مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/11/2022 06:11:00 م

من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
 من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
تصميم الصورة وفاء مؤذن
إذا كان الرجل ثرياً جداً، وله شهرته في شتّى بلدان العالم، ولكنّه بدون أبناء، وزوجته مريضةٌ جداً وقد لا تنجُ من مرضها، فماذا يفعل؟ وكيف سيتصرف؟

هذا تماماً ما حدث مع " ميلتون هيرشي"

فما كان منه إلا أن افتتح مدرسةً لتعليم ورعاية الأطفال الأيتام، وجعل معظم ثروته في خدمة هذه المدرسة، كما وضع لها نظاماً إدارياً يحميها، ويضمن استمرارها في المستقبل

 كما بنى مدينةً خاصةً لعمّال مصنعه الذي بناه في منطقةٍ نائية، ولا زالت مدينته ومدرسته موجودةً حتى الآن، بعد أكثر من قرنٍ على إنشائها، بل إنها اليوم من أكبر وأثرى المنشآت في العالم، ولها الحصّة الأكبر من شركة شوكولا "هيرشي" العالمية الشهيرة.


بداية "ميلتون هيرشي":

كان "ميلتون" في بداية حياته عنواناً للفشل، رغم أنه عمل بكل جدٍّ واجتهاد، ولكن جهوده باءت بالفشل سنواتٍ طويلة

 وقد بدأت قصته في نهاية القرن التاسع عشر، في| الولايات المتحدة الأمريكية|، عندما كانت الزراعة لا تزال عماد حياة الشعوب واقتصاد الدول 

فحتى التجارة والصناعة كانتا تقومان أصلاً على المنتجات الزراعية، ولم يكن التعليم في قمة اهتمام الناس، بل كان توجّه الغالبية من الفتيان نحو تعلّم وامتلاك صنعةٍ ما.

ظروف نشأة "هيرشي" القاسية

ولد "ميلتون هيرشي" سنة 1857، لعائلةٍ في غاية الفقر، رغم أن والده كان شخصاً حالماً، وكانت لديه مشاريع خلاقة، ولكنه فشل بإنجاز أي شيءٍ في حياته

 فعانت أسرته من الفقر والعوز، وكان والده مولعاً بالكتب والقراءة ومتابعة الأحداث 

بينما كانت والدته مسيحيةً متديّنةً تكرّه الكتب والقراءة، لأنها اعتقدت بأن فشل زوجها نابعٌ من الكتب التي يقرأها والاوهام التي جعلته يحلم بها، ولذلك فقد اعترضت على دخول ابنها إلى المدرسة وأرادت تعليمه صنعةً ما.

بداية رحلة "ميلتون" مع الفشل:

رغم تعنّت الوالدة، ورغبتها الشديدة بتعليم ولدها صنعةً ما، فإن الوالد رأى ضرورة تعليم ابنه، لكي يصبح عالماً يبتكر شيئاً جديداً، ثم يبيعه بمبلغٍ كبيرٍ، فتخرج الأسرة من فقرها

 وأمام إصرار الأب، دخل "ميلتون" إلى المدرسة، ولكنّه لم يكن سوى مثالٍ للطالب الفاشل بكل المقاييس، فطردته المدرسة

 ولكن الوالد بقي مصراً على تعليم ولده بشكلٍ ما، فأرسله إلى إحدى المطابع لكي يبقى على احتكاكٍ بالكتب ويتعلّم مهنةً ما بنفس الوقت.

تغيير العمل قد يفتح باباً للأمل:

لم يكن صاحب المطبعة التي عمل فيها "ميلتون" لطيفاً معه، بل عامله بكل قسوة، ففشل "ميلتون" في عمله، ولم يتعلّم شيئاً عن| مهنة| الطباعة بعد أشهرٍ طويلةٍ من المحاولة

 فقام ربُّ عمله بطرده، وهنا لم يستطع الوالد وابنه، إلا الرضوخ لرغبة الأم في إدخال ولدها عالم تصنيع الحلويات

 فذهبت الأم إلى أحد المحلات الكبيرة واتفقت مع صاحبه، وكانت العادة أن يدفع الأهل لقاء تعليم أبنائهم لأية مهنة.

الفرصة تلوح في الأفق:

 كان ربُّ العمل الجديد لطيفاً جداً مع "ميلتون"، فبدأ يحبُّ عمله الجديد، ثم أبدع فيه وأتقنه، وانتقل من أعمال التنظيف إلى أعمال المطبخ وإعداد الحلويات 

وما أن بلغ سنَّ الثامنة عشرة، حتى كان جاهزاً للعمل بمفرده، فأراد افتتاح معمله الخاص لصناعة الحلويات، وقد تزامن ذلك مع قرب افتتاح أحد المعارض الكبيرة الذي ستشارك فيه كبرى الشركات الأمريكية، ومن المتوقع أن يحضره ملايين الزائرين.


اقرأ المزيد ...

بقلم سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.