مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/21/2021 10:21:00 م

فتاة إلكترونية .. حرّكت مشاعر تراثية

فتاة الكترونية .. حرّكت مشاعر تراثية

فتاة الكترونية .. حرّكت مشاعر تراثية


 أنا اليوم شخصٌ مختلف ..

ليس عن الناس ، بل عن نفسي القديمة ..

الملفت و الغريب في الأمر ..

أنني لا أرغب البتة العودة للماضي .. لا رغبة لي بتغيير أي شيء مما حصل ..

رغم أن هذه العبارة " مما حصل " .. قد مزّقت قلباً ، و شرّدت عقلاً .. و يتمت روحاً ..

إلا أنني هكذا .. سعيدٌ جداً ، و ممتن كل الامتنان ..لنفسي الجديدة ...

بدأت رحلة التغيير مع فتاةٍ الكترونية ، تعبيرٌ سخيف فرضه واقع الأرقام و الأدوات التي يُفترض أن أستخدمها بتقانةٍ عالية ، بحكم مجال دراستي ..

و المشكلة هنا " حكم " ..

دائماً عندما تأتي هذه الكلمة ، أو أشعر بقدومها نحو حياتي .. ينتابني الاضطراب و يستحوذ الصمت على مشاعري ..

المهم ، لنعود بالحديث إلى تلك الفتاة إلكترونية .. 

فتاة نشيطة ، نشاطها المفرط يظهر من خلال حروفها ..

عملها فقط ، بل رسالتها في هذه الحياة ، هي بث الطاقة هنا و هناك .. مع كل الوسائل المتاحة لها .. 

فتاة هادئة ، صوتها الأنثوي الواضح ، و صياغة عباراتها العفوية ..

أمور تجعلني أتخيل تعبيرات وجهها ، حركاتها ، كما لو أنها أمامي ..

حتى في بعض اللحظات أشعر بقربها الشديد ، و الفاصل بيننا ليس شاشة رقمية .. بل لوحة فنيّة ..

هذا المكان ، هنا تماماً مكانها .. هنا تماماً حفظتها و واريتها ..

فإنسانة مثلها ، عليها العيش ضمن مدينة ساحرية يعجها الحياة و الأمل ، و يعمّها سلام أحجية سرمدية ..

كنت منغلقاً بما يكفي عنها ( و عن الجميع ) 

واضعاً حجة أنني سيئ بالتعامل الإلكتروني ، و الحقيقة أنني في الواقع أسوء ..

كنت في كل مرة ، أنغلق أكثر من قبل ، لعلّها ترحل ..

لا أريدها بمصطلح " البقاء الأبدي " ، بل عليها المكوث مع مصطلح " العبور الزمني " 

من أين جاءت بقوة الصمود أمام كمٍّ هائلٍ من البرود ؟!

يبدو أنها شابة يافعة ، و قلبها كالأطفال ، لم يُدنس بعد بالخيبات و الخذلان .. و لم يُمزق بالفجوات و الفقدان ..

لربما لو أتتني في وقتٍ سابق ، لكانت استجابتي لصداقتها مختلفة ..

على أية حال .. قليلٌ من الوقت ، و ستجد أنَّ الأمل في تغيري منعدم و منقرض .. و سترحل .. كغيرها ..

مضت أشهر .. و حتى وصلنا لقطار السنة ..

لا أعلم كيف و متى و أين !!

لكنها كسرت حواجزاً كبرى ، و عدة ..

عقداً أفنوا كياني ، و شلّوا حركة إبداعي ..

بتُّ أنتظر الثانية التي أعلم أنها ستصلني رسالة منها .. 

لم تشعرني قط أنها هُزمت يوماً ، و سقطتْ ، و هوت ..

كانت قريني الأزرق ، فحتى و لو كتبت رسالة حزينة و كلمات مؤلمة ، ترفق نهايتها بأملٍ كبير ، و حلمٍ طويل ..

تجعلني أدرك أنَّ هذا النوع النادر من رسائلها ، ليس سوى تجارب قرائية ، و مشاهدات لأفلامٍ سينمائية ..


اليوم ...

و أنا أمام سريرها في المشفى ، أكتشفتُ أنني فاشل بالتحليل ، و أنها ممدودة كالملاك الأبيض .. امرأة فولاذية ..

تصارع ما تبقى لها من أيام عمرها ..

كيف لها أن تكون بكل تلك النضارة ؟ و بداخلها محيطات الكون من الذبول ؟!!

لربما ظلّت تبحث عن أحد يخرجها من ظلامها ، فلم تجده .. لشدة القاع الذي سقطنا به جميعاً ..

و روحها البريئة الشغوفة الهادئة .. أعلنت انتفاضة السلام ..

و فازت بقلبي .. و الروح تأبى ترك يدها لتحبس في صندوق الآلام ..


شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.