مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/09/2021 10:40:00 م

 الحاجة لترجمة الأرواح .. و ليس اللغات

الحاجة لترجمة الأرواح .. و ليس اللغات
الحاجة لترجمة الأرواح .. و ليس اللغات
تصميم الصورة وفاء المؤذن


بين حبات المطر ، و قطرات الندى ..

كانت تتوارى عن البشر ..

رأيتها و أنا واقفٌ على شرفة المنزل ..

لوّحتُ لها ، فنظرتْ لي نظرةً جعلت أطرافي ترتعش ..

نظرةُ| فتاةٍ شرقيّة |، حُفر بداخل وعيها " عدم الاستجابة للغرباء "


أيقنتُ لحظتها ، حتّى و لو كانت جذوري هنا ..

إلا أنني أميل للغرب ، ربيتُ ضمن مجتمعٍ غربي ..

فكيف لي العيش مع بشرٍ لا أعرف ماهية أفكارها و معتقداتها ؟!


إما أن أصير مثلهم .. أو أن أبقى مع صراع الوحدة ..

كل شيء هنا يُفسر على أنه حب .. 

النظرة ، الكلمة ، اللفتة ، اللهفة ..


أصبحتُ أخشى من قول " مرحباً " ..

أو نطق " شكراً " ..

أو صنع " ابتسامة " ..


غريب .. أنا غريب هنا ..


المشكلة ليست باللغة ، بل بالنفوس ..


خرجتُ من المنزل ..

يائساً .. محبطاً .. أريد أحدهم ..

حتى و لو كانت لغة الصمت الحاكم بيننا ..

على الأقل سيدور حديث ما بين أرواحنا ..


الشوارع هنا دافئة ، على كل حائط يوجد |ذكرى| ، مفعمة بالمشاعر و الصدق و الأمل ..


الحارات هنا هادئة ، مع كل| ياسمينة| مزروعة ، |حكايةٌ |غراميّة .. وجوديّة ..


دخلتُ إلى مقهى لمنزلٍ عتيق .. وضعتُ السماعات في أذني .. و بدأت العمل مع أوراقي ..


و بعد بضعة دقائق ..


جلستْ بقربي فتاة سمراء .. سمراء !!

سمارٌ عربي .. يجلس أمامي ؟! 

 أنا هلا ، جارتك في الشقة المجاورة لشقتك ..

هكذا ، و بهذه الرسمية ، و دون سؤالٍ مني ، أو نظرة .. عرّفت عن نفسها ..

حاولت مجاراتها في لغتها العربيّة المتقنة ، و لكنتها العاميّة الملفتة ..


لكنَّ تصنعي واضح ..


ضحكت :

 أنت تفهمنا جيداً رغم صعوبة نطقك لحروف عراقتنا ..

أخبرتها أنني هنا لستُ سائحاً .. بل راسخاً ..


 أعلم ، أنا أعرف كل شيء عنك .. و عن وحدتك ..

الحياة هنا أبسط مما يُخيل إلى عقلك .. و أعقد مما يستوعب قلبك ..


 أنا غريبٌ هنا ..


بل أنت قريب ، لكنك بحاجة إلى الابتعاد عن التعقيدات و الطفرات ..


للأسف .. أنت هي الطفرة الإيجابيّة الوحيدة هنا ..


 أنا هنا |رسالة سلامٍ| إليك .. 

ضع أقلامك جانباً .. و تعال معي ..


لنكتب معاً .. و نقرأ معاً .. حياتنا المتناقضة ..



شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.