كيف للفلاتر أن تشكل خطراً محدقاً بنا ؟- الجزء الثاني - ميس الصالح
كيف للفلاتر أن تشكل خطراً محدق بنا تصميم الصورة: ريم أبو فخر |
سنتابع في هذا الجزء المزيد من المعلومات الشيقة التي بدأنا فيها عن أخطار الفلاتر في مقالتنا السابقة..
وخصر الساعة الرملية، هم الاشكال الأكثر طلباً ، في السنوات الأخيرة ،في الكثير من بلدان العالم ، ف" |snapchat dysmorphia|" هو مصطلح إخترعه طبيب بريطاني، عام 2018 و نتج هذا الإختراع عن ملاحظته، أن الناس لم تعد تريد أن تشبه شخصيات جميلة، و أيقونات جمال عالمية، كأنجيلينا جولي ، أو بريجيت باردو، أو سكارليت جوهانسون، أو هيفا وهبي ،بل أصبحو يريدون أن يشبهو أنفسهم ،و هم يستخدمون هذه الفلاتر .
أين تكمن الخطورة ؟
إن الخطورة تكمن ، في عدم تقبلنا لجمالنا الذي نتفرد به ، بل أصبح معيار الجمال مرتبط بعدد من المعايير ، التي حددتها الفلاتر التي انتشرت في الآونة الأخيرة ، و أصبحت تجعلنا ننظر للجمال، على أنه بشرة مثالية كالدمى ، خالية من أية عيوب، ... عيون ملونة ومشقولة ..... رموش طويلة و شفاه ممتلئة ..... أنف صغير لا يكاد يُرى ....و خصر لا يتجاوز عدة إنشات......
ماهي الحملات الإيجابية التي نشأت في هذا السياق ؟
إن حملات التوعية التي ظهرت من قبل الكثير من الجمعيات الحقوقية، شكلت نقطة مهمة جداً ، خاصة للأطفال الذين يستخدمون هذه الفلاتر ، أيضاً شارك عدد كبير من المؤثرين العالميين في عدد من الحملات الداعمة لهذه الجمعيات، كالعارضة "ساشا باليري" التي أطلقت حملة لمقاطعة الفلاتر و نشر الصور الغير معرضة للتعديلات ، لزيادة الثقة بالنفس، و لتخبرك أنك جميل كيفما كنت، و ليس للفلتر أن يحدد هذا الأمر، ... و نالت حملتها إستجابات واسعة من رواد المنصات المختلفة ، فشارك بها آلاف الأشخاص، و عبرو عن سعادتهم بالتجربة المميزة .....
كيف للفلاتر أن تشكل خطراً محدق بنا تصميم ريم أبو فخر |
هل كل الفلاتر تشكل خطر على مستخدميها؟
بالطبع لا ، فهناك الكثير من الفلاتر التي كانت ذات أفكار إبداعية، و رائعة ، وأتاحت في كثير من الأحيان ، للتسويق الإلكتروني
بطريقة عبقرية، تساير التطور الحالي للإنترنت .
كيف إستخدمت الفلاتر كعلامة فارقة لصناع المحتوى؟
من منا لا يعرف ال dg الشهير |مارشميلو| ؟ فكل من يعرفه سيكون قناعه هو أول ما يتم تذكره عند ذكر إسمه، ...و على هذا السياق قام الكثير من صناع المحتوى ، بإستخدام فلاتر تضفي طابع مشابه لمارشميلو ، و اشتهروا بها ،و أصبحت جزء لا يتجزأ منهم ، كيف لا وهم لا يظهرون بشكلهم الحقيقي؟
في هذه الحياة الكبيرة و الرحبة لا يوجد شيئ سيئ بالمطلق أو جيد بالمطلق، فإن الأمر نسبي ،لكن الإستخدام الصحيح للشيئ مهما كان تصنيفه ، هو ما يحدد فائدته و قدرته على إضفاء منفعة على شخصيتك ، و حياتك ، خاصة لو كان الأمر يتعلق بالتكنولوجيا، فلنقوم بتحدي أنفسنا ، و دفعها لإستخدام التكنولوجيا لأشياء تعود بالمنفعة ،و عدم الخوض بالأشياء الكاذبة، و الغير حقيقية فهي بداية ستجعل من مصداقيتك قليلة أمام نفسك، وأمام الناس فلم لا نحب أنفسنا كما نحن ، بعيوبنا ، و كل تفاصيلنا ؟
وكن على ثقة أن تقبل هذه الأشياء في نفسك سيجعلك رائع في نظر الآخرين .
دمتم بألف خير .
بقلمي: ميس الصالح