مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/25/2021 12:00:00 م

طفلي عنيد كيف أعدل سلوكه؟


طفلي عنيد كيف أعدل سلوكه؟ - هدى الزعبي
طفلي عنيد كيف أعدل سلوكه؟ - هدى الزعبي 

  • تشتكين من عناد طفلك؟
  • تعاني من تماديه في العناد؟
  • تشعر  بالضيق لأنك فشلت في ثنيه عن تشبثه برأيه؟ كيف تتعامل معه؟
  • تجبره على التخلي عن إصراره؟ تحاوره؟ تقطع  المصروف عنه وتحرمه أشياء يحبها؟ أم ترضخ له؟

طفلنا الصغير المدلل هذا المخلوق الرقيق الذي نهيم حباً به ونتفانى من أجل إسعاده وتحقيق رغباته ونسعى دائما لنقدم له الأفضل والأجمل.. قد ينقلب إنسانا صعباً عنيداً تصعب السيطرة عليه فيسبب لنفسه ولأسرته المتاعب والمنغصات

  • فقد ينحاز لموقفٍ أو رأي يتشبث به ويرفض التخلي عنه  وهذا الموقف قد يؤذيه ويضرّ  به وبمصلحته وبالاخرين 
    كأن تستهويه لعبة أحد أخوته أو أقرانه، أو إحدى مقتنياتهم فيسعى للإستيلاء عليها وامتلاكها يثور ويبكي ونحن نستجيب له ونلبي طلبه بحجة أنه صغير ومدلل أونرضخ لإسكاته لأن إلحاحه يزعجنا ويسبب لنا التوتر، أو لأننا نرى الأمر بسيطاً  وعادياً لا يستحق الوقوف عنده.....
    فنعزز عنده ودون أن ندري فكرةالعدوانية والانانية وحب السيطرة وحب التملك والإعتداء على حقوق الغير
  • وقد يصر على شراء مقتنياتٍ باهظة الثمن أو أشياء تفوق إمكاناتنا المادية فيسبب لنا الإحراج ويرهق ميزانيتنا 
  • أو قد يرفض تناول غذاءٍ صحيٍ أو دواءٍ مهم  وضروري لصحته أو يرفض الذهاب إلى المدرسة  أو يصر على الإنفراد باللعب بألعاب المحمول المضّرة فهو لا يدرك الخطر الذي قد يحدق به   أو.. أو... أو.. ونحن الآباء إن تنازلنا مرة واحدة  ورضخنا له
 اعتاد الأمر وصعب عليه عدم تلبية رغباته وقد يلجأ إلى أساليب مختلفة لإرغامنا على الرضوخ لمطالبه كالبكاء والصراخ والإمتناع عن الطعام والشراب والكلام  أو قد يدّعي المرض ليثير شفقتنا وعطفنا.


إن هذه الأمور التي قد تبدو لنا صغيرة فنتجاوزها ونحسب أنها تمر بسلامٍ إنما هي في الواقع تدمر طفلنا

إذ يعتاد على رضوخنا لمتطلباته  فتكبر معه وتتنامى لتصبح شيئاً حتميأً مفروضاً لا يستطيع تجاوزه  فيزداد عناده  وإصراره ويصعب عليه التنازل لأنه يعتبره إهانة له وانتقاصاً لحقوقه وكرامته فيزداد تمرداً وعناداً 

وهنا يكبر الصراع ويزداد الشرخ وتتسع الهوة ويسود الأسرة جو مشحون بالقلق والتوتر حيث يعتبر الأهل عناده تمرداً وعصياناً  وخروجاً عن طاعتهم فيزدادوا رفضاً  بينما يعتبره هو مساساً بغروره وكبريائه وإرغاماً له فيزداد إصرار وعناداً وهذا يجعله مكروهاً منبوذاً في  الأسرة والمجتمع وكلما عالجنا المشكلة باكراً كانت النتائج أفضل.

إذا كيف نبدأ بتعديل و علاج سلوك طفلنا؟

  1.  علينا أولاً اكتساب صداقته ومحبته وثقته ليسهل علينا إرشاده وتوعيته  ونصحه.
  2. أن نصرفه عن موضوعه الذي يشغله بموضوع آخر أو بقصةٍ تخدم رأينا  فنببن له من خلالها مساوئ اختياره  وسلبياته بشكل غير مباشر ونجعل شخصياتها أنواعاً من الفاكهة أوالحيوانات أو أية شخصيات كرتونية محببة اليه لتروق له فيتقبلها ويتفاعل معها .
  3. تخييره بين شيئين مختلفين من اختيارنا عند اصطحابه للشراء أوعند تناول الطعام أو عند الخوف من أي أمر نشعر بأنه سيعاندنا فيه فنجعله يختار مانريد  وهو سعيد لأنه اختار بنفسه وأرضى غروره   ويحس بأنه فرض رأيه .
علينا أن ندرك أن الإهتمام بالأطفال منذ الصغر يجنبهم والأهل الوقوع في كل هذه المشاكل فالطفل إنما اكتسب هذه العادات من أسرته ومحيطه فهو مرآة تعكس ما يراه وقد يكون اكتسبها من أحد أبويه أو أخوته أو جيرانه أو رفاقه لذا مهم جدا أن نراقب تصرفاتنا  وتصرفات أفراد الأسرة ونراقب سلوك  مَن حولنا َمِن أصدقاء ومقَرّبون ومعارف وكل من له صلة وتواصل مع أسرتنا لانه يتعلم منا ومنهم  وقد يتأثر بسلوك معين فيستهويه ويسعى لتقليده

من المهم جداً أن يكون طفلنا تحت أنظارنا وعنايتنا دائماً فلا نوكل أمر تربيته إلى الخدم أو المساعدين كما علينا حمايته من الإختلاط بمن هم أكبر منه سناً وعدم السماح له بمخالطة الغرباء  وتوجيهه إلى أهمية الإنتباه منهم وعلينا أن نجتهد لتقتصر مشاهداته التلفازيه ببرامج الأطفال الموجهة والمدروسة وبفترات محددة لتكون مصدر متعة وفائدة له ومد جسر من التعاون مع المدرسة للإطلاع على سلوكه الدراسي والنفسي
وأن نشغل أوقات فراغه بكل ما يعود عليه بالنفع والمتعة والفائدة كالرياضة  والموسيقى والرسم وممارسة الهوايات فهي تهذب  نفسه وتنمي عنده الروح الرياضية  وتشعره بالمرح وبراحة  وهدوء نفسي وهذا يخفف من شعوره بالتوتر والعصبية والعناد ويكسبه ليونة ومرونة فيصبح جاهزاً لتلقي النصائح والإرشادات وتطبيقها  ولا بأس من زيارة العيادات الإرشادية  للإستفادة من خبرتهم وتجاربهم لتكون رديفاً لنا وعوناً.
 حفظ الله أولادنا ورعاهم  وأعاننا على تربيتهم  وجعلهم ذرية طيبة مباركة.

بقلم هدى الزعبي





إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.