قوم عاد والمدينة الضائعة " إرم ذات العماد " - الجزء الثاني - حسن فروخ
قوم عاد والمدينة الضائعة " إرم ذات العماد " تصميم الصورة وفاء مؤذن |
خلال السنوات دعوة هود
كان ما يزال قوم عاد يستمرون بتشييد مدنهم الضخمة والكبيرة وأهمها إرم ذات العماد
قصة تشييد هذه المدينة كانت ومازالت موضوع جدل ونقاش.
دعوني أروي لكم في القصة الواردة إلينا من كتب التفسير وكتب |القصص |القديمة، ومن ثم أخبركم بأمر الجدل
قوم عاد ينسبون إلى ملك كان يسمى عاد
أخذ الحكم من بعد وفاة الملك ولديه شديد وشداد
هذان الملكان قد أكملا الفساد والحروب حتى قتل في إحداها شديد ليئول الحكم بالكامل إلى شداد بن عاد
شداد بن عاد هذا بحسب |الروايات| يقولون أنه كان ملكا جباراً طاغياً، وأيضاً لم يؤمن بدعوة هود وبحسب الروايات أيضاً فإن شداد عندما سمع بجنة عدن التي يعد فيها هود من يؤمن ,قرر بناء مدينة تضاهي هذه الجنة بأوصافها وأن يأخذ قومه بعد الفراغ من بنائها للعيش فيها وهكذا يكون بهذا قد كذب هوداً بدعواه
جنة قوم عاد ...
وبالفعل بدأ شداد بناء هذه المدينة المنشودة فأرسل جنوده في بقاع الأرض وإلى سائر الممالك التي تخضع لحكمه يطلبون الغالي والنفيس من أحجار وأخشاب ومعدات ونفائس المعادن وما تم تخبئته في جوف الأرض من كنوز ، فكان له ما طلب.
وتم البدأ ببناء المدينة ذات الأعمدة الضخمة والمرصعة بالأحجار الكريمة ، كحال جدرانها وأرضها فرصعت أرض وجدران المدينة بالذهب والفضة وزينت بالياقوت والزبرجد
وبالطبع قد عمل شداد على تزويد هذه المدينة العظيمة بكل مصادر المياه فكانت الأنهار تجري ما بين أزقتها وبين شوارعها والأشجار الكثيفة المختلفة كانت تنتشر بطول المدينة وعرضها ولم يترك شداد أي مظهر من مظاهر الترف إلا وقد زود مدينتهه بها
وبحسب الروايات قد استمر بناء المدينة أقل تقدير عشر سنوات
بالطبع عند الإنتهاء من بناء المدينة أو الجنة كما سماها شداد، قام بجمع قومه بغية الرحيل والسكن في إرم ليحدث ما لم يكن في الحسبان
دعونا نتوقف هنا قليلاً لألفت نظركم لأمرٍ هام
الجدل القائم حول بناء هذه المدينة هو أنه في حين يرى عدد من المفسرين والمؤرخين أن قوم عاد وملكهم الذين قامو ببناء هذه المدينة ، هم نفسهم قوم هود ويرى قسم آخر أن قوم عاد أصحاب هذه المدينة هم أولاد من تبقى من قوم هود ،أي أن هذه المدينة لم يتم بناءها في زمن هود عليه السلام
الغاية أن كلتا النظريتان تتفقان على أن هذه المدينة والتي قد سميت بإرم ذات العماد في شتى الحالتين قد نالت هي وقومها عقاب السماء ، وهنا نكمل مع العقاب ...
إذ أن شداد جمع قومه بغية الرحيل إلى تلك المدينة المنشودة، كان هود ما يزال يحذر قومه من العذاب الآتي لا محال
وهم يديرون الأذن الصماء لتحذيرات نبيهم ،إلى أن أتى وحي الله أن العذاب قد حق على قوم عاد
فأمر الله عزوجل نبيه أن لا يقرب هو ومن آمن معه تلك المدينة وسكانها ولايمسوا منها شيء فهي فانية لامحال
وفعلاً ابتعد هود عليه السلام والمؤمنين عن تلك المدينة وأعينهم شاخصة تنظر عذاب الجبار الذي حل.
فقبل دخول شداد وقومه إلى المدينة ، قد بدأت بوادر العذاب...........
لكي تكمل الرواية وتتعرف ماذا حصل بقوم شداد تابعنا عزيزي القارئ في المقال اللاحق حيث سنستعرض أحداث مذهلة وشيقة.
بقلمي حسن فروخ