عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث شهد بكر. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/13/2021 05:31:00 م

مشهد درامي غرامي 

مشهد درامي غرامي

مشهد درامي غرامي 


 كنتُ غارقاً في الأحلام الغير مفهومة ، متبعثرةُ الأحداث هنا و هناك ..

استيقظتُ لأشرب القليل من الماء ، عليَّ أنْ أهدّأ من روعي ،  و أدخل في بحر النوم العميق ..

قُرع الباب فجأةً ، أقنعتُ نفسي بأنه مجرد وهمٍ ، و أنَّ القادم لن يختار وقتاً متأخراً كهذا ..

《فالوقت مهم جداً ، و لكلِّ ثانيةٍ حسبانٌ عندي 》

بقيتُ مستلقياً ..

أتأمل السقف مع صدى الصوت المتكرر المطروق ..

تأكدتُ من الوهم بعد سيري إلى الباب ، تعالتْ طرقاته أكثر ..

فأعتقدتُ أنه أحد القتلى التي آلت الظروف الدنيئة أن تنشرهم في أصقاع المكان ..

اقتربتُ بحذرٍ تام من الباب مجدداً .. نظرتُ لما يُعرف بالعين الساحرة ، أظنها كذلك ...

فنحن نرى جميع ما خلفها و لا أحد يرانا ..

《و هذا الواقع الذي أعيشه مع الأشخاص من حولي 》

ابتسمتُ بطمأنينةٍ لما رأيته ... 

كانت " حواء " تقف موليةٍ ظهرها للباب ، و تطرق عليه طرقةً عكسيّة ..

كالطفلة تماماً ....

فتحتُ لها  ..

بصمتٍ عجيب ...

بدا الحزن مبالغاً بالظهور على تعابير وجهها ..

لم يكن الغضب يسكنها و لا العتب .. كان الألم فقط .

دخلتْ بهدوءٍ على غير عادتها 

(( سواء أكان الهدوء أم الدخول ))

اتّجهتْ نحو غرفة النوم ، فلا ريب من معرفتها إياها .. كان بابها الوحيد المفتوح .

استلقتْ على السرير .. و تكوّرت على نفسها ، و غطتها بقوقعة الغطاء ..

و أنا أراقبها كما لو أنني أشاهد مشهداً حزيناً متأثراً به ظاهرياً ...

و في أعماقي أتسائل عمّا سيحدث عقبة هذه الخطوة .. و بعد هذه الحركة و الأخرى ..

مشيتُ بدوري إليها ، نزعتُ الغطاء عن وجهها 

و أخيراً نطقت .. " أتريد البقاء بقربي ؟! "

لم أستطع قط الرفض ، ففي هذا الضعف كله .. رغبةٌ عارمة تأججت لأحضنها .. و هي من طلب القرب ..

لا أعلم إن كانت شهوة أم أنَّ الأب الذي بداخلي ظهر ..

كل ما عملته حينها ....

أنَّ هذه الطفلة .. عليها بحضن أبيها ... 

عليها بحضن آدمها .

شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/13/2021 07:14:00 م

قليل إنسان ... فقط إنسان

قليل إنسان ... فقط إنسان
قليل إنسان ... فقط إنسان
تصميم الصورة وفاء المؤذن 


تهبنا الحياة تجارب استثنائية ، فريدة من نوعها ، غير قابلة للتكرار أو حتّى للنسيان ..

تجارب بعيدة عن| الحب| المعروف و المتداول .. بعيدة عن تصرفات و مشاهد الروايات و المسلسلات التجاريّة ..

|مشاعرٌ خاصة |، أحاسيسٌ لا ترجمة لها في قواميس و لغات العالم كلها ..

أفكارٌ متداخلة ، عجز علماء النفس عن تحليلها ، ليذهبوا نحو مصطلح .. " الروحانيات " ..

ليهربوا من هول المشاعر المتعانقة ، المتضاربة مع بعضها ..

ليس كل من نلتقي به هو الحبيب ، هو الزوج ، هو الشريك ، هو الصديق ..


قد يكون القرين .. 

شخصٌ يجمع كل ما سبق ، كمشاعر ، كمواقف مصيريّة ..

هديةٌ سماويّة ، نفخةٌ روحيّة ، |كينونةٌ وجوديّة| ..

هو فقط إنسان .. لا صفة له ، لأنه أعمق من كلِّ الصفات المجتمعيّة ..

لا مكانة له لأنه أسمى من كلِّ المجرات الفضائيّة ..

نجتمع به ، ليس مصادفة ، بل لقاءٌ خفيٌّ في علم الغيبيات ..

 ليكون لنا |رسالة الكون |.. و نكون له .. |حكاية الروح| ..


نتعثر معاً .. ننهض معاً ..

نبكي معاً .. نضحك معاً ..

نتذكّر معاً .. نمضي معاً ..

و نحلّق معاً ...


و هذه ال " معاً " ، لا تنحصر في زاوية محاوطة بعضنا البعض ، بل احتواء أرواحنا لبعضنا البعض ..

و هذه ال " معاً " ، لا تتقوقع على الفكرة الرائجة (( معرفة تفاصيل اليوم )) ..

بل هي حُرّة .. أخبارٌ حُرّة .. مفعمة بالتفاصيل الهامة و التي لامست قلوبنا سلباً أم إيجاباً ..

و هذه ال " معاً " ، لا تتوّحد مع الفراغ و الفجوات ، بل تتكوّر مع ذاتنا البائسة ، و تصاحب روحنا الحالمة ..

لتخلق إبداعنا العبثي ..


هذا الكائن البشري .. الإنسان ..  كل تركيزي على كلمة " الإنسان " ..

لأنه مجرّد من شوائب البشر كلها ..

هذا الإنسان ، هو ماضينا الراكد ، حاضرنا المتناقض ، مستقبلنا المفرط ..

هذا الإنسان ، هو جوهرة| حكايتنا| ، لغز قضيتنا ، حلم قلمنا ..

هذا الإنسان ، هو ديمومة أملنا .. هو استحالة قدرنا ..




شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/29/2021 03:37:00 م

العزة لله وحده 

العزة لله وحده
العزة لله وحده 


 كثيرةٌ هي الهموم المتراكمة فوق الصدور ، و كثيرةٌ هي الآهات المخبّأة بين أنفاس العقود ..

قل " يا رب "

الله لا يردُّ عبداً قال " يا رب .. اغثني " 

من المستحيل أن يردَّ صوتاً مخنوقاً .. خائباً ..

الله لا يكسر أحداً قال " يا رب .. ارحمني " 

" يا رب هبني الطاقة و القوة لأكمل " 

" يا رب .. مالي سواك " ..

الله لا يخذل أحداً 

 لا يرضى بثقب الإبرة أن يدخل قلبك ..


 النبي صلّى الله عليه و سلم ،  عندما ضاقت عليه ، و تعب من الناس و كفرهم ، رفع رأسه إلى السماء ،  و قال : 

《 اللهم إني أشكو لك ضعفي ، و قلة حيلتي 》 


أعاد العجز لذاته ، لم يعاتب الله على قدره المحتوم ، لم يقل :

(( لماذا فعلت هذا بي يا رب ؟!

لماذا أنا من سيحمل همَّ الأمة ؟!

لماذا لا تنصرني و تمدَّ لي يد العون ؟! ))


لم يقلها صلّى الله عليه و سلم ، فهو يعي كلَّ الوعي أنَّ الله يخبأ له ما هو عظيم .. ففي النهاية قاد أكثر من نصف العالم ..

فلا تعاتب الله على ما أصابك ، نحن إذا وقعنا في بلاء ، نقول :

ألم تجد غيرنا يا الله ؟

ألم يحن الوقت للفرج ؟ 


نعاتب من ؟!....ربُّ العباد !!

و نقول (( ماذا فعلنا لنستحقَّ كلَّ هذا ؟ )) 


لسنا آلة ، و لسنا ملائكة ، لكن على الأقل علينا التعامل مع الله بلباقةٍ أكثر 

 و بحسن ظنٍّ أوسع و أكبر ..

و اعملوا جيداً يا سادة ..

《 أنَّ العزّة لا تدوم .. 》 

فالعزة لم تكن بالمال ..

فقد ذكر الله لنا قارون ، و أمواله الهائلة و الضخمة  ..

(( و أذله الله بماله ..  فخسفنا به و بداره .. ))


العزة لم تكن بمُلك ..

فذكر الله عزَّ و جلَّ جلاله ، العزَّ الذي عاش به  فرعون ،

 و الأنهار التي تجري من تحته .. فجعلها بمقدرته تعالى .. أن تصبح من فوق فرعون ..

أسأل كلَّ شخص تولّى منصباً ، ثمَّ بات جالساً في المنزل ، متقاعداً عن العمل ..

أسأل كلَّ غني ، جار الزمان عليه ، فأصبح فقيراً ..

أسأل كلَّ من كان عالياً .. كيف سقط ..

أسأل هؤلاء ، فهم أعظم و أسمى مدرسة ..

و سيلخصون لك خلاصة تجاربهم هذه ، بقولهم : 

(( الناس هكذا ..

متى أرادوا يصفقون لك ، في صعودك و قمتك ..

و حال سقوطك و ضعفك ، تلك اليد التي كانت تصفق ، تُوضع على العين كي لا تراك .. )) 


لذلك لا تجعل العزّة و القوة مقرنةً بأحد ، فلا أحد و لا شيء يدوم ... سوى الله ..

إن ذهبت الدنيا .. فأنا عزيزٌ بعزته تعالى ..

و إن بقيتْ الدنيا .. فأنا عزيزٌ بعزته تعالى ..



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/04/2021 01:46:00 م

                 كأس الفقدان .. ورماد الانتظار

كأس الفقدان .. ورماد الانتظار
كأس الفقدان .. ورماد الانتظار
                                                       تصميم الصورة : وفاء المؤذن

لم اشعر يوماً بأنني واقفة على برِّ الأمان ..

دائماً يوجد |تعب| , يوجد ألم .. يوجد فقد ..

بدأت |حكايتي| مع طفولتي المشوشة ..

كانت والدتي تكره القطط كثيراً , على عكسي تماماً ..

 كنتُ ألعب مع قطةٍ لطيفة في حارتي ..

يومياً .. أحضر لها الطعام , نلعب بكرةٍ صغيرة ..

ذات مرة .. بحثتُ عنها .. و لم أجدها ..

بحثتُ في زوايا الطرقات .. و لم أجدها ..

بحثتُ تحت الأشجار و كنت على استعدادٍ تام لحفرها و الوصول إلى جذورها ...

 و لكنني .. لم أجدها ..

بقيتُ سنواتٍ و سنوات أتخيلها ...

صوتها لم يفارق مسمعي ..

بكيتُ كثيراً .. كلَّ يوم أضع الطعام لها ، على أمل أن تأتي و تأكله ...

و لكنني .. لم أجدها ..

لاحقاً .. عندما صرتُ في العاشرة من عمري ..

أدركتُ أنَّ الكأس الذي تجرّعته بسبب هذه القطة ..

 كان .. كأس |الفقدان| ..  

و ذلك بعد .. وفاة والدتي .. بنفس حادث السير ..  

أذكر يومها أنني فجرّتُ دماً .. أقصد دمعاً فائضاً بالوجع  ..

و عندما كبرت ، و أضحيتُ شابةً يافعة ..

التقيتك ..

ظننتك ملجأي الوحيد ، فارسي الجديد .. ملهمي الفريد ..

عشتُ معك بكثرة المراسيل ، و عشت لك كلَّ التفاصيل ..

أوهمتك برحيلي مراراً و تكراراً .. لكنني .. لن أرحل ..

فأنا أعرف جيداً معنى الفقدان ..

أعي جيداً معنى البحث عن إنسان ..

و أنا .. لا أريد للألم أن يحتلَّ قلبك .. و الفراغ يصلب روحك ..

انتظرتك .. حتى هذه اللحظة ..  أنتظر عودتك ..

و أظنَّ .. أنَّ بقايا |الأمل| .. تحولتْ إلى رمادٍ مبعثر ..

عندما كنتُ متماسكة لم تبحث عني ..

 أوستبحث الآن عن  رمادي ؟!!!

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/29/2021 02:50:00 م

إستراحة العمر المتردد

إستراحة العمر المتردد

إستراحة العمر المتردد


 في هذه الحياة نتعرّض لكثير من الصدمات ، و خصيصاً من أقرب الناس لقلبنا و حياتنا .

الناس التي راهنّا على بياضهم ، أمام كلِّ هذا السواد .

حربٌ كبرى شعلتْ بيننا ،

 و جعلت كلَّ شخصٍ منا يسلّط الضوء على عيوب الآخر ،

 ليضرب نقاط الضعف عنده و يسقط .

تركنا خلفنا جثثنا مع الماضي المتعفن  ..

جثثنا التي كانت تضحك و تبكي و تكون يداً بيد ..

المنتصر بهذه الحرب هو الذي استطاع عدم الإلتفات لتلك الجثث .. و يكمل حياته ، لربما .. بأرضٍ سالمة . 

و مع ذلك ..

نيران الحرب بقيت تلتهم أفئدتنا ،  فأنا لم أرغب بالإنتصار ..

و اليوم ، و في هذا الوقت .. 

قررتُ إنهاء الحرب ...

جمعتُ أشيائي .. ذكرياتي .. أقلامي .. أوراقي .. و كل ما يخصني ..

ليحين موعد .. هدنة طويلة الأمد ..

《استراحة العمر 》

لكنَّ المشكلة ، الحرب لم تنتهِ تماماً ، لنقل أنها توقفتْ ..

هناك احتمال لتشعل مجدداً..

هناك معجزة ليعود السلم مجدداً ..

(( غالباً ما تجعلنا الحياة نتوه بالاحتمالات ، لكن هذا أفضل .. على الأقل لم تفرض علينا ما لا نرغب به ))

الاحتمال المؤكدّ ، و المستحيل حدوثه .. 

هو عودتي لساحة المعركة ، و أحارب ...    مجدداً ..

قدمتُ طلب استقالتي و قلت للعميد ( الحياة ):

أنا محارب لا يرغب بالمحاربة أكثر ، أتمنى أن تقدّروا موقفي .

- لماذا يا بني ؟ 

أنت شخص قوي ، لازلت في بداية الطريق .. عليك ألا تتوقف عن تأدية واجبك ..

 و أيضاً .. الحرب لم تنتهِ حتى الآن .. هنالك أملٌ لنربح .


أخبرته بأنفاسي الأخيرة :

لا أريد الانتصار ، و لا رغبة لي بالهزيمة .. 

مهنة المحارب أعمت عيوني عن الحقيقة .. 

خنقت نَفَسي بكيماوي الكلمات .. 

دمرّت روحي بصاروخ النظرات ..

خسرتُ بما فيه الكافية ..

 حان الوقت لأربح الكثير .. لأربح نفسي .. 

أنا مجرد إنسان بحاجة للاستراحة .. 

لم يعد هناك وجود لشغفٍ في الربح ..

و لا لمفاوضاتٍ تنجح ..

و لا حتّى ..

قلوبٌ ترفض الحرب .. و تهوى الحب ..


شهد بكر 💗


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/28/2021 03:26:00 م

    ما هي الحيل السحرية لقرصنة العقول البشرية

ما هي الحيل السحرية لقرصنة العقول البشرية                                                                       تصميم الصورة : وفاء المؤذن
ما هي الحيل السحرية لقرصنة العقول البشرية
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

 قرصنة العقول البشرية

جميعنا ، منذ أن كنا أطفالاً نتمنى لو ندخل لعقول الآخرين و نعرف أفكارهم و أحاديثهم مع ذاتهم ، أسرارهم ، مشاعرهم تجاهنا ..

في هذا المقال قد تجد بعض الطرق لفعل هذه الخدعة السحرية ..

أعتقد العلماء أنَّ دخول لعقل الإنسان ليس بالأمر السهل ، لكنه في ذات الوقت .. ليس مستحيلاً ..

و من أهم هذه الحيل الإنسانية ،  النظر في جوف العيون ..

جميعنا يعرف أنَّ العيون هي شبابيك الهوى ، و أبواب الروح ، و غالباً ما تكشف كل ما في النفوس ، بل و نادراً ما نعجز عن فهمها ..
باستطاعتنا كشف الكثر من الكلام البليغ رغم الصمت ، من خلال نظرة ..
و معرفة الحقائق و حتى الأخبار ..
نظرة العيون .. جديرة للتربع على عرش كشف كل ما يخفيه الطرف الآخر ..

أما الحيلة الثانية ، فهي لغة الجسد ..

هذا المصطلح الذي انتشر في العصور الحديثة ، و لاقى اهتماماً خاصاً في عصرنا الحالي ..

يطول الحديث عن هذه النقطة تحديداً ، لكن إليكم بعض الأساسيات العامة و التفسيرات الجسدية :

 البكاء :

طريقة البكاء تختلف من شخص لآخر ، و من حالة نفسية إلى أخرى ، قد تكون الدموع نابعة عن خذلان أو خيبة ، فيبكي الشخص بصمت ، و قد تكون نابعة عن ألم و معاناة ، فيبكي الشخص مع صراخ ، و قد تكون نابعة عن فرح ، فيبكي الشخص مع بسمة ، و قد تكون نابعة عن .. فراغ .. فلا يبكي الشخص .. بل يرتجف صوته .. يرتجف كله .. و تغرقه الأدمع ضمن بؤيؤ العينين .. و لا يبكي ..

 حكّة الأنف ،الذقن ، الأذن :

هذه الحركات عبارة عن تفسير باطن للارتباك ، و موارة الحقيقة ..

تكرار مفرط بحركات الرأس و اليدين :

الشخص الذي يحرّك يديه بكثرة أثناء حديثه ، هو فعلياً غير واثق من نفسه أو من صحة معلوماته ، غالباً ما يكون متوتراً جداً ، و لا يجد الألفاظ المناسبة للتعبير عن شعوره ..


و غيرها من التفاصيل الجسدية المدروسة التي أُلّفتْ كتب عنها ، و أُعطيت محاضرات لأجلها ..

و ننتقل إلى الحيلة الثالثة و هي نقاء الذهن ..

لا يمكن قراءة أفكار و مشاعر الطرف الآخر ، إن كان ذهنك مشوش و مشتت ، غارق بأفكار أخرى ، و هموم كبيرة ، الأمر بحاجة إلى ذروة عالية جداً في التركيز و الانشداد التام لكل إيماءاة أو تصرف .. أو حتى الهنسة قد تحمل الكثير من المعاني .
الهدوء و السلام الداخلي ، رحلة طويلة ، يكتسبها الإنسان إما عن طريق خبراته الحياتية ، أو عن طريق التدريبات الروحانية ، كاليوغا ..

أما عن الحيلة الرابعة ، فهي  التركيز المباشر على الشخص بعينه ..

في الحقيقة هذه الحالة جامعة لكل ما سبق  ، فمن خلال تركيزنا على الشخص المقابل لنا ، و تطبيق كل الحيل السابقة .. بإمكاننا معرفة ما يدور بعقله .. و لا يمكن الوصول لتلك الحيل .. دون هذه الحيلة ..

حيلتنا الخامسة ستكون مميزة ، و هي التحدث مباشرةً دون تكلّف ..

بمعنى أدق ، المواجهة ، بإمكانك طرح الأسئلة التي تخطر ببالك على الشخص دون المراوغة ، و هذه الحيلة مميزة لأنها تختصر الكثير من الوقت و الجهد ، لكن عليك أن تحذر .. ليسوا كل الأشخاص صادقين ..
و حتى و لو صدقوا ، هنالك حقيقة تتوارى خلف كل جواب ..

الحيلة السادسة ، تحدثنا عنها في مقالٍ سابق ، و هي |الذكاء العاطفي| ..

بغض النظر عما كُتب من تفصيل عن هذا الموضوع ، إلا أنَّ التحدث مع الآخرين عن مشاعرهم ، و الانصات لهم ، و مشاركتك إياهم لتلك المشاعر .. هذا كله يعطي انطباع الراحة عنك و ينبعث بداخلهم شعور الطمأنينة بحيث يلجأوا إليك دائماً ..

في الختام ، |قراءة الأفكار| و المشاعر و قرصنة العقول البشرية ليس بذلك الأمر المستحيل كما يعتقد الناس ، الموضوع ببساطة بحاجة إلى تدريب و ممارسة و خبرة ..

و مع هذا كله .. في بعض الأحيان ، نُخطأ بالاختيار ، أو بالاستنتاج الكلي .. فلا تحزنوا .. فالنفس البشرية هي أغمض ما في الوجود الكوني ..

طريق إلى عالم |لغة الجسد| طويل ، و لكنه يستحق الوصول .. و هذا المقال خريطة لك .. أكمل الطريق ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/21/2021 10:21:00 م

فتاة إلكترونية .. حرّكت مشاعر تراثية

فتاة الكترونية .. حرّكت مشاعر تراثية

فتاة الكترونية .. حرّكت مشاعر تراثية


 أنا اليوم شخصٌ مختلف ..

ليس عن الناس ، بل عن نفسي القديمة ..

الملفت و الغريب في الأمر ..

أنني لا أرغب البتة العودة للماضي .. لا رغبة لي بتغيير أي شيء مما حصل ..

رغم أن هذه العبارة " مما حصل " .. قد مزّقت قلباً ، و شرّدت عقلاً .. و يتمت روحاً ..

إلا أنني هكذا .. سعيدٌ جداً ، و ممتن كل الامتنان ..لنفسي الجديدة ...

بدأت رحلة التغيير مع فتاةٍ الكترونية ، تعبيرٌ سخيف فرضه واقع الأرقام و الأدوات التي يُفترض أن أستخدمها بتقانةٍ عالية ، بحكم مجال دراستي ..

و المشكلة هنا " حكم " ..

دائماً عندما تأتي هذه الكلمة ، أو أشعر بقدومها نحو حياتي .. ينتابني الاضطراب و يستحوذ الصمت على مشاعري ..

المهم ، لنعود بالحديث إلى تلك الفتاة إلكترونية .. 

فتاة نشيطة ، نشاطها المفرط يظهر من خلال حروفها ..

عملها فقط ، بل رسالتها في هذه الحياة ، هي بث الطاقة هنا و هناك .. مع كل الوسائل المتاحة لها .. 

فتاة هادئة ، صوتها الأنثوي الواضح ، و صياغة عباراتها العفوية ..

أمور تجعلني أتخيل تعبيرات وجهها ، حركاتها ، كما لو أنها أمامي ..

حتى في بعض اللحظات أشعر بقربها الشديد ، و الفاصل بيننا ليس شاشة رقمية .. بل لوحة فنيّة ..

هذا المكان ، هنا تماماً مكانها .. هنا تماماً حفظتها و واريتها ..

فإنسانة مثلها ، عليها العيش ضمن مدينة ساحرية يعجها الحياة و الأمل ، و يعمّها سلام أحجية سرمدية ..

كنت منغلقاً بما يكفي عنها ( و عن الجميع ) 

واضعاً حجة أنني سيئ بالتعامل الإلكتروني ، و الحقيقة أنني في الواقع أسوء ..

كنت في كل مرة ، أنغلق أكثر من قبل ، لعلّها ترحل ..

لا أريدها بمصطلح " البقاء الأبدي " ، بل عليها المكوث مع مصطلح " العبور الزمني " 

من أين جاءت بقوة الصمود أمام كمٍّ هائلٍ من البرود ؟!

يبدو أنها شابة يافعة ، و قلبها كالأطفال ، لم يُدنس بعد بالخيبات و الخذلان .. و لم يُمزق بالفجوات و الفقدان ..

لربما لو أتتني في وقتٍ سابق ، لكانت استجابتي لصداقتها مختلفة ..

على أية حال .. قليلٌ من الوقت ، و ستجد أنَّ الأمل في تغيري منعدم و منقرض .. و سترحل .. كغيرها ..

مضت أشهر .. و حتى وصلنا لقطار السنة ..

لا أعلم كيف و متى و أين !!

لكنها كسرت حواجزاً كبرى ، و عدة ..

عقداً أفنوا كياني ، و شلّوا حركة إبداعي ..

بتُّ أنتظر الثانية التي أعلم أنها ستصلني رسالة منها .. 

لم تشعرني قط أنها هُزمت يوماً ، و سقطتْ ، و هوت ..

كانت قريني الأزرق ، فحتى و لو كتبت رسالة حزينة و كلمات مؤلمة ، ترفق نهايتها بأملٍ كبير ، و حلمٍ طويل ..

تجعلني أدرك أنَّ هذا النوع النادر من رسائلها ، ليس سوى تجارب قرائية ، و مشاهدات لأفلامٍ سينمائية ..


اليوم ...

و أنا أمام سريرها في المشفى ، أكتشفتُ أنني فاشل بالتحليل ، و أنها ممدودة كالملاك الأبيض .. امرأة فولاذية ..

تصارع ما تبقى لها من أيام عمرها ..

كيف لها أن تكون بكل تلك النضارة ؟ و بداخلها محيطات الكون من الذبول ؟!!

لربما ظلّت تبحث عن أحد يخرجها من ظلامها ، فلم تجده .. لشدة القاع الذي سقطنا به جميعاً ..

و روحها البريئة الشغوفة الهادئة .. أعلنت انتفاضة السلام ..

و فازت بقلبي .. و الروح تأبى ترك يدها لتحبس في صندوق الآلام ..


شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/12/2021 11:08:00 م

لقاءٌ ثمَّ وداعٌ ثمَّ .. اجتماع 

لقاءٌ ثمَّ وداعٌ ثمَّ .. اجتماع
لقاءٌ ثمَّ وداعٌ ثمَّ .. اجتماع


 《يا من جعلتَ من قصيدةِ حبي أغنيةً يدندن بها العاشقين ..

يا من جعلتني أدرك معنى أن تحب يعني أن تضع قلبك طوعاً على الطاولة و تراهن عليه .. 

أريد أن اعترف بفضلك أمام نفسي قبل العالم ..

أمام نفسك قبل نفسي ...

لقد كنتَ تصغي لي ..

لكلِّ كلماتي الغريبة و لغتي المبعثرة .. 

تلك الحروف التي أجد صعوبةً في السابق كي تجتمع و ترسم كلمة ، أو حتى كلمات ، ذات معنى ...

أصبحت الآن سلسلة ، سهلة ، مميزة .. 

كل شيء بات عميق و مزخرف بألوان بوح الياسمين ..

لم يعد الأمر مخيفاً كما كان ..

يكفي أن يمرَّ طيفك أمامي ..

لتنطق عيوني قبل لساني عشقاً..

و ينبض قلبي باسمك حباً ..

أتعلم يا عزيزي ؟!

الآن .. في هذه اللحظة ..

أشعر بك ... رغم بعد أنفاسك 

إلا أنها تصلني كما هي ..

عطرةٌ ...  دافئة ..

تماماً كأول يوم للقائنا .. 》


《ماذا لو التقينا مجدداً صدفة ؟

ماذا لو شاءت الأقدار أن تتلاقى عينانا ؟

هل ستظلُّ تحدّق في عيني كما كنا ؟

أم ستبعد نظرك كبعد هوانا ؟

هل سأرى ضحكتك الصامتة ؟

و ابتسامتك الخفيفة في مسانا ؟

أم أنَّ نكد الحياة قد أزهقها و أفنانا ؟

هل ستجلس لأدندن لك بصوتِ هيامنا ؟


و تقول لي (( كم لبثنا .. حتى اجتمعت عينانا ... ))

فمهما كثرت الحدود ..

و تأخرَّ اللقاء ..

سيجمعنا ذات يوم ..

عناقٌ خجول ..

و ياسمينة زرقاء  ... 》


《و ها قد التقينا ..

أحتاج الآن لعزلةٍ أبديّة في داخلك ..

أن أرقد بين رئتيك مائلةً برأسي على قلبك ..

و مع كلِّ نبضة ، أسمع صوتاً يناديني

" أنا معك "

و أخيراً .. عدنا مجدداً .. و خطَّ التاريخ ..

تفاصيل هوانا 》 



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/11/2021 05:41:00 م

                    يومي الأوّل .. بعد العزلة 

                            (الجزء الأوّل)

يومي الأوّل .. بعد العزلة (الجزء الأوّل)
يومي الأوّل .. بعد العزلة (الجزء الأوّل)

كلٌّ منا في مكان .. كلٌّ منا في ديار ..

أعلم بأنني أكتب لك تفاصيل كثيرة .. رسالة واحدة .. مكوّنة من أربع صفحات على الأقل ..

أعلم بأنك منشغل بكدِّ الحياة المتفاقم .. وبأنك لا تملك |الوقت| لكي تكتب لي .. صفحة واحدة ..

أعي جيداً .. أنَّ الجميع يسرقك مني .. و الزمن يتملك حبك .. و أنا كحبيبة مقدّرة , و صديقة جيدة و واعية .. عليَّ الانتظار .. عليَّ انتظارك .. و إنتظار ... صفحة واحدة ..

صدقني يا آدم .. .

حفظتُ تلك المبرّرات عن ظهر قلب ...

لدرجة أنني آمنت بها , فلم أعد أخرج من المنزل .. ففي أيِّ لحظة .. ستأتي .. ستعود ..

وصل بي |الهوس| إلى أنني غالباً لا أتحرك من مكاني في اليوم , إلا مرة واحدة .. أتناول وجبتي .. أدخل إلى الحمام , أصفف شعري , أرتدي ملابس منزلية جميلة ..

و من ثمَّ .. أعود و أنتظر .. أمام الباب .. وبينما يمضي الزمن .. قد أقرأ عنك , أو لك ..

قد أكتب عنك , أو لك ..

قد أشاهد فيلم أبحث فيه عن حبك .. عن بداياتك ..

لا أنكر .. كان الأمر في البدء قاتلاً .. سمٌّ لعين يسير في عروقي .. لكنني كافحت .. لتفتخر بي .. لأفوز بقدومك ..

لكن اليوم .. اليوم هو ذكرى قبلتنا الأولى ..

أتراك تقبّل غيري ؟!

أم أن قلبك البارد .. هذا إن وجد .. يرفض حتى مصافحة إحداهنَّ ؟!

إنتظرتُ حتى الساعة الثامنة مساءً .. لكنك لم تأتِ ..

خرجتُ أبحث عنك .. في طرقات أعرفها .. وأخرى لا أعرفها ..

و الإحتفالات حولي تكاد أن تملأ العالم كله .. لا الحي فقط ...

تحياتٌ وديّة , و قبلاتٌ بهيّة .. تثني على إنجازي الخارق العظيم ...

حصلتُ عليها من شارعي العام الذي .. كنت أسلكه ..

من |الياسمين| الكثيف الذي .. كنت أقطفه ..

من صغار الحي الذين .. كنت ألاعبهم ..

كان الطرق طويلاً , مرهقاً , شائكاً .. متعثراً ..

(( تمنيتُ لو أنك معي .. يدانا متشابكة و تتقلّص المسافة .. ))

صادفتني الكثير من الأمور الغريبة , أتصدق .. وجدتُ محلاً للملابس !!

دخلته مع تردد , خشيتُ أنك هذه المرة تنتظرني عند مكان قبلتنا .. و أتأخر عليك ..

ذهلتُ بكمية الألوان الموجودة , و الموديلات المتعددة ..

رغبت و بشدة اختيارهم كلهم , دون استثناء ..

و لكن مع الأسف ..لم يكن بحوزتي إلا القليل من المال ,يكفي لشراء قطعة واحدة ..

أينقصني ضياع و تشتت ؟!

لم أعرف الإختيار ما بينهم .. و كنت على وشك البكاء .. بتُّ عاجزةً تماماً .. حتى على أبسط التفاصيل ..

(( تمنيتُ لو أنك معي .. لكنتُ اشتريتُ ما ستختاره دون نقاش .. حتى و لو كان لونها أصفر الذي أبغضه .. ))

و في النهاية .. إخترت كنزة صوفيّة لونها أسود .. لونك المفضل ..

و غادرت ..

 و من بعدها .. حدث ما هو أغرب .. شعرتُ بعطشٍ شديد , عطش مشقة الطريق  ..  دخلتُ لأحد المتاجر , و اشتريتُ قارورة مياه ..

وعندما خرجت , فتحتها .. ما وضعتها على ثغري .. حتى أبعدتها فوراً ..

(( تمنيتُ لو أنك معي .. كنت سأقدّمها لك .. تروي ظمأك .. و أنا أرتوي برؤيتك .. ))

 (( ما رأيكم أنتم .. هل سألتقي به , تابع معنا في الجزء الثاني ؟!! ))

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/21/2021 10:05:00 م

أمسية موسيقية .. تهزُّ عرش النغمات الموسيقا الكونيّة

أمسية موسيقية .. تهزُّ عرش النغمات الموسيقا الكونيّة

أمسية موسيقية .. تهزُّ عرش النغمات الموسيقا الكونيّة



لم يسمح لي القدر أن أكتب منذ البداية عن أول أمسية لي ..

الآن ..

على نغمات هذه الأوتار ، تتراقص قلوبٌ كثيرة ، مسحوقة منها ، عطشةٌ أخرى .. منتشيةٌ أكثرها .

عازفةٌ خياليّة حلّقت في موسيقا الفضاء .. تركتنا ننظر لها من أرضٍ قحطاء .. أرتنا جمال الكون بأنامل النقاء .. و لم تستحوذ على قلبٍ إلا و أضناه الشقاء ..

ليخطو شاباً أدمن عزف لحنٍ فتّان .. 

أتراه يعزف حقيقة قلوب الأحزان ؟ 

أم أنه يحيك أوتار النسيان ؟

إنهم مذهلون ..

شعرتُ كما لو أنني فوق غيمةٍ على السماء ، كانوا ساحرون لدرجة أنهم أحضروا طيف حبَّ حياتي ..

جعلوني أدرك ملاحقته الدائمة لي ..

كان يقف معهم ،  ينظر إلى هاتين العينين ،المتلألأة لنور موسيقا اليدين .. 

قاطعتني نظرة صديقتي لهذه الحروف ..

بصمت ليل العاشق .. ابتسمتُ لها ..

فما لبث إلا و أن أعادت إرسال ذات البسمة لقمر ليلي ..

الأمر الوحيد الذي لم و لن تفهمه ، هي و أي أحد آخر ..

رؤية منقذي ..

المقطوعة الأخيرة ..

الكيان ، العرش ، القصور ..

جميعهم قد اعتزوا بها ، دخلت إلى أعماق أعماقي ، و دغدغت روحي ..

ضوءٌ أقرب ليكون مطراً هادئاً هبط الآن فوق مسرح قصتنا ..

رذاذا ناعمٌ أبيض .. قد امتزج مع هذا المطر .. فأنتج ياسمينة زرقاء .. تطوف أمام رواية كلِّ كائنٍ منا ..

انتهى .. انتهى كل شيء ..

ابتسامةٌ طفوليّة .. رقة أنثوية ..

أنت هي ساحرة الحضور و بسمة الكوكب ..

أنت الحب و أنت ذو الأفق الأرحب ..

لم أعد أعرف ما أقول ، تركتُ جسدي يحلّق واقفاً .. و يداي تصفقان على قدر دموع الفرح التي فاضت من مقلتاي ..

و مرةً أخرى .. و مرةً أخيرة ..

رأيته طيفه .. يلوّح لي .. و لكن الأغصان الطويلة القدرية 

.. أعاقت حركة أقدامي ..



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/07/2021 03:36:00 م

            قدرنا الأبدي .. يكون مع الغرباءفقط

قدرنا الأبدي .. يكون مع الغرباء فقط                                                                                   تصميم الصورة : وفاء المؤذن
قدرنا الأبدي .. يكون مع الغرباء فقط  - تصميم الصورة : وفاء المؤذن

قدرنا الأبدي .. يكون مع الغرباء فقط !

كانت تسير لوحدها في الشارع العام ، في وسط ازدحامٍ رهيب من البشر ، و ضوضاء خطيرة تُحدثها السيارات و غيرهت من وسائل النقل الحديثة ..
كانت تنظر لما حولها ، تحاول استحضار ماضٍ عريقٍ و دافئ عن هذا المكان ، لم تشهد على وجوده إلا عن طريق الصور الوثائقية ، و أحاديث أجدادها و أهلها ..

فجأةً .. وجدت تجمّع بسيط لفتياتٍ جميلات ، جامعيات ..
ثلاثٌ رابعتهم فتاةٌ ناعمة  تجلس أرضاً .. و البقيات يطوّقنها و يصرخون باسمها  ..

اقتربتْ ، غريزة الفضول و المساعدة القابعة في روحها ، جعلتها تقترب ظناً أنَّ تلك الفتاة فاقدة لوعيها .. و لعلها تستطيع تقديم أي مساعدة تجاهها ..

لم تصب هذه المرة في التخمين ..

كانت تلك الفتاة الناعمة في حال انشداد عصبي ، أعصاب يداها لا تُعطها الإذن لأن تتحكم بهما ..

دون وعٍ مسبق ، و عندما فهمت بثوانٍ قليلة الحالة ، رغم الارتباك الذي زاد من تكاثف أصوات الشارع ..  
و خصيصاً من الفتاة المصابة ، أصبحت تقول بهلعٍ شديد :

يدي ، اصابعي ، لا أستطيع فتحهم ، ماذا يحدث !

شعرتْ أنَّ هذه الكلمات البسيطة المرتجفة ، تحمل خوفاً عظيماً .. و كأنها تحاول القول أنها تشعر بشللٍ كاملٍ في جسدها ..

على رغم رهابها من الدماء ، و كل لمسة أو همسة متعلقة بالطب ..
دون وعٍ منها ، أمسك تلك اليدين المرتجفتين ، و شدتهما نحوها .. و بدأت بهدوءٍ تام تحرك وريدها ..
و تخبرها أن تأخذ نفساً عميقاً ..
شهيق .. زفير .. شهيق .. زفير ..

هدأت الفتاة ..

و الأخرى لم يعد باستطاعتها إكمال تلك الصلابة ..
كانت بحاجة لشخصٍ ما يأخذ عنها ، أو يساعدها في يدٍ واحدة ..

توقفت سيارة سوداء ، نزل منها شابٌ يافعٌ ذو قميصٍ أخضر ، و بنطالٍ بُنيُّ اللون ..
و قال " هل هنالك مشكلة ، أنا الطبيب كريم .. "

من بين كل السيارات ، و الناس المارة ، و الأشجار ، و الضجيج ..
لم تتوقف أي |إنسانية| .. إلا إنسانيته ..
توقفت لترى ما يمكن أن تقدّمه في مثل هذه الحالة ..

أخبرته ما حدث .. أخذ عنها اليدان .. لا يداً واحدة ..
ثمَّ عاد كل شيء طبيعي ..

عادت حركة الفتاة الناعمة طبيعية ، ثمَّ سأل الأخرى :
في أي سنة طب أنت ؟!

لتجيبه : أنا طالبة آداب ..

و قبل أن يلتفت لها ليعبّر عن دهشته ، اختفت ..
دون أن تحصل على شكرٍ من أحد .. فهي لا تريده .. كل ما تريده أن يهدأ قلبها ..
أن يزول ذلك الشعور من حواسها .. و هي تلمس وريد الفتاة الناعمة ..

الحكاية ليستْ هنا ..

بعد سنة من هذه الحادثة ..
عادوا الأبطال الثلاثة ، و اجتمعوا في ذات المكان ..
لقد كان يبحث عنها ، و الفتاة الناعمة .. تبحث عنه ..

الحكاية ليس بالشخص الذي يتمحور حوله الحدث  ، بل بشخصٍ غريب التقينا به لثوانٍ معدودة ، لم نفكّر لثانية واحدة .. أنه سيكون .. كوننا العشقي ..

الحكاية ليست بقرب الأشخاص .. بل بغرابتهم عن أقدانا التي تختارهم .. دائماً ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/06/2021 05:18:00 م

أنتِ عالمي الحبيب 

أنت عالمي الحبيب

أنت عالمي الحبيب 



 مقلتان تسبحان في فضاء الأمير ..

ثغرٌ واحدٌ ينفرج من سجن الكآبة بإبتسامة العبير ...

يقيناً بما سيكتب الآن ، فهو عائدٌ لقلبٍ بصير ..

غرابة الكون و متاهة الحياة ..

حروب العالم و بشاعة الدمار ..

عشق الطامعين بالأموال و الأبدان ..

سطوة الآباء على الأبناء الضعفاء ..

آراءٌ دامية مغطاةٌ بالثقافة الباليّة ..

خذلانٌ لا متناهٍ في عقودّ متقاربة ..

وباءٌ للأجساد .. و آخر لا يفارق الأفكار ..


كلها أمورٌ هانتْ بعدما تُليتْ على مسمع قلبي من شفتي الياسمين ..

أمورٌ عمتْ الأبصار و أتعبتْ الناظرين 

أوليس الغرام أحلى لو كان بنبض الحالمين ؟!

فوالله ما عشقت عيني سوى ملاكٌ يساعد العاجزين 

يطاردني أينما حطّت أقلامي .. 

و كيفما كانت وضعيّة نومي ..

يطاردني كذكرى الأولين ..

كنسمة عبرت ما وراء محيط العاشقين ..


يطاردني في الوعي .. و اللاوعي ..

في الفشل ، في النجاح ، في الأمل ، في اليأس ، في الخوف ، في الأمان ... وحده من يطاردني ..

ما أريده قوله يا فتاة الناي ..

هبّي للحياة و أطلقي إبداعاتك هذا المساء 

لن تقف في وجه حلمك أي محكمة أو قضاء

مهما كلف الأمر من العياء 

و بليت بأشد أنواع البلاء 

لا تفقدي أملك بخالق الأرض و السماء 

و استعيني على قضاء حوائجك بالكتمان فلا مفرَّ من الأعداء 


لا تكوني الضحية .. بل منبعاً للكبرياء 

ربما لا تملكين انتصارات ثرة .. و لكنك ستذهلين العالم بهزائم

 خرجتي منها بعد جهد من الفناء ..

و لا تنسي  يا شمعة الدروب و قرينة العثرات ...

أنت هي عالمي .. مهما طالت سنين الآهات ...



💗شهد بكر 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/09/2021 02:40:00 م

        العلاقة السّامة ..تؤدّي بعالمنا إلى الجحيم

العلاقة السّامة ..تؤدّي بعالمنا إلى الجحيم
العلاقة السّامة ..تؤدّي بعالمنا إلى الجحيم

 أشخاصٌ كثيرة تدخل لحياتنا ، بعضهم الجيد و الآخر سيئ ، بعضهم من نكتشفه مناسباً لنا و آخرٌ العكس ..

  • لكن المشكلة ليست هنا ، المشكلة في ذلك الشخص السام ، الواقع ما بين القبيح و الجميل ، و الملتحم مع التناقض بمثاليّة و عدوانيّة !!!
  • لا تعرف تحديد مشاعره تجاهك ، و غالباً بكلمةٍ رقيقةٍ واحدة منه ترفعك للسماء ، و كلمةٍ أخرى قاسية تجعلك تهبط لما بعد قاع الأرض ..
  • تواظب على خلق أعذار غير منطقيّة له فقط لإكمال العلاقة و الخوف من قطعها لسببٍ ما .
  • و لكن هذا النوع من العلاقات ، ليس فقط مؤذي ، بل هو مدّمرٌ و متعبٌ و شاقٌ على النفس ..

لذلك ننصحك بالإنفصال عن مثل هذه العلاقات ، و لكن قبل اتّخاذ هذا القرار الحازم و المؤلم ، عليك معرفة إن كان الذي أمامك هل حقاً شخصٌ سام ؟!

أم أنَّ هنالك مشكلةٌ أخرى ضمن علاقتك به ؟!

وفي هذا المقال سنطلعكم على بعض الإشارات التي تدّل على هذا الشخص و طبيعة هذه العلاقة المرهقة :
١) يتكّل كل الإتكال عليك :

  • لا يهمّه تعبك ، ضيق وقتك ، تراكمات عملك ، صّحتك الّتي قد تكون متدهورة ، إلتزاماتك و مسؤوليّاتك ..
  • يهمّه فقط إنجاز عمله ، للوصول إلى هدفه ..
  • الثقة بين الطرفين واجبة و ضرورية ، و مساعدتهما لبعضهما البعض أيضاً أمرٌ لابدَّ منه ..
  • لكن ليس لدرجة فرض الأعمال المتتالية و المستمّرة ، و الاعتماد الكامل و الكلي على أحدهم ، و حين رفضك اللطيف ، يصبح الشخص السام بطريقةٍ ما في أسلوبه ، سواء كان فعلاً أم قولاً ، يدخل لأعماقك و يزرع المشاعر السلبية بداخلك على أنك شخص سيئ ، لا يحب مساعدة الآخرين .

٢) أن يكون شخصاً إنتهازيّاً و مستغلاً :

  • أي أن تكون العلاقة مبينة على مصلحة شخص واحد فقط هو المستفاد الأول و الأخير ، سواء بالمال ، أم بتقديم الاهتمام و الراعي ، أو أي شيء داعم يدفعه للأمام ..
  • يمتص كل هذه الأمور لصالحه  ، حتى و لو أعطاك حنفةً إيجابيّة ، ففي النهاية ، يعرف بخبثه كيف يأخذ تلك الحنفة من بين يديك .. لصالحه و مصلحته .

٣) أن يكون شخصاً مشبعاً بحبِّ التملّك و الأنانيّة :

  • و يمكننا أن نطلق على مثل هذه الشخصيّة ، صفة النرجسيّة ، كل همها هو نفسها ، و رؤية أخطاء غيرها ، و الشك الدائم بكل خطوة تخطوها بعيداً عنها ، تقيّد من حركة حلمك ، و قد تشلُّ غالباً أملك بتحقيق ما تطمح إليه ..
  • فحبّها للتملك أعمى بصيرة فطرتها القائمة على الحبِّ الحقيقي ، و هي بالطبع حالة نفسيّة مرضيّة بحتة ، تؤذي نفسها و من حولها ..
  • سريعة الغضب و الشكوى ، لا يمكنها تحمّل أي ضغط تتعرض إليه في حياتك ..
  • تحاول إبعادك عن الجميع ، دون أي مقابل بالمبادرة ، بل بإهمالٍ مفرط ..

٤) شخص لا يهتم بك و لا بعالمك :

  • و هذا غالباً ما يحدث مع أغلب العلاقات السريعة ، يبدأ هذا النوع منها ، يإنفجارٍ فجائي من مشاعر الحب و الإعجاب و التقبّل ، و بعد مضي فترة قصير يتحول كل شيء ، يرفض عالمك و وقتك ، يرفض شخصك و ذاتك ، يحاول تغيّر حتى طريقة نومك .
  • و هذا يحدث نتيجة غلاقة سابقة لم تنجح ، يحاول الآخر إسقاط النقص الذي حدث ، و إسقاط متطلباته المسجونة في لا وعيه .. عليك ..

و الحقيقية يا صديقي ..أنك شخصٌ يستحق اليد الدافعة للأمام و التقدّم ..يستحق الثناء ، يستحق السند ..
هذه من أَولى الإشارات التي عليك الإنتباه لها و التخلّص بأسرع وقت ممكن من هذا الشخص ..

بقلمي شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/15/2021 04:25:00 م

 الوقت المجتمعي .. لا يتناسب من اللحظات الشاعرية

الوقت المجتمعي .. لا يتناسب من اللحظات الشاعرية                                                                               تصميم الصورة : وفاء المؤذن
الوقت المجتمعي .. لا يتناسب من اللحظات الشاعرية
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

في وسط لعبة قطار الموت .. 

لا أعلم سبب تسميته بهذا الاسم ، مع العلم أنها لعبة أطفال !!

على العموم ، قبل أن يعلن الجرس إنذاره للانطلاق ، و بينما الناس كانت تأخذ أماكنها ..   نظرتُ إليه ، شعرتُ أنها فرصتي الأخيرة للاعتراف ..  أو ربما كان حجةٌ للاعتراف ..  المهم ، قلت له بأعينٍ لامعة ، بعد أن كوّمت شجاعة العالم و عشق الكون ، في حضن شفتاي و قلبي :

 أتعلم لمَ اخترتك بعد كل سنوات الضياع الماضية ؟!

ضحك ساخراً يحاول تذكيري بمقولتي :

أوليس الحب دون أسباب ؟!
و إن وُجِد الجواب .. فالمشاعر مؤقتة ستزول مع الأسباب ..

 أسبابي أبدية .. أنا لا أحبك لأنك لطيف ، أو صادق ، أو جميل ، أو واضح ، أو غني ، أو شهم ، أو بطل ..

 إذاً ..

- أنت أعظم بكثير من كل الصفات المذكورة ..

أنت سبب صراعي و سلامي معاً ..

أنت الحياة المختلفة .. وجهٌ آخر لها ..

وجهٌ مفعم بالهدوء و النقاء و الصفاء ..

و صوتٌ يبعث الطمأنينة و الآمان ..

و فكرٌ لا ينازعه أحد .. فكرٌ عميقٌ و نظيف ..

يحاكي الإنسانية دون تطرّفٍ أو عدائية ..

و نفسٌ مكللةٌ بالرضى و التسامح ..

 و كأنك ملاكٌ يطير في سمائي .. و يداعب غيومي ..

بلمسته الخاصة الحنونة ..

عشرة أصابع رجولية .. شفتان مغرية ..

 و جوفٌ يتوسط وجهك .. كأنه الثقوب العالقة في روحي ..

 كأنه النجمة الوحيدة المضيئة في ليلي ..

أشيائك عادية ، اهتمامك عادية ، نمط حياتك عادي ..

هذا هو سحرك .. تجعلني مشرقة دائماً ..

ببساطتك المفقودة .. في أزمانٍ معهودة ..

أخذتُ تنهيدةً جمعت بهل كل حبي و أملي ، ثمَّ قلت :

وحدك فقط .. من حوّل سراب ضوء طريقي الطويل ..

 إلى حقيقةٍ مطلقة .. باتت تعيش بين زوايا إمبراطوريتي ..

ظلَّ صامتاً ، و علامات الخجل تنبعث من خدوده .. المشكلة ليست هنا ..

بل بالناس و المسؤول عن اللعبة ..

جميعهم كانوا ينصتون لهذه الكلمات الرومنسية ، و المشهد السنيمائي ..

حتى أنَّ بعضهم كان يتجوّل بناظريه لعله يجد كاميرا التصوير !!

ضحكنا معاً..  من أعماق قلوبنا البيضاء .. على جنوني العشقي , و قال لي :

 كنتُ أشك .. لكنني الآن أيقنتُ أنه في حياتك كلها ..

لن تختاري الوقت المناسب لمثل هذه اللحظات .. اللحظات الشاعرية ..

و هذه السرعة الغرامية .. هي عشقي لك .. هي من ستجعل لحياتنا معنى , و لن يقتحمها الإهمال و الأنانية ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/11/2021 05:07:00 م

حكايةٌ مأساويّة نقلتها سيدة الصباح فيروز
حكايةٌ مأساوية نقلتها سيّدة الصباح فيروز

|الطفولة| هي أجمل و أنقى مرحلة يمرُّ بها الإنسان , فكثيراً ما يتردد على مسامعنا عند الخلود إلى النوم , من قبل أمهاتنا العتيقة العظيمة , دندنة أغنية هادئة و جميلة :

" يلا تنام "

و الحقيقة التي يجهلها البعض , أنَّ هذه الأغنية الهادئة , ذو |المشاعر| الأموميّة الرقيقة الدافئة , تحمل في جعَبتها قصة حزينة , تقشعرُّ لها القلوب النقيّة .

منطقة " |معلولا| " ..

بلدة ٌ تقع في الشمال الشرقي لعاصمة |دمشق| , و معنى إسمها " المدخل " .

منذ أعوام بعيدة الزمن , وقعتْ حادثة مأساويّة في تلك المنطقة , و ضحية هذه القصة ..

ظاهرة |الخطف| كانت منتشرة في ذلك الحين و خصيصاً خطف |البدو| أو ما يُعرف بالغجر للفتيات الصغيرات لجعلهم إما عبيداتٍ عندهم , أو تزويجهنَّ لشبابهم ..

طفلةٌ صغيرة , تبلغ من العمر عشر سنوات فقط , خُطفتْ من منزل أهلها , بينما كانوا منشغلين بأعمالهم من زراعة و تربية الحيوان ..

أتت مجموعة من الغجر و قاموا بخطف الفتاة الوحيدة في منزلها , و بعد ساعات عدّة , تمَّ اكتشاف هذه المصيبة ..

لوعة ٌ قاتلة , إقتحمت قلوب الأهل , بحثوا عنها في كل مكان إستطاعوا الوصول إليه .. لكن دون جدوى ..

توالت السنوات و توّحدت مع الأعوام , حتى شاء القدر .. لمعرفة أسرار الخبر ..

رجلٌ مسافر , يجوب البلاد , و بالمصادفة مرَّ من معلولا " جبل الحلو " , يسترزق بيع العنب و التين لتلك القبيلة ( التي خطفت الفتاة الصغيرة ) ..

و بالطبع لم يعرفها بعدما تعاقبتْ الأيام عليها و كبرت حتّى شبّت , و لكنها تعرّفت عليه .. فذاكرة تبقى معلّقة مع المكان الذي ولدنا فيه و الأشخاص الذين وعينا عليهم..

كانت الفتاة ذكيّة بما يكفي , لتخرج بحلٍّ تستطيع من خلال طلب النجدة منه و في ذات الوقت دون أن ينتبه إليها أحد ..

لحظة ٌ مصيريّة , تبعتها دندنة ٌ آراميّة , و بيدها طفل يكاغي و يريد النوم بحريّة :

هيو هيو يالبني يالمزبن عنبي ...

مليه لبي ملي لمي ..

نغبوني العربي ..

بايثح كم الكليسا ..

حوني شموسا عيسى ..

بقرتنا حمرا نفيسة ..

وكلبنا اسلك سلوك ..

يلا ينام يلا ينام ..

لإدبحلو طير الحمام ..

حملتْ هذه الكلمات مغزاها بالعربيّة :

هييي .. هييي يا بياع العنب ..

خبر أبي وخبر أمي ..

خطفني العرب "البدو "..

بيتنا بجانب الكنيسة ..

وأخي الشماس عيسى ..

وبقرتنا حمراء سمينة ..

وكلبنا نحيف سلوقي  ..
 
فهم البائع القادم من معلولا فحوى الكلام ,  وتعرّف إلى البنت , و تذّكر قصتها ..

فقام بنقل رسالتها المحملة بالأشواق و الآلام على أهلها , و أخبرهم أنها لا تزال على قيد الحياة , و تنتظر قدومهم لإنقاذها مما هي فيه .

بلهفة كبيرة , و |غضبٍ| عائم , اتّجه الأهل إلى تلك الديار ...

و لكن و مع الأسف .. فات الأوان .. لم يجدوا أحداً هناك ..

على ما يبدو .. غادروا المكان ..

لربما علموا بالحقيقة , لربما قتلوها ..

لا أحد يعرف ماذا حدث بعدها ...

و في الحقيقة , هذه الطفلة لم تكن أوّل ضحية لهذا الفعل الشنيع , لكنَّ قصتها تخلدتْ لشدّة تأثر الأخوين الرحباني بها ..

فقاموا بإعادة صياغتها , و بدأت السيدة العظيمة الناعمة

" |فيروز| " مطلعها :

" يلا تنام ريما .. يلا يجيها النوم

يلا تحب |الصلاة| .. يلا تحب |الصوم|

يلا تجيها العوافي .. كلّ يوم بيوم "

و في المقطع الأول , قال :

.. " يلا تنام .. يلا تنام ..

لدبحلا طير الحمام ..

روح يا حمام لا تصدق ..

بضحك ع ريما تتنام .. "

و غالباً " ريما " .. هو تخمين لإسم تلك الفتاة , فقد أُرفق في المقطع الذي يليه :

يا بيّاع العنب والعنبية.. قولوا لإمّي قولوا لبيّي

خطفوني الغجر.. من تحت خيمة مجدلية

التشتشة والتشتشة.. والخوخ تحت المشمشة

و كلّ ما هبّ الهوا.. لاقطف لريما مشمشة

هاي هاي هاي لِنا.. دستك لَكَنِك عيرينا

تَنغسّل تياب ريما.. وننشرهن عالياسمينة "

تهويدة ٌ خالدة , حفظها الأطفال قبل النساء و الرجال ، فرحلت فتاتها و بقيت أغنيتها متناولة في كلِّ البيوت ..  عبر الزمن ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/02/2021 06:04:00 م

              ماهي جوهرة الأشياء السلبيّة ؟

 

ماهي جوهرة الأشياء السلبيّة ؟
ماهي جوهرة الأشياء السلبيّة ؟

 هنالك سرّ عظيم و كبير ، لم يتحدّث أحد معك من قبل فيه و هو عن مشاعرك :

 و إذا فهمت هذا السرّ و طبقّته منذ اليوم ، ستبدأ برحلة التحرّر من قيود المشاعر السلبيّة .
(( غضب ، حزن ، غيرة ، خوف ... ))

دعنا نفكّر معاً كما تجري العادة ،  هل ربنا يخلق أيّ شيء عن عبث ؟

إستناداً لبرمجة عقلك اللاوعي التقليديّة ستخبرني :

  • بالطبع كلّا .. كلّ شيء مخلوق له سبب .
  • هذا يعني أنَّ هذه القاعدة تنطبق على كل أشكال الحياة ،و كلّ الأشياء الّتي تمضي مع الحياة .. و من ضمنها " المشاعر " .
  • فليست المشاعر الإيجابيّة وحدها من تذهب ، بل و المشاعر السلبيّة سيأتي عليها تحزم أمتعتها و ترحل .
  • و كما أنَّ هنالك عوامل و أسباب لدخول الطاقة الإيجاييّة لحياتك ، أيضاً ينطبق الأمر على الطاقة السلبيّة .

لكن الأهّم هو السؤال الآتي :

 ما هي الغاية الإيجابية من كل شعور سلبي ؟ "

  • لنبدأ مع الخوف ..
  • لو أّننا لا نملك الخوف ماذا سيحدث و لم نشعر به طول عمرنا  ؟
  • ببساطة تامّة ، عادي جداً أن نقفز من مكان عالي ، و بالتالي نموت .. لأن الخوف ليس موجود ..
  • جوهرته الإيجابيّة هي (( الحماية ))

أمّا الحزن ..ماهي جوهرته ؟

  • جوهرته (( مواسة الذات ، تقبلها ، الاتصال معها ، الجلوس معها  و الإستماع لأفكارها .. ))
  • و هكذا ..هنا السر داخل كل المشاعر ... الجوهرة الإيجابيّة ..
  • إذا فهمت الغاية ، تحرّرت من القيود ..
  • و ستصل لمرحلة دون المرور بالشعور .. تصل للنتيجة ( غاية الشعور و جوهرته )
  • الموضوع ليس سحراً ، هو فقط فهم و الوعي بآلية المشاعر ..
  • درّب نفسك و مع مرور الوقت ستلاحظ الإختلاف بنفسك ..

نتمنّى لك يوماً سعيداً ، و أن ينال المقال إعجابك ..

بقلمي شهد بكر✍🏻

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/22/2021 06:00:00 م

                     تزوّجت من غريب الكون

تزوجت من غريب الكون
تزوّجت من غريب الكون

بعد أنا أضحيت شابةً يافعة ، ناضجة ، تشارف على الثلاثين ..

إنتهيتُ من دراستي ، و إلتزاماتي ، و نضوج عقلي ، و تحكّم بمشاعري ..
عاركتُ الحياة و عاركتني ..
لعبتُ معها ، و لعبتْ بي ..

ذات يوم تعرّفت إلى أحدهم ، لم أقع بغرامه ، بل حلّقت بعدما لمست حنانه ..

كان رجلاً .. رجلاً حقيقيّاً ..

و بالمقابل كنت دائمة الخوف و التردد .. أتذكّر جيداً .. في يوم الزفاف .. كل ثانية تمضي ، ينتابني شعور التراجع و الهروب ..

عرض عليَّ الزواج .. و تمت كل المراسم و المعروف و المألوف و كل تلك التريبات الاجتماعية ..

و في ذلك اليوم ..

أتذكر الحبيب اللعين ، اتصلتُ به بما لا يزد عن ألف مرة ، كلمة واحدة منه كانت ستنهي كل شيء ، و أعود مجدداً لدوامتي التي دمرتني ..

رنة .. رنتان .. ثلاث .. أربع ..

ليجبني المجيب الآلي .. " هذا الرقم هي موضوع بالخدمة بعد .. نرجوا التأكد منه "

لعنته ، و لعنت هذا المجيب الأحمق الذي يتحدّث اللغة العربية و لا يفقه قواعدها و أساسيتها ..

رميتُ هاتفي بعيداً عني ، و أطلقت عنان دموعي الخائفة و المرتبكة ..

حتى أنني حاولت تمزيق الفستان .. لكنَّ الأمر لم يفلح ..

حاولت تجنب إتصالات رجلي لعله يلغي الزفاف .. لكنَّ الأمر لم يفلح ..

حاولت العبث بشعري المصفف الجميل ، لعلّي أفسده .. لكنَّ الأمر لم يفلح ..

حاولتُ إخراج كلمة " لا " لأبي و أمي .. و لكنها  ... لن تخرج ...

و أنا بهذا الفستان الثقيل ، و المكياج الخفيف ، و الكعب العالي ..

لم أعرف ماذا عليَّ أن أفعل ...

دون أدنى مقاومة ، أو تفكير ..

سجدتُ على الأرض ، و قلتُ " يا رب " ..

واضعة بها كل حزني و ضياعي و تهوري و يأسي و خذلاني و خيباتي و فجواتي ...

واضعة بها .. كل آمالي المتبقية ..

فأنا لستُ راغبةً بخوض أي تجربة مؤلمة مهما كانت صغيرة .. فمَ بالكم بالزواج ؟؟!!

و حتى هذه اللحظة .. لا أعي من دفع الأمور للوصول إلى هنا .. دون حبٍّ معلنٍ و صريح ..

ساعة واحدة لتأتي سيارة مزينة ، و تأخذني إلى فارسٍ مجهول ..

أعصابي تزداد تصلباً ، و صوتي يكاد أن يختفي ، إرهاقي بات ظاهراً على جبيني ...

و بعد هذا الصراع الطويل .. و أنا جالسة ، غفت عيني لبضع دقائق .. كانوا سبباً للحياة ..

رأيتُ تلك الروح العذبة ، ملاكي البشري ، تقول لي :

أنت حيث قلبك ..

و إستيفظت على سعادة أجهلها ، و راحة أعلنها ..

و قبل خروجي من باب المنزل ، سألني والدي للمرة الأخيرة :

هل أنت واثقة ؟!

بإبتسامة الرضى و السكينة : أجل ..

اليوم ..

و بعد عشر سنوات ..

نجلس معاً في صباحنا الجميل ، على أنغام غيتاره العجيب .. و بقربنا فنجانٌ من القهوة لكلينا ..

أنظر له بكلِّ الحبِّ المجموع و المتبقي في هذا العالم ..

و بعد دقيقتان أو ثلاثة ، يتوقف عن العزف ، ليلتقط أوراقي و يهمَّ بقراءة المكتوب ..

ليعيد سؤاله السنوي : أين ذهبت تلك النصوص المؤلمة ؟ و الأوجاع المتفاقمة ؟

 و كأنه يحاول تذكير نفسه دائماً بإجابتي المعهودة :

لقد أشُبعت بهيامك ، و أعلنت استقالتها بعد قدومك ..

و الحقيقة التي لا يعلمها .. أنني توقفت عن الكتابة ..
و لكن ليس ذلك التوقف السلبي ، بل العكس تماماً ..

فلم أعد أكتب سوى عنه ، و له ، و لحياته .. و حياتنا ..

و حتى عند اختراع و إبداع نصٍّ من خيالي ، يكاد لا يخلو البتة من تفاصيله ، من عشقه ، من طيبته و رقته ، من جماله الفتّان ..
يكاد لا يخلو من رجلي الحقيقي ...
 
و تفاصيل و تفاصيل و تفاصيل ...
و كأنه هاربٌ من آخر صفحة روايتي المفضلة ..
و كأنه المنقذ الوحيد لفلمٍ استحوذ عليه الظلم و الدمار ..

عمري كله لا يسع شكري و امتناني لله بعدما جمعني به ، و لم يستجب لوساوسي ..

لم يكن بإستطاعته صف الكثير من الجمل الغزلية ، لكنه كان في كل دقيقة حتى و هو بعيدٌ عني .. يحتفظ بحبي و يعلن عنه ..

نادراً ما يخبرني بعشقه المكنون .. لكنه واظب طيلة هذا العمر .. على أفعالٍ تجعلني أتقين .. أنَّ الجنة ها هنا .. بين أحضان الكون ..


بقلمي شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 07:57:00 م

الحب هو التكامل .. وليس الكامل
الجزء الأول

الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الأول                                                                              تصميم الصورة : وفاء المؤذن
الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الأول
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

من هنا .. بدأت حكايتي .. 

ذات يومٍ شتوي , كنا عائدان من الجامعة , أحاديثٌ كثيرة تدور ما بيننا , تجرأتُ و كسرتُ حاجز الصمت بيننا , و سألته :

ما هي مواصفات اميرة خيالك ؟!

  ليستْ خيال .. بل هي حقيقةٌ مجردة ..

رجف قلبي ...

إذاً هنالك فتاة معجب بها و يكنُّ لها الحب العميق , فهذا واضحٌ وضوح الشمس على نبرة صوته الحنون ..

 حسناً كما تريد .. أخبرني عن صفاتها ..

كنت متفائلةً بما يكفي لأسمع و لو صفة واحدة عني ..

قامتي القصيرة , نظاراتي الطبيّة , جسدي الضئيل و النحيل , شعري القصير الأملس ..

أنا الهائمة به , بطريقة تفكيره , انتقائه لملابسه , قميصه السماوي المرتب , قراراته الحكيمة .. بياضه الناصع , و شعره الأشقر الداكن ..

و جوابه كان .. كسُمٍّ بطيئ يسري في شرايين قلبي .. قطرةً تتبعها الأخرى :

اممم .. بداية لنقل أنني أفضلها متوسطة أو طويلة القامة , بجسدٍ صحيٍّ كامل ..

تحوّلت ضحكتي المشرقة إلى ابتسامةٍ ناعمة معبرة عن بداية خيبتي , ثمَّ أكمل :

و بالطبع أريدها بشعرها الطويل المسترسل و شفتاها المغرية ..

تلاشتْ ابتسامتي , و تابع :

أريدها مثقفة و ذو مكانة اجتماعية مرموقة .. طبيبة مثلاً أو مهندسة .. تعرفين أنا أدرس الطب ..

شيء ما في أعماقي كان يرغب بالصراخ , بالبكاء , بالتمرد على مشاعره و احتلالها ..
و لكنني كنت الأقوى ، تحكمتُ بمشاعر رغم ألمها ، كما يتحكّم الأعداء في بلدي ..

و قمتُ بحركةٍ بسيطة ، رفعتُ يدي نحو نظارتي التي كانت الأمل الوحيد المتبقي ليبوح عنها ،  و ثبتها على وجههي معلنةً امتعاضي ..

قال و هو يضحك : و بالطبع لا ترتدي نظارة كلاسيكية طبية ..

هذه المرة لم أستطع إخفاء خيبتي و حزني إطلاقاً ، تعبيرات وجهي ، نظرات عيوني تجاهه .. جعلته يبرر تبريراً سخيفاً :

لا تنظري إلي هكذا ، هي تناسبك ، و لكن الناس أذواق .. و أنت من قلتي أنك تريدين معرفة فتاة واقعي ..

ابتسمتُ ابتسامةً خفيفة ، بإيماءة الإيجاب .. معلنةً بذلك نهاية الحديث ..

أحمق .. أحمقٌ كبير ..

دائماً هكذا .. يلعب بأعصابي لأنه يعي تماماً أنني أحبه ..

جميع من حولنا يعرفون ، و يراعون مشاعري ، و يشجعوني و لو بابتسامةٍ صادقة منهم ، إلا هو ..

يُعمي عيونه متعمداً عن ياسمينة حبي ..

《إلى لقاءٍ قريب .. لنكمل الحكاية معاً 》

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/02/2021 04:43:00 م

أقبح شعور يؤلم الإنسان و يعرقل حياته


أقبح شعور يؤلم الإنسان و يعرقل حياته .
أقبح شعور يؤلم الإنسان و يعرقل حياته

هنالك قيود عدّة تمنعنا من القيام بما نريد ، و من أهمها " الشعور بالذنب " و استناداً للتنمية البشرية يطلفون عليه اسم "جلد الذات " .

هو من أكثر المشاعر المزعجة التي ترافق الإنسان ضمن مسيرة حياته ، و هو من يحدد حجم الفترات التي عليه العيش بها مع هذا الشعور ، و من أهم ما قد يسبب هذا ، تساقط أزهار الثقة بالنفس ، و الحالة النفسية المتعبة ، و هو شعورٌ لا إرداي بحسب الدراسات النفسيّة ، و أغلب الأشخاص يواجهون معضلة في التخلص منه ، و لكن لا مستحيل في قاموس الأقوياء .

لنتحدث معاً عن التحرر من هذا القيد السلم : 

١) المواجهة : 

《عليك المواجهة 》

لا يجب التهرب مما يقلقك ، فالتجاهل يسبب توتر أكثر ، على عكس ما تعتقد ، قم بمواجهة الأمر الذي يشغل بالك ، قد تكون المواجهة مع نفسك و ليس بالضرورة مع الآخرين .

عليك تحديد السبب الفعلي لانبعاث هذا الشعور بداخلك ..

" كن صادقاً بما يكفي .. لتكن قوياً "

٢) تحمل المسؤولية : 

غالباً ما نوجه أصابع الاتهام نحو الآخرين حال وقوع أي خطأ أو عثرة ، و لكن الحقيقة تقول أن هذا لن يساعدك في شيء ، بل سيحدث الأسوء ، سينفرون منك لأنك شخص غير قادر على تحمل مسؤولية تصرفاتك و أفعالك و قراراتك ..

و أنت لستَ هكذا ، عقلك فقط تبرجم على هذا الشيء .. أنت سيد جسدك .. تسطتيع التحكم به  و لو احتاج ذلك وقت .. خذ وقتك  .. و كن إمبراطوراً لقرارتك .

٣) تصحيح الأخطاء :

حال الوقوع في مشكلةٍ ما ، خطأٍ ما ، علينا التفكير بحل هذا المشكلة .

لا يجب هدر طاقتنا و وقتنا و جهدنا في شعور الذنب الذي يقتحم عقلنا .

و الاعتذار لا يقلل من قيمة أحد ، بل يرفع شأن المعتذر في نظر نفسه و نظر الجميع .

سيساعد هذا الأمر كثيراً على تخطي شعور الذنب .

٤) التصالح من الذنب : 


الذنب يعيش معك سواء كنت متصالحاً معه أم لا ، لكن الفرق بالتصالح ، هو التقبّل ما حدث برحابة صدر ، بل و الشعور بالامتنان أيضاً ، و بالتالي سينعكس على إحساسك الداخلي ، و يتبدل ليصبح شعور الرضى .

٥) التعلم و اكتساب الخبرات : 

حال ابتعادك و تحكمك بشعور الذنب ، ستخرج بدرس جديد يجعلك أقوى و أنضج و أوعى ، و ستعود لاحقاً و تتذكر و تتأكد أنك جعلت الموضوع كبيراً ، و بأنه لا يستحق هذا الشعور القبيح الذي عاش بداخلك .. فالحياة مستمر .. و خلقنا لنخطأ و نتعلم .

أتمنى أن يكون المقال نال إعجابكم ، و تتخلصوا من كل ما يؤذي مشاعركم و كيانكم .

شهد بكر💚

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/24/2021 12:20:00 ص

الأيام الضائعة ... الجيل الذهبي

الأيام الضائعة ... الجيل الذهبي
الأيام الضائعة ... الجيل الذهبي


 ذكرياتٌ تلعب في أرجاء ذاكرتنا 
حكاياتٌ حُفرت في زوايا قلوبنا ..

لا تزال رائحة (( الملوخية الشاميّة)) عالقةً في مذاق ألسنتنا ..

و لا زالت المراجيح المتناثرة مع أصوات الأطفال العالية في الأعياد تنعجن بمسامعنا ..


هي أشياءٌ بسيطة ، و لكنها جميلة و ممتعة .. و حقيقيّة..

فما أجمل الرسائل الورقيّة ، و اللّمة العائليّة ، و أغاني التسعينات الساحريّة ...!!

ما أحلى الأمان الذي عشناه ! و الرخاء الذي ذقناه !

العالم تحوّل فعلاً خلال سنوات قليلة لم تتجاوز القرن ، لحدِّ عالٍ من هذا التغيير .


و لكن أنقى ما مررنا به .. هو التربية .. فهي حكايةٌ أخرى .


هكذا تربينا ، و هكذا ترعرعنا ... و هكذا عشنا سالمين مسالمين : 


  • اخفض صوتك بحديثك مع الكبير ، و اجعله واضحاً و حنوناً مع الصغير .
  • لا تضع قدماً فوق أخرى أمام الكبير احتراماً له .
  • في وسائل النقل ، لا تبقى جالساً و أمامك شخصٌ مسنٌّ أو منهكٌ أو امرأة.   
  •  قف بعيداً عن باب أي منزل عندما تقرعه ، مهما كانت درجة قربك من أفرد الأسرة
  • لا تتصل بأحد في وقتٍ متأخرٍ إلا للضرورة القصوى .
  •  المنازل قرب بعضها ، حاول أن تجلس في مكانٍ لا تكشف البيت المقابل و لو كان جميع سكانه شباب 

  •  الضيّف مكرّمٌ عند العرب ، تحت أي سبب .. إياك إزعاجه .. فهو ضيفٌ في النهاية و سيرحل .
  •  لا تقتحم الغرفة قبل أن تستأذن .

  • لا تتكلم و الطعام بفمك و تأكد من مغضه بفمٍ مغلق .
  • إن كنت الشخص الداعي لِوليمة الطعام .. فانتظر حتى  ينهض الجميع . 
  •  تدخل منزل العالم .. تبقى أعمى و أصم .
  • لا تتجوّل في بيت الغريب .. الزم مكانك طالما لم يناديك أحد . 
  • ساعد الكبار و المرهقين بحمل الأغراض .
  •   عندما تصعد الدرج ، و وجدتَ فتاة .. انتظر قليلاً .. بعدها أكمل ، أو اسبقها .. المهم لا تصعد خلفها .

  • قل شكراً بدون سبب ، قل آسف عندما تخطأ .. المبادر بالاعتذار هو الأقوى .
  •  لا تأخذ شيئاً ليس لك من يد أحد .
  •  رأيت باباً مغلقاً ، تقرعه حتى لو كنت متأكد من عدم وجود أحد .
  •  قل الحق و الصدق و لو على قطع عنقك .

  •  ملابس البيت و الجلوس غير ملابس النوم .

  •  هذا حرام و يغضب الله .

  •  لا تتنمر على أحد و لا تقلل من قيمته .
  • إذا رأت مسكيناً أو محتاجاً ، قف جنبه بما تستطيع فعله .. إياك التخلي  .
  •  اجبر بخاطر غيرك و لا تنسى تمني الخير لغيرك .
  •  مهما علت بك الحياة للقمم .. لا تنسى السفوح .. الأصل غلّاب .
  •  لا تتدخل بخصوصيات العالم غير بالخير 

  •  الوعود مهمة .. لا تفكّر بها إن لم تكن قادر على تأديتها .....


و الكثير و الكثير من العبارات التي وُعينا عليها .. 


كنا نعيش بسلامٍ معهود .. 

حتى بأبسط التفاصيل كطاولة الزهر و العود .



شهد بكر💗

يتم التشغيل بواسطة Blogger.