عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث جمال نفاع. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/08/2021 01:10:00 ص

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية 

- الجزء الثالث -

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية 


كنا قد طرحنا مشكلةً بحاجة لحل " في الجزء الثاني " من مقالنا وقد طلبت منكم التفكير بالإجابة بشكل إبداعي ومشاركتنا إجابتكم في التعليقات ...

ساعيد طرح المشكلة ..

أنا محبوس بغرفة لها بابين وكل باب منهم يوصل إلى غرفة ثانية ،إذا أردت الخروج مما أنا فيه يجب ان أمر على واحدة من هذه الغرف 

 غرفة منهم فيها عدسة كبيرة جداً ولو خرجت منها فالشمس ستحرقك لحد الموت ، 

والثانية فيها تنين ضخم ويضخ نار ولو انتقلت منها فالتنين سيحرقني لحد الموت أيضاً .

في حال كنت وأنت صغير تتعامل بالألغاز مع أصدقائك وتتحدوا بعضكم البعض ،فأنت أكيد ستعرف الحل ، 

الحل ببساطة...

 سأنتظر الليل لأخرج من الغرفة التي كانت الشمس في النهار ستحرقني فيها ، 

وهذا المثال شبيه بأغلب المعضلات التي يواجهها الفرد بحياته العادية .

فلدينا شخص يواجه مشكلة وليحلها أمامه أكثر من خيار 

 فهو مضطر على اختيار خيار منهم ، سواء اخترت الخيار الأول أو الثاني فيوجد ثمن سيدفعه ، والثمن هذا مكلف ، بالإضافة أنه محكوم ببيئة محددة ووقت محدد ،

 فالمهم اسمحوا بتطبيق المبدأ الذي نحن فيه ولنرى كيفية الوصول للحل ؟ 

فسؤال المعضلة الأساسي هو كيفية خروجي ،

 اسمحوا لنا بتقسيمه ولنطرح الأسئلة التالية : 

  • هل أنا مضطر للخروج ؟
  • هل أنا مضطر ان أختار بين الغرفتين ولا يوجد حل آخر ؟ 
  •  هل أنا مضطر للخروج حالاً ؟ 
  • هل الغرفة الأولى ( التي فيها الشمس ) ستقتلني بكل الأحوال ؟
  •  هل الغرفة الثانية ( التي فيها التنين ) ستقتلني بكل الأحوال ؟
  • هل يوجد احتمالات ثانية ؟

وهكذا ...

فعند تحويلنا المشكلة لمجموعة من الأسئلة الصغيرة ، سترى بأن الإجابة بدأت بالتوضح 

بالقليل من تحليل البيانات من غير أي تفكير خارق ولا عبقرية ....


* المبدأ الأخير وهو إعكس الخطوات :

فما رأيك بتغيير ترتيب الخطوات ، جرب إعكس المسألة ، 

بدل من أني أريد الخروج من الغرفة فتخيل أنك بالخارج وتريد الدخول ، فكيف تدخل ؟ 

فهذا ما يسمح لك بالخروج بأفكار جديدة .


أساليب التفكير الجانبي :

القدح الذهني :

 لا يمكن اعتباره تفكيرا جانبيا بل يسمح بالتوصل للتفكير الجانبي .

إستخدام إسلوب التشبيه :

فهو محاولة رؤية القواسم المشتركة بين المواقف،  حتى المواقف التي تظهر كأنها مختلفة عن بعضها البعض ، فهذا ما يقوم به المتميزين عند محاولة تطبيق فكرة بمجال معين في مجال مباين عن المجال السابق .

البحث عن الفكرة الأساسية : 

وهذه مهارة صعبة وليس القيام بها باليسير، فتظهر أهميتها في البحث عن الفكرة التي يدل عليها مقال أو عرض تلفزيوني أو تقديمي  .

القيام بمراجعة الافتراضات وتحديها :

مراجعتنا لافتراضنا تسمح لنا بالتوسع وعدم حصر تفكيرنا فلذلك يجب أن ينبغي افتراض الكثير من الافتراضات التي تتحرك بصورة طبيعية  ، فبعدم  مراجعتنا لافتراضاتنا تجعلنا محبوسين بافتراضات معينة .

البدائل :

بهذا المبدأ نستطيع الوصول لحلول أفضل تتطلب توفير المزيد من الإختيارات في البدء بحل المعضلة .

أرجو أن تكونوا قد استفدتوا من مقالي هذا ...❤

بقلم جمال نفاع 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/08/2021 12:50:00 ص

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية 

- الجزء الثاني -

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية 


تكلما في الجزء الأول عن الفرقبين التفكير العامودي والتفكير الجانبي أو ما يسمى بالتفكير الأبداعي ...
وكنا قد بدأنا بالحديث عن قواعد مبادئ التفكير الجانبي " خارج الصندوق"
وسنكمل في هذا المقال وسنتكلم عن ثاني المبادئ الهامة ...

-ثاني المبادىء هو التشكيك في المعطيات :

في بعض الأحيان  نحن نرى عند امتلاكنا لمعطيات على أنها واضحة جداً  ومقتنعين فيها وبوضوحها ، مع أنها ليست هكذا فعلياً ، وتكون السبب وراء عدم وصولنا لحل للمشكلة في النهاية .

كان هناك رجلاً يعمل سائق باصات نقل 

وقد سار مرةً بصورة معاكسة للطريق فحصلت أزمة مرور أمامه لكن على الرغم من هذا اللجنة لم توقفه ولم تعاقبه ،

 هل تعرفون لماذا ؟ 

هل يمكنكم التفكير خارج الصنوق ومعرفة السبب ؟

السبب....

لانه كان يسير مشياً على الأقدام  ، والنقطة الأهم في توقعك الخاطىء هو افتراضك على أنه كان يسير بالباص بمجرد إني قلت لك أنه سائق وسائط نقل ،

 وأنت قد سلمت بافتراضك هذا على أنه نهائي وبالتالي كان خارج نطاق تفكيرك وأنت تبحث عن الحل .

رجلاً آخر يعمل كمنظف نوافذ في شركة مسؤولة عن تنظيف النوافذ في ناطحات السحاب ، في يوم من الأيام تعرض لحادث ، وقد نسي أن يستعمل احتياطات الأمان المتعلقة بعمله وهو ينظف النافذة  فوقع ،

 لكن على الرغم من ذلك لم يحصل له شيء ، 

لماذا ؟ 

ذلك لأنه كان ينظف النافذة من الداخل ، 

كالمثال الذي فات أيضاً ، فالمعضلة كلها أنه كان معنا معطى نراه صحيحاً وهو ليس بصحيح ولا قريب من الصحيح ، 

وهذا يحصل كثيراً في مشاكل الحياة اليومية ،

فنسلم بافتراضات على انها حقائق ، والافتراضات هذه تكون حائط يمنعنا من الوصول للحل ، 

لذلك تعامل مع معطيات المشكلة على أنها ليست حقيقية بالمطلق ، ومهما كنت ترى أنها واضحة ومتأكد منها ،فتشكك فيها وانكرها وارفضها فهذا يعود لأنك تفكر ولا تخسر أي شيء بعملية التفكير .


- التقسيم :

فالمشكلة نفسها تكون عبارة عن تساؤل كبير ، فنحن نأخذه ونقسمه لمجموعة من التساؤلات الصغيرة ، ونتسائل عن كل التفاصيل المتعلقة فيه أو بطريقة الحل ، ونجاوب عليها وسنرى ما ينتج معنا ،

لو سرنا في منهج التقسيم سنستفيد بنقطتين : 

  •  سنقدر اولاً أن نكتشف 

هل لدينا معطيات خطأ نحن كنا مفترضينها كالذي حصل مع المبدأ أعلاه ، وسيساعدنا على الخروج بأفكار جديدة لحل المشكلة .

اسمحوا لنا بتخيل مشكلة ، 

أنا محبوس بغرفة لها بابين وكل باب منهم يوصل إلى غرفة ثانية ،إذا أردت الخروج مما أنا فيه يجب ان أمر على واحدة من هذه الغرف ،

 غرفة منهم فيها عدسة كبيرة جداً ولو خرجت منها فالشمس ستحرقك لحد الموت ، 

والثانية فيها تنين ضخم ويضخ نار ولو انتقلت منها فالتنين سيحرقني لحد الموت أيضاً .


ماذا برأيك الحل ... جرب أن تفكر تفكيراً جانبياً ..

وأخبرنا بالتعليقات عن الحل المناسب برأيك قبل أن تقرأ الجزء الثالث والأخير من موضوعنا ...التفكير الجانبي ...


يتبع في الجزء الثالث ...


بقلم جمال نفاع

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/08/2021 12:28:00 ص

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية 

- الجزء الأول -

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية 


سأحكي لكم قصة 

 كان يوجد إمرأتين كبار في السن يتشاجرون على طفل صغير عمره يوم ، 

كل واحدة فيهم تقول أن الطفل ابنها والثانية تحاول سرقته منها ،ذهبوا  للقاضي ليحكم فيما بينهم  ،

 والمسؤول عن القضاء  كان سيدنا سليمان عليه السلام ،دخلوا عليه وقصوا له الحكاية كلها ، 

وبعد أن سمع منهم قال لهم بما أنكم أنتن الإثنتين تريدون الطفل فنحن سنقسمه اثنين ونعطي لكل منكن نصف ، ويطلب من الحاجب أن يأتي بسيف ،

 وهنا صرخت الأم الحقيقية بسرعة وتقول له " لا " لست بحاجته فهو ابن الثانية ،

 في حين أن الثانية تسكت ولا تعلق ولم تهتم لما سيحصل للطفل الصغير ،

 وهنا قد عرف القاضي الأم الحقيقية 

ولما ضغط على الثانية عرف أنه ليس بابنها ، فقد خطفته مكان ابنها الذي توفي وبدلته مكانه ، 

هذه الحكاية تعتبر مثالا مناسباً لموضوع اليوم وهو

 التفكير الجانبي ....

وقبل التكلم عنه اسمحوا لنا بالتكلم عن التفكير العمودي ،

 فمن الطبيعي أن القاضي عندما تعرض عليه قضية يجمع المعلومات ويسمع ما يقوله الشهود ويقارن الأدلة ويوازن ثم يصدر النتيجة ، لكن افرض أنه ليس هناك معلومات كافية ،

 ولا توجد أدلة ولا يوجد شهود ، فهل هذا يعني أنه مستحيل الوصول لنتيجة أو حكم ، 

أو افرض أن عملية المقارنة مكلفة جداً ونحن محتاجين لتقييم الموضوع بسرعة ، 

فماذا نفعل ؟

لا يوجد لدينا سوى التفكير الجانبي ، وبدل مهاجمة المشكلة بصورة مباشرة ونحلها بالطريقة العادية ، سنلف حولها من الجانب بطريقة غير مباشرة وإبداعية .


التفكير الجانبي :

أو إن أحببت أن تطلق عليه اسم التفكير الإبداعي 

أو التفكير خارج الصندوق 

فهو لا يتم بصورة اعتباطية ولا هو إلهام ينزل على الناس فجأة ،

 له قواعد ومبادىء ومنطق نسير عليه :

- أول مبدأ  : عدم التسليم بنقطة الدخول المتعارف عليها وكأنها هي الحل الوحيد  :

فما هي نقطة الدخول هذه ؟

هي بداية طريق أو نمط الحل ، فلو أنت تواجه مشكلة وسترى مسار للحل متعارف عليها والناس كلها تستخدمه ، فأنت المفروض أن لا تسلم فيها على أنها الحل الوحيد ، 

فمثال المحكمة الذي قلناه أعلاه وما يسمى الاتجاه المنطقي المتعارف عليه للحل هو صحة وقوة الإبداعات ، ونقطة الدخول تقوم على سماع الشهود وموازنة الأدلة ، لكن لو لا نقفل دماغنا ونسلم أن الطريقة هذه هي الحل الوحيد ،

 سنرى وجود نقط دخول أخرى نحن لم ننتبه لها ، كعاطفة الأمومة التي تم استخدامها كنقطة دخول لحل القضية في المثال السابق ، فهذا أساس التفكير الجانبي كله ، وهو عدم التسليم بالمتعارف عليه ، 

وكسر الأنماط السابقة الذي يتعبر وراء كل اكتشاف أو اختراع في تاريخ البشرية ، فأنشتاين لم يكن على سبيل المثال قد استنتج النظرية النسبية لو سلم بالمتعارف عليه ، فعدم تسليمه بالمتعارف عليه هي التي فتحت له المجال للخروج بفكرة جديدة وهكذا .

 فالصحيح أن تبدأ التعامل مع المشكلة أو المسألة من غير تحيز ومن دون أي توجيه لتفكيرك أو تركيزك في اتجاه معين ، مهما كان واضحا أنه الحل ومهما كان متعارفاً عليه .

يتبع في الجزء الثاني ...

                                                                                                                               بقلم جمال نفاع

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/27/2021 03:32:00 م

الشعور بالخجل وأسبابه العملية وطرق تجاوزه الصحيحة 2

الشعور بالخجل وأسبابه العملية وطرق تجاوزه الصحيحة 2
الشعور بالخجل وأسبابه العملية وطرق تجاوزه الصحيحة 2

تكلمنا في المقال الأول عن شعور الخجل وما الذي يميز الشخص الخجول عن الشخص العادي

وسنكمل الآن بشرح شعور الخجل وكيف من الممكن أن نتجاوزه ...

كيف يشعر الخجول ؟...

عندما  تشعر بالخجل  تشعر كأن هناك ضوء قد سلط عليك وأنت أصبحت واضحاً  بالكامل للآخرين وخاصة عيوبك فالشعور الذي أنت تشعر به هذا هو داخلك أنت .

 فالآخرين لا يروا عيبك بنفس طريقة نظرتك لها ، فالخجل نوع من أنواع المشاعر أنت الذي تحس بها ليس صفة شخصية دائمة ، فالخجل اغلب الناس يعانون منه وهم صغار وكلما يكبروا يكونوا أكثر ثقة .

أيضا تفكر أن الناس خجولين ايضاً بصورة ما ، ويشعرون بنفس الاعراض والفرق فقط في الدرجة ، فتعامل مع خجلك ولا تهرب منه ، فأنت ترى بسبب الماضي في داخلك استجابة شبه تلقائية عند التعرض لمؤثر محدد بمكان جديد ما تعرفه مثلاً ، سترى نفسك تركض وتهرب ، فأنت بقيت مبرمج وتتصرف لوحدك ، ونريد كسر هذه البرمجة . 

كيف تغير برمجتك الداخلية لتتخلص من الخجل ؟

فكسر البرمجة هي بالتصالح مع خجلك ولا تهرب منه ، فتصالح معه ، فلو أنت بوسط الناس مثلاً وشعرت بالخجل فلا تترك المكان كما عودت حالك ، فالمرة هذه اضغط على نفسك وافعل العكس فتحدث مع الناس مثلاً واعمل الشيء الذي يقلق ، ستشعر أنك غير مرتاح في الأول لكن هذا هو الصحيح ، واعمل هكذا عدد من المرات وسترى أن المشكلة حجمها قد قل .

فالخوف والإثارة يشتركون بنفس الكيمياء تقريباً 

الاثنين يستجيب لهم جسمك بالإدرينالين ، فعندما تشعر بالخوف فركز على الجانب الايجابي من الموقف وترجم توترك هذا على أنه إثارة من الموقف الجديد ، فالعب دوماً على أنك أول ما تشعر بالخوف أو القلق فقل لنفسك أن هذا ليس بخوف ، فهذا إثارة ، وهذه الطريقة التي يستخدمها متحدثين كثير ناجحين ،

 فلما يخرجوا الى المسرح ويبدؤوا يشعروا بالقلق أو الخوف فيصححوا الوضع على طول على أنهم يفسروا اسشعارهم هذا بالإثارة ،

 والشيء الغريب أن مرحلة الخوف بالأول ممكن أن تختفي بسهولة لو فقط حولت فكرتك عن ماهو شعورك ورددت في عقلك على إن هذا إثارة وليس بخوف ، فاستمر بالتظاهر على أنك واثق من نفسك فسترى أنك بقيت كذلك فعلاً .

ابتعد عن السلبية والتصورات الضعيفة ..

والنقطة الأهم أيضا أن كثير من التوتر الذي تشعر به يأتي من تصورك الضعيف عن نفسك ، فتصورك الضعيف هذا يجعل الافكار السلبية تسيطر عليك ويجعلك تبدي اهمية كبيرة لردود أفعال الآخرين ، وتبقى خائف من حكمهم عليك ،

الحل ..

 قلل من ردود أفعال الآخرين ، فالعديد من الناس لن يكونوا على توافق معك بشكل دائم وبعضهم لن يستجيب ويتفاعل معك من الأساس ، فالمفروض هذا لا يؤثر على الطريقة التي تشعر فيها تجاه نفسك أو قدراتك 

فأنت أصلاً لا تستطيع بالتحكم فيما يشعر به الآخرون تجاهك ، فالمفروض تجاهله ولا تعتمد عليه لتثق بنفسك ، فكل الذي أنت تراهم ليس بالثقة التي أنت تتفرضها ، فكلهم يتظاهرون بالثقة ومن داخلهم ليس لديهم أي فكرة عن أي شيء،

 فاعمل مثلهم فتظاهر أنت أيضا الى حد معرفة بناء تصور صلب عن نفسك ،

 ودائماً فكر بنفسك أن صوتك الداخلي الذي يقول لك الأفكار السلبية فليس له دائما المصداقية ولا المنطقي بالدرجة الذي أنت بنيت تصورك عنه ، فلما تشعر بالقلق وأنت داخل الموقف تكلم مع هذا الصوت 

، واعمل معه حوار وكأنه شخص خارجي ،

 واسأله لماذا يشعر بالقلق في هذا الوقت ؟

 وانتظر جوابه ...

بقلم جمال نفاع

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/27/2021 03:31:00 م

 الشعور بالخجل وأسبابه العملية وطرق تجاوزه الصحيحة 

الشعور بالخجل وأسبابه العملية وطرق تجاوزه الصحيحة
الشعور بالخجل وأسبابه العملية وطرق تجاوزه الصحيحة 


لو أنت تعتبر نفسك شخص خجول ، فحاول أن تتذكر آخر كم موقف أحسست فيهم بالخجل ، فمن كان معك وماذا كنت تعمل ؟ فعلى الأغلب كنت بمكان غريب عنك نوعاً ما ، أو محاط بناس غريبة عنك بدرجة ما .

فلنقارن بين موقفين : 

  • الموقف الأول أنك في محاضرة والدكتور يشرح لك معلومة 
  •  والموقف الثاني صديقك يشرح لك نفس المعلومة 

فأنت لست بفاهم الكلام الذي يقولونه ، بنسبة كبيرة ستسأل عن الموقف الذي أنت لست تفهمه في الموقف الاول ، ولا تسأل صديقك ، فأول فكرة معنا عن الخجل هي أنت مهما كنت ترى نفسك خجول فأنت لست بخجول على طول ،فلا يوجد أحد خجول في كل الأوقات ، فأنت تحس بالخجل في مواقف معينة .

فرضا كان رجل يقوم بموقف جديد بالنسبة إليه ، سيتكلم أمام الناس مثلا وهو ليس بخجول ، تعتقد سيشعر بعدم راحة في الأول ، أو بمعنى آخر هل الذي يشعر بالقلق من بعض المواقف الاجتماعية هم الناس الخجولة فقط أم كل الناس 

 فالجميع يتعرض للقلق هذا في مواقف اجتماعية معينة وهذا أمر طبيعي 

ولكن الذي ليس بطبيعي هو سيطرة القلق عليك بحيث يسبب لك شلل ..... فسيطرته عليك تجعلك تهرب تؤدي لصورة سيئة جدا 

 فهذا الذي ليس بالطبيعي ؟

 فما الذي يميزالشخص العادي عن الشخص الخجول ؟ 

، فالفرق أن الأول يستطيع أن يخرج من دائرة عدم الراحة والقلق 

ولكن الآخر يظل محبوس فيها ، لأن عنده صفتين زيادة تمنعه من الخروج وتجعله يحس بالقلق بصورة مضاعفة ،

 فالشخص الخجول يكون عنده تصور ضعيف عن نفسه ويقيم نفسه بطريقة سلبية ،

 والصفة الثانية هي التركيز الشديد على نفسه ،

 فعندما يذهب لمكان فيبقى يظن أنه محور كلام الآخرين ، فهو طول الوقت يظل بطل الحكاية داخل دماغه 

فيفترض أن الآخرين ينظرون إليه بنفس الطريقة التي ينظر لها لنفسه ، فهو بطل مؤثر ودائما الناس يفكرون فيه ويتكلمون عنه ، 

فالصفتين في حالة وجودهم عند شخص يدخلوا الخيال مع القلق الطبيعي 

لأن الخيال بطبيعته يكبر جدا الشعور بالقلق والخوف ، فرجلا ما كان بمطعم والناس تنظر له وكان يركز جدا على نفسه فأصغر عيب أنا أراه في نفسي سأبقى مُكبَّره جداً ، وأفكر أن الناس تراه ومهتمين جدا بالتفكير فيه ، ايضا لدي تصور ضعيف عن نفسي والذي ينظر إلي أكيد يحكم على نفسي والذي يحكم أكيد حكمه سيكون مهم ،

 فهو يرى أن شكلي غير جميل ورأيه مثلا أهم من رأيي في نفسي ، وهذا مايجعلني أتوتر جداً ، وأنا كبرت الموضوع ليس من اجل أحداث الموضوع نفسه ، بل بسبب التصور الكامل الذي أنا بنيته في خيالي داخل دماغي ،  فالإحساس الذي أنا شعرت به  هذا بسبب الذي أنا أراه ، وليس العالم الذي يراه أصلاً ، فلو أنت تريد أن تتعامل مع خجلك فماذا تفعل ؟

فالحل ان تمسك كل نقطة من الأربعة المذكور أعلاه وتتعامل معها :

- أول شيء فكر أن الخجل شعور وليس حقيقة ،

"إقرأ المزيد" 

بقلم جمال نفاع 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/27/2021 02:37:00 م

 معرفة الإكتئاب ووصفة الطبيب وخطوات الحل المناسبة لتجاوزه 3

معرفة الإكتئاب ووصفة الطبيب وخطوات الحل المناسبة لتجاوزه 3
 معرفة الإكتئاب ووصفة الطبيب وخطوات الحل المناسبة لتجاوزه 3

تحدثنا عما في وصفة الطبيب وقلنا بأنهم خمسة أفكار .. ذكرنا منهم 3 

  • المعرفة
  •  الفصل
  • التصالح ..


الفكرة الرابعة وهي 

-احترام الذات :

فممكن مثلا أن أسلم بعدم التقدير الذاتي وكأن هذا منطقي ولا يستحق لأنني لم أحقق شيء ، فأنا هنا وصلت لاستنتاجات عن نفسي وأراها منطقية جداً  ، لكن هي غير منطقية ولا أياً منها ، 

فعدم تقدير الذات سببه ليس الفشل فهناك العديد من الذين يفشلوا ولم يروا أنفسهم هكذا ، فعدم تقدير الذات سببه الوحيد هو الانتقائية السلبية 

 فأنت تختار السلبي فقط ، فأصلا القيمة الذاتية ليست شيء حقيقي بل مجرد وهم كل الناس تتخيلوا عن نفسها ، بمجرد تصور ، فكلما قد زدت هذا التصور عنك وتقاوم المنظور السلبي كلما زودت فرصتك لمقاومة الاكتئاب وكلما زودت فرصتك في الخروج منه .

للتغلب على الاكتئاب فأنت محتاج احترام الذات وبناء جسر الثقة بالنفس ، 

ابحث عن الايجابيات في حياتك ، 

وحاول أن تفكر في كل الأشياء والإنجازات التي قمت بها قبل هذا الوقت ، واعرف أن الاكتئاب هو الذي يجعلك تتناسى الايجابيات التي عملتها .

-التواصل :

الاكتئاب ايضا سيقنعك بمنتهى المنطقية أن انطوائك وعزلتك عن الناس هي أفضل حل لك ، فممكن أن يقول لك أن الناس غير مهتمة فيك أصلاً ، ممكن أن يقول لك أنك حزين إذا جلست معهم ،

 و ممكن أن يقول لك أي شيء بالطريقة هذه ، فترى أن أفضل طريقة للرد على صديقك الذي يدعوك للخروج بنزهة هي الهروب 

، فحاول بكل طاقتك أن تدفع نفسك وسط الناس ، فاذهب بحزنك أو بتعبك فهذا أمر عادي ، لكن المهم أن تخرج ،

 فالوحدة مستنقع كبير لا تنمو فيه غير الافكار السلبية التي تُسَّوء حالتك أكثر ،

 فلا تنتنظر الناس لتتواصل معك ، فتواصل معهم انت وابدأ ، اترك لهم مساحة ليقربوا وتشاركهم مشاكلك ويشاركوك دعمهم ، فإذا كان هذا غير متاح ، فكن مع مجموعة في وسطها فهذا سيعطيك دعم إيجابي واحساسك أنك مقبول وغير مرفوض وهذا ما سيساعدك كثير على مواجهة الاكتئاب نفسه .

فالاكتئاب مثل ما يجعل عقلك يحارب ضدك فهو يجعل جسمك يحارب ضدك ، فيبقى لديك إحساس بفقدان الطاقة الكافية لتقوم بانشطة يومك وكأنها جبل وحمل كبير لا تعرف أن تزيله ،

 فالأفضل بهذه الحال هي التركيز على كل نشاط على حدة ، فتعامل مع نفسك بالتدريج 

 فحاول أن تخرج من الكهف ولا تقضي كل وقتك فيه فهذا سيقلل شعورك بالعزلة ، لأن الاكتئاب يخلق دائرة لا تشعر فيها بالزمن فيجعل الحدود بين الايام تختفي ويذوب الأيام في بعض 

احساسك بعدم التغيير سيشعرك بالاستسلام والإحباط والمشاعر السلبية ستزود اكتئابك في النهاية ، فتستسطيع كسر الدائرة هذه بأن تحاول أن تقوم بأي نشاط أو حاجة جديدة حتى لو بسيطة .

فالخروج من الاكتئاب مثل السير في رحلة طويلة فلا تصل مرة واحدة فلا تتوقع فيها أن تتعافى مرة واحدة ، لأنك أنت لو ركزت في عدد الخطوات فمن المحتمل أن تشعر بالعجز أو أن الموضوع كبير ،

 فركز دائماً على أول خطوة .

بقلم جمال نفاع 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/27/2021 01:45:00 م

معرفة الإكتئاب و وصفة الطبيب وخطوات الحل المناسبة لتجاوزه2

معرفة الإكتئاب و وصفة الطبيب وخطوات الحل المناسبة لتجاوزه2
معرفة الإكتئاب و وصفة الطبيب وخطوات الحل المناسبة لتجاوزه2

كنا  قد تكلمنا الجزء الأول من مقالتنا عن وصفة الطبيب لمريض الاكتئاب ..وماذا فيها ..

وقد تكلمناعن الفكرة الأولى فيها وهي

- المعرفة.. 

فبعد أن اعترفنا بالاكتئاب ندخل بالخطوة الثانية وهي ..

-الفصل :

فلا تُعرف نفسك بالمشاعر التي في داخلك ، فلو أنت تحس باكتئاب فلا تقل أنا مكتئب ولا تقل قد أتى الاكتئاب ، فهذه أفضل طريقة في التعبير عنه ، فالإكتئاب ليس داخلك وليس أنت بدليل 
انه ليس معك دائماً ، فيمكنك تخيل الإكتئاب كحيوان أليف أو كائن حي ملازمك فهو أحيانا يقف جنبك ويتقرب منك وأنت تحس بالتعاسة ، وأحيانا يبعد عنك وهنا ستحس براحة وتتنفس، وأحيانا يسير بعيداً وأنت تعيش حياتك بشكل طبيعي ، وبعد فترة يعود ثانية لتعود للاحباط مرة أخرى وهكذا ،

 ببساطة هكذا تكون دورة الاكتئاب وعلى الأغلب تمر بمراحله كلها ، والذي يختلف هو مدة كل مرحلة ودرجة قربها ودرجة قرب أو بعد الحيوان منك 
 فتختلف شدة المرض وحدته ،
تشرشل كان يرى اكتئابه على أنه كلب يربيه ، فعندما كان يحس بالحزن يقول " أنا كلبي قد وصل" أو  "كلبي هو سبب تعكر مزاجي " ، بالطريقة هذه وبعد أن تحوله لحيوان أليف سيبقى من السهل التعامل معه وتحجيمه .

الخطوة الثالثة ..

- التصالح :

فما رأيك بشخص يسير قد صابته بعض الحجارة من بعض الناس ....وقد وضع هذه الحجارة في جيبه فلما نسأله لماذا تفعل ذلك ؟

 يقول لنا أنه يسجل أخطاء الناس 

وكل الحجارة التي في جيبه تمثل إثبات ودليل على الذي عمله الناس معه .....

  •  فهل إثباتك لشيء مثل هذا  يستحق الثمن الذي تدفعه ؟
  •  فهل هذا يستحق أنك تسير وتحمل وزن فوق وزنك وتثقل على نفسك الحركة ؟

من أجل أن تعرف المشي بخفة في الحياة،  فأنت محتاج للتسامح والتحرر من السجن الذي تضع نفسك فيه 
  •  تصالح مع طفولتك السيئة 
  •  وتصالح مع الفترة التي ضاعت من حياتك 
  •  تصالح مع مشروعك الذي فشل 
  •  وتصالح مع نفسك 
  • وتصالح مع الآخرين 
استبدل مشاعر المرار التي في داخلك بمشاعر الرحمة ، 
فهذا مفيد لك قبل أي شخص آخر .... وابحث عن أعذار للناس ، 

فوضوح الأمر الآن ليس بوضوحه في الزمان كما أنت متخيل ......

 فعلى سبيل المثال توجد فتاة أبوها دفعها لتأخذ قرار قد أصابها الأذى من جرائه ، فهي في داخلها تلوم أبوها على اجبارها لاتخاذها هذا القرار 
 ومحبوسة داخل المشكلة والتعاسة ، فعندما ينتهي الموضوع ,فترى الماضي بعين الخبير وكأنه كل شيء كان واضح في الزمان وهو تعمد بمنتهى الشر أن يعمل هكذا ،
 في حين هو على الأغلب قد تصرف بناءً لمعرفته  في الحياة ، 
فطبيعي نحن البشر أن نخلق الفوضى ونقع بالأخطاء هذا من طبع البشر 

 فتصالح مع وجود الفوضى في الحياة ، وتصالح مع كل الذي يحصل 
.
- أصعب شيء للذي يمر في الاكتئاب هو عقله يعمل ضده ،

فعقله يقنعه بالافكار السلبية وكأنها هي الحقيقة ...... فلو أنا لدي اكتئاب فعقلي يدفعني أنني أراه ويقنعني كم أنا لست جيد كفاية وأنا لست أحد مرغوب فيه ،
 فسيضع على عيوني نظارة أرى من خلالها منظور سلبي لكل شيء ، ستعمل كالمصفاه .. فلست أرى نجاحاتي بل سأرى من خلالها فشلي فقط ،
 وهذا ما يدفعني للإرتياب والشك في نفسي وقدراتي ، وأصل لاستنتاجات تهز ثقتي في نفسي وتخفض إحساسي بقيمتي الذاتية وهذا ما سيسوء حالتي أكثر ويعمق إحساسي بالاكتئاب أكثر وأكثر .


بقلم جمال نفاع 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/27/2021 12:56:00 م

معرفة الإكتئاب و وصفة الطبيب وخطوات الحل المناسبة لتجاوزه

معرفة الإكتئاب و وصفة الطبيب وخطوات الحل المناسبة لتجاوزه

معرفة الإكتئاب و وصفة الطبيب وخطوات الحل المناسبة لتجاوزه



 من فترة ليست ببعيدة ، كنت أمشي في الشارع رأيت شخصاً فدفعني الى داخل المحل ، فاصطدم رأسي بجانب ورأسي بقي يؤلمني عدة أيام ولا يوجد تحسن ، 

ما زلت أشعر بصداع وألم ، إلى حد أنني قررت الذهاب الى طبيب ، 

الطبيب بعد أن حدد الإصابة كتب لي دواء ، وقال أن آخذ هذا الدواء بصورة يومية ، 

أنا قد استغربت جدا أن الطبيب قد كتب لي الدواء مع انه ليس الذنب ذنبي ، فالحائط والرجل هما الذين دفعنوني ،فهما السبب ، ودخلت بنقاش مع الطبيب أنه لست أريد دواء لي ، وبقيت مصراً على كلامي 

 ولما رأيته مصراً على عدم تغيير الدواء ، فطلبت منه كتابة دواء للشخص الذي دفعني وسأبحث عنه واعطيه إياه ، 

إلى الآن ممكن أن تستغرب طريقة تفكيري ، فممكن أن تتهمني بالجنون ، 

لكن أنت لو قد مررت بحالة اكتئاب قبل هذا فسترى أشخاص نفسك تعمل مثل مافعلت أنا بالضبط ، فأنت تعبان ومريض وبنفس الوقت تتخيل أنك لست محتاجا للدواء وانك لست أنت المحتاج للدواء ولا أنت المحتاج أن تتغير ،

  •  فبرأيك الذي صدمك بقوة هو الذي واجب تغييره؟
  •  أو ترى أن الشخص الذي دفعك هو المفروض أن يأخذ الدواء من أجل تغييره ؟

 فالتفكير بهذه الطريقة ليس غير منطقي فقط ، بل خارج نطاق السيطرة أصلاً ، فالمنطقي والصحيح أن تأخذ الدواء وأنت الذي تتغير .

اسمحوا لنا بالنظر في وصفة الطبيب ، ففيها خمس أصناف أو أفكار المفروض أن اقوم بهم : 

- المعرفة : 

فالذي يعطي للاكتئاب ميزته عن أي مرض آخر هو انك ممكن أن يكون لديك اكتئاب وأنت لا تعرف أصلاً ، 

فطبيعي أن تتألم لفقدان عملك أو مالك أو خسران شخص تحبه أو تتعرض لمشكلة ،

 لكن ليس من الطبيعي أن يكون هذا نهاية العالم لديك ،فبعض التغيرات الحياتية السلبية طبيعي أنك تحس بمشاعر سلبية ، لكن عند تكرار هذه المشاعر يوماً بعد يوم وبحجم مبالغ فيه فهذا يدل على احتمالية كبيرة إنك تعاني من اكتئاب 

 فكلما كانت معرفتك بوجوده أسرع كلما كان حله وإمكانية التحكم فيه أسهل 

 لنتابع منطق أمي وهي تغسل الصحون بعد الأكل ولنتخيل أن أمي قد طبخت اليوم معكرونة لأنني أحبها ،فأسهل مجهود لتنظيف الطباق بعدما أكلنا فيها هي أن يتم غسها بعد الأكل فوراً ،

 وكلما تركناها في الحوض أكثر كلما لزق فيها بقايا الأكل أكثر وسنواجه صعوبة بتنظيفها ،

فلا تنتظر أن الاكتئاب يحل نفسه بنفسه لأن هذا لن يحصل وكلما يمر وقت بدون اتخاذ رد فعل عليه ولا تعالجه كلما سيزيد خطورة ويزيد الوضع سوءاً .


فبعد أن اعترفنا بالاكتئاب ندخل في الخطوة الثانية 

يتبع في الجزء الثاني ...

بقلم جمال نفاع 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/17/2021 07:24:00 م

 مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز 3

مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز
مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز 


نحن شبه مجبورين إن نرى الامور تسير بشكل مغلوط ، فإن هذا حتماً بسبب شخص سيء لديه نوايا سيئة هو السبب ، فالغريزة هذه تجعلنا نبالغ في شيطنة أفراد أو مجموعات محددة ،تجعلنا نبحث عن طرف مذنب ، مشكلة التفكير بهذا الشكل أنه يضعف قدرتنا على حل المشكلات التي كانت ستمسح لنا بمعرفة منعها من أنها تحصل مرة ثانية ، فنحن أوجدنا السبب فلماذا نبحث عن تفسيرات ثانية ونوجع دماغنا 
 سيبقى شكل العالم وهو في دماغنا مشوه ، فيوجد عدد من الاشرار يعملون مصائب في الدنيا ، فلأجل ذلك من المهم السيطرة على الغريزة هذه 

 اكتشف لعبة اللوم التي تلعبها 

، هل أنت توجه الاتهام لرجال الاعمال الاشرار أو للصحفيين الكذابين ، فغريزة اللوم تجعلنا ننسب للأفراد قوة ونفوذ أكثر مما هم يستحقون في الشر وفي الخير 
فأغلب القادة مثلاً أقل نفوذ بكثير مما نحن متوقعين ، فهم اصلا يستخدمون الغريزة هذه عندنا وينسبوا لنفسهم نفوذ أكثر بكثير من حجمهم الحقيقي 
فلو أنت تريد تغيير عالمك يجب ان تفهم أن إتباع غريزة اللوم لا يفيدك في شيء لأن إلقاء اللوم على شخص سيحرف تركيزك غالبا عن تصورات ممكنة أخرى ، وسيحجم قدرتك على منع شكل مماثل في المستقبل ، فمن أجل التحكم فيها بشكل قاطع دائماً ابحث عن الأسباب وليس الأوغاد 
فعندما تجري الأموربشكل خاطىء فلا تبحث عن فرد او مجموعة تلومها وتقبل أن الأمور السيئة ممكن تحصل من غير نية سيئة ، وبدلا من هذا اصرف طاقتك على فهم الأسباب المتعددة المتفاعلة أو النظام الذي أحدث هذا الوضع .

- خامس وآخر غريزة هي غريزة المنظور الفردي :

 في لحظة بصيرة تأتي للشخص فينا ، بتبقى مثيرة جداً لأنها تجعلنا نحس وفيها لمبة نورت في دماغنا ، لنضرب مثال تتوضح فيها الفكرة .
رجل ما يجلس باجتماع مع اشخاص ويتناقشوا عن اختراع جديد اسمه طيارة ، فهو وسط هذا الكلام لمعت فكرة في دماغه ، وقال لهم مستحيل أن يكون هناك شيء اسمه طيارة من المعدن
وامسك قطعة معدن ورماها في الجو وأراهم كيف سقطت ولم تطير ، ثم قال مستحيل أن تطير
  نحن نستمتع جداً بالشعور أننا فعليا نعلم كل شيء  ،فهذا الشعور يسمح لنا باستعمال معرفتنا وفهمنا المحدود في محاولة تفسير كل شيء ، ويجعلنا دائماً نظن بأن لدينا  حلول بسيطة لو تمت سيبقى العالم اجمل 
 فمثلا كل المشاكل لها سبب واحد هو التدخل الحكومي في السوق أو هو تخفيض الضرائب أو عدم المساواة بين الجنسين ،
يوجد مثل يقول " إذا بيد طفل مطرقة فسيرى كل شيء عبارة عن مسامير " 
 أنت عند امتلاك خبرة قيمة في مجال المال فيبقى بداخل نفسك أفكار وحلول  تكون مستخدمة في كل شيء ، فهذا سيسمح لك أن تبحث عن طرق يمكن استخدام معرفتك ومهارتك هذه فيها خارج نطاق فائدتها الفعلية

- خامس وآخر غريزة هي غريزة المنظور الفردي :

ولأجل التغلب على الغريزة هذه يجب ان يكزن معك دائما صندوق عدة وليس مطرقة فقط ، فالمشاكل يكون لها زوايا عديدة ، فكن متواضعا في الشيء الذي لا تعرف عنه شيء ، وتعرف حدود خبراتك وحدود خبرات الآخرين ، ولا تدعي الخبرة خارج نطاق اختصاصك الذي تفهم به 

 ودوما ضع في بالك بأنك في الإختصاص الذي تفهم فيه تتمنى أن تستخدمه في أي وقت وهذا ينتهي الى عدم تحليل الامور كلها بشكل عميق ، وتبالغ في أهمية استخدام الأداة لديك 
فعندما ترى رؤيتك وحلولك بسيطة فابحث عن ناس آخرين معهم أدوات اخرى وتمعن في بقية العدة .

بقلم جمال نفاع 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/17/2021 05:37:00 م

 مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز 2

مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز 2
مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز 2 


و لأجل أن تتعلم كيفية السيطرة على الغريزة هذه عندك فأنت محتاج لكيفية تمييزها 

فإذا لفت انتباهك رقم صغير أو كبير فأنت محتاج لرقم آخر لتقييم هذا الرقم ، فهل هو يعتبر كبير أو صغير ، 

حادثة بقيمة واحدهي شي كبير لو انك وضعت مقابلها اخرى تكن قيمتها صفر ... لكن لو أنك وضعت مقابلها أخرى بقيمة ألف ..فيبقى الذي يستحق الاهتمام هي الناحية الثانية ، فأنت هنا تضع الامور في نطاقها الصحيح 

الأرقام لوحدها تبقى مضللة لذلك دائما قارن الأرقام 

رتبدائما ما يجري معك واسعى للمقارنة مع نموذج آخر فهذا سيجعلك تتغلب على غريزة الحجم ويشعرك بالواقعية .

- ثالث الغرائز هي غريزة الخوف :

في صحف ومجلات اليوم ..كانت العناوين التالية ...

  •   حالات الملاريا مستمرة في الانخفاض حول العالم
  • غداً سيكون الطقس معتدلاً 
  • زلزال في أفريقيا 
  • حروب في آسيا 
  • أمراض وفيضانات في أمريكا 

فلو أنت رئيس تحرير أي عنوان ستختار   ؟ 

على الأغلب الثاني ، لأنه كلما كانت القصص درامية أكثر كلما استحوذت على انتباه الناس أكثر  لأن للأحداث الغريبة أهمية اخبارية كبيرة أكثر من الأخبار اليومية الطبيعية العادية 

الأخبار أو القصص ترسم في دماغنا صورا .. فلو أننا غير منتبهين لها ستصدق ان الغريب هو المعتاد ، وان صورتها هي التي يدور حولها العالم فعلاً ،  بمعنى آخر أن غريزة الخوف تستطيع بشكل منهجي تشويه الشكل الذي نراه من العالم ، لذلك من المهم التعرف على هذه الغريزة ونميزها بأننا لا نصدق بسرعة ،

 عندما نرى عنوان رئيسي كبير و درامي نحاول أن نرى الحقيقة التي وراءه ، ويجب أن نتعلم التفريق بين المخيف والخطر ، فالشيء المخيف يشكل خطرا متصورا لكن الشيء الخطر يشكل خطر حقيقي ، فحوادث الطيران مثلاً شيء  مخيف وليس شيء خطر ، فلو تعاملنا معها على إنها شيء خطر فنحن بهذه الطريقة سنفرغ طاقتنا وانتباهنا في الإتجاه الغلط ، فالأشياء المخيفة ليست بالضرورة أشياء خطرة ، فخوفنا منها يجعلنا نبالغ حاليا في تقديرها 

لأجل ذلك احسب بنفسك الخطورة قبل الإحساس بالخوف ، فالخطورة التي يسببها شيء لك ليس بالضرورة أن تعتمد على مدى إثارته للخوف في نفسك ، لكن هي حاصل ضرب شيئين ...مقدار خطورته ومقدار حصوله معي .

- رابع غريزة هي غريزة اللوم :

تخيل أنك جالس بفندق ، وأنت تعمل حمام رأيت مقبض الماء الساخنة لم ينزل ماء ، ومرة واحدة رأيت نفسك انحرقت بماء سخنة جداً ، فهل تتوقع كيف سيصير رد فعلك ؟

ستشتم الذي ركب الحنفية وتبقى تريد ضربه ، وبعدها ستتضايق من الناس الذين في الغرفة بجنبك لأنهم فتحوا الماء الباردة ، لأجل ذلك انت انحرقت ، وممكن أن تشتم أصحاب الفندق ، لكن ولا واحد منهم يستحق اللوم ، فلا يوجد أحد تسبب في الذي حصلك ولا أحد تعمد إيذاءك ، فأنت الذي اذيت نفسك لأنه لم يكن لديك الصبر الكافي على فتح حنفية الماء السخنة بشكل تدرجي ، فغريزة اللوم هي غريزة إيجاد سبب واضح بسيط عند حدوث اي امر سيء ، فغريزة إيجاد كبش الفداء موجودة في جوهر الطبيعة البشرية .

يتبع في الجزء الثالث ...

بقلم جمال نفاع 


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/16/2021 08:35:00 م

 مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز

مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز


عزيزي القارئ كما تعلم إن العالم مليء بالأحداث والمعلومات 

وتأكد أنك لو تعرضت لكل هذه المعلومات طوال الوقت فإنك ستصاب بالشلل ، من أجل ذلك لديك مصفاة لحمايتك من هذه الضوضاء وإلاستغراق في بحر من المعلومات المتراكبة و بالتالي شعورك بالتشتت و الضياع. 

إلا أنَّ مصفاة الانتباه يوجد بها عيوب متعددة، مثل ثغرات غريزية، والغرائز هذه تقوم بتمرير المعلومات بشكل مغلوط ليس من المفروض أن تمر، والمشكلة أن هذه الثغرات تجعلنا نفكر بطريقة خاطئة كما أنها تكون نقطة ضعف لدينا يتم استغلالها من قبل أشخاص آخرين.

دعونا الآن نتعرف على أولى هذه الغرائز ألا و هي: 

غريزة الإلحاح : 

للأسف يتم استغلال هذه الغريزة ولكن لماذا وكيف؟! إنها تجعلك تتصرف بشكل سريع إنفعالي خالي من التفكير و التروي.

مثلا: تجد إعلان ما يحثك على شراء منتج ما بسبب وجود العرض و الذي سينتهي خلال وقت قصير، تحت عنوان الجملة المعهودة "اشتري الآن واحصل على خصم أسبوع" غريزة الإلحاح ستقوم بتحليلها على النحو التالي إما أن تشتري الآن أو أنك فقدت هذا العرض إلى الأبد". 

دعونا نذكر مثال آخر، الإنسان و على مر العصور عندما يمشي في الغابة يعتقد بوجود أسد مختبئ و مترصد له وهذه الغريزة تدفعه لا شعورياً للاختباء أو المشي بطريقة حذرة أو حتى إلى الركض. وبهذه الطريقة استطاع الإنسان أن يحمي نفسه من أن يكون فريسة سهلة للأسد أو الحيوانات المفترسة الأخرى. 

حسنا إذا كانت هذه الغريزة قد حافظت على حياة الإنسان قديما إلا أنها أصبحت تضللنا في الوقت الراهن، وذلك لأنها تزيد من صعوبة السيطرة على أنفسنا ، فهي تشجعنا على اتخاذ القرارات السريعة الخالية من التفكير العقلاني، وتزيد من خطأ أن لا نفكر بشكل تحليلي ، لذلك يجب أن نعرف كيف يمكننا السيطرة على نفسنا.

أنت الآن تسأل نفسك كيف يمكنني التحكم بذاتي و أن لا كون عرضة لهذه الغريزة؟ ،سأعطيك المفتاح الذي يساعدك على كشفألعوبة هذه الغريزة. 

  • انتبه على النص الذي وضع أمامك و ركز انتباهك على كلمة الآن. 
     فعندما يقول لك شخص يجب عليك أن  تتصرف الآن فتأكد أنه مؤشر ليشعرك بالتردد.
    إنه يستغل الغريزة لديك ليمنعك من التفكير بوضوح ، و الحل الصحيح أن تقوم بالاسترخاء لأن ما يطلبه منك غير منطقي، والأمر ليس بملح إلى الحد هذا، و من الممكن أن تتوضح لك هذه الخدعة عندما يقوم الشخص بالحث بطريقة مبالغ فيها.

و ختاماً على هذه الغريزة يمكنك أن تستخلص منها هذه النظرية "عندما تجد نفسك أمام موقف ما بحاجة  أن نقوم بشيء حازم حالاً أو أن تننسحب منه حالاً ، فإن كلمة حالاً هذه تجعلنا نتوقف عن التفكير ونستسلم للغريزة ونأخذ قرارات متسرعة" ، عندها خذ نفساً طويلاً وخذ الوقت الكافي للتفكير ملياً لأنه بالتأكيد توجد خيارات أخرى غير الخيارين المعروضين عليك.

غريزة الحجم :

نحن في بعض المواقف نهول االأمور ولا نعطيها حجمها الطبيعي. وهذا أمر شائع بين جميع البشر.

لذا يجب الانتباه إلى أن هذه الغريزة ممكن تخطأ في تقدير أهمية حالات فردية وممكن أن تجعلك ضحية لتخيمك للأمور.

ونجد أن وسائل الاعلام هم أكثر من يستغلون هذه الغريزة ،فالصحفيين مثلاً يعرفون تماماً كيف يحولون أي حدث ما أو حقيقة إلى مصيبة أو حتى كارثة ضخمة، فتخيل مثلا وجود حادثتين، الأولى فحواها أن سيدة ما قتلها زوجها ، والثانية قتلها كلبها، خمن الآن أي الحادثتين ستكون عنوان رئيسي على الصحف الإخبارية ،فالاثنين يتناولان قصة قتل سيدة.

 وو يجب الإشارة إلى أننا لا نقلل من قيمة إحدى الحادثتين على حساب الأخرى، فالحادثة الأولى اعتدنا حدوثها و سماعها  لكن الحادثة الثانية نادرة الحدوث.

فأي الحادثتين تستحق ذكرها كعنوان رئيسي أو أن تكون عنوان لحملة توعية مثلاً وتستحق تسليط الضوء عليها بشكل أكبر.

فالمشكلة هنا أن هذه  الغريزة تجعلنا نوجه انتباهنا وتركيزنا باتجاه الحالات الفردية ونتجاهل الحالات المنتشرة بشكل حقيقي.

يتبع في الجزء الثاني ...

بقلم جمال نفاع 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/15/2021 08:29:00 م

طريقة تربية الأطفال وانعكاسات الأسر المؤثرة سلباً على تنشئتهم

طريقة تربية الأطفال وانعكاسات الأسر المسممة على تنشئتهم
طريقة تربية الأطفال وانعكاسات الأسر المؤثرة سلباً على تنشئتهم


- الطاعة :

وتدل على العضلات التي تحرك كيان الاسرة ، التي تجعلنا ننتمي اليها ويربطنا بكياننا الأسري ويمدنا بمعتقدات وقواعد التي بحكمها يجب أن تكون مطيع ، فلو كانت القواعد منطقية والمعتقدات سليمة ستخلق علاقة صحية ، لكن في حال كانت القواعد مسيئة والمعتقدات سيئة فالعلاقة ستكون مدمرة وتشوه كيان الأفراد ، فتكون الطاعة المفروضة على الطفل هي سبب إتباع سلوكيات مدمرة للذات .

فلو أتيت بشخص ولد باسرة مسيئة وطلبت منه هو أن ينظر بشكل جيد في معتقدات الأسرة هذه وتأثيرها عليه ، فهو ممكن أن يتركك ويمشي ولا يرد عليك ، لماذا ؟ ، لأنه تعود على الطاعة العمياء ، فهذه الطاعة تمثل أنماط سلوكياتنا وتعيق تحركنا ونمونا ، لكن نحن نستطيع طرد هذه القواعد ونحل المشكلة بالتركيز على الأمور وإظهارها للسطح ، لأنها في الوقت التي تكون واضحة لنا ففي وقتها سيكون معنا حرية الاختيار والتصرف فيها .


- الحدود :

فالذي يميز الاسرة السليمة عن غيرها هو قدر الحرية التي يتمتع بها أفرادها ، والحرية هذه ليست فقط في الخروج والمصاحبة لكن الحرية في التعبير عن النفس في الطلب والرفض كشخصيات مستقلة وتنمية الشعور بالكفاءة و احترام الذات ،  وهذه تكون بالقدر الكافي لأفراد الاسرة بحيث ما يتمرضوا وبنفس الوقت ليس ممنوع عنهم أي شيء ، أما الأسر المسيئة فهي التي تحبط قدرة أفرادها على التعبير عن أنفسهم ، فالجميع يجب أن يتصرف وفق رؤية الأب والأم ، فالجميع يجب أن ينصهر في بعضه بغير حدود واضحة وفصل الشخصيات عن بعضها ، وهذا ما يسبب للطفل نذوب وكدمات .


- الإصلاح أو العلاج :

هذه الوسيلة ليست ببديلة عن وسائل العلاج لكنها مكملة لها ، ولن تصلح كل شيء بلحظة لكنها ستفتح لديك طرق جديدة ستفيدك ، فلأجل أن تصلح نفسك يجب عليك أن تكتب خمس رسائل ، رسالة للمعتدي ، ورسالة للوالد الآخر ، ورسالة للطفل الذي في داخلك ، ورسالة تعبر فيها عن قصتك بشكل خيالي ، ورسالة لشريك الحياة في حال وجوده ،  وليس بشرط أن تبعث هذه الرسائل بل المهم أن تكتبها بشكل دوري ، وممكن أن تكتب هذه الرسائل لقياس مدى تقدمك في العلاج وملاحظة الفروق فيما بينهم .


* فرسالة المعتدي عبر فيها عن مشاعرك وغضبك بالدرجة الأولى .

* رسالة للوالد الصامت وخاصة الأم إن كنت قد أخبرتها ، فلو لم تُحمل الموضوع على محمل الجد ، سيكون لديك غضب كبير تجاهها ، كالغضب من غياب الحماية ، و من عدم تصديقها، و لومها لك…

* رسالة للطفل المدمر بداخلك ، وتعتبر هذه أهمهم وأصعبهم ، ستبدأها بلعب دور الوالد المحب للطفل بداخلك ،الذي يحمي ويُطمئن ، فمده بالعاطفة والمشاعر والدعم .

*رسالة لشريك الحياة ، تحكي له فيها عن آلامك وتأثير هذا على علاقتكم الحالية.

* الحكاية الخيالية ، فاكتب قصتك بلغة تصويرية خيالية ، فالحكاية الخيالية تكون بصيغة الراوي، لا من منظورك الشخصي.

لا تقل (أنا)، قل (هو) أو (هي) فهذا سيساعدك هذا على رؤية عالمك الداخلي من زاوية جديدة أكثر موضوعية، وسيساعدك أيضًا على ترك مسافة انفعالية بينك وبين آلام طفولتك.

بقلم جمال نفاع


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/15/2021 08:22:00 م

 طريقة التعامل مع الغضب وتعاملك مع الآخرين وافضل الطرق للسيطرة على الغضب  1

طريقة التعامل مع الغضب وتعاملك مع الآخرين وافضل الطرق للسيطرة على الغضب
طريقة التعامل مع الغضب وتعاملك مع الآخرين وافضل الطرق للسيطرة على الغضب  

طريقة التعامل مع الغضب :

فالتعبير عن غضبك بطريقة صحيحة أو تديره بطريقة مناسبة ، فتوجد ثلاث مراحل اساسية محتاجين أن نسير عليها :

-  بطء سرعتك :

حاول تشتت عقلك عن الحالة الانفعالية الطارئة للتقليل من اندفاعك ، عن طريق الاختيار في عقلك أي نمط تافه تبحث عنه في محيطك ، فممكن أن تعد الأشياء الزرقة في المكان أو تحاول البحث عن الأشياء المستديرة .

- سيطر على خوفك :

الخوف دائما يأتي متخبي وراء الغضب لكن نحن لا نأخذ بالنا منه ، فأنا مثلا تعرضت لهجوم وأنا عائد الى البيت ، خائف من الأصابة الجسدية ، وبنفس الوقت غاضب من تهديد أمني ، فأنا غضبان من رفضي من عملي وبنفس الوقت خائف أن أفقد احترام الناس ولا أحصل على الأكل ، فمن أهم الأسباب التي تفقد فيها السيطرة على غضبك هو الخوف ، ولتعرف أن تسيطر عليه من الأفضل تحايد هذا الخوف ، فتقدر تعمل هذا من خلال تتبع السبب الحقيقي وراءه ، فسترى أنه بلا أساس على الأغلب ، وتدمج الحقيقة مع الخيال ، ولا تحصل الكوارث التي في بالك ولا أي شيء منها ، فنفرض أننا سيطرنا على الخوف ، وننتقل منه الى طريقة التعبير المناسبة :

أول نقطة هي التعبير بطريقة غير عنفية ، حتى العنف اللغوي يجب تركه فلا تقول مثلا " إياك أن تعمل هكذا " أو " إذا عملت هكذا ستندم " ، وقل مكانهم " أنا في رأيي كذا " أو " أنا أكره كذا " ، والأفضل أن تبدأ بشيء إيجابي قبل أن تقول الشيء السلبي ، فعلى سبيل المثال " أنا استمتعت بالعمل معك في السنة التي فاتت ، لكن في الفترة الأخيرة حصل كذا " ، ويجب الغضب أن يكون مباشر أمام الشخص المعني ولا يوجد لف أو دوران حول الموضوع المحدد ، فلا تفصل بين نفسك ومشاعرك باستخدام ضمير الغائب أو العبارات العامة ، فدوما كن واضح بضمير المتحدث ، فقل مثلا " أنا اشعر بالانزعاج من كذا " 

 ووضح الأساس الأخلاقي للغضب لديك ، وكن مستعد في مناقشة اخلاقيات وأسباب ردة فعلك ، وعندما تنتقد أي شخص فلا تنتقده إنتقاد فيه نوع من الشخصنة بل سلوكه الذي يضايقك ، فحاول أن لا تخرج من الموضوع ولا تدخل أمور ثانوية في النقاش ، ولا تذكر أحداث الماضي البعيد على سبيل المثال ، فكن في اللحظة الآنية

 فلا تلعب دور المحلل النفسي والأخصائي الاجتماعي وتحاول تفسير سلوك الشخص الذي أمامك الذي يضايقك وأنت تكلمه ، فلا تقل له أنه " أنت تعلمت العادة هذه من بيتك " ولا تحلل سلوكه  ، وبصورة عامة ابتعد عن المسميات ، فلو على سبيل المثال امرأة لا تعرف قيادة السيارة وقد ضربت بسيارتك فخليك في هذه الحادثة ولاتتكلم عن سيئات النساء ، فلا تخلق جدال حول الموضوع تدخل نفسك في مسميات عامة .


يتبع في الجزء الثاني ...

بقلم جمال نفاع 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/15/2021 08:21:00 م

 طريقة التعامل مع الغضب وتعاملك مع الآخرين وافضل الطرق للسيطرة على الغضب  2

طريقة التعامل مع الغضب وتعاملك مع الآخرين وافضل الطرق للسيطرة على الغضب   1
طريقة التعامل مع الغضب وتعاملك مع الآخرين وافضل الطرق للسيطرة على الغضب   1


لننقل من التعامل مع غضبك أنت الى التعامل مع غضب الآخرين :

تخيل أنك انسجنت بمكان مع شخص يلبسه عفريت ، ولأنه يوجد شيء مسيطر عليك فهو يكسر جميع الذي في محيطه ، فتعامل مع الشخص في حالة الغضب على أنه ليس بوعيه وكأنه متلبسه عفريت ، فأول نقطة في هذا الموضوع هو أنت تتعامل مع شخص تمنعه حالته الفيزيولوجية من التصرف بعقلانية ، لذلك اجعل هدفك ليس في حل أي صراع في هذه اللحظة ، بل هدفك هو محاولة السيطرة عليه وفقط ،و بالنسبة لأي حل أو محاولة للحل ، فهذه ليست بوقتها أبداً .

فالعفريت هذا تميزه أربع صفات ، وممكن أن تستغل الصفات هذه وتسيطر عليه ، فهو يحب الناس التي تعترف بمشاعره ولذلك يصرخ ، ولا يحب شخص أن يسأله ، ولا يحب أن يجاوب أحد على اسئلته ، ويجب أن يأكل كل دقيقة لكي لا يموت .

اول نقطة 

هي الإعتراف بمشاعر الشخص الغضبان ، فتقول له مثلاً " شكلك هذا كأنك متضايق " وتقول له هذا بطريقة جدية ليس فيها سخرية ، وفائدة هذه النقطة هي أنك تقول للشخص أنك لست بمضطر أن تكمل في الصراخ أو الإساءة لكي يوضح لك شعوره ، فأنت تقول له أن شعوره قد وصل لك ، فبعد أن تكون قد فهمته أنك عارف بمشاعره فلا تستفسر منه على أي جزء منه بكلامه ، فاستفسارك هذا مضيعة للوقت وخطر 

وهذا ليس خطر عليه بل خطر عليك أيضاً ، فضع في بالك أن ليس مطلوبا منك أن تسيطر على حالة غضبه هو فقط فأنت مطلوب منك أن لا تسمح له أن يدخلك في حالة انفعال غير مسيطر عليه ، فانت في كل الحالات لن تحصل على إجابات مرضية لاسئلتك وهذا من المحتمل أن يدخلك في حالة غضب ، 

أجل الاستفسارات هذه إلى أن تنتهي النوبة 

وهذا افضل ، رد على كلامه بالإنصات العكسي ، بما معناه ، لخص الذي يقوله لك وقول له ، فعميل متضايق من المنتج ويشتم ويقول المساوىء 

 فقل له مثلاً " أنا قد فهمت أنك غير راضي عن الخدمة " وبعدها كمل الكلام الذي كنت ستقوله له ، ولا تجاوب على أسئلته بإجابات واضحة ، فهو سوف ينفعل بكلامه من نقطة إلى الثانية ،ومن الأفضل عدم الرد على أسئلته المستفزة ، فممكن أن يهاجمك بغير الحقيقة ويبالغ على سبيل المثال ، فالحل هنا هي استخدام إسلوب الرقم القياسي ، فلو أنت أناني وبعمرك لا تتحمل المسؤولية ، فبأي طريقة يمكن استخدام هذا الاسلوب ؟ 

وأسألك عن شي محدد بعينه ؟ 

 فإياك أن تجاوب على السؤال هذا بوقته فقل له مثلاً " أنك متضايق في هذه اللحظة فلنؤجل النقاش حول النقطة هذه ليوم الإثنين " .

آخر نقطة

 وأهم فكرة ، فلو تريد أن تموت العفريت ، فهو لأنه يريد أن يأكل سينتقد بك ويدفعك بكل الطرق لاستفزازك لتشتمه أو ترد عليه بشيء يضايقه أكثر ، بالتالي سيأكل من الإساءات التي تقدمها له ويظل عايش ، فلا تقدم له أكل بأنك لا ترد على تعليقاته ، فلا تحاول أن تقنعه أنه غير عادل أو غير منطقي في اتهاماته 

 فشخص ما مثلاً  يقول للثاني وهو غضبان هل تذكر لمَّا خسرتنا العميل كذا لما عملت الخطأ كذا ، فالثاني يرد عليه أن خسارة العميل كانت فعلا مشكلة كبيرة بالنسبة للعمل لدينا ، هو هنا أشعره أنه موافق على كلامه من غير أن يوافق عليه تماماً ، فلو عملت بهذه الطريقة وبينت له أنك موافق معه على الخطوط العريضة في الكلام ولا تحاول أن تواجهه فهنا لا ترد عليه بطريقة يغذي الغضب لديه أو سيتوقف لوحده . 

بقلم جمال نفاع

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/15/2021 08:17:00 م

 طريقة تربية الأبناء وانعكاسات الأسر المسممة على تنشئتهم

طريقة تربية الأبناء وانعكاسات الأسر المسممة على تنشأتهم
طريقة تربية الأبناء وانعكاسات الأسر المسممة على تنشئتهم

التبرير :

فهو فخ ممكن أن تنصبه لنفسك ، فأنت تبحث عن أعذار أو مبررات لرفض اهلك الاعتراف فيك أو إنكاره عليك ،فأنت بنفسك تحول أمر مقبول لأمر غير مقبول ، فأكيد في مثال الفتاة في المقال السابق أنها لن تعترف بتحرش الشخص فيها لقطع دابر الفضيحة من أولها ،فالتبرير يساعد على التعامل مع الضغط ويسمح لصاحبه أن ينكره بشكل جيد  ، فهي خطوة مكملة للإنكار ، فكما الإنكار يأتي بالمشاكل ولا يحلها فكذلك أيضا التبرير يأتي بالمشاكل ولا يحلها ، فالغضب الذي حبسته في داخلك لا يتفكك بل يخرج في أشكال مختلفة فسيخرج على نفسنا أو على ناس أخرى ليس لها ذنب أو على أشياء أو حيوانات أيضاً ، فنحول مشاعرنا من شخص سبب لنا الأذى إلى هدف ثاني أسهل ، فلو البنت التي تعرضت للتحرش اعترفت منذ البداية أن والدتها لم توفر لها الحماية المناسبة وأنها ليست راضية تعترف بتقصيرها وتخلت عن المبررات ، فلا كان هذا ظهر في علاقتها بزوجها وأولادها وحياتها بشكل عام ، لكن هي ظلت كاتمة للغضب وظنت أن المشاعر السلبية راحت بلا رجعة ، لكن المشاعر لم تذهب بل نقلتها فبدل أن يكون الغضب تجاه والدتها أصبح تجاه أي شيء آخر كأولادها مثلاً ، هذا يالنسبة لكِ ولك .
اسمحوا لنا ان نفهم قليلا حول النظام الذي في محيطكم ، فالأسرة كلها على بعض ، فنحن نستطيع أن نقول أن نظام الاسر المسممة يتكون من اربع نقاط :

- المعتقدات :

 المتعلقة بنظام تعامل الأباء مع أبنائهم والذي يتوقعوا منهم ،فمثلا أسرة ترى أن الطفل من حقه أن يكون لديه أصدقاء ، وأسرة ثانية ترى أن الصداقة خط احمر ، فالمعتقدات تحدد اتجاهنا ورؤانا وشكل علاقاتنا وقيمنا الاخلاقية طول حياتنا ، فالأب الحنون يرى احتياجات أولاده ويحترمهم والمسيء يدوس عليها ويتجاهلها ، والمعتقدات بشكل عام نوعين :
* منطوقة أو معلنة وواضحة وصريحة وتقدر أن تسمعها ونستطيع أن نتحداها ونفحصها ونحللها أو نتجاهلها ونستبدلها بمعتقدات ثانية ملائمة لنا أكثر كاعتقادك أن الطلاق امر خطأ لكن عندما تفكر من الممكن أن يكون هذا مأخوذ من أهلك ، فالمعتقدات المعلنة أمرها سهل ، فهي عدو واضح وتستطيع تلمسه  * المعتقدات غير المعلنة : فمن الصعب رفض معتقد أنت غير مدرك أنه عندك ، فالمعتقدات غير المعلنة ممكن أن تملي علينا افتراضات أساسية عن الحياة ، فهي تحت سطح الماء ، فالتي كان والدك يعاملك فيها أو والدتك فهذا سيرسل لك رسائل غير مباشرة عن نفسك مثلاً .

- القواعد :

فالقواعد يستمدها الوالدين من المعتقدات في دماغهم ، وهي نوعين :
* معلنة ، كالفتاة ممنوع عليها تأخذ ميراث مثلاً * غير معلنة وهي لا يتكلم عنها أحد لكن الجميع ملتزمين فيها ، كعدم التكلم عن شيء يزعج الأب ، أو لا تقدم على شيء يثير غضبه أو أن لا تكون سعيد أكثر من أخواتك ، فهذه القواعد لم يتم التكلم عنها بشكل مباشر لكن السلوكيات تتنطق عنها وترسل رسائل واضحة . 


بقلم جمال نفاع

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/15/2021 08:06:00 م

 طريقة تربية الأطفال وانعكاسات الأسر المسممة على تنشئتهم 

طريقة تربية الأطفال وانعكاسات الأسر المسممة على تنشئتهم
طريقة تربية الأطفال وانعكاسات الأسر المسممة على تنشئتهم 
الآباء والأمهات يزرعون داخل نفوس أولادهم بذور عاطفية وذهنية تنمو معهم ، بعض الأسر تكون بذورها إحترام واستقلال وحب ، وتوجد أسر أخرى تكون البذور خوف إلتزام مرضي أو شعور بالذنب ، والمقال هذا حول النوع الثاني من الأسر .
سوف نقسم المقال قسمين : - قسم حول الوالدين المسممين - القسم الثاني حول السلوكيات التي تساعدنا على العمل مع أذى الوالدين القديم والحالي .
- أيَّ أب أو أم لديهم عيوب تربوية هذا من طبيعة الحياة ، وخصوصا في مجتمعات لا ترى في التربية أو التأهيل للزواج أو العلاج النفسي شيء مهم ويجب على الناس تعلمه ، فهم أكيد سيخطئون لأنهم غير متعلمين أي شيء ، وأيضاً لا يوجد أب وأم مثاليين ، فأي والدين قد تتسيد عليهم نزعات السيطرة أو الإهمال أو الأذى ، فهم بشر عندهم مشاكل كباقي الناس ، فلو أنهم يصرخون لكنهم يقدمون قدر كافي من الحب والتفهم فهذا لن يشكل مشكلة بل سيجعل الاطفال يتغلبوا على نتائج الغضب لديهم مثلاً ، لكن هناك عدد من الأمهات والآباء تكون سلوكياتهم سلبية وفقط ، ويسيطروا على حياة أولادهم بالكامل ، فهؤلاء هم المؤذيين .
لماذا استخدمنا لفظ سام ؟
لأن أذى الأباء والأمهات كالسموم الكيميائية ضررها يؤثر على حياة الطفل وينمو الطفل ومعه ألمها ، والهدف من المقال ليس تغيير الوالدين ، بل العكس ، قبولهم فيؤدي لحل جزء من المشكلة ، فالهدف من المقال هو تخليص نفسك من آثار المشاعر السلبية عليك ، وهذا مما لا يحصل بشكل سحري ، فهي رحلة صعبة تحتاج منك لشجاعة وصبر.

فلماذا يتأثر الطفل بنظرة والديه وكلامهم ؟

لأن نظرة الطفل لأبوه وأمه وهو صغير تبقى مثالية جداً ، ينظر لهم كأنهم آلهة ، وهذه النظرة من حاجة الطفل لهم ومدى تلبيتهم إحتياجاته ، وأيضاً الطفل يكون ضعيف وعاجز ليس عنده القدرة على رد العدوان والشكوى لأحد أو يتخذ قرار يبعد عنهم ، فهو صغير يستحمل الظروف وهو صامت تحت رحمتهم ، في حال لم يرى الأذى الذي تعرض له تربية وأنه هم يعملوا هكذا لمصلحته ، فلأنه يحبهم يتقبل الإهانة والأذى ، وممكن أن يقنع نفسه أنه سبب المشاكل ويشعر بالخزي ، وليس أن والديه هم المؤذيين مثلاً ، فالمعتقد هذا يساعده على تجنب الحقيقة المؤلمة المتمثلة بأن أبوه وأمه سببوا له الاذى .
الخطوة الاولى في رحلتنا التي تكلمنا عنها أنه الشخص المتعرض لهكذا ظروف يمتلك الشجاعة لمواجهة الظروف هذه بأنه ليس هو السبب وإنما السبب في أهله .
فلو تكلمنا في تفاصيل فأنت محتاج لهدم جدارين ، جدار الإنكار وجدار التبرير ،  فالإنكار آلية دفاعية تقود الشخص للنجاة ، وكطفل، فكنت محتاج له لأن الاذى كان ثقيل عليك ، لكنك الآن كبير في الوقت الحالي ومازلت تستخدمه ،فمثلا شخص تحرش ببنت فأمها من أجل أن لا تدخل نفسها في دوامة تكذب البنت وتقفل الموضوع  ،وممكن أن تتهم البنت بأنها تتعمد الكذب لأنها تدمر حياتهم فالبنت تقيم لها السبب وتقرر عدم التكلم لأحد وتنكر أن هذا حصل أصلاً ، فالإنكار هنا لتقليل من خبرة حياتية مؤلمة ونحن نستخدمه لكي ننسى عما عملوه الوالدين معنا ، ونظل ننظر لهم ذات النظرة المثالية التي تكلمنا عنها في البداية ، لكن الإنكار ثمنه غالي ، فأنت تضغط على الذي في داخلك وتمنعه من الخروج ليثور أكثر وكلما زاد ثورته كلما ضغطت أكثر وأنكرت اكثر ، وهذا طبعا ليس بحل ، فالحل إننا نواجه الحقيقة ونتقبلها حتى لو انعكست علينا بمشاكل ، فالحل أن نرفع الغطاء ونترك الفوران الذي في داخلنا يتفكك ، فسيخرج لمدة صغيرة وسوف نكمل حياتنا بعدها مرتاحين .

بقلم جمال نفاع

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/15/2021 07:28:00 م

 رد الفعل على المعاناة والبحث عن معنى لوجودنا وحياتنا

رد الفعل على المعاناة والبحث عن معنى لوجودنا وحياتنا


في هذا سنتكلم عن المعاناة التي ليس منها مفر .

الحياة من غير قلق :

عادة ما يسألوا أنت ماذا محتاج لتبقى سعيد ؟

سيقول : أعيش حياتي من غير قلق .

لكن يا ترى لو أمنيت هذا الشخص قد تحققت هل سيبقى سعيد فعلاً ؟ ، فأنت غير محتاج الراحة التامة بل محتاج للقليل من القلق والتوتر لتعيش حياة سوية ، فالراحة التامة لن تسبب غير الملل ، فستحسسك بفراغ وإحباط لن ترى تأثيرها بشكل مباشر ، لكن سيظهر على سلوكك بصورة عامة وسترى نفسك تفتعل مشاكل جانبية ليس لها أي داعي ، لتعوض نقص القلق هذا .

فمنصور بالوقت الحالي لديه إكتئاب على سبيل المثال وليس لديه أموال وعاطل عن العمل ، بنسبة كبيرة سيرى أن إكتئابه هو فقره ، فالإنسان عند الإحساس بأنه لا يقدم شيء سيأتيه إكتئاب ، فالأفضل أن تشغل نفسك بأي شيء ، فلو محتاج لعمل فقم بعمل تطوعي أو تمارس الرياضة فسترى أن الاكتئاب قد ذهب .

رد الفعل :

فتحي قاسي مع أطفاله لأن أبيه كان يتعامل معه بقسوة وهو صغير ، وحامد حنون مع أولاده وأيضا أبيه كان قاسي معه ، فاسمحوا لنا بالبحث وراء السلوكين المتناقضين رغم العلة ذاتها ، توجد نظريات تقول أن الإنسان ناتج لمجموعة من عوامل بيئته وظروفه ، لكن هذا ليس في كل الاحوال ، فمن الممكن الإنسان يخرج من هذه الظروف وهذا السجن ،فالظروف ممكن تجبرك على كل شي لكن هناك شيء واحد لا تجبرك على اتخاذه ، هي اختيارك للطريقة التي تتجاوب فيها معها وموقفك ورد فعلك ، فحياتك كلها نتيجة لقرارك الداخلي وليس ظروفك .

العلاج بالمعنى :

لو سألت الناس في الشارع عن ماهو أهم شي في الحياة ؟ ستلقى إيجابات كثيرة ولا أعتقد أنه سيكون فيه البحث عن معنى الحياة ، فلا يوجد في الحياة كلها ، فلا يوجد في الدنيا كلها ممكن تساعد الإنسان أن يتعدى أسوأ الظروف إلا بالإحساس بقيمة حياته ، ومن المهم جداً أن تبحث عن الحكمة من وجودك ، فالمعنى والغاية سيحققوا لك الإستقرار والأمان النفسي ، فابحث عن المعنى وسط الألم والمعاناة ،

 فاسأل نفسك : لماذا أنا عايش ؟ 

فانظر للإجابة وكبرها ، ولو لم تلاقي إجابة ، فابحث عن إجابة ،

 أكيد في حاجة تعطي معنى لوجودك ، حتى لو لم يكن يوجد فاخلق لنفسك معنى ، فالإنسان لديه القدرة على تحمل أي شيء فيها هدف أو غاية ، واسمح للظروف بأي شيء ، إلا أن تفرغ حياتك من معناها ، فالمعاناة تتوقف عن أن تكون معاناة عندما تكتسب المعاناة معنى ، فالمعنى ستجعل الأم تتحمل أي تضحية من أجل اطفالها ، وسيسمح للجندي بالتضحية بحياته من أجل اهله وبلده ، فلو لا تستطيع أن تغير الواقع غير طريقة نظرتك لمعاناتك ، 

حاول أان ترى الهدف منها والمعنى فيها ، فمن الممكن تحويل المعاناة لقيمة ايجابية ، ففترات الحروب تكون مأساوية ويوجد فيها إنجازات بشرية ضخمة جداً ، فاضع هدف للمستقبل واتمسك به ، واعمل عليه ، فسيكون هذا الهدف نور طريقك وسط ظلمة الحياة ، فلو خسرت الأمل ستخسر الرغبة ، ولو خسرت الرغبة خسرت الرؤية ، ولو خسرت الرؤية ستخسر الحياة .

بقلم جمال نفاع

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/15/2021 05:35:00 م

 الخوف غير المبرر والوسائل والتمارين الضرورية لتجاوز حاجزه 3

الخوف غير المبرر والوسائل والتمارين الضرورية لتجاوز حاجزه 2
الخوف غير المبرر والوسائل والتمارين الضرورية لتجاوز حاجزه 3

لننتقل الى الجانب العملي :

* المواجهة :

فأنا عندما أخاف من الكلب فهذا دليل أن لدي استجابة مشروطة ، فأنني أربط الخوف بالكلب ، فلو تعرضت له في الأول سأبقى قلق لكن إذا تماسكت وحدة وحدة فالتوتر سيقل ، الى حد اكتشافي أن خوفي ليس مبنيا على منطق والكلاب لا تعمل شيء ، وبذلك أعيد برمجة الاستجابة المشروطة التي لدي ، واستبدل الشعور بالخوف عند رؤية الكلب بشعور آخر ، والتعرض هذا يجب أن يكون ببيئة محكومة جداً .


نحن نعمل هرم ونرتب به درجات الخوف بحيث يبقى في الأول أقل درجات الخوف ويبقى في الأخير أعلى درجات الخوف ، فأنا اخاف من الحقن ولدي فوبيا منها فسأعمل الهرم بالشكل الذي يكون فيه مجرد التفكير بالحقن هو أدنى درجات الخوف وبعده مشاهدة صور الحقن وبعده مشاهدة شخص يأخذ الحقنة في فيديو وبعده مشاهدة شخص يأخذ الحقنة في الحقيقة وبعده أمسك الحقنة بيدي من غير ما آخذها وبعدها آخذ الحقنة في ذراعي ، فقد رسمنا الهرم لنبدأ بالتعرف عليه من أسفل الدرجات لأعلاها .

بأول السلم ستبقى غير مرتاح لكن درجة درجة سترى أن استجابتك المشروطة على الخوف ستقل ومع التعرض سترى الخوف شبه انمسح وبقيت أنت المتحكم والمسيطر على الموقف بالكامل وعندما تشعر أنك بقيت هكذا وبقيت تقوم أنت بالنشاط عند درجة الهرم الذي أنت فيه مرتاح بشكل نهائي ولا تشعر بأي خوف هنا ننتقل الى المرحلة التي فوقها ، وعندما تتحدى خوفك فجسمك سيعمل عليك ثورة فيبقى يخوفك وأنت غير مستعد بشكل كافي فالادرينالين سيملأ جسمك وقلبك سينبض بسرعة ، وممكن أن تشعر بدوخة وألم في المعدة ، ولا تبقى تمارس التفكير ، وأنت شبه فقدت السيطرة على الموقف وعلى نفسك ، فلدينا ثلاثة أساليب لمقاومة الثورة هذه لو استخدمتهم ستستعيد السيطرة وتسترجع هدوئك : 

* أول سلاح هو تمارين التنفس

 وقائم هذا على نقطتين : التنفس العميق والتركيز عليه ، فأنا آخذ شهيق بعمق عن طريق الأنف لمدة خمس ثواني وحاول اتخيل الهواء وهو يدخل للرئتين وبعدها أقوم بالزفير وحاول أن تركز على حركة الزفير وهو خارج ولو كررت الموضوع عدد من المرات سترى أن قلبك عاد نبضه لمعدله الطبيعي وأنت بدأت تشعر بالهدوء قليلاً .


* ثاني الاسلحة هو الشد التطبيقي

 ، فأنا أقوم بشد عضلات جسمي كلها لمدة عشر ثواني وبعد هذه الفترة أُرخيها لمدة نصف دقيقة وأعود لشدها مرة أخرى وأكرر الموضوع خمس إلى ست مرات فسأرى نفسي بقيت أهدأ بكثير ورجعت سيطرت على جسمي مرة أخرى ، فهذا السلاح مفيد لك لو خوفك قوي لدرجة إيصالك للإغماء ، فلو شديت عضلات جسمك ورخيتها بالتناوب فستقاوم بصورة كبيرة أنك توصل للمرحلة هذه .

*ثالث الأسلحة هو المشتتات المعرفية : 

فنحن استخدمنا السلاحين أعلاه ونجحوا ، فنريد أن نبعد عقلنا عن التفكير بالطريقة التي أوصلتنا للثورة ، فنبعد تركيزنا عن مصدر القلق ونركز على مواقف أخرى ، فمن الممكن أن تعد من الواحد الى المئة ، تسمع شيء أنت حافظه ، تسأل نفسك أسئلة بسيطة لتجاوب عليها وهكذا .

  بقلم جمال نفاع

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/15/2021 05:35:00 م

الخوف غير المبرر والوسائل والتمارين الضرورية لتجاوز حاجزه 1


الخوف غير المبرر والوسائل والتمارين الضرورية لتجاوز حاجزه
الخوف غير المبرر والوسائل والتمارين الضرورية لتجاوز حاجزه 


سوف نتكلم بالمقال حول الخوف غير المبرر أو غير المنطقي من شيء لا يشكل خطورة ، ليكن معك ورقة والمطلوب منك الإجابة عن السؤال ، ممكن تجب بنعم عن الخوف من القاء خطاب أو الخروج على المسرح أو المخافة من الأماكن المرتفعة ، وممكن أن تجب بأنك لا تخاف من شيء بطريقة منطقية .

فتاة كانت ذاهبة تشتري بسكوت من السوبر ماركت القريب على بيتها فالمهم قد اتصلت بصديقتها لتذهب معها ، وصديقتها كانت قد سافرت ، فهي لأن صديقتها غير موجودة قد ألغت فكرة الذهاب لشراء البسكويت أو أجلته لتعود صديقتها من السفر مع إنها كانت تشتهي البسكويت ،

 فهي دائما هكذا لا تذهب الى مكان إلا مع صديقتها هذه  ،فهي إن كانت وحدها في أي تفاعل اجتماعي فهذا ليس بمريح بالنسبة لها ، ويشعرها بتوتر كبير ،

 فلو أتينا بهذه الفتاة وسألناها فماذا تتوقع أن تجب ؟ اذا جاوبت بلا ، أي أنها لا تخاف مع ان لديها حالة فوبيا اجتماعية واضحة جداً ، لكن هي تترجم حالتها النفسية على أنها تطمئن لصاحبتها و تحب  مشاركتها معها وليس على أنه خوف اجتماعي 

فلو جمعنا كل الفوبيا والخوف بدرجات وأشكال بمرض واحد بصورة مجازية ،

فالعرض الاول المشهور هو الأحساس بالخوف والعرض الثاني هو الإنكار ، 

فالناس ينكرون خوفهم ولا يعترفون به فيبرون خوفهم ويعقلوه بطريقة منطقية . بالحالة الطبيعية أنا لا اعترف بخوفي إلا إذا كان واضح جداً ولا يوجد فيه أي شك والناس كلها تراه وقد استنفذت كل محاولات الهرب منه وتسميته وتبريره بكل التبريرات والأسامي التي أقدر عليها ، فأريد أن اعرف هل أنا مصاب بالمرض المجازي أو لا وأنت تقول إذا أنا مصاب به سأنكر وعقلي سيبرر خوفي ويعقلنه ، 

فماذا اعمل ؟

فنحن ممكن أن لا نكشف المرض من خلال الأعراض التي تلازمه ، لكن نستطيع رؤيته بطريقة ثانية وهي من خلال علاجه ، فأنت ممكن أن تخفي الاعراض لكن لا تعرف أن تخفي العلاج ، فكيف الناس تعالج الخوف ؟ بالتجنب 

 فانت تخاف من المرتفعات فسترى أنك تتجنب المرتفعات كرد فعل انعكاسي سلوكي على خوفك منها ، حتى لو بهذه الطريقة تضحي بفرص جميلة بالنسبة إليك ، فراقب العلاج ، فهل أنت تحاول أن تتجنب مواقف معينة ، وهنا ليس لنا دعوة بتبرير بتجنبك لها ، فدعنا نسجل المواقف نفسها ، فأنا مثلا أتجنب التجمعات والسبب العقلاني الذي عندي أن الناس لا تفهمني ، فتخيل كل التجمعات الممكنة ولا يوجد أحد يفهمني ، فأنا أتجنب التجمعات لأنني أشعر فيها بالتوتر لأن الناس لا تفهمني ، بعد توسيعنا لسردنا للمنطق 

 فكيف يظهر هو بمظهر غير متماسك ؟

يتبع في الجزء الثاني ...

بقلم جمال نفاع 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/15/2021 05:34:00 م

 الخوف غير المبرر والوسائل والتمارين الضرورية لتجاوز حاجزه 2 

الخوف غير المبرر والوسائل والتمارين الضرورية لتجاوز حاجزه 1
الخوف غير المبرر والوسائل والتمارين الضرورية لتجاوز حاجزه 12

لدينا قفزة غير منطقية في الجزء الأخير ، فأنا اشعر بالتوتر لأن الناس لا تفهمني ، فهل هذا أفضل تفسير ممكن لشعوري بالتوتر ، فالشخص الذي الناس لا تفهمه لا يتوتر أصلاً ،فإذا أنت سرت ورائي بالطريقة هذه سنكتشف أنا وأنت بالأخير أنه لدي صورة من صور الرهاب الاجتماعي ، لكن للأسف الذي قمنا به الآن أغلب الناس لا تقوم به ، فالناس تستسلم لسلطة الخوف ، فيريحوا تفكيرهم ويشكلوا حياتهم على تجنب والهروب من المواقف التي يخافون منها .

 فإذا أنت تريد الخروج من السجن هذا ، فماذا تعمل ؟ 

اسمحوا لنا ان نقسم المقال الى جزأين ، نظري و عملي ، 

الجانب النظري :

الخوف غير المبرر يأتي من إنحراف معرفي ، ممكن الانحراف هذا أن يكون مبنى على التعميم ، فلنفترض أنك قد دخلت بتجربة وأعطت نتيجة سيئة ، فأنت تأخذ هذه التجربة وتعملها نموذج ، ولو رأيت شيء يشبهها فأنت أكيد سيحصل معك نفس النتيجة مع التجربة الأولى ، فالأفضل أن اخاف منها واهرب لعدم الوصول للنتيجة السيئة التي حصلت معك في الأول .

فعلى سبيل المثال كان الناس ينظرون إلي على أنني غريب الاطوار ، فلدي خوف من التجمعات ،فلو دخلت بوسط مجموعة فأبقى قلق لانني سأصل للنتيجة السيئة القديمة ، وممكن الانحراف المعرفي يكون مبني على المنطق العاطفي ، فعلى سبيل المثال أنا ليس لدي ثقة بنفسي وأشعر بالحماقة ، فالنتيجة التي سأصل لها هي أن الناس أكيد يروني أحمقاً ، فقد بنيت استنتاجي كله والمنطق لدي على مشاعري والذي أنا أحس به ، وممكن الانحراف المعرفي مبني على التهويل والقفز على النتائج ، فعلى سبيل المثال أمي وأنا صغير كانت تقول لي أن الكلاب خطر ، فأنا رسمت بمخيلتي أسوء سيناريو ممكن فهل إذا اقتربت من الكلب سيعضني والكلب إذا عضني سآخذ الدواء وفيما بعد الوقت يفوت وأموت بعدها ، لكنني لا أريد الموت ، فهذه انحرافات معرفية حول الخوف ، فماذا تعمل بهم ؟ 

ستستحضر المنطق الذي فيهم المبني عليهم الخوف لديك وتحاول ان تتحداه ، فأنت خائف من التجمعات لأن الناس سنتظر لك وتراك غريب الأطوار مثلاً ، استحضرنا الانحراف المعرفي فاسمحو لنا بتحديده بعدد من الأسئلة : 

  • - فما دليلي على الاستنتاج هذا ؟
  • - هل أنا اخلط بين الاحتمال واليقين ؟
  • - هل أنا اقوم بالتهويل ؟
  • - هل أنا استخدم المنطق العاطفي ؟
  • - هل الاستنتاج هذا مبني على مشاعري أو على الحقائق ؟
كل هذا كلام نظري ، و بالكلام النظري الصراحة ضرورية .

لننتقل الى الجانب العملي :

* المواجهة :

فأنا عندما أخاف من الكلب فهذا دليل ان لدي استجابة مشروطة ، فأنني أربط الخوف بالكلب ، فلو تعرضت له في الأول سأبقى قلق لكن إذا تماسكت وحدة وحدة فالتوتر سيقل ، الى حد اكتشافي أن خوفي ليس مبنيا على منطق والكلاب لا تعمل شيء ، وبذلك أعيد برمجة الاستجابة المشروطة التي لدي ، واستبدل الشعور بالخوف عند رؤية الكلب بشعور آخر ، والتعرض هذا يجب أن يكون ببيئة محكومة جداً .

"اقرا المزيد"

بقلم جمال نفاع 
يتم التشغيل بواسطة Blogger.