عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث شهد بكر. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 10:59:00 م

ولادة الشوق .. من رحم استحالة الحدوث
ولادة الشوق .. من رحم استحالة الحدوث 
تصميم الصورة رزان الحموي 
 

وصل الرمق الأخير من هذه الحياة إلى ذروة كل نفسٍ مني ..

هل هذه هي النهاية ؟!

يبدو أنها كذلك .. 

أستطيع الشعور بها ..

و تستطيع الشعور بي ..

كلانا يتقدّم نحو الآخر ..

هي بخطواتٍ ثابتة ..

و أنا ..

بخطواتٍ مترنحة .. زائلة ..

آخذ شهيقاً ينعش| الياسمينات |، و يجعل السبات يصحو من مرقد العمر الحزين ..

لأزفر بعدها .. 

زفيراً ما عرفتْ صداه ، إلّا كلُّ روحٍ أبتْ الاستسلام و الخضوع .. لقاع اليأس و الفراق ..

أشتاقك ، أشتاق إلى أحاديثنا الغامضة ، و همساتنا الصامتة ، و مشاعرنا العميقة .. و حروفنا القديمة ..

أين أنت ؟!

ما الذي سرقك مني ؟! 

من الذي أبعدك عني ؟!

لم أتوقع البتة أنَّ ذات يوم ..

نفسي المحترقة ..

ستعود للاشتياق ..

ستعود للانتظار .. ستعود .. للكتمان ..

أرجوك .. لا تخذلني ، لا تهمل فؤادي الرقيق ، لا تجعله يقترب من عتبة انتحارٍ| عشقي| ..

" أنت أنا .. في مكانٍ آخر " 

" أنت أنا .. في روحٍ واحدة " 

لا تفرّق جمع الروحين ، يكفيهما انشطار الزمن لحقيقة القلمين ..

هل أنت غاضبٌ من وجودي ؟! أم مرتبكٌ منه ؟!

أم أنك خائف ؟! 

خائفٌ من ظهوري المفاجئ ضمن جحيم حياتك ؟!

أم أنك عاتبٌ على القدر المكتوب ؟! 

قدرٌ كُتب بداخله نهايتنا ، من قبل أن نلمس أطراف بدايتنا ..

أما أنا ..

فعتبي عليك أنت فقط .. لأنك هربت من عالمي ، من مخيلتي ..

جعلتني أخضع لإغماض الجفون .. و العيش مع تفاصيل شخصيّة لا مكان لها بين الصدور ..

جعلتني أبتسم لوجهٍ مجهول .. بينما كنتُ راضية أن أضحك لملامح روحك العجوز ..

جعلتني أصمت ، و أصمت ، و أصمت ..

و كلُّ ذلك الصمت ، انفجر على هيئة شلالاتٍ عينيّة ..

لمجرد اقتحام برودك .. شمس انتظاري ، و نهار صمتي ..

عد إليَّ .. لعلّنا نصنع حروفاً أبجديّة ..

عد إليَّ .. لعلّنا نعزف مقطوعةً موسيقيّة ..

عد إليَّ .. لعلّنا ندرك نظريّةً فلسفيّة ..

عد إليَّ .. إلى مكانك الحقيقي .. ضمن حضن الجنيّة .. 


شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 10:56:00 م

ماذا هناك ؟ هنالك وحشُ التقليد الأعمى
ماذا هناك ؟ هنالك وحشُ التقليد الأعمى 
تصميم الصورة رزان الحموي 

 هنالك ليلةٌ باردة .. 

هنالك زهرةٌ ذابلة ..

هنالك |ياسمينةٌ| متأرجحة ..

هنالك ريشةُ حبرٍ جامدة ..

هنالك قطةٌ ميتة ..

هنالك فراشةٌ سامة ..

هنالك أقحوانةٌ حقيرة ..

هنالك طفلةٌ بائسة ..

هنالك نشوةٌ متوراية ..

هنالك شجرةٌ مكسورة ..

هنالك أيامٌ جبليّة ..

هنالك  .. بل هنا .. 

هنا كلُّ الأشياء باهتة| الشغف| ..

يائسة السلام ، فاقدة الأمل ، مرتجفة الأمان ..


و ما بين هذه الحروف ..

معانٍ تغرق الكلمات .. داخل |الكلمات| ..

كلنا نعيش في هذه اللحظات ، مع مشاعر الألم موّحدة الاحتراق .. 

بعيدةٌ عن متناول المفهوم الحقيقي للطاقة و الإشراق ..

《أريد أن أكون أنا .. كما أنا  .. و أن تكون أنت .. كما أنت .. 》

أريد أن أخترع خطوطاً سرمديّة ، و كلماتاً |كونيّة |..

أريد أن أحلّق ضمن لوحةٍ فنيّة ، مع ألوانٍ قرمزيّة ..

أريد أن نكرر رسمها معاً ، دون إعدام حكمةٍ فلسفيّة ..

أريد أن نبتعد عن الرماد و رائحة العدوانيّة  ..

أريد ان نكون بركاناً يحتوي تلك النيران التي تحرق أحلامنا الخياليّة ..

أريد أن نعود و نبصر تلك الأشياء القديمة الروحيّة ..

أريد أن نبقى بكيانٍ مختلف .. لا بتقمصٍ جامد ..

أريد أن نمسك بعضنا البعض لنكون يداً واحدة .. لا أناملاً مستنسخة ..

أريد أن نعيد معاً قدح شرار لهيب الحقيقة ..

فعلى الرغم من المعاناة و المآساة المنتشرة ..

و المحاولة من تجاوز العثرات المؤلمة ..

ثمة خطوطٌ ناعمة .. تهمس في أذن الفطرة الإنسانيّة  ..

" أنت مختلف ، اجعل من اختلافك عالم " 

فحتى للأشياء القبيحة ..

هنالك مكانٌ جميلٌ خفيٌّ في الزوايا ..

و حتى الخطايا ، قد تكون عفويتها .. سرُّ قبول توبتها ..


شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 06:07:00 م

عبثية الشعور و الضمير .. تُغرم بالقدر
عبثية الشعور و الضمير .. تُغرم بالقدر 
تصميم الصورة رزان الحموي 

 بدأت الحكاية مع سطوع شمس الحياة ، عاد التنفس إلى حالته الطبيعيّة .. 

و مع انطفاء الكرة الملتهبة .. الآن .. بين النجوم و الكواكب .. و سوادٌ يحاوط الأكوان ..

في مكانٍ دافئ الموقد ، بارد الشعور ..

أجلس مواريةً شوقي عن فؤادي ، لكنَّ اللهيب يحرقني ..

هنالك زفير .. شهيق .. زفير .. شهيق .. لا غصة بينهما ، لا دمعة تشقُّ طريقهما .. 

كانت الأنفاس منتظمة ، فالأمور حولها تنتظم تدريجياً ، بمجرد إمساك القلم ، لكن في أرجاء الذاكرة ، و في زوايا الروح .. يوجد ألم يتقوقع على نفسه .. لربما اسمه |الشوق | ..

شوقٌ لم يجعل الصوت يختنق ، و لا ينفجر ، و لا يصرخ .. بل شلَّ حركته .. جعله ساكناً .. في حالة ركودٍ تامة ..

أنا التي صغرت بعيني الحياة و الموجودات ، و توقفتْ مشاعري عند نقطة الأموات و ليس فقط الآلام ..


لكن معك ، عاد حبري محيطاً لا ينضب ..

صقراً لا يعرف طعم الهزيمة و الاستسلام ، بل التحليق للفضاء ..

كم كانت لطيفةٌ تلك المشاعر المتجددة !

كم كانت حقيقيّة تلك الأحاسيس المتوقدّة !

أنت ألطف صدفة حياتيّة اقتحمت كوكب يومي البائس ..

لكنني سأبقى هكذا ، وحيدة ..

أجل يا عزيزي ، لا تغريك هذه الضوضاء الطاقيّة ، فأنا وليدة التجارب و الكلام ، و أعرف تماماً ماذا يحتاج المرء في لحظات الضياع أو الثبات ..


لكن معك ، لا أدري كيف وقعتُ في فخّك ، بل في فخِّ نفسي .. و أحببتك ..

نعم أحببتك ضمن هذا الواقع المصطنع ، و الأرقام المتحكّمة بلغة برمجتنا لربما الروحيّة ..

أحببتك رغم دمار المجتمعات الشرقيّة ، رغم حروب الأشخاص المعتقدين أنهم يتمثلون بالعادات القمعيّة ..

أحببتك بترددك الذكوري ، و كبت ذاتك الرجوليّة الغراميّة ..

المتلهفة لكتابة حكايةٍ لم تبدأ بحرفٍ من أحجيةٍ سرابيّة ..

أحببتك ضمن رسائلنا الورقيّة ، و عبير عطرها المصاحب للياسمينة الدمشقيّة ..

أحببتك مع فوضويّة القدر ، و ألغام الزمن و حقيقة الأديان السماويّة ..


لقد كان الأمر قاتلاً على يقظة ضميري ، و دروع قلبي ، و عبثيّة عقلي .. لكن هكذا .. |أحببتك| .. و أغرمتُ بقدري


شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 06:04:00 م

صديقة الأمطار تلتقي بعدو الغابات
صديقة الأمطار تلتقي بعدو الغابات  
تصميم الصورة رزان الحموي 

 كانت النهاية منهكة للحد الذي ما عاد بإمكاننا فعل شيء ، سوى العودة للبداية !

لقد أهلك المرض صدرها الدافئ ، ونهش ملامحها الطفوليّة ، وجعل إشراقها يتآكل و يتآكل ويتآكل ، حتّى ما عاد للبسمة أن تشقَّ طريقها ضمنت معالم روحها ..

كانت تقف جانباً في الطريق العام ، والأمطار فوقها تتكاثف هطولاً ، انتقاماً من زمهرير البرد القاتل للأطفال ، المتحالف مع الأمراض .

لم تكن سعلة ألمٍ عابرة ، بل عمليةٌ لانفصال الروح عن الجسد ..

ركضتُ نحوها ..

باندفاع مشاعر العالم و جنون الأيام ..

أنثى صغيرة ، ناعمة البنية و القوام ..

مذ عرفتها وهي تتعارك مع عمالقة الآلام ..


نظرتْ نحوي ..

تحاول البحث عن شخصٍ مات مع الصرخات ..

بإصرارٍ تام على قتل ما تبقى من| الذكريات| ..

فلا الطريق طريقنا ، ولا الذكرى تحتل الفؤاد للرجوع إلى ماضي الوهم و الضربات ..

أمسكتُ يدها للتتشبث بها بقوة الحقد والعتاب ، و دون أن تسند تلك الكتلة الضخمة المملوءة بالأفكار والاحتمالات ..

تحولت نظرة البحث ، إلى نظرة غضب شديد ، لتتلوها جملة حاقدة : من بين كل البشر تظهر أمامي ؟!

أبعدتني عنها قصراً ، كما فعلت بها سابقاً .. طوعاً ..


توقفت الأمطار ، و تبدلت غيوم عيونها ، لتهطل أمطار أخرى .. على أرض خديها ..

كانت المياه تحاوط جسدها من كل مكان ، من كل زاوية .. 

والرياح باتت تصاحب حبالها الصوتيّة المتأرجحة ..

- من أين ينبع كل هذا الشرور ؟ 

- إنه ليس شروراً ، هو فقط ردة فعلٍ بسيطة عن جحيمك .. و إن كان له منبع .. فهو هذا الثقب و هذه الندوب التي أحدثتها أنانيتك وقلة ضميرك ..

- ولكنني هنا لأخبرك بكل شيء ، ألستِ أنت من طلب الحقيقة ؟

صمتتْ لثوانٍ معدودة ، لأقوم باستغلالها ، وانهمر من ثغري كل ما حدث ، كل حكايتي ، قصتي اللعينة ..

هذه المرة بدوري ، جرفت السيول النابعة من عيني ، كل ما خلّفه الزمان من نقصٍ وعُقدٍ والفجوات ..


رأيتها تتقدم بخطواتٍ مترنحة ، ظننتها ستصفعني بيديها المالحة ..

لكنها فضلت أن تسقط فوق صدري ، وتعصر وجعي بكل ما أوتيت من| قوة الإشراق| ..

وبعدما دفنت رأسها ضمن هذه المقبرة الباردة ، قالت :

تأخرت .. تأخرت كثيراً ..

لا مكان لنا .. لا وطن لنا ..

لا حياة لنا ..


شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 05:57:00 م

الفيضان أكثر رحمةً من الزلزال
الفيضان أكثر رحمةً من الزلزال 
تصميم الصورة رزان الحموي 

 لقد فاضت ، لقد فاضت الدموع من مخارج لؤلؤٍ برّاق ..

فاضت شلالات الفراغ ، وضريبة الإشراق والقوة ، لقد فاضت عيونها .. وأخيراً !!

كل هذه الشهور ، في كلِّ مرة تشعر برغبةٍ عارمة بالبكاء ..

تشعر بأنَّ حلقها سيذوب ألماً ، وصوتها يترنح ويدوي فؤاد السامع ..ألماً ..

وعيناها ! عيناها ، آهٍ منهما !!

كانت تشعر بانفجارهما ، واقتلاع جذورهما .. 

في كلِّ مرة .. تشعر برغبة| البكاء| .. هذا ما كان يحدث..

ومن ثمَّ ، قد تنفر دمعة ..

دمعة ! 

كلا ، نصف دمعة ، أو حتى الربع ، وهذه ال " قد " ، نادراً ما يحدث ..

رغم كتابتها عن البكاء ، رغم حديثها الالكتروني " سأبكي " ..

تحاول جاهدةً إقناع عقلها الباطني ، وقلبها المكوي ..

تصرخ صمتاً على روحها البريئة الفارغة ..

" ابكي .. لا تفعلي أي شيء ، ابكي فقط " ..

دون جدوى ..

حتى عندما ارتمت بين أحضان الغريب .. وبكت !!

كلا ، كلا .. حتى هنا .. نفرت تلك " النصف " فقط ..

وهكذا ، حتى اليوم ، قبل ساعة تقريباً ..

كانت تتمالك نفسها .. 

تتمالك وتتمالك .. حتى قرأت كلمات قرينها .. 

تلك| الدموع |المنتظرة ، تتساقط فوق هذه الأوراق الجافة ..

تعي تماماً أنها لا ولن تتغير ..

ضعيفة ، هشة ، غبية .. متسرعة ..


وما عساها أن تفعل ؟!

لقد وقعت تحت تأثير لعنة| الحب |، وعبودية الهوى ..

لا مفر ، لا مفر البتة ..

هي تدرك تماماً بمقدار الهلاك الذي ينتظرها ، تدرك أنَّ ضوضاء التشتت و ضجيج التخبط .. سينتهي حال اتخاذها لقرار العمر ..

لكنَّ المشكلة ، اتخاذ القرار ، تستمر به ، وتستمر و تستمر .. حتى تعود بأقدامها .. إلى الطريق الشائك .. الممزق ، المملوء بدماء الضياع ..

من الجيد أنَّ هذه |الكلمات| قد حركتها ، بل حررتها ..

وجعلتها تعيش فيضان البكاء .. لا زلزال الاختناق ..


ترى .. هل سيأتي ذلك اليوم ، وتقوم هذه الكلمات .. بتحرريها من اللعنة و العبودية ؟ 



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 05:50:00 م

الاعتراف بالهوى فضيلة
الاعتراف بالهوى فضيلة 
تصميم الصورة رزان الحموي 

 أشواقٌ تصادق عتمة الليل .. لتذكّرني ..

و تتفق مع عقارب الساعة .. لتشتتني .. 

لتشلَّ حركة صبري ..

أفتقدك ..

الاشتياق كلمة قليلة في حقِّ شعوري ..

كل ما هو لعوام |العشاق| قليلٌ في حق استثنائيتك ..

أشعر كما لو أنني أفتقد بؤبؤ عيني الآخر ..

فالأول سرقه القدر .. و الثاني سرقه الزمان ..

جوفي العميق مملوءٌ بقيح العتب ..

عتبٌ يرفض الخروج من جسدٍ هزيل ، و لسانٍ لطيفٍ و ضعيف ..

الحياة يا مجهولي ..

لا تزال تأخذني إلى مدنٍ غريبة لا أعرفها .. و لا أعرف أشخاصها ، أو حتّى قصصها ..

و لكن ، و على ما يبدو ..

أنها تأخذك أيضاً .. إلى ذات المدن ..

في عالمٍ آخر ، و كوكبٍ آخر ..

و ما يهوّن على فقدي أننا تحت سماءٍ واحدة .. 

طبقةٍ واحدة .. شعور واحد ..

 هل هذا حقاً ما يحدث بيننا ؟! 

هل الحياة تسرقنا من بعضنا البعض حقاً ؟!

أم أنك .. تعلمتَ الهرب مثلهم ؟! 

في كل الأحوال .. الأمر مؤلم .. و مؤسف ..


ألا يكفيها الحياة ما فعلت بنا من حرمان ؟!!!

و أنت ..

 ألا يكفيك انتظارٌ و إشراقٌ و طاقةُ الأكوان ؟!!!

أتفهمك .. و أفهمك ..

رغم عتبي و فقدي و عزائي ، أتفهم صمت وجهك ، ارتباك حروفك ، ضياع توازنك ..

و إعدام حبك .. بل روحك ..

عقلي مشوش ، لا أستطيع  الاعتراف أبداً بجريمة |الهوى |..

أو حتى التلميح بها ..

لا أمامك .. و لا أمام من حولي .. و لا أمام نفسي ..

ليته هنا .. ذلك الشاب اللعين ..

على الأقل .. كان وجوده سيخلصني من استحالة هواك .. 

لكنَّ الأيام تجعلنا نخضع إلى أمورٍ لا نصيب لنا فيها ..

كنت أحارب الموجودات و المخلوقات و |الياسمينات| ..


و مع كل معركة خاسرة..

أتذكّر إدمانك المفرط على تفاصيل ابتسامتي ..

أتذكّر الرسائل المتوارية عن قيود يديك ..

و الأخرى السريّة .. البعيدة عن متناول عقلك .. و دمدمة شفتيك ..

و مع كلِّ معركة خاسرة يا قرين الروح ..

أتنهد .. أتصالح مع قدري .. و أقول ..


" هو ليس لي " .....


شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 04:11:00 م

معلومات مهمة و مختصرة عن الفلسفة الوجودية - تصميم رزان الحموي
معلومات مهمة و مختصرة عن الفلسفة الوجودية
تصميم رزان الحموي
ما هي |الفلسفة الوجوديّة| ؟

وهل يعقل أنك وجودي وأنت لا تدري ؟

وبماذا ستختلف عن باقي الفلسفات ؟ 

اليوم ستفهم الفلسفة الوجوديّة بكل بساطة مع أسطرنا اللطيفة والعميقة .

هي نظرية فلسفيّة ركّزت على الإنسان أكثر من عالمه، واهتمت بوجوده فقط وليس بالمجتمع، وتضم فكرة أنَّ حرية الفرد تقبع باختياره لقراراته بنفسه، شيء قريب لأن يشبه مصطلح " الإرادة الحرة ". 

متى ظهرت الفلسفة الوجودية 

بعد الدمار الذي حدث في الحرب العالميّة الثانية، والاكتئاب والأمراض النفسية ولوبائيّة التي انتشرت حينها، أصبحت الشعوب تشعر أنَّ وجودها ليس له هدف أو معنى، وهنا بدأت الأسئلة تقتحم جماجمهم المملوءة بروائح الجثث والبارود :

(( ما هو الوجود ؟ وهل الإنسان موجود بالأصل في هذا العالم ؟ ))

وهنا نقصد |الجوهر الإنساني|، وليس الإنسان كجسم حي يأكل ويمشي ويقوم بوظائف حيوية، حيث تقول هذه الفلسفة أنَّ الإنسان وجد أولاً، ومن ثمَّ ظهر الوعي،

وما إن طُرحتْ هذه الفكرة، حتّى ظهر الكثير من الفلاسفة الذين حاربوها وعارضوها، يعود ذلك نتيجة اتّباعهم لأفكار أخرى، وخصيصاً الفلاسفة العقلانيّة والتجريبيّة وغيرهم،

لأنهم لم يستطيعوا استيعاب فكرة الوجود أولاً، وكانت حجتهم أننا عندما نرسم لوحة فنيّة ما، نتخيلها ضمن عقلنا ومن ثمَّ نطبّقها على أرض الواقع،

لكنَّ الوجوديين يقولون أنَّ أول ما يفعله الإنسان هو رسم اللوحة، ومن ثمَّ يتخيلها،

وأرفقوا كلامهم أنّه على الإنسان ألّا يفكر بالوجود على أنّه لوحة فنيّة، ستُحل عندها هذه المشكلة.

كيف يعني هذا ؟ 

تتسائل الفلسفة الوجوديّة عن سبب الحياة ووجود الإنسان، وتعتبر الوجود عبثاً، وليس له أي لزوم،

وذلك عن طريق تعريفهم لمصطلح العبث، يعني أنه لا يوجد هدف مطلق، والوجود هو عبارة عن حالة الصراع، بين بحث الإنسان عن هدفه، وعدم قدرته على ذلك.

بمعنى آخر أن الإنسان يمتلك الملايين من الأسئلة التي تدور في ذهنه ولا يجد أي إجابة عنهم،

أي أنَّ الوجوديّة هي عبارة عن مزيج من العبثيّة والعدميّة، والقليل من صناعة حياتك الخاصة لأنه لا يوجد جواب ثابت نموذجي.

أشهر الفلاسفة الوجوديين

 هو الفيلسوف الألماني

 "|فريدريك نيتشه|"

كانت أفكاره مثيرة للجدل ، و بذات الوقت عميقة ومهمة للوصول إلى حقيقة الوجوديّة.

الإرادة الحرة هي جوهر |الوجود|، وعن طريقها يتم صناعته.

صحيحٌ أنَّ الوجود هو عدمي وعبثي، لكنه رحلة حياتك، رحلتك الخاصة التي ستغامر بها بالطريقة التي تريدها، 

و صحيحٌ أنَّ الحزن واليأس والألم موجودين، والوجوديّة لا ترفض وجودهم أبداً، بل تدعو لمحاربتهم لمواظبة العيش الحياة التي ترغبها، ولا تسمح لهم بتقييدك أو تدميرك .

باختصار ..

《 الوجوديّة .. هي الحريّة 》

بقلم: شهد بكر   

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 12:16:00 ص

الكثافة هي ثقلٌ من الحياة
الكثافة هي ثقلٌ من الحياة 
تصميم الصورة رزان الحموي 

 الكثافة

 هنالك ضبابٌ من الكثافة يُعمي بصيرته عمّا ينتظره في نهاية الطريق ..

كثافة الشعور ..

كثافة| الأفكار| ..

كثافة التجارب ، الذكريات ، المواقف ، |الكلمات| ..

حتى كثافة الفراغ .. كانت تقف كجبلٍ ثابت أمام طفل طموحه ..

ينظر لما حوله .. لمن حوله ..

أيضاً .. كثافة ..

إذاً .. ما سبب كل هذه الوحدة ؟! 

ما سبب كل هذا الضجر ؟!

تلك الأعين اليائسة ، التي تلتمع حزناً ، وتنفجر وجعاً ..

" آن الأوان لأن تهرب وتبحث عن نورها .. أليس كذلك ؟! "

حال وصول صدى هذا السؤال إلى بئر ذاته ، شعر أنَّ هنالك يدٌ ما تنتشله من كثافةٍ لا نهائيّة ..


تحرّك ، تحرّك زاحفاً قدمه خطوةً إلى الأمام ..

عاد يتمعن بالكثافة التي تحاوطه ، عاد يرتجف .. لوحده ..

لا أحد يلحظ سوى وقوفه ، وثباته ..


لم ينتشله السؤال هذه المرة ، بل دفعته يدٌ دافئة ، أناملٌ ناعمة ..دفعته .. ودفعت طفله ..

من؟!

حاول النظر للخلف ، فلم يجد شيء ..

وكلما نظر أكثر ، كلما تمَّ دفعه بقسوةٍ أكبر ..

وهذا ما جعله .. يعاود الارتجاف ، يجدد القلق ، يصرخ ..

ثمَّ هرب ، هرب من تلك اليد الخفيّة ، هرب من كثافته ، من ركوده ..

ركض ، وركض .. بأنفاسٍ متقطعة ، و|الضجيج |حوله .. يعلو .. ويعلو ..

لا يهم ، المهم ألّا تقترب منه تلك الدفعة المجهولة ..

ومع هذا السباق النفسي ، أمسكت قبضته ، تلك التي انتشلته في المرة الأولى ..


" أنت تهرب من العدم إلى الضجيج ، ثمَّ تفرُّ ذعراً من العدم لعلَّ الضجيج يحتضنك .. "

هذا الدفء ،| الحنان| الذي يغمر هذا الصوت ، الرّقة التي تنبعث من الشعاع الملامس لقبضة اليأس ..

" أنا لست عدواً لك ، سواء كنت أمامك .. أم خلفك .. "

فهم .... بات يعي تماماً أين يقف ؟  ومع مين يقف ؟


" لا هدوء في الضجيج .. 

لا هدوء في العدم ..

بل هنا "


واخترق الشعاع جسده كله ، ليتلفظ بثباتٍ مذهول 

" من أنتِ ؟! "


لتتحرك شفاهه يقيناً ، وتنتصب قامته أملاً .. وتسمع الأركان صوتان من |الروح| ..


" أنا .. أنت .. في مكانٍ آخر " 



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 12:12:00 ص

هذا القلم لم يتعب بعد 

رغم بلوغه الخمسين شتاءً ،إلا أنه لا يزال يواظب على العطاء ..

عطاء في الحب ،في الموت ،في الحياة ،في الخيانة  و|الفراق |،في العذاب والفراغ ..

عطاء لا يتوقف من ذرات |الكلمات| والذكريات والآهات ..

لقد رافقني ممسكاً يدي مع كل خط أعرج يظهر في سطر صفحاتي العمريّة ..

لم يقرأه أحد ، لم يكتبه أحد ، ولم يحبه أحد .. 

حتّى أنا .. تخليت عنه في الكثير من الأوقات ..

لكنه مغرمٌ بي ، مؤمنٌ بصراعي ، متجذّرٌ ضمن ثقافتي و| أفكاري |..

لو تمعنت بالنظر إلى الماضي ، سأجده هناك ، مع كل موقف ، مع كل عثرة ، مع كل بسمة ، مع كل همسة .. 

وسأجد نفسي هاربةً منه بحجة الركود ..

و الحقيقة أنني لا أجد ( حتّى هذه اللحظة ) من يعبّر عن أعماقي .. سواه ، وأخاف أن أثقل عليه .. ويرحل .. ككل الذين رحلوا ..


من الواضح أننا سنموت معاً ، لوحدنا ..

عندها يا قلمي ، سوف يفتشون عنا في كلِّ مكان ، سيبحثون عن حبرك ضمن محيط فراغهم .. ووحشيتهم ..

سيقبلونك ، سيرفضونك ، سيعشقونك ..

وسوف يشعرون معك بكلِّ |المشاعر| ، سيكتشفون مع حروفك مدى ضآلة إنسانيتهم ..

كن على ثقة .. سيقدّرون وجودك ، ستصبح خالداً ..

أمّا عني ، فلا تحزن ، سأُنسى كما لم أكن موجودةً أصلاً .

.

لا تحزن ، بل طر فرحاً ، لأنَّ اليد المرتجفة ، والأدمع المتساقطة المرتعشة .. ستتوقف عن لمسك ، عن رؤيتك .


وكقطعةٍ أخيرة من الوداع ، دعني أخبرك ..

أنه لا شيء على ما يرام في حياتي ، صدقاً لا شيء ..

ثقلٌ رهيب يجلس فوق رأسي ، وصداعٌ يضرب أفكار سلامي ..

ووقتٌ متأخر .. فارغ .. لا يعي حروف " الأهداف " ..

أصاب كل يوم بوعكة خيبة ، لتواسيني الأخرى من سابقتها ..

والرغبة في ملأ وعاء البكاء لا تتوقف البتة عن مداعبة عيوني ..

لا مكان لليوميات البريئة واللحظات السعيدة ..

أعيش مع رجلاً خيالياً لا يفقه وجودي ، ولا يعي الواقع بوجوده ..

أحترق في الساعة ألف حرقة ولسعة ..


كل هذه السنوات وأنا أتمنى الموت ، ثمَّ أعاود مصارعة الحياة ..

إلا هذه المرة .. الموت .. فقط |الموت| ..

لأنَّ ما يحدث أسوء وأبشع وأفظع منه ..

دموع ملتهبة الآلام ، أرض باردة تحتضنها مع النغزات والأشواك ..

هذه الليلة .. سأهب حياتي لك .. 


وأخيراً انتهت من تراشق سهام العبارات ، ليلامس الخاتم المسموم .. شفاهها الباردة .. و يستقرَّ في بلعوم الشقاء ..


شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 12:08:00 ص

الرحيل المعلن يعادل النجاة المقررة
الرحيل المعلن يعادل النجاة المقررة 
تصميم الصورة رزان الحموي 

 (( لقد حانت ساعة الرحيل )) 

هذه هي الجملة المتفق عليها في لحظات الوداع والفراق ..

في صفحات الروايات والأفلام ..

لتصفها بأدّق تفاصيلها ، بأدّق حروفها ، بأدّق أمنياتها ..


لا أحد يهتم لما سيحدث بعدها ، ولو كُتب أو قيل مئات الألوف من |الكلمات| ..

فستكون عبارة عن استسلامٍ لواقع الانفصال ..

أمّا عني .. أمّا عن حكايتنا المحكومة بالإعدام .. 

وبدل أن أرتل| الأشواق| والآهات ..

وبدل أن أندب قدري التائه عن| الأحلام| ..

دعني أخبرك أنَّ تلك النظرة العميقة النابعة من بؤبؤ عينيك ، نحو اللاشيء ،ستظلُّ محفورةً ضمن أزقة ذكرياتي اللطيفة ..


ولأنني أعرفك جيداً ، ولأنني الوحيدة من قرأتُ شخصك ..

سأعطيكَ الأذن أن تحتفظ ببعضي في أعماقك ، يمكنك أن تواري ذكرياتنا عن أنظار جبنك وخوفك ..

تستطيع أن تتكتّم على أسرار أماكننا ، وصورنا الباهتة الجميلة ..

بإمكانك أيضاً أن تتحدّث عني للعابرين والغرباء ، فذلك لم يحدث فارقاً عن حديثك مع الأقلام .. النتيجة واحدة ..

ولو تحدّثت إلى صوري الساكنة ، وعانقت خسارتك الواقعة .. النتيجة واحدة ..

ولو بحثت عني كالمجنون ، وعبرت الأطلس والأبيض وعالم الحروب والفنون ..

النتيجة واحدة ..


أعدك ألا أكتب عنك بعد جفاف هذا الحبر ..

أعدك ألا أفتّش عن روحي بين فواصلك ..

لقد كنت الماضي البعيد ، وستبقى الحاضر الحزين ..

أعدك أنك لن تجدني هذه المرة ولو كلّفت نفسك عناء البحث ..

أعدك أنني سأهدم كلَّ الطرق المؤديّة إلى قصتك ..

لا بأس إن راقبتني بعيداً ، فلهيب ضميرك سيجعلك تنظر للماء المالح على أنه الملاذ ..


غريبٌ أيها القدر ..

ترغمنا على خوض معاناة كاملة من البعد القصري ..

وما إن نتأقلم على إدخال السكين في جوف قلوبنا ..

تهبنا اليد الأولى التي سمحت لتلك السكين بالدخول ..


ليس كرهاً صدقاً .. أقسم بكلِّ اللحظات الصادقة .. ليس كرهاً ..

لكن .. 

ذات يوم ، وبينما كنتُ أرتجف أمام القدر ترجياً بالبقاء ..

رفض .. ورفع راية نصره معلناً رحيلك ..

اليوم ..

سأطلق العنان لصقر حياتي ..

و أحرره من قفصك .. معلنةً النجاة ..



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/18/2022 04:35:00 م

عالم  Huawei Y9 Prime بكل تفاصيله المميزة
عالم  Huawei Y9 Prime بكل تفاصيله المميزة 
تصميم الصورة رزان الحموي 
 بعد أن اجتاح عالم الرقميات حياتنا ، وصاحبه تطوّر هائل بالأدوات و أجهزة الهواتف المحمولة ،أصبح من الصعب علينا التمييز ما بين هاتفٍ و آخر 

اليوم سنبحر معاً في محيط هاتفٍ ذكي اسمه Huawei Y9 Prime 2019 ، و نتعرّف على الأمور التي تجعله مستقلاً بندرته عن باقي |الهواتف |،و ذلك بتفصيل عيوبه و ميزاته واحدة تتبعها الأخرى ضمن هذا المقال .


• ميزات Huawei Y9 Prime :

١) الشاشة الكاملة : 

نقصد هنا بأنَّ الشاشة تحاوط الجهاز كاملاً ، ذات حواف بسيطة جداً 

إلا أنَّ الحافة النهائيّة منها في الأسفل تكون كبيرة نوعاً ما ، فهي تستحوذ على الهاتف من الجهة الأماميّة كاملةً ،و ذلك بقياس 6.59 بوصة ، بدقة عالية جداً2340*1080 بكسل ، و جودة FHD+ ، نسبة عرضها تصل مع ارتفاعها نحو 19.5:9 و ذلك بكثافة مبهرة جداً 391 بكسل لكل بوصة .

و هو أيضاً يدعم شريحتين ، تكونان في وضع الانطلاق الدائم نحو المكالمات و الرسائل و البيانات .

٢) المعالج و نظام التشغيل : 

هو من النوع المميز جداً ، Kirin710 ثماني النواة "12nm" .

أما عن نظامه ، فهو سهلٌ و بسيط ، و هو| اندرويد| 9 باي .

٣) الذاكرة الداخليّة : 

إنها ذاكرة جبّارة ، ذات تخزينٍ عالٍ ، 128 جيجا بايت بالإضافة إلى 4 جيجا بايت رام .

و بالطبع هذا الجهاز المميز يدعم كارت ذاكرة خارجي يمكن أن يصل سعته إلى 512 جيجا بايت .

٤) الكاميرات : 

و هنا ذورة حكايته الخاصة و رونقه المميز ، فجميعنا يبحث عن هاتف يحمل كاميرا استثنائيّة ،حيث أنه يملك عدسات ثلاثيّة خلفيّة ، و تتكون من 16 ميجا بكسل عدسة F/1.8 و8 ميجا بكسل بفتحة عدسة F/2.2 بزاوية واسعة و 2 ميجا بكسل خاصة بالعزل وصور البورتريه .

أمّا عن الكاميرا الأماميّة ، فدقتها أيضاً عالية ، 16 ميجا بكسل .


• عيوب Huawei Y9 Prime :

١) التصميم : 

هذا الهاتف الفريد مصنوع من البلاستيك ، بحيث تترواح سماكته 8.8 مللي متر ، بالإضافة إلى وزنه الثقيل 196.8 جرام .

٢) الحماية : 

مع الأسف ، حتّى الآن لم يتم عن إعلان شاشة حماية له .

٣) التصوير : 

أغلب الناس تعشق تصوير الفيديو و توثيق الأحداث و الذكريات، و لكنه لا يدعم الفيديو ذو جودة 4K ، و هو أيضاً لم يقدّم أي تقدّم جديد بعد أن ظهر باختراع عظيم ألا و هو أنَّ الكاميرا الأمامية متحركة .

و من هذا كله يمكننا أن نقول لكم ،أنكم أحرار باتّخاذ قرار شراء هذا الجهاز بعد إطلاعكم على هذه المعلومات ، ففي النهاية هو هاتف عملي و يواكب هذا العصر ، و خصيصاً بعد أن أصبح العالم الرقمي جزءٌ لا يتجزأ من عالمنا الحقيقي ، حتّى أنه بات منصهراً تماماً معه .


شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/30/2022 01:31:00 ص

 ما الذي ينتظرنا مع مصير الصندوق ؟! لنكمل القصة..

اليوم .. و بعد عشر سنوات على زواجنا .. نجلس أمام جدتي المريضة .. 

تناديني بصوتها المترنح .. تخبرني بمكان الصندوق .. ذات المكان .. ذات الرائحة .. ذات الدفء ..

لبيتُ طلبها الأخير .. أحضرته إليها .. جعلتني أفتحه .. 

و إذ بي أجد رسالتان قديمتان .. أكل الوقت منهما ما أكل ..


هممتُ بقراءة المكتوب ، بصوتٍ جهوري :

عزيزتي .. كيف حالك ؟!

و لا تسأليني عن حالي .. فحالي بدونك لا حال له ..

وقعتُ أسيراً تحت أرض قوات العدو ، همش السجن عظامي ، و أحرق روحي .. لأجل وطنٍ يحفر قبره .. لأجل وطنٍ فرّقنا عن بعضنا البعض  ..

لا مشكلة عندي صدقيني ، لكن ماذا أفادني هذا الوطن .. دونك .. دون نفسك .. رائحتك ..

كنت قضيتي .. كنت وطني .. كنت ملجأي ..

و لكنهم يا حبيبتي ، أحرقوا ظهري ، جعلوني أشرب من مياه صادقت أسماك الكهرباء ..

قطعوا لي أصبعي الأيمن ، بعد رفضي التام لقلع حابسنا .. أو في الواقع .. حريتنا ..


انعزلتُ مع زنزانةٍ فردية ، كانت باردة ، ظالمة .. و مظلمة ..

وحدك من كانت يصبّر روحي على البقاء ..

وحدك من كانت نور السلام الذي يدخل إلى هذا الشقاء ..

وحدك من .. كانت حربي السليمة .. الذي تجعلني أواظب على طلب .. الحياة ..


نظرتُ إلى جدتي ، بعد كل هذه السنوات ، و انقضاء قرنٍ من الأشواق .. إلا أنَّ الدمع غالبها .. حتّى غلبها ..


فتحتُ الرسالة الثانية ، و قلبي يرتعش من هول العشّاق ، أمسك زوجي بيدي ليخبرني أنه هنا .. و أنَّ كل شيء تحت السيطرة .. ثمَّ بدأتُ بالقراءة : 


انتهتْ الحرب .. و لازالت روحي تنتظرك .. 

أؤمن أنَّ الصدفة ستتفق خفيةً مع قدرنا .. و تعيد جمعنا في عالمنا المميز .. 

أتخيلك .. أتخيل آثار الحرب على جسدك .. أتخيل آثار العذاب على فراغك .. 

لكنني هنا .. سأنتظرك في مكاننا .. في موعدنا .. هنا أم هناك .. لا فرق ..

المهم أننا .. سنلتقي  .. 

سنحطمُّ قوانين المجرة كلها .. و نلتقي ... "

رددتْ جدتي الجملة الأخيرة معي .. ثمَّ ذهبت إلى العالم الآخر ، بابتسامة الرضى ، فرحةً .. بنشوة اللقاء .. 


و أعاد صدى صوتها ، جملتها قبل عشر سنوات ..

(( الحب .. بحاجة إلى .. رسالة .. ))


بقلمي: شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/30/2022 01:30:00 ص
الحب .. بحاجة إلى رسالة .. الجزء الأول - شهد بكر
الحب .. بحاجة إلى رسالة .. الجزء الأول - شهد بكر 
تصميم الصورة وفاء المؤذن

 ذات يوم ، كنت أنظف حديقة المنزل الصغيرة ، أسقي أزهارها ، و أصبُّ كلَّ اهتمامي على ياسميناتها ..

أشمَّ رائحة التراب اللطيف .. و أبتسم للبلاط النظيف ..

كل شيء هنا طبيعيٌّ و أنيق ..


في الحقيقة ، كنتُ شاردةً بأفكاري ، أحاول حسم قراري .. 

قرارٌ نقع في حيرته مهما حاولنا الفرار منه ..

" أحبه .. لا أحبه .. "


و تكرر صدى هذه العبارة في أعماقي ، محاولةً البحث عن إشارة واحدة تخبرني بالصواب ..

و بينما كنتُ أعتني بعالمي الخاص ..

 لاحظتُ وجود صندوقٍ صغيرٍ قديم ..

بدايةً لم يكن واضحاً معي ، كان قد حُفر تحت التراب ، و جزء بسيط منه ظاهرٌ للعيان ..

أثار فضولي الأنثوي ، نبّشتُ بكلتا يداي ، و كأنَّ كنزاً ثميناً ينتظرني .. 

و إذ بي أجد الصندوق ، أحدّق به لثوانٍ معدودة ..

(( هل سأجد جوابي هنا ؟! ))

لكنني أعدته إلى مكانه .. و دخلت إلى المنزل ..


و في صباح اليوم التالي ..

بحثتُ عنه .. و لم أجده ..

عندها علمتُ أنَّ جواب هيامي (( لا .. ))

لحظتها ، نادت لي جدتي ، قالت أنها ستهبني سرها السرمدي ..


و مدّت بيديها المتعجدتين .. ذلك الصندوق العجيب ..

و قالت .. (( قد تجدين طريقك هنا .. ))

رُسمتْ على ملامحي تعابير الصدمة ، و قلتُ لها دون تفكير : كيف علمتي يا جدتي ؟! 

- الحب يا عزيزتي ليس بحاجة للبوح .. و لا للقرار ..

 الحب .. بحاجة إلى .. رسالة ..

لم أفهم معنى جملتها ، لكنني أستأذنتُ منها .. و أخذت معي .. قصتها الجوهرية ..

دخلت إلى غرفتي .. أقفلتُ الباب على نفسي ، وضعته على سرير ، و غصتُ إلى أعماق حلمٍ جميلٍ و مريح ..


و عندما أستيقظت .. أيضاً .. لم أجده ..

اختفى للمرة الثانية .. هذه دلالة أخرى لعدم وجود الخير المُقبل مع هذه العلاقة ..

لكن هذه المرة كنت متوترة من اختفائه ، لم أستطع إظهار اللامبالاة .. 

بحثتُ عنه جيداً .. في كلِّ مكان .. حتى أنني سألت جدتي عنه ، و إجابتها كانت صاعقة على كياني 

(( أي صندوق يا ابنتي ؟! أوتذهين ؟! ))


لم تقتنع أبداً بما حدث ، و بدأت أصدق أنني أهذي .. لكن بداخلي شيءٌ خفي ..

شيءٌ يجعلني أبحث عن الصندوق في كل ثانية تمضي بعيداً عنه ..

و في الليل ، فكرت بما حصل ، في المرتين التي ضاع مني ، كنت أحاول الهرب من قول الحقيقة ، و إعلان فكِّ الأحجية ..


(( الحب .. بحاجة إلى .. رسالة )) 


تذكرتُ كلمات جدتي ، نعم .. الحب بحاجة إلى ذلك .. 

بحاجة إلى ورقةٍ بيضاء دافئة ..

بحاجة إلى قلمٍ أزرقٍ كوني ..

بحاجةٍ إلى .. قرارٍ ذاتي ..


دون إشارات .. دون تردد .. 

فالحب الذي يجعلنا نحلّق في سماء الحياة .. هو بحد ذاته إشارة لفرد أجنحتنا دون معاناة ..

انتصب جسدي ، و أمسكتُ هاتفي .. اتصلتُ به .. في تمام الساعة الثالثة فجراً .. 

ابتعدتُ عن كل بدايات العاميّة .. و أخبرته ببدايةٍ ارتجاليّة ..

(( قلبي .. قلبي طار الآن .. و حطَّ فوق غصن حلمك .. ))


ضحك بلطفه المعهود ، و صمت ، يريد سماع المزيد ، يريد الارتواء بالمزيد ..

(( أنا و أنت لا يحقُّ لنا سوى العيش .. سوى التنفس .. 

لا يحقُّ لنا الحياة .. سوى معاً .. أنا .. ))

أجزاءٌ من لحظاتٍ زمنية ، أوقفت عروق دمائنا عم الجريان .. أخذتُ نفساً عميقاً جمعت به كلَّ موجودات الزمان ..

(( أقرأك .. ))

كنتُ أخشى أن ينفجر ضاحكاً ، و يسخر من استبدالي كلمة الأفلام و العوام .. 

لكنه أجابني بذات وتيرة عشق الألحان : (( أكتبك .. ))

و للحكاية تتمة .. و للتتمة .. صندوقٌ وجودي  ..


بقلمي: شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/03/2022 03:10:00 م

مراجعة بسيطة لمسلسل " الزير سالم "
مراجعة بسيطة لمسلسل " الزير سالم "
تصميم الصورة وفاء مؤذن
 في هذه الظروف القاسية التي تمرُّ بها البلاد العربية ،تجول أسئلةٌ كثيرة  في خاطرنا .. و أهمها : 

" ما الذي أوصل البلاد العربيّة لما هي عليه اليوم ؟! " 

ليأتي| المسلسل| العظيم " الزير سالم " في بداية الألفية الثانية ، يجسد لنا .. ثغرات و حقائق واقعنا ..

بشخصياتٍ عدّة ، أتقنها الممثلون ، على اختلاف مستوياتهم البطولية . 

جعلونا نصل لأجوبة واقعية ، بدل جوابٍ واحد : 

• الذي أوصلنا لهنا ..في هذه الحياة ، مصطلح اسمه| الهوية| ..

نحاول دائماً تطبيق الهوية الغربية ، بعقولٍ عربية ..

و هذا ما فعله " وائل الملقب بكُليب " ..

و عندما تلقى عدم الاستجابة من قومه ، بدل استيعابهم ، و استيعاب امتعاضهم على النظام الجديد .. تكبّر و تجبّر و ظلم .. نسي زوجته و أخوته و أبناء عمه ..

حتى دفن بقبره بيده ..

• قاتله ، ابن عمه " جساس " ، قتله و هو مستديرٌ لظهره ، و ذلك دليل على أنَّ الحاكم العربي ، لا يقتل .. سوى من قريبه الحاكم العربي الآخر .. بطعنةٍ في الغدر .. و بطعنةٍ في الغدر و الخيانة ..

• الذي أوصلنا لهنا ، أننا نقوم بوصية الميت ، و لو كانت بؤرة الشر ، كما فعل " كُليب " عندما كتب بدمائه على الصخرة .. (( سالم .. لا تصالح ))


• الذي أوصلنا لهنا ، ممنوع شخص يخصنا ، أن يحزن عليه غيرنا ، مع العلم أنَّ هنالك العديد من الناس التي تحبه ، و لربما أكثر منا .. 

لكن أنانيتنا و " الهو " المشبع بالتملك ، يجعلنا لا نحترم مشاعر الآخرين ، بل و نكذبهم .. و هذا ما سيولّد الحقد أيضاً  ..


• نحن لم نصل لهنا بسبب امرأة " البسوس " ، أجل ..

|المرأة| لها تأثير قوي و مباشر و واضح على الرجل ، لكنَّ الحقيقة تكمن في أحقادنا ، و طاقاتنا التي لا لنسخرها إلا لخدمة تلك الأحقاد...

• نتوّحد فقط في حال نشوب| حرب |، كي نتبارز من سيشعل نار الفتنة أكثر من الآخر .. من سيسفك الدماء أكثر من الآخر ..

• الذي أوصلنا لهنا ، أننا لا ننسى ، تكون أمامنا ألف طريقة قبل الوقوع بمصيبة الحرب و فتنتها ، و هذه الألف ، و لربما المليون ، تخبرنا باستمرار :

" توقفوا ، لا تكملوا ، لا تقعوا ، هنالك أبرياء لا ذنب لها .. " 

و لكننا نضع يدنا على عيننا لنعمي بصرنا ، و نضع الأخرى على أذننا لنصمَّ عن السمع ..

• نستمع لصوت الحقد القابع بداخلنا مهما كان حجمه ، و لو بلغ ذرة ، فعلى الرغم من صغره .. نرضخ له .. و نحرق بقايا المحبة و السلام لأجله ..

" الطفلة يمامة بنت كُليب " 

• الذي أوصلنا لهنا ، أننا لا نعرف أن نميّز ، فحقنا مع شخص واحد بعينه ..

لا بقبيلته  ، لا بأهله ، لا بدينه ، لا بطائفته ، لا بالنساء ، لا بالأطفال ، لا بالشباب ..  لا بالبلاد ..

أي أننا نجعل المسألة الفردية و الشخصية .. مسألة جماعية ..

(( مع العلم فكرة الثأر مكروهة ، فتخيلوا معي .. كوكب الأرض دون صراخٍ يدوي الأفئدة و ينشر الدماء .. ))

• الذي أوصلنا لهنا ، أنَّ الذي قاد حرب الثأر ، هو زيرٌ للنساء ، سكّير ، لا يوجد لديه رجاحة عقل و لا صلابة الصبر .. صحيحٌ أنَّ لديه بعض الحكم و لديه الشجاعة و الفروسية كما يُقال .. و لكن هذا لا يجعله مخولاً لقيادة أمةٍ ..

و بعد مدة زمنيّة طويلة ، حُقنت الدماء و أخيراً .. 

ليأتي الملك الجديد ، ابن كُليب ، و يخبرنا أنه حتّى في حالة السلم .. هنالك حرب ..

و يظهر ذلك عندما سأله سالم ، عن روابط القرابة :

- أهي قوية ؟!

- قوية ..

- هل ستقوم بحمايتك ..

- أجل بالتأكيد ..

- فلماذا إذاً لم يعتمدوا عليها لكي يثقوا بكم .. و يتركوا الخيل عندكم ؟! 

سؤال واضحٌ وضوح الشمي عن معاهدات السلام السابقة و الحالية ..

و تتسع الدوائر مع كل فكرة ، و كل جملة ، و كل قصة ..

لتشمل أيضاً الجوانب الإنسانية ، |الحب| ، و الفراق ، و الصداقة ، و الأخوة ...



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/02/2022 09:27:00 م

ومضة الوحدة .. النَفس الأخير
ومضة الوحدة .. النَفس الأخير
تصميم الصورة: وفاء المؤذن 
‎في عتمة الليل ، أجلس لوحدي ، أسمع أصوات كلاب تنبح في الخارج  ، و النُّجوم تتحدث مع بعضها بسخريةٍ و استعلاء عن البشرية ..

أسمع أيضاً صوت صراخٍ صامت 

من الشرفة المقابلة لمنزلي ، |فتاةٌ وحيدة| بائسة تقف هنالك ، تبكي .. تناجي ربها .. ثمَّ تشهق لعلها تتوقف عن البكاء .. و من ثمَّ .. تعود و تبكي .. و تبكي ..


أعاود النظر إلى السماء ، باتت الغيوم تتحد مع بعضها البعض ، لتجعل النجوم تختفي .. في عالمها ..


دخلت تلك الفتاة إلى منزلها ، مستسلمةً للأحداث التي لا أعرفها ، و لكن واضحٌ جداً مدى عمق فجواتها ..


جاءت لسعة برد تشرين ، جو الخريف مُحير ، لا تعرف هل تشتعل نشاطاً و طاقةً ؟!

أم انك إنسانٌ أصابه الفتور و التوّحد ؟!


قررت أن أدخل لمنزلي قبل أن أصاب بزكام شديد ، تجولت في أنحاء المنزل ، هنالك فكرة عالقة .. لكنني لا أجد لها الكلمات ..


هنالك |مشاعر| معقدة .. لا حروف لها .. سوى الصمت ..

صمتٌ يعدم فؤادنا .. و آخرٌ يثير نشوتنا ..


و ما بين الاثنين .. أجد تلك الفكرة .. و لا أجد .. الومضة ..

كانت زوجتي غارقة بالنوم بعد يومٍ متعب و شاق من قيامها بالأعمال المنزلية ..


في العادة عندما أكون في حالة الركود هذه .. وحدها من تشعل أفكاري .. بكلمةٍ منها .. بهمسةٍ رقيقةٍ منها ..


عليَّ الاعتماد على نفسي هذه المرة ..


و بعد إمعاني بملامحها الطفولية الناضجة ، وجدتُ نفسي بقربها ، أعانقها .. و أبكي !


لا أعلم ما السبب !!

أظن دفء مجرتها حتى و هي نائمة ..


و هنا ظهرت تلك الومضة ..


(( تنفس .. تنفس هواء الكون أكثر ..

لا بأس بأخذ أكسجين العالم .. لتسدَّ فراغ فجوات شقاء| الآلام| ..

الفظ نَفَسك الأخير .. و لتشهق بعدها .. شهقة الحياة الأولى .. ))

بقلمي: شهد بكر💙

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/31/2021 06:52:00 م
هكذا أصبحت الحياة الطبيعية في هذا العالم البائس
هكذا أصبحت الحياة الطبيعية في هذا العالم البائس
تصميم الصورة وفاء مؤذن

 بينما كنا جالسين نتأمل النجوم , و نتمنى أمنيات كبيرة 

..  نرسم أحلام على المدى البعيد ..

نكاد أن نصل إليها , ثمَّ نجمعها قرب بعضها , لنصنع |لوحةً كونيّة| بأسمائنا ..

سألني : حدثيني عن حياتك يا أميرة الزمان ..

ضحكتُ ساخرةً : لا شيء يُذكر من الأهمية , حياتي طبيعية ليست كما تعتقد ..معقدة و شائكة ..

 أرغب بسماع حكايةِ حياةٍ طبيعية في هذا العالم المتصنع ..

سرحتُ في مخيلتي , من أين سأبدأ !!

أطلقت عنان الكلمات قائلةً : 

أغلب الناس تكبر عام تلوى الأخرى .. تمضي سنة كاملة عليهم بأوجاعها و أفراحها ...

 بكل معاني التناقضات الموجودة في هذا الكون الغريب ..

إلا أنا .. كنتُ و ما زلتُ .. أكبر بين الساعة و الأخرى ..

أعيش التقلبات الكونية ..بين الساعة و الأخرى .. 

ينهرس قلبي , ثمَّ يرقص .. بين الساعة و الأخرى ..


ذات يوم .. و قبل أن ألتقيك ..

 أو لربما في أثناء طريقي إليك .. , كانت السيارة على وشك صدمي .. و بلطفٍ من الله .. نجوت ..

الشارع كله امتلأ بالصراخ , و الشتائم .. و لربما البكاء و الموت ..

إلا أنا .. 

غادرتُ بصمتٍ تام .. بعد أن قمتُ بنفض الغبار عن ملابسي ..

هل هذا| الحب |؟! 

أم أنه الانطفاء ؟!


 حسب حالتك الشعورية لحظتها ..

- كنت أشعر بأنَّ مسافة الإبرة المتبقية بيني و بين السيارة ..

كانت  يدك التي أبعدتني .. و عندما علا الضجيج .. شعرتُ باللا شيء ..

ثمَّ أكملت .. أكملتُ طريقي إليك .. 

متذكرةً طعنات الغياب .. و قيح الانتظار .. و كل ما مررتُ به .. دونك ..

كانت الذكريات ثقيلة .. ليس فقط على جسدي ..بل على روحي .. فبدأت أسير بترنحٍ واضح .. فقط .. لأصل إليك .. 

شممتُ رائحتك من بعيد .. هوّنت على نفسي .. بأننا نقترب .. لتسألني

 " كم مترٍ تبقى لنا ؟؟ أخشى أن نصل لنقطةٍ قريبة .. قريبة جداً .. لا نستطع بعدها التحرّك ولو ميلي واحد !! " 

لأجيبها " سنصل .. لابدَّ لنا من الوصول بعد كل هذا العناء و اليأس .. على الأقل .. سنلمح طيفه .. " ...

كان ينصت باهتمام كبير , يحاول توقع عن ماذا سأتحدث أيضاً .. توقفتُ برهة لأعطيه فرصة إن كان لديه كلام , و كما توقعت .. 

 هل هذه حياة طبيعية ؟!

أخذت تنهيدة عميقة : بالطبع .. هي كذلك .. حروبٍ داخلية شيء لا يُكر أمام الحروب الوجودية التي تحدث حولنا .. و مع الآخرين  .. 

لكل من هؤلاء البشر حكايته الخاصة , و غالباً ما يعيش صراع ضخم بين عقله و قلبه .. 

إلا أنا ..

يومياً .. و بين الساعة و الأخرى .. 

أعيش صراعاً مدّمراً بين قلبي وما يعتصره .. و روحي و من يبترها .. 

هذا الوجع كله .. أين كنت تضمريه ؟!

 لا يحق لي التحدث به ..

 و لماذا ؟!!

لأنه ..لأنه في هذا| العالم البائس| .. و الحاضر الشنيع الذي نحيا به على قيد الألم .. لا يحق لإنسانة مثلي زيادة التفجّع .. 

لأنه في هذا العالم البائس .. 

سيكون من المعيب الحديث عن احتراقنا نتيجة الحياة الشخصية ..

لأنه في هذا العالم .. حزنٌ من هذا النوع .. لا مكان له ..سوى |السراب| ..


شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/31/2021 06:42:00 م
خطوة واحدة من المحارب .. فجرّت القلوب و الأرواح
خطوة واحدة من المحارب .. فجرّت القلوب و الأرواح
تصميم الصورة وفاء المؤذن
 ابقى مكانك أيها المحارب| الكوني |، ابقى مكانك مع حربك و قوقعتك العميقة ، المعتمة ..

إياك أن تحاول الاقتراب مني خطوة واحدة ..

فالأمور ستتعقد أكثر .. ابقى مكانك ..


فأنا ..

فأنا سآتي إليك مع |الياسمين| ، و أجمع ما بين الغياب و مسابقة زمن الحنين ..

سأقطع حواجز الأقدار ، و أتوقف عند إشارة بداية آذار ..

و في أثناء عبوري لطريق التوازن و الأمان ..

أتحدّث مع كلِّ الشوارع و الزوايا و الطرقات ..

أتحدث معها ، عن أرواحنا السريّة الهائمة و الخائفة من اعتراف المجرات ..


لكن دعني أخبر عيناك الضيقتان 

 أنك أنقى و أصدق ما عرفته أوطان الاغتراب ..

و أنَّ ابتسامتك هي العودة إلى دفءٍ بعد عمرٍ من التعب و الهلاك ..

و قلبك ..

قلبك المثقوب هو الذي تعثرتُ به و أنا أركض في قاع الفراغ..

لأراه ، لألمسه ، لأضمه إلى صدري .. فأشعر ببردوته ، و عمق شمس الحياة ..


الآن ..

ما رأيك أن نبتكر طريقاً حقيقياً نسير معاً به .. 

متباعدان المسافة ، متقاربان بالأرواح و الأسرار ، و العينان تنظر إلى فجوات الصقل و الخبرات ، و صدق الشعور و العنفوان ..

لا مكان للسعة البرد هنا .. بل لغيثٍ مشتعل بصوت الضحكات ..و كثافة الأفكار ..

أظنُّ أنَّ هذه هي نهاية مرحلة الضياع ، و حزم القرار ..

أيها المحارب .. أنت شخصي المفضل و المقدّر لفؤادي المتناقض كالأكوان ..


لكنَّ الحكايات ، جوهرتها بالنقصان ..

فأنا .. |أنا أحبك| جداً .. أحبك بضخامة ضباب الأقلام ..

أحبك بقلة لحظات لقاء الأحلام ..

أحبك بنظرة الإرهاق و تنهيدة الأيام ..

أحبك ..

أجل سأصرخ بحبري معلنة انفجار الروايات ..

و بعد هذا الانفجار ، هل سننجو من عقاب غدر المجتمعات ؟!


دعني أخبرك ..

هنالك خيانةٌ تشنق نفسها على حافة هاوية الحرية ..

و هنالك غدرٌ يُقتل برصاصة هوى الأموات ..

الشحوب يا عزيزي ، هو نتيجة وداع الأحجيات .. 

و القلوب يا حبيبي ، هي مفتاح سرمد الجنيات ..


شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/31/2021 10:06:00 ص

مشهد معقد التفسير .. منشطر المشاعر 

مشهد معقد التفسير .. منشطر المشاعر
مشهد معقد التفسير .. منشطر المشاعر
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
في هذه الليلة الشتوية ، قارصة الجمود ، ثلجيّة المشاعر ..

جلست خلف طاولتي ، أكتب رسائل حبي السري ، دوّنت أوّل حرف " ح " .. 

ثم رجفت يدي .. و نظرتُ إلى أفق ، بعيد المنال ..

و بعدها دمجتُ الحرف مع الآخر " ب "  ..

لتتشكل أمامي كلمة ، أقامت حروباً من| السلام| .. و الدمار ..

و أجهشتُ بالبكاء..

رميتُ برأسي ، و حضنته مع قلبي المنشطر ، شعرتُ برغبة عارمة .. فحواها " أريد أن أبكي " ..

هكذا .. دون سبب ، أو قد يعود السبب إلى هول تلك الكلمة..

بكيتُ ، بكيتُ كثيراً ، أكثر من اللازم .. لعليَّ أشعر أنَّ ذلك الثقل الحقير ، الكتل القاسية بداخل قلبي .. ستختفي ..

فجأة ..

يرن هاتفي ،  و يضيء عالمي .. برسالةٍ منك ..

(( أقسم بكلِّ الموجودات ، أقسم بربِّ الأرض و السماوات ، أنَّ إشراقك و ضحكتك و كلماتك.. و أنت ..

من يدفعني إلى الأمام ، آهٍ لو تعلمين ندبي على نفسي لأنها تغرق .. تغرق بعيداً عنك .. لكنني أريد أن أخبرك سراً .. 

أنا الآن .. سأهرب من بئس قضيتي .. إلى نشوة مصيري .. معك و إليك .. ))

بهذه الكلمات كان الاعتراف ..

بهذه الكلمات كان |الصدق| ..

بهذه الكلمات كان ..| الحب| ..


خفق قلبي ، رجفت عروقي .. نبض وجهي ..

وجدتُ نفسي تتصل به ، رفعت سماعة الهاتف ..

و أجبنا بعضنا البعض .. بصمتٍ مريح ..

و بعد ثوانٍ معدودة ، زفرنا معاً ، تنهيدة العشق المستحيل ..

- سنتألم ..

هذا ما أخبرته بعد ترنح واضح بين الحروف ..

- سنحترق ..

ضحكنا معاً ..

وسط تلك |الدموع |.. دموعنا المنهمرة و المتساقطة فوق الوجنتين ..

- هنالك " نا " .. ضمير يتغلغل و يندمج مع حكايتنا دون إرادةٍ منا ..

- أترى أنَّ الأمور ستكون على ما يرام ؟ 

- بل أراكِ ، و أرى نفسي .. و أرى أنَّ الحرب ستهون أمام رصاصة هوانا .

عانق صوته ذبذبات خوفي ، و تردد حيرتي ، و إرهاق صدري ..

نظرتُ نحو سقفٍ أبيضٍ فارغ ..

كان هنالك زحام رهيب من| المشاعر| بداخله ..

هذا الحائط .. جعلني أنظر إلى هذا| الحب| .. أنه المنقذ الوحيد .. الأعجوبة الوحيدة .. للوداع المحتّم .


شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/31/2021 10:03:00 ص

الحقيقة الموجعة .. الفاجعة القاتلة 

الحقيقة الموجعة .. الفاجعة القاتلة
الحقيقة الموجعة .. الفاجعة القاتلة
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

 الكينونة الحقيقيّة لا يمكن لها أن تُستنسخ ، لا يمكن لها أن تُصطنع ..

فاللطيف يبقى لطيفاً مهما عصفت الحياة برماد رقته ..

و اللئيم لا ينحدر عن قاعه ، مهما مددنا له يد العون و العطاء ..

و حقيقةً .. أنا .. أنا لا أعلم من أنا ..

لكنني أعي جيداً ..

أعي يا قرين الروح ، فاجعتي الأبديّة .. حساسيتي المفرطة ..

بل و إفراطي الكوني بالجمال و الغرق ..

الأمر لا يعود إلى قلبي أو عقلي ، بل إلى لعنة التناقضات ..

و الغوص بتفاصيل الكلمات و| الحكايات| ..

فأنا لا يمكنني البتّة أن أتجاوز همسة قاسية ، أو صرخة صادقة .. 

لا يمكنني البتّة أن أتجاوز بسهولةٍ مطلقة حقيقة المواقف و الصدمات ..

لا يمكنني البتّة التوقف عن تحليل العبارات ، و تركيب النقاط ..

حتى و أنا مغمضة العيون ، راكدة السكون ..

تبقى الأفكار و المشاعر تنهش لحم سكينتي ..

كم أشتاق لنومٍ عميق ، أو حتى لنومٍ أبدي .. بين أحضانك مثلاً !!

لحظة لحظة .. ما رأيك على يسار صمتك ؟!

تلك اللعنة يا عزيزي ، تدّمر فؤادي ، تمنعني من احتضان أصوات السلام ، بعد هروبه من عالمي طوال النهار ، متظاهرة أمام نفسي .. أنَّ كلَّ شيء على ما يرام ..

الأشخاص من حولي ، يمدحون هذه الصفة بي ، كسائر الصفات..

يغريهم هذا الاهتمام المفرط .. يبهرهم الإفراط في الإشراق ..و لكنهم لا يتقبلون أي كلمة سلبية  ، موجعة .. مدمرة ..

لربما لأن حال خروج هذه الهمسة من ركود حروفي و صوتي ..

تخرج صادقة .. و الناس يا قريني .. عشقوا |الصدق| بالأفراح .. و قتلوا الصدق بالأحزان ..


شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/25/2021 07:45:00 م

خيبةٌ من طرف الأماني و الأحباب - نثريات -
خيبةٌ من طرف الأماني و الأحباب - نثريات - 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

كان عليَّ أن أتحدّث 

 كان هنالك كلمةٌ عالقة في حلق الأقدار ..

و صرخةٌ تغلغتْ مع روح العتب ، و الكره و الأحقاد ..

هنالك أشخاصٌ 

قد دفنا آلامنا ، ماضينا ، خيباتنا .. مع بسمهتم الملغومة ..

لكنهم في نهاية المطاف ، طعنوا تلك الابتسامة .. و حرقوا الاستثناء ..

هنالك آباءٌ كونيون ، تهبنا إياهم الحياة الغريبة  نحترم شخصهم 

 نقدّس وجودهم ، في زمنٍ انعدمت به |الإنسانيّة| و الوجوديّة ..

أتعلمون 

 لا أعلم ماهية الصدمة الأخيرة لمثل هذا النوع من الندرة ، و قد أكون خائفة من المعرفة ..

فدائماً الأشياء الثمينة و الفريدة ، تفقد بريقها .. عند نقطةٍ معينة ، قد تكون نقطة الترجي ، و عدم الجواب ..

الأقلام يا سادة تبكي على حالنا ، تتألّم لشدة حفرنا لحروفٍ غير آمنة ..

كان سواد الليل هذه المرة 

 يُعمي العيون عن الأضواء البيضاء ..

كان ليلاً حالكَ الظلام ، بشع ، لربما لأنَّ هنالك نساءٌ تشوّهتْ كحلتها المميزة في الليلة الماضية عن طريق الإفراط في البكاء ..

كان الأمر صعباً 

 بل كان يتحوّل إلى جمعٍ حزينٍ .. و صادم ..

حتى باتت الأمور خانقة ، معقدة ، حارقة ..


النقطة هنا ، أضحتْ سكيناً ، طالما أنها رُسمت من طرف يد الجنيّة ..

و الحركة الكارهة ، أضحتْ شللاً يصيب روحاً تعشق السلام ، و الأخرى ترفض الاستماع لموسيقا الحريّة و| الأحلام| ..


كان اشتعال الخيبة واضحاً ، أحرق المكان و ذكريات الأركان ..

لكن بطريقةٍ ما  ، حتى ضمن هذا الحريق .. بقيتُ محافظة على صلابة جليد كرامتي ، و عنفوان |الأوراق| ..


شهد بكر

يتم التشغيل بواسطة Blogger.