مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/11/2021 04:58:00 م

بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه
 بر الوالدين وكيفية بلوغه  والوصول إليه 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
 


قد تحدثنا في المقال السابق عن ما قدمه لنا الآباء وكيف يمكننا رد بعض من جميل عطائهم؟؟


أن تكون باراً بوالديك أمرٌ عظيمٌ جداً فكيف نصل للبر وماهي أشكال البر ؟

أشكال البر

يكون البر بالقول أو بالعمل:

وأما البر في القول :

 فيكون بالكلمة الطيبة  وعذب الكلام ، وبأن لايعلو صوتك على صوتيهما  وأن لا تسئ إليهما بنهرٍ أو زجرٍ أو احتداد ٍ ، ولو بلفظ مهما صغر  وقلَّتْ حروفه ، وأن لا تجادلهما ولاتقاطعهما في الكلام . 

قال تعالى  : {ولا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما  وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً } 

وكذلك يكون البر بحسن الإصغاء 

 والإنصات إليهما ولوأصاب الضعف ذاكرتهما ، فأعادا وكررا  الكلام ، فهما لم يملا يوماً من كلامك  ، وهما من علماك المشي  ، والكلام وقاما على تربيتك والعناية بك ، واهتما بك حتى أفنيا صحتهما وجسدهما ، لتكبر وتنمو وتسعد   .

وأما البر في العمل :

فيكون بأن لا تتقدمهما في مجلس 

 ولاتسبقهما في قول  

 وأن تتعامل معهما بأدب جم واحترام وتقدير 

 وأن لا تسمح لمخلوق بالنيل من كرامتهما أو الإساءة إليهما 

 وأن تقدم لهما كافة أشكال الرعاية والعناية 

 وأن تجزل لهما بالعطاء ، وأن تغدق عليهما بالعاطفة و|الحنان| والمحبة والتقدير .


أبناء الغربة ماذا عنهم كيف لهم أن يبروا آباءهم؟ 

سادت الغربة كثيراً هذه الأيام بسبب |الهجرة واللجوء| 

 وبسبب ماعصف بمعظم البلدان من مشاكل وحروب ، فأدَّت إلى بعد الشباب عن أوطانهم وأهلهم ، وإلى ظهور علاقات جديدة في الأسرة، بسبب تأثر الشباب بعادات البلدان التي هاجروا إليها ، ومعظمها من البلدان الغربية  والتي تختلف كثيراً في تكوينها الإجتماعي والأسري، عن جو وطباع |المجتمع الشرقي| الذي اعتدنا عليه 

ولهذا تخلخل |الترابط العائلي| ، وتفرق الآباء والأبناء، بسبب هذه الظاهرة الجديدة الطارئة. 

لا سيما أن البعض منهم بل أغلبهم تزوج وأنجب في الغربة بعيداً عن حضن الأسرة الكبيرة و|الجو العائلي| المترابط الدافئ ،

 حيث انخرط الزوجان في الحياة العملية ، وصارا يخرجان إلى العمل مما اضطرهم إلى ترك أبنائهم في رعاية مدارس و رياض الأطفال،

 وبرغم التطور الحضاري المتميز وما تقدمه لهم من رعاية صحية وعلمية ورفاهية إلا أن هذا بالمقابل ،ترك حلقة مفقودة من التواصل والود  والحنان والجو الدافئ ، الذي ُحرِم منه أبناء هذا الجيل الصغير، فافتقدوا الرعاية والدفءالذي كانوا سيجدونه في أحضان الأسرةالكبيرة .  ولاسيما حنان لجدَّين ورعايتهما ، وحرموا من تعلم أصول البر والإحسان ، وكثيراً من القيم والعادات المعروفة التي نشأنا عليها.

وبدأت المبادئ التي  كان من الواجب أن تغرس في نفوس الجيل الجديد البعيد الذي ولد في مجتمع جديد ونشأ وترعرع فيه وتأثر بأسسه وعاداته وتقاليده وبدأت ملامح مجتمعه الأساسي 

تختفي وتتلاشى من قاموس حياته الجديد

كيف للأبوين من الشباب الصغار في بلاد الغربة أن يتدراكوا هذا التقصير والنقص؟ 

كيف سيعوضوا آباءهم البر والإحسان؟ 

وكيف سينقلوه إلى أبنائهم ؟ 

إقرأوا معنا المقال التالي لنعرف كيف 


بقلمي هدى الزعبي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.