ماهو سر معجزة روندا؟؟
ماهو سر معجزة روندا؟؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
في الكثير من قصص الشعوب وحضاراتها المختلفة، يبزغ ضوء الأمل بعد عتم الاستعمار، وتسود المحبة بين الأطراف المتنازعة، بعدما فرقت أيدي المحتل بينهم
في قصتنا اليوم يوجد الكثير من الأمل والتفاؤل، والكثير أيضاً من العبر المستفادة، التي من الممكن أن تكون درساً مهماً لكل إنسان على وجه الأرض
لكن ماهي القصة؟
وكيف بدأت؟
وماهي روندا؟
في مقالنا التالي، سنجيبكم على كل الأسئلة التي من الممكن أن تتوارد إلى أذهانكم...لنتابع...
ماهي روندا؟
روندا هي بلد أفريقي صغير، يبلغ عدد سكانك حوالي ال12 مليون نسمة فقط .
روندا هي أرض الألف تلة، كما أنها بلاد غير ساحلية وعاصمتها كيغالي
هذه البلد في أقل من 100 يوم فقط فقدت 1000000شخص من أبناءها، وحصلت بها إبادة جماعية سنة 1994، ولكن ماذا حصل ياترى؟
ما الذي حصل في دوندا؟
في روندا كان يوجد ثلاثة قبائل: الهوتو، والتوتسي ،والتوا
الهوتو كانوا عبارة عن 85 بالمئة من الشعب، والتوتسي 14 بالمئة، أما التوا فكانوا 1بالمئة فقط
والهوتو كانوا يعملون بالزراعة، أما التوتسي في رعاية الأبقار، والتوا في مهنة الصيد
التوا ليس لهم دور في قصتنا فكانت الأحداث بين
قبيلتي التوتسي والهوتو.
كيف كان يتم التمييز بين الهوتو والتوتسي؟
أي شخص كان يملك أقل من 10 أبقار، فكان يعد من الهوتو، أكثر من 10 أبقار فهو من التوتسي
وبعد| الحرب العالمية |الأولى، قامت بلجيكا باستعمار هذا البلد الصغير، وأول شيء قام به البلجيكيين كمحتل هو تطبيق قانون فرّق تسُد، وقاموا بالقاء فتيلة الخلاف بين القبيلتين
أصبحت التفرقة بين القبيلتين تكتب في البطاقات الشخصية، وكأي عملية ترسيخ للخلافات ،احتاج البلجيكيين لإعلام من أجل ذلك الغرض
ماهو سر معجزة روندا؟؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
وبقيت الخلافات تتأجج أكثر فأكثر حتى عام 1950 ،حيث قامت ثورة الهوتو وطردوا التوتسي خارج البلاد، وتم انشاء انتخابات فاز بها أحد الصحفيين، الذي بدأ بالتحريض مرة أخرى على التوتسي المتبقيين
وفي عام 1970 انقلب رئيس الجيش على الرئيس من أجل إصلاح الأوضاع، إلا أن الأوضاع بقيت كما هي، وقل عدد التوتسي في البلاد إلى 9بالمئة فقط من إجمالي السكان، بعد أن كانوا 14 بالمئة من إجمالي السكان
وفي عام 1990 طردوا التوتسي إلى الغابات، واعتبروهم حثالة ،وأنشأ أحد الصحفيين المحرضين على التوتسي وصاية تحرض أكثر على الكره ضد التوتسي، كما أنه في كل مقالاته كان يرسم التوتسي على أنه ثعبان برأس إنسان.
ماهي اتفاقية أروشا؟
قام التوتسي بالهجوم على الدولة، وكادوا يصلون إلى العاصمة، إلا أن الأمم المتحدة تدخلت حينها، وأنشأت اتفاقية بين التوتسي والهوتو أسموها اتفاقية أروشا، التي أعطت التوتسي امتيازات أكثر على الهوتو، الذين لم يكونوا راضين عن هذه الاتفاقية، الأمر الذي دفعهم للقيام بقنوات من أجل التحريض على قتل التوتسي وإبادتهم
وهذا ماحصل بالفعل بعد سقوط طائرة الرئيس، واتهام التوتسي بذلك، وبدأت من وقتها أبشع إبادة في تاريخ البشرية...
فكان التوتسي يقتلون بالآلاف وعن الطريق الأسلحة البيضاء بوحشية مطلقة، لدرجة أن هناك بعض من التوتسي كانوا يدفعون الأموال من أجل أن يقتلوا بالرصاص
كما أن أي شخص كان متعاطف مع التوتسي كان مصيره القتل أيضاً، وعلى مدار 100 يوم كان قد قتل في كل يوم 10000 من التوتسي ،بإجمالي 1,000,000شخصاً في 100يوم.
ماهو سر معجزة روندا؟؟ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
كيف توقفت الحرب؟
كان لتدخل الجبهة الوطنية التقدمية دور فعال في إيقاف الحرب، وكان أحد أعضاء هذه الجبهة أحد التوتسي الذي عين فيما بعد رئيساً للبلاد، والذي بقي حتى اليوم هذا
هذا الرجل صنع معجزة بشكل حرفي للبلاد، فعندما استلم السلطة كانت بقايا دولة ليس إلا...
فقام بتأهيلها وأصبحت بترتيب ال7عالمياً من حيث النمو الاقتصادي، ورقم 22 في ريادة الأعمال، حتى أن العاصمة كيغالي اختيرت لتكون أنظف مدينة أفريقية عام 2015 ،كما أن روندا كانت السباقة منذ عام 2006 في منع استخدام الأكياس البلاستيكة
كما أن الرواتب ازدادت، ففي الحرب فكان دخل المواطن دولاراً واحداً في الشهر ،أما اليوم فقد أصبح 770 دولاراً
كما أن روندا تمتلك اليوم قمراً صناعياً من أجل توفير الاتصالات و|الإنترنت |داخل البلد بشكل مجاني للسكان.
كيف استطاع هذا الرئيس من القيام بهذه المعجزة؟
قام بالقضاء على أسباب الحرب والنزاع، فقام بتغيير العلم أولاً، وأحدث نشيداً جديداً ،وغير الدستور
حتى أن التغيير وصل حتى لأسماء بعض المدن، التي كانت متنازع على أسمائها، وجعل 40 بالمئة من ميزانية الدولة من أجل التعليم، وبدأ بتطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية
فأقام محاكم عرفية من أجل إعادة تأهيل المجرمين، كما قام بتثقيف الشباب، وسلمهم مناصب قيادية في الدولة، وركز على الزراعة والسياحة للبلد ،التي أصبحت تشكل 70 بالمئة من دخل البلاد ،وبذلك أحدث معجزة القرن.
إن قصة روندا في بدايتها مشابهة كثيراً للكثير من البلدان المدمرة والمتنازع أفرادها فيما بينهم، فلو أردنا الاستفادة وأخذ العبر من التجربة الروندية، يمكننا استخلاص أهم شيء وهو أن الاتحاد ،والتركيز على| التعليم |والثقافة، والاهتمام بالعدالة الاجتماعية
أمور تعد من أكثر الأشياء التي تؤدي إلى ازدهار الأمم ،والوصول إلى أعلى مستويات العلم والحضارة.
ودمتم بألف خير.
ميس الصالح