حروب تشريع تجارة المخدرات 3 - نوال المصري
حروب تشريع تجارة المخدرات 3
حروب تشريع تجارة المخدرات 3 |
بسبب استفحال موضوع تجارة وتعاطي الأفيون داخل الأراضي الصينية
اختار الإمبراطور الصيني موظف اسمه( لين تسي كو) معروف بالنزاهة وعينه قائداً لحملة مكافحة تجارة وتعاطي الأفيون.
كان لين شخص محترم وصاحب قيم ومبادء وكان فعلاً الشخص المناسب بالمكان المناسب
أرسل (لين تسي كو) رسالة إلى ملكة بريطانيا الملكة فكتوريا
وأخبرها أنه ليس من الأخلاق التسبب بضرر الغير مقابل اكتساب المنفعة المادية.
لم يكن لرسالة (لين تسي كو) أي تأثير على بريطاينا واستمرت بالأمر الذي تفعله
,مما جعل لين عام 1839 يدخل ميناء كانتون ويطلب من التجار الأجانب تسليمه كميات الأفيون الموجودة لديهم بإعتباره سلعة ممنوعة بموجب القانون الصيني
, رفض التجار الأجانب ذلك مماجعل لين يقوم بحصار المدينة لإجبارهم على تسليم الأفيون
وبالفعل استطاع جمع مايقارب عشرين ألف صندوق ,
واعتذر لمياه البحر على التلوث الذي سيسببه لها ورمى الصناديق بالبحر وتخلص منها
بعد فترة حصل شجار بين مواطن صيني ومجموعة من البحارة البريطانين الذين استمرو بضرب المواطن حتى الموت.
طلب لين من بريطانيا تسليم البحارة المسؤولين عن قتل المواطن الصيني لمحاكمتهم
فرفضت بريطانيا تسليم مواطنيها ومعاقبتهم بقانون غير قانون بلادهم أي بموجب القانون الصيني
وبالفعل عقدت بريطانيا محكمة وحكمت بالأشغال الشاقة على البحارة وقامو بدفع الدّية لأهل المواطن الصيني القتيل.
لم يعجب لين بالأمر واستمر بالتمسك بمطلبه بتسليمه البحارة
مما جعل المشكلة تحتدم بين البلدين
حاصر المفوض لين السفن الصينية ومنعها من تبادل أي أمدادات أو أغذية مع أي أجانب موجودين بهون كونغ أو في ماكاو
وبعد شهرين من الحادثة وتحديداً ب تشرين الثاني عام 1839 حصل تبادل لإطلاق النار ما بين سفن صينية وسفن بريطانيا وكانت هذه بداية رسمية لحرب الأفيون الأولى التي استمرت من عام 1840 وحتى عام 1842
استمرت بريطانيا خلال حرب الأفيون بقصف الموانئ الصينية بشدة لمدة سنتين
مما أجبر الصين على توقيع معاهدة نانكينج والتي كانت المعاهدة التي أنهت الحرب,
وكانت أول معاهدة بين مجموعة معاهدات كثيرة تلتها.
يسمي الصينيون هذه المعاهدات ب المعاهدات الغير متكافئة لأنه تم فرضها على الصين بقوة السلاح
كانت معاهدة نانكينج سيئة بالنسبة للصين فنصت المعاهدة على أن تدفع الصين غرامة حربية
وأن تعطي الصين هون كونغ لبريطاينا من أجل أن تبني فيها قاعدة
و أن تفتح الصين خمسة موانئ جديدة للتبادل التجارة مع العالم الخارجي
و أن المواطنين البريطانيين الموجودين بالصين يتم محاكمتهم أمام محاكم بريطانية وليس محاكم صينية
واشترطت بريطانيا أيضاً على الصين عدم فرض أكثر من 5% جمارك على أي منتجات أجنبية سوف تدخل الصين.
بعد سنتين علمت أمريكا وفرنسا بالمعاهدات التي تمت بين الصين وبريطاينا
وطلبو من الصين إعطاهم نفس المميزات التي حصلت عليها بريطانيا
رفضت الصين الأمر بالبداية ولكن تحت التهديد أطرت الصين على توقيع معاهدات سنة 1844 تعطي فرنسا وأمريكا نفس الميزات التي حصلت عليها بريطاينا.
كل تلك المعاهدات لم تشمل الأفيون
وبقيت تجارته تجارة غير شرعية يتم تجريمها داخل الصين.
بالجزء الأخير من مقالنا سنعرف ما حل بالصين نتيجة كل تلك الحروب, وهل ستستطيع التغلب على ظاهرة الإدمان؟.
بقلم نوال المصري