مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/25/2021 11:29:00 ص

الخجل عند الأطفال وعلاجه


الخجل عند الأطفال و علاجه
الخجل عند الأطفال


إن الخجل عند الأطفال مشكلة كبرى يعاني منها بعض أطفالنا فهي تنعكس على سلوكهم وعلاقاتهم بالآخرين في الأسرة والمدرسة والمجتمع وتعيق تقدمهم ونجاحهم وتؤثر سلباً على مقدراتهم وعطائهم

فالخجل عادة قد تلازم المرء منذ طفولته وترافقه مدى الحياة فإن كانت مقبولة أمكن تجاهلها  أما إذا زادت عن حدود المعقول  فهنا لا بد من تدارك الأمر والبدء بعلاجها ويفضل أن نبدأ  منذ الطفولة المبكرة فكلما تأخرنا صعب علاجها  وصعب على المرء التخلي عنها 

 ينشأ الطفل الخجول متأرجحاً بين الإقدام على العمل أو الرجوع عنه  يبدو انطوائياً ضعيف الشخصية لا يستطيع البوح بما يدور بداخله  ولا يجرؤ على إبداء رأيه أو الإفصاح عنه وقد يعجز حتى  عن الدفاع عن نفسه لوصادفه موقف أو مشكلة  ويفضل دائماً التزام الصمت حتى ولو ُوضع موضع اتهامٍ أو شك.
وقد يضيّع على نفسه الكثير من الفرص وهذا يؤثر على نجاحه في حياته العملية المستقبلية

كيف يمكننا الإهتمام بالطفل الخجول والأخذ بيده لمساعدته على التخلص من عقدة الخجل .

دور الأسرة في مساعدة الطفل للتخلص من الخجل:

تعتبر الأسرة هي المكان الأول الذي احتواه  فلننطلق منها لمساعدته وهي المكان الأحب إليه والأكثر راحة وأمانأ  وتأثيراً عليه
 وبما أن الأم هي أكثرافراد الاسرة قرباً منه وفهماً وتفهماً  له فهي الأجدر والأقدر على العناية به ويصحته النفسية والجسدية ومساعدته في تخطي حاجز الخجل.
إن الطفل الخجول يخفي خلف شخصيته الهادئة الخجولة الكثير من المهارات والإبداعات و يجب الأخذ بيده لإظهارها وتطويرها وتنميتها  بتشجيعه والثناء عليه وتعزيز ثقته بنفسه وتقوية إيمانه بقدراته من خلال تسجيله في نوادٍ ومعاهد أكاديمية مختصة كذلك عليناالعناية  بهواياته  ودعمها واحتضانها  فمثلاً أذا كان يحب الرياضه نجعله ينتسب إلى  فريق الحي أو المدرسة لكرة القدم  فهذا يقوي تفاعله ويلهب حماسه فينسى نفسه وينخرط مع زملائه   وكذلك الأمر لو كان يميل إلى الرسم او الموسيقا أو أياً  كانت ميوله و هواياته كما أن الإشتراك في المسابقات والرحلات كلها تساهم بشكل فعال وكبير في مساعدته فضلاً عن البرامج  والدورات  التوعوية المختصة الهادفة التي تساعد الطفل في هذا المجال قد  أصبحت  كثيرة   َومتاحة ومنتشرة وسهلة المنال 

ثم يأتي دور المدرسة وهي البيت الثاني للطفل:

ولا يقل دورها أهمية عن دوره ومن المعلوم أن لكل مدرسة مرشدة نفسية تهتم بالتلاميذ وتعنى بصحتهم النفسية وتؤسسهم ليكونوا أصحاء سليمي الفكر والجسد وتتابع بعناية مشاكلهم النفسية مع دراسة ظروفهم الأسرية وترعاهم  وتعمل على حلها  
 مهم جداً التعاون والتنسيق بين الأسرة والمدرسة ويفضل أن يطلع الاهل مديرة المدرسة ومعلمات الصف على مشكلة طفلهم ومعاناته   والتعاون والتنسيق فيما بينهم لمتابعة تطور حالته النفسية 
إن تدريب الطفل على القراءة الجهرية  للدروس يقوى عنده الثقة ويساعده على التغلب على عقدته   فيكسر عنده حاجز الخجل  ويبدده

و لا ننسى الحياة الاجتماعية وأثرها الإيجابي:

فإن اصطحاب الطفل إلى المناطق السياحية  وأحضان الطبيعة والحدائق يشعره بارتياح وهدوء نفسي فيميل إلى المرح واللعب وهذا قد يساعده في العلاج. كما أن الزيارات العائلية والذهاب للتسوق  تعزز من تفاعله مع الآخرين وتزيده تواصلاً مع الناس وانخراطاً بالحياة الإحتماعية 

وختاماً احترام الطفل و تأثيره على نفسية أطفالنا:

من المهم جداً أن نعامل طفلنا باحترام وأن نحرص على عدم توبيخه  أمام أحد وأن لا نسخر منه فمثلاً نقول له اذهب يا خجول وتعال يا خجول فيصبح لقباً يعرف به وعلينا أن نبلور صفاته الايجابية ونثني عليه ونمدحه أمام الآخرين والأ نسخر منه   فمثلاً  لا ننعته بالخجول ولا نتحدث عن مواقف مربكة حدثت معه أو مرّ بها سابقاً ولو كان الأمر على سبيل المزاح فيشعر بالإحراج ولأن الطفل بالأساس يعاني  من هذه المشكلة فنزيدها بذلك تفاقماً  فتأتي النتائج عكسية  ويتعرض لانتكاسة فيزداد الأمر سوءاً ويعود إلى إنطوائه 
حفظ الله أولادنا ورعاهم  وجعلهم ذرية طيبة مباركة .
بقلم هدى الزعبي





إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.