مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/22/2021 08:10:00 م

قوم عاد، والمدينة الضائعة إرم ذات العماد - الجزء الأول

قوم عاد، والمدينة الضائعة إرم ذات العماد - الجزء الأول
 قوم عاد، والمدينة الضائعة إرم ذات العماد - الجزء الأول
تصميم الصورة: وفاء مؤذن

بداية القصة:

 في بادئ الأمر سوف نقول لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ، كم هو جميل هذا الوصف القرآني ، كل أرتقاء وعلو  ونجاح يليه هبوط فاحذروا ، ذلك الهبوط قد يطول أو أرتقاء أخر قد يكون هو العاقبة، هذا ما علمونا إياه نحن ، و ما جهله أو تجاهله أقوام العصور القديمة الغابرة 


 فكانت قصصهم وحكاياهم خير دليل على ذلك ،  أصدقائي قصتنا اليوم حول نبي وقوم ومدينه  ، مدينه عظيمه وكبيرة من سكنها  يقال انهم جبابرة وطغاة في الأرض ، قوم احدثوا جدلا واسعاً في التاريخ ومدينتهم التي يمكننا القول أنها اقرب ما تكون الى الخيال لكبرها لعظمتها ، طغوا وعصوا وتكبروا ثم ماذا ؟ 


اختفوا هم  ومدينتهم عن بكرة أبيها وإلى الأبد، وبقى عمرهم لغز من تلك الألغاز التاريخية الغامضة من هم برأيكم؟؟ لنتعرفن عليهم.

 |قوم عاد| ومن بنى مدينتهم،  ارم ذات العماد الجدلية، وما قصتهم مع نبي الله هود عليه السلام ، إليكم  القصة الكاملة.


في  البداية يجب علي أن اذكر أن أراء  العلماء تعددت واختلفت في ما يخص قوم عاد ومدينتهم وما نرويه ونقوله هو رأي اغلب العلماء.


قوم عاد:

 تبدأ قصتنا أصدقائي  بقوم عاد الذين في حسب اغلب |المؤرخين| والعلماء يعود نسبهم أو أصولهم الى  عاد بن إرم بن سام بن |نوح| وهم من أوائل الأقوام التي سكنت وعاشت في الأرض بعد ذلك |الطوفان العظيم| وهو طوفان نوح عليه السلام الأشهر ، ذلك القوم أعطاهم الله وأنعمهم بنعم كثيرة فكانوا في خيرات كثيرة ،  وأراضيهم خضراء خصبه وكانت تفيض بالمياه الكثيرة  فهم يملكون  من الماشية والدواب ما يغطي الأرض وعين الشمس.


والأكثر أهمية من هذا كله أن الله عز وجل ، منحهم أهم ما يملك الإنسان  ، ألا وهي الصحة والنشاط  فكان ذلك القوم أصحاء ونشيطين وأقوياء وفي تمام العافية بل أنهم  لم يشبهوا  هؤلاء البشر العاديين في عصرنا هذا، فبحسب المفسرين فقد كانوا كبار البنية  شاهقي الطول ، أقوياء أشداء لا يهابون شيئا ، كل تلك الصفات جعلتهم يغزون الأرض كاملاً ويحكمون الممالك بالقوة


القوة العظيمة:

نتيجة لهذه القوة وكل تلك الموارد التي حصلوا عليها من الأرض، استطاعوا بناء كل ما لم يستطع احد من بنائه من قبل، فبنوا وشيدوا المساكن العالية والمصانع الكبيرة لتجميع المياه وشيدوا القصور الشاهقة وزوداها بكل ما تغني الكلمة من الترف والرفاهية وازدادوا في تكبرهم وعصيانهم وإعجابهم في انفسهم الى  حد انهم كانوا يشيدون تلك المباني الشامخة على الجبال وفي  تلك الصخور الصلبة ، والغريب انهم لم يبنوا تلك المباني ليسكن فيها او يستفيدوا حتى منها إنما شيدوها ليظهروا أنهم في غايه الكبر والتبجح وإظهار القوة والبأس للأمم الأخرى لكي لا أحد يقف في طريقهم وأقاموا في حسب ما ورد إلينا بتشييد احد اكبر المدن واعظمها بنياناً، وهي مدينه إرم،  ولكن رغم كل ما  منحهم الله من نعم وأشياء مادية وجسدية ومعنويه، إلا  أنهم جحدوا وتكبروا وكفروا ، واتخذوا لأنفسهم آلهة غير الله عز وجل ، فعبدوا الأصنام وكان له من تلك الأصنام ثلاثة صدى وصمود وهباء  في حسب تفاسير أخرى.


 عاش القوم في الأرض فسادا  فكان إرسال الله تعالى لنبي الى تلك الأمة أمرا مفروغا منه ،فارسل الله عليهم رجلا منهم يعظهم و ينهاهم عما هم فيه من معاصي وشرك وكفر ويذكرهم بأن كل ما هم فيه هو من نعم وخيرات الله وحده وهو القادر على نزعها وأخذها منهم بلمح البصر ، هذا النبي  كان |هود| عليه السلام، أما عن هود فقد قال المؤرخون والمفسرين انه هود بن شالخ بن قينان بن أرفخشد بن سام بن نوح ينتهي نسبه الى شيث بن ادم عليه السلام.

 

نبي الله هود عليه السلام:

نبي الله هود كان معروفا ومشهوراً في قومه وهو منهم وهذا ما نجده مذكوراً  في سوره الشعراء وهود و|الأعراف| و|الأحقاف| حيث ذكر هود عليه السلام  أنه أخو عاد وهو ما يعرف باللغة العربية بالانتماء إلى نفس القبيلة ، النبي هود ذكر في تلك الكتب العهد القديم وتحديدا في النصوص اليهودية القديمة في نفس النسب، إنما باسم عابر الدعوة، نعود إلى نبينا الذي بدأ بالدعوة  الى التوحيد وترك عباده الأصنام  وكحال الأمم الجاحدة قوبل بالرفض والأذى ومع هذا ، بقى هود عليه السلام لين التعامل مع قومه حسن المنطق وحليم الخلق ، أستمر هود في دعوه قومه وترغيبهم في جنه الخلد وترهيبهم تارة أخرى بعذاب الله في الدنيا كما حصل مع قوم نوح قبلهم وبعذاب الأخرى الذي ينتظرهم.........


لكي تكمل الرواية وتتعرف ماذا حصل مع قوم هود  تابعنا عزيزي القارئ في المقال اللاحق حيث سنستعرض أحداث مذهلة وشيقة.

بقلمي حسن فروخ  ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.