مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/22/2021 03:43:00 م

 العودة إلى ..  قلم الحقيقة

العودة إلى ..  قلم الحقيقة                                                                         تصميم الصورة : وفاء المؤذن
العودة إلى ..  قلم الحقيقة
تصميم الصورة : وفاء المؤذن

(( ها أنا أعود لقلمي .. عدتُ إليه مجدداً .. ))

عدتُ إليه بعد سلسلةٍ كبيرة من الأحداث و المشاعر و الأفكار ..
بعد النضوج و التجدد و الطاقة .. و الانطلاق ..

لكن ..

هنالك شيءٌ ما يبقى عالقاً في حلقي ..

يكاد أن ينفجر من بؤبؤ عيني ..

(( شيءٌ يجعلني أستمرُّ في الاحتراق الصامت .. ))

أتخبّط لوحدي مع دوامة الحياة ..

أتعثر بقوة ..  تستقيم خطوتي بقوةٍ أكبر ..

أسقط بقوة ..أنهض مع عنقائي بقوةٍ أكبر ..

جروحٌ بسيطة ، تتحوّل في بعض الأحيان  ، ضمن مخزون اللاوعي إلى ندباتٍ عميقة ..

فماذا إذاً يحدث لتلك الندبات المستعجلة على اقتحام عالم الطمأنينة و السكينة ؟!
إلى ماذا ستتحول المواقف الحجريّة .. و التي أصلها فجوات نيزكيّة ؟!!!

بعيداً عن الفلسفة و التعقيدات و صيغ الجمل و الكلمات ..

(( لربما تتحوّل لاحقاً إلى تلف ..

تلفٌ روحيٌّ يعشعش فيه الفراغ .. ))

قد لا يظهر هذا التلف عند ذكر الموقف بعينه ..

بل سيشتعل ألهبةً حارقة حال حدوث أيَّ حركةٍ صغيرة مشابهة ..

اليوم ..

هنالك يدٌ ترتجف .. همسةٌ تختنق ..
كتبتٌ الحرف الأول ..
نظرتُ إلى حائطٍ رمادي .. بعيداً عن طاولة حلمي ..
يد الماضي لا تزال ترتجف ..
ترتعش ..
ترتعش من هول الفراغ القادم المنصب على الأوراق اليتيمة ..

(( تكتب .. تفيض .. تنسف روحها .. ))

لأجد الحروف كثيرة .. كثيرةٌ جداً ..

(( حولي .. أمامي .. على عروقي .. على شفاهي .. ))

عالمٌ من الحروف و الفواصل .. و النقط ...

أحاول فكَّ رموز الزمان .. و أحجية العشق ..

لأكتشف أنني جبانة ..
و الكاتب أيضاً جبان ..
و الآخر جبان ..
و الرسام جبان ..
و المهندس جبان ..
و العازف جبان ....

جميعنا نحن الناضجون ، و بعضنا المتلاعبون على أوتار القلب ..
بالعموم ..
جميعنا نحن البشر ..
في هذه المرحلة الأخيرة من الأكوان ..

(( نخاف .. جبناء .. ))

نخاف أن نلمس الحب ..
نخاف من الاقتراب منه ..
نبقى بعيدين كلَّ البعد عن النظر لذلك المحيط ..

بطرقٍ مختلفة .. واعيةٌ بعضها .. حقيرةٌ أغلبها ..

و مع كلِّ هذا ..

(( أترك قلمي ..

أجعله يشتاق لي .. و أشتاق إليه ..

أجعله يبحث عني .. و أبحث عنه ..

أمسك به لأخرجه من قاع الكتمان ..

و يمسك بي ليخرجني من ضوضاء الحرمان .. ))

لكنني اليوم سأقول لك سراً كونياً استثنائياً خاصاً ..

(( أنت لستَ شخصي المفضل .. بل أنت ..

أنت قلمي الضائع .. الذي أعود إليه .. دائماً ... ))

شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.