دبدوب الدُّبُّ المحبوب - هدى الزعبي
دبدوب دب محبوب
دبدوب الدُّبُّ المحبوب - هدى الزعبي |
أحبائي الأطفال مرحباً بكم اليوم في قصّة جميلة سأحكي لكم فيها ما جرى مع صديقنا الجديد دبدوب المحبوب..
في يومٍ من الأيام شعر الدُّبُّ بضيقٍ في صدره لكن لم يعلم السبب, فجلس تحت الشجرة الخضراء الجميلة التي طالما كان يلجأ إليها عندما يشعر بالملل والضِّيق.. ،
ثم قرّر أن يذهب في جولةٍ داخل الغابة، فظل يمشي ويمشي حتَّى وجد نفسه في الغابة المجاورة.
توقف الدُّبُّ و توسَّعت حدقتا عينيه مسحوراً بما رأى.. فقد وجد غابة نظيفةً ومرتبةً!!
أخذ يتجول فيها و يشعر أنَّ قلبه يرقص فرحاً فقد ذهِل لجمالها وأعجبَ بحسن ترتيبها.. قضى يوماً سعيداً هناك و عندما غابت الشَّمس و عاد إلى غابته أحسَّ بالفرق الكبير بين الغابتين، فالغابة التي يعيش فيها متسخة والفوضى تعمُّ فيها .. عاد إليه شعور الضّيق و حزن حزناً شديداً، لأنَّه كان دباً مرتَّباً ولا يحبُّ الفوضى.. وأخيراً قرَّر أن يعيش في الغابة المجاورة.
في صباح اليوم التالي ودَّع الدُّب أصدقائه و انتقل إلى الغابة النَّظيفة و المرتَّبة..
ولكن!!..
بعد وصول الدُّبّ بأيام قليلة شعر بالحزن والوحدة. أحسَّ بالشَّوق إلى أهله و رفاقه و غابته وإلى شجرته الجميلة، لكنَّه لا يحبُّ العيش في مكان مليء بالفوضى، لذا قرر عدم السماح لعواطفه أن تقوده للبقاء في مكان لا يشعر بالراحة فيه رغم محبته الشديدة له..
حزن أصدقاء الدُّبّ كثيراً لخروج صديقهم المحبوب من الغابة لذا عقدوا اجتماعاً لجميع الحيوانات لإيجاد الحلول المناسبة و إعادته.
فقال الضبع لم لا نجبره على العودة إلى غابتنا؟
قال القرد: أجل لنجعل ملك الغابة يأمره بالعودة و ينتهي الأمر،
لكن أجابه الغزال قائلاً: لن يكون صديقنا الدُّبُّ سعيداً إن أجبرناه على العودة. فهو سيكون متضايقاً من اتّساخ غابتنا وجميعنا يعلم كم يحب النظافة والترتيب.
هزَّت البومةُ الحكيمة رأسها وقالت بهدوء: إذاً لم لاننظف غابتنا ونرتبها فيعود الدب إلينا وهو مسرور؟
أعجب الجميع بالفكرة وقرروا أن يبدأوا بتنظيف غابتهم و الاعتناء بها لتصبح أجمل من كل الغابات الأخرى.
و لكن الغابة كانت كبيرة جداً وتنظيفها قد يستغرق جهداً ووقتاً طويلاً وقد اشتاقوا إليه ولم يعد بإمكانهم الصبر على فراقه
قال الغراب: لا داعي للحزن يا أصدقائي استمعوا إليَّ قليلاً ، بالتعاون سنختصر الوقت والجهد و ننجز مهمتنا على أكمل وجه..
هتف الجميع: نعم.. نعم... هذا صحيح
وهكذا قسموا العمل بينهم و تعاونوا على تنظيف غابتهم وترتيبها ..
وبعد التشاور أصدر ملك الغابة أمراً أمر بتطبيق الفكرة، أي أن يعمل الجميع و يتعاونوا على تنظيف الغابة.
شعرت الحيوانات بالحيوية و النشاط و قسّموا العمل فيما بينهم بسعادةٍ وفرح.
أخذت السناجبُ تكنس الأرض بذيلها والأرانب تقفز و تحمل أوراق الشجر اليابسة لتضعها على ظهر الحمار الوحشي لينقلها إلى حفرة كبيرة قام بحفرها الخلد قرب النهر لجمع النفايات فيها..
أما القرود فقد أخذت تجمع الفاكهة المتساقطة وتضعها في سلةٍ كبيرةٍ صنعتها والدة الدُّب وإخوته الصغار من يقطينة كبيرة الحجم
و الفيل المرح قام برش الأرض بالماء مستخدماً خرطومه الطويل ليشطف أرض الغابة..
أما العصافير فكانت تزين أغصان الأشجار بالورود والأزاهير الفواحة وهي تغني وتغرد حتى يطرب الجميع ولا يشعروا بالملل والتعب
بعد يومٍ طويلٍ ومتعب .. نامت الحيوانات مجهدة بعد أن أنهووا عملهم على أكمل وجه و أصبحت الغابة جميلة ومرتبة للغاية .
و في صباح اليوم التالي أرسل ملك الغابة الغزالة الرشيقة إلى الدُّبِّ لإحضاره إلى الغابة ..
قالت الغزالة الرشيقة للدُّبِّ نريدك يا صديقي أن تأتي اليوم إلى غابتنا الجميلة فقد اشتقنا إليكَ كثيراً وقد أعددنا لك مفاجاةً جميلةً جداً..
سعد الدبُُّّ بذلك فقد اشتاق هو أيضاً لأصدقائه و غابته الغالية على قلبه..
و عندما وصل الُّدب إلى الغابة استقبلته مجموعة من الفراشات الملونة للترحيب به فلَّوح بيديه مرحباً .. وسالت دموعه لقد بدا متأثراً جداً
فقد اصطفت جميع الحيوانات لإستقباله ..
مسح الدبُّ عينيه متفاجئاً بما رأى..
فتح فمه بدهشة ثم قال و هو يتلعثم: الغـ ابـ ـة الغـ ابـ ـة ثم صرخ فرحاً: الغابة نظيفةً و مرتبة..
ما أجملها إنَّها أجمل من الغابة المجاورة بكثير أنا سعيد حقاً شكراً لكم يا أصدقائي لقد تفاجأت كثيراً بعملكم وأنا أحبكم كثيراً ..
وهكذا عاد الدب إلى أحضان غابته وإلى أهله ورفاقه، وأقاموا حفلة كبيرة ورقص الجميع فرحاً بعودته ولم ينسوا الحلوى التي يحبها الدُّبُّ
إنها أقراص العسل اللذيذة قد قامت النَّحلات النَّشيطات بصنع قرص كبيرله احتفالاً بعودته ..
أرأيتم يا أطفالي ماذا تصنع المحبة؟
أرأيتم ماذا يصنع التعاون؟ مؤكد أنكم اكتشفتم العبرة بأنفسكم وسوف تتعاونون ولا شك لمساعدة ماما كي يبقى البيت جميلاً وحلواً ومرتباً
إلى اللقاء مع حكاية جديدة
انتظروا جدتكم هدى إنها تخبئ لكم الكثير من القصص
👵🏻جدتكم المُحبَّة هدى الزعبي