عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث بر الوالدين وكيفية بلوغه والوصول إليه. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/11/2021 04:58:00 م

بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه
 بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
 


في المقال السابق ذكرنا كيف يشعر والدينا أثناء مرضهما في كبرهما ، وكيف علينا التعامل معهما ببرٍ وإحسان،. 

.

أعطونا صحتهما التي حرما منها الآن

متى علينا أن نرد لهم لو بعضاً من الجميل وأن نعيد جزءأ  مما قدموه لنا ؟

الآن ... في شيخوختهما ، وهما في أمسِّ الحاجة للرعاية والحب والحنان ، هو  الوقت الأنسب  لرد الجميل وذلك :

1— بالبر والوفاء وتقديم الرعاية والإهتمام. 

واعلموا بأننا كلنا معرضون لمثل المواقف التي يقومون بها دون قصدٍ أو إدراك والتي قد نراها مضحكة أو مزعجة ، وقد تضعنا في مواقف محرجة، ويمكننا بالذكاء والحكمة وحسن التصرف تخفيف وطأتها ، وتجنب بعضها أو ما أمكن منها لو تصرفنا بشكل ذكي وحكيم . 

2-المهم أن ندخل الفرح والبهجة إلى قلبيهما  


3—جالسهما مااستطعت أن تقوم على خدمتهما بنفسك فلا تقصر ولا توكل أمرالعناية بهما  إلى غيرك فيشعران بالحرج . 

فلطالما خدموك في صغرك ورعوك ، 

4- رد إليهم مااستطعت ،بادر بكل ما تملك من حب ومن وفاء ومن انسانية ومن عرفان للجميل   واغتنم وجودهما في الحياة . 

5-ولا تنتظر أن يسبقك أحد إلى خدمتهما

ورعايتهما،، لا سيما إذا كنت تملك القوة والقدرة البدنية والوقت والمال،. 


6- تقاسم الجهد والرعاية مع إخوتك ولا تشعر والديك بوجود خلاف على استضافتهما  سابق أنت وحث منهم  من تراه مقصراً . 

7- جالسهما وآنس شيخوختهما  ، وحدثهما وأدخل الفرحة إلى قلبيهما . 

8— ولو كنت متعباً وشعرت بحاجة إلى قسط من الراحة أو الإستجمام أوالترفيه، شاركهما بذلك خذهما معك للنزهة كي تجدد نشاطهما ، لا سيما إذا كانا قادرين على المسير أو الوقوف، وإذا كنت ميسورالحال وتستطيع الترفيه عنهما مادياً ومعنوياً فخذهما  ، ولا تتوانى في اصطحابهما لنزهة أو رحلة ، فهما الأولى بوقتك وحنانك دائماً فإنك بذلك تعطيهما النشاط والحيوية والراحة النفسية  . 


9— اغتنم ما استطعت وجودهما  ، وانهل من رضاهما وبرهما في حياتهما ، وحاذر أن يدركك ملل  ، ولا تبدي تذمراً ، أو ضجراً أو اشمئزازاً يجرح مشاعرهما  ، 

10- ولا تتوانى في مهمتك ، ولا تبدي تفاخراً ولا مَنَّاً ،

أو تظهر تكرماً فأنت هنا لا تتفضل، ولا  تتكرم عليهما ،

بل  تقدم لهما جزءاً يسيراً من أفضالهما عليك  ، والتي مهما بذلت من جهد ، فلا يمكن أن تصل يوماً لمرتبتها   ، 


وتأكد بأنك لن تعرف مقدار تعبهما  وحبهما لك  ، إلا عندما تصبح أباً فتعرف معنى الأبوة والأمومة  ومبلغ تضحياتهما  ، وما بذلاه من أجلك ،لتصل إلى ما وصلت إليه ، وستدرك حين يدور الزمن دورته ، ويبلغ بك الأمر ما بلغه بأبويك من ضعف وعجز ووهن  ،وستعرف بأن حاجة الأبناء إلى الآباء لا تتوقف ولاتنتهي

حتى ولو كنت أنت الإبن البار الذي يرعاهما ويقوم على خدمتهما

لأنك تحقق مكسباً وفوزاً عظيماً  وبركة ، لايُدرك إلا برضاهما وبرهما والإحسان إليهما. 


للموضوع تتمة ابقوا معنا ففي مقالتنا  القادمة

إجابات لاستفساراتكم ولتحقيق ما تتطلعون إليه من بر الوالدين وكيفية السعي لبلوغه والوصول إلى أسمى درجات البر 


بقلمي هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/11/2021 04:58:00 م

بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه
 بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
 


استكمالاً لموضوعنا الهام الذي بدأناه عن البر بالوالدين ولنكمل فكرة البر حتى مع الغربة  الذي تحدثنا عنه في المقال السابق نكمل ....


كيف للأبوين من الشباب الصغار في بلاد الغربة أن يتدراكوا التقصير والنقص في البر؟ 

كيف سيعوضوا آباءهم البر والإحسان؟ 

وكيف سينقلوه إلى أبنائهم؟ 

وكيف لهم أن يزيدوا صلة أبنائهم وارتباطهم في الوطن الأم مع أبنائهم ، لاسيما أن الكثير منهم قد تعرضوا في غيابهم للموت أو المرض أو لطوارئ صحية وغيرها ، من صعوبات في الحياة والمعيشة، فزادت معاناتهم وزادت حاجتهم الملحة لرعاية أولادهم وأحفادهم ، واهتمامهم بهم  ، سواء في الإعالة والإنفاق المادي والصحي والإجتماعي . 


وما دور الشباب في هذه الحالة؟

وهل من الممكن تدارك تحقيق مفهوم البر والإحسان والعودة إليه؟

هل يمكن تحقيقه عن بعد ؟ 

وكيف لهم أن يعززوا هذه الفكرة؟

ويسعوا إلى تطبيقها وترسيخها لدى أبنائهم الصغار؟

لتجسيدها فعلياً, لحمايتها من الإندثار  ويعودوا إلى تحقيق أشكال البر والرضا والإحسان وتعليمه

 وتطبيقه بشكل عملي وفعلي، والجواب سيكون بالطبع هذا ممكن

1— إن التواصل عبر شبكات التواصل الإجتماعي قد حل جزءاً كبيراً  من هذه المشكلة ، وذلك بالتواصل المستمر واليومي ، مع الأهل بالصوت والصورة ، وبالمتابعة المستمرة لأمورهم وأخبارهم . 


2— إرسال نفقات وإعانات مادية، بقدر المستطاع للمساهمة الفعالة في الإنفاق ، وتخفيف أعباء الحياة وصعوباتها ، لاسيما في غياب الشباب الذين يقومون بمهمة الإنفاق والإعالة. 


ت3— ذكر المناسبات الهامةفي العائلة والإهتمام بها ، يعيد الدفء والترابط الأسري إلى مساره الصحيح ، والحرص على المشاركة بها والتفاعل معها  ولو عن بعد . 


4— التفاخر والتباهي بأصول العائلات ، والتعريف بماضيها  وأمجادها  ، والتعريف بالشخصيات العلمية والأدبية والدينية  والفنية ، والتغني بإنجازاتها ، والمكانات التي حظيوا بها للإقتداء بها والسير على نهجها  . 


5— تعريف الأبناء الجدد على مناطق بلادهم  وجمالها، وشواهدها وتاريخها وآثارها ، وزرع الفكرة الجميلة  عنها ، في أذهان الأطفال والجيل الجديد  . 


6— تعزيز فكرة زيارة الأهل والحرص الشديد على التواصل معهم ، كلما سنحت الظروف ولاسيما قضاء العطلات والإجازات معهم ، ليبقى التواصل مستمراً . 


7— تعزيز الدور الأخلاقي والإرتباط الديني والأدبي والفكري بالوطن الأم . 


8— تقوية روابط الإنتماء ، والحفاظ على الهوية والتمسك بالأصول والجذور . 


9— إعطاء أحسن صورة  للشباب وأفضل منعكس عنهم في أي بلد يتواجدون فيه،للتعبيرعن أنفسهم وعن بلادهم  ،وعن ثقافتهم وعن حضارتهم فالإنسان أينما وجد وكان، فإنه يكون سفيراً لبلاده ووطنه الأم وأسرته ، وهذا بر  ووفاء  وسمو بالأخلاق والأوطان والأهل. 


ولوخطف الموت الأبوين أو أحدهما ، فهل تراه ينقطع البر بهما والإحسان إليهما؟ 

أم أن هناك وسيلة لإكمال مشوار الرضا

لتحوز على رضاهما وبرهما وتكسب ودهما؟ 


والجواب نعم :

فكيف يمكن تحقيق ذلك؟

جاء في الحديث الشريف أنه { إذا مات ابن آدم انقطع عمله من إلا من ثلاث 

عمل صالح أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به} 

— فكن أنت الولد للصالح الذي يدعو له

لأن دعاء الولد لأبيه بعد موته  واستغفاره له هو شكل من أشكال البر والإحسان  ، إذ يرفع الله  به درجاته  ، ويزيد من مغفرته له وقد يدخله الجنة ،

—  كما أنه من أشكال البر   : البر بمن كان يحبه أبواك ، ومن كان مقرباً إليهما ، وأثيراً إلى نفسيهما، 

فيكون بر الوالدين أيضاً ببر من يحبهما والداك قبل رحيلهما ، ومن كان المقربين إليهما وبصلتهم وصلة أحبابهم . 

— ومن أشكال البر بالوالدين َبعد رحيلهما ، تبرئة ذمتها ، وإيفاء ديونهما  ، والدعاء لهما  ، والتصدق عنهما، وإن كان بالأمكان تقديم صدقة جارية  فهي بر ... 

— التعامل مع الآخرين بأدب وإخلاص، بر بأهلك لأن الناس سيثنون على حسن تربية أبويك لك وسيذكرانهما بالخير  ، وإن كانا متوفيين سيدعون لهم بالرحمة ، وسيبقى ذكرهما مستمراً بعد رحيلهما

فالأبناء هم إمتداد واستمرار للآباء


كيف تعلم ولدك البر؟ 


حين تكون باراً بوالديك سيكون ولدك باراَ بك وبأمِّه ، وسيتعلم منك  من خلال تصرفاتك ومعاملتك لأبويك كيف سيعاملك. 

فاحرص على غرس الحب والعطاء والتكريم لوالديك في نفسه، وعلمه منذ صغره كيف يكون البر والإحسان. 

وكن قدوة صالحة له لتضمن لولدك  الجنة، ولكي يفوز برضا الله ، ويكسب رضاك ، ويعلمه لأبنائه 

،اصطحبه لزيارة أبويك ،   ودعه يشاركك في شراء أدويتهما ولوازمهما  ،واجعله يراك ويتعلم منك ، ويساعدك وأنت تقوم على خدمتهما  ورعايتهما  ،علِّمهُ الحنان والحب والعطاء وكن مثلاً أعلى له . 

كن باراَ بأبويك يكون ولدك باراً بك . 


اللهم ارزقنا بر والدينا، وازرق أولادنا ِبرَّنا

بقلمي هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/11/2021 04:58:00 م

بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه
 بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
 

ما مدى علاقتك بوالديك؟

هل تعتبر نفسك باراً بهما؟ 

هل أنت راض عن طريقة تعاملك معهما ؟

أم أنك  تشعر بأنك مقصر تجاههما ؟ 

وهل للإحسان علاقة برضى الوالدين؟

ما مدى معرفتك به؟

هل له علاقة بالبر ؟

إذا كنت مهتماً بمعرفة كل هذه الأمور ، وتحب أن تعرف المزيد تابعنا  فعندنا الجواب..... 

ماذا يعني بر الوالدين؟ وما هو الإحسان؟ 

| الإحسان| فريضة أمرنا الله بها ، وجعلها من أعلى درجات العبادة بعد| الصلاة |، وقد قدمها تعالى على الجهاد، بل جعلها فوقه وفي أعلى مراتبه.

يكون الأحسان 

بأن تسخر ما آتاك الله به من فضل وخير وبركة، لرعاية أبويك وتأدية بعض حقوقهما، وأن تسعى لإسعادهما والقيام على شؤونهما وإعالتهما، وأن تدخل السرور  و|البهجة| إلى قلبيهما،  وأن تجود بكل ما أوتيت من خير عليهما

وأن تقدمهما على نفسك وولدك وزوجتك، فهما سبيلك للدخول إلى الجنة، وقد ذكر الله تعالى الإحسان بعد عبادته ووحدانيته مباشرة ، وجعله جل وعلا في المرتبة التالية للعبادة ، وذلك لعظم مكانته وتبيان أهميته

قال الله تعالى :

{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} 

فإذا كانت هذه هي عبادة الإحسان، فما  تراه

فما تراه يكون البر؟ 

إذا كان الإحسان فريضة وواجباً ، فإن| البر | نافلة تزيد الإحسان أجراً ومكانة وفضلاً ، لأنه اجتهاد وسعي وتطوع وارتقاء في البذل والعطاء والتكريم،  والفرق بينه وبين الإحسان ، كالفرق بين البصر والبصيرة 

فالبصر  : أن ترى بعينيك والبصيرة : أن ترى بقلبك 

{أن تدرك بالإحساس وتشعر بقلبك قبل أن ترى بعينيك أو تسمع بأذنيك} وفرق كبير أن تنال أجر الفريضة وحدها، وأن تحوز على أجر الفريضة وأجر النافلة وتدركهما معاً . 

فالبر إذاً نافلة واجتهاد  مأجور مثاب، وزيادة في الفضل والعطاء . 

فكيف يكون ذلك؟

وكيف نفرق ببن الإحسان والبر؟ 

{الإحسان} :أن تنفذ ما أمرك الله به، من| إكرام والديك| فهذا يعتبر فرضاً وواجباً ،   

{وأما البر } : فيكون بأن تزيد إلى هذه الفريضة نافلة يحبها الله وترضيه عنك ، وتجمع بين أجريهما فتنال مرتبة، لايحوزها إلا كل مجتهد وتواق إلى طاعته ومرضاته، وكل ساعٍ إلى الفوز بالجنان . 

ومثالاً على ذلك نقول:

أنه حين يطلب والداك منك أمراً ، فتسرع لتلبيته فأنت هنا تكون قد أدركت الإحسان، وحزت أجره٠

ولكن إذا حققت لهما ذلك الأمر ، قبل أن يطلباه منك ، أي أن تكون قد أدركته بإحساسك  وبصيرتك ، فكفيتهما بذلك حاجة سؤالك لهذا الأمر ٠

فهذا هو { البر } وأنت هنا تكون قد بلغت منزلته ٠

ونستطيع أن نقول أنه منتهى الحب و|الوفاء| والإخلاص والاهتمام، ولا يبلغه المرء إلا بالصبر والمثابرة ، والجهد في |الوقت | والمال،دون تأفف أو ملل أو كلل او تذمر ودون مَنٍّ ولا شكوى

،وهو شئ عظيم لا يستهان به، و لا يدركه الإ كل محب . 

إذا كنت تريد أن تعرف كيف يكون البر في حياة والديك وأن تعرف متى يصبح |الأبوين| في حاجة  لوجود أبنائهما إلى جانبهما؟ متى يصبح البر بهما حاجة ملحة ومطلباً لا يجوز التهاون فيه؟ 

تابعنا في مقالنا القادم لنعرف المزيد عن أسرار البر 


بقلمي هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/11/2021 04:58:00 م

بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه
 بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
 


كنا قد تحدثنا بالجزء السابق ماهو البر  وعرفناكيف يكون البر في حياة الوالدين وسنتابع في هذا المقال  

كيف تتعامل مع أبويك إذاأصاب ذاكرتهما النسيان والزهايمر وأثر على سلوكهما وتصرفاتهما.


كيف نعامل والدينا بحال المرض والنسيان؟


كن حليماً صبوراً  إذا بلغ الزهايمر ذاكرتهما، وأتلفها النسيان ، وتقبل الأمر بروح طيبة رياضية . 

فإذا ما أعاد أحد أبويك قصة وكررها لك أو لغيرك كل يوم ولو لعشرات المرات لا تقل أف، لا تقل كفى كفى أمي ، لقد سمعت قصتكما مراراً مللنا منها، تفاعل معها، تفاجأ بها في كل مرة وأسعدهما باهتمامك بها ، وأحسن الإنصات والإصغاء إليهما واغتنم الوقت لتكون بقربهما، لأن تذمرك أو 

استخفافك به ولو من باب المزاح أو المرح، يجعل الباقي يعيدون تصرفاتك، سواء كانت  بالسلب أو الإيجاب ولا سيما الأطفال. 



كيف تتعامل مع والديك في حال تقدمهما بالعمر؟ 

كنت ذات يوم في حفل بمناسبة ولادة مولودة في بيت إحدى القريبات ، وهي جدة المولودة وكانت سيدة راقية وقورة ، ميسورة الحال، ولديها خادمة 

فجأة أطلت علينا والدة جدة المولودة ، وهي تترنح، وبالكاد تمشي وتسحب رجليها، وعمرها يفوق الثمانين ، وقد زينت وجهها  بالمكياج بطريقة مضحكة، أمام السيدات المدعوات. 

كان منظرها صادماً ، فقد بدت المسكينةكمهرج  وهي تحمل بيدها قلم حمرة وقد لطخت ثيابها ويديها  بالمكياج  ، أسرعت ابنتها وهي تبتسم وقالت لها بحب  : صحوت حبيبتي ثم قبلت رأسها ويديها  بحب وفخر  ، وهي تبدي إعجاباً بمنظر والدتها أمام الجميع. 

أجلستها أمام المدعوات بفخر، لم تظهر علامة استياء  ، لم ترض أن تبدل الخادمة ثيابها بدلتها لها بيديها وعادت بها وأجلستها معنا وقالت : ماما أحبت مشاركتنا الإحتفال، ولم تسمح لأحد بمجرد ابتسامة أو تعليق  ، وكأنها دخلت إلى أعماقنا حتى لا ننتقدها . 

وكأنه غير مسموح لنا به في بيتها ، ولو في قرارة أنفسنا، ثم التفتت إليها وقالت تذكرين حبيبيتي كنتِ دائماً تهتمين بي حين كنت صغيرة والآن جاء دوري لأهتم بك ، هل تسمحين لي يا أميرتي

هزني الموقف لدرجة أنْ سالت دموعي ولم أكن وحدي بل بدا التأثر على الجميع. 

  لم تشعر بالضيق والتذمر، ولم تنهرها ، ولم تشعر بالإحراج لخروجها بهذا الشكل أمام ضيوفها، بل رحبت بوجودها بيننا ، واعتزت بها وكانت العجوز تبدي سروراً وفرحاً وثقة، وتستمتع برأي ابنتها  . 


رأيتُ في هذا منتهى البر أبنائي، لقد أسعدت قلبها وأشعرتها بالدلال، لم تقل أنت عجوز اختبئي في غرفتك ولا تحرجيني أمام ضيوفي ، ولم تقل لها عيب أمي أن تضعي المكياج وأنت في هذا العمر ولا قالت لها أفسدت الإحتفال بتصرفاتك ،

رسالة لجيل الشباب

أخي أختي ابني ابنتي  : هذه رسالة لكل أبناء هذا الجيل  هذه رسالة لكل ابن ولكل ابنة ، سخركما لهما في كبرهما لأبويكما ، فلا تجحدا هذه النعمة  افرحوا قلب العجوزين اللذين أفنيا عمريهما ليسعداكم، وليفرحا قلوبكم كانا فخورين و سعيدين بكم ، كنتم تلطخون ثيابكم وأيديكم وتكسرون أوانيهم الفاخرة، وتبعثرون أغراضهم الثمينة ،التي لطالما احتفظوا بها وتوراثوها ، فهانت عليهم لأجلكم فرحاً بكم  ، بخطواتكم المتعثرة ريثما قويتم واشتد عودكم . 

لم يتعبوا من أصواتكم ، ولا ملوا منها، وأنتم تشاغبون وتملأون الدنيا صخباً وضحيجاً ، فلمَ يتعبكم صوت أنينيهم الآن؟ وصوت رجائهم وهم  ينادونكم ليشعروا ببعض الأنس  ويبددوا وحشة الظلمة والعتمة والوحدة. 

ابقوا معنا في المقال التالي لنكمل موضوعنا الهام جداً عن البر . 


بقلمي هدى الزعبي

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/11/2021 04:58:00 م

بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه
 بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
 


كنا قد تحدثنا في مقالتنا السابقة عن البر والإحسان ونتابع في مقالتنا هذه بقية الحديث دعونا تتعرف إلى المزيد


كيف يكون البر في حياة الأبوين؟ 

يكون بأن تدخل الفرح لقلبيهما، وهما  في كامل صحتهما وعافيتهما ووعيهما، وهذا شيء جميل وصعب المنال، ولايدركه إلا كل ذو حظ عظيم. 

فلا تحرم نفسك ذلك الفوز، واجتهد ما استطعت لتحقيقه ، لأنه سيبل للتوفيق و|البركة| وإياك  والعقوق وإهمال رعايتهما والإهتمام بهما  

، وأن من رحمة الله بالأبوين ورأفته بقلبيهما، أنه لا يعاقب الولد الجاحد والعاق في حياة والديه أبداً 

 لأن الأم والأب لا يحتملان رؤية ولدهما في شقاء ، لذلك احذر بني احذري بنيتي أن تجحدا والديكما حقمها. 

احذرا نقمة الله إن أنتم قصرتم في برِّهما. ْونيل رضاهما ولا تكن |الولد العاق| والجاحد لرضا والديك ، سارع بني سارعْ وانهل من رضاهما وبرهما والإحسان اليهما في حياتهما ما استطعت وادخره زاداً ولذريتك من بعدك ، في| الدنيا والآخرة| .


متى يصبح الأبوين في حاجة ملحة لوجود أبنائهما إلى جانبهما؟ 

عندما يشيخان لدرجة الوهن أو يداهمهما مرض أوعلة صحية أو طارئ ما ، فيغلبهما الضعف ويدركهما التعب، فيصبحا أضعف من طفل صغير ولا يستطيعا القيام بأسط أمورهما ،فأنت هنا تصبح يديهما اللتين يأكلان بها ، ورجليهما اللتين بها يمشيان، وعينيهما اللتين يبصران بها ، تتدبر أمورهما وترعى شؤونهما ، وتقوم على خدمتهما 

فتقدم لهما كافة |أشكال الرعاية| والعناية والحنان تحميهما، وتؤمن لهما |الحياة الكريمة| ، وتعولهما وتبعد عنهما شبح العوز والحاجة ، وترعاهما  كأطفالك بل أكثر . 


كيف تتعامل مع والديك في شيخوختهما؟ 

حاذر أن تنتقد تصرفهما إن ظهر منهما ماتراه  محرجاً أو مخجلاً أوغير لائق، بسبب الضعف والوهن وبسبب ضعف الذاكرة أو المرض الذي أصابهما أو لأي سبب كان، لأنهما قد يكونا  قد وصلا لمرحلة غير قادرَين معها على التمييز لبعض الأمور أو الإهتمام بنفسيهما، وبأمورهما الخاصة حتى تلك التي تتعلق بالنظافة الشخصية ، أو مراعاة بعض الشروط الصحية ، أو| القواعد السلوكية| والإتيكيت . 


كيف تقدم الدعم النفسي لوالديك في كبرهما  وطرق العناية بهما ؟ 

هنا يكون دورك بارزاً في رفع معنوياتهما، وتبسيط ما يظهر منهما ، وأن ُتفهم صغارك بأن ما يبدر

منهما  يتم دون قصد أو إدراك ،  وأن تظهرهما لأولادك كما كانوا دائماً في أحسن منظر ، وأحسن حال ، وأن تشرح لهم السبب بشكل مبسط ، فهذا يسهل مهمتك ويدعوهم لمساعدتك ، ويتقبلون ما كانوا يستغربونه ، بل ويتعاطفون معهما ويهرعون لمساعدتهما . 

 وينبغي أن تنتبه إلى نفسك وتصرفاتك وأقوالك وردود أفعالك جيداً ، لئلا يفسد عملك ويضيع جهدك سدى 

حاذر يكون القصد من  عملك التباهي ، لتبدو بمنظر الإبن البار وهذا منتهى الجحود والرياء، قم بواجبك بصمتٍ، وإياك والتحدث بما تفعل، من باب التفاخر أو إظهار الضيق والتبرم أو الإنتقاد أو الإحتجاج،  لا سيما أمام الآخرين حتى أمام أطفالك الصغار وزوجتك أو زوجك ، حتى ولو كنت تعاني من ضغوط نفسية أو أية متاعب فلا ذنب لهما بذلك. 

وليكن كلامك رقيقاً دافئاً مغلفاً بالحنان ، حتى لا يشعران بالإحراج أو|الخجل| فهما لايعيان مايفعلان  ولايقصدانه . 


ماذا لوأصاب والداك  المرض ، وأصبحا لا يعيان ما يجري حولهما ، أو أثر النسيان على ذاكرتيهما فكيف  التصرف حينها ؟

تابعونا في المقال القادم لنعرف أكثر عن البر  ومدى أهميته


بقلمي هدى الزعبي


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/11/2021 04:58:00 م

بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه
 بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
 


قد تحدثنا في المقال السابق عن ما قدمه لنا الآباء وكيف يمكننا رد بعض من جميل عطائهم؟؟


أن تكون باراً بوالديك أمرٌ عظيمٌ جداً فكيف نصل للبر وماهي أشكال البر ؟

أشكال البر

يكون البر بالقول أو بالعمل:

وأما البر في القول :

 فيكون بالكلمة الطيبة  وعذب الكلام ، وبأن لايعلو صوتك على صوتيهما  وأن لا تسئ إليهما بنهرٍ أو زجرٍ أو احتداد ٍ ، ولو بلفظ مهما صغر  وقلَّتْ حروفه ، وأن لا تجادلهما ولاتقاطعهما في الكلام . 

قال تعالى  : {ولا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما  وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً } 

وكذلك يكون البر بحسن الإصغاء 

 والإنصات إليهما ولوأصاب الضعف ذاكرتهما ، فأعادا وكررا  الكلام ، فهما لم يملا يوماً من كلامك  ، وهما من علماك المشي  ، والكلام وقاما على تربيتك والعناية بك ، واهتما بك حتى أفنيا صحتهما وجسدهما ، لتكبر وتنمو وتسعد   .

وأما البر في العمل :

فيكون بأن لا تتقدمهما في مجلس 

 ولاتسبقهما في قول  

 وأن تتعامل معهما بأدب جم واحترام وتقدير 

 وأن لا تسمح لمخلوق بالنيل من كرامتهما أو الإساءة إليهما 

 وأن تقدم لهما كافة أشكال الرعاية والعناية 

 وأن تجزل لهما بالعطاء ، وأن تغدق عليهما بالعاطفة و|الحنان| والمحبة والتقدير .


أبناء الغربة ماذا عنهم كيف لهم أن يبروا آباءهم؟ 

سادت الغربة كثيراً هذه الأيام بسبب |الهجرة واللجوء| 

 وبسبب ماعصف بمعظم البلدان من مشاكل وحروب ، فأدَّت إلى بعد الشباب عن أوطانهم وأهلهم ، وإلى ظهور علاقات جديدة في الأسرة، بسبب تأثر الشباب بعادات البلدان التي هاجروا إليها ، ومعظمها من البلدان الغربية  والتي تختلف كثيراً في تكوينها الإجتماعي والأسري، عن جو وطباع |المجتمع الشرقي| الذي اعتدنا عليه 

ولهذا تخلخل |الترابط العائلي| ، وتفرق الآباء والأبناء، بسبب هذه الظاهرة الجديدة الطارئة. 

لا سيما أن البعض منهم بل أغلبهم تزوج وأنجب في الغربة بعيداً عن حضن الأسرة الكبيرة و|الجو العائلي| المترابط الدافئ ،

 حيث انخرط الزوجان في الحياة العملية ، وصارا يخرجان إلى العمل مما اضطرهم إلى ترك أبنائهم في رعاية مدارس و رياض الأطفال،

 وبرغم التطور الحضاري المتميز وما تقدمه لهم من رعاية صحية وعلمية ورفاهية إلا أن هذا بالمقابل ،ترك حلقة مفقودة من التواصل والود  والحنان والجو الدافئ ، الذي ُحرِم منه أبناء هذا الجيل الصغير، فافتقدوا الرعاية والدفءالذي كانوا سيجدونه في أحضان الأسرةالكبيرة .  ولاسيما حنان لجدَّين ورعايتهما ، وحرموا من تعلم أصول البر والإحسان ، وكثيراً من القيم والعادات المعروفة التي نشأنا عليها.

وبدأت المبادئ التي  كان من الواجب أن تغرس في نفوس الجيل الجديد البعيد الذي ولد في مجتمع جديد ونشأ وترعرع فيه وتأثر بأسسه وعاداته وتقاليده وبدأت ملامح مجتمعه الأساسي 

تختفي وتتلاشى من قاموس حياته الجديد

كيف للأبوين من الشباب الصغار في بلاد الغربة أن يتدراكوا هذا التقصير والنقص؟ 

كيف سيعوضوا آباءهم البر والإحسان؟ 

وكيف سينقلوه إلى أبنائهم ؟ 

إقرأوا معنا المقال التالي لنعرف كيف 


بقلمي هدى الزعبي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.