مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/16/2021 08:35:00 م

 مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز

مصفاة الانتباه في عقل الإنسان والغرائز المتغلغلة فيه وكيفية السيطرة على الغرائز


عزيزي القارئ كما تعلم إن العالم مليء بالأحداث والمعلومات 

وتأكد أنك لو تعرضت لكل هذه المعلومات طوال الوقت فإنك ستصاب بالشلل ، من أجل ذلك لديك مصفاة لحمايتك من هذه الضوضاء وإلاستغراق في بحر من المعلومات المتراكبة و بالتالي شعورك بالتشتت و الضياع. 

إلا أنَّ مصفاة الانتباه يوجد بها عيوب متعددة، مثل ثغرات غريزية، والغرائز هذه تقوم بتمرير المعلومات بشكل مغلوط ليس من المفروض أن تمر، والمشكلة أن هذه الثغرات تجعلنا نفكر بطريقة خاطئة كما أنها تكون نقطة ضعف لدينا يتم استغلالها من قبل أشخاص آخرين.

دعونا الآن نتعرف على أولى هذه الغرائز ألا و هي: 

غريزة الإلحاح : 

للأسف يتم استغلال هذه الغريزة ولكن لماذا وكيف؟! إنها تجعلك تتصرف بشكل سريع إنفعالي خالي من التفكير و التروي.

مثلا: تجد إعلان ما يحثك على شراء منتج ما بسبب وجود العرض و الذي سينتهي خلال وقت قصير، تحت عنوان الجملة المعهودة "اشتري الآن واحصل على خصم أسبوع" غريزة الإلحاح ستقوم بتحليلها على النحو التالي إما أن تشتري الآن أو أنك فقدت هذا العرض إلى الأبد". 

دعونا نذكر مثال آخر، الإنسان و على مر العصور عندما يمشي في الغابة يعتقد بوجود أسد مختبئ و مترصد له وهذه الغريزة تدفعه لا شعورياً للاختباء أو المشي بطريقة حذرة أو حتى إلى الركض. وبهذه الطريقة استطاع الإنسان أن يحمي نفسه من أن يكون فريسة سهلة للأسد أو الحيوانات المفترسة الأخرى. 

حسنا إذا كانت هذه الغريزة قد حافظت على حياة الإنسان قديما إلا أنها أصبحت تضللنا في الوقت الراهن، وذلك لأنها تزيد من صعوبة السيطرة على أنفسنا ، فهي تشجعنا على اتخاذ القرارات السريعة الخالية من التفكير العقلاني، وتزيد من خطأ أن لا نفكر بشكل تحليلي ، لذلك يجب أن نعرف كيف يمكننا السيطرة على نفسنا.

أنت الآن تسأل نفسك كيف يمكنني التحكم بذاتي و أن لا كون عرضة لهذه الغريزة؟ ،سأعطيك المفتاح الذي يساعدك على كشفألعوبة هذه الغريزة. 

  • انتبه على النص الذي وضع أمامك و ركز انتباهك على كلمة الآن. 
     فعندما يقول لك شخص يجب عليك أن  تتصرف الآن فتأكد أنه مؤشر ليشعرك بالتردد.
    إنه يستغل الغريزة لديك ليمنعك من التفكير بوضوح ، و الحل الصحيح أن تقوم بالاسترخاء لأن ما يطلبه منك غير منطقي، والأمر ليس بملح إلى الحد هذا، و من الممكن أن تتوضح لك هذه الخدعة عندما يقوم الشخص بالحث بطريقة مبالغ فيها.

و ختاماً على هذه الغريزة يمكنك أن تستخلص منها هذه النظرية "عندما تجد نفسك أمام موقف ما بحاجة  أن نقوم بشيء حازم حالاً أو أن تننسحب منه حالاً ، فإن كلمة حالاً هذه تجعلنا نتوقف عن التفكير ونستسلم للغريزة ونأخذ قرارات متسرعة" ، عندها خذ نفساً طويلاً وخذ الوقت الكافي للتفكير ملياً لأنه بالتأكيد توجد خيارات أخرى غير الخيارين المعروضين عليك.

غريزة الحجم :

نحن في بعض المواقف نهول االأمور ولا نعطيها حجمها الطبيعي. وهذا أمر شائع بين جميع البشر.

لذا يجب الانتباه إلى أن هذه الغريزة ممكن تخطأ في تقدير أهمية حالات فردية وممكن أن تجعلك ضحية لتخيمك للأمور.

ونجد أن وسائل الاعلام هم أكثر من يستغلون هذه الغريزة ،فالصحفيين مثلاً يعرفون تماماً كيف يحولون أي حدث ما أو حقيقة إلى مصيبة أو حتى كارثة ضخمة، فتخيل مثلا وجود حادثتين، الأولى فحواها أن سيدة ما قتلها زوجها ، والثانية قتلها كلبها، خمن الآن أي الحادثتين ستكون عنوان رئيسي على الصحف الإخبارية ،فالاثنين يتناولان قصة قتل سيدة.

 وو يجب الإشارة إلى أننا لا نقلل من قيمة إحدى الحادثتين على حساب الأخرى، فالحادثة الأولى اعتدنا حدوثها و سماعها  لكن الحادثة الثانية نادرة الحدوث.

فأي الحادثتين تستحق ذكرها كعنوان رئيسي أو أن تكون عنوان لحملة توعية مثلاً وتستحق تسليط الضوء عليها بشكل أكبر.

فالمشكلة هنا أن هذه  الغريزة تجعلنا نوجه انتباهنا وتركيزنا باتجاه الحالات الفردية ونتجاهل الحالات المنتشرة بشكل حقيقي.

يتبع في الجزء الثاني ...

بقلم جمال نفاع 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.