مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/25/2022 12:08:00 ص

الرحيل المعلن يعادل النجاة المقررة
الرحيل المعلن يعادل النجاة المقررة 
تصميم الصورة رزان الحموي 

 (( لقد حانت ساعة الرحيل )) 

هذه هي الجملة المتفق عليها في لحظات الوداع والفراق ..

في صفحات الروايات والأفلام ..

لتصفها بأدّق تفاصيلها ، بأدّق حروفها ، بأدّق أمنياتها ..


لا أحد يهتم لما سيحدث بعدها ، ولو كُتب أو قيل مئات الألوف من |الكلمات| ..

فستكون عبارة عن استسلامٍ لواقع الانفصال ..

أمّا عني .. أمّا عن حكايتنا المحكومة بالإعدام .. 

وبدل أن أرتل| الأشواق| والآهات ..

وبدل أن أندب قدري التائه عن| الأحلام| ..

دعني أخبرك أنَّ تلك النظرة العميقة النابعة من بؤبؤ عينيك ، نحو اللاشيء ،ستظلُّ محفورةً ضمن أزقة ذكرياتي اللطيفة ..


ولأنني أعرفك جيداً ، ولأنني الوحيدة من قرأتُ شخصك ..

سأعطيكَ الأذن أن تحتفظ ببعضي في أعماقك ، يمكنك أن تواري ذكرياتنا عن أنظار جبنك وخوفك ..

تستطيع أن تتكتّم على أسرار أماكننا ، وصورنا الباهتة الجميلة ..

بإمكانك أيضاً أن تتحدّث عني للعابرين والغرباء ، فذلك لم يحدث فارقاً عن حديثك مع الأقلام .. النتيجة واحدة ..

ولو تحدّثت إلى صوري الساكنة ، وعانقت خسارتك الواقعة .. النتيجة واحدة ..

ولو بحثت عني كالمجنون ، وعبرت الأطلس والأبيض وعالم الحروب والفنون ..

النتيجة واحدة ..


أعدك ألا أكتب عنك بعد جفاف هذا الحبر ..

أعدك ألا أفتّش عن روحي بين فواصلك ..

لقد كنت الماضي البعيد ، وستبقى الحاضر الحزين ..

أعدك أنك لن تجدني هذه المرة ولو كلّفت نفسك عناء البحث ..

أعدك أنني سأهدم كلَّ الطرق المؤديّة إلى قصتك ..

لا بأس إن راقبتني بعيداً ، فلهيب ضميرك سيجعلك تنظر للماء المالح على أنه الملاذ ..


غريبٌ أيها القدر ..

ترغمنا على خوض معاناة كاملة من البعد القصري ..

وما إن نتأقلم على إدخال السكين في جوف قلوبنا ..

تهبنا اليد الأولى التي سمحت لتلك السكين بالدخول ..


ليس كرهاً صدقاً .. أقسم بكلِّ اللحظات الصادقة .. ليس كرهاً ..

لكن .. 

ذات يوم ، وبينما كنتُ أرتجف أمام القدر ترجياً بالبقاء ..

رفض .. ورفع راية نصره معلناً رحيلك ..

اليوم ..

سأطلق العنان لصقر حياتي ..

و أحرره من قفصك .. معلنةً النجاة ..



شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.