‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة نجاح. إظهار كافة الرسائل

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/01/2022 04:26:00 م

المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة
المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
استكمالاً لمقالنا السابق عن " المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة "...

ما هو معنى الهزيمة التي تلقتها "أوبر" في الصين؟

لم تعتد شركة "أوبر" الأمريكية العملاقة على الخروج من أي سوقٍ تدخله، فكيف خرجت من أكبر سوقٍ في العالم بتلك الطريقة؟ 

وكيف انسحبت من المنافسة وكأنها أعلنت استسلامها؟

 فالنسبة التي حصلت عليها لا تعني شيئاً بالنسبة لها.

 وقد أعلنت الكثير من شركات الإعلان سخريتها مما حدث، وأطلقت على شركة "ديدي" لقب قاتل "أوبر".

نتائج الانتصار:

بعد الانتصار الكبير الذي حققته جين على "أوبر"، استطاعت التربّع على عرش| السوق الصيني| كمديرة أكبر شركة نقلٍ تشاركي في البلاد

 ولم تكتفِ بذلك فقط، بل انتقلت إلى| الأسواق العالمية|، حتى أصبحت شركة "ديدي" أكبر شركة نقل تشاركي في العالم من حيث عدد المستخدمين، الذي تجاوز خمسمئة مليون مستخدم، في أربعة آلاف مدينة، في خمس عشرة دولة

 وتجاوزت إيراداتها السنوية إثنين وعشرين مليار دولار، وهذا المبلغ هو ضعف إيرادات "أوبر" تقريباً.

نظرة مستقبلية ثاقبة:

رغم مبالغ الإيرادات الضخمة التي تحصل عليها شركة "ديدي" ومثيلاتها، إلا أن أرباحها تكاد تكون معدومة، ولكنها تطمح إلى تحقيق أرباحٍ طائلة في المستقبل

 فشركة "ديدي" مثلاً، تعمل حالياً على تقنية| القيادة الذاتية| للمركبات، وعند تطبيقها في المستقبل القريب، فإن الشركة ستوفر أجور السائقين المقدرة بالملايين، وتلك الملايين ستتحول إلى أرباح

 كما أن| المستثمرين| يتسابقون للاستثمار في شركات النقل مثل "ديدي"، فهم مؤمنون بالأرباح القادمة.

إلى أين وصلت شركة "ديدي" الآن؟

 بعد التقدم الكبير الذي أحرزته شركة "ديدي" خلال سنواتٍ قليلة، توجهت الشركة إلى البورصة الأمريكية، فطرحت أسهمها بمبلغ 16 دولار للسهم الواحد، فتم تقييم الشركة بقيمة سبعين مليار دولار

 بينما تقييم شركة "أوبر" الأقدم والأكبر، وصل إلى ثمانين مليار، وهذا يعني بأن شركة "ديدي" كانت على وشك الوصول إلى القمة بسرعةٍ قياسية

 ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فمن أين جاءت الطعنة التي هزّت كيان "ديدي"؟

الطعنة القاتلة:

يقول المثل القديم: "طعنة العدو تقتل الجسد، ولكن طعنة الصديق تقتل الروح"

 وهذا ما حدث مع شركة "ديدي"، ففي اليوم التالي لطرح أسهمها في| البورصة| الأمريكية، جاء إلى مقر الشركة في الصين، عددٌ من رجال الأمن، فأوقفوا جميع أعمالها فوراً

 واستدعوا القائمين عليها إلى التحقيق، فالحكومة الصينية كانت ترفض مشاركة الشركات الصينية في البورصة الأمريكية لغايةٍ في نفس يعقوب، لا يعرفها أحد

 وهذا ما أدى إلى انهيار أسعار أسهم "ديدي" إلى سبعة دولارات للسهم الواحد

 فلماذا فعلت الحكومة الصينية ذلك؟ 

علماً أن هناك أكثر من ثلاثين شركة صينية أخرى خاضعة للتحقيق في قضايا مشابهة.

 ما هي غاية الصين من ذلك، وما هي مبرراتها؟

 تلك حكايةٌ أخرى سنتناولها في مقالاتٍ قادمة، 


فتابعونا إن كنتم ترغبون بمعرفة المزيد. 

سليمان أبو طافش 

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/01/2022 04:26:00 م

المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة
المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
 استكمالاً لمقالنا السابق عن " المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة "...

المواجهة الحقيقية الأولى:

حتى عام 2014، سارت الأمور على خير ما يرام مع السيدة "جين" وشركة "ديدي"، حتى ظهر السيد "ترافيس كالانيك" مؤسس شركة "أوبر" للنقل، وأراد شراء شركة "ديدي"

 وهنا وقعت السيدة "جين" وشركاءها في حالةٍ من الرعب، فكانوا أمام خيارين أحلاهما مرّ

 فإما الاستسلام وبيع الحلم إلى شركة "أوبر"، وإما مواجهة الشركة العملاقة بكل إمكاناتها، فكان القرار بالمواجهة.

 شخصنة المواجهة:

 باتخاذ قرار المواجهة، توجب على كلٍّ من الشركتين المتنافستين الاستعداد لصرف الكثير من المبالغ، من أجل استقطاب العملاء والسائقين وتقديم أفضل الخدمات بأقل الأسعار

 ما سيعني الكثير من خفض النفقات والتقشف بسبب قلة الأرباح، ولم يطل الوقت حتى تكبّدت كلا الشركتين حوالي ملياري دولار في هذه المنافسة

 فقرّرت شركة "أوبر" بأن هذه المنافسة بلا طائل، فقام باستدعاء قريبة "جين" وكلفها بإدارة الشركة في| الصين| لكي تتواجه مع قريبتها، لعلها تفهم طريقتها في التفكير وتتفوق عليها.

الخروج من المواجهة:

لم تجد السيدة "جين" سبيلاً للتخلص من تلك المواجهة، إلا باستخدام العلاقات الخاصة، فلجأت إلى شركتي "أبل" و "تيم كوك"

ودعتهما للاستثمار في شركة "ديدي"، فضخت شركة "أبل" وحدها حوالي مليار دولار في استثمارها الجديد

 كما تدخلت شركات صينية كبرى مثل "سوفت بانك"، و"تينسينت" و"|علي بابا|"، ما جعل شركة "أوبر" تعيد حساباتها

 فالأمر لم يعد مجدياً بالنسبة لها، خاصةً أن شركة "أوبر" كانت تستخدم بطاقات الاتمان للدفع

 بينما الطريقة الشائعة للدفع في الصين هي باستخدام أحد تطبيقات| الهاتف النقّال|، وهو تابع لشركة "تينسينت" المستثمرة في شركة "ديدي".

حسم المواجهة:

اقترفت شركة "أوبر" بعض الأخطاء أثناء منافستها لشركة "ديدي" الصينية، من أهمها أنها خاضت المواجهة مع شركةٍ صينيةٍ على أراضٍ صينية، وأنها لم تدرس طبيعة السوق والعلاقات التجارية الصينية بشكلٍ وافٍ

 كما أنها اعتمدت على| تطبيق خرائط غوغل |وهو ضعيف جداً في الصين

 بينما استخدمت شركة "ديدي" تطبيق "بايدو" الصيني، عداك عن خطأ "أوبر" بأنها لم تدرك نظام عمل السائقين في الصين حيث يجب الحصول على ترخيص خاص للعمل في النقل من قبل السائقين

 فاعتمدت على سائقين عاديين، ما حمّلها المزيد من التكاليف كغرامات ومخالفات.

قبل دخول "جين" المشفى:

قبل أن تنتهي المواجهة بين الشركتين، وفي منتصف عام 2016، أدركت "جين " بأن الأمور تسير لصالح شركتها

 ولكن الوقت ليس في صالحها، فأرادت استباق الأحداث، وذهبت إلى "ترافيس" صاحب شركة "أوبر" وعرضت عليه أن تعطيه 13% من شركتها مقابل أن ينسحب من الصين

 فوافق "ترافيس" على عرضها، وخرج من الصين

 ومع أن الكثيرين لن يعتبروا ما حدث هزيمةً لشريكة "أوبر"، إلا أن المختصين يدركون بأن ما حدث هو هزيمةٌ كبيرة، يصل إلى حد القتل.


اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/01/2022 04:26:00 م

المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة
المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
في عام 2016، كانت السيدة "جين ليو" مستلقيةً على سريرها في إحدى غرف المستشفيات الصينية، تصارع المرض، مستذكرةً ماضيها الحافل بالمغامرات والصدامات مع مختلف الشركات الأجنبية

 فتذكّرت انتصارها الأخير على أكبر شركة نقل تشاركي في العالم (شركة أوبر الأمريكية)، خلال أشهرٍ قليلة

 حيث استطاعت إخراج تلك الشركة من سوق المنافسة الصيني، فمن هي هذه السيدة، وكيف فعلت ذلك؟

 وإلى أين أوصلها ما فعلته؟

 لنتابع ذلك معاً.  

من هي "جين ليو"؟

هي الابنة الوحيدة للسيد " ليو شوانزي " مؤسس وصاحب شركة " لينوفو" الصينية، التي تعتبر اليوم من أشهر شركات صناعة الحواسيب الشخصية والمكتبية، ولمّا كنت جين ابنته الوحيدة

 فقد غرس فيها حبّه للتكنولوجيا، فأكملت جين دراستها الجامعية في جامعة بكين وتخصّصت بعلوم الحاسوب

 وما أن أنهت دراستها الجامعية، حتى سافرت إلى| الولايات المتحدة الأمريكية|، لتحصل على شهادة الماجستير من جامعة هارفرد، ثم عادت إلى الصين

 وعملت في بنك "جولدمان سكس" كمهندسة معلوماتية

 فكان مدربها خلال فترة تدريبها في البنك السيد "مارتن لو" الذي سيكون له شأن آخر في حياة "جين" فيما بعد.

انطلاقة نشطة:

عملت "جين" في ذلك البنك لمدة اثني عشر عاماً، وتدرّجت في الوظائف حتى أصبحت مدير العمليات في البنك

 وخلال تلك الفترة الطويلة، استطاعت الاحتكاك بعددٍ كبيرٍ جداً من الشركات المتعاملة مع البنك

 فعرفت الكثير من |قصص النجاح |والفشل لتلك الشركات، ما أكسبها خبرةً كبيرة

 فوضعت يدها على أهم مفاتيح النجاح لأية شركةٍ صاعدة، وفي أحد الأيام، وأثناء انتظارها لسيّارة أجرة تُقلّها مع أبنائها

 تذكّرت أحد |الإعلانات| لتطبيق يسمى "ديدي"، يسمح بطلب سيارات الأجرة عبر الهاتف، فطلبت السيارة وانطلقت. 

انتقال جين إلى شركة "ديدي":

ما أن ركبت "جين" سيارة الأجرة حتى بدأت تفكّر بمستقبل مثل هذا |التطبيق| وأرباحه المحتملة، فقرّرت الذهاب إلى صاحب شركة "ديدي" والاستثمار معه في شركته

 فذهبت إليه وتناقشت معه حول الإمكانات التي تستطيع تزويد شركته بها، والآفاق التي يمكنها فتحها أمام شركته

 فانبهر الرجل بكل ما عرضته عليه، ووجد أمامه الجزء المكمّل لشخصيته، فأدرك بأنه أمام فرصةٍ ذهبيةٍ قد ترتقي به إلى أعلى درجات النجاح

 فقبل عرضها، وعيّنها في منصب مدير التشغيل في شركته.

خطوات جديدة في مسيرة الصعود:

أول خطوةٍ قامت بها "جين" بعد توليها منصب مدير التشغيل في شركة "ديدي"، هي التخلص من المنافسين، وعندما كان المنافس الوحيد لها هو شركة "كوايدي"، فقد قررت أن تشتريها

 ولكن ذلك لم يكن سهلاً، فيجب إقناع صاحبها بالبيع، ويجب تأمين الثمن، ولفعل ذلك تواصلت " جين" مع السيد "مارتن لو" الذي تولّى تدريبها في البنك قبل سنواتٍ طويلة

 وكان حينها قد أصبح رئيس شركة "تينسينت" عملاق| التكنولوجيا |في| الصين|، فدخلت شركة " تينسينت " كمستثمرٍ في شركة "ديدي"، واشترت شركة "كوايدي"

ما سمح لشركة "ديدي" بالسيطرة على أكثر من تسعين بالمئة من السوق الصيني.

 اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/29/2022 12:26:00 م
أثبتت جدارتها في سوق العمل، فلكل نجاح قصة عظيمة - دارين عباس
أثبتت جدارتها في سوق العمل
تصميم الصورة: ريم أبو فخر

لكل نجاح قصّة عظيمة ، ولكلّ حكاية كواليس، تخفي فيها كل الآلام ،والضغوطات ، لتنهض من خلالها، بعمل ناجح، ومبهر، يميّزك ،

وهذا ما جاءت به شركة أوبر التي قلبت الموازين ، وأثبتت جدارتها في |سوق العمل|، وخاصّة في سوق النقل.

- شركة أوبر

لقد أحدثت شركة أوبر ضجّة كبيرة، في نجاحها، وأصبح لها صدى ملحوظ ، أحدثت ثورة في عالم النقل، والمواصلات، من خلال تقديم خدمات مميزة، لنقل الركّاب. 

والتي مقرّها في سان فرانسيسكو في أمريكا، وهي من أكثر الشركات نموّاً وتقدّماً في العالم، حيث تصل قيمة الشركة  الآن إلى نحو 61  مليار دولار وتوزّعت خدماتها إلى أكثر من 66 دولة حول العالم ، وبلغ عدد الموظفين في شركة أوبر نحو 12 ألف موظف ، وفي عام 2011 انضمّ إليها |رجل أعمال| مهم وتوسّعت الشّركة في هذا العام، وأصبحت تضمّ 30 ألف سائق فيها.

وفي عام 2009 انتشر تطبيق أوبر وهو من أحد التطبيقات التي أطلقته الشّركة ، ويتم من خلاله طلب التاكسي عبر البرنامج من خلال الاتصال بالانترنت، فهذه السيارات تقودك إلى كل الأماكن التي تريدها، مع توفّر الأمان التّام لأنّ جميع السيّارات مراقبة من خلال الشّركة بجميع خطواتها.

- فكرة إنشاء تطبيق أوبر

جاءت فكرة إنشاء تطبيق أوبر من خلال ملهمين أحدهما كان أمريكي والآخر كندي وسبب هذا المشروع  هو أنّهم كانوا عائدين من السّفر ، واستغرق انتظارهم وقتاً طويلاً لوصول تاكسي للمكان، وهذا ما جعلهم يفكّرون بمشروع يساعد في التّخلّص من هذا العبئ ، عبئ الانتظار واستغراق الوقت. فبعدها قرّرو إنشاء تطبيق أوبر مع وضع جميع السياسات الخاصّة بهذا المشروع لتسهيل عميلات نقل الركّاب وذلك بمساعدة  مهندسين مختصين.

- بداية عمل تطبيق أوبر

حيث بدأ العمل بهذا التطبيق من خلال 3 سيارات، تجول كلّ الأماكن في جميع أنحاء الولاية ، وبعدها انتشر في أمريكا أجمع، وبدأ يتوسّع بشكل أكبر من قبل مستخدميه.

وبعد عام 2012 بدأ التطبيق بالانتشار عالميّاً، وانتشر إلى أكثر من 50 دولة  و300 مدينة حول العالم، واستطاعت من خلالها القضاء على البطالة في كثير من البلدان.

وإضافة لذلك، عملت على استغلال الوقت وتوفيره وخاصّة على النّاس التي كانت تستغرق وقتاً طويلاً بانتظار السيّارة، ولها فضل كبير في الوصول حيث بعد مرور دقائق من طلبك، تصل السيارة إلى المكان المطلوب بسرعة ، وذلك عبر طلب السيارة من خلال الرسائل، أو الانترنت عبر البرنامج.

- خدمات أوبر المتنوعة

أوبر للتّوصيل الشخصي، كانت في عام 2014  يتمّ من خلالها مشاركة أكثر من زبون يقصد ذات المكان ، وبعد مرور سنة في عام 2015 بدأت خدمة التوصيل للطّعام من خلال عدّة مطاعم.

ولكن ما زالت أوبر تعاني من مشاكل للآن بسبب محاربة سائقي سيارات الأجرةلهذا التطبيق، حيث أدّى نشاط أوبر الكبير إلى إقلاع الكثير من أصحاب السيارات عن العمل،

فشركة أوبر كانت تعمل بشكل منظّم ودقيق، بالاضافة الى اعتمادها على |التكنولوجيا| و|الانترنت| ، وتتمتّع بالسرعة، وكانت تتمتع بالأمان الكلي ، لأنّها مراقبة  من بداية الطريق للحظة الوصول.

بقلمي: دارين عباس


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/26/2022 09:19:00 م

حكاية "جاك ما " مع "علي بابا " ولصوص الأفكار
 حكاية "جاك ما " مع "علي بابا " ولصوص الأفكار 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
استكمالاً لما كنا نتكلم عنه في المقال السابق عن "  حكاية "جاك ما " مع "علي بابا " ولصوص الأفكار " ....

لنتابع معاً ..

حربٌ جديدةٌ تقرع طبولها:

في عام 2002 كان "جاك" يعيش أفضل مراحل نجاحاته، ولكن عملاق المزايدات العالمية شركة "ebay"، المتحكّمة ب 147 مليون مستخدم حول العالم، قرّرت دخول السوق الصينية، وهذا ما أصبح الكابوس المرعب لجاك ما

 فسرعان ما سيطرت على 90% من السوق الصينية، وهذا يعني بأن جاك سيخسر جميع عملائه بعد وقتٍ قصير.


مواجهة الواقع أمرٌ لا بد منه:

لم يستطع "جاك ما" أن يرى أحلامه تتداعي، فجمع بعض موظفيه وكلّفهم بمهمةٍ سرية، بأن يقدّموا استقالاتهم من شركة علي بابا، ويجتمعوا في الشقة الصغيرة التي انطلقت منها الشركة، دون أن يعرف أحدٌ بذلك

 وهناك سيقومون بإنشاء موقعٍ جديدٍ اسمه "تاو باو" أي "البحث عن الكنوز"، وبأن ذلك الموقع سيقوم بنفس العمل الذي تقوم به شركة "إي باي".


الثقة العمياء تصنع المستقبل:

وافق الموظفون على خطة "جاك" بسبب ثقتهم الكبيرة به، وأطلقوا موقع "تاو باو" بعد أسابيع قليلة، ولكنّه لم يحقق أية نتائج

 فطلب جاك من موظفيه أن يشتروا كل ما يُعرض على موقعهم الجديد، وأن يعفوا البائعين من دفع أية رسومٍ لمدة ثلاث سنوات

 وعندما فعلوا ذلك، فرح البائعون بما حققوه، فبدأوا يتحدثون عن ذلك| الموقع|، وعن المبيعات السريعة التي يحققها

 وفجأةً أصبح ذلك الموقع حديث الصحف فانطلق نحو النجاح بسرعة.


 جاك ما يربح الحرب:

بعد الحيلة المبتكرة التي استخدمها "جاك ما" باستخدام موقع "تاو باو"، لم تستطع شركة "إي باي" منافسته، فانخفضت حصتها من السوق الصينية إلى 7% فقط

 بينما عادت شركة| علي بابا| تستحوذ على أكثر من 70% منه

وهنا تجدر الإشارة إلى أهم ما فعله "جاك" في حربه ضد شركة "|إي باي|" العالمية.


أسلحة "جاك ما" السرية:

رفع "جاك ما" جميع الرسوم التي تفرضها شركة "إي باي" عن البائعين، ولكن هذا لم يكن السبب الوحيد لنجاحه، فتصميم موقع "تاو باو" كان منسجماً تماماً مع الثقافة الصينية من حيث الألوان والأشكال

 وبما أن مخدّمات شركة "إي باي" كانت خارج |الصين|، فإن موقعها كان بطيئاً مقارنةً بموقع "تاو باو"، وكذلك اعتمد "جاك" على جهل معظم الصينين بالإنترنت وتطبيقاتها

 فوضع إعلاناته ضمن المسلسلات الصينية الأكثر مشاهدةً، بينما اعتمدت "إي باي" على الإعلان عبر |الانترنت| فقط.


إضافةً لكل ما سبق، فقد ابتكر "جاك ما" نظاماً للدفع الالكتروني الفوري، ما سهّل إجراءات الدفع بين العملاء، وهذا لم يكن متوفراً لدى شركة "إي باي"

 كما أنشأ "جاك" لجنةً متخصصةً بفض النزاعات بين العملاء

 وهذا اكسبه المزيد من الثقة بين| العملاء|، ومع تدخل شركة "ياهو" باستثمارها مليار دولار في شركة علي بابا، لم يعد بمقدور "إي باي" الاستمرار بالمنافسة، فانسحبت من| الصين| سنة 2006.


هذه كانت |قصة نجاح |موظفٍ بسيطٍ أصبح بأفكاره وأخلاقه وعلاقاته أحد أشهر |رجال الأعمال| وأثراهم

 فهل أعجبتك حكايته؟ 

ننتظر ردك.

سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/26/2022 09:19:00 م

حكاية "جاك ما " مع "علي بابا " ولصوص الأفكار
 حكاية "جاك ما " مع "علي بابا " ولصوص الأفكار 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
استكمالاً لما كنا نتكلم عنه في المقال السابق عن "  حكاية "جاك ما " مع "علي بابا " ولصوص الأفكار " ....

لنتابع معاً ..


 الوسيلة السحرية للإعلانات:

بعد أن أرشده صديقه إلى خطوات البحث عبر |الإنترنت|، قام "جاك" ببعض عمليات البحث باللغة الإنكليزية، فأبهرته النتائج التي وصل إليها

ولكنه صُدم عندما حاول البحث باللغة الصينية ولم يجد شيئاً..

 وهنا أرشده صديقه إلى إمكانية إنشاء صفحةٍ على الإنترنت كإعلانٍ عن شركته

 وبالفعل تعاون الصديقان فأنشأا الصفحة، وبعد عدة ساعاتٍ فقط بدأت تصله المكالمات التي تطلب خدماته.


أولى خطوات النجاح:

انبهر "جاك" من القدرات العجيبة التي تمتلكها |شبكة الإنترنت|، وشعر بأنه سيحصل على فرصةٍ ذهبيةٍ باستخدام هذه الوسيلة السحرية، وبعد تفكيرٍ طويل، قرّر أن يُنشئ دليلاً للشركات الصينية

 بحيث تستطيع كل شركةٍ أن تعلن عن نفسها وعن خدماتها عبر الإنترنت، من خلال صفحةٍ سينشئها بنفسه.


عندما يبتسم الحظ:

لم تلاقِ فكرة "جاك" ترحيباً بين الصينيين، فهم أصلاً لا يعرفون الكثير عن الإنترنت، وقد اتهمه بعضهم بالنصب والاحتيال

 ولكنه استطاع اقناع أحد الفنادق بالإعلان عن نفسه عبر صفحته

 ومرةً أخرى يسعفه الحظ، فينعقد مؤتمرٌ كبيرٌ في مدينه "هانزو"، ويصل الكثير من الأجانب إلى المدينة، وعند بحثهم عبر الإنترنت عن فندقٍ يقيمون فيه، لم يجدوا سوى الفندق المعلن في صفحة "جاك ما".


سرقة أفكار "جاك ما":

مع امتلاء الفندق بالزبائن الأجانب، أدرك رجال الأعمال الصينين أهمية فكرة "جاك"، فكثر المنافسون له، ومع امتلاكهم للكثير من الأموال، استطاعوا إقصاء "جاك" عن ساحة المنافسة

 فبدأ يبحث عن فكرة مشروعٍ جديد، وسرعان ما توصّل إلى فكرةٍ جديدة

 وعندما احتاج إلى الموظفين لإطلاق مشروعه الجديد، لم يجد صعوبةً في استعادة موظّفيه القدامى الذين أحبوا العمل معه رغم إدراكهم بأن أجورهم لن تكون كما يرغبون في البداية، ولكنهم آمنوا بقدرة "جاك" على تعويضهم عن ذلك بسرعة.


إطلاق المشروع الجديد:

اجتمع سبعة عشر موظفاً في شقةٍ صغيرة، بدأت منها |شركة |"جاك ما" الجديدة، ليستمعوا إلى خطاب "جاك" المصوّر، وكانت خطة "جاك" أن تصبح شركته عالميةً وأن تنافس كبرى الشركات الأمريكية

 ولكنه لم يمتلك أية أموالٍ للبدء بالعمل، فعرض على الموظفين أن يجمعوا كل ما لديهم لكي يكونوا شركاء في الشركة، فوافق الموظفون وتمكنّوا من جمع ستين ألف دولار.


ظهور شركة علي بابا السرية:

لم يكن المبلغ المجموع كبيراً، ولكنه كان كافياً للانطلاق، وبعد أن نال "جاك" صدمةً حين خسر مشروعه السابق بسبب المنافسين، فقد طلب من جميع الموظفين أن يتكتّموا على شركتهم ويُبقوا عملهم طي السريّة

 أمّا عن اسم الشركة، فقد كان جاهزاً في مخيّلته منذ زمنٍ بعيد، وقد أخذه من الروايات التي قرأها في الماضي، وهو اسم "علي بابا"، وذلك لأن هذا الاسم كان معروفاً جداً بين الناس في مختلف أنحاء العالم.


كسب الإعلان المجاني وتمويل المستثمرين:

بدأت |الصحف |المحلية تتحدث عن الشركة السرّية الجديدة وما تخبّئه، بعد أن قام "جاك" بتسريب بعض| الأخبار| الغامضة عن شركته بهدف إثارة الناس وتشويقهم لما سيقدمه لهم

وما أن أعلن "جاك" عن شركته وعملها حتى عادت الصحف إلى الكتابة عنها، فحصل "جاك" بذلك على |دعايةٍ| مجانيةٍ لشركته، وسرعان ما تشجّع المستثمرون المحليون على مشاركته.


  شركة علي بابا تصل إلى المستثمرين المحليين والأمريكيين:

وصل خبر شركة "جاك ما" إلى أحد أكبر بنوك| الولايات المتحدة|، فاستثمر معه خمسة ملاين دولار، كما جذبت اهتمام "ماسا يوشي سن" مؤسس شركة "سوفت بنك"، الذي التقى مع "جاك ما" وأُعجب بأفكاره، فاستثمر معه عشرين مليون دولار

ومع بداية عام 2000، حدثت المشكلة الاقتصادية المعروفة بفقاعة |دوت كوم|، فبدأت الشركات الأمريكية العاملة في مجال الإنترنت بالانهيار.


اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/26/2022 09:19:00 م

حكاية "جاك ما " مع "علي بابا " ولصوص الأفكار
 حكاية "جاك ما " مع "علي بابا " ولصوص الأفكار 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
عندما انطلقت ثورة |الإنترنت| في العقد الأخير من القرن العشرين، وعندما كانت شركة ياهو أحد العمالقة المسيطرين على الإنترنت، ذهب التايواني "جوري يانغ" وهو أحد مؤسسيها في إجازة إلى الصين

 وعندما علمت به وزارة السياحة الصينية، عيّنت له مرشداً سياحياً خاصاً، فكان "جاك ما" هو ذلك المرشد

 ولمن لا يعرف "جاك ما" فهو اليوم أحد أثرياء العالم وصاحب شركة "علي بابا" الشهيرة

 فما هي حكاية هذا الموظف البسيط الذي أصبح أحد أسياد المال في العالم؟ 

لنكتشف ذلك معاً.


مرحلة الطفولة المبكرة:

نشأ "جاك ما" كطفلٍ صيني مضطهد، فقد كان جسده الصغير يعرّضه للتنّمر والضرب من أقرانه، ولم يكن ناجحاً في دراسته، بل كان شغوفاً بقراءة القصص والروايات

 وكان حلمه أن يُتقن اللغة الإنكليزية، فقد آمن بأن اتقان اللغة الإنكليزية سيفتح له أبواب النجاح في المستقبل، ولكنّه لم يجد وسيلةً لتعلم |اللغة الإنكليزية |إلا عن طريق المذياع

ولكن الحظ أسعفه بعد زيارة الرئيس الأمريكي "نيكسون" إلى الصين وفتح العلاقات بين البلدين.


 عمل جاك ما كمرشدٍ سياحي:

فتحت الصين أبوابها للسيّاح الأجانب بعد زيارة "نيكسون"، فوجد "جاك" فرصةً لتعلم اللغة الإنكليزية عبر احتكاكه المباشر بالسّياح وتحدّثه إليهم، ثم أصبح يعمل معهم كمرشدٍ سياحيٍّ مقابل إعطائهم له بعض الدروس في اللغة الإنكليزي

 وقد حصل على اسم "جاك ما" من قبل إحدى السائحات التي لم تستطع لفظ اسمه الحقيقي.


حروب "جاك" مع الفشل:

 بعد فشل "جاك" دراسياً ترك المدرسة، وحاول دخول سوق العمل، ولكنه انتقل من فشلٍ إلى آخر، حتى استطاع أخيراً أن يعمل في خدمة توصيل المجلّات على درّاجته الهوائية

 وقد استمرّ في ذلك العمل لبعض الوقت، ولكن حبّه لقراءة الروايات جعله يقرأ روايةً عن شخصٍ يشبهه في معاناته وكفاحه، فاستلهم منه إصراره على النجاح، وقرّر العودة إلى المدرسة

 وبعد عدة محاولاتٍ فاشلة استطاع النجاح في الثانوية العامة، ودخل قسم اللغة الإنكليزية في أحد المعاهد.


انطلاقة نشطة:

أظهر "جاك" تفوقاً ملفتاً في ذلك المعهد الذي وظّفه بعد تخرّجه كمدرسٍ لديه، فاستمر "جاك" في ذلك العمل لمدة خمس سنواتٍ لقاء اثني عشر دولاراً شهرياً

 ولكنّه كان يُعطي دروساً خاصةً في اللغة الإنكليزية لبعض رجال الأعمال والموظفين الحكوميين الذين يحتاجون إلى السفر خارج الصين

وهذا ما دفعه في سنة 1994 إلى ترك مهنة التدريس وفتح شركةٍ خاصةٍ بالترجمة، وسرعان ما أصبح مشهوراً كمترجمٍ في مدينة "هانزو".


الصداقات القديمة تساعد كثيراً:

أصبحت بعض المؤسسات الحكومية تتعامل معه كمترجم، وقد ساعده على ذلك معرفته المسبقة برجال الأعمال والموظفين الذين أعطاهم دروساً في اللغة الإنكليزية، فتوسّعت علاقاته وازدهرت أعماله

إلى أن وقع خلافٌ بين بلديّة "هانزو" وأحد المستثمرين الأمريكيين إثر تأخّره في تنفيذ أحد المشاريع المتفق عليها، فاحتاجت البلدية إلى "جاك" كمترجمٍ للتواصل مع ذلك المستثمر.


زيارة صديقٍ قديمٍ تغير حياة "جاك ما":

تطوّر دور "جاك" في المحادثات بين البلدية والمستثمر الأمريكي، فأصبح الوسيط الرسمي بينهما، ولذلك فقد سافر إلى| الولايات المتحدة|، ودخل مع المستثمر في حواراتٍ طويلةٍ وشاقة

 وما أن أنهى عمله مع المستثمر حتى انتقل إلى مدينة سياتل لزيارة أحد أصدقائه، فتعرّف هناك على جهاز الحاسوب الشخصي، كما تعرّف على الإنترنت لأول مرة، فوجود الحاسب والانترنت في| الصين |كان وقتها ضعيفاً جداً.

اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/20/2022 05:17:00 م

كيف انتفضت شركة رولز رويس بعد إفلاسها؟
كيف انتفضت شركة رولز رويس بعد إفلاسها؟ 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
في فترة |الحرب العالمية| الثانية، ازدهرت صناعة |الطائرات |الحربية

ولكن انتهاء الحرب وضع شركات صناعة الطائرات الحربية أمام تحدٍ جديد، فلكي تستطيع الاستمرار عليها أن تواكب التغيرات الجديدة، بأن تتحوَل إلى صناعة الطائرات المدنية بأنواعها المختلفة

 كطائرات نقل الركاب وطائرات شحن البضائع وطائرات الرصد الجوي وغيرها
ولكن تكلفة هذا التحول كانت مرتفعة، فانعكس ذلك على سعر تذاكر الطائرات، فكان السفر بالطائرة حكراً على فئاتٍ قليلة من الناس.

ظهور الطائرات العملاقة:

في إحدى محاولات شركات صناعة الطائرات لتقليل سعر التذاكر، بدأت بتصميم وتصنيع طائراتٍ بحجومٍ أكبر، وبسرعاتٍ أعلى، وتستطيع الوصول لمسافاتٍ أبعد

 ومن أبرز الشركات التي نهجت هذا المنحى كانت الشركات الأمريكية، وفي مقدمتها شركات |بوينغ|، وماكدونال دوغلاس، ولوكهيد مارتن

 ومن الجدير بالذكر أن تلك الشركات كانت تصمم وتصنع الطائرات باستثناء المحركات، لأن صناعة المحركات معقدةٌ جداّ.

أشهر شركات صناعة لمحركات:

كانت شركات صناعة الطائرات تستعين بشركاتٍ أخرى متخصصة في صناعة| المحركات|، ومن أشهر تلك الشركات، كانت شركة جنرال إلكتريك، وشركة براتون ويتني الأمريكيتين

 أما في| بريطانيا |فقد برزت شركة |رولز رويس|، وكانت تلك الشركات تتنافس فيما بيتها للحصول على أفضل العقود مع شركات صناعة الطائرات.

المحرك المعجزة!

عندما فشلت شركة رولز رويس بتلبية طلب شركة بوينغ بخصوص محركٍ خاصٍّ بطائرتها العملاقة بوينغ 747، أصرّت على الاستمرار في هذا العمل حتى صمّمت في ستينيات القرن العشرين محركاً مميزاً

 فكان يتمتع بقدرته العالية، وبوزنه الخفيف لأنه استخدم مادة الكربون فايبر في صناعة الشفرات، وبكونه يستطيع توفير الوقود، وبالتالي توفير المال، ويمدُّ الطائرة بقوة دفعٍ كبيرة.

وقائعٌ تنبئ بمستقبلٍ جيد:

بالتزامن مع عمل رولز رويس على محركها الجديد، بدأت دول أوروبا تتعاون مع بعضها على انتاج| طائرة إيرباص |العملاقة، ومن الطبيعي أن تلك الطائرة بحاجةٍ إلى محرّكٍ مميز

ومن الطبيعي أن تكون شركة رولز رويس هي المرشّح الأول لتصنيع ذلك المحرّك، فبريطانيا من مؤسسي تلك الفكرة

 ولكن ذلك يعني أن الشركة كانت بحاجةٍ إلى أموالٍ طائلةٍ لإنتاج ذلك المحرّك، إلى جانب المحرّك السابق الذي بدأت فعلاً بالعمل على صنعه.

اتفاقات وآفاقٌ جديدة:

في عام 1968، احتدمت المنافسة بين شركات صناعة الطائرات الأمريكية فأنتجت شركة لوكهيد طائرتها العملاقة "ترايستار"

 وأنتجت شركة ماكدونال دوغلاس طائرة "دي سي 10"

 أما شركة بوينغ فكانت قد صنعت طائرة بوينغ 747، وكل طائرةٍ من تلك الطائرات كانت بحاجةٍ إلى عددٍ من المحركات الجبارة

فاتفقت شركة رولز رويس على تزويد شركة لوكهيد بمئةٍ وخمسين محرك، وذلك قبل خريف سنة 1971.

مفاجآتٌ ليست بالحسبان:

وافقت شركة رولز رويس على تحديد سعرٍ ثابتٍ لأول ستمئة محركٍ ستقدمها لشركة لوكهيد

 وبدأت بالعمل على انتاج المحركات المتفق عليها مع شركة لوكهيد، ولكن الكثير من المفاجآت حدثت خلال عدة أشهرٍ فقط

 فقد اكتشفت شركة رولز رويس أن تصنيع المحرّك يحتاج إلى آلاتٍ لا تتوفر لديها، فاشتكت أنه لا يتطابق مع المواصفات الموضوعة في التصميم، فوزنه أكبر من المخطط له، وقوته أقلُّ مما يجب، أما استهلاكه للوقود فهو أكثر من المتوقع.


اقرأ المزيد ...

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/20/2022 05:17:00 م

كيف انتفضت شركة رولز رويس بعد إفلاسها؟
كيف انتفضت شركة رولز رويس بعد إفلاسها؟ 
تصميم الصورة ريم أبو فخر
استكمالاً للجزء السابق عن قصة نجاح  شركة رولز رايس وكيف انتفضت بعد إفلاسها؟؟؟

لم تكن المفاجآت سابقة الذكر كلَّ شيء، فقد تبين أيضاً بأن المحرك يعاني من تسريبٍ للزيت، ولكن المشكلة الأكبر حدثت عندما أجرت الشركة اختباراتها على المحرك

فأحد الاختبارات يقتضي ألا يتأثر| المحرك| في حال دخل أو اصطدام أحد الطيور بشفراته

 ولكن أول طائرٍ تمَّ قذفه في المحرّك أثناء تجربته أدى إلى انهياره تماماً.

المصائب لا تأتي فرادى:

كانت| رولز رويس| تستخدم مادة الكربون فايبر لصناعة شفرات المحرّك، وعندما فشل محركها في اجتياز اختبار الطيور

 قررت استخدام شفراتٍ مصنوعةٍ من التيتانيوم، ولكن ذلك تطلب المزيد من الوقت لإجراء الدراسات والتعديلات اللازمة

 وبالتالي تطلب المزيد من الأموال، وما جعل الأمور أصعب على شركة رولز رويس، هو وفاة كبير مهندسيها في ذلك الوقت، ثم انسحاب |بريطانيا |من اتفاقية تصنيع| طائرات إيرباص| الأوروبية.

رولز رويس تتجه إلى الإفلاس:

بعد انسحاب بريطانيا من مشروع طائرة إيرباص، أصبحت جميع الأموال التي صرفتها شركة رولز رويس على دراسة وتصميم محركات تلك الطائرة ذاهبةً مع الريح

 فتبخّرت جميع آمال الشركة بتعويض خسائرها، وصارت على حافة هاوية الانهيار وكادت أن تعلن إفلاسها.

الحكومة البريطانية تؤمم شركة رولز رويس:

في شهر فبراير 1971، أعلنت شركة رولز رويس إفلاسها، رغم جميع محاولات الحكومة البريطانية لإنعاشها ومساعدتها، فتوجب على الحكومة ان تتدخّل بشكلٍ أكبر

 فوضعت يدها على الشركة وأعلنت تأميمها لمنع الدائنين الأجانب من السيطرة على تلك الشركة الحيوية، وذلك لأن تلك الشركة هي أهمُّ شركةٍ لصنع |الأسلحة| البريطانية، ما جعل القضية تتحوّل إلى قضية أمنٍ قومي.

إجراءات الحكومة الاسعافية:

قامت الحكومة البريطانية بعدة خطواتٍ هامة، فأنشأت شركة جديدة باسم رولز رويس أيضاً

 وراحت الشركة الجديدة تشتري جميع أصول الشركة القديمة، ولكنها باعت أقسام الشركة المربحة

 فشركة رولز رويس كانت تصنع الكثير من المنتجات، مثل |السيارات |ومحركات الطائرات الصغيرة و|السفن| و|الغواصات| أيضاً

وقد أصبحت سيارات رولز رويس الشهيرة ملكاً لشركة |بي إم دبليو| الألمانية منذ عام 2002 بعد صراعٍ شديدٍ مع شركة |فولكس فاغن|.

الخبرات القديمة تنقذ شركة رولز رويس:

ألغت الحكومة البريطانية مشروع صناعة المحرك الذي اتفقت شركة رولز رويس على تصنيعه لصالح شركة لوكهيد، ولكن رئيس الشركة كان قد استقدم أحد المهندسين القدماء والبارزين للاستعانة به

 وهو بدوره استعان ببعض كبار المهندسين الذين عملوا مع |هنري رويس| مؤسس الشركة، كما استقدم أفضل المهندسين من جميع أقسام الشركة

 فصنع بذلك فريق عملٍ مميزٍ ومتكاملٍ نجح بإنقاذ الشركة وحلّ مشاكل المحرّك المستعصية. 

إحياء صفقة ترايستار:

عندما رأت الحكومة البريطانية نجاح المحرك الجديد، الذي أصبحت مواصفاته أفضل مما كان مخططاً له، أرادت أن تعيد إحياء الصفقة القديمة مع شركة لوكهيد

 ولم يكن أمام شركة لوكهيد سوى الموافقة على الاتفاق الجديد لأنها كانت قد صرفت كثيراً على انتاج الطائرات

 وكانت على وشك الإفلاس إن لم تقبل بالعرض الذي قدمته لها الحكومة البريطانية، لأن الاتفاق مع شركةٍ أخرى على تزويدها بالمحركات سيعني الكثير من الوقت والمال المهدور، وذلك ما لا تمتلكه تلك الشركة.


وهكذا أصبح المحرك الذي تسبب بأزمة رولز رويس وساقها إلى الإفلاس

 هو نفسه من أنقذها وأعاد لها سمعتها، حتى أصبحت اليوم ثاني أكبر شركة لصناعة المحركات في العالم بعد شركة |جنيرال موتورز| الأمريكية

فإذا أعجبك المقال فشاركه مع الآخرين.

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/19/2022 06:58:00 م

كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟
كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟ 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
تمرُّ الشركات بمراحل مختلفةٍ خلال مسيرتها، فأحياناً نجدها في حالة نموٍ وازدهار، وأحياناً تميل إلى التخبّط وتوشك على الانهيار

 وفي بعض الحالات يتوقف مصير شركةٍ ما على شخصٍ واحد، أو على قرارٍ واحد

 وقد تكون خطوةٌ واحدةٌ هي ما تفصل بين نجاح الشركة وفشلها، أو بين استمرارها وانهيارها

ولكن كيف يمكن لشخصٍ واحدٍ أن يشكّل فرقاً كبيراً في مسيرة شركةٍ عملاقةٍ ذات ماضٍ عريقٍ مثل شركة| فورد|؟

لمحةٌ تاريخيةٌ موجزة:

تعتبر شركة فورد الأمريكية لصناعة| السيارات |من أقدم الشركات في العالم ضمن هذا المجال 

فقد نشأت منذ أكثر من مئةٍ وعشرين سنةً، وقد كان لها فضلٌ كبيرٌ في انتشار صناعة السيارات وانخفاض أسعارها، فأصبحت في متناول شريحةٍ واسعةٍ من الناس بعد أن كانت حكراً على علية القوم

 وقد عانت كثيراً خلال مسيرتها ولكنها لا زالت مستمرةً حتى الآن.

مشاكل وإنجازات شركة فورد:

عاصرت شركة فورد الحربين العالميتين، ومرّت ببعض فترات الركود، ولكنها استطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات

 غير أنها عانت طويلاً من نفس المشكلة، فقد تميّزت بأنها بعد كلِّ إنجازٍ تصنعه، تمرُّ بمرحلةٍ من الركو

حيث تعيش على أمجاد ذلك الإنجاز إلى أن يصل منافسوها إلى ما وصلت إليه، وقبل أن يتمكنوا من سبقها كانت تنهض وتصنع شيئاً جديداً لتعود إلى موقعها المتقدم.

مسيرة سلسة لمدة قرنٍ من الزمن:

سارت شركة فورد على نفس الخطى والخطط التي وضعها مؤسسها "|هنري فورد|" تقريباً إلى ما يقرب من مئة سنة

وقد بلغت أفضل حالاتها في العقد الأخير من القرن العشرين، فقد كانت مبيعاتها هي الأعلى بين منافسيها، وكانت أسعار |النفط |معقولةً جداً، وحتى أن الاقتصاد الأمريكي كان في أفضل أوقاته، ولكن العام 1997 كان يخبئ لشركة فورد بعض المفاجآت.

بداية مشاكل شركة فورد:

منذ مطلع عام 1997، بدأت الشركات الآسيوية وخاصةً اليابانية، تقيم مصانعاً لها في الأراضي الأمريكية لتوفير مصاريف التصدير، فطرحت سياراتها بمواصفاتٍ منافسةٍ للسيارات الأمريكية وبأسعارٍ أقل

 كما بدأت أسعار النفط ترتفع، وبدأ| الاقتصاد| الأمريكي يتضعضع بسبب أزمة شركات التكنولوجيا المعروفة باسم أزمة الدوت كوم.

فضيحة انفجار الإطارات:

في نهايات التسعينيات من القرن الماضي، عانت شركة فورد من مشكلة غير مسبوقة، حيث كانت| إطارات سيارات| فورد إكسبلورر تنفجر فجأةً

 فقام الكونغرس باستدعاء المديرين التنفيذيين لشركة فورد وشركة "فاير ستون" المصنّعة للإطارات، إلى جلسة استماعٍ أضرّت كثيراً بسمعة الشركتين، وخلقت أزمةً حقيقيةً لشركة فورد

 حيث أثّرت تلك الفضيحة كثيراً على حجم مبيعاتها.

مرحلة الخسائر والانحدار:

كادت تلك الأزمة أن تدمّر شركة فورد، فبعد أن وصلت أرباحها في عام 1999 إلى 7.2 مليار دولار، انخفضت سنة 2000 إلى 3.4 مليار دولار

وفي سنة 2001 سجّلت خسائر مقدارها 5.4 مليار دولار، ثم تتالت خسائرها في السنوات التالية، وقد تزامنت هذه الفترة مع الفترة التي أصبح فيها "بيل فورد" رئيساً للشركة، وهو حفيد المؤسس "هنري فورد".

اقرأ المزيد...

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/19/2022 06:58:00 م

كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟
كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟ 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
استكمالاً للمقال السابق تابعوا معنا ...

رأى بيل فورد بأن لديه الحق والإمكانات التي تؤهله ليقود شركة أبيه وجدّه، فأراد أن يكون رئيساً للشركة ومديرها التنفيذي لكي يكون كلٌّ شيءٍ بين يديه.

طموحات مشروعة:

أصبح "بيل فورد" رئيساً للشركة منذ عام 1999، ولكنّه لم يكن مكتفياً بهذا المنصب، بل أراد أن يكون المدير التنفيذي لها أيضاً

 ولكن مجلس إدارة الشركة رأى بأنه لا يمتلك الخبرة الكافية لذلك بسبب صغر سنه، فأبقوه في منصب رئيس الشركة وعيّنوا شخصاً آخر أكثر خبرةً ليكون مديراً تنفيذياً

 وقد تعاقب على هذا المنصب عدة أشخاصٍ بين عامي 1999 و2001 ولكن الشركة لم تحقق إلّا المزيد من الخسائر.

مواجهة الواقع والاعتراف بالخطأ:

بعد استمرار الشركة في الخسارة رغم تبديل أكثر من مديرٍ تنفيذي من ذوي الخبرة والكفاءة، وافق مجلس الإدارة على تسليم منصب المدير التنفيذي لبيل فورد، فتولّى هذا المنصب بين عامي 2001 و2003

 ولكن واقع الشركة لم يتغير، فأيقن "بيل" بأنه ليس الشخص المناسب لهذا المنصب، واقتنع بضرورة إحداث تغييرٍ جذري في الشركة قبل أن تصل إلى حدود الإفلاس.

فورد ترى في "غصن" منقذاً لها:

بعد الكثير من التفكير والدراسة للكثير من الأسماء المقترحة، وجدت إدارة |شركة فورد| أن أنسب شخصٍ لمهمة المدير التنفيذي هو اللبناني "كارلوس غصن"، فقد أثبت جدارته عندما حقق نجاحاتٍ كبيرةً مع| شركة نيسان| اليابانية

 ولكن التفاوض معه لم يصل إلى نتيجة لأنه وافق على الانضمام إلى شركة فورد إذا أصبح هو المدير التنفيذي ورئيس الشركة في نفس الوقت، وهذا ما رفضه "بيل فورد".

أنظار فورد تتجه إلى شركة "بيونج":

بعد فشل المفاوضات مع "كارلوس غصن" عادت شركة فورد للبحث عن شخصٍ يستطيع إنقاذها من الإفلاس، ولكنها لم تصل إلى أي اتفاقٍ مع جميع الأسماء المقترحة التي كانت تشغل مناصب هامةً في شركاتٍ أخرى

 وأثبتت جدارتها فيها، وهنا توجّهت انظار شركة فورد إلى "ألن مولالي" وقد كان نائب |المدير التنفيذي| في| شركة بوينج| الشهيرة لصناعة |الطائرات|.

طموحات ألن مولالي وأهدافه:

سبق لألن مولالي أن أنقذ شركة بوينج من الإفلاس، فتوسّمت شركة فورد به خيراً، لعلَّ خبرته الإدارية تنقذ شركة فورد أيضاً، وحتى أن "بيل فورد" تحمّس له كثيراً، فأراد ان يتفاوض معه بنفسه

وبالفعل اتصل به ثم التقيا معاً، ووجدا تناغماً كثيراً بين أفكارهما، وكان "مولالي" متحمّساً للعمل مع شركة فورد، فقد أراد أن يكون الشخص الذي أنقذ شركتين من أهم رموز الصناعة الأمريكية هما بوينج وفورد.

ألن مولالي يصبح مديراً تنفيذياً شركة فورد:

بعد أن تمّ الاتفاق بين شركة فورد و"ألن مولالي"، كانت المشكلة التي تواجه "مولالي" هي كيفية الخروج من شركة بوينج

 ولكنه واجه رئيس شركة فورد برغبته في الانتقال إلى شركة فورد بهدف إنقاذها

 وبعد عدة اشهرٍ من الجذب والشد، انتقل "ألن" إلى شركة فورد تاركاً شركة بوينج لمصيرها المجهول، فقد أصبحت الآن من الشركات المهددة بالإفلاس.

اقرأ المزيد...

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/19/2022 06:58:00 م

كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟
كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟ 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
استكمالاً للمقال السابق تابعوا معنا ...

بعد النجاح الكبير الذي أنجزه مولالي بإنقاذ |شركة بوينج| من الإفلاس، أراد أن يضيف إلى سجله نجاحاً جديداً، وطمح إلى ارتباط اسمه بعمليات إنقاذ الشركات الكبرى، فوجد في فورد فرصةً سانحة، ولكنه لم يرغب بتفويت فرصته في تحقيق المكاسب المادية أيضاً.

المغريات التي قدمتها فورد لألن مولالي:

لم تكن رغبة "مولالي" بإنقاذ |شركة فورد |من الإفلاس هي دافعه الوحيد للانتقال إليها، بل كان يبحث أيضاً عن المزيد من| الشهرة|، ولكن المغريات المالية التي قدمتها له شركة فورد كانت هي العامل الحاسم في اتخاذه لقراره

 فقد عرضت عليه فورد راتباً سنوياً قدره مليوني دولار، بالإضافة إلى مكافأة لمجرّد توقيع العقد قدرها سبعة ملاين دولار ونصف، وتعهدت فورد بدفع الشرط الجزائي لشركة بوينج، ومنحته أسهماً بقيمة ثمانيةٍ وعشرين مليون دولار، عدا عن استئجار منزلٍ فخم وطائرةٍ خاصة به.

اكتشاف الداء نصف الدواء:

عندما تولّى "مولالي" مهامه الجديدة في |شركة فورد|، ألقى نظرةً فاحصةً من داخل الشركة على واقعها، فرأت عينه الخبيرة بأن نظام الشركة كلّه عقيم، وبأن العمّال محبطين، وخائفين من مستقبلهم المجهول

 كما رأى أن بعض أعضاء مجلس الإدارة لا يكترثون لواقع الشركة ومستقبلها، ووجد انعداماً كاملاً لأي منتجٍ جديدٍ في الشركة منذ ثلاثين سنة.

مشاكل وأعباء أخرى تعاني منها شركة فورد:

إضافةً للمشاكل التي اكتشفها "مولالي" في شركة فورد، فقد اكتشف أيضاً بأنها تعاني شكلاً خطيرة من الفرقة، فكل قسمٍ فيها يعمل بشكلٍ منفرد، ويهتم بنجاحة الفردي دون أي اكتراثٍ ببقية الأقسام أو الشركة ككل

 كما وجد أن شركة فورد تمتلك الكثير من |العلامات التجارية| التي لا تستفيد منها في شيء.

خطواتٌ ذكيةٌ وضرورية افتقرت إليها شركة فورد:

استغرب "مولالي" كثيراً من عدم وجود| سياراتٍ| منافسةٍ في مستودعات شركة فورد، فمن الطبيعي أن تقوم أية شركةٍ باقتناء بعض منتجات الشركات المنافسة لدراستها وفهم ميزاتها

 فأرسل مندوب المبيعات لشراء أكبر عددٍ ممكن من سيارات الشركات المنافسة، وطلب من كافة المدراء ورؤساء الأقسام أن يستخدموا تلك السيارات في تنقلاتهم بدل سيارات فورد.

تغيراتٌ جذريةٌ مثمرة:

أجرى "مولالي" الكثير من التغييرات والتعديلات في نظام عمل شركة فورد

فألغى جميع اجتماعات الأقسام، واستبدلها باجتماعٍ أسبوعي واحدٍ يضم جميع رؤساء أقسام الشركة، ولكن رؤساء الأقسام لم يستطيعوا الإجابة عن جميع تساؤلات "مولالي" في الاجتماع الأول، لأنهم كانوا يعتمدون على الكثير من المساعدين

 ولم تكن لديهم المعلومات الكافية عن جميع تفاصيل أقسامهم، فلوّح لهم فورد بضرورة تغيير أساليبهم إذا لم يرغبوا بالطرد من الشركة.

اقرأ المزيد...

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/19/2022 06:58:00 م
كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟
كيف أنقذ "ألن مولالي" شركة فورد من الإفلاس؟ 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
استكمالاً للمقال السابق تابعوا معنا ...

في أول اجتماعٍ لرؤساء أقسام الشركة، أحضر كلُّ رئيس قسمٍ معه بعض مساعديه، ولكن مولالي لم يسمح بالحديث إلا لرؤساء الأقسام، فتعرّضوا للإحراج، ولكن الاجتماعات الأخرى شهدت تغييراتٍ كثيرة.

الاتحاد قوة والفرقة ضعف:

استطاع "مولالي" أن يدفع رؤساء الأقسام إلى المزيد من الاهتمام بمعرفة جميع التفاصيل الدقيقة حول أقسامهم، كما أصبح كلُّ قسمٍ مطّلعاً على مشاكل الأقسام الأخرى

 فبدأت الأقسام تتعاون في حلِّ المشاكل، واجتماعاً بعد الآخر استطاعت |الشركة| أن تحلَّ معظم مشاكلها خلال أشهرٍ فقط

 فكان نجاح مولالي الأول هو بأن جعل| شركة فورد| يداً واحدةً في مواجهة المشاكل والبحث عن الحلول.

تحسين مواصفات السيارات أمرٌ ضروري:

في خطوته التالية نحو إنقاذ شركة فورد، قرّر "مولالي" التخلص من جميع |العلامات التجارية| التي تمتلكها فورد

 فباع علامة "فولفو" إلى شركة "جيلي" الصينية، وأقفل سبعة عشر مصنعاً من مصانع الشركة لم تكن لها الفائدة الكبيرة ،فتخلّص بذلك من العمالة الزائدة

 ثم سعى للحصول على قرضٍ قيمته ثمانٍ وعشرون مليون دولار لتحسين مواصفات| سيارات فورد|.

بداية عودة فورد إلى برِّ الأمان:

في السنة التي تولّى فيها "مولالي" مهامه، وصلت خسائر شركة فورد إلى سبعة عشر مليار دولار، ولكن تلك الخسائر انخفضت في السنة التالية إلى 2.7 مليار دولار

 غير ان تلك الخسائر عادت لترتفع في السنة التالية وهي سنة 2008 لتصل إلى أربعة عشر مليار دولار، ولكن ذلك كان بسبب |الأزمة المالية| التي عانت منها| الولايات المتحدة| كلها، ولم تكن إدارة مولالي مسؤولةً عنها.

فورد تجني الأرباح لأول مرّةٍ منذ سنوات:

في سنة 2009 عادت فورد لجني الأرباح، فحقّقت ربحاً قدره 2.7 مليار دولار، واستمرّت الأرباح بالارتفاع في السنوات التالية، ورغم أن الزيادة في الأرباح لم تكن دائماً متصاعدة، إلا أن الشركة لم تعرف الخسارة منذ ذلك الوقت حتى الآن

 وترافق كلُّ ذلك مع ارتفاعٍ ملحوظٍ في أسعار أسهمها، فقد ارتفع سعر السهم من دولارٍ واحدٍ إلى سبعة عشر دولار.

مولالي يقرّر التقاعد:

في عام 2013، أصبح عمر مولالي ثمانيةً وستين عاماً، فرأى بأنه أدّى مهامه على أكمل وجه، وبأنه نجح في إنقاذها من الإفلاس وكتب اسمه بحروفٍ من ذهب في سجّل الشركات العملاقة، وأصبح عليه الرحيل

 فتقاعد من شركة فورد مع ثروةٍ تجاوزت ثلاثمئة مليون دولار، ولكن مغادرة مولالي للشركة لم تكن في صالحها، فقد عادت الشركة إلى التراجع منذ ذلك الوقت وهي الآن مهددةٌ مجدداً بالإفلاس إذا لم تعثر على منقذٍ جديد.


وبذلك نكون قد لمسنا التأثير والفارق الكبير الذي قد يحدثه شخصٌ واحدٌ في مسار كيانٍ هائلٍ بحجم شركة فورد

 فإذا وجدت شيئاً مفيداً فيما عرضناه فنرجوا منك أن تشارك المقال.

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/17/2022 12:58:00 ص

بوب ويليامسون  و طريقه من القاع للقمة!
بوب ويليامسون  و طريقه من القاع للقمة! 
تصميم الصورة وفاء مؤذن

في الجزء الأخير من المقالة سنتابع الأحداث الشيقة التي بدأناها في الجزأين الأول والثاني  لنتابع ...

مرحلة الصعود الجزئي: 

في عام 1977 قدم إستقالته من الشركة التي كان يعمل بها، وقرر "بوب ويليامسون " أن يؤسس شركته الخاصة

 بدأ يعمل 20 ساعة باليوم ،وبعد فترة وجيزة حقق نجاح ساحق ،وبدأت مؤشرات| النجاح| تتصاعد ويعلو نجمه أكثر فأكثر 

إستعان في تلك المرحلة بمبرمجين لصنع برنامج ينظم حسابات المبيعات في الشركة، وبالفعل نجحوا في ذلك، بعدها وتحديداً في عام 1986 قرر أن يعرض شركته على الإكتتاب العام،  وعندما بدأ بترتيب الأوراق، لاحظ وجود عملية إختلاس كبيرة جداً من قبل المحاسب المالي

بدأت تتراجع أسهم الشركة حتى قاربت الإفلاس

 وعلى الرغم من أن الجميع قالوا له أنه لا يمكن إيجاد حل ،إلا أنه إستعان بخطته البديلة التي عمل عليها لمثل هكذا ظروف، وتواصل مع الجهات التي يتعامل معها أعلمهم بالآلية التي سيرجع من خلالها أموالهم، وقرروا منحه بعض الوقت ،وبالفعل استطاع أن يحقق نجاح أكثر من قبل وأكثر قوة . 

مرحلة النجاح الساحق: 

بعد سنين قليلة وتحديداً عام 1992 قرر بيع شركته، وحصل على أموال طائلة ثمنها، وقرر أن يعمل بمجال آخر وهو مجال |البرمجيات|، بدأ بتطوير العمل والتعاون مع مبرمجين وفنين،  حتى تمكن من تصنيع برامج لشركات ومصانع  ولنقاط البيع أيضاً ،

وكان مايميز تلك| البرامج|، حداثتها وأنها غير مستخدمة من قبل ،لأنها من ابتكاره وبناءاً على خبرة كبيرة على مر سنوات طوال من العمل الدؤوب 

عانى  في البداية من  تسويق البرامج،  نظراً لسعرها العالي ،وصعوبة استخدامها ،وذلك لأن البرمجيات لم تكن منتشرة  آنذاك بشكل كبير 

كانت خطته التسويقية مختلفة قليلاً، فعوضاً عن التسويق للبرمجيات لدى الشركات والمؤسسات الكبرى ،سوق لدى مقاصف المدارس في البداية ،فصنع برنامج صغير وبسعر يناسبهم 

 وفي غضون شهور قليلة انتشر |البرنامج| كالنار في الهشييم ، فبدأت تتهافت على شرائه المدارس و|الجامعات |والمؤسسات التعليمية ، بعد ذلك المستشفيات والقواعد العسكرية 

كان "بوب ويليامسون"  يتمتع بميزة جعلته يحقق كل هذا النجاح وهي عدم الإستسلام ،أيضاً حبه للتجريب والإستمرارية جعلته يصل لما وصل إليه .

"بوب ويليامسون" الآن

 صاحب شركة "|هورايزن| " الكبرى التي تبلغ مساحتها 44 ألف قدم مربع  وكانت أرباح الشركة عام 2007 ، 26 مليون دولار 

واليوم أرباح الشركة تتجاوز ال33 مليون دولار 

 وتعتبر الشركة واحدة من أكبر| شركات البرمجيات| في العالم .


دائماً مانسأل عن سر| النجاح|  ،والجواب هو أن الجد والتعب والإخلاص لهدف وعدم الإستسلام مهما مررت من ظروف قاهرة، يصنع النجاح

 إن الإبداع له مرتبة خاصة للنجاح ،فحبك للشئ وشغفك به ،عامل أساسي لصناعة نجاح ذو أصداء كبيرة جداً

"ويليامسون" تنقل في الكثير والكثير من الوظائف، وتعرض لأصعب الظروف وأقساها ،لكن رغبته بالوصول صنعت منه شخص إستثنائي ليس له مثيل

 أنت تستطيع ذلك أيضاً إن كنت ترغب بالنجاح بكل ما أوتيت من إصرار وعزيمة

 ثابر وإعمل جاهداً فالوصول ينسي مشقة الطريق !

بقلم ميس الصالح 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/17/2022 12:57:00 ص

بوب ويليامسون  و طريقه من القاع للقمة!
بوب ويليامسون  و طريقه من القاع للقمة! 
تصميم الصورة وفاء مؤذن
في الجزء السابق تعرفنا على بداية حياة بوب ويليامسون الصعبة ويأسه الشديد وفي هذا الجزء من المقالة سنتابع الأحداث وسنكتشف إكسير| النجاح |الذي عثر عليه بوب وإلى أي مدى قاده طموحه وشجاعته 

 هيا بنا لنكمل قصة النجاح التي نسجها بوب لنتابع سوية ...

 كيف كانت المرحلة الأولى للنهوض؟

عند خروجه من المستشفى ،أحس أنه لا يريد الموت وأنه يريد أن يبذل كل ما بوسعه لتغيير واقعه ،وفعلاً بدأ بالخطوة الأولى أنه قطع صلته مع كل المعارف والأصدقاء القدامى، وكل ما يربطه بحياته ماقبل الحادث 

ويبدأ حياةً جديدة وأصدقاء جدد ، ومن ثم قام بالبحث عن وظيفة ،فتنقل بأكثر من وظيفة حتى استقر في عمل يتطلب منه  إلصاق الصور على العبوات 

 كان يرى بهذا العمل أنه من أجمل الأعمال التي عمل بها، وقرر أن يتميز بعمله فقدم كل طاقته حتى يجعل له بصمة خاصة به ، ويوماً بعد يوم  أصبح العمل كل حياته وأصبح أول شخص في تاريخ الشركة الذي يترقى 8 مرات خلال سنتين من العمل .

كيف كانت خطواته الأولى في طريق النجاح ؟

بعد فترة من الزمن ،قرر تغيير عمله لشئ أفضل ،وقرر أن يعمل بشركة طلاء، وبدأ العمل في قبو الشركة ،ولحبه الشديد بهذا العمل، بدأ يعمل بكل شغف

فتعلم وأبدع في عمله أكثر من الأشخاص الذين يعملون فيه منذ سنوات طويلة 

وبعد فترة من الكد والجهد إكتسب خبرة كبيرة جداً وأصبح يبتكر لمسات خاصة به .

بعد سنوات قرر أن يغامر ويجرب أن يصنع مساراً له إلى جانب عمله في شركة الطلاء ، فقام بإقتراض 1000دولار من| البنك |واشترى بعض المواد الكيميائية ،وبدأ بتجاربه لصنع طلاء خاص به  ،وفعلاً استطاع أن يصنع منتج بمواصفات خاصة وبدأ بالترويج له 

عانى في البداية من عملية |الترويج |لمنتجه، وبعد عدة محاولات استطاع أن يعرف الطريقة الأفضل للتسويق وإستثمارها بطريقة فعالة، تجعل من المنتج مطلوب وذو إقبال كبير .

كيف سوق لمنتجه؟

وفي أحد الأيام وجد معرض للرسم ، يجمع فنانين ورسامين ونحاتين ،ورأى أنه من الممكن أن يهتموا بمنتجه أكثر من بقية الزبائن والشرائح الأخرى ، عرض عليهم تجريب المنتج وفعلاً 

كانت الأصداء رائعة، وأبدو إعجاب شديد به ،وبدأ الطلب على| الطلاء| يزيد وأرباحه تتصاعد رويداً رويداً . 

لقد كان يظن أن ما يحدث حلماً وليس حقيقة ...

لأن الألم الذي رافقه طيلة حياته كان أكبر من أن يصدق بأنه سينتهي يوماً ما، إن القوة التي كان يتحلى بها بوب كانت 

نتيجة سنين كثيرة من| الفقر| والحزن، فهل سيتمكن من مواصلة تحقيق حلمه؟ 

وكيف ستكون نهاية قصته ؟

 سيستمر بالنجاح , أم أنه سيكتفي ويعلن كفايته واستسلامه ؟ 

لنتابع سوية ما تبقى من أحداث شيقة في الجزء الأخير من المقال.....

بقلم ميس الصالح 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/17/2022 12:57:00 ص

بوب ويليامسون  و طريقه من القاع للقمة!
بوب ويليامسون  و طريقه من القاع للقمة! 
تصميم الصورة وفاء مؤذن

هل ياترى هناك أجمل من النجاح ؟

على مر التاريخ برز الكثير من |الأعلام| الذين غيروا مسار ومصير المستقبل، ابتكروا فأبدعوا ،صمموا وكتبوا وتفوقوا على أنفسهم بالإبداع والإرث الحضاري والعلمي والتقني الذي أنتجوه، في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة

 فهل كانت حياتهم مثالية ؟ 

هل كانوا أناس ناجحين من المهد؟ 

اليوم سنتحدث  في مقالتنا عن إحدى قصص النجاح المبهرة والملهمة ....هيابنا 

كيف بدأت حياة بوب ويليامسون  ؟

|الإدمان |على الكحول والمشروبات الروحية، كارثة حقيقية تودي بحياة أصحابها حتماً، ولكن بالإرادة قد يصنع المستحيل

 "بوب ويليامسون  " الرجل الذي بدأ حياته مدمن

وعند قولنا أنه بدأ حياته لانعني أنه بدأ الإدمان في سن المراهقة، لا، إنما بدأ الإدمان في العاشرة من عمره ،بحيث أدمن على تناول الكحول والمشروب الكحولي بشكل مبالغ به

 وعندما وصل لمرحلة الدراسة الإعدادية ،أصبح مدمناً على الحشيش والهيروئين ،لذلك فصل من المدرسة .

كيف قضى مراهقته وشبابه ؟

في عمر ال17 سنة هرب من منزله وعاش مشرد في الزواقيق ، ماجعله يدمن |المخدرات| بشكل أكبر،وإلقاء القبض عليه مراراً بالعديد من التهم ،فأصبحت حياته كالجحيم وظل على هذه الحال حتى الرابعة والعشرين من عمره 

 حيث انتقل إلى مدينة أخرى عبر المواصلات المجانية ،لأنه لم يكن يملك أية نقود ،بل وعلى نحو أدق ،لم يكن يمكلك إلا مايغطي جسده .

وصل إلى المدينة الجديدة وكله أمل أنه سيجد عملاً، ليتمكن من تدبر أمره ويجد مكان لينام فيه ويتناول الطعام، ولعل قوة الإرادة هذه، كانت من أفضل الصفات التي كان "بوب" يتمتع بها 

وبعد العديد من المحاولات التي قام بها، إستطاع أن يجد عملاً في التنظيف وبراتب 15 دولار فقط ، بعد ذلك وبفترة من الزمن تعرض لحادث كاد أن ينهي حياته تماماً

 فقد تعرض لكسور شديدة بكافة أنحاء الجسد، ورقد بالمستشفى لمدة تزيد عن ستة أشهر،أحس باليأس يستشري به ،لم يعد قادراً على تحمل المزيد من |الفقر| والتشرد والألم 

 ففكر أنه عند خروجه من المستشفى سينهي حياته ، ظناً منه أنه وبهذا القرار سيحظى بالراحة التي يبحث عنها منذ سنين طوال

 كانت أحياناً تراوده أفكار إيجابية ،كأن يخرج ويحصل على عمل أفضل ، ويحسن من حياته 

إلا أنه كان لا يلبث أن يتراجع ويصف نفسه بالحالم،  ظناً منه أن ذلك مستحيل لعدم حيازته على شهادة أو مهنة يعمل بها ،أو حتى مبلغ جيد يؤسس به لمشروع ما ، لذلك كان يعود لفكرة |الإنتحار| دائماً .


ماذا فعل بعدها ياترى؟ هل استسلم ؟ 

 ما الأفكار والخطط والصعوبات التي واجهها وهل تراه تغلب عليها ؟ 

لنتابع سويا بقية المقالة الممتعة ...

بقلم ميس الصالح

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/11/2022 06:11:00 م

من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
 من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
تصميم الصورة وفاء مؤذن

إستكمالاً لمقالنا السابق نكمل ...

انطلاق شوكولا هيرشي بعد سنوات التجارب الطويلة:

عندما عاد "هيرشي" إلى بلده، أراد اكتشاف السرِّ وراء النكهة المميّزة لشوكولا "نستله"، فقام بالعديد من التجارب، ولكنّه احتاج إلى الكثير من السنوات حتى اكتشف خلطته الخاصة لصناعة |الشوكولا| بالحليب

 فقام فجأةً ببيع شركته لمنافسه اللدود بمبلغ مليون دولار، وافتتح شركةً جديدةً لصناعة الشوكولا باسم "شوكولا هيرشي" فانطلقت من هنا إحدى أشهر ماركات الشوكولا في العالم.

البحث عن شيءٍ ما قد يقودنا إلى أشياء أخرى:

قبل أن يبدأ "هيرشي" بمشروعه الجديد، كانت عشرات الأفكار تملأ رأسه

 فقد رسم الكثير من الخطط لإنتاج أنواعٍ متنوعةٍ جداً من الشوكولا، فكل السنوات التي أمضاها في التجارب، والبحث عن سر نكهة شوكولا "نستله"، قد أثمرت عن الكثير من الأفكار ورسمت الطريق لعددٍ كبير من منتجات شوكولا "هيرشي"

 فقرر تحويل تلك الأفكار إلى منتجاتٍ في معمله الجديد.

 أفكار ٌ نادرة لا تتكرر كثيراً:

عندما قرر "هيرشي" بناء مصنعه الجديد، قرر بناءه في مكانٍ ناءٍ، فاشترى الأرض اللازمة لذلك، ثم بنى المصنع، وبنى حوله مساكن للعمّال

 بالإضافة إلى مختلف مرافق الحياة الأساسية، مثل المدارس والمشفى وغيرها، وقد جعل ملكية المساكن للعمّال أنفسهم، لكي يضمن استمرار المصنع والمدينة إلى الأبد،

 ثم أنشأ مدرسة "هيرشي" لليتامى ووضع لها القوانين التي تضمن استمرارها.

نهاية حياة الانسان، لا تعني نهاية أعماله:

كل إنسانٍ يموت، ولكن ليس كل إنسانٍ يعيش حقاً

فقد مات " ميلتون هيرشي" سنة 1945، عن عمرٍ ناهز ثمانيةً وثمانين عاماً، ولا زالت| إنجازاته| قائمةً حتى الآن، فمنتجاته من أشهر المنتجات العالمية، ومدينته التي بناها حول المصنع أصبحت قبلةً للسائحين، يزورها ملايين السيّاح سنوياً، 

أمّا مدرسة الأيتام فلا زالت مستمرةً وهي من أصحاب الحصص الأكبر في مجموعة مصانع "هيرشي"، أما شخصية "هيرشي" فقد أصبحت ملهمةً للكثير من الناس.


هناك الكثير من |العبر |التي قد نستخلصها من قصة حياة "ميلتون هيرشي"، فرغم فشله المتواصل فقد استطاع النجاح في النهاية، بفعل إصراره واجتهاده وعزيمته

 ومع القليل من الحظ، أصبح "ميلتون هيرشي" ما هو عليه

 فهل أعجبتك حكاية هذا المكافح؟ 

وهل وجدت فبها ما يضيف شيئاً إلى حياتك ومعرفتك؟

 ننتظر تعليقاتك، أو مشاركة المقال مع أصدقائك، فلا خير في العلم إذا لم ينشر. 

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/11/2022 06:11:00 م

من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
 من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
تصميم الصورة وفاء مؤذن

إستكمالاً لمقالنا السابق نكمل ...

 بارقة أملٍ جديدة:

رغم شعور "هيرشي" باليأس يتسرّب إلى كلَّ خليةٍ من جسده، إلا أنه استمر بالعمل وبيع الحلوى في الشوارع 

فكان في أحد الأيام أن اشترى منه عجوزٌ انكليزيٌّ قطعة حلوى، وتناولها فأعجبته كثيراً، فاشترى منها المزيد، ولكنه كان يخشى من فسادها قبل وصوله إلى لندن، وهنا دار حوارٌ طويلٌ بين الرجلين

 فشرح "هيرشي" للعجوز كيف أنه يستخدم الحليب مع حلوى الكراميل، وهذا يجعلها تعيش طويلاً.

أولى ابتسامات القدر لهيرشي:

كان العجوز الإنكليزي تاجراً يستورد الحلوى الأمريكية إلى بريطانيا، فاتفق مع "هيرشي" على كميةٍ كبيرةٍ من حلوى الكراميل، بشرط أن تصل سالمةً دون أن تفسد، لكي يطلب منه المزيد من الشحنات، وهذه كانت ابتسامة القدر الأولى لهيرشي،

 ولكنه لم يكن قادراً على تلبية طلب العجوز الإنكليزي، لأنه لا يمتلك المال الكافي، كما أن عليه تسديد مبلغ القرض الذي لم يتمكن بعد من جمعه.

الصّدق والصّراحة قد يصنعا فارقاً كبيراً:

بعد طول تفكير، ذهب "هيرشي" إلى البنك، وأخبر المسؤولين عنه بأنه لن يستطيع تسديد المبلغ في وقته، وبأنه يريد قرضاً آخر لأنه حصل على عقد توريدٍ إلى لندن

 ورغم أن ذلك الكلام لا يفلح عادةً مع البنوك، فإن موظف البنك أُعجب بصراحة "هيرشي" وتوسّم فيه الخير، فقرّر أن يعطيه القرض الجديد على ضمانته الشخصية.

بالجدِّ والعمل يمكن تحقيق الأمل:

أخذ "هرشي" مبلغ ألف دولارٍ من البنك، وانكبَّ على إنجاز الشحنة المطلوبة إلى لندن، ثم أرسلها على متن إحدى السفن، ونستطيع تخيّل القلق الذي عاشه طوال فترة انتظاره ردَّ العجوز الإنكليزي

 حتى وصله مبلغ خمسمئة جنيهٍ إسترليني من ذلك العجوز، فاستطاع أخيراً أن يتنفس الصعداء

 فسدد كامل القرض وبقي معه المزيد من المال لكي يتابع عمله.

طريق المئة ميل يبدا بخطوة:

بعد ذلك بدأت طلبات العجوز الإنكليزي تزداد، وتزداد الكمّيات المطلوبة في كلِّ مرة

فتزداد مع كلِّ شحنة أموال "هيرشي" الذي بدأ يبني امبراطورية مجده وثروته، بعد كل الفشل والمعاناة التي رافقته طوال حياته قبل ذلك 

ولكن الأوضاع لا تبقى على حالها أبداً، فما أن وصل "هيرشي" إلى أفضل أوقاته، حتى باع كلَّ شيءٍ دفعةً واحدة

فما الذي دفعه لذلك؟


أحياناً، تغير الصّدفة مجرى حياة الانسان:

عندما وصل "هيرشي" إلى سن الأربعين تقريباً، مرضت زوجته بمرضٍ خطير، ولم يستطع أطباء أمريكا معالجتها، فأخذ زوجته وانطلق إلى أوروبا، بهدف البحث عن علاجٍ لها، ولكنه لم يصل إلى نتيجة

 فأراد أن يقوم معها بجولةٍ سياحيةٍ حول العالم علّها تنسى آلامها، وخلال رحلتهما زارا مصر

وهناك تناول قطعة شوكولا من انتاج شركة "نستله" السويسرية، فأذهله طعمها واحتار في كيفية تصنيعها.


اقرأ المزيد ...

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/11/2022 06:11:00 م

من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
 من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
تصميم الصورة وفاء مؤذن
إذا كان الرجل ثرياً جداً، وله شهرته في شتّى بلدان العالم، ولكنّه بدون أبناء، وزوجته مريضةٌ جداً وقد لا تنجُ من مرضها، فماذا يفعل؟ وكيف سيتصرف؟

هذا تماماً ما حدث مع " ميلتون هيرشي"

فما كان منه إلا أن افتتح مدرسةً لتعليم ورعاية الأطفال الأيتام، وجعل معظم ثروته في خدمة هذه المدرسة، كما وضع لها نظاماً إدارياً يحميها، ويضمن استمرارها في المستقبل

 كما بنى مدينةً خاصةً لعمّال مصنعه الذي بناه في منطقةٍ نائية، ولا زالت مدينته ومدرسته موجودةً حتى الآن، بعد أكثر من قرنٍ على إنشائها، بل إنها اليوم من أكبر وأثرى المنشآت في العالم، ولها الحصّة الأكبر من شركة شوكولا "هيرشي" العالمية الشهيرة.


بداية "ميلتون هيرشي":

كان "ميلتون" في بداية حياته عنواناً للفشل، رغم أنه عمل بكل جدٍّ واجتهاد، ولكن جهوده باءت بالفشل سنواتٍ طويلة

 وقد بدأت قصته في نهاية القرن التاسع عشر، في| الولايات المتحدة الأمريكية|، عندما كانت الزراعة لا تزال عماد حياة الشعوب واقتصاد الدول 

فحتى التجارة والصناعة كانتا تقومان أصلاً على المنتجات الزراعية، ولم يكن التعليم في قمة اهتمام الناس، بل كان توجّه الغالبية من الفتيان نحو تعلّم وامتلاك صنعةٍ ما.

ظروف نشأة "هيرشي" القاسية

ولد "ميلتون هيرشي" سنة 1857، لعائلةٍ في غاية الفقر، رغم أن والده كان شخصاً حالماً، وكانت لديه مشاريع خلاقة، ولكنه فشل بإنجاز أي شيءٍ في حياته

 فعانت أسرته من الفقر والعوز، وكان والده مولعاً بالكتب والقراءة ومتابعة الأحداث 

بينما كانت والدته مسيحيةً متديّنةً تكرّه الكتب والقراءة، لأنها اعتقدت بأن فشل زوجها نابعٌ من الكتب التي يقرأها والاوهام التي جعلته يحلم بها، ولذلك فقد اعترضت على دخول ابنها إلى المدرسة وأرادت تعليمه صنعةً ما.

بداية رحلة "ميلتون" مع الفشل:

رغم تعنّت الوالدة، ورغبتها الشديدة بتعليم ولدها صنعةً ما، فإن الوالد رأى ضرورة تعليم ابنه، لكي يصبح عالماً يبتكر شيئاً جديداً، ثم يبيعه بمبلغٍ كبيرٍ، فتخرج الأسرة من فقرها

 وأمام إصرار الأب، دخل "ميلتون" إلى المدرسة، ولكنّه لم يكن سوى مثالٍ للطالب الفاشل بكل المقاييس، فطردته المدرسة

 ولكن الوالد بقي مصراً على تعليم ولده بشكلٍ ما، فأرسله إلى إحدى المطابع لكي يبقى على احتكاكٍ بالكتب ويتعلّم مهنةً ما بنفس الوقت.

تغيير العمل قد يفتح باباً للأمل:

لم يكن صاحب المطبعة التي عمل فيها "ميلتون" لطيفاً معه، بل عامله بكل قسوة، ففشل "ميلتون" في عمله، ولم يتعلّم شيئاً عن| مهنة| الطباعة بعد أشهرٍ طويلةٍ من المحاولة

 فقام ربُّ عمله بطرده، وهنا لم يستطع الوالد وابنه، إلا الرضوخ لرغبة الأم في إدخال ولدها عالم تصنيع الحلويات

 فذهبت الأم إلى أحد المحلات الكبيرة واتفقت مع صاحبه، وكانت العادة أن يدفع الأهل لقاء تعليم أبنائهم لأية مهنة.

الفرصة تلوح في الأفق:

 كان ربُّ العمل الجديد لطيفاً جداً مع "ميلتون"، فبدأ يحبُّ عمله الجديد، ثم أبدع فيه وأتقنه، وانتقل من أعمال التنظيف إلى أعمال المطبخ وإعداد الحلويات 

وما أن بلغ سنَّ الثامنة عشرة، حتى كان جاهزاً للعمل بمفرده، فأراد افتتاح معمله الخاص لصناعة الحلويات، وقد تزامن ذلك مع قرب افتتاح أحد المعارض الكبيرة الذي ستشارك فيه كبرى الشركات الأمريكية، ومن المتوقع أن يحضره ملايين الزائرين.


اقرأ المزيد ...

بقلم سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/11/2022 06:11:00 م

من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
 من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
تصميم الصورة وفاء مؤذن
إستكمالاً لمقالنا السابق نكمل ...

 شبح الفشل يستمر في مطاردة "هيرشي":

رأى "ميلتون" في المعرض القادم فرصةً سانحةً قد تقلب حياته، فقرّر إنشاء مصنعه الخاص، وبانعدام امتلاكه للمال، فقد استدان من أحد أقارب والدته مبلغ مئةٍ وخمسين دولار، ثم استأجر مكاناً مناسباً للمصنع، واستدعى أحد أصدقائه ويدعى "ليبي" لمساعدته في العمل

 وبعد وقتٍ قصيرٍ، بدأ المصنع انتاجه، وكان "هيرشي" يبيع المنتجات على عربةٍ صغيرةٍ في الشوارع المؤدية إلى المعرض، ولكنه فشل مرّةً أخرى، ولم تستطع منتجاته جذب اهتمام الناس، فهو لم يكن بائع الحلويات الوحيد في تلك الشوارع.

اكتشاف سر الصّنعة:

شعر "هيرشي" بالاكتئاب بعد فشل مصنعه الصّغير، فقرّر العودة إلى العمل في مصنعٍ شهيرٍ لكي يكتسب المزيد من الخبرة، ولكنه لم يجد ذلك العمل في ولايته، فالمعامل هناك لم تكن تحتاج شخصاً مدرّباً وخبيراً

 فاضطّر إلى السفر إلى مدينة |نيويورك|، وعمل في أحد مصانع| الحلويات| الكبيرة، وأثناء عمله اكتشف بأن المصنع يضيف الحليب إلى حلوى الكراميل، وهذا يعطيها نكهةً مميزةً جداً، ويجعل مدة صلاحيتها أطول قد تصل لعدة أشهر.

من فشلٍ إلى فشل:

بعد مرور ما يكفي من الوقت، شعر "ميلتون" بأنه أصبح قادراً على العودة إلى إنشاء معمله الخاص، فعاد إلى موطنه، واستدان المال مجدداً، وأطلق مشروعه من جديد

ولكنه هذه المرة أيضاً لم يتمكن من| النجاح|، وقد يعود سبب فشله هذه المرة إلى الضغوطات الكبيرة من أهل والدته الذين أدانوه المال وكثيراً ما كانوا يعيّرونه بفشل والده،

 كما أنه عانى من مشاكل في| التسويق|، لأن منتجاته غير معروفةٍ من أحد.

الأصدقاء الحقيقيون يظهرون وقت الشدة:

بعد فشل "هيرشي" الثاني، أصبحت حالته النفسية صعبةً جداً، خاصةً بعد أن رفض أهل والدته مساعدته مرّةً أخرى، بل وطردوه أيضاً، وكذلك كان والداه قد انفصلا وعاش كلٌّ منهما في ولايةٍ مختلفة

 وفي حالة اليأس والإحباط هذه، تذكّر صديقه القديم " ليبي" الذي كان يعمل كمحاسبٍ في إحدى شركات الأخشاب، فلجأ "هيرشي" إليه ومكث عنده لبعض الوقت.

هل أجر الاحسان إلا الاحسان؟

لم يتخلَّ "ليبي" عن صديقه القديم، بل قدّم له كلَّ ما يستطيع 

فاستأجر له مكاناً ليعيد فتح مصنعه من جديد، ودفع أجرته لثلاثة أشهر، كما أعطا صديقه بعض المال لكي يتمكّن من شحن أدواته إلى مكان المصنع، وكان هذا كلُّ ما يستطيع تقديمه لصديقه

 ولكنه كان كبيراً جداً في نظر "هيرشي"، وقرّر ردَّ الجميل لصاحبه عندما يصبح ثرياً.

أحياناً، العمل الجاد قد لا يكون كافياً :

بدأ "هيرشي" العمل في مصنعه للمرة الثالثة، ولكنه كان يحتاج إلى المال، ولم يكن أهل والدته ليساعدوه هذه المرة بعد أن طردوه، فقام بجولةٍ على البنوك حتى وجد بنكاً أقرضه مبلغ سبعمئة دولار

 ولكن فترة |القرض| كانت ثلاثة أشهرٍ فقط، فتوجّب على "هيرشي" أن يصل الليل بالنهار في العمل، واهتم كثيراً بعملية التسويق، ولكنه رغم كلِّ ذلك لم يستطع جمع مبلغ القرض مع أن موعد التسديد أصبح قريباً جداً.


اقرأ المزيد ...

بقلم سليمان أبو طافش 

يتم التشغيل بواسطة Blogger.