‏إظهار الرسائل ذات التسميات وثائقيات دولية. إظهار كافة الرسائل

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/10/2022 12:03:00 ص
صراع الجبابرة " الشيوعية والرأسمالية "
 صراع الجبابرة " الشيوعية والرأسمالية "
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
ما إن وضعت| الحرب العالمية| الثانية أوزارها، حتى ظهرت على الساحة الدولية، قوىً وأقطابٌ جديدة، فبعد اندحار النازية والفاشية بزعامة ألمانيا، ظهرت الولايات المتحدة كزعيمٍ جديدٍ للمعسكر الغربي الرأسمالي، ولم تُخفِ أبداً طموحها للسيطرة على العالم بكل ما فيه

وفي المقابل برز المعسكر الشيوعي متمثلاً في الصين والاتحاد السوفيتي والدول الشرقية

 ولكن القوة العسكرية الأعظم التي كانت تقضُّ مضجع الولايات المتحدة هي الاتحاد السوفيتي
 أما الصين فكان خطرها الحقيقي اقتصادياً أكثر مما هو عسكري

فكيف سارت الأمور بين المعسكرين؟ 
تابعوا معنا.


تحوّل التحالفات إلى صراعات:

منذ مطلع القرن الماضي، برزت| ألمانيا |كقوةٍ عسكريةٍ كبرى على مستوى العالم، وكانت قوتها الحقيقية نابعةً من تفوقها العلمي

 فقد ذكر بعض الباحثين بأنها سبقت غيرها بمن فيهم| الولايات المتحدة| بخمسين سنةً على الأقل، وما أن أدركت ألمانيا ذلك، ولا سيما بعد وصول السلطة إلى| هتلر|، حتى أطلقت شعارها المعروف "ألمانيا فوق الجميع"

 ولم تكتفِ بالشعارات فقط، بل أشعلت الحرب ضد أوروبا واحتلّت الكثير من مساحتها، ولكن| الاتحاد السوفيتي| والولايات المتحدة لم تأخذا موقف المتفرج، فتحالفا معاً ضد النازية

 وما أن وضعت الحرب أوزارها حتى انتهت التحالفات وبدأت الصراعات على السلطة العالمية وعلى إرث ألمانيا.


مخاوف وشكوك متبادلة:

كان أكبر هموم الولايات المتحدة بعد فترة الحرب العالمية الثانية، هو وقوع الأسلحة الألمانية بيد السوفييت، فكان الشغل الشاغل لأجهزة الاستخبارات الأمريكية هو جمع المعلومات عن الأسلحة والعلوم والعلماء الألمان، وخاصةً ما يختص بالصواريخ

 فكان على رأس اهتمامها عالم الصواريخ الألماني "فيرنار فون براون"،  فمن هو هذا العالم؟ 

ولماذا لاقى كل ذلك الاهتمام؟ 

وماذا حدث معه بعد انهيار ألمانيا؟


الشيوعية والرأسمالية:

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بدأ الأمريكيون بدراسة المجالات العلمية التي وصلت إليها ألمانيا، وبرز ملف الصواريخ الألمانية كأحد أهم تلك المجالات، خاصةً بعد امتلاك الأمريكيين| القنبلة النووية|

 فكان طموحهم هو الحصول على التقنيات الصاروخية التي إذا دُمجت مع القنبلة النووية، فلن يقف أحدٌ في وجههم بعد ذلك، وسيكون ذلك كافياً لوقف المد الشيوعي وردع الطموحات الشرقية

 فكانت خطوتهم الأولى تقتضي الوصول إلى "دون براون" والاستحواذ على علمه ومعلوماته.

 

تغيير الأولويات:

في نهاية عام 1944، لم تكن الحرب قد انتهت بعد، ولكن أولويات الأمريكيين قد تبدلت

 بعد أن أدرك الجميع بأن ألمانيا النازية هالكةٌ لا محالة، فكانت الأوامر للجنود الأمريكيين تقتضي بالبحث عن العلوم والعلماء الألمان وعلى رأسهم "فون براون"

 ولكن| السوفييت |لم يكونوا غافلين عن كل ذلك، بل كان لديهم نفس النظرة ونفس التفكير، ما جعل الاستخبارات الأمريكية تحذّر حكومتها لضرورة الاستعداد لحربٍ شاملةٍ مع السوفييت، وتوقعت قيام الحرب في عام 1952.

اقرأ المزيد...

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/10/2022 12:03:00 ص

استكمالاً لمقالنا السابق نكمل عن صراع الجبابرة " الشيوعية والرأسمالية "

ألمانيا بعد التقسيم:

بعد انتهاء الحرب، تم تقسيم ألمانيا إلى ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، وحتى العاصمة برلين لم تسلم من التقسيم، فتم بناء سور برلين الشهير

 ولكن السوفييت لم يضعوا يدهم على الأراضي الألمانية فقط، بل على الكثير من أبحاثهم وعلومهم أيضاً، وكذلك فعل الأمريكيون، فسرعان ما استطاع السوفييت الحصول على| القنبلة النووية|، والأسلحة الكيميائية والجرثومية، إضافةً إلى عددٍ كبيرٍ من العلماء الألمان

 وهذا ما دفع الاستخبارات الأمريكية إلى توقع الحرب الشاملة.


الفضاء أولاً:

عندما أصبحت نهاية ألمانيا حقيقةً واضحةً أمام |هتلر|، أعطى أوامره بحرق جميع الملفّات العلمية، والتخلص من جميع العلماء، فكان على العلماء الألمان التفكير بمصيرهم ومستقبلهم

 فاجتمع "فون براون" مع بعض أصدقائه العلماء وبحثوا عن مخرجٍ لهم، فاتفقوا على ضرورة حماية أبحاثهم مهما كلّف الأمر، وقرروا اللجوء إلى| الولايات المتحدة |لأنها الوحيدة القادرة على الانفاق على أبحاثهم في ذلك الوقت، بحسب اعتقادهم

 فقد اعتقدوا بضرورة تحويل الاهتمام إلى غزو| الفضاء |بدلاً من أطماع الهيمنة الشخصية.


كشف المستور:

لم يستطع "فان براون" إخفاء اتفاقه مع رفاقه، فقد زلّ لسانه في إحدى السهرات، ولعله كان ثملاً، فتحدث عن ضرورة استخدام الأبحاث والعلوم الصاروخية لغزو الفضاء بدل الحروب 

وسرعان ما وصل الخبر للسلطات الألمانية التي ألقت القبض عليه ورمته في السجن، ولكن مكانته العلمية هي التي جعلت وزير التسليح بنفسه يتدخل للإفراج عنه

 وما أن نال "براون" حريته ثانيةً، حتى قرر ضرورة مغادرة| ألمانيا| مهما كان الثمن.


اللجوء إلى الأمريكيين:

 أصبح هدف "براون" الحالي، هو التواصل مع الأمريكيين للجوء إليهم، ولكن ذلك لم يكن سهلاً، فقد خشي أن يقتلوه مباشرةً

 ومع إعلان انتحار هتلر، أصبح الظرف ملائماً، فأرسل "براون" شقيقه "غاوس" الذي يتقن اللغة الإنكليزية

 وما إن وصل "غاوس" إلى أحد مراكز التجمع الأمريكية في ألمانيا، حتى عرّفهم بنفسه، فأخبرهم بأنه شقيق "براون"، فقبضوا عليه مباشرةً وعلموا منه مكان براون مع خمسمئةٍ من العلماء والمهندسين الألمان الذين يرغبون باللجوء إلى أمريكا.


مرحلة جديدة في حياة "براون":

لم يكد الأمريكيون يعلمون بمكان "براون" ورفاقه، حتى أطلقوا حملةً واسعةً لإنقاذهم من أوامر إعدامهم الألمانية، فكان لهم ذلك 

انتقل براون ورفاقه إلى عهدة الأمريكيين، ولكن "براون" لم يكن يأمن جانب الأمريكيين، فكان عليه الاحتفاظ بما يضمن سلامته، وهو إلى جانب عقليته الفذة، كان مجموعةً من المعلومات السرية، أهمها مكان إخفاء| الملفات السرية| المتعلقة بالصواريخ الألمانية

 فقد أخفاها "براون" مع بعض رفاقه في قلب أحد المناجم، ودمروا مدخل المنجم كي لا يصل إليها أحد.


الحصول على الملفات السرية للصواريخ الألمانية:

ولكن المشكلة التي اعترضت الأمريكيين بعد ذلك، كانت وقوع ذلك المنجم مع أحد أهم مصانع الصواريخ في منطقةٍ نالها الاتحاد السوفييتي بعد تقسيم ألمانيا، فكان عليهم التصرف بسرعة قبل وصول القوات السوفيتية إلى تلك المنطقة

 فانطلقت مجموعةٌ من الجنود الأمريكيين إلى المنجم، وأحضروا الملفات ودمروا المصنع كي لا يستفيد| السوفييت| منه في شيء، وكذلك كان السوفييت يفعلون نفس الشيء في المناطق التي عليهم تسليمها للأمريكيين بحسب معاهدة التقسيم.


اقرأ المزيد...

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/10/2022 12:03:00 ص

استكمالاً لمقالنا السابق نكمل عن صراع الجبابرة " الشيوعية والرأسمالية "

حسابات أمريكية خاطئة:

بعد حصول الأمريكيين على ملفات الصواريخ الألمانية، وتدميرهم لمصنع الصواريخ، اعتقدوا بأن السوفييت لن يحصلوا على العلوم الصاروخية قبل سنواتٍ طويلة، لأن عليهم البدء من الصفر

 ولكن| السوفييت| لم يستغرقوا سوى ثلاث سنواتٍ فقط لامتلاك تكنولوجيا الصواريخ والتفوق بها على الأمريكيين

 ويعود ذلك إلى أن بقايا المصنع الذي دمّره الأمريكيون، مع بعض العلماء الألمان الذين انتقلوا إلى موسكوا، إضافةً إلى العلماء السوفييت

 كانوا يكملون لتحقيق ذلك التفوق السوفييتي، وهذا ما جعل الأمريكيون يعيدون حساباتهم من جديد.


توجّه براون إلى الرأي العام الأمريكي:

كان عمل "براون" اليومي ورفاقه الألمان، مقتصراً على نقل معارفهم إلى الأمريكيين، ولم يكن ذلك يرضي طموحاتهم، فلجأ "براون" إلى المسؤولين الأمريكيين ليحثّهم على ضرورة استغلال علمه لغزو| الفضاء |والوصول إلى القمر

ولكنه لم يلقَ أذناً صاغية، وكانت حجتهم دائماً عدم توفر الإمكانات المادية

فالأمريكيون عادةً لا يبذلون المبالغ الطائلة إلا على مواقف تمس أمنهم القومي، أو على مشاريع تحظى بدعم الجماهير، فقرّر "براون" التحدث إلى الناس مباشرةً لإقناعهم بأهمية طروحاته.


محاولات فاشلة:

وقف "براون" محتاراً أمام الطريقة التي عليه استخدامها لإقناع الشعب الأمريكي بفكرة السفر إلى الفضاء، فلم يجد وسيلةً أفضل من |وسائل التواصل الاجتماعي|

 فبدأ يشارك في كتابة المقالات في إحدى المجلات الشهيرة، وقد لاقت أفكاره إقبالاً جماهيرياً واسعاً، ولكن النقلة الأهم كانت باقتناع "| والت ديزني| " الشهير بأفكار "براون"، فاستخدمها في مدن الملاهي التي يمتلكها

 وهذا نقل تلك الأفكار إلى الكثير من الأطفال والشبان الأمريكيين، ولكن كل ذلك لم يكن كافياً ليحصل "براون" على الدعم المادي المطلوب.


انقلاب الموازين:

أوشك "براون" على اليأس من تحقيق حلمه في غزو الفضاء، ولكن ما حدث بعد ذلك فاق كل التوقعات الأمريكية

 فلقد أعلن |السوفييت| بأنهم امتلكوا |القنبلة النووية|، وصواريخ أكثر تقدماً من الصواريخ الألمانية التي انتقلت إلى أمريكا، ودخلوا عصر الفضاء، فكان على الأمريكيين اتخاذ تدبيرٍ ما

 فلجؤوا إلى "براون" وقدموا له كل الدعم الذي يحتاجه لإطلاق مشاريعه، فكان له ما أراد.


غزو الفضاء:

ما أن امتلك |الاتحاد السوفيتي| المعرفة الكافية حتى سبق الأمريكيين في دخول عصر الفضاء، فكانوا أول من أطلقوا مركبةً فضائية، وأول من أرسلوا انساناً إلى الفضاء، وأول رائدة فضاءٍ كانت سوفيتية

 وهنا استشعر الأمريكيون بالحرج، فأطلق "جون كندي" وعده الشهير بالوصول إلى القمر

 وما أن حصل "براون" على التمويل المطلوب، حتى ظهرت وكالة الفضاء الأمريكية " ناسا "

 ثم ظهرت أجيالٌ متطورةٌ من الصواريخ باسم "ساتيرن" ودخلت أمريكا عصر الفضاء، وتوجّت أعمالها بوصول أول البشر إلى القمر، وتلك حكايةٌ أخرى عرضناها في مقالةٍ سابقة.

" كيف وصلنا إلى القمر "

إذا كنت من متابعي أسرار وخبايا التاريخ فشاركنا بتعليقاتك وآرائك.

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/19/2021 09:05:00 م

حقائق مخفية حول الحرب العالمية
 حقائق مخفية حول الحرب العالمية 
تصميم الصورة : رزان الحموي

 استكمالاً لما تحدثنا عنه في الجزء الأول 

على أهلها جنت براقش:

ما أن فاز ويلسون بالانتخابات الرئاسية لدورةٍ ثانية، حتى أرسلت ألمانيا برقيةً إلى| المكسيك| تحثها فيها على محاربة الولايات المتحدة لكي تشغلها عن مساعدة الحلفاء، وهذا ما كان ينتظره| ويلسون| لدخول الحرب ضد ألمانيا، وبعد أسبوعٍ من ذلك، صادق الكونغرس على قانون قروض الحرب، فحصلت بريطانيا على قرضٍ بمئتي مليون دولار، دفعته كله لمورجان كجزءٍ من قروضها منه، كما حصلت فرنسا أيضاً على قرضٍ أمريكي دفعته بدورها إلى مورجان أيضاً.

الحرب والإعلام:

وصل مجموع القروض الممنوحة من الولايات المتحدة إلى الحلفاء أكثر من سبعة مليارات دولار، ولكن |الشعب الأمريكي| لم يكن راضياً عن دخول الحرب، فمعظم الشعب الأمريكي من المهاجرين هرباً من الحروب، ولم تكن الحكومة الأمريكية مستعدةً ومتجهزةً لدخول الحرب، ولكن أصحاب البنوك وجدوا الحل مجدداً، وكان الحل في الإعلام، فتم تجهيز كادرٍ متكاملٍ من الرسامين والممثلين والمخرجين لصناعة المنشورات التي تحث العامة على قتال الألمان، بالإضافة إلى الكثير من الأفلام التي كانت صامتة ولكنها غيّرت فكر الشعب الأمريكي.

بدء ظهور الحقائق:

بعد أن دخلت الولايات المتحدة الحرب، انتصر الحلفاء، فتم إنقاذ الأموال والبنوك الأمريكية، وبدأ تقسيم الغنائم، ومع مطلع الثلاثينيات، بدأت تنتشر الكتب التي تتحدث عن |دور البنوك| بإجبار الولايات المتحدة على دخول الحرب، كما تحدّثت تلك الكتب عن كمية المكاسب التي حققتها تلك البوك والشركات التابعة لها بالأرقام الدقيقة، فقد ظهر 21 ألف مليونير في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى.

إنشاء لجنة التحقيق:

أحدثت تلك الكتب ضجةً كبيرةً وصلت إلى |الكونغرس الأمريكي| الواقع تحت سيطرة الحزب الجمهوري آنذاك، فأنشأ اللجنة سابقة الذكر للبحث فيما ورد في تلك الكتب، وقد استمعت اللجنة لمدة سنتين إلى شهادة مئتي شخص، فوصلت إلى نتائج أوليةٍ بوجود الكثير من الرشاوى والفساد بين بعض السياسيين ورجال الأعمال، كما تمكنت اللجنة من توثيق أرباح بعض الشركات.

إنهاء عمل اللجنة:

إضافةً لكل ما توصلت إليه اللجنة، فقد اكتشفت أيضاً الكثير من الأدلة التي تُثبت الضغوطات والمغريات التي قدّمها أصحاب البنوك على الرئيس ويلسون لكي يدخل الحرب، ولكن اللجنة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا في عام 1936، وكان الحزب الديمقراطي كان قد استعاد الأغلبية في الكونغرس، وهو حزب الرئيس ويلسون، فقرر وقف عمل اللجنة فوراً.

واقع احتياطي الذهب قبل الحرب وبعدها:

في عام 1915، كان احتياطي الذهب البريطاني يصل إلى 550 طن، وكان احتياطي الذهب الفرنسي 1400 طن، أما الاحتياطي الروسي فقد كان 1100 طن، وكان الاحتياطي الألماني 830 طن، اما الاحتياطي الأمريكي فكان لا يتجاوز 375 طن.

أما في عام 1918 فقد أصبح |احتياطي الذهب الأمريكي| أكثر من 4280 طن، أي أن معظم الذهب الأوروبي قد انتقل إلى الولايات المتحدة، فامتلكت وحدها ربع الاحتياطي العالمي من الذهب، ولكن جزءً منه قد وصل إلى الخزينة الأمريكية، أما معظمه فهو بيد البنوك الخاصة. 

قد لا تكون الأرقام الواردة في المقال دقيقةً، ولكنها تعطينا فكرةً واضحةً عن دور البنوك والأموال في الحروب، فهل تعتقد بصحة ما اوردناه؟ أم أن لك رأياً آخر؟ ننتظر إجابتك.  



 بقلمي سليمان أبو طافش



مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/19/2021 09:05:00 م

 حقائق مخفية حول الحرب العالمية
 - الجزء الأول -

حقائق مخفية حول الحرب العالمية

 حقائق مخفية حول الحرب العالمية
تصميم  الصورة : رزان الحموي

منذ فجر التاريخ، والبشر يخوضون الحروب والمعارك ويتكبدون خسائر فادحةً في الأنفس والأموال لأسبابٍ عديدة، ولكننا لو تعمقنا أكثر في تلك الأسباب لوجدنا معظمها يرتبط بشكلٍ أو بآخر، بالمال والسيطرة، ولو عدنا إلى معظم الحروب الحديثة، ونظرنا في أسبابها وتداعياتها، لوجدنا أكثر المستفيدين منها، هم |أصحاب البنوك|  فكيف ذلك؟ لنكتشف معاً.

أسرارٌ لا يجب اكتشافها:

في سنة 1934، انعقدت لجنةٌ خاصةٌ للبحث في أسباب وتداعيات |الحرب العالمية الأولى|، وبعد سنتين من العمل المتواصل، توصلت اللجنة إلى مجموعةٍ كبيرةٍ من الأسرار التي لم تعلن إلا بعضها، وقبل أن تعلن المزيد منها، تم إيقافها ودفن كل ما توصلت إليه، وبعد سنواتٍ قليلةٍ من دفن تلك اللجنة ونتائج تحقيقاتها، تقوم |الحرب العالمية الثانية|، وتخسر البشرية ما تخسره وتكسب البنوك المزيد من الأرباح.

 أسباب الحرب العالمية الأولى:

قامت الحرب العالمية الأولى بسبب مقتل ولي عهد النمسا، هذا هو السبب الظاهري لقيام الحرب، وهو ليس بالسبب البسيط، ولكنه ليس السبب الوحيد وبالطبع فهو ليس الأهم، فالحقائق تشير إلى أن التجهيز لتلك الحرب استمر لسنوات، وقد فرضت ألمانيا سيطرتها على جميع أعدائها منذ بداية الحرب ولمدة سنتين، حتى بدا بأنها ستكسب الحرب لا محالة، أما الولايات المتحدة فلم تدخل الحرب إلا بعد أن ضغط عليها أصحاب البنوك، وذلك من خلال مجموعةٍ من الحيل التي دفعت أمريكا لدخول الحرب وحسمها ضد ألمانيا.

إجراءات دخول الحرب:

عند دخول أية دولةٍ في أية حرب، فإنها تقوم ببعض الإجراءات، مثل التقشف وضغط النفقات، وفرض المزيد من| الضرائب|، وزيادة طباعة الأموال، ثم تلجأ إلى الاقتراض من البنوك المحلية، وقد تلجأ أيضاً إلى ما تملكه من احتياطيات الذهب لديها، وإذا استهلكت ما لديها فستلجأ إلى الاقتراض من الدول الأخرى.

 تعرّف على جي بي مورجان:

لم يكن جي بي مورجان مجرد ثري يقرض الدول، بل كان أيضاً متعاقداً رسمياً مع معظم دول الحلفاء وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا، فقد كان يشتري لهذه الدول كل مستلزمات الحرب لقاء عمولةٍ مقدارها 1%، بالإضافة إلى عمولته على القرض الذي سيمنحه لهذه الدول ومقدارها 1.3%، ولكن لماذا لجأ الحلفاء إلى مورجان بالذات؟

 الجواب ببساطة: لأنه كان سيد البنوك الأمريكية والأب الروحي لها.

البنوك والحروب:

استطاع مورجان تشكيل شبكةٍ من |البنوك الأمريكية| تجاوزت المئتي بنك، وقدّم لدول الحلفاء قروضاً بأكثر من مليار ونصف من الدولارات، ولم تخرج تلك القروض من أمريكا كنقود، بل بشكل سلعٍ متفرقة، ومن المرجّح أن تكون الحكومات الأوروبية قد تعمّدت ربط البوك الأمريكية بها، لكي تجبر الحكومة الأمريكية على دخول الحرب إلى جانبها، بعد أن تجد الكثير من أموالها معرضاً للضياع إذا خسرت تلك الدول الحرب.

خطة الإنقاذ:

لم يكن ما فعلته الحكومات الأوروبية والبنوك الأمريكية كافياً لدفع الولايات المتحدة إلى دخول الحرب، فكان عليهم التأثير على الرئيس الأمريكي مباشرةً، فقد بقي ويلسون مصراً على عدم دخول الحرب حتى عام 1916، وهو عام التحضير للانتخابات الرئاسية القادمة، وهنا عرض عليه أصحاب البنوك أن يدعموه بمقابل دخوله الحرب، وكانوا قد أعدوا له خطةً محكمةً لكي يدخل الحرب كبطلٍ منقذٍ للدول الأوروبية.

اقرأ المزيد...


بقلمي سليمان أبو طافش


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/26/2021 04:06:00 م

 معلومات حساسة تغاضى عنها البعض وأسرار الحرب الأمريكية على العراق 


معلومات حساسة تغاضى عنها البعض وأسرار الحرب الأمريكية على العراق
معلومات حساسة تغاضى عنها البعض وأسرار الحرب الأمريكية على العراق
تصميم الصورة: وفاء مؤذن


هناك قول للإمام علي عليه السلام يقول فيه 

(لا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه) 

في الوقت الذي نحيا فيه أصبح من المُهين والمعيب قول  الحقيقة وأصبح الحق باطل والباطل حق. 


التاريخ يُكتب بيد بعض الجهلة عن جهل أو عن آراء:

 وهنا نقول آراء لأنها تُناقش وتعبر عن وجهة نظر ،أما الحقائق لا تقبل أي نقاش لأنها حقيقة وإن ضُللت من قبل جهات أخرى. 


 سوف نرجع لمصادر وهي أربع كتب وإن كانت قليلة لكنها تزيح الستار  وتعطينا نبذة عن الذي حدث، لنعرف لماذا نحن هنا ؟ 

ولماذا حُتم علينا أن نعيش هذا الوضع؟ 


من المحزن أن الحقيقة أمام أعيننا ونحن إما نريد أن نتجاهلها إراديا أو لا إرادياً .. 

- كتاب مهزلة العقل البشري للكاتب والناقد والفيلسوف و والمؤرخ علي الوردي. 


البعض يقول ما علاقة هذا الكتاب بغزو العراق؟ 

اخترنا هذا الكتاب بسبب طريقته النقدية وأسلوبه الذي سوف يساعدك لتخرج من قوقعة تفكيرك الذي تربيت عليه بحكم الأهل والمجتمع ،و بسبب الإهداء من هذا الكاتب حيث قال 

(أهدي هذا الكتاب إلى القراء الذين يفهمون ما يقرأون أما أولئك الذين يقرأون  في الكتاب ما هو مسطور في أدمغتهّم فالعياذ بالله منهم.) 

مضمون الكتاب  ليس لأولئك الناس المُصرين على رأيهم وفكرتهم ،ويرفضون تغيرَها ويرفضون سماع الحقيقة. 


-كتاب استجواب الرئيس لجون نيكسون يعطيك فكرة عامة وشاملة ، من نظرة رجل أمضى ثلاثة عشر عاماً لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية ، وكان موجود خلال فترة الحرب الأمريكية على العراق،  وهو أول من استجوب  الرئيس العراقي صدام حسين، وكان مسؤول في مكتب الشؤون العراقية ودراسات الشأن العراقي . 


وهذا الكتاب مقسوم لجزأين 

-جزء يتحدث عن استجوابه لصدام حسين والكلام الذي دار بينه و بينهم. 

-والجزء الثاني  نقل المعلومات التي قالها الرئيس الراحل صدام حسين الى الرئيس الأمريكي جورج بوش 

جاء في كتاب جون نيكسون 

( بعد توليه رئاسة البلاد لم يكتفي بوش بمخالفة آراء وكالة الاستخبارات وبحجب ثقته عنها كما فعل الكثيرون في إدارته بل كان يريد من الوكالة أن تساند رغبته في شن الحرب على صدام حسين ،هكذا كان بوش الابن عازماً على التفوق على بوش الأب في ما بدا اختبار للقوة) 

والكتاب يعطي فكرة عن السبب والمبرر الفاشل والواهي والباطل لشن الحرب على العراق . 

وعندما تنتهي من قراءة هذا الكتاب سوف تصل لقناعة بأن هناك عداء خفي للعراق ككل، والهدف هو تدمير العراق وليس عداء لشخص صدام حسين وحزبه. 



مذكرات مقاتل:

-كتاب الحرب العراقية الإيرانية (مذكرات مقاتل) والكاتب هو رئيس أركان الجيش العراقي نزار الخزرجي . 

الذي انشق عن حكومة صدام حسين بعد أن عُزل سنة ١٩٩٣. 

ويعتبر  له نظرة محايدة للسقوط المتوالي الذي مر فيه العراق ،وهذه المذكرات تعطي لمحة من شخص كان موجود في هذه الأحداث. 

وجاء في مقدمة كتابه 

كانت فعلاً أطول وأعنف |حروب| العرب في القرن العشرين 

تحدث عنها كثيرون بأنها حرب عبثية زَج الرئيس العراقي صدام حسين جيشه وشعبه ووطنه فيها من دون قضية تُبررها وهذا تَجنِ كبير على الواقع وقراءة خاطئة لمجريات الحوادث وتّجنِ ونُكران لتضحيات عظيمة قدمها الجيش العراقي دفاعاً عن قضية حقيقة وهي رد عدوان مُخطط له ليس ضد العراق بل هي ضد الوطن العربي عموماً) 

هذا الكتاب يُعطي فكرة عن تضحيات الجيش العراقي وبأنه لم يُسلم العراق كما يدَعون ، بل قاوم ودافع وضحى ،ووقف بوجه أكبر قوة عسكرية في العالم للحفاظ على العراق. 


مذكرات بريمر

-كتاب عامٌ قضيته في العراق(مذكرات بريمر) للأمريكي بول بريمر  الذي حكم |العراق| كحكومة مؤقتة أو قوة تحالف. 

دمر المؤسسة العراقية بعد أن انتهت مرحلة حكومة حزب البعث. 

دمرها باعتراف منه بعد أن أدخل نظام المحاصصة الطائفية، 

وحلّ جميع مؤسسات الدولة وطرد جميع موظفين الحكومة باعتبارهم جزء من الحكومة القديمة. 


ما حدث في العراق لم يكن شيئاً عبثي، ولم يكن الهدف منه إسقاط صدام بل كان الهدف العراق بثرواته وآثاره وبعقوله. 

بقلمي تهاني الشويكي  ✍️

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/25/2021 09:11:00 م

بعض الأسرار الخفية حول النفط والمناخ والشركات الأمريكية؟
 بعض الأسرار الخفية حول النفط والمناخ والشركات الأمريكية؟
تصميم الصورة رزان الحموي 

 

استكمالاً لمقالنا السابق نكمل معاً ....

مؤتمر باريس للمناخ:

بدأت دول العالم تستشعر خطر| الاحتباس الحراري |المتصاعد منذ بداية القرن الحالي،

 فاجتمعت أكثر من مئة وخمسٍ وتسعين دولةً في باريس، للاتفاق على ضرورة السيطرة على انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والحد منها،

 ولكن النتيجة كانت مرةً أخرى حبراً على ورق، فليس فيها أية إلزاماتٍ أو تعهدات، 

وذلك ما يجعل تطبيق هذه الاتفاقات غير ممكن، رغم توجه الكثير من الشركات إلى |الطاقات البديلة|.


كيف يمكن حل مشكلة الانبعاثات الغازية:

ظهرت في السنوات الأخيرة فكرةٌ قد تبدو حلاً سحرياً لظاهرة الاحتباس الحراري،

 فإذا كان تقليص حجم| الانبعاثات الغازية |غير ممكنٍ، فمن الأفضل تنظيف |الغلاف الجوي |للأرض من هذه الغازات،

 وهذا ليس صعباً، فجميعنا نعلم بأن الأشجار تستهلك غاز| ثاني أكسيد الكربون| للقيام بعملية التركيب الضوئي، 

ولكن زراعة مساحاتٍ شاسعةٍ من الأراضي بملايين الأشجار يتطلب الكثير من الوقت والجهد والمياه التي تشكل مشكلةً بحد ذاتها، فكان البديل السريع والمجدي هو آلات تنقية الهواء. 


آلات تقنية الهواء:

تقوم هذه الآلات بامتصاص غاز ثنائي أكسيد الكربون، وتفكيكه إلى |الأكسجين |و|الكربون|، 

وتقول الدراسات بأن محطةً واحدةً لهذه الآلات، تعادل زراعة أربعين مليون شجرة، ومع أن هذه المحطات تبدو مكلفةً للغاية،

 وقد لا ترغب الدول في تبنيها، فإن الشركات الكبرى ستجد فيها استثماراً مربحاً جداً،

 لأن الكربون الناتج عن هذه المحطات ستكون له فائدةٌ كبيرةٌ تعود على أصحابها بأرباح طائلة،

 فكيف يمكن تحقيق ذلك؟


فوائد الكربون الصناعية:

يدخل الكربون الناتج عن آلات تنقية الهواء في العديد من الصناعات، مثل صناعة|الاسمنت| والمشروبات الغازية، ولكن الأهم من ذلك كله، هو صناعة |الوقود|،

 فالوقود يتكون أصلاً من الكربون والهيدروجين، ولكن المشكلة في هذه الآلات أنها مكلفة، ما يجعل الشركات العملاقة والمستثمرين الأثرياء هم وحدهم القادرين على بنائها مع القليل من الدعم الحكومي،

 ومع الوقت ومع تطور التقنيات، ستنخفض تكاليف الإنتاج بشكلٍ كبير،

 فمنذ عدة سنواتٍ فقط، كانت تكلفة الحصول على طنٍ واحدٍ من الكربون تصل إلى ألف دولار، أما اليوم فقد انخفضت التكلفة إلى أقل من مئتي دولار.


 أخيراً

من المتوقع أن تحقق تقنيات تنقية الهواء واستخلاص الكربون أرباحاً تصل إلى خمسة تريلونات دولار،

 وأهم شركةٍ بدأت فعلاً تستثمر في هذا المجال، هي شركة إكسون موبيل، التي رصدت حوالي مئة مليار دولار لهذا المجال، 

وهذا يفسّر لنا عدم تحولها إلى صناعات |الطاقة البديلة|، 

ويوضح إصرارها على الاستمرار في الصناعات النفطية،

 فلقد علمت منذ وقتٍ مبكر، بأنها تستطيع جني الأرباح الطائلة من النفط وصناعاته،

 ثم ستتمكن من جني المزيد من الأرباح بالمستقبل عندما يحين الوقت لتقنية تنقية الهواء، 

ولعل هذا ما يميز العقول التجارية النيّرة التي يتمتع بها بعض كبار رجال الأعمال في العالم. 


إذا وصلتك أفكارنا فشاركنا برأيك.


بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/25/2021 09:11:00 م

بعض الأسرار الخفية حول النفط والمناخ والشركات الأمريكية؟
 بعض الأسرار الخفية حول النفط والمناخ والشركات الأمريكية؟
تصميم الصورة رزان الحموي 


عندما تولّى "|دونالد ترامب|" الرئاسة الأمريكية سنة 2017، فإن أول ما فعله هو الخروج من جميع الاتفاقات حول التغير المناخي في العالم،

 وهذا ما جعل شركات النفط الأمريكية وعلى رأسها شركة "EXON MOBIL" تتنفس الصعداء، وتضاعف نشاطاتها في استخراج النفط واستهلاكه، ضاربةً بعرض الحائط كل المخاوف العالمية من ظاهرة الاحتباس الحراري، ومخاطرها وتداعياتها،

 ولكن ما هي حقيقة الأمر؟ ولماذا لم تتحول شركات النفط الأمريكية إلى صناعات |الطاقة البديلة| كما فعل الكثير من| الشركات العالمية| الأخرى؟ 


ماذا حدث بعد حكم "ترامب"؟

لم تكن فترة حكم "ترامب" فترةً ذهبيةً للأمريكيين وللعالم، رغم استفادة الكثير من الشركات الأمريكية من سياسته، 

ومع انتهاء سلطته في البيت الأبيض،ومع تولي "جون بايدن" زمام الأمور، عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاقات المتعلقة بتغير المناخ ومكافحة الاحتباس الحراري، 

فعلى أمريكا أن تقود العالم في كل شيء، ولكن شركات النفط الامريكية لم تبدِ قلقها من ذلك،

 فما سرُّ الشعور بالراحة والاطمئنان لدى تلك الشركات؟


 مؤامرة شركة إكسون:

في نهاية سنة 1973، ومع اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية، قررت الدول العربية قطع |النفط| عن الدول الغربية، رافعةً شعار "بترول العرب للعرب"، ما جعل تلك الدول تشعر بقيمة النفط ومدى أهميته وخطورة وجوده خارج أياديها، فبدأ البحث في الغرب عن حلول لهذه المشكلة

 فظهرت أبحاث النفط الصخري وتقنياته، وأبحاث الطاقات البديلة وغيرها، فرصدت شركة إكسون أكثر من 300 مليون دولار لهذه الأبحاث، ولكن أين المؤامرة في ذلك؟

اكتشافات حصرية لشركة إكسون:

بدأت شركة إكسون كغيرها من شركات النفط العالمية، ببناء الأقسام المختلفة لإجراء تلك الأبحاث، وأحد تلك الأقسام، كان مختصاً بدراسة المناخ والبيئة، فتوصل القسم في سنة 1978، إلى أن درجة حرارة الأرض ستزداد بشكلٍ كبيرٍ مع استمرار استهلاك النفط، ولكن شركة إبكسون كغيرها من الشركات قررت إخفاء الأمر عن الرأي العام العالمي،

 ولكن إخفاء ذلك لم يكن ممكناً لوقتٍ طويل، فسرعان ما انتشر الخبر في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.


ردود أفعال شركات النفط:

مع انتشار خبر| الاحتباس الحراري| ومخاطره على |كوكب الأرض|، لم تستطع شركات النفط أن تقف بلا حراك،

 فقامت بمحاولة إقناع العالم بعدم صحة تلك المعلومات، وأثّرت على الكثير من السياسيين حول العالم، ليتبنوا موقفها، وجلبوا بعض العلماء للتأكيد على صحة آرائهم، 

ولكن ذلك لم يكن كافياً لثني العالم عن موقفه، ولكن موقف العالم لم يكن حازماً،

 فجميع الاتفاقات الدولية حول المناخ ليست إلزاميةً ولا تستوجب أية عقوباتٍ لمن لا يلتزم بها، فكأنها فقاعة صابونٍ لإلهاء الرأي العام العالمي فقط.


نتائج حملة شركة إكسون:

نتج عن حملة شركات النفط بقيادة إكسون ضد معلومات تغير المناخ، عدم اهتمام الدول العظمى بمسألة تغير المناخ والاحتباس الحراري، 

فارتفعت حرارة الكوكب بمقدار 1.1 درجة مئوية خلال العقود الماضية، 

وعلى هذا النحو قد تصل زيادة الحرارة إلى أكثر من ثلاث درجات خلال العقود الأربعة القادمة، 

وقد تناولنا تأثيرات الاحتباس الحراري في مقالةٍ سابقة، ولا داعي لتكرارها هنا. 


اقرأ المزيد...


بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/24/2021 08:12:00 م

كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
 كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
تصميم الصورة رزان الحموي 

استكمالاً لمقالنا  كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم

بدء الانفتاح الصيني على الغرب وعواقبه:

لم تكن| الصين| منفتحةً على |التجارة| البحرية،

 وكانت سلالة "مينغ" الحاكمة آنذاك، منغلقةً عن الغرب، حتى انتقل الحكم إلى سلالة "تشينج" التي بدأت تنفتح على الآخرين بعد توطيد حكمها،

 وكانت تهدف بشكلٍ رئيسي إلى الحصول على| المعادن |الثمينة وخاصةً الفضة، التي كانت تستخدمها الصين كعملة أساسية لتبادل المنتجات داخلياً وخارجياً،

 ولكن لماذا الفضة بالتحديد وليس| الذهب|؟


التحول الصيني من الفضة إلى العملات الورقية:

كان عدد سكان الصين ولا يزال، هو الأكبر عالمياً، وكان لا بد للسلطة من نظامٍ نقديٍ قوي للسيطرة على هذا العدد الكبير من السكان، فكان لا بد من الاعتماد على معدنٍ ثمينٍ في ذلك، 

وبما أن الذهب لم يكن متوفراً في الصين، فقد لجأت إلى استخدام الفضة في تعاملاتها التجارية لأنها أكثر وفرةً، 

ولكن عدد سكان الصين استمر في التزايد بشكلٍ كبير، فلم تعد فكرة الفضة كافيةً لتوفير العملات، فلجأت الصين إلى ابتكار العملات النقدية الورقية، 

ومع نشوء الصراعات الداخلية وتتالي السلالات الحاكمة، توالت المشاكل الاقتصادية على الصين، فاضطرت الحكومة إلى العودة لاستخدام الفضة والنحاس في صناعة| العملات|.


سيطرة الصين على الفضة:

كانت الأمريكيتين المصدر الأساسي للفضة،

 وقد استطاع الاسبان أثناء سيطرتهم على مساحاتٍ واسعةٍ من القارة الجديدة، أن ينقلوا أكثر من مئةٍ وخمسين ألف طنٍ من الفضة، حتى عام 1800، 

وهذا ما يعادل 80% من الفضة العالمية، 

وكانت الصين تستقدم ما يقارب من 40% من تلك الفضة، وذلك عن طريق الهولنديين والبريطانيين الذي اشتروا من الصين |الشاي| والحرير والمنتجات الصينية الأخرى المطلوبة بشدة في| أوروبا|

 ومع توفر الفضة بكثرة في الصين، أصبح الاقتصاد الصيني الاقتصاد الأول عالمياً.


بدء الصدامات الصينية البريطانية:

لم تعانِ الدول الأوروبية وبخاصةٍ| بريطانيا|، من الحصول على الفضة لشراء المنتجات الصينية، فكانت تؤمّن ما تحتاجه من مستعمراتها الكثيرة والمنتشرة في جميع القارات، 

ولكن وارداتها من الفضة بدأت تتناقص منذ عام 1800، بعد أن بدأت المستعمرات البريطانية تنال استقلالها، 

وخاصةً في القارة الأمريكية،

 أما الصين فكانت لا تسمح أبداً بخروج الفضة منها، ولم تكن تقبل التعامل بأية عملةٍ أخرى، 

وهذا ما دفع بريطانيا إلى محاولة الضغط على الصين لإقامة مبادلاتٍ تجاريةٍ معها.


طعنة في الصميم:

عندما رفض الامبراطور الصيني جميع العروض البريطانية لإقامة مبادلات تجاريةٍ بين البلدين، وبما أن بريطانيا لم تكن قادرةً على الاستغناء عن المنتجات الصينية، فلم تجد أمامها إلّا بيع الأفيون إلى الشعب الصيني، عبر التهريب، انطلاقاً من مستعمراتها في الهند،

 وفعلاً نجحت خطتها واستطاعت جني أرباحٍ وفيرة ٍمن تجارة الأفيون،

 حتى أصبح الكثير من الصينيين مدمنين على الأفيون، وغير قادرين على العمل، وفي نفس الوقت، استغلت بريطانيا حالة التخبّط الحاصلة في الصين، فنقلت تجارتها إلى موانئ أخرى غير الموانئ المتفق عليها مع الحكومة الصينية، 

فأصدر الامبراطور الصيني قراراً بحصر التجارة البحرية على ميناءٍ واحدٍ فقط، وشدّد الإجراءات على البريطانيين، 

وأطلق حملةً شديدةً ضد تجارة الأفيون.


إقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/24/2021 08:12:00 م

كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
 كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
تصميم الصورة رزان الحموي 


استكمالاً لمقالنا  كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم

مكافحة الأفيون وتداعياتها:

تولّى أحد الموظفين الأشداء مهمة التصدي لتجارة |الأفيون|، 

فأرسل رسالةً إلى الملكة فيكتوريا (ملكة بريطانيا آنذاك)، يناشد فيها مسؤوليتها الأخلاقية عن تجارة الأفيون في| الصين|،

 ولكن الملكة لم تحرّك ساكناً، فتوجّه ذلك الموظف إلى تجّار الأفيون وجمعهم واعتقلهم، ثم أحرق كل الأفيون الذي عثر عليه، وسجن |المدمنين| إلى أن تم علاجهم، 

ولكن بريطانيا لم يعجبها ذلك، فقرّرت الانتقام من الصين،

 خاصةً وأن تلك الإجراءات الصينية، جعلتها تخسر أكثر من عشرة ملايين دولارٍ.


حرب الأفيون:

بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدّتها |بريطانيا |بسبب حملة| الصين |على تجارة الأفيون، وبعد استنفاذ كل المحاولات للضغط على الحكومة الصينية، أعدّت بريطانيا العدة وأطلقت حرباً طاحنةً ضد الصين، 

عُرفت بحرب الأفيون، 

أدّت في نهايتها إلى انهيار الإمبراطورية الاقتصادية الصينية، وفرض تجارة الأفيون عليها رغماً عنها.


أسباب خسارة الصين في حرب الأفيون:

لم تهتم الصين كثيراً بالإنجازات العلمية والتكنولوجيا التي وصل إليها الغرب،

 فقد كانت منغلقةً على نفسها، وكان اقتصادها يعتمد على| الزراعة| بشكلٍ رئيسٍ مع بعض الصناعات والتجارات القائمة على الزراعة أصلاً، 

وقد تنبّه لهذا الخطأ القاتل أحد حكماء الصين،

 فكتب في عام 1826 عن ضرورة الانفتاح على الغرب واستحضار علومه وانجازاته التقنية، مع الاحتفاظ بالهوية والثقافة الصينية، 

وضرورة إقامة السلام مع الغرب إلى حين امتلاك تقنياته واسلحته، 

ولكن السلطات الصينية لم تلتفت إلى تحذيراته واقتراحاته فدفعت الثمن غالياً.


السبب الخفي وراء العداء الأمريكي الصيني:

ما حدث في الصين في سنة 1830، كان قابلاً للتكرار في سنة 1970،

 بعد أن أصبحت| الولايات المتحدة| الوريث الوحيد للسيطرة البريطانية على العالم،

 ولكن الصين على ما يبدو قد تعلّمت الدرس جيداً، ففي هذه المرة، انفتحت الصين على الغرب، وأقامت معه الكثير من الاتفاقات والمعاهدات لحفظ أمنها وأمانها،

 واستغلّت الوقت الذي كسبته من ذلك، لنقل العلوم والتكنولوجيا الغربية إلى أراضيها، ولم تكتفِ بذلك فقط، 

بل طورّت عليها حتى أصبحت قوة تكنولوجيةً لا يستهان بها.


أسباب تأخر الصين في النهوض:

منذ عام 1870، بدأت الصين تحاول العودة إلى الساحة الاقتصادية العالمية، فالتفتت إلى العلوم والتقنيات الجديدة،

 ولكن ضعف المؤسسات وتفككها، والوضع السياسي للصين، والفقر الحاصل منذ حرب الأفيون، جعلت نهضة الصين تتأخر مئة سنةٍ حتى عام 1970، حين وصل "مينج شياو بينج" إلى السلطة.



مما سبق يمكن لنا فهم الأسباب التي تدفع الصين إلى الاستحواذ على مختلف وسائل التكنولوجيا، 

والأسباب التي تجعل| أمريكا| تقاتل بشدة لتأخير الصين وتعطيلها عن الاستفراد بالتقنيات الحديثة مثل شبكات الجيل الخامس، 

لأن تلك التقنيات هي التي ستحدد هوية المسيطر القادم على |التكنولوجيا|،

 ومن يسيطر عليها سيسيطر على العالم. 


شارك المقال لتسود المعرفة.    

بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/24/2021 08:12:00 م

كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
 كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
تصميم الصورة رزان الحموي 


لم تكن العلاقات الصينية الأمريكية بحالةٍ مثاليةٍ في معظم الفترات التاريخية، ولكن عهد "|دونالد ترامب|" شهد المزيد من الحدة والتوتر بين تلك العلاقات، 

فترامب الذي هو |رجل أعمالٍ| رأسماليٍ في الأصل، لم يكن راضياً عن العلاقات التجارية تحديدياً بين البلدين،

 فواردات| الولايات المتحدة |من| الصين| أكثر بكثير من الصادرات، 

وهذا أحد أسباب الضغوطات الأمريكية على الصين، ولكنه ليس السبب الوحيد،

 فما هي حقيقة الصراعات الأمريكية الصينية ودوافعها؟


العلاقات الصينية البريطانية القديمة:

لم تكن الضغوطات الأمريكية على الصين جديدةً بالنسبة للصينيين،

 ففي عام 1830، تعرضّت الصين لنفس الضغوطات، ولكن من قبل| بريطانيا|، التي كانت الدولة العظمى آنذاك، 

وبعد فشل الضغوطات السياسية والاقتصادية، استخدمت بريطانيا| قوة السلاح| لتجبر الصين على الاستيراد منها،

 ما أدى إلى معاناة الصين والصينيين من دمارٍ كبير، أدخلهم في مئة سنة من الفقر،

 فهل سيعيد التاريخ نفسه مع الأمريكيين هذه المرة؟


قرن الإذلال:

قبل عام 1830 كانت الصين القوة الاقتصادية الكبرى عالمياً، وهذا ما أغضب الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا، 

فدخلت في حربٍ عسكريةٍ ضد الصين، بعد أن فشلت في مواجهتها اقتصادياً، وأدخلت إلى الصين تجارةً جديدةً بقوة السلاح، هي تجارة |المخدرات|، فغرقت الصين بالأفيون، وعانى شعبها من| الإدمان|، وتكبّد الاقتصاد الصيني خسائر هائلة، لم يتعافَ منها إلا بعد مئة سنة،

 فأُطلق على هذه الفترة اسم قرن الاذلال بالنسبة للصين. 


أسباب السيطرة الصينية:

قبل انطلاق الثورة الصناعية، وتحديداً قبل عام 1750، كان اقتصاد الدول يعتمد بشكلٍ أساسي على الزراعة وتربية الحيوان، والتجارة القائمة على ذلك،

 فكانت الصين تستحوذ على أراضٍ واسعةٍ خصبة، وكانت غنيةً بالمياه العذبة من أنهارٍ وبحيراتٍ وأمطار وثلوج، وبوجود أعدادٍ هائلةٍ من الأيدي العاملة، فقد امتلكت الصين جميع المقومات الضرورية لإنشاء اقتصادٍ قوي،

 فأصبحت| الاقتصاد |الأقوى عالمياً، وامتلكت 35% من الناتج الاقتصادي العالمي


العلاقات الروسية الصينية القديمة: 

يقول "آدم سميث"، وهو رأسمالي شهير، بأن الصين في عام 1670 كانت أغنى من جميع الدول الأوروبية مجتمعةً، 

وكانت الدولة الأولى زراعياً، والأولى في التنظيم العسكري، وصناعة الأسلحة النارية المعتمدة على البارود الذي اخترعته، 

وهذا ما أدى إلى انتصارها على الإمبراطورية الروسية في عام 1685 عندما توسّعت الأخيرة على حساب الصين حتى حدود نهر آمور، 

ولم ينتهِ النزاع المسلّح بين الدولتين الجارتين إلا بعقد معاهدة سلامٍ سنة 1689.


الصين والتجارة البحرية:

بدأت العلاقات التجارية عبر البحار بين الصين و|أوروبا|، بعد عام 1514، وبعد موجة الاستكشافات الأوروبية لأعالي البحر، 

فوصل البرتغاليون إلى الصين، ثم تبعهم الاسبان والهولنديون وآخرون، 

وكان الأوروبيون عامةً منبهرين بالمنتجات الصينية، ولعل الغنى الصيني هو ما جعلها تخشى الانفتاح على الغرب الطامع بكل شيء،

 كما كانت الصين تفضّل الاعتماد على الاقتصاد الزراعي، لأن السيطرة على المزارعين تكون أسهل من السيطرة على التجّار،

 وخاصةً التجار البحريين الأثرياء وكثيري التنقل الذين يستطيعون الانقلاب على السلطة المركزية بسهولة. 

إقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/23/2021 12:20:00 م

ما الذي جعل اليابان تكتفي بما وصلت إليه في القرن العشرين؟

استكمالاً لما بدأناه في المقال السابق 

 هل ساعدت أمريكا اليابان ولماذا؟

لا يخفى على أحدٍ بأن موقع |اليابان| قرب| الصين| و|كوريا الشمالية|، اللتين امتلكتا| السلاح النووي|، وكانتا المعقل الأهم للشيوعية بعد |الاتحاد السوفيتي|، وانشغال الأمريكيين بالحرب الباردة ضد السوفييت،

 بالإضافة إلى جودة المنتجات اليابانية ورخص أسعارها، جعلت أمريكا مضطرةً لمساعدة اليابان و|ألمانيا| الغربية أيضاً، بهدف نشر الرأسمالية الأمريكية إليهما، لوقف المد الشيوعي المتعاظم آنذاك،

 ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وبلوغ اليابان من القوة الاقتصادية ما بلغته، كان على الأمريكيين تغيير موقفهم من اليابان.


تغيير المواقف الأمريكية: 

ما أن تحوّلت اليابان إلى قوةٍ اقتصاديةٍ عالمية، حتى قرّرت |الولايات المتحدة الأمريكية| تحجيمها، 

وقد ظهر آنذاك أحد رجال الأعمال الأمريكيين غير المشهورين، أطلق حملةً صحفيةً ضد اليابانيين مطالباً الحكومة الأمريكية بفرض ضرائب عاليةٍ على اليابانيين الداخلين إلى أمريكا، وفرض المزيد من الضرائب الجمركية على المنتجات اليابانية

، وذلك الشخص قد أصبح بعد أكثر من ربع قرنٍ من ذلك التاريخ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر جدلاً| دونالد ترامب|، 

الذي رأى منذ صغره، بأن فرض العقوبات الاقتصادية والتعرفات الجمركية، هو الحل السحري لجميع المشاكل الأمريكية. 


ارتباط الدولار الأمريكي بالنفط:

في عام 1971، أعلن الرئيس الأمريكي "نيكسون" فك ارتباط الدولار بالذهب، ما أثار مشاكل اقتصاديةً على مستوى العالم،

 فقام الأمريكيون على أثرها بالتواصل مع القوى الاقتصادية العظمى والدول المصدّرة للنفط، فربطوا الدولار بالنفط، وهذا جعل الدولار يكسب قيمةً إضافيةً كبيرة،

 ومع أزمة انقطاع النفط عن الدول الغربية في فترة الحرب سنة 1973، ارتفع سعر النفط كثيراً وارتفعت معه قيمة الدولار،

 وفي عام 1978، مع اندلاع الثورة الإيرانية على حكم الشاه، ارتفعت أسعار النفط مجدداً وارتفعت معها قيمة الدولار،

 وهذا جعل قيمة الين الياباني تنخفض كثيراً، فهل كان ذلك لصالح اليابان أم الولايات المتحدة المريكية؟


الحرب الأمريكية على اليابان:

بعد ارتفاع قيمة الدولار الكبيرة، لم تستطع الشركات الأمريكية منافسة الشركات اليابانية، التي تقدّم أفضل المنتجات بأرخص الأسعار، ما دفع ثلاثةً من كبرى الشركات الأمريكية، وهي (موتورولا وأي بي أم وكاتر بيلر)، إلى إقامة تحالفٍ فيما بينها، 

للضغط على بعض التكتلات والجماعات داخل الكونغرس الأمريكي، لكي يضغطوا عليه لإيجاد حلٍ لتلك الصراعات التي استمرت إلى عام 1984،

 حين أطلق وزير الصناعة الأمريكي فكرته الذهبية بالتواصل مع الدول الاقتصادية العظمى لكي يضعفوا قيمة |الدولار الأمريكي|، لكي تستطيع المنتجات الأمريكية منافسة المنتجات اليابانية.


اتفاقية فندق بلازا:

تواصل الرئيس الأمريكي "ريغن" مع الدول الاقتصادية الأربعة الكبرى،

 فاجتمع وزراء المالية واتفقوا على قيام كل دولةٍ بإجراء بعض التغييرات الاقتصادية والسياسات النقدية، لكي ترفع كلٌّ منها قيمة عملتها أمام الدولار، 

وشراء بعض المنتجات الأمريكية، وزيادة الضغوطات على الاستثمارات الأجنبية، 

وغير ذلك من الإجراءات التي من شأنها تحسين |الاقتصاد| الأمريكي وتسهيل حركة المنتجات الأمريكية حول العالم. 


إقرأ المزيد...

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/23/2021 12:20:00 م

ما الذي جعل اليابان تكتفي بما وصلت إليه في القرن العشرين؟


ما إن انهار| الاتحاد السوفيتي| في العقد الأخير من الألفية السابقة، حتى بدأت| الولايات المتحدة الأمريكية| تتنفس الصعداء، فقد تخلصت أخيراً من كابوس الرعب الذي كان يهدد سيطرتها على العالم، 

ولكنها لم تفرح بذلك كثيراً، حتى وجدت أمامها خطراً جديداً يتهددها، متمثلاً بصعود |اليابان| كقوةٍ علميةٍ واقتصاديةٍ قادرةٍ على هزِّ عرش الأمريكيين وإنهاء سطوتهم وهيمنتهم على العالم، 

فما الذي فعلته أمريكا لدرء ذلك الخطر؟ 

وكيف أوقفت حالة العملقة في الاقتصاد الياباني وجعلته يقف حيث هو؟ 

تابعوا معنا لمعرفة التفاصيل.


اليابان بعد الحرب العالمية الثانية:

دخلت اليابان| الحرب العالمية الثانية| إلى جانب حليفتها |ألمانيا|،

 ولكنها خرجت منها مهزومةً منكسرة، تكاد لا تملك شيئاً من الثروات، 

ولكن الهزيمة بالنسبة لليابانيين لم تكن إلا درساً عليهم الاستفادة منه، فسرعان ما نفضت اليابان عنها غبار الحرب، وبقايا التلوث الاشعاعي الناجم عن إسقاط قنبلتين نوويتين عليها، وبدأت تنهض من جديد،

 فبنت نظاماً رأسمالياً متميزاً يناسبها وحدها. فما الذي فعلته اليابان للنهوض مجدداً؟


سياسة اقتصادية ناجحة:

لكي تضمن اليابان وقوف جميع اليابانيين صفاً واحداً خلف حكومتهم العازمة على إعادة بناء الاقتصاد الياباني، أجرت الحكومة اتفاقاتٍ وتحالفاتٍ مع كبرى الشركات اليابانية مثل سوني وباناسونيك وتويوتا وغيرها،

 فقدّمت لتلك الشركات الدعم الكامل، بمقابل غرضٍ واحد فقط، هو التصنيع والتصدير، 

وكان كلُّ المطلوب من تلك الشركات هو تقديم أفضل المنتجات على مستوى العالم، وبأرخص الأسعار، 

وذلك ما جعل اليابان خلال عشر سنواتٍ فقط، تستعيد مستويات الإنتاج التي بلغتها قبل الحرب العالمية الثانية،

 ولم تكد تمضي العشرون سنةً التالية، حتى أصبحت اليابان في موقعٍ مختلفٍ تماماً،


الأرقام تتحدث:

في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، كان أكبر ثمانية شركاتٍ على المستوى العالمي شركاتٍ يابانية، وأكبر خمسة بنوكٍ عالميةٍ، كانت بنوكاً يابانية،

 وأكبر مانحٍ للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم كانت هي اليابان، 

وثاني أكبر مساهم في| الأمم المتحدة| بعد الولايات المتحدة الأمريكية، كان اليابان،

 وكل ذلك وغيره الكثير، دفع صاحب شركة سوني اليابانية العملاقة، إلى الإعلان على الملأ بأن اليابان أصبحت قادرةً على تغيير موازين القوى العالمية، وينبغي لها عدم التردد في استخدام تلك القدرة، لأن الوقت لذلك قد حان،

 فهل حدث ذلك فعلاً؟


ردود أفعالٍ أمريكيةٍ على العملاق الجديد:

لم تكن المكانة الاقتصادية التي بلغتها اليابان لترضي أسياد العالم آنذاك، فبدأت| الكتب| والمقالات المندّدة باليابان واليابانيين، تنتشر في كل مكانٍ من أنحاء العالم، للتحذير من خطر العملاق الآسيوي الجديد، والطغاة الجدد، 

وبدأت| أفلام السينما| تتحول من العدو السوفيتي السابق إلى العدو الياباني الجديد، 

فكثرت الأفلام عن رجال الأعمال اليابانيين الأشرار والمتعطشين للثروة والدماء والسلطة، عديمي الرحمة وعديمي الإنسانية، بحسب تصوير تلك الأفلام الغربية لهم، 

وكثرت التحاليل السياسية والاقتصادية التي تشوّه صورة اليابان وتحذّر منها، ومن المشاكل والتداعيات التي قد تصيب العالم بسببها.


إقرأ المزيد...


بقم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/23/2021 12:20:00 م

ما الذي جعل اليابان تكتفي بما وصلت إليه في القرن العشرين؟

استكمالاً لما بدأناه في المقال السابق 

  تأثير اتفاقية بلازا على اليابان:

ما أن نفّذت| اليابان| ما يخصّها من اتفاقية بلازا، حتى تضاعفت قيمة الين الياباني أمام |الدولار الأمريكي|، فزادت الأموال بيد اليابانيين بشكلٍ كبير،

 فأخذوا يُبذّخون في صرف مدخراتهم، ويحصلون على الكثير من القروض من البنوك، فبدأ اليابانيون يعيشون حياة الترف والبذخ، كما بدأ الأفراد والشركات اليابانية باستثمار أموالهم، ولم يجدوا أفضل من العقارات والبورصة للاستثمار،

 فسيطرت الشركات اليابانية على سوق البورصة في الكثير من الدول،

 ولو استمرت اليابان في وتيرة صعودها المتنامي لكانت اليوم القوة المسيطرة على العالم.


بدء الانهيار الياباني:

مع بدايات التسعينيات، وبعد انهيار| الاتحاد السوفيتي|، قررت| الولايات المتحدة| بأن الوقت قد حان لإعادة المارد الياباني إلى القمقم،

 فعندما أدركت الحكومة اليابانية حقيقة الموقف الذي وصلت إليه، بدأت باتخاذ بعض الإجراءات للسيطرة على الوضع، 

فالصادرات اليابانية بدأت تنكمش، والين الياباني أصبح أقوى مما ينبغي، والفائض المالي أصبح كبيراً، 

فبدأ البنك المركزي الياباني برفع سعر الفائدة، وراح يتشدد في إجراءات منح القروض، ولكن ذلك لم يكن كافياً لأن الأوان على تلك الإجراءات قد فات.


كيف انهارت المعجزة اليابانية؟

بعد أن أقبل اليابانيون على الاستثمار في العقارات وأسهم البورصة ذات الأسعار العالية جداً، كانت تلك الاستثمارات هي الضمانات التي حصلت عليها البنوك اليابانية لمنح القروض،

 وعندما ارتفع سعر صرف الين الياباني أمام الدولار، واتخاذ البنك المركزي الياباني اجراءاته،

 بدأت أسعار العقارات والأسهم بالانهيار فجأةً،

 فوقفت البنوك عاجزةً عن استرداد أموالها، وأصاب الهلع الشعب الياباني، وتعرض الاقتصاد الياباني لهزةٍ كبيرةٍ ساهمت في تحجيمه بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الفساد الذي تسرّب إلى البنوك والشركات اليابانية آنذاك.


محاولة النهوض الياباني مجدداً:

لم تقف اليابان مكتوفة الأيدي أمام الانهيار الاقتصادي الذي واجهها منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وبذلت جهوداً جبارةً لاستعادة وضعها الاقتصادي، 

ولكنها كلما حققت بعض التقدم كانت تتعرض لأزمةٍ جديدة،

 ففي سنة 1997مثلاً، حصلت الأزمة الآسيوية، وفي عام 1999 حصلت أزمة |الانترنت|، 

وفي عام 2008 حدثت أزمة مالية عالمية، 

وفي 2011 كانت أزمة مفاعل فوكوشيما |النووي|، 

وفي 2020 بدأت أزمة| كورونا|، وكأن الوقت لم يحن بعد لعودة اليابان إلى ما كانت عليه قبل ثلاثين سنة.


وفي النهاية يبقى السؤال الأخير:

 هل ستفعل الولايات المتحدة مع الصين نفس ما فعلته مع اليابان لكبح جماحها؟ أم أن الوقت قد حان لتغيير موازين القوى العالمية؟ وهل الصين هو الحجر العثرة الوحيد حالياً في وجه الهيمنة والغطرسة الأمريكية؟ أم هناك غيرها من القوى الاقتصادية الصاعدة؟

 شاركنا برأيك إن كنت مهتماً.


بقلم سليمان أبو طافش 

يتم التشغيل بواسطة Blogger.