‏إظهار الرسائل ذات التسميات أدبيات. إظهار كافة الرسائل

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/12/2021 05:24:00 م

تراتيل عاشق وبوح قلم

تراتيل عاشق وبوح قلم



الزمردة السمراء

تتغاوى في مطالع الروح راقصة       ما  بين   الوتين   و    نبض   مهجتي

والحسن تنازل عن حسنه لحسنك      حين  نظر  بناظريه و نظر    بنظرتي

و  راح    يشدو   آلاماً    مبعثرة       كيف   بدا  و كأنه  من جمالك   يقتتي

تباريح  | ثغرك |  البسّام  قد   أتت       تطفي    لهيب     المعمود      بمودةِ

و تسلي    الظمآن   من    فرطه       وأتساقط  كالعنقود خصلة بعد خصلةِ

لَم  أتيِت  على من  حُكم  بالهوى       وأقحمتِ   نفسك   بغتة      بـروايتي

فمشاعري  لم   تكن وليدة صدفة       لكن      الله     قد      أحال    بحالتي

وأهدى  فؤادي  بغير  ما     نوى      و لستُ    نادماً   إن   كنتِ     قصتي

فقلّة    من   أسرني   في    حسنه      وجعل   مسرَته      توافق     مسرّتي

سمراء  يتهادى   الليل في جعدها      وعيونٌ    ضاحكة      تبلي    بسمتي

هيفاء     القوام    وقدّها       آس       تمايل على    وتيني     بكل       رقةِ

ما  ذنب   المأسور   بحُكم الهوى      حين   أعلن    مكنونه     بكل    محبةِ

فهل  يدان   المخمور      بَسجنِه      حين    يتهاوى      بعد     كل   سكرةِ ؟


سقيم حبك

سقيم    حبك    بالأحشاء  قد برحَ          لا ظلك يُخفى و لا و جودك اتضحا

ما بال عشقك في الأرواح مسكنه           وأنتِ  لا    تعلمين   ما    قد جرحا

تنظرين  الي   و| العينين | يشوبها            شوق   يسلي   رقراقها  ما  فضحا

يسيل  على   الوجن بحرقة كتُبَ            ألف  آه على   ما   جنى  وما ربحا

لا  يعلم  حجم  ما  بات  من  ألم             سوى  غريق  في | الهوى |  صدحا

كتبت في   حبك    آلافاً    مؤلفة            و كل  حرف   ينادى   قلبك  مِرَحا

سئمت  البعد  رغم  قربك  مني             فالبعد  بالقلبين و إن بقربك   سمحا

أراكِ   كل    يوم  تمرّين    بي             ولايلفتك اختلاج  قلبي  حينما جنَحا

وأسامرك  الأحاديث  وأنت  لم             تبالي   بخوف   عينيا  وما  وضَحا

فحين  أمعن   في  حسنك برهة             يتهاوى  الكلام وبالخذلان قد سبحا

يا ليتك لو  تعلمين  ما بخاطري            فلساني  أبرم  و  في عقدة   طرَحا

فلا  ينفك  من  عقدته     سواكِ            حينما   قلبك  يقول لي  ما   فصحا

فحبك  في| صدى الأرواح| ترفله           حين   الوداد    بإنائه   قد   نضَحا


بوح عاشق


قرأت    حبك   بقلب   بات    يمتثلُ         في  حناياه  سجى | الشوق|   والأملُ

رسمت في صدى |  الأرواح| مسكننا         و ألقيتُ  الجسدين   بروح   تتصلُ

عشقتك   يا فاتنة  العينين على وعد ٍ        يُرَوى  ما  بين  المحبّين  و ينجدلُ

عساك  أن   تملي   فؤادي   بشغف            يحاكي    لحن   شوقك     المشتعلُ

أنيري  حياتي   بـالوصال   لطالما          كان الوصال يُحي المتعطش الثملُ

و عانقيني  عناقاً  لا  يألفه  جسدي          ليفنى    ما تبقى من ألم و يضمحلُ

واجعلي  سماء  الحبُّ   تمطر  لنا          غيث الوفاء  بمزن |الصدق|  متصلُ

لـننهل   منه    كلما  الخصام   بدا            بالنوى و طأ  و أبكى   لنا    المقلُ

عانقيني   عناقاً   لا  أنفكُّ    بـه            لأرمى  بين  أذرعك  كما  الطفلُ

لا    أريد    من   الحياة     سـواكِ            لأكمل  زهور العمر  حتى  أرتحلُ

سكينة الروح

تجفل الروح حين منك أقترُب           وأحرفي في حرم جمالك  تنتحبُ

فما لذة     العيش  إلا   حينما             تتلاقا النواظر بوقت غير محتسبُ

تخالها برسمها كأنها ضاحكة            و هي  لا تأبه  لناظرها    الصبُّ

أميلي الّي فقلب بات محترقا            ومن  شدة  الوله  أصابه   التعبُ

ما بال عاشق خط في الهوى ألفا       من لا يبادل  ألفه  لا يجدي العتبُ

أخالك تأتي اليّ والروح منهكةٌ          تقولي ألم يحن أن لقربي تجتنبُ؟

من يشرب خمر حبك  رشفة            لا يأبه  يا   حلوتي  كثرة    الندبُ

بهاء  طلتك تزيد      صبابتي        والوصل عند وصالك يوهن الدربُ

وانا المتيم في دياجي  حبك            فلتشعلي  نوراً و تغني  لي  السببُ

ولتنعمي من كأس حبي حلاوة        فقلبي لك    بات   موطئاً      رحبُ



بقلمي صالح شاهين 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/28/2021 10:36:00 م

الأزرق .. هو طريق لوني 

الأزرق .. هو طريق لوني
الأزرق .. هو طريق لوني 
تصميم الصورة وفاء مؤذن


بعد عشرين سنة من الصدمات و التناقضات ..

بعد سنةٍ و نصف من الفجوات و الآهات ..

بعد ثلاثة أشهر من الضغوطات و البدايات ..


و أخيراً .. مكاني المفضل .. مكاني البسيط الهادئ .. 

أرتشف قهوتي الليلية ، مع ذاتي الخيالية ..

أحاورها ، أسمعها ، نتحدث عمّا مررنا به معاً في الفترة الأخيرة .. 

عمّا مررنا به معاً .. و مرَّ بنا معاً .. في حياتنا العمريّة ..


تنهدنا ، نظرنا إلى السماء .. 

أخفضنا رأسنا إلى الأرض .. بل إلى الوحل ..

بكينا .. شهقنا .. زفراتٌ تتبعها زفرات ..

ضحكنا .. ضحكاتٌ هستيرية .. تتبعها ضحكاتٌ هستيرية ..


تألمنا ، وقعنا ، سقطنا ..

قاومنا ، نهضنا ، استمرينا ..

|أحببنا |، عشقنا .. قدسنا ..


عشنا تجارب رهيبة ، 

عميقة ، مؤلمة ،سعيدة ، حيوية ، حزينة ...

لكن لازلنا باقون .. باقون معاً .. إلى الأبد ..


الأشخاص التي نقابلها في حياتنا ، ليست الدروس أو التجارب ..

بل هم وسائل للوصول إلى كينونة| الأسرار الوجودية |..

الأشياء التي نعشقها ، الماضي البعيد ، و المستقبل الغريب ..

كلها أمور تصقل من ذاتنا .. لكن نحن من نختار كيفية تحديدها ..


كانت زفرة عميقة .. تلك التي خرجت من |روحي الزرقاء |الآن ..

|ذكريات| .. ذكرياتٌ تتصارع مع بعضها .. صراعٌ عنيف .. ينفي الهدوء الكوني الذي أنا فيه ..


كل إنسان يكبر بقدر خزانه المنهدر القابع بداخله ..

(( و أنا منهدرة .. منهدرة جداً .. مع أزرقي ))

كل إنسان تصبح أحلامه و أمانيه هَرِمة بقدر خيباته ..


(( و أنا هَرِمة .. هَرِمةٌ جداً .. مع أزرقي ))



لكن لا بأس .. 

مازال هذا الزفير يخرج من هذه الروح ..

إذاً هنالك قادمٌ أعظم .. سواء أكان جيد أم لا .. فهو أعظم ..


ففي الحالتين .. طاقتي أعظم .. و أكبر من القدر .. لأنَّ ربُّ القدر .. هو مصدر طاقتي .





شهد بكر💙

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/24/2021 03:26:00 م

 ولدنا كي نكون ..  سر الشموع

ولدنا كي نكون ..  سر الشموع                                                                    تصميم الصورة : وفاء المؤذن
ولدنا كي نكون ..  سر الشموع
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

هكذا ولدنا ..

شخصان لا يعرفان طعم اللقاء ..
شخصان لا يعيان لذة العلاقة العنقاء ..

أدباءٌ في ساحات الشتاء و الياء ..
عظماءٌ التعامل مع عواصف الاختفاء ..

هكذا ولدنا ..

نتقارب مع عقارب الساعة ..
و نتبعاد مع وهم السعادة ..

نتنافر على الأشياء الظاهريّة ..
و نتفق على التفاصيل الخفيّة ..

للأسف .. إننا ولدنا .. هكذا ..
في ليلةٍ قمراء ..
ولدنا دون اجتماع .. دون إعلانٍ أو اعتراف ..

ولدنا كي لا نعشق .. كي لا نغرق ..

ولدنا فقط .. كي نتحارب ..
برصاصةِ ياسمينةٍ بيضاء .. نضعها في مسدس القدر ..
و نتواطئ معه .. كي نطلقها على فؤادنا..
ليموت الحبُّ بيننا .. و تحيا الكونيّة في أعماقنا ..

ليتنا نعود بالزمن إلى الوراء ..
لنتسابق برفض كلَّ العابرين و السامين و الماكثين في حياة الضباب .. و نتفادى عثرات الأحلام ..

ليتنا نعود بالزمن إلى الوراء ..
لنحيا على أمل الارتقاء بروحنا حال النظر إلى عيون الأكوان ..

لكن مقدّرٌ لنا أن نبقى غرباء ..

بعيدين كلَّ البعد عن أجواء الغرام و الهيام ..
متلاحمين مع كينونة الوجود .. و سرُّ حياة المجرات ..

يوجد لديَّ العديد من الأمور التي سأخبرك بها ، لكنني أنتظر الوقت الغير مناسب .. كي لا تهتم بأحداثي و تفاصيلي ..
كي لا أنتظر ردك ، أو أتوقع ردة فعلك ..
كي لا ندخل لاحقاً في دوامة التبريرات الببغائية ..
كي لا نصبح عاشقان .. كي لا نقع في الحب ..

بل نطير ..

نطبر به .. و لأجله ..

لقد خسرنا الكثير .. و أول ما خسرناه .. هو أنفسنا ..
فلا داعي لأن نخسر بعضنا البعض ..
لا داعي أبداً .. أن تنعجن أرواحنا .. و تحترق مع سرنا ..

نحن الآن عند نقطة الوداع ..
خطوة تلوى الأخرى ..
همسة تلوى الأخرى ..
حكاية تلوى الأخرى ..
سنمضيها معاً .. نحو طريق سطوع الشموع ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/24/2021 03:19:00 م

 ومضة الوحدة .. النفس الأخير

ومضة الوحدة .. النفس الأخير                                                                                تصميم الصورة : وفاء المؤذن
ومضة الوحدة .. النفس الأخير
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

في عتمة الليل ، أجلس لوحدي ..

أسمع أصوات كلاب تنبح في الخارج  ، و النجوم تتحدث مع بعضها بسخريةٍ و استعلاء عن البشرية ..

أسمع أيضاً صوت صراخٍ صامت ، من الشرفة المقابلة لمنزلي ، فتاةٌ وحيدة بائسة تقف هنالك ، تبكي .. تناجي ربها .. ثمَّ تشهق لعلها تتوقف عن البكاء .. و من ثمَّ .. تعود و تبكي .. و تبكي ..

أعاود النظر إلى السماء ، باتت الغيوم تتحد مع بعضها البعض ، لتجعل النجوم تختفي .. في عالمها ..

دخلت تلك الفتاة إلى منزلها ، مستسلمةً للأحداث التي لا أعرفها ، و لكن واضحٌ جداً مدى عمق فجواتها ..

جاءت لسعة برد تشرين ، جو الخريف مُحير ، لا تعرف هل تشتعل نشاطاً و طاقةً ؟!
أم انك إنسانٌ أصابه الفتور و التوّحد ؟!

قررت أن أدخل لمنزلي قبل أن أصاب بزكام شديد ..

 تجولت في أنحاء المنزل ، هنالك فكرة عالقة .. لكنني لا أجد لها الكلمات ..

هنالك مشاعر معقدة .. لا حروف لها .. سوى الصمت ..
صمتٌ يعدم فؤادنا .. و آخرٌ يثير نشوتنا ..

و ما بين الاثنين .. أجد تلك الفكرة .. و لا أجد .. الومضة ..
كانت زوجتي غارقة بالنوم بعد يومٍ متعب و شاق من قيامها بالأعمال المنزلية ..

في العادة عندما أكون في حالة الركود هذه .. وحدها من تشعل أفكاري .. بكلمةٍ منها .. بهمسةٍ رقيقةٍ منها ..

عليَّ الاعتماد على نفسي هذه المرة ..

و بعد إمعاني بملامحها الطفولية الناضجة ، وجدتُ نفسي بقربها ، أعانقها .. و أبكي !

لا أعلم ما السبب !!
أظن دفء مجرتها حتى و هي نائمة ..

و هنا ظهرت تلك الومضة ..

(( تنفس .. تنفس هواء الكون أكثر ..
لا بأس بأخذ أكسجين العالم .. لتسدَّ فراغ فجوات شقاء الآلام ..
الفظ نَفَسك الأخير .. و لتشهق بعدها .. شهقة الحياة الأولى .. ))

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/23/2021 09:31:00 م

في لحظة بوح 

في لحظة بوح
في لحظة بوح 
تصميم الصورة: ريم أبو فخر


لا أحد سيكون لك

 كما ستكون أنت للجميع، ما من شخص سيضمد جراحك النازفة، وليس لأذن أحد أن تسمع أنين روحك التي تصارع في الحياة

ما من عابر سيرمم قلبك المبتور وروحك الهرمة أنت ستظل هكذا هيكلٌ صلب منتصب بكبريائك 

يضم بقايا روح، فتات قلب و كم هائل من تلافيف دماغية تمزقت من فرط التفكير......


بينما أنت مشغول

 بترميم صديق، مداواة حبيب ومواساة عابر سبيل ... ستنسى دائماً نفسك أو بالأصح ستبقى عاجزاً عن لملمة أشلائك المبعثرة

والناس أجمعين لن يفهموا يوماً أن وراء ضحكتك الفاتنة، مظهرك الأنيق و بريق عينيك يختبئ وجع وطن احتوى أبناءه ليخذلوه في لحظة انهياره


لا أروي لكم كل هذا على محمل المديح

 أو على أنني الصديقة الأفضل أو الحبيبة الأوفى أوالفتاة الأمثل أو.. ....

لكنني دائماً ما أحاول أن أكون جرعة شفاء لأولئك المنكسرة قلوبهم، لافتة أمل لكل تائه في درب الحياة الصعيبة 

أجيد |الاحتواء|، |قراءة العيون| وتفسير بريقها 

والتسلل من نوافذها لفهم كنه وجوهر دواخلهم

أسعى جاهدة لتغذية |الأرواح| الجائعة العطشى للحياة 


على أمل بأن الله سيجزيني بشفاء سقم قلبي ... فإن عجزت والبشر فالله قادر.


بقلمي سارة حسنين ✍️


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/23/2021 03:11:00 م

 الاتجاه المعاكس .. يساري الكوني

الاتجاه المعاكس .. يساري الكوني                                                                                تصميم الصورة : وفاء المؤذن
الاتجاه المعاكس .. يساري الكوني
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

اليسار ..

جهة طبيعية ..كبقية الاتجاهات ..

لكن من حولي ,و منذ ان كنتُ طفلة ً صغيرة .. ينظرون لي على أنني فتاة سيئة ..

كتلةٌ من الشر تمشي على الأرض .. فقط لأنني أميل لليسار دوماً ..

عندما أبدأ بالطعام , أقول الجملة التي تربينا عليها .. " بسم الله "

لأرى نظرات عائلتي الحادة ..نظرات قاتلة ..

و كأنني أنادي الشيطان ليأكل معي ..كوني أمسك المعلقة في يدي اليسرى ..

معلماتي جميعهم في أثناء مراحلي الدراسية .. دون أن استثناء .. كانوا دائماً يوبخونني على كتابتي .. بيدي اليسرى ..

اللطفاء منهنَّ .. كانوا  يحاولون باستمراريةٍ مطلقة .. تدريبي على الكتابة و إمساك القلم في يدي اليمنى ..

حتى أصدقائي .. كانوا يضجرون مني و من طريقة جلوسي .. لأتحكم بيدي .. اليسرى ..

عندما أخرج مع أخوتي إلى مكانٍ ما , يستهزئون من طريقة انتقائي للمكان .. أجلس قرّب الشبّاك من جهة اليسار ..

أفتح الباب بيدي اليسار .. أنزل بقدمي اليسار ..

أحضر شعري الأسود الطويل المسترسل إلى طرفي اليسار ..

أبتسم بطاقة الرضى و الامتنان و التميّز ..

فتظهر غمازتي اليسرى , تتربع فوقها شامتي المقدسة .. أيضاً في .. يساري المفضل ..

حتى في المنزل , أسكن من غرفةٍ جهتها اليسار .. ترتيبها و تنسيقها .. يسارٌ بيسار ..

كل ما حولي يسار .. معاكس ..

أحلامي , معتقداتي , أفكاري , مشاعري , أشيائي الخاصة , طريقتي المميزة , أمكنتي ..

و كل من حولي ..ينزعج و يضجر .. يوبخ و يصرخ ..

يشعرني أنني ناقصة ..أو أنني قادمة من الجحيم .. أو أنني تابعة من اتباع إبليس ..

إلا أنت ..

استوطنت يساري .. بكل تفاصيله و حروفه ..

و جعلتني أعشق الحرية .. و أنادي بأعلى صوتي :

أنت يسار ضلعي .. أنت يساري الكوني ...

 

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/22/2021 03:43:00 م

 العودة إلى ..  قلم الحقيقة

العودة إلى ..  قلم الحقيقة                                                                         تصميم الصورة : وفاء المؤذن
العودة إلى ..  قلم الحقيقة
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

(( ها أنا أعود لقلمي .. عدتُ إليه مجدداً .. ))

عدتُ إليه بعد سلسلةٍ كبيرة من الأحداث و المشاعر و الأفكار ..
بعد النضوج و التجدد و الطاقة .. و الانطلاق ..

لكن ..

هنالك شيءٌ ما يبقى عالقاً في حلقي ..

يكاد أن ينفجر من بؤبؤ عيني ..

(( شيءٌ يجعلني أستمرُّ في الاحتراق الصامت .. ))

أتخبّط لوحدي مع دوامة الحياة ..

أتعثر بقوة ..  تستقيم خطوتي بقوةٍ أكبر ..

أسقط بقوة ..أنهض مع عنقائي بقوةٍ أكبر ..

جروحٌ بسيطة ، تتحوّل في بعض الأحيان  ، ضمن مخزون اللاوعي إلى ندباتٍ عميقة ..

فماذا إذاً يحدث لتلك الندبات المستعجلة على اقتحام عالم الطمأنينة و السكينة ؟!
إلى ماذا ستتحول المواقف الحجريّة .. و التي أصلها فجوات نيزكيّة ؟!!!

بعيداً عن الفلسفة و التعقيدات و صيغ الجمل و الكلمات ..

(( لربما تتحوّل لاحقاً إلى تلف ..

تلفٌ روحيٌّ يعشعش فيه الفراغ .. ))

قد لا يظهر هذا التلف عند ذكر الموقف بعينه ..

بل سيشتعل ألهبةً حارقة حال حدوث أيَّ حركةٍ صغيرة مشابهة ..

اليوم ..

هنالك يدٌ ترتجف .. همسةٌ تختنق ..
كتبتٌ الحرف الأول ..
نظرتُ إلى حائطٍ رمادي .. بعيداً عن طاولة حلمي ..
يد الماضي لا تزال ترتجف ..
ترتعش ..
ترتعش من هول الفراغ القادم المنصب على الأوراق اليتيمة ..

(( تكتب .. تفيض .. تنسف روحها .. ))

لأجد الحروف كثيرة .. كثيرةٌ جداً ..

(( حولي .. أمامي .. على عروقي .. على شفاهي .. ))

عالمٌ من الحروف و الفواصل .. و النقط ...

أحاول فكَّ رموز الزمان .. و أحجية العشق ..

لأكتشف أنني جبانة ..
و الكاتب أيضاً جبان ..
و الآخر جبان ..
و الرسام جبان ..
و المهندس جبان ..
و العازف جبان ....

جميعنا نحن الناضجون ، و بعضنا المتلاعبون على أوتار القلب ..
بالعموم ..
جميعنا نحن البشر ..
في هذه المرحلة الأخيرة من الأكوان ..

(( نخاف .. جبناء .. ))

نخاف أن نلمس الحب ..
نخاف من الاقتراب منه ..
نبقى بعيدين كلَّ البعد عن النظر لذلك المحيط ..

بطرقٍ مختلفة .. واعيةٌ بعضها .. حقيرةٌ أغلبها ..

و مع كلِّ هذا ..

(( أترك قلمي ..

أجعله يشتاق لي .. و أشتاق إليه ..

أجعله يبحث عني .. و أبحث عنه ..

أمسك به لأخرجه من قاع الكتمان ..

و يمسك بي ليخرجني من ضوضاء الحرمان .. ))

لكنني اليوم سأقول لك سراً كونياً استثنائياً خاصاً ..

(( أنت لستَ شخصي المفضل .. بل أنت ..

أنت قلمي الضائع .. الذي أعود إليه .. دائماً ... ))

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/21/2021 11:33:00 م

الطفولة .. مع الحب البريئ
 الطفولة .. مع الحب البريئ 
تصميم الصورة وفاء المؤذن


 (( عدنا من جديد .. مع حكايةٍ طفولية )) 

لنكمل ..

 .. مرت السنوات , و احتفظنا بقلمين الرصاص , كنا نحافظ عليهما و نكتب بهما بكلِّ رقة , و حال كسر بوزة أحدهما .. نبكي .. و كأنَّ الذي كُسر .. شيء من قلبنا ..

كلما عبرت السنين , كلما قصر طول القلم .. و زادت قامتنا إشراقاً و يفاعةً مصطحبةً معها أعمارنا ..

و| افترقنا| .. انتقلتُ مع عائلتي من المنزل , و رحلتُ عن مدرستي .. و سار فؤادي مع المجتمع .. و حالات الهوى .. 

أصبحت كبيرة .. لم أعد أكتب بالقلم الرصاص أبداً .. لا مجال للخطأ مع الحبر .. و لو حدث .. ستتشوّه منظر الصفحة ..


و لم أعد أعرف أو حتى أتذكر اسم ذلك الشاب ..

على أية حال .. اليوم هو| يومٌ شتوي| بامتياز .. 

أصبتُ بوعكة برد .. و لربما هذا ما جعل ذاكرتي تعود خمسة عشر سنة للوراء ..

نظرتُ إلى ما حولي .. وجدتُ زوجي يستعد للخروج , أخبرته دون أي مقدمات :

هل سأبدو جميلة لو رأيتني بفستانٍ دائري ؟

ضحك و قال لي : يبدو أنَّ الحمى أثرت على دماغك ..

و بحركة سريعة , وضع حبة دواء في فمي , ثمَّ أكمل :

سأحضر ما يلزمنا للمنزل و أعود .. لن أتأخر لا تقلقي ..


أمسكتُ بيده , بأدمعٍ مرتجفة ضمن بؤبؤ عيني :

أنا لا أهلوس .. هل سأبدو جميلة ؟ 

وضع |قبلةً على رأسي| , و جلس بقربي يمسدُّ شعري , و قال : 

لا أعلم بماذا  تفكرين لكنني سأستمع إليك إن كان هذا سيريح روحك ..


-  و ما شأن روحي ؟!

-  عندما تمرض الروح .. يمرض الجسد .. 

-   أشعر أنّ |ذاكرتي| ستقتلني هذه المرة ..

وضع قبلة أخرى .. لكن هذه المرة صبّها في ثغري ..

-   لا شيء سيقتلك طالما أنا هنا .. 

أيقنتُ لحظتها .. أنَّ الشخص الأخير .. 

هو| الهدية |الأخيرة من هذه الحياة .. 


هو عبارة عن إنسان .. 

إنسان يحمل كل أشخاص الماضي .. و أحلام الحاضر ..و أمنيات المستقبل ..




 شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/21/2021 11:33:00 م

الطفولة .. مع الحب البريئ
 الطفولة .. مع الحب البريئ 
تصميم الصورة وفاء المؤذن

في التاسع من صيف عمري ..

 كنت طفلة دخلت لتوها إلى المرحلة الثالثة من الابتدائية ..

مدرسةٌ جميلة ، كبيرة ، نظيفة .. 

لا أريد تسميته " |الحب الأول| " .. و لكنني أحببتُ صديقاً معي في المدرسة ..

كنا نأكل معاً , نلعب معاً , ندرس معاً ..

يأتي ليأخذني من منزلي , و يعيدني إليه , يحميني من إزعاج الفتيان , و غيرة الفتيات .. 


يصّفق لي من صميم قلبه في كل مرة آخذ " عشرة " في أي امتحان , 

و عندما تثني عليَّ المعلمة , يكتب على ورقة صغيرة و يرسلها إلى داخل دفتري


 " هذه هي صديقتي .. صديقتي وحدي .. "


كان فتى لطيفاً , وسيماً , كريماً .. 

أخبرته مرة أنني في حفلة المدرسة سألبس ثوباً أزرقاً ، دائري الشكل .

صرخ في وجهي قائلاً :

لا , ستخرجين كالأميرة به , و خصيصاً عندما تلعبين و تدورين ,

 ألا يكفي أنك شمسٌ بشعرك .. أيضاً بفستانك ؟!

لقد كانت هرمونات الشرقية موجودة ضمن عروقه , 

و هرموناتي| الشرقية| أيضاً موجودة ضمن عروقي ,


 أجبته برجاءٍ مطلق : 

سألبس جوارب طويلة .. أعدك ..

ليجيبني بحزمٍ تام : لا ..

خضعتُ له , كنت أراه المسؤول عني , و من واجبي إطاعة كلامه .. 

في الحقيقة كنت غاضبة منه , و حاولتُ ألا أظهر ,

 لكنه قرأ مشاعري , فاشترى لي قطعة حلوى , و قلمين رصاص لكلٍّ منا ..


ربّت على كتفي قائلاً : 


لا أعلم كيف يمكنني إيصال ما أشعر .. لكن حدث موقف قريب مع والديَّ, و عندما صالح أبي أمي قال لها 

" غيرتي المفرطة هي دليل حبي لك ، لذلك لا تنزعجي مني "

 

ربما هذا شعوري تجاهك .. لذلك| لا تحزني| .. اتفقنا ؟!

هززتُ برأسي مع ابتسامة مشعة بالرضى : اتفقنا ..

لحظتها .. لا أعلم ما الذي تغيّر , لكنه قال لي محمّر الخدّين :

الفستان الدائري .. أريد رؤيته عليك غداً ..

غمرتني سعادة لا حدود لها ,أمسكتُ بيده و قلت له :


 أنت شخصي المفضل ..

كنا لا نعي أي شيء عن مصطلحات المشاعر التي أطلقها الناس و العلماء , و لا عن فكر الكبار و معتقداتهم ..

كنا نتكلم و نتعامل مع بعضنا البعض بفطرتنا .. و في حال تقليدنا لهم .. تحدث مشكلة بيننا .. 

غريب أليس كذلك ؟! 

طفلان لا يفقهان شيء .. يتحدثان ب|الحب |!

سئمت من التبريرات الفردية تجاه أي نوع من العلاقات ..

لمن الصعب تسمية الحب .. و لمن التعقيد أن نطلق عليه لقب أو نوع ..

لربما علماء النفس و التنمية البشرية قسّموه لكي نفهم |مشاعرنا |و لا نقع في مشكلات لاحقاً .. 

لكن في بعض الأحيان لا أؤمن بكل هذا العلم .. فالعلم لا يتطابق مع الروحانيات..


أؤمن أنَّ لكل شخص مميز عندنا له مشاعر خاصة داخلنا .. 

مشاعر الحب .. 

هكذا .. دون أي تقسيم ، أو قيد ..

من الممكن أن تختلف قوة الترابط الروحي , الاتفاق المشترك , طول أمد الشعور .. لكن شخصنا المميز , و مع كل مرحلة عمرية  .. هو الحب .. 


لذلك .. علينا ألا نتجرّد من الأشخاص , بغض النظر عن النهايات .. يكفي أنَّ مشاعرنا صادقة نحوهم ..



(( يتبع ... ))



شهد بكر💗

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/21/2021 06:25:00 م

ماذا أفعل ؟! ماذا سأفعل ؟!

ماذا أفعل ؟! ماذا سأفعل ؟!

ماذا أفعل ؟! ماذا سأفعل ؟!
تصميم الصورة : وفاء المؤذن



 حضرتُ مئات المسلسلات ..

قرأتُ مئات |الروايات| ..

شاهدتُ مئات أفلام الخيالات ..

سمعتُ مئات الحكايات ..

انتقلتُ بين صفحات التطبيقات ..

راقبتُ صورةً هنا .. و أخرى هناك .. مع الفتيات ..

عبرتُ شوارع المدن ، مبتعدةً عن طريق اللعنات ..

تحدثتُ مع العابرين و الغرباء و الأصدقاء ..

لألهي نفسي عن حبل إعدام الياسمينات ..

حاربتُ الأمراض ، و الآلام ، و الأقدار ..

و لن يقتلني .. إلا فقدان الأحجيات ..

انتظرتُ تحت الأمطار ، و مع لهيب الشموس و الصدمات ..

لوّحتُ بيدي المرتجفة للأطفال و العائدين و المسافرين عن قلوب الآهات ..

لعبتُ مع العصافير و الأحصنة و الصقور و الفراشات ..

و صادفتُ في طريقي الذئاب و الأفاعي و حشرات المستنقعات ..

طبختُ الأمل و السلام و الحيوية ، لعليَّ أتناول من صحن المكافئات ..

زرتُ الكواكب و| النجوم| و البحار .. و لم أجد مفاجئةً أخيرة كونيّة .. تنهي ثقوب المفاجئات ..

ماذا أفعل ؟! ماذا سأفعل ؟!

أخبرني .. أين ردك ؟! أين أنت ؟!

كيف يمكنني نسيان هواك الفاني ؟! 

ما هي ماهية هذه اللعنة التي صببتها على فؤادي ؟! 

تائهة .. رغم كل النجاحات و السرور و البهجة التي أعيش معها .. إلا أنني تائهة ..

صوتك .. صوتك لا يفارق مسمعي ..

ضحكتك لا تفارق شفاهي ..

ملامحك لا تفارق أجزائي ..

أين منزلنا الذي بنيناه معاً ؟!

أين حلمنا الذي رسمناه معاً ؟!

أين نجمنا الذي أنرناه معاً ؟! 

كدماتٌ في الأجسام ، و أوشامٌ حُفرت فوق الندبات ..

هكذا هي ذكرياتنا .. 

هكذا هي علاقتنا العابرة ..

و هكذا اسمك ..

اسمك .. اسمك يا لعين الصدق .. 

يطاردني في كلِّ مكان ، بين زوايا الأيام .. و| حبر الأقلام| ..

سمّك لم يخرج بعد من جسدي ، لطّخ دماء روحي ببشاعة أفعالك و خياناتك لنقاء قلبي و جوهرتي ..

ماذا أفعل ؟! ماذا سأفعل ؟! 

كل ما أكتبه ..

كل ما أرويه ..

كل ما أشعره ..

كل ما أقرأه ..

كل ما أفعله ..

بعيداً عنك .. فقط بعيداً عنك ..

لن أعود ..

لن أعود إليك لا كطفلةٍ باكية .. أو كامرأةٍ ناضجة .. أو حتى مثل..

كومةٍ من الخيبات ..


شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/20/2021 02:33:00 م

طير حر يعلو في سماء الإبداع

طير حر يعلو في سماء الإبداع

طير حر يعلو في سماء الإبداع
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

 الأدب هو بوح المشاعر ، انفجار العواطف ..

هو لذة الورق ، نشوة القلم ، و أحد أسرار الوجود ..

فكيف لنا أن نجعل منه شيئاً جماداً ؟!

يتغلغل به الاستعراض ، التسويق التجاري ؟؟!

كيف لنا أن نجعل منه شيئاً قصدياً ؟!

واجهةً إعلاميّة ؟!

هو أنقى و أصفى من هذا كله .. حالة وجدانيّة ، ابتكرها الإنسان ليعبّر عن مكنوناته ، عن كنوزه الدفينة ..

تكمن متعته بالتفكيك الرموز ، و إثارة التساؤلات ، و كثرة الاستفهامات .. 

هذا ما يجعلنا نبحث ، نتأمل ، نتفكّر .. 


الوضوح أمرٌ مطلوب فهو ما يجعل القارئ يصل إلى الشعور مباشرة  ..


لكنَّ الغموض في الكتابة ، هو| عمق الشعور| ، ذروة المقصود ..

علينا ألا نقيّد الأحرار ، و ألا نجرّم بحقِّ إنسانٍ اكتشف جوهرة الإبداع ..

علينا ألا نقتل مجرة النفس ، و ألا نبعد رضيعاً عن والدته ..

من المؤسف و المحبط جداً أن نبني هذه الأفكار الهادمة عن الأدب ..

بفعلنا هذا ، ارتكبنا جريمتان .. لا جريمة واحدة ..

بحقِّ القلم أولاً .. و بحقِّ صاحب القلم ثانياً ..

ضائقةٌ هي الطرقات ، ضائقةٌ هي الأحلام ..

 ضائقةٌ هي |الأمنيات| ..

مخنوقةٌ هي المعطيات ، مخنوقةٌ هي الأيام .. 

مخنوقةٌ هي الممرات ..

لكن لحظة .. ومضةٌ شعاعيّة قادمة من هناك .. 

من مكانٍ قريب .. قريب المدى من الهوى .. 

قريب البوح .. من| الروح| ..


نتقدّم .. خطوة .. تتبعها الأخرى .. 

بخطوات أقلامنا ، و آثار حبرنا ، و هواء أوراقنا ..

لنجد نهايةً لا سرابيّة .. نهايةً لا حدوديّة ..

نهايةً اسمها .. |الكتابة| ..


شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/19/2021 11:52:00 ص

الوداد و الشهد .. يعيشان مع مجرة الوجود

الوداد و الشهد .. يعيشان مع مجرة الوجود
الوداد و الشهد .. يعيشان مع مجرة الوجود
تصميم الصورة وفاء المؤذن


 لقد دخلنا في عامك الثاني ..

عامنا الثاني ..

فأنا و أنت مُتنا في ذات اللحظة ، الفرق فقط ..

أنه في السنة الأولى ..

أنتِ حلّقتِ في عالمك الجديد .. عالم النعيم .. 

و لابدَّ أنَّ |الأشواق |هزمتك في بعض الأحيان ..

أما أنا .. غُرقتُ في عالمٍ جديد .. عالم لا يشبهني .. لا يشبه الإنسانة التي تعرفينها جيداً ..

و الأشواق هزمتني دائماً .. حطمتني .. دمرتني ..

كانت سنة صعبة و قاسية .. باردة و فارغة ..

تتقّد معها عنفوان الألم .. و قاع العذاب و العلقم ..


عيوني انفجرت .. و لم تنفجر معها دمعة واحدة ..

تراكمت الحكايات ، و تقلّصت دائرة الأشخاص ..

ذبلت |الياسمينات |، و البراكين الثائرة لا ترحم جوهرتك البعيدة عن متناول فهم و وعي الناس ..

ابتعدتُ عن الجميع .. و لم ابتعد عن روحك .. لأنك الجميع ..

كنت كلما أحاول شرح فجواتي ، خيباتي ، صراخاتي ..


كلما صرخ صوتٌ بداخلي .. 

يمتنع عن اندلاع ثورتي .. يمتنع عن خروجها لما بعد |حدود الأرواح| ..

صوتٌ مخنوق .. معذّب .. يقول : 

" كفى .. كفاكم حديثاً .. كفاكم تنظيراً .. كفاكم حكمة ..

توقفوا عن التصفيق للسعادة الدائمة .. و الوحدة المبدعة ..

الإنسان بحاجةٍ ماسّة إلى إنسان آخر ..

لا لكي يتكأ عليه .. بل ليشعر أنَّ وسط هذا الخراب كله .. هنالك قربٌ مريح .. " 

و الحقيقة يا بؤبؤ العينين .. أنني لم أكن بحاجة إلى أحدٍ سواك ..


هكذا مضت السنة الأولى ،

 سئم الجميع من الحديث عنك .. سئم الجميع من| ألم الفراق| الذي خلّفته بعد شهقتك ..

وحدي من كنتُ أتلذذ بدموعي المنهمرة .. التي أكلت كل ما بداخلي .. دموعي المنهمرة .. لأجلك ..

اليوم .. اليوم أنا أقوى .. أوعى .. أنضج ..

اليوم .. نجمة ساطعة .. تحيا مع قمرٍ كونيٍّ أزرق الأحلام ..

|حمامةٌ بيضاء| .. تحلّق دون يأسٍ أو سقوطٍ مباغت إلى جحيم الفراغ ..


اليوم ..

و مع عامنا الثاني .. أنت تعيشين مجدداً في |السماء| ..

و أنا أعيش مجدداً مع ذاتي العنقاء ..

بعيدتان المسافة .. قرينتان| الروح\ ...




شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/19/2021 11:48:00 ص

امرأةٌ خُلقت من رحم الأفعال

امرأةٌ خُلقت من رحم الأفعال

امرأةٌ خُلقت من رحم الأفعال
تصميم الصورة وفاء المؤذن 



 أنا امرأة أدمن الأفعال .. إدمان الجاهل للمخدرات ..

أمثالك| العاطفيين |قد يرونني أبثُّ السمَّ في دم أفكاري , فالكلام أحيانا يكفي للتعبير عن أخلاج النفوس ..

و لكن لو كان هذا صحيحاً , لكان أغلب| الشعراء| صادقين , ,و ما شَهِدنا حالات الفراق و يأس العاشقين ..

أنا| امرأة أنثوية |في نهاية المطاف , تغريني الكلمات , تغريني الهمسات .. لكن عليها أن تكون صامتة , أن تُلحق بالأفعال و الإيماءات ..


مثلاً ..

إياك أن تقول لي " ستصابين بنزلة برد .. عليك الاهتمام بنفسك أكثر " ..

بل .. اصنع لي أو اشتري لي وشاحاً أو معطفاً من صوفٍ ثقيل , تجعل عروقي تشتعل عشقاً و دفئاً ..

إياك أن تقول لي " شعرك رائع وهو مسترسل و أنيق " ..

بل .. أجلب لي فرشاة شعرٍ ناعمة و رقيقة , تمسدّه كحنان |قلبك اللطيف| ..


إياك أن تقول لي " أنا معك " ..

بل .. حاوطني دون سجنٍ معلن .. 

إياك أن تقول لي " أعشقك" ..

فهذه الكلمة تثبت لي |كذبك المحتّم| .. يكفي أن تحتوي أحزاني ..

يكفي أن تلعب مع أفراحي ..

يكفي أن تحّلق في سمائي ..

و لكن .. نعود لنقطة " الجينات الأنثوية " .. لا بأس لو قلتها لي في| لحظةٍ رومنسية شاعرية| .. 


يا حكيمي .. 

أنا امرأة من المستحيل لها أن تقول " أنا حزينة " .. " قلبي ينشطر من المعاناة " .. 

امرأة تُخفي علقمها بأجوبةٍ سطحيّة ..

و أمراضٍ خفيفة ..

ألم في الرأس .. إن كانت تعابير وجهي تفضحني ..

زكام خفيف و حساسية .. إن كان صوتي يخنقني ..

الجو سيئ و الحرارة كثيفة .. إن كان بركان غضبي سينفجر ..

معدتي تؤلمني و السهر على دراستي أتعبني .. إن كان| سواد التفكير |و صفاره ظاهرٌ على ملامحي .. 


هذه أنا .. |أنثى| ذو عقلٍ رجولي .. تأبى الخضوع للفضول و الشفقة .. 



شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/19/2021 11:45:00 ص

الوجهة الوحيدة لمشاعري 

الوجهة الوحيدة لمشاعري

الوجهة الوحيدة لمشاعري 
تصميم الصورة وفاء المؤذن



 مشاعرٌ متضاربة مع بعضها ..

لا أعلم كيف و متى ظهرت ، و من أين خُلقت ..

|شرارةٌ ملتهبة| بين الصدور ، أيقظت سبات القلوب ..

ومضة نورٍ اقتحمت العقول .. و هزّت الأركان و الجنوب ..


شعاعٌ روحيٌّ هبط من سماء الهوى .. و أنبت| ياسمين| الوفى ..


أنظر إلى بؤبؤ عينيك ..

لأجد حربي .. سلمي .. فراغي .. سعادتي .. 


أنظر إلى شفتيك المغريتين ..

لأجد قلقي .. نشوتي .. خوفي .. أماني ..


أنظر إلى يديك الرجوليتين ..

لأجد |عالمي |.. قوقعتي ..| أملي |.. يأسي ..


كنتُ أتأملك جيداً .. 

حفظت إيماءاتك الغريبة عن ظهر قلب ..


كنتُ أجمعك جيداً ..

قطعةً قطعة .. لعلَّ صورتك تعود كما كانت .. أو لعلّها ترتسم .. صورةً جديدة .. مع ألواني ..


كنتُ أتفحصك جيداً ..

أنجذب لقهوة بشرتك .. و أبتسم على رفعة حاجبيك .. 

و أذوب داخل سكّر صوتك .. و أعيش مع نظراتك المتعبة ..


اعذرني يا مجهولي ..


أحاول قدر ما أمكن أن أبتعد عن أشعار الهيام ، و ترديد كلمات الجوى ...

فشعوري نحوك أعمق بكثير .. و أصعب من أن تفهمه أي لغة .. 

حتى| لغة الصمت| التي دائماً ما تخبر عن أخلاج نفوسنا .. 

من المستحيل لها .. أن تترجم حرفاً واحداً .. من حروف حكايتي معك ..


أؤمن أنَّ الشعور أثقل من الحب .. 

أؤمن أنَّ النشوة أنقى من القرب ..

أؤمن أنَّ |السعادة| أعمق من الثقب ..

صحيحٌ أنني لا أستطيع تحديد الإحساس ، لكنني يمكنني أن أقل لك أنه لم يبدأ مع بدايتنا ...

بل شرع بالانطلاق .. لحظة احتضانك لهالتي المتناقضة .. دون أن أبوح لك .. بنقطةٍ واحدة ..


و أنت .. هل تراك تعيش هذا كله ؟!

أم كما جرت عادة قصصي .. وحيدةٌ في دربٍ لا يملك وجهةً .. سوى قلمي ..




شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/19/2021 11:35:00 ص

فراغٌ يعشعش بالروح .. وحدك من التهم حياته 

فراغٌ يعشعش بالروح .. وحدك من التهم حياته
فراغٌ يعشعش بالروح .. وحدك من التهم حياته 
تصميم الصورة وفاء المؤذن
 

 قلمٌ فارغ ..

يدٌ ترتجف أمام أوراق فارغة ..

مكانٌ فارغ ..

ليلٌ فارغ ..

|سماءٌ |فارغة ..

نجمٌ منطفئ ..

ثقبٌ فارغ ..

شجرةٌ ذابلة ..

|ياسمينةٌ| مترنحة ..

قلبٌ ميؤوس ..

روحٌ  ..فارغة ..


نبتسم ابتسامة فارغة .. و نقهقه سخرية على أحداث تائهة .. 

نخجل  من ندباتٍ منتشرة في أرجاء كيانٍ لا يعرف طعم| السعادة| المنبثقة ..

نحاول استخدام طلاءَ|الذكريات| الدافئة , لعلّه يملأ أجوافاً .. فارغة ..

نبحث عن ووجودنا هنا .. في مكانٍ قريب .. قرب العاجز من الجحيم ..

نسقط .. نهوي .. ثمَّ تلتقطنا أحزان الأيام .. لتقذفنا إلى منحنيات الآهات و الآلام ..

نيأس .. نتعثر .. تختلط علينا |الألوان| الرمادية .. حتى يصبح كل ما و من أمامنا .. في أعين عالمنا .. سرابُ داخل سراب ..

نبكي .. نصرخ .. و نطير فوق سحابٍ صيفي .. ننتظر منه هطول الغيث ..


و نحن ندرك تماماً .. أنه حتى و إن هطل .. لن يرونا ..

في هذا الزمان ..

بات خطاب السعادة عاراً .. و نشوة الفرح عيباً .. 

نتشرّب ذكرى الأسى .. و كأنه كأس نبيذ يعمّه الحرارة و اللذة .. 

و كأننا .. نتجرّع السلام .. من بئر الأمان ..

المشكلة أنَّ أغلبنا ليس بيده .. يحاول جاهداً التعايش و التأقلم ..

لكن عبثاً .. الوصول إلى مصطلح " العيش " .. بات أمراً .. عبثيّاً .. كالحياة ..

و في هذا |الفراغ| كله ..و تكرار صدى الحرف .. على عقل طفل حياتنا ..

 

وجدتك أنت ..

واخترتك أنت ..

لأعيش مع زوايا ورقة بدايتك ..

و آخر نقطة لنهايتك ..

 

 

شهد بكر

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 08:05:00 م

الحب هو التكامل .. وليس الكامل
الجزء الثالث

الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الثالث                                                                       تصميم الصورة : وفاء المؤذن
الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الثالث
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

《 كنتم معنا في الجزء السابق ووصلنا للجزء الأخير .. ترى .. ما هو مصيري برأيكم ؟! 》

و بعد خمس سنوات ..

كنا على تواصل خفيف بين الفترة و الأخرى ، لا أشعر سوى باللاشيء تجاهه .. و كأنه غريب عبر حياتي ..

تعرفتُ على شابٍ لطيف ، كان يهتم بأدق التفاصيل المتعلقة بي ، و دون أن يزعجني ..
ذات صباح وجدته مرتدياً نظارة طبية ، سألته عن السبب ، فقال لي : نظارتك مناسبة جداً على وجهك .. و كتعبيرٍ عن اهتمامي أردتُ أن يكون هنالك و لو شيء واحد مشترك بيننا ..

من بعدها ، غصنا في تفاصيلنا أكثر ، بدأت حكايتنا تأخذ منحى الهوى ..

و اجتمعنا على أمور لا تعد و لا تحصى من الأشياء المشتركة ..

و .. أحببته .. و عشقني ..

تقدّم لخطبتي ، و بالطبع وافقتُ على الفور ، فمن المستحيل أن أجد إنساناً يحبني بطريقته ..

كان مميزاً في كل شيء .. يحب شعري القصير ، حجمي الصغير .. حركاتي النشيطة .. يحب انطفائي .. يحب إشراقي ..

و قبل يوم زفافنا ، وصلتني رسالة من ذلك الشاب الغريب :
" أعتذر على كل ما فعلته ، كنت غبياً ، أعي جيداً مقدار حبك لي ، و مع ذلك تجاهلته ..

سمعت أنَّ غداً يوم زواجك ، ما رأيك أن نعيد كل شيء كما كان بيننا ، و أصلح كلما أفسدته ..
أنت تحبينني ، و لو لم يكن كذلك لما غيرتي كل شيء يخصك لأجلك ..

أرجوك .. أرجوك عودي ... "

أخذت تنهيدة عميقة ، اتصل بي شخصي المفضل .. أرسلت له رسالة " انتظرني " ..

ثمَّ قمت بالنقر على زر " الحظر " .. و دثرتُ هي النقطة السوداء  .. من رواية حياتي ..

و عاودت الاتصال بحبيبي ، و بصوتٍ أنثوي عاشق  :

- الو ..

- أنتظرك عند باب المنزل .. الانتظار ..

 لم يخلق .. لجوهرتي النادرة ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 07:57:00 م

الحب هو التكامل .. وليس الكامل
الجزء الأول

الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الأول                                                                              تصميم الصورة : وفاء المؤذن
الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الأول
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

من هنا .. بدأت حكايتي .. 

ذات يومٍ شتوي , كنا عائدان من الجامعة , أحاديثٌ كثيرة تدور ما بيننا , تجرأتُ و كسرتُ حاجز الصمت بيننا , و سألته :

ما هي مواصفات اميرة خيالك ؟!

  ليستْ خيال .. بل هي حقيقةٌ مجردة ..

رجف قلبي ...

إذاً هنالك فتاة معجب بها و يكنُّ لها الحب العميق , فهذا واضحٌ وضوح الشمس على نبرة صوته الحنون ..

 حسناً كما تريد .. أخبرني عن صفاتها ..

كنت متفائلةً بما يكفي لأسمع و لو صفة واحدة عني ..

قامتي القصيرة , نظاراتي الطبيّة , جسدي الضئيل و النحيل , شعري القصير الأملس ..

أنا الهائمة به , بطريقة تفكيره , انتقائه لملابسه , قميصه السماوي المرتب , قراراته الحكيمة .. بياضه الناصع , و شعره الأشقر الداكن ..

و جوابه كان .. كسُمٍّ بطيئ يسري في شرايين قلبي .. قطرةً تتبعها الأخرى :

اممم .. بداية لنقل أنني أفضلها متوسطة أو طويلة القامة , بجسدٍ صحيٍّ كامل ..

تحوّلت ضحكتي المشرقة إلى ابتسامةٍ ناعمة معبرة عن بداية خيبتي , ثمَّ أكمل :

و بالطبع أريدها بشعرها الطويل المسترسل و شفتاها المغرية ..

تلاشتْ ابتسامتي , و تابع :

أريدها مثقفة و ذو مكانة اجتماعية مرموقة .. طبيبة مثلاً أو مهندسة .. تعرفين أنا أدرس الطب ..

شيء ما في أعماقي كان يرغب بالصراخ , بالبكاء , بالتمرد على مشاعره و احتلالها ..
و لكنني كنت الأقوى ، تحكمتُ بمشاعر رغم ألمها ، كما يتحكّم الأعداء في بلدي ..

و قمتُ بحركةٍ بسيطة ، رفعتُ يدي نحو نظارتي التي كانت الأمل الوحيد المتبقي ليبوح عنها ،  و ثبتها على وجههي معلنةً امتعاضي ..

قال و هو يضحك : و بالطبع لا ترتدي نظارة كلاسيكية طبية ..

هذه المرة لم أستطع إخفاء خيبتي و حزني إطلاقاً ، تعبيرات وجهي ، نظرات عيوني تجاهه .. جعلته يبرر تبريراً سخيفاً :

لا تنظري إلي هكذا ، هي تناسبك ، و لكن الناس أذواق .. و أنت من قلتي أنك تريدين معرفة فتاة واقعي ..

ابتسمتُ ابتسامةً خفيفة ، بإيماءة الإيجاب .. معلنةً بذلك نهاية الحديث ..

أحمق .. أحمقٌ كبير ..

دائماً هكذا .. يلعب بأعصابي لأنه يعي تماماً أنني أحبه ..

جميع من حولنا يعرفون ، و يراعون مشاعري ، و يشجعوني و لو بابتسامةٍ صادقة منهم ، إلا هو ..

يُعمي عيونه متعمداً عن ياسمينة حبي ..

《إلى لقاءٍ قريب .. لنكمل الحكاية معاً 》

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 07:53:00 م

الحب هو التكامل .. وليس الكامل
الجزء الثاني

الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الثاني                                                                             تصميم الصورة : وفاء المؤذن
الحب هو التكامل .. وليس الكامل - الجزء الثاني
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

《 كنتم معنا في الجزء السابق هل مستعدون لإكمال القصة ؟!
هيا بنا نغوص بالحروف معاً .. 》

مضى ثلاثة أيام ...

 أعارك أفكاري و مشاعري بجدية مطلقة ، لكي أتطرده من عقلي .. من قلبي .. و لربما من روحي ..
لكن لا بأس .. هذا النوع من الألم سيكون أهون من تجاهله و رفضه المقصود ..

و من بعدها ، حاولت قصارى جهدي أن أجعل السمنة تقتحم جسدي النحيل ..
تناولت الكثير من الأطعمة ، و الحلويات أضعاف مضاعفة ..

جلست لساعات طويلة لا أتحرك من مكاني ..

كثفت ساعات نومي ، و لم أنسَ توقيت خمولي الجديد .. الساعة التاسعة عليَّ إطفاء أنوار الغرفة .. و الذهاب لسباتٍ لعين ..

و بعد مرور عام ، باتَ جسدي رياضياً .. حتى أنني حصلت على القليل من الطويل بعد مواظبتي على تمارين قاسية و معينة  ....

 (( و لكنه لم يلحظ ))

على الرغم من خوفي الشديد و قد يكون مبالغ به ، إلا أنني أجريت عملية جراحية لعيوني ، و تنازلتُ عن جزء أساسي من شخصيتي .. نظارتي الشقيقة ..

(( و لكنه لم يلحظ ))

درستُ بجد ، و أقمتُ دورات عديدة تخص التمريض و الإسعافات الأولية .. على الأقل يصبح لقبي " ممرضة " ..

(( و لكنه لم يلحظ ))

شعري !!

يحب الشعر الطويل ، لكنني أعشقه و هو هكذا ..

قصيرٌ أملس .. كامل النعومة به ، سهل الحركة و التصفيف ..

يعطي للفتاة ميزة خاصة في مكان تواجدها  ..

لا .. لن أجعله طويلاً أبداً ..

لكن خلال هذا العام ، كنت أرى عيناه كيف تبرق حال لمح فتاةٍ بشعرها الطويل ..

أصبحتُ أراقبه .. أراقب شعري ..

كيف يطول .. كيف ينهمر انهماراً على جسدي ..

 خصلةً خصلة ..

أقف المرآة ..

غالباً تنعدم الرؤية عندي ، لا لشيء ..

فقط لكثافة الدموع العالقة في بؤبؤ عيني ..

انزعجتُ منه كثيراً في أثناء نومي ..

حتى أنني في بعض الأحيان أستيقظ و كأنه حبل مشنقة يلّف حول عنقي ..

و الغريب أنه بعد عامٍ كامل .. لم يلحظ أي شيء من كل هذه التحولات الجذرية .. إلا شعري .. لاحظ !!

علّق باستغرابٍ غريب ، و كأنَّ هذا العام لن نلتقِ مطلقاً :

يا إلهي !! ما هذا الشعر الطويل الجميل !!
كيف جعلته يطول بليلة واحدة !!

و غمزني ممازحاً : أم أنها وصلات اصطناعية ..

ابتسمتُ بقرفٍ واضحٍ على ملامحي ، و قلتُ له بذات طريقته السخرية : لا بل أنت الأعمى ..

ضحك ظناً منه أنني أمزح ، و في المقابل كنت على وشك البكاء ..

و لكنني منعتُ نفسي كي لا ينسف فكرة أنني " فتاة مرحة "
من عقله ..

وحدها هذه الفكرة من كانت تواسيني عندما يحطمني اليأس ..

و أخيراً .. جاء اليوم الموعود .. يوم ميلاده العظيم ..

أحضرت له هدية مميزة ، يضعها في مكتبه ضمن عيادته في المستقبل ..

كنت بكامل الحماس ، و الرغبة ، و النشوة ، و السعادة ..

فاليوم .. هو يوم الاعتراف ..

سأعترف له .. ففي الأشهر الأخيرة ، و بعد كل تغيراتي ، بدأ ينجذب لي ..

و لكن ..

بات هذا اليوم .. قاعاً بلا سقوط .. لهيباً مشتعلاً بلا وقود ..

و ذلك بعد أخباره لي ، أنني لم يأتِ .. فهو سيخرج مع الفتاة التي أخبرني مرة أنها " حقيقةٌ مطلقة " ..

و سيعترف لها بمدى إعجابه بها ..

لا أعلم كيف تمالكت نفسي و أنا أنطق بكلمة " حسناً " ..

و أغلقت المكالمة ، و انفجرت ..

انفجرتُ صراخاً مدوياً على السمع ، و دموعاً كالجمرة على الخد ..
لمَ هي ؟؟!!
لقد فعلت كل ما بوسعي لأكون شخصه المفضل ، لمً ..

لمَ هي و لستُ أنا !!!

《إلى لقاءٍ قريب .. لنكمل الحكاية معاً 》

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/15/2021 04:25:00 م

 الوقت المجتمعي .. لا يتناسب من اللحظات الشاعرية

الوقت المجتمعي .. لا يتناسب من اللحظات الشاعرية                                                                               تصميم الصورة : وفاء المؤذن
الوقت المجتمعي .. لا يتناسب من اللحظات الشاعرية
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

في وسط لعبة قطار الموت .. 

لا أعلم سبب تسميته بهذا الاسم ، مع العلم أنها لعبة أطفال !!

على العموم ، قبل أن يعلن الجرس إنذاره للانطلاق ، و بينما الناس كانت تأخذ أماكنها ..   نظرتُ إليه ، شعرتُ أنها فرصتي الأخيرة للاعتراف ..  أو ربما كان حجةٌ للاعتراف ..  المهم ، قلت له بأعينٍ لامعة ، بعد أن كوّمت شجاعة العالم و عشق الكون ، في حضن شفتاي و قلبي :

 أتعلم لمَ اخترتك بعد كل سنوات الضياع الماضية ؟!

ضحك ساخراً يحاول تذكيري بمقولتي :

أوليس الحب دون أسباب ؟!
و إن وُجِد الجواب .. فالمشاعر مؤقتة ستزول مع الأسباب ..

 أسبابي أبدية .. أنا لا أحبك لأنك لطيف ، أو صادق ، أو جميل ، أو واضح ، أو غني ، أو شهم ، أو بطل ..

 إذاً ..

- أنت أعظم بكثير من كل الصفات المذكورة ..

أنت سبب صراعي و سلامي معاً ..

أنت الحياة المختلفة .. وجهٌ آخر لها ..

وجهٌ مفعم بالهدوء و النقاء و الصفاء ..

و صوتٌ يبعث الطمأنينة و الآمان ..

و فكرٌ لا ينازعه أحد .. فكرٌ عميقٌ و نظيف ..

يحاكي الإنسانية دون تطرّفٍ أو عدائية ..

و نفسٌ مكللةٌ بالرضى و التسامح ..

 و كأنك ملاكٌ يطير في سمائي .. و يداعب غيومي ..

بلمسته الخاصة الحنونة ..

عشرة أصابع رجولية .. شفتان مغرية ..

 و جوفٌ يتوسط وجهك .. كأنه الثقوب العالقة في روحي ..

 كأنه النجمة الوحيدة المضيئة في ليلي ..

أشيائك عادية ، اهتمامك عادية ، نمط حياتك عادي ..

هذا هو سحرك .. تجعلني مشرقة دائماً ..

ببساطتك المفقودة .. في أزمانٍ معهودة ..

أخذتُ تنهيدةً جمعت بهل كل حبي و أملي ، ثمَّ قلت :

وحدك فقط .. من حوّل سراب ضوء طريقي الطويل ..

 إلى حقيقةٍ مطلقة .. باتت تعيش بين زوايا إمبراطوريتي ..

ظلَّ صامتاً ، و علامات الخجل تنبعث من خدوده .. المشكلة ليست هنا ..

بل بالناس و المسؤول عن اللعبة ..

جميعهم كانوا ينصتون لهذه الكلمات الرومنسية ، و المشهد السنيمائي ..

حتى أنَّ بعضهم كان يتجوّل بناظريه لعله يجد كاميرا التصوير !!

ضحكنا معاً..  من أعماق قلوبنا البيضاء .. على جنوني العشقي , و قال لي :

 كنتُ أشك .. لكنني الآن أيقنتُ أنه في حياتك كلها ..

لن تختاري الوقت المناسب لمثل هذه اللحظات .. اللحظات الشاعرية ..

و هذه السرعة الغرامية .. هي عشقي لك .. هي من ستجعل لحياتنا معنى , و لن يقتحمها الإهمال و الأنانية ..

شهد بكر ✒️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/14/2021 05:35:00 م

 انتظار الوهم .. للعودة إلى حضن العيش

انتظار الوهم .. للعودة إلى حضن العيش                                                                                 تصميم الصورة: وفاء المؤذن
انتظار الوهم .. للعودة إلى حضن العيش
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

فجأةً كأيِّ فتاة عذراء ..

اكتشفتُ إني ضمن سابع سماء ..
سماءٌ علت عن أرض الصحراء ..
لارتطم لاحقاً ، بذات الأرض و التي باتت خالية من الحبِّ و الوفاء ..

غيومٌ و نجوم تظهر بين الفترات ..

و قمرٌ و شمس يحجبان النظرات ..
ببريق الجوى و الصبوات ..
ما عدت أفكّر بالعادات ، بعد كلماتك الحسناوات ..

ممسكاً يدي بدفء الأيام ..

أيام الخيال و الأفلام ..
دائماً حولي تحقق الأحلام ..
بدوت حقيقة مجردة من الأوهام ..

شهر واحد ألغى المحال ..
و ولّد كل ما بقي من الآمال ..
و ألقى لعنة الحبِّ القتّال ..
لأضيع بين كذب الماضي و ما وقع من حال ..

و من بعدها أضحى كل شيء ينحدر للسواد ..
و غرقت بقاع الجحيم الوقاد ..
بلهيب القبلة و الأجساد ..
و وقت الانتظار .. تأقلم مع النفاد ..

أبعدت حروفي عن هواك ..

عسى بهذا أن أقوم بعداء جفاك ..
و أنسى جرحك ، و ألتفن لسواك ..
بعدما أقنعتني بعهدك لا بالهلاك ..

ألم تعدني يا قلب أن تكفّى عن الأنين ؟!

و تهرس وردة الحنين ؟!
لمَ الآن تذرف دمع الجنين ؟!
و هو من اختار فراق الألم الحزين ..

على رسلك أيها العقل الحكيم ..
لا تستحضر طيفه الغريم ..
لا تصدق ظروفه فهو ليس كالعقيم ..
اطرده قبل أن تفقد نفسك السليم ..

استأصله عنك أيها الكيان ، فهو بلعين ..

اهرسه كورقةٍ أو كالعجين ..
دعه يخرج من عالم العاشقين ..
ليعود لمكانه كالسابقين ..

من أين أتت هذه السطور .. عليها أن تنجلي ..

و ألا تظهر عند عابرٍ اختار التّرحلِ ..
لماذا لحظة الشوق لا تريد أن تنفني ..
بعد سرد قصة عاشقٍ لبحر الأكذبِ ..
ها أنا أعلن ضياع القصة مع قواف الأشعرِ ..
اغرب عن حياتي و دعني أعيش في عالمي ..
إلا إن كنت متيماً للبلبل القادمِ ..
الذي سيُخلق من رحم حواء المحللِ ..

تحرّك خطوة لتليها الأخرى .. و نقف أمام العالم و نتوّحدِ ..

فأشهد أنَّ لا أحداً سلب ما بداخلي .. سواك أنت يا آدمي
..

شهد بكر ✒️

يتم التشغيل بواسطة Blogger.