خوضٌ في بعضِ حقائقِ النَّومِ وَفوائده - الجزء الأوَّل - آية الحمورة
خوضٌ في بعضِ حقائقِ النَّومِ وَفوائده -الجزء الأوَّل تصميم الصورة: رزان الحموي |
إذا قال لك أحدهم لديَّ وصفةٌ تعالج جميع الأمراض، تقيك من |النوبات القلبيّة| والذبحات الصدريّة، تُحصِّنك ضدَّ مرض |فقدان الذاكرة| (الزهايمر) ومرض |السكّري| و|الاكتئاب| فهي تُحسِّن المزاج، وتزوِّد التركيز والنشاط، وتساعدك في التحكّم بشهيَّتك، ممَّا يعينك على تحسين مظهرك أمام الآخرين وإبقاء جسمك جسماً رياضيَّاً رشيقاً،،،،، ولكن هذه الوصفة غالية الثمن بعض الشيء.
السؤال هنا: هل ستعرف بوجود وصفةٍ مفيدةٍ بهذا الشكل وتنسى الموضوع؟
أنا سأُجيبك: بالطبع لا، حتماً ستحاول الحصول عليها مهما كان الثمن.
حسناً،، ما رأيك لو قلتُ لك أنَّك تستطيع الحصول عليها بسهولة وتأخذها كل يوم ومجاناً؟!! نعم، مجاناً.
إنَّها النَّوم.
النَّوم هو تلك الوصفة السحرية التي كنا نقصدها، دعنا الآن نخوض معاً في بعض المعلومات عنه:
بدايةً لنتعرّف مَنْ الذي يتحكَّم في نومنا؟
لدينا عاملان يتحكّمان في النوم هما: الساعة البيولوجية وتركيز الأدينوزين في المخ.
أمّا عن |الساعة البيولوجية| فهي التي تحدد مواعيد النوم والاستيقاظ، فهي المسؤولة عن تحديد موعد نومك وموعد استيقاظك.
أمّا تركيز |الأدينوزين| في اامخ أو ما يسمّى بـ "ضغط النوم" فيتحكم بنومنا كالتالي:
في حال الاستيقاظ لفترةٍ طويلة تصل إلى ١٦ ساعة، يرتفع تركيز الأدينوزين بشكلٍ كبير ليُجبرك على النوم.
وذلك لأنه بعد ١٦ ساعة من الاستيقاظ المتواصل تبدأ وظائف |المخ| الحيوية ووظائف الجسد الفيزيولوجية بالتدهور والانحفاض، وبعد ١٩ ساعة من استمرار الاستيقاظ يزداد انحدار وظائف المخ حتى لا يبقى منها سوى ٢٠ بالمئة.
أي أنه كلما طال استيقاظك، ارتفع تركيز الأدينوزين في مخك وتنبهت لضرورة أن تنام،، وبالمقابل كلما نمت طويلاً، قلَّ تركيز الأذينوزين في مخك، وتنبهت لضرورة أن تستيقظ،،
وبهذا الشكل يتحكم تركيز الأدينوزين في المخ في نومنا.
كم هو عدد ساعات نوم الطبيعي للإنسان؟
لنتَّفق هنا أن المقصود بعدد ساعات النوم الطبيعي هو: عدد ساعات النوم اللازمة لحماية وظائف المخ البيولوجية ووظائف الجسد الفيزيولوجية من التدهور، وهذا العدد هو من ٨ إلى ٩ ساعات.
لأنك لو جرّبت أن تنام ٦ ساعات في اليوم على امتداد ١٠ أيام، سيكون حالك في نهايتها كما لو أنك بقيت مستيقظاً طوال اليوم أي ٢٤ ساعة متواصلة، أي في غاية التعب والإرهاق وعدم التركيز.
إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا لختام الجزء الأول من مقالنا، إذا كنت تودُّ معرفة فوائد النوم وبعض الدراسات عنه فتابعنا في الجزء الثاني.
وإذا كنت قد اكتفيت إلى هنا، فضلاً شاركنا آراءك الرَّائعة من خلال التَّعليقات ^-^
بقلمي: آية الحمورة