل كان شعوراً  أعمق .. كان كلَّ همي إرضاء مطالبه .. أمنياته .. فقد لأحظى بأمنيتي الوحيدة .. ألا و هي .. قلبه ..

لم يصارحني بحبه , رغم اهتمامه العجيب .. و إهماله المفرط ..

كان دائم التقلّب .. أرضه ليست ثابتة البتة .. تهزُّ قلبي و روحي معها بعنف القسوة .. الضياع .. |التشتت| ..

و ذات يوم .. تقدّم شاب لخطبتي .. أخبرته ليصدمني بجوابه البارد :

مبارك لك يا صديقتي ..

كل هذا الاهتمام ! كل هذا التحكّم !

كل هذا القرب !

في النهاية ..أكون صديقتك !!

لم تعد الأرض مهتزة و الجسد مترنح و متذبذب ..

بل ابتلعتني دوامة |اليأس| و الصدمة ,  و دون معرفة طريقة الخروج منه ..

تجعلني أدور و أدور و أدور بداخلها .. و في النهاية سأرتطم بالأرض بشدة الموت ..
 
أو ستُكسر الأشياء بداخلي .. و تترك فراغاً مكانها .. لم يقدر أحد على سدّه ..
 
عزلتُ نفسي عن الجميع , و هربت منهم .. و منه ..

الشيء الوحيد الذي لم أستطع الهرب منه .. هو سنوات عمري التي ضاعت بانتظار المجهول ..

أصبحتُ فتاة يائسة .. فارغة ..

لم أكن مستعدة للتضحية حتّى بكلمة " مرحباً " .. لأيِّ شخصٍ كان ..

أفرطتُ في عشق غريبٍ لم يلتفت إلى |مشاعري| , بل لعب بها كأوتار الغيتار ..

حاولت حرق الماضي , لا نسيانه ..

لكنني لم أكن قادرة على إشعال الكبريت ..
 
خشية عودته في أي لحظة ..

لا أدري إلى متى ستبقى هذه الحالة المأساوية , و لكنني أعي جيداً ..

أنه في كلِّ مرة  .. سأُخلق من رمادي .. و أُحلقّ ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/08/2021 08:46:00 م

 سوادٌ بحاجة إلى إمبراطوريّة كونيّة 

سوادٌ بحاجة إلى إمبراطوريّة كونيّة
 سوادٌ بحاجة إلى إمبراطوريّة كونيّة 
تصميم الصورة وفاء المؤذن


موتٌ بطيئ يقتحم المكان ..

موتٌ بشع يزور عالم الأحزان ..

لا أحد هنا .. لا أحد في أرجاء الأمان ..


صراخ .. بكاء .. و تصاعدٌ سريع لأنفاس الأحلام ..

تلفظ روحها الأخيرة .. تحاول أن تخرج من قوقعةٍ سوداء ..


تحاول أن تتمرّد على واقعٍ أسود ..

تحاول أن تحرق بقايا أمل أسود ..

كل شيء حولي مظلم .. مفعمٌ باللون الأسود ..


سوادٌ داخل سواد ..

موتٌ داخل موت ..

لا حياة هنا .. لا مكان للحلم هنا ..

لا مكان للطمأنينة هنا .. لا مكان للابتسامة هنا ..

لا مكان.. لي هنا ..


قلبٌ محطّم يتبعثر منه أشواك الآلام ..

صدرٌ مشتعل يلتهم كلَّ سعادة الأيام ..

ضجيجٌ ، ضوضاء .. أصواتٌ متداخلة ..

 تخرس هدوء أنغام السلام ..

أفكارٌ امتصّت الراحة من عقلي ، و بصقت قيحاً سام ..


و |مشاعرٌ| أكلت قمح روحي ، و احتّل الجراد حقل الصمّام ..


و أنت ..

هل تشعر بي يا صديق الفؤاد ؟!

أوتدري ما يحدث معي رغم البعاد ؟!

غائبي الحاضر .. حبيب الحمام  .. أحتاجك ..


كتفي يحتاجك ..

تعبتُ من تمثيل دور الحائط .. 

أريد الإتكاء على جبل |غرامك| ..


دمعي يحتاجك  ..

انفجرتُ علقماً دون حفر جرف واحد على خدّي ..

أريد ليدك أن تلمس جوفي .. لعلَّ| اللعنة| ستزول مع مرضي ..


حلقي يحتاجك .. 

صرخاتٌ صامتة تتضارب مع بعضها محدثةً حوادث دامية و قاتلة في داخلي .. 

أريدك أنت .. حارسي و منقذي .. 


لا تسألني عن سبب هذا كله .. 

أنا ذاتي لا أعرف .. و لا أرغب بمعرفة أي شيء .. 

جلَّ ما أريده الآن  ..

ثقل رأسي .. فراغ كياني .. ثقوب قلبي .. 

جمعها كلها .. و صبّها على مدينةٍ حقيقيّة .. 


إمبراطويةٍ الكونيّة..



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/08/2021 08:20:00 م

 تتساقط أوراق الموت .. على قبر انتظاري 

تتساقط أوراق الموت .. على قبر انتظاري
 تتساقط أوراق الموت .. على قبر انتظاري 
تصميم الصورة وفاء المؤذن


انتظرتك أربع سنوات ..

هذا كتقديرٍ زمني ، لكنَّ الحقيقة الروحيّة تقول أنَّ ..


انتظارك| أفنى شبابي |، و هدم معالم راحتي ..

انتظارك نفخ السمَّ في عالمي ، و قطع شريان نبض| أحلامي| ..

انتظارك هدم جهات وجهتي ، و شلَّ أركان حياتي ..


متعبة ، متعبة جداً .. 

مفاصل |أشواقي| عشعش بها مرض اليأس و الفراغ ..


أنظر بعيون المارة ، جميعهم أنت ..

أسمع أصوات المارة ، جميعهم أنت ..

ابتسم للمارة .. و لا أحد يبتسم لي .. إلا أنت ..


أخبرت صديقاتي عنك ، أخبرت الغرباء عنك ..

أخبرت القطط عنك ، أخبرت السماء عنك ..

و لكنهم .. لم يحرروا قيدك ..


صرخت في وجوه الرجال ، صرخت في عيون الأطفال ..

صرخت على الأقدار ، صرخت على أبواب الأقلام ..

و لكنهم .. لم يحرروا قيدك ..


|انتظرتك| على شرفات المقابر ، و في طرقات حياة العجائز ..

و باتت قصتي على لسان من حولنا ، و ما حولنا .. من موجوداتٍ و جوامعٍ و كنائس ..


اليوم ..رنَّ هاتفي ..

كانت الأصوات تتخبط بين بعضها ، حاولت البحث عن صوتك ضمن نواح عائلتك .. لكنني لم أجده ..

أصواتٌ تعلو و تعلو .. 

" توقفوا .. توقفوا .. صوته .. أريد صوته .. "

صراخٌ داخلي رفض أن يخرج ، ثقُلت الحروف على النطق .. 


الموت ..

سارقٌ قدريٌّ ، سرق مني روحي ، عن بُعد آلاف الأمتار .. و آلاف قرون الانتظار ..

ضاع عمري .. ضاع أملي .. ضاع يقيني و إيماني ..

ضاع وتيني .. ضاع سرّي .. ضاع حبي و جبلي ..


ضاع .. ضاع| كوني| ...



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/08/2021 08:07:00 م

 الإلحاد الوحيد القابل للاعتراف به

الإلحاد الوحيد القابل للاعتراف به
 الإلحاد الوحيد القابل للاعتراف به
تصميم الصورة وفاء المؤذن


كان الأمر معقداً ، شائكاً .. مجهولاً ..

سارت مع روحها إلى مقصدها .. هذه المرة لم تأخذ معها لا حكمة قلبها ، و لا نشوة عقلها ..


تحاول الابتعاد حتّى مع أحاديثها الذاتيّة .. عن ذكره ..

تحاول الاقتراب نحو علقمه الأسود .. مع فراغه ..

ترفض فكرة الاستسلام للحب و الخضوع لعذاب| العشق |..

و تبحث بين حروفه عمّا يميّزها في حياته ..

تبحث مع كل نقطة ، عن |حكايةٍ| عابرة .. قصةٍ راسخة ..

لعلّها تصل يوماً إلى كينونته الشرقيّة الحقيقيّة ..

تتقرب من شغفها .. لقاءً بعد لقاء ..

و تنفر مع خوفها من شقاءٍ لابدَّ أن يلحقه شقاء ..

لا هي تعلم ما الذي يحدث في زوايا الأرواح ؟!

و لا هو يعي ، هل يتقدّم خطوة واحدة تجاه خفايا السلاح ؟!


حكايتهم المعلنة .. خُلقت من رحم معجزات الأكوان ..

و هيامهم السري دُفن مع محرمات الأزمان ..

قضمتْ أظافرها حتى خرجت الدماء و الألحام ..

و صرختْ في وجه توترها " كفي عن إرهاقنا يا جنيّة الأيام "


تشاجرتْ مع صديقتها ، بعد محاولتها الضغط عليها للخروج من| الأوهام|..


و هي أصلاً خائفة من نفسها كي لا تصل إلى القاع .. قاعٌ لا نهاية له .. سوى| الفراق| .. و النوم مع الأموات ..


كل شيء حولهم يدعو إلى الرعب ، إلى الدمار و الخراب ..

كل شيء حولهم يدعو إلى .. |الحرب| ..


لا .. هذه المرة لا يمكنها فعلها أبداً ..

لا يمكنها أبداً أن تقلع جذور الإنسانيّة و الوفاء من أعماقها ..


لا يمكنها أبداً .. التضحية بالسعادة .. الطفوليّة ..


قبلتهم محرمة .. علاقتهم محرمة ..

جهاتهم محرمة .. بيوتهم محرمة ..


لكن ..


همساتهم مقدسة .. أرواحهم مقدسة ..

أقلامهم مقدسة .. مجرتهم مقدسة ..


الآن ..

في تمام الساعة الرابعة ..


انبثقت رسالةٌ وجوديّة .. مع طلوع فجر الحريّة ..

و تنهيدة العمر |السرمديّة| :


《 يا إلحادي العشقي .. أحبك 》



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/07/2021 03:36:00 م

            قدرنا الأبدي .. يكون مع الغرباءفقط

قدرنا الأبدي .. يكون مع الغرباء فقط                                                                                   تصميم الصورة : وفاء المؤذن
قدرنا الأبدي .. يكون مع الغرباء فقط  - تصميم الصورة : وفاء المؤذن

قدرنا الأبدي .. يكون مع الغرباء فقط !

كانت تسير لوحدها في الشارع العام ، في وسط ازدحامٍ رهيب من البشر ، و ضوضاء خطيرة تُحدثها السيارات و غيرهت من وسائل النقل الحديثة ..
كانت تنظر لما حولها ، تحاول استحضار ماضٍ عريقٍ و دافئ عن هذا المكان ، لم تشهد على وجوده إلا عن طريق الصور الوثائقية ، و أحاديث أجدادها و أهلها ..

فجأةً .. وجدت تجمّع بسيط لفتياتٍ جميلات ، جامعيات ..
ثلاثٌ رابعتهم فتاةٌ ناعمة  تجلس أرضاً .. و البقيات يطوّقنها و يصرخون باسمها  ..

اقتربتْ ، غريزة الفضول و المساعدة القابعة في روحها ، جعلتها تقترب ظناً أنَّ تلك الفتاة فاقدة لوعيها .. و لعلها تستطيع تقديم أي مساعدة تجاهها ..

لم تصب هذه المرة في التخمين ..

كانت تلك الفتاة الناعمة في حال انشداد عصبي ، أعصاب يداها لا تُعطها الإذن لأن تتحكم بهما ..

دون وعٍ مسبق ، و عندما فهمت بثوانٍ قليلة الحالة ، رغم الارتباك الذي زاد من تكاثف أصوات الشارع ..  
و خصيصاً من الفتاة المصابة ، أصبحت تقول بهلعٍ شديد :

يدي ، اصابعي ، لا أستطيع فتحهم ، ماذا يحدث !

شعرتْ أنَّ هذه الكلمات البسيطة المرتجفة ، تحمل خوفاً عظيماً .. و كأنها تحاول القول أنها تشعر بشللٍ كاملٍ في جسدها ..

على رغم رهابها من الدماء ، و كل لمسة أو همسة متعلقة بالطب ..
دون وعٍ منها ، أمسك تلك اليدين المرتجفتين ، و شدتهما نحوها .. و بدأت بهدوءٍ تام تحرك وريدها ..
و تخبرها أن تأخذ نفساً عميقاً ..
شهيق .. زفير .. شهيق .. زفير ..

هدأت الفتاة ..

و الأخرى لم يعد باستطاعتها إكمال تلك الصلابة ..
كانت بحاجة لشخصٍ ما يأخذ عنها ، أو يساعدها في يدٍ واحدة ..

توقفت سيارة سوداء ، نزل منها شابٌ يافعٌ ذو قميصٍ أخضر ، و بنطالٍ بُنيُّ اللون ..
و قال " هل هنالك مشكلة ، أنا الطبيب كريم .. "

من بين كل السيارات ، و الناس المارة ، و الأشجار ، و الضجيج ..
لم تتوقف أي |إنسانية| .. إلا إنسانيته ..
توقفت لترى ما يمكن أن تقدّمه في مثل هذه الحالة ..

أخبرته ما حدث .. أخذ عنها اليدان .. لا يداً واحدة ..
ثمَّ عاد كل شيء طبيعي ..

عادت حركة الفتاة الناعمة طبيعية ، ثمَّ سأل الأخرى :
في أي سنة طب أنت ؟!

لتجيبه : أنا طالبة آداب ..

و قبل أن يلتفت لها ليعبّر عن دهشته ، اختفت ..
دون أن تحصل على شكرٍ من أحد .. فهي لا تريده .. كل ما تريده أن يهدأ قلبها ..
أن يزول ذلك الشعور من حواسها .. و هي تلمس وريد الفتاة الناعمة ..

الحكاية ليستْ هنا ..

بعد سنة من هذه الحادثة ..
عادوا الأبطال الثلاثة ، و اجتمعوا في ذات المكان ..
لقد كان يبحث عنها ، و الفتاة الناعمة .. تبحث عنه ..

الحكاية ليس بالشخص الذي يتمحور حوله الحدث  ، بل بشخصٍ غريب التقينا به لثوانٍ معدودة ، لم نفكّر لثانية واحدة .. أنه سيكون .. كوننا العشقي ..

الحكاية ليست بقرب الأشخاص .. بل بغرابتهم عن أقدانا التي تختارهم .. دائماً ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/07/2021 03:22:00 م

             حاجتي سرمدية .. حاجتي متناقضة

حاجتي سرمدية .. حاجتي متناقضة                                                                                                                   تصميم الصورة : وفاء المؤذن
حاجتي سرمدية .. حاجتي متناقضة  - تصميم الصورة : وفاء المؤذن

فوضى .. عالمٌ مملوء بفوضى مجهولة ..

بل هي معلومة .. و لكن لا حقَّ لنا بالحديث ..

بل هي مبهمة الوضوح .. و لكن لا علم لنا بحقِّ الوجود ..

شابٌ يكاغي أمام قلب العذراء ..

و يعزف لحناً شنيعاً على أوتار عقلها المفعم بالنقاء ..

ليقول لها أنها نوتات جديدة .. اخترعها لأجل روحها البعيدة عن عالم الشقاء و هي سرُّ الشفاء ..

و امرأة تخجل من بعدما وقفت أمام مرآة ذاتها .. تنظر بحسرةٍ على بقايا شمسها .. و ندبات ليلها ..

و شابةٌ مفعمة بالحيوية و النشاط ، تحارب بكلِّ قواها السحريّة.. أن تنتصر على هذه الحياة التي باتت بطريقةٍ أو بأخرى .. سرابيّة ..

عصفورٌ كان حرّاً ، اليوم خائف من النظر لجناحه ، خائف من تذكّر حريته .. خائف من الإقرار .. بوجوده و كينونته ..

و أنا ..

أنا القتيل دون إثمٍ أو جُرِمٍ كوني .. أو إنساني ..

في هذه الساعة المتأخرة من ليلةٍ شتوية جامدة ..

كنتُ بحاجةٍ إلى ..

(( صوتٍ صُلب ، تربيةٍ على كتفي ، صمتٍ مزعج .. ))

كنتُ بحاجةٍ إلى ..

(( اختلاط دماءٍ عشقيّة ، و الاستماع لنغماتٍ رومنسيّة ))

كنتُ بحاجةٍ إلى ..

(( دفن وتيني داخل وتين الصقور .. ))

كنتُ بحاجةٍ إلى ..

(( صراخٍ هادئ ، و شوكٍ ناعم .. ))

كنتُ بحاجةٍ إلى ..

(( قفصٍ مفتوح ، و ثقبٍ مغلق .. ))

كنتُ بحاجةٍ إلى ..

(( نارٍ باردة ، و نجمةٍ نائمة .. ))

كنتُ بحاجةٍ إلى ..

(( دعوةٍ مختنقة ، و رسالةٍ بيضاء فارغة .. ))

كنتُ بحاجةٍ إلى ..

(( جرأة معذّبة ، و قوةٍ زرقاء مثقلة .. ))

نعم يا مجهولي ..

كنت بحاجةٍ إلى كل ما سبق .. للخروج من بئر الجحيم .. و كتلة الأنين ..

فهل سأجد واحدةً فقط عندك ؟!

كلمة واحدة ستفي بالغرض صدقني ..

حرفاً يتيماً أقبل به ..

لكن .. أنقذني .. فقط أنقذني ..

من كوكبٍ عقيمَ الهوى .. جدير بالعمى .. محارب للصدى ، راضخ للوفى .. عاشق للمدى ..

و قرين الأسى .. و موتى الأمل ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/07/2021 03:19:00 م

        التحليق عالياً .. و السقوط لقاع رمادٍ محترق

التحليق عالياً .. و السقوط لقاع رمادٍ محترق                                                                                   تصميم الصورة : وفاء المؤذن
التحليق عالياً .. و السقوط لقاع رمادٍ محترق  - تصميم االصورة : وفاء المؤذن

أحببتك زمناً ، دهراً ، عصراً ..

أحببتك بكلِّ الموجودات ، و أقمتُ الحدَّ على المحظورات ..

كنتَ لي العشق الأول ، ومضة الحياة .. مقبرة الوحدة ..
لجنينٍ .. لمراهقٍ .. لم يبصر نوره إلا معك ..

أخبرتني ، و يا ويلاه ماذا أخبرتني ..
من كلامٍ أيقنتُ أنه سيكون سرمدياً طالما أنه يخرج من روحك قبل ثغرك ..

أبسط كلمة قلتها لي " أحبك " .. و ألطفها " أقرأك "
و أعمقها .. " جوهرتي " ..

لاحقاً ..

أكتشفتُ .. و هنا عليَّ أن أوضح .. أنا لم أتغير ..
كل ما حدث بعد " لاحقاً " ..
كان لأنني .. و للأسف .. استوعبت ..

استوعبتُ حقيقة لا مبالاتك تجاهي ..
استوعبتُ أنَّ الأمر كان بالنسبة إليك .. عادي .. طبيعي .. عابر .. يحدث ..

لكن أنا .. أنا ضحية نفسي الغبية ..

كل شيء حدث .. كل شيء وقع .. كانت مرّتي الأولى ..

لم أجربه من قبل ، لا أعلم كيف صنعت لي أجنحةً للطيران في سماء الهوى ..
مبتعدةً عن أرض الألم و قاع الحصى ..

نجماتك المهموسة ، أضاءت حياتي كلها ..
قمرك المنير ، حمل حلمي الثقيل ..
شمسك الساطعة ، زرعت أزهاراً إضافية في بستان قلبي ..
و رسمت شمساً أخرى .. على شفاهي المرتجفة ..
مرتجفة من غدر الزمان و الأيام ..

اشتعل عالمي طاقةً ، انطفأت هواجسي المجتمعية عنوةً ..
حُررت قيودي الحجريّة الفكريّة ، أُطلقت العنان لتحليق حمامتي الفطريّة ..

باتت عروقي تتسابق مع دمي بمجرد النظر إليك .. إلى بؤبؤ عينيك ..
إلى هالتك القادمة من بعيد .. المجتهة نحو عبوديتي لمعالم الشاب الفريد ..

أحببتك .. و تلك الكلمة قليلة جداً ، على العطاء و كينونة الحب التي وهبتها لك ..
حتى أجد نفسي .. أنني ميتةٌ بالحب .. و معه .. و لأجله ..

و أنت ..

أنت أدرتَ ظهرك .. و اختفيت ..
راقبتني .. نظرت إلى هشاشتي .. نفخت رمادي المحترق ..

اختفيت و كأنك لم تفعل شيء .. لم تعش معي أيَّ تفصيل ..

تركتني لوحدي .. و مع وحدي .. و وحدتي ..

انطفأ رويداً رويداً ..
أموت رويداً رويداً ..
تركتني مع كومةٍ من الأسئلة ، جبلٍ من إشارات الاستفهام ، أهمها :
" هل ما حصل .. هل هذه الحكاية .. هي أحلى ما في حياتي ؟!
أم أكثرها بشاعةً و فناء ؟! "

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/04/2021 02:01:00 م

               الرسالة المنتظرة .. من صدفتي

الرسالة المنتظرة .. من صدفتي
الرسالة المنتظرة .. من صدفتي
                                                       تصميم الصورة : رزان الحموي

لم يكن كلّ شيء تحت السيطرة ..

كل ما حولي يوحي إلى الخراب ، إلى دوامةٍ لا نهاية لها سوى السراب ..
أبتعد و أبتعد و أبتعد ..
عن هذه الدوامة .. دوامة الدمار .. و الضغوطات مع الفراغ ..

استيقظتُ اليوم على آلامٍ مضى عليها عدّة سنوات ..
و جروحاتٍ اخترقت الجلد ، مع ذاكرة الحروب و الصرخات ..

تطايرت مرة أخرى ..  أمام عيني أمس .. و أمام مخيلتي اليوم ..
الناس .. الأطفال .. الجدران .. الأعمدة .. و الفراشات ..

و ما عاد للصوت صدى يُقرع الأذن اليُمنى بطبول الصباحات المشرقة و الفيروزات ..

باتت تلك الأذن ، لا تُصغي إلا .. لفراغ و صمت ..
يتبعه فراغ و صمت آخر ..

مسكتُ هذه الترهلات ، و رميتها بعيدةً كلَّ البعد عن روحي الطوّاقة إلى |الشغف| و السلام ..

لكنني لم أنجح  .. بُئساً !!

الألم يسيطر على جميع أطرافي .. أريد النهوض ..
حرب الحياة .. حرب البلاد ..
شقيقاتٌ يتفقان خفيةً على إقحام اللون الأسود الداكن .. في لوحة أحلامنا .. و أقدارنا ..

وصلتني رسائل .. كمية كبيرة من الرسائل و الاتصالات للاطمئنان على صحتي .. و حياتي ..

بالطبع لم أخبرهم عمّا حلَّ بي ..
فالأمر معقد ، معقد الشرح ، و خصيصاً من بعدما خضعتُ لمرضٍ خبيث .. لوحدي .. مع وجعي .. و آهاتي .. و احتراقي ..

يبدو أنني تأقلمت مع هذا النوع من العذاب ، أو سئمتُ الحديث عنه ..

المهم .. لم تصلني أي نقطة منه ..

ثلاثة أشهر ، و قمت الخيبات يُخيّم على علاقتنا ..
ثلاثة أشهر ، أحارب مع بقايا الآمال للبدء في حياة ، بعيدةً عن علاقتنا ..
ثلاثة أشهر ، و أنا حُرّة ..  أعدمتُ ذكريات علاقتنا  ..

اليوم ...
وقفتُ أمام القبر ، و أيقنتُ أنَّ الحب لا يعيش في مجتمعنا ..
فكل ما نفعله هو الثبات على الكبرياء ، و التمّسك بالأغلاط و الهفوات ..

و من بعدها ..

حال حدوث ثقب حارق ، انفجارٌ كوني يزلزل عالم الصفوة و النقاء ..
نعاود الوقوف .. و البكاء على الأطلال ..

و هنا تماماً ..
وصلتني الرسالة المنتظرة ..

لكن هذه المرة ..

من قرين الروح .. صدفة الأيام ..

شهد بكر ✒️

يتم التشغيل بواسطة Blogger.