مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/04/2021 01:46:00 م

                 كأس الفقدان .. ورماد الانتظار

كأس الفقدان .. ورماد الانتظار
كأس الفقدان .. ورماد الانتظار
                                                       تصميم الصورة : وفاء المؤذن

لم اشعر يوماً بأنني واقفة على برِّ الأمان ..

دائماً يوجد |تعب| , يوجد ألم .. يوجد فقد ..

بدأت |حكايتي| مع طفولتي المشوشة ..

كانت والدتي تكره القطط كثيراً , على عكسي تماماً ..

 كنتُ ألعب مع قطةٍ لطيفة في حارتي ..

يومياً .. أحضر لها الطعام , نلعب بكرةٍ صغيرة ..

ذات مرة .. بحثتُ عنها .. و لم أجدها ..

بحثتُ في زوايا الطرقات .. و لم أجدها ..

بحثتُ تحت الأشجار و كنت على استعدادٍ تام لحفرها و الوصول إلى جذورها ...

 و لكنني .. لم أجدها ..

بقيتُ سنواتٍ و سنوات أتخيلها ...

صوتها لم يفارق مسمعي ..

بكيتُ كثيراً .. كلَّ يوم أضع الطعام لها ، على أمل أن تأتي و تأكله ...

و لكنني .. لم أجدها ..

لاحقاً .. عندما صرتُ في العاشرة من عمري ..

أدركتُ أنَّ الكأس الذي تجرّعته بسبب هذه القطة ..

 كان .. كأس |الفقدان| ..  

و ذلك بعد .. وفاة والدتي .. بنفس حادث السير ..  

أذكر يومها أنني فجرّتُ دماً .. أقصد دمعاً فائضاً بالوجع  ..

و عندما كبرت ، و أضحيتُ شابةً يافعة ..

التقيتك ..

ظننتك ملجأي الوحيد ، فارسي الجديد .. ملهمي الفريد ..

عشتُ معك بكثرة المراسيل ، و عشت لك كلَّ التفاصيل ..

أوهمتك برحيلي مراراً و تكراراً .. لكنني .. لن أرحل ..

فأنا أعرف جيداً معنى الفقدان ..

أعي جيداً معنى البحث عن إنسان ..

و أنا .. لا أريد للألم أن يحتلَّ قلبك .. و الفراغ يصلب روحك ..

انتظرتك .. حتى هذه اللحظة ..  أنتظر عودتك ..

و أظنَّ .. أنَّ بقايا |الأمل| .. تحولتْ إلى رمادٍ مبعثر ..

عندما كنتُ متماسكة لم تبحث عني ..

 أوستبحث الآن عن  رمادي ؟!!!

شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.