مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/08/2021 12:28:00 ص

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية 

- الجزء الأول -

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية

مفهوم التفكير الجانبي ومبادئه النظرية وأساليبه العملية 


سأحكي لكم قصة 

 كان يوجد إمرأتين كبار في السن يتشاجرون على طفل صغير عمره يوم ، 

كل واحدة فيهم تقول أن الطفل ابنها والثانية تحاول سرقته منها ،ذهبوا  للقاضي ليحكم فيما بينهم  ،

 والمسؤول عن القضاء  كان سيدنا سليمان عليه السلام ،دخلوا عليه وقصوا له الحكاية كلها ، 

وبعد أن سمع منهم قال لهم بما أنكم أنتن الإثنتين تريدون الطفل فنحن سنقسمه اثنين ونعطي لكل منكن نصف ، ويطلب من الحاجب أن يأتي بسيف ،

 وهنا صرخت الأم الحقيقية بسرعة وتقول له " لا " لست بحاجته فهو ابن الثانية ،

 في حين أن الثانية تسكت ولا تعلق ولم تهتم لما سيحصل للطفل الصغير ،

 وهنا قد عرف القاضي الأم الحقيقية 

ولما ضغط على الثانية عرف أنه ليس بابنها ، فقد خطفته مكان ابنها الذي توفي وبدلته مكانه ، 

هذه الحكاية تعتبر مثالا مناسباً لموضوع اليوم وهو

 التفكير الجانبي ....

وقبل التكلم عنه اسمحوا لنا بالتكلم عن التفكير العمودي ،

 فمن الطبيعي أن القاضي عندما تعرض عليه قضية يجمع المعلومات ويسمع ما يقوله الشهود ويقارن الأدلة ويوازن ثم يصدر النتيجة ، لكن افرض أنه ليس هناك معلومات كافية ،

 ولا توجد أدلة ولا يوجد شهود ، فهل هذا يعني أنه مستحيل الوصول لنتيجة أو حكم ، 

أو افرض أن عملية المقارنة مكلفة جداً ونحن محتاجين لتقييم الموضوع بسرعة ، 

فماذا نفعل ؟

لا يوجد لدينا سوى التفكير الجانبي ، وبدل مهاجمة المشكلة بصورة مباشرة ونحلها بالطريقة العادية ، سنلف حولها من الجانب بطريقة غير مباشرة وإبداعية .


التفكير الجانبي :

أو إن أحببت أن تطلق عليه اسم التفكير الإبداعي 

أو التفكير خارج الصندوق 

فهو لا يتم بصورة اعتباطية ولا هو إلهام ينزل على الناس فجأة ،

 له قواعد ومبادىء ومنطق نسير عليه :

- أول مبدأ  : عدم التسليم بنقطة الدخول المتعارف عليها وكأنها هي الحل الوحيد  :

فما هي نقطة الدخول هذه ؟

هي بداية طريق أو نمط الحل ، فلو أنت تواجه مشكلة وسترى مسار للحل متعارف عليها والناس كلها تستخدمه ، فأنت المفروض أن لا تسلم فيها على أنها الحل الوحيد ، 

فمثال المحكمة الذي قلناه أعلاه وما يسمى الاتجاه المنطقي المتعارف عليه للحل هو صحة وقوة الإبداعات ، ونقطة الدخول تقوم على سماع الشهود وموازنة الأدلة ، لكن لو لا نقفل دماغنا ونسلم أن الطريقة هذه هي الحل الوحيد ،

 سنرى وجود نقط دخول أخرى نحن لم ننتبه لها ، كعاطفة الأمومة التي تم استخدامها كنقطة دخول لحل القضية في المثال السابق ، فهذا أساس التفكير الجانبي كله ، وهو عدم التسليم بالمتعارف عليه ، 

وكسر الأنماط السابقة الذي يتعبر وراء كل اكتشاف أو اختراع في تاريخ البشرية ، فأنشتاين لم يكن على سبيل المثال قد استنتج النظرية النسبية لو سلم بالمتعارف عليه ، فعدم تسليمه بالمتعارف عليه هي التي فتحت له المجال للخروج بفكرة جديدة وهكذا .

 فالصحيح أن تبدأ التعامل مع المشكلة أو المسألة من غير تحيز ومن دون أي توجيه لتفكيرك أو تركيزك في اتجاه معين ، مهما كان واضحا أنه الحل ومهما كان متعارفاً عليه .

يتبع في الجزء الثاني ...

                                                                                                                               بقلم جمال نفاع

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.