مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/24/2021 08:12:00 م

كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
 كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم؟
تصميم الصورة رزان الحموي 

استكمالاً لمقالنا  كيف وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم

بدء الانفتاح الصيني على الغرب وعواقبه:

لم تكن| الصين| منفتحةً على |التجارة| البحرية،

 وكانت سلالة "مينغ" الحاكمة آنذاك، منغلقةً عن الغرب، حتى انتقل الحكم إلى سلالة "تشينج" التي بدأت تنفتح على الآخرين بعد توطيد حكمها،

 وكانت تهدف بشكلٍ رئيسي إلى الحصول على| المعادن |الثمينة وخاصةً الفضة، التي كانت تستخدمها الصين كعملة أساسية لتبادل المنتجات داخلياً وخارجياً،

 ولكن لماذا الفضة بالتحديد وليس| الذهب|؟


التحول الصيني من الفضة إلى العملات الورقية:

كان عدد سكان الصين ولا يزال، هو الأكبر عالمياً، وكان لا بد للسلطة من نظامٍ نقديٍ قوي للسيطرة على هذا العدد الكبير من السكان، فكان لا بد من الاعتماد على معدنٍ ثمينٍ في ذلك، 

وبما أن الذهب لم يكن متوفراً في الصين، فقد لجأت إلى استخدام الفضة في تعاملاتها التجارية لأنها أكثر وفرةً، 

ولكن عدد سكان الصين استمر في التزايد بشكلٍ كبير، فلم تعد فكرة الفضة كافيةً لتوفير العملات، فلجأت الصين إلى ابتكار العملات النقدية الورقية، 

ومع نشوء الصراعات الداخلية وتتالي السلالات الحاكمة، توالت المشاكل الاقتصادية على الصين، فاضطرت الحكومة إلى العودة لاستخدام الفضة والنحاس في صناعة| العملات|.


سيطرة الصين على الفضة:

كانت الأمريكيتين المصدر الأساسي للفضة،

 وقد استطاع الاسبان أثناء سيطرتهم على مساحاتٍ واسعةٍ من القارة الجديدة، أن ينقلوا أكثر من مئةٍ وخمسين ألف طنٍ من الفضة، حتى عام 1800، 

وهذا ما يعادل 80% من الفضة العالمية، 

وكانت الصين تستقدم ما يقارب من 40% من تلك الفضة، وذلك عن طريق الهولنديين والبريطانيين الذي اشتروا من الصين |الشاي| والحرير والمنتجات الصينية الأخرى المطلوبة بشدة في| أوروبا|

 ومع توفر الفضة بكثرة في الصين، أصبح الاقتصاد الصيني الاقتصاد الأول عالمياً.


بدء الصدامات الصينية البريطانية:

لم تعانِ الدول الأوروبية وبخاصةٍ| بريطانيا|، من الحصول على الفضة لشراء المنتجات الصينية، فكانت تؤمّن ما تحتاجه من مستعمراتها الكثيرة والمنتشرة في جميع القارات، 

ولكن وارداتها من الفضة بدأت تتناقص منذ عام 1800، بعد أن بدأت المستعمرات البريطانية تنال استقلالها، 

وخاصةً في القارة الأمريكية،

 أما الصين فكانت لا تسمح أبداً بخروج الفضة منها، ولم تكن تقبل التعامل بأية عملةٍ أخرى، 

وهذا ما دفع بريطانيا إلى محاولة الضغط على الصين لإقامة مبادلاتٍ تجاريةٍ معها.


طعنة في الصميم:

عندما رفض الامبراطور الصيني جميع العروض البريطانية لإقامة مبادلات تجاريةٍ بين البلدين، وبما أن بريطانيا لم تكن قادرةً على الاستغناء عن المنتجات الصينية، فلم تجد أمامها إلّا بيع الأفيون إلى الشعب الصيني، عبر التهريب، انطلاقاً من مستعمراتها في الهند،

 وفعلاً نجحت خطتها واستطاعت جني أرباحٍ وفيرة ٍمن تجارة الأفيون،

 حتى أصبح الكثير من الصينيين مدمنين على الأفيون، وغير قادرين على العمل، وفي نفس الوقت، استغلت بريطانيا حالة التخبّط الحاصلة في الصين، فنقلت تجارتها إلى موانئ أخرى غير الموانئ المتفق عليها مع الحكومة الصينية، 

فأصدر الامبراطور الصيني قراراً بحصر التجارة البحرية على ميناءٍ واحدٍ فقط، وشدّد الإجراءات على البريطانيين، 

وأطلق حملةً شديدةً ضد تجارة الأفيون.


إقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.