مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/11/2021 04:58:00 م

بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه
 بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
 


استكمالاً لموضوعنا الهام الذي بدأناه عن البر بالوالدين ولنكمل فكرة البر حتى مع الغربة  الذي تحدثنا عنه في المقال السابق نكمل ....


كيف للأبوين من الشباب الصغار في بلاد الغربة أن يتدراكوا التقصير والنقص في البر؟ 

كيف سيعوضوا آباءهم البر والإحسان؟ 

وكيف سينقلوه إلى أبنائهم؟ 

وكيف لهم أن يزيدوا صلة أبنائهم وارتباطهم في الوطن الأم مع أبنائهم ، لاسيما أن الكثير منهم قد تعرضوا في غيابهم للموت أو المرض أو لطوارئ صحية وغيرها ، من صعوبات في الحياة والمعيشة، فزادت معاناتهم وزادت حاجتهم الملحة لرعاية أولادهم وأحفادهم ، واهتمامهم بهم  ، سواء في الإعالة والإنفاق المادي والصحي والإجتماعي . 


وما دور الشباب في هذه الحالة؟

وهل من الممكن تدارك تحقيق مفهوم البر والإحسان والعودة إليه؟

هل يمكن تحقيقه عن بعد ؟ 

وكيف لهم أن يعززوا هذه الفكرة؟

ويسعوا إلى تطبيقها وترسيخها لدى أبنائهم الصغار؟

لتجسيدها فعلياً, لحمايتها من الإندثار  ويعودوا إلى تحقيق أشكال البر والرضا والإحسان وتعليمه

 وتطبيقه بشكل عملي وفعلي، والجواب سيكون بالطبع هذا ممكن

1— إن التواصل عبر شبكات التواصل الإجتماعي قد حل جزءاً كبيراً  من هذه المشكلة ، وذلك بالتواصل المستمر واليومي ، مع الأهل بالصوت والصورة ، وبالمتابعة المستمرة لأمورهم وأخبارهم . 


2— إرسال نفقات وإعانات مادية، بقدر المستطاع للمساهمة الفعالة في الإنفاق ، وتخفيف أعباء الحياة وصعوباتها ، لاسيما في غياب الشباب الذين يقومون بمهمة الإنفاق والإعالة. 


ت3— ذكر المناسبات الهامةفي العائلة والإهتمام بها ، يعيد الدفء والترابط الأسري إلى مساره الصحيح ، والحرص على المشاركة بها والتفاعل معها  ولو عن بعد . 


4— التفاخر والتباهي بأصول العائلات ، والتعريف بماضيها  وأمجادها  ، والتعريف بالشخصيات العلمية والأدبية والدينية  والفنية ، والتغني بإنجازاتها ، والمكانات التي حظيوا بها للإقتداء بها والسير على نهجها  . 


5— تعريف الأبناء الجدد على مناطق بلادهم  وجمالها، وشواهدها وتاريخها وآثارها ، وزرع الفكرة الجميلة  عنها ، في أذهان الأطفال والجيل الجديد  . 


6— تعزيز فكرة زيارة الأهل والحرص الشديد على التواصل معهم ، كلما سنحت الظروف ولاسيما قضاء العطلات والإجازات معهم ، ليبقى التواصل مستمراً . 


7— تعزيز الدور الأخلاقي والإرتباط الديني والأدبي والفكري بالوطن الأم . 


8— تقوية روابط الإنتماء ، والحفاظ على الهوية والتمسك بالأصول والجذور . 


9— إعطاء أحسن صورة  للشباب وأفضل منعكس عنهم في أي بلد يتواجدون فيه،للتعبيرعن أنفسهم وعن بلادهم  ،وعن ثقافتهم وعن حضارتهم فالإنسان أينما وجد وكان، فإنه يكون سفيراً لبلاده ووطنه الأم وأسرته ، وهذا بر  ووفاء  وسمو بالأخلاق والأوطان والأهل. 


ولوخطف الموت الأبوين أو أحدهما ، فهل تراه ينقطع البر بهما والإحسان إليهما؟ 

أم أن هناك وسيلة لإكمال مشوار الرضا

لتحوز على رضاهما وبرهما وتكسب ودهما؟ 


والجواب نعم :

فكيف يمكن تحقيق ذلك؟

جاء في الحديث الشريف أنه { إذا مات ابن آدم انقطع عمله من إلا من ثلاث 

عمل صالح أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به} 

— فكن أنت الولد للصالح الذي يدعو له

لأن دعاء الولد لأبيه بعد موته  واستغفاره له هو شكل من أشكال البر والإحسان  ، إذ يرفع الله  به درجاته  ، ويزيد من مغفرته له وقد يدخله الجنة ،

—  كما أنه من أشكال البر   : البر بمن كان يحبه أبواك ، ومن كان مقرباً إليهما ، وأثيراً إلى نفسيهما، 

فيكون بر الوالدين أيضاً ببر من يحبهما والداك قبل رحيلهما ، ومن كان المقربين إليهما وبصلتهم وصلة أحبابهم . 

— ومن أشكال البر بالوالدين َبعد رحيلهما ، تبرئة ذمتها ، وإيفاء ديونهما  ، والدعاء لهما  ، والتصدق عنهما، وإن كان بالأمكان تقديم صدقة جارية  فهي بر ... 

— التعامل مع الآخرين بأدب وإخلاص، بر بأهلك لأن الناس سيثنون على حسن تربية أبويك لك وسيذكرانهما بالخير  ، وإن كانا متوفيين سيدعون لهم بالرحمة ، وسيبقى ذكرهما مستمراً بعد رحيلهما

فالأبناء هم إمتداد واستمرار للآباء


كيف تعلم ولدك البر؟ 


حين تكون باراً بوالديك سيكون ولدك باراَ بك وبأمِّه ، وسيتعلم منك  من خلال تصرفاتك ومعاملتك لأبويك كيف سيعاملك. 

فاحرص على غرس الحب والعطاء والتكريم لوالديك في نفسه، وعلمه منذ صغره كيف يكون البر والإحسان. 

وكن قدوة صالحة له لتضمن لولدك  الجنة، ولكي يفوز برضا الله ، ويكسب رضاك ، ويعلمه لأبنائه 

،اصطحبه لزيارة أبويك ،   ودعه يشاركك في شراء أدويتهما ولوازمهما  ،واجعله يراك ويتعلم منك ، ويساعدك وأنت تقوم على خدمتهما  ورعايتهما  ،علِّمهُ الحنان والحب والعطاء وكن مثلاً أعلى له . 

كن باراَ بأبويك يكون ولدك باراً بك . 


اللهم ارزقنا بر والدينا، وازرق أولادنا ِبرَّنا

بقلمي هدى الزعبي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.