مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/25/2021 09:11:00 م

بعض الأسرار الخفية حول النفط والمناخ والشركات الأمريكية؟
 بعض الأسرار الخفية حول النفط والمناخ والشركات الأمريكية؟
تصميم الصورة رزان الحموي 

 

استكمالاً لمقالنا السابق نكمل معاً ....

مؤتمر باريس للمناخ:

بدأت دول العالم تستشعر خطر| الاحتباس الحراري |المتصاعد منذ بداية القرن الحالي،

 فاجتمعت أكثر من مئة وخمسٍ وتسعين دولةً في باريس، للاتفاق على ضرورة السيطرة على انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والحد منها،

 ولكن النتيجة كانت مرةً أخرى حبراً على ورق، فليس فيها أية إلزاماتٍ أو تعهدات، 

وذلك ما يجعل تطبيق هذه الاتفاقات غير ممكن، رغم توجه الكثير من الشركات إلى |الطاقات البديلة|.


كيف يمكن حل مشكلة الانبعاثات الغازية:

ظهرت في السنوات الأخيرة فكرةٌ قد تبدو حلاً سحرياً لظاهرة الاحتباس الحراري،

 فإذا كان تقليص حجم| الانبعاثات الغازية |غير ممكنٍ، فمن الأفضل تنظيف |الغلاف الجوي |للأرض من هذه الغازات،

 وهذا ليس صعباً، فجميعنا نعلم بأن الأشجار تستهلك غاز| ثاني أكسيد الكربون| للقيام بعملية التركيب الضوئي، 

ولكن زراعة مساحاتٍ شاسعةٍ من الأراضي بملايين الأشجار يتطلب الكثير من الوقت والجهد والمياه التي تشكل مشكلةً بحد ذاتها، فكان البديل السريع والمجدي هو آلات تنقية الهواء. 


آلات تقنية الهواء:

تقوم هذه الآلات بامتصاص غاز ثنائي أكسيد الكربون، وتفكيكه إلى |الأكسجين |و|الكربون|، 

وتقول الدراسات بأن محطةً واحدةً لهذه الآلات، تعادل زراعة أربعين مليون شجرة، ومع أن هذه المحطات تبدو مكلفةً للغاية،

 وقد لا ترغب الدول في تبنيها، فإن الشركات الكبرى ستجد فيها استثماراً مربحاً جداً،

 لأن الكربون الناتج عن هذه المحطات ستكون له فائدةٌ كبيرةٌ تعود على أصحابها بأرباح طائلة،

 فكيف يمكن تحقيق ذلك؟


فوائد الكربون الصناعية:

يدخل الكربون الناتج عن آلات تنقية الهواء في العديد من الصناعات، مثل صناعة|الاسمنت| والمشروبات الغازية، ولكن الأهم من ذلك كله، هو صناعة |الوقود|،

 فالوقود يتكون أصلاً من الكربون والهيدروجين، ولكن المشكلة في هذه الآلات أنها مكلفة، ما يجعل الشركات العملاقة والمستثمرين الأثرياء هم وحدهم القادرين على بنائها مع القليل من الدعم الحكومي،

 ومع الوقت ومع تطور التقنيات، ستنخفض تكاليف الإنتاج بشكلٍ كبير،

 فمنذ عدة سنواتٍ فقط، كانت تكلفة الحصول على طنٍ واحدٍ من الكربون تصل إلى ألف دولار، أما اليوم فقد انخفضت التكلفة إلى أقل من مئتي دولار.


 أخيراً

من المتوقع أن تحقق تقنيات تنقية الهواء واستخلاص الكربون أرباحاً تصل إلى خمسة تريلونات دولار،

 وأهم شركةٍ بدأت فعلاً تستثمر في هذا المجال، هي شركة إكسون موبيل، التي رصدت حوالي مئة مليار دولار لهذا المجال، 

وهذا يفسّر لنا عدم تحولها إلى صناعات |الطاقة البديلة|، 

ويوضح إصرارها على الاستمرار في الصناعات النفطية،

 فلقد علمت منذ وقتٍ مبكر، بأنها تستطيع جني الأرباح الطائلة من النفط وصناعاته،

 ثم ستتمكن من جني المزيد من الأرباح بالمستقبل عندما يحين الوقت لتقنية تنقية الهواء، 

ولعل هذا ما يميز العقول التجارية النيّرة التي يتمتع بها بعض كبار رجال الأعمال في العالم. 


إذا وصلتك أفكارنا فشاركنا برأيك.


بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.