‏إظهار الرسائل ذات التسميات اقتصاد. إظهار كافة الرسائل

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/03/2022 05:57:00 م

هل تريد الولايات المتحدة خفض أسعار النفط أم رفعها؟ الجزء الأول  -
 هل تريد الولايات المتحدة خفض أسعار النفط أم رفعها؟ - الجزء الأول - 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
   
لم يكد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يعود إلى الاتفاق العالمي حول المناخ، الذي يدعو إلى التقليل من استهلاك الوقود الأحفوري، حتى وجدناه يطالب دول "أوبك+" بزيادة انتاج النفط إلى أقصى حد، فأسعار النفط في الولايات المتحدة ترتفع يوماً بعد يوم، بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام، فقد تجاوز سعر البرميل خمسةً وثمانين دولار، وهذا لم يحدث منذ سبع سنوات، فارتفع سعر البنزين، ما زاد الضغط المادي على المستهلكين، كما زاد من معدل التضخم في |الولايات المتحدة|، ولهذا لم يجد "بايدن" مهرباً من الضغط على دول "أوبك+" لكي تزيد من انتاج النفط، ولكن تلك الدول رفضت ذلك، فإلى أين سيؤدي كل ذلك؟

قرارات "أوبك+" والمناورات الأمريكية

قررت دول "أوبك+" الالتزام بمخططاتها في الإنتاج، فلجأت الولايات المتحدة إلى محاولة الاتفاق مع الصين واليابان، ثم وصل بها الأمر إلى حد التهديد بالاستهداف المباشر لمنتجي النفط، فما الذي تستطيع الولايات المتحدة فعله مع دول "أوبك+"؟ وكيف تخطط لإقناع الصين واليابان والهند للوقوف بجانبها ضد دول "أوبك+"؟ وما هي الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع سعر النفط؟ وما هو قانون "نوبك" الذي تستخدمه الولايات المتحدة للضغط على دول "أوبك+"؟ وأين هم منتجي النفط الصخري الأمريكي من كل ما يجري؟ كل تلك الأسئلة وغيرها سنناقشها في هذه المقالة فتابعونا.

إدارة "ترامب" أرادت رفع أسعار النفط

في شهر أيار عام 2020، وصلت ثمانية عشرة ناقلة نفطٍ سعوديةٍ إلى سواحل الولايات المتحدة الأمريكية، مع حمولةٍ تزيد عن ستة وثلاثين مليون برميلٍ من النفط الخام، ولكن بعض كبار القادة الأمريكيين وعلى رأسهم الرئيس السابق "دونالد ترامب" لم يعجبهم ذلك، واتهموا "أوبك+" بأنها تحاول إغراق السوق بالنفط، لتخفيض أسعاره وضرب المنتجين الأمريكيين للنفط الصخري، فالولايات المتحدة أرادت حينها أن يترفع |سعر النفط| لكي تحمي منتجي النفط الصخري الأمريكي من الإفلاس.

عندما ارتفع سعر النفط  أرادت إدارة "بايدن" تخفيضه

في شهر تشرين الأول 2021، ارتفع سعر النفط إلى أقصى حدٍ له منذ سبع سنوات، فثار غضب الأمريكيين وبدؤوا يضغطون على دول "أوبك+" لإنتاج كمياتٍ أكبر من |النفط الخام| لكي ينخفض سعره، فارتفاع سعر النفط الخام أدى إلى ارتفاع سعر البينزين، وهذا ما يشكل ضغطاً مادياً كبيراً على الناخبين الأمريكيين، فما الذي تريده الإدارة الأمريكية؟ هل تريد النفط بأسعارٍ منخفضة ليرتاح الناخب الأمريكي، أم تريده مرتفعاً ليرتاح منتجو النفط الأمريكي؟

لماذا انخفضت أسعار النفط إلى في سنة 2020؟

قبل الإجابة عن السؤال الأخير، يجب العودة في الزمن قليلاً، لكي نعرف ما الذي جعل سعر النفط يرتفع إلى هذا الحد، بعد أن كان لا يتجاوز خمسةً وثلاثين دولاراً في منتصف 2020، ففي ذلك الوقت، اتّخذت معظم الدول وفي مقدمتها الدول الاقتصادية العظمى، الكثير من التدابير لمكافحة انتشار "|كورونا|"، فاتّبعوا سياسات الإغلاق للكثير من المنشآت والمصانع، فانخفض استهلاك النفط في جميع أنحاء العالم.

لقاحات كورونا فجّرت أسعار النفط

عانت الدول المنتجة للنفط طوال سنة 2020، من قلّة الطلب على النفط، وانخفاض أسعاره، ومع ظهور لقاحات "كورونا"، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، فعادت معظم الدول إلى فتح منشآتها وإلغاء القيود المفروضة عليها، فبدأ |النشاط الاقتصادي| يعود إلى مستوياته السابقة لفترة الإغلاق، فازداد فجأةً الطلب على مختلف |مصادر الطاقة| وفي مقدمتها النفط الخام، فارتفعت أسعار النفط بسرعةٍ حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.

اقرأ المزيد ...

سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/23/2022 09:53:00 ص
لماذا لا يطبعون الكثير من النّقود؟
لماذا لا يطبعون الكثير من النّقود؟
 تصميم الصورة رزان الحموي 


كيف يمكن لسكّان دولة ما امتلاك المليارات في وقت قصير جدّاً؟

وماذا يمكن أن يحدث لو أنّ الدّولة قامت بطباعة الكثير من الأموال وأعطتها للمواطنين؟

اليوم سوف نتكلّم عن دولة أصبح كل سكّانها من أصحاب الأموال الطّائلة.

ولكن يا ترى هل ستنفعهم هذه الأموال؟

كثيراً ما نتساءل لماذا لا تقوم الدّول بطباعة نقود كثيرة وتوزيعها على المواطنين؟ ما دامت آلة الطّباعة والبنوك متوافرين لدينا؟


لماذا لا نطبع النّقود ونعيش في رفاهية تامّة؟

إنّ أوّل ما يحصل في تلك الحالة هي أنّ جميع النّاس سوف ينزلون إلى الأسواق ويشترون جميع السّلع المتوافرة، وبالتّالي سوف تظهر أوّل مشكلة وهي استهلاك كافّة السّلع لتصبح نادرة جدّاً لتصبح هذه السّلع والمواد نادرة ،وترتفع أسعارها وتتحوّل قيمتها إلى ما يعادل الذّهب والفضّة.

وفي ذلك الوقت فإنّ امتلاكك لمليارات الأموال لن تكفيك لشراء السّلع الأساسيّة، وهذا ما يسمّى بالتّضخّم.

ما معنى مصطلح "التّضخّم"؟

اختلف الباحثون في علم الاقتصاد على تعريف مصطلح |التّضخم| وظهرت الكثير من التّعريفات الّتي تشرح هذا المصطلح، وفي العموم يعني الارتفاع التّدريجي في أسعار المواد والخدمات والمنتجات في دولة ما.


هل أصاب التّضخم دولة ما من قبل؟

وقعت العديد من البلدان في فخ التّضخّم، حيث تمادوا في طباعة |الأوراق النّقدية| مع عدم وجود أي منتجات محليّة مما أدّى لإصابتهم بما يسمّى بـ "التّضخّم الجامح" أو Hyper inflation.

قصة تدهور العملة في ألمانيا:

ألمانيا تعتبر من أشهر الدّول الّتي تعرّضت للتّضخّم في القرن الماضي، وهذا كانت نتيجة لاقتراضها مبالغ مالية كبيرة من أجل تمويل الحرب، والّتي كانوا يعتقدون أنّهم سوف ينتصرون فيها نصراً مؤكّداً، ولكنّهم خسروا الحرب وخسروا أموالاً طائلة معها، بالإضافة لذلك كانوا يطبعون الكثير من |الأموال|، كل الأسباب السّابقة أدّت لارتفاع الأسعار بشكل جنوني وانخفضت قيمة العملة بشكل كبير.

قبل نشوء الحرب كانت العملة الألمانية تسمّى "مارك" وكان كل 1 دولار يساوي حوالي 4 مارك، وانخفضت قيمة العملة بشكل تدريجي حتّى وصلت لأرقام خياليّة حقّاً.

مواقف طريفة أثناء التّضخّم الجامح:

حصلت الكثير من المواقف الّتي لا أعلم إذا يمكننا تسميتها بالمواقف "الطّريفة" أم شديدة الحزن.

- كان الأطفال يلعبون بالعملات الورقية ويصنعون منها طائرات ورقية.

- كما كان الكثير من العائلات الألمانية الّتي لم تستطع تأمين المواد الأساسية لوقود التّدفئة نظراً لارتفاع أسعارها، لذلك كانوا يحرقون |العملات| من أجل التّدفئة.

- كان أصحاب المطاعم يصدرون قائمة بالأسعار الجديدة كل نصف ساعة، ويخبرون بها روّاد المطعم.

- كما كانت تكلفة طلاء المنازل مرتفعة الثّمن، لذلك قام البعض باستخدام النقود كجدران ورقية تزيّن منازلهم.


ومن حسن حظ الألمان أنّهم نهضوا ببلادهم واستعادوا رونقهم وقيمة نقودهم، أتمنّى أن تستطيع جميع الدّول الفقيرة والنّامية أن تنهض من جديد.

بقلمي: بيان فتاحي             

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/14/2022 09:42:00 م

ما الذي يجبر شركة آبل على إبقاء مصانعها في الصين؟
ما الذي يجبر شركة آبل على إبقاء مصانعها في الصين؟ 
تصميم الصورة رزان الحموي 

من المعروف بأن الأيادي العاملة متوفرةٌ ورخيصةٌ في الصين، فهل هذا صحيح؟ 

وهل هذا هو السبب الوحيد الذي دفع شركة آبل إلى تصنيع هواتف آيفون هناك؟ أم هناك أسباباً أخرى خفية وراء ذلك؟ 

تشير الإحصاءات إلى أن متوسط أجور اليد العاملة الصينية قد ارتفع كثيراً في السنوات الأخيرة، فقد كان لا يزيد عن أربعمئة دولار في الشهر سنة 2009

 ولكنه في سنة 2018 وصل إلى ألف دولار، ومن المرجح أن يرتفع أكثر

 ما يعني بأن أجور| اليد العاملة |في الصين أصبحت أعلى بكثير من الأجور في دولٍ أخرى، وهذا يدلُّ على أن رخص اليد العاملة الصينية لم يعد عامل جذبٍ للشركات الأجنبية.

توفر الأيدي العاملة الخبيرة وليست الرخيصة:

لم تعد الصين من الدول المتميزة برخص اليد العاملة فيها، وتدل الدراسات إلى أن معدل ارتفاع متوسط الرواتب والأجور فيها سيجعلها مشابهةً لكبرى الدول الصناعية خلال السنوات العشرة التالية

 ولكنها لا زالت توفّر الكثير من الأيدي العاملة المدرّبة، فشركةٌ بحجم |شركة آبل| مثلاً، تحتاج إلى أكثر من مئتي ألف عامل، وهذا العدد من العمّال قد لا توفّره أية دولةٍ أخرى غير الصين

 فالولايات المتحدة مثلاً لا يمكن لها أن توفر هذا العدد من العمال.

ميزاتٌ أخرى يقدّمها العمّال الصينيون:

إضافةً إلى توفّر اليد العاملة في الصين، فإنه من الممكن تأمين كل العدد المطلوب من العمّال من مدينةٍ واحدةٍ فقط، وهؤلاء العمال مدربون جيداً ويتقنون عملهم

 ويتميز الصينيون أيضاً بإخلاصهم وتفانيهم في العمل

 وتستطيع الشركة الأم عند الضرورة، أن توقف أي عددٍ من العمال عن العمل، كما تستطيع استبدالهم إذا اضطرت لذلك.

مثال على تفاني الصينين في عملهم:

في سنة 2007 وقبل إطلاق هواتف| آيفون| بأشهرٍ قليلة، كان| ستيف جوبز| يستخدم نموذجاً تجريبياً للهاتف، فلاحظ أن شاشته بدأت تتعرض للخدش، وكان يريد لمنتجه أن يكون مثالياً

فطلب من الشركة أن تجعل شاشات الهواتف مقاومةً للخدش، وكان ذلك يعني تغيير عددٍ كبيرٍ من شاشات الهواتف التي تم تصنيعها خلال وقتٍ قصير

فلم تستطع أية مصانع تحقيق ذلك باستثناء المصانع الصينية، ما يعني بأن الصينين مميزين بعملهم.

عوامل أخرى غير اليد العاملة الخبيرة:

لا يتوقف اختيار شركة آبل للصين من أجل بناء مصانعها على توفّر الأيدي العاملة الخبيرة فقط، فهناك أيضاً مشكلة متطلبات التصنيع، فتصنيع |الهواتف الذكية |يتطلب معادن خاصةً ونادرة

 وتلك المعادن لا تتوفر في أي مكان في العالم بقدر توفّرها في الصين، فالصين هي أكبر منتجٍ لهذه المعادن، ولديها أكبر احتياطي منها في باطن الأرض 

كما أن استخراج تلك المعادن في الصين هو الأسهل والأقل تكلفة.


اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/14/2022 09:42:00 م

ما الذي يجبر شركة آبل على إبقاء مصانعها في الصين؟
ما الذي يجبر شركة آبل على إبقاء مصانعها في الصين؟ 
تصميم الصورة رزان الحموي 
استكمالا لمقالنا السابق عن " ما الذي يجبر شركة آبل على إبقاء مصانعها في الصين؟ "
لنتابع معاً ....


 تقدّم| الصين| حوالي 80% من الاحتياج العالمي للعناصر النادرة، رغم أن تلك العناصر متوفرة في أراضي دولٍ أخرى مثل البرازيل وفيتنام وروسيا وأمريكا
 ولكن الصين تمتلك الخبرة والتقنيات اللازمة لاستخراج تلك المعادن وفرزها عن فلزّاتها الخام

 فهي تعمل على هذا الأمر منذ مطلع القرن العشرين، ولا ننسى بأن العمل على استخراج تلك المعادن يخلّف الكثير من النفايات السامة التي لا تريد الكثير من الدول أن تتورط فيها.

 ما هي أهمية المعادن النادرة؟

تدخل |المعادن النادرة| في صناعة مختلف التجهيزات الإلكترونية الحديثة

 كالهواتف الذكية والسيارات الكهربائية والأجهزة الطبية وغيرها، وقد أصبحت تلك المعادن سلاحاً بيد الصين تواجه به |الولايات المتحدة الأمريكية| في الحرب التجارية القائمة بينهما

 فأمريكا تستورد حوالي 90% من حاجتها للمعادن النادرة من الصين، وهي غير قادرةٍ حتى الآن على الاستغناء عن الصين في هذه الناحية.

ما الذي يمنع الشركات الأخرى من العمل في مجال المعادن النادرة؟

لو أرادت أية شركة أن تعمل على استخراج المعادن النادرة في أي بلدٍ في العالم، فهي لن تكون قادرةً على منافسة الإنتاج الصيني الذي يتميز بسهولة العمل فيه مقارنةً بغيره، وبالتالي سيكون أوفر من غيره بكثير

 ولا ننسى الخبرة والكفاءة العالية التي أصبحت تمتلكها الصين في هذا المجال، وكل ذلك يجعل منافسة الصين أمراً صعباً على أية شركة أو دولة.

مستقبل شركة آبل على المحك:

نستنتج من كل ما سبق بأن| شركة آبل |لا زالت مضطرةً لجعل مصانعها في الصين 

ولكن ما الذي قد يحدث لو تفاقمت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الامريكية؟

  من المحتمل والطبيعي أن تتأثر جميع منتجات آبل المصنوعة في الصين، وقد تنخفض واردات شركة آبل إلى النصف، ولذلك بدأت شركة آبل تبحث عن بديلٍ عن الصين لنقل مصانعها إليه

 وقد تكون الهند هي البديل الأفضل، ولكن الهند تفرض ضرائب على الشركات الأجنبية لا تقل عن 20%، كما أن الهند لا تمثل سوقاً مثالياً لمنتجات آبل على عكس الصين.

بدائل أخرى عن الصين:

لا تزال الهند هي البديل الأفضل لشركة آبل، ولكنها بحاجةٍ لمعالجة المشاكل سابقة الذكر، وقد تجد أمامها خياراتٍ أخرى مثل البرازيل وفيتنام

 ولكن وبغض النظر عن أي دولةٍ بديلة، فإن عملية نقل المصانع سيستغرق وقتاً طويلاً قد يستمر لأكثر من سنتين ونصف على أقل تقدير

 وهذا يعني توقّف الإنتاج خلال ذلك الوقت، وبالتالي خسارة جزء كبير من السوق، كما أن تكاليف ذلك لن تكون قليلةً.


من كل ما سبق نجد بان أسعار هواتف| آيفون| سترتفع بنسبةٍ لا تقل عن 15% إذا استمرت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة

 ولكن هل من الضروري أن تستمر تلك الحرب؟ 

أم أن الدول العظمى تعلّمت أن الحرب بكل أشكالها تسبّب الخسائر لجميع الأطراف؟

 فهل سيجد الاقتصادان الأكبر عالمياً تفاهماً ما؟

 نتوقع ان نقرأ تعليقاتكم على الموضوع وأن نرى تفاعلاتكم. 

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/14/2022 09:26:00 م

الصفقة السرية بين الصين وآبل
 الصفقة السرية بين الصين وآبل 
تصميم الصورة رزان الحموي 

قبل عدة سنوات، قامت السلطات الكندية بناءً على طلب حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، بتوقيف المديرة المالية في شركة "هواوي" الصينية، وهي ابنة مؤسس الشركة أيضاً، وقد تزامن ذلك مع النمو السريع الذي كانت تحققه شركة "هواوي" من حيث المبيعات، فقد أصبحت الشركة الثانية عالمياً بعد شركة سامسونج، أي أنها تجاوزت |شركة آبل|، وكانت الشركة الأكثر نمواً في العالم.

الحرب التجارية وتداعياتها:

مع التقدم الكبير الذي بدأت الشركات الصينية تحققه على مستوى العالم، ازداد الصراع التجاري بين |الصين| و|الولايات المتحدة|، فوجدنا الولايات المتحدة تفرض المزيد من التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية، وتضع الكثير من الشركات الصينية في القائمة السوداء

 ورأينا الصين ترد بالمثل، ولكن هذا الأمر لم يشمل منتجات شركة آبل

 فما هي حقيقة العلاقة بين الصين وشركة آبل؟

 ولماذا استثنتها الصين من عقوباتها؟

الشركات الكبرى تغادر الصين:

بدأت بعض الشركات الكبرى بمغادرة الصين في السنوات الأخيرة

 وذلك لأن الصين نفسها أرادت إخراجها، مثل شركتي "|غوغل|" و"|فيسبوك|"

 أو لأن تلك الشركات لم تعد قادرةً على منافسة الشركات الصينية، مثل شركة "|أمازون|" وغيرها، وهناك شركات أخرى مثل "فوكسكون" و"بيغاترون " التايوانية التي تقوم بتصنيع معظم قطع هواتف أيفون، والتي أصبحت من كبرى الشركات في الصين، والتي لم تتأثر حتى حينها بالعقوبات الصينية.

لماذا تطرد الصين بعض الشركات الأجنبية؟

حافظت تلك الشركات التايوانية على نموها في الصين حتى سنة 2014، عندما أرادت الصين أن تجعل كبرى شركاتها ذات أصلٍ صيني، فهي في النهاية دولةٌ شيوعية، ووجود مثل تلك الشركات الأجنبية يجعلها أقرب إلى الدول الرأسمالية

 ولكن تلك الشركات الأجنبية لم تكن غافلةً عن مخططات الصين، فبدأت تنقل مصانعها إلى دولٍ أخرى كالهند والمكسيك وفيتنام، وكانت شركة "فوكسكون" من الشركات التي بدأت تنتقل إلى الهند منذ سنة 2015.

هل تستغني شركة آبل عن شركة "فوكسكون"؟

أدركت الصين سريعاً بأن انتقال شركة "فوكسكون" إلى الهند سيعني حتماً انتقال شركة آبل أيضاً، لأن معظم قطع هواتف| آيفون |يتم انتاجها في شركة "فوكسكون"

 ولكن السوق الصينية تزوّد شركة آبل بعشرين بالمئة من وارداتها، ما جعل الاستغناء عن السوق الصينية أمراً غير مرغوبٍ فيه بالنسبة لشركة آبل

 فلم تجد أمامها سوى الاستغناء عن شركة "فوكسكون" مع أن ذلك قد يبدو صعباً عليها.

الصفقة السرّية:

تقول بعض التسريبات، بأنه في سنة 2016 سافر المدير التنفيذي لشركة آبل إلى الصين وأجرى صفقةً سريةً مع الحكومة الصينية، حيث تعهد بأن شركة آبل ستصرف 275 مليار دولار في السنوات الخمسة القادمة في الصين، ضمن مساعي الصين في خططها التنموية

 كما تعهدت آبل بمساعدة الشركات الصينية على تطوير أنفسها في مجالات التقنيات المتقدمة.

ما الذي تعهدت آبل بتقديمه للصين أيضاً؟

إضافةً لما سبق، فقد تعهدت شركة آبل بأنها ستدرّب المواهب الصينية، وستزيد المكونات الصينية في منتجاتها، كما ستعقد بعض الاتفاقيات مع شركات البرمجيات الصينية

 وستقوم ببعض التعاون التكنولوجي مع الجامعات الصينية، كما ستستثمر بشكلٍ مباشرٍ في بعض الشركات الصينية الناشئة، وقد أوفت شركة آبل بمعظم تلك التعهدات

 ولعل هذه الصفقة هي ما منعت الصين من استهداف تلك الشركة بعقوباتها.

اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/14/2022 09:26:00 م

الصفقة السرية بين الصين وآبل
 الصفقة السرية بين الصين وآبل 
تصميم الصورة رزان الحموي 
 استكمالاً لمقالنا السابق عن " الصفقة السرية بين الصين وآبل "....

لنتابع ...

إذا كانت الصين قد حصلت على كل تلك الأموال والاستثمارات والتعهدات من |شركة آبل|، فإن شركة آبل قد حصلت بالمقابل على بعض الامتيازات والاعفاءات التي لا تحلم بها الشركات الأجنبية الأخرى

 كذلك حافظت على 20% من مواردها التي تحققها عبر |السوق الصينية|، وتقدّر تلك النسبة بخمسةٍ وخمسين مليار دولار، وهي مستمرةٌ في الزيادة، فترتفع بذلك أسعار أسهم شركة آبل، حتى بلغ تقييمها ثلاثة مليارات دولار.

السياسة ليست بعيدة عن الصفقة:

مع اندلاع الحرب التجارية بين الصين و|الولايات المتحدة|، كانت شركة آبل إلى جانب شركة |تسلا|، الشركتان الأمريكيتان الوحيدتان اللتان لم تتأثرا بتلك الحرب

 وبذلك نستطيع أن نقرأ ما الذي كسبته شركة آبل من كل تلك الأموال والتعهدات التي قدمتها إلى الصين

 ولكن بعض التقارير المختصة تشير إلى أن شركة آبل قدّمت للصين أكثر من ذلك، فقد رضخت آبل لبعض المطالب الصينية ذات الطابع والتأثير السياسي، فجعلت بعض تطبيقاتها تخدم الصين في ذلك المجال.

تطبيقات آبل تخدم السياسة الصينية:

توجد مجموعةٌ من الجزر الصغيرة تتنازع عليها الصين مع اليابان وتايوان، وعند النظر إلى تلك الجزر عبر تطبيق الخرائط الذي تقدمه آبل، نجدها أكبر بكثير من الحقيقة، وتبقى ظاهرةً عند تصغير الصورة

 وقد اضطرت آبل لفعل ذلك بعد أن هددتها الصين بأنها لن تسمح لها بعرض أحد منتجاتها الجديدة في الصين، وهي عبارةٌ عن إصدارٍ جديدٍ لساعةٍ ذكيةٍ متطورة، ولعل الصين مارست مثل تلك الضغوطات للحصول على ما تريده.

المزيد من التنازلات:

أجرت صحيفة "التايمز" تحليلاً لتطبيق "أب ستور" الذي تقدمه شركة آبل

 فوجدت أن آلاف التطبيقات قد اختفت من ذلك المتجر، وتبرّر الشركة ذلك بأنها تلتزم بقوانين البلاد التي تعمل ضمنها، وهي الصين

 كما ذهبت الصين إلى أبعد من ذلك، فجعلت شركة آبل تخزّن بيانات المستخدمين الصينين في مراكز بيانات صينية حصراً، ومن يدير تلك المراكز هي شركات تابعة للحكومة صينية حصراً.

 صعود شركات صينية جديدة:

منذ سنة 2020، بدأ حوالي 32% من كبرى الشركات العالمية العاملة في الصين بنقل مصانعها إلى أماكن أخرى خارج الصين، وسيكتمل ذلك الانتقال بحلول عام 2023

 ولتعويض ذلك بدأت الصين بدعم شركاتها الصغيرة لكي تأخذ أماكن تلك الشركات المغادرة، فمثلاً هناك شركة صاعدة تسمى شركة "لوكس شاير LuxShare" من المتوقع لها أن تأخذ مكان شركة "فوكسكون" خلال السنوات القادمة

فقد بدأت شركة آبل تنقل إليها ما كانت تقوم به شركة "فوكسكون".


بذلك نكون قد كشفنا بعض أسرار الصفقة التي أبرمتها شركة آبل مع الحكومة الصينية وانعكست إيجاباً على كليهما، ولكن علينا أن نتذكر دائماً بأن أية شركةٍ في العالم مهما كانت كبيرة، فإن المبدأ الوحيد الذي تتمسك به وتحافظ عليه هو البحث عن الربح والنمو

فإذا كنت توافقنا بذلك فشارك المقال.

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/14/2022 05:31:00 م

من القوى المذهلة التي تسيطر على كوننا والقوّة الاقتصادية المتبعة لنجاح مبهر
من القوى المذهلة التي تسيطر على كوننا والقوّة الاقتصادية المتبعة لنجاح مبهر 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

أقوى قوة في الكون

يوجد في الكون 4 قوى أساسية تشكّل الكون حولنا.

وتسيطر هذه القوى على كلّ الكون  وتلعب دوراّ أساسياً، ومتناسقاً وهاماً في الحفاظ على استقار كوننا.

القوّة الأولى:

في بداية القوى يوجد لدينا القوة |النووية| القوية، ومن خلال اسمها نستنتج أنها أقوى قوّة تفاعلية بين الجزيئات ،وهي المسؤولة عن ربط البروتونات والنيوترونات ضمن الذرة، وتتميز أنها تتفكك لأجزاء أصغر.

وهي أقوى قوة نووية من بين القوى الكونية، ولكن لديها مشكلة تعترضها وهي أن مداها قصيرجداً ،كقطر البروتون من كل الجهات.

القوة الثانية :

وهي القوة التي تأتي في المرتبة الثانية بعد القوة النووية، وهي القوة الالكترومغناطيسية

وتماز بأنها قوة جذب للجزيئات التي تمتلك شحنات مختلفة وقوة نفر للجزيئات التي تمتلك شحنات متشابهة.

 وهي المسؤولة أيضاً عن تصرف الجزيئات بطريقة معينة لو دخلت مجال مغناطيسي مختلف.

وهذه القوة الاكترومغناطيسية قوية جداً، ولكنها أضعف من القوة النووية ب 137 مرة، 

وأقوى قوة جذب للقوة الالكترومغناطيسية هي 182 نيوتن لجسيمين ذريين ،بشحنات مختلفة

وصحيح أنها أضعف من القوة النووية القوية ولكن مسافة  تأثيرها هو لا نهائي، ولا محدود.

 فتستطيع أن تضع جزيئ في| بداية الكون| بشحنة موجبة، وجزيئ في نهاية الكون بشحنته السالبة، فسنلاحظ أنه رغم المسافة الهائلة سينجذبون لبعضهم البعض.

القوة الثالثة:

وهي تأتي في المرتبة الثالثة بعد القوة الالكترومغناطيسية، وهي القوة النووية الضعيفة.

وهذه القوة النووية الضعيفة هي القوة المسؤولة عن إمكانية حصول| الاندماج النووي|، داخل النجوم

 والتي تعطينا شيئ  كالشمس، وهذا يحصل عند وجود تراكم ذرّات من الهيدروجين كالبيئة المتواجدة في داخل النّجم 

وأثناءها النيوترون من المفروض أن ينسحب بواسطة القوة النووية الضعيفة، ويكوّن الديتيريوم.

(ومعنى الديتيريوم)، هو الهيدروجين الثقيل وزنه ضعف وزن الهيدروجين العادي، الذي يحتوي البروتون فقط.. 

ولدينا أيضاً التريتيوم ، والذي يتميّز بأن وزنه يساوي 3 أضغاف وزن الهيدروجين العادي.

القوة الرابعة:

هي آخر  قوّة كونية وهي الجاذبية بين جسيمين منفصلين بسبب الكتلة التي نعرفها بالجاذبية العادية، التي تقوم بسحبنا اتجاه الأرض

وهي |الجاذبية| الأضعف من بين جميع القوى على مستوى الذرّات والجزيئات.

بسبب الكتلة ومن بين باقي القوى الثلاثة لدينا فقط :

قوة الجاذبية بين الجسيمات تلتغي تقريباً في الحالات العادية.

ولكن تصبح قوة الجاذبية أقوى بكثير في حال تواجد| الثقب الأسود|.

وتفسير( ضعف الجاذبية كقوة طبيعية ): هو أن مداها يكون لا نهائي، ولا محدود.


والآن بعدما تحدّثناعن أقوى أربع قوى كونيّة سنتكلّم على القوّة الأولى الخارقة التي تكلّم عنها |ألبيرت آينشتاين|

((أقوى قوّة في الكون))

وهي.....

الفائدة المركّبة

 وهي التي تعطينا نتائجاً مبهرة لتحقيق الفائدة، والقوّة، والنجاح.

وهنا سنتّجه لقوة أخرى بعيدة عن قوى الكون، ولكنها من أقوى القوى في التعامل بسوق العمل، وهي

قوّة الفائدة المركّبة: في الاقتصاد تنشأ عندما تقوم بجمع الفائدة للمبالغ الأصلية. 

وتستخدم بعض المؤسسات المالية (الفائدة ) على أساس الفترات الزمنية التي قد تكون:

نصف الزمنية،...أو ربع السنة، أو الشهرية، أو الأسبوعية، أو حتى اليومية.  

هل اتّبعت يوماً، طريقة الفائدة المركّبة؟؟؟؟

وهل كنت تدرك تماماً أثر الفائدة المركّبة القوي في مجال العمل، وفي المصارف والمؤسسات؟؟؟؟


إذا أعجبك هذا الموضوع شاركنا رأيك قي التعليقات

دارين عباس 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/14/2022 02:03:00 م
ما الذي أدى إلى انهيار شركة فيسبوك؟ - الجزء الثاني
ما الذي أدى إلى انهيار شركة فيسبوك؟ - الجزء الثاني
تصميم الصورة : رزان الحموي
    
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق 

بعد أن عرفنا بأن انخفاض أعداد مستخدمي تطبيقات فيسبوك شكّل الضربة الأولى للشركة، فما هي الضربات الأخرى؟

الضربة الثانية أتت من شركة آبل

أعلن "مارك زوكربيرغ" (رئيس شركة فيسبوك) أن توقعات فيسبوك من الإيرادات خلال الربع القادم ستصل إلى حوالي 29 مليار دولار، في حين أن المستثمرين توقعوا أن تصل تلك الإيرادات إلى أكثر من 30 مليار دولار، وأن تكون توقعات الشركة أقل من توقعات المستثمرين فهذا مؤشرٌ سيء، وغير مطمئن، ويعود سبب انخفاض توقعات "زوكربيرغ" إلى ما فعلته |شركة آبل| في سياسات الخصوصية.

الناس لا يرغبون بتتبع بياناتهم

أدّت سياسة الخصوصية التي اتبعتها شركة آبل إلى رفض الناس أن تتتبع الشركات بياناتهم، وبالتالي أصبح صعباً على تلك الشركات مثل فيسبوك أن تحدّد رغباتهم وما يشدُّ انتباههم، فأصبح من الصعب استهدافهم بدقةٍ عالية، وبالتالي ستنخفض إيرادات الإعلانات التي ستجنيها تلك الشركة، وقد أشارت إحدى الاحصائيات إلى أن 95% من مستخدمي |هواتف آيفون| يرفضون تتبع فيسبوك لبياناتهم، وهذا طبعاً يشكّل ضربةً قاسيةً لفيسبوك.

تطبيقاتٌ جديدةٌ قد يكون لها أثرٌ سلبي

منذ فترةٍ ليست ببعيدة دخلت |شركة ميتا| في مجالٍ جديدٍ من التطبيقات، هو تطبيقات الواقع الافتراضي، وهي ترى بأن هذه التطبيقات ذات مستقبلٍ مشرقٍ وستحقق لها الكثير من الأرباح في المستقبل، وقد يكون ذلك صحيحاً، ولكن العمل على تلك التطبيقات وبناء البنية التحتية لها، يستنزف الكثير من أموال الشركة، وهذا لا يعجب الكثير من المستثمرين، فيمكن اعتبار ذلك ضربةً ثالثةً تعرّضت لها شركة فيسبوك بعد أن أصبحت تحمل اسم شركة ميتا، وأدت إلى انخفاض أسهمها إلى تلك الدرجة.

مشاكل أخرى تعاني منها شركة ميتا

إضافةً إلى الضربات الثلاثة السابقة، فيجب ألا ننسى بأن فيسبوك عانت الكثير من المشاكل في السنة الأخيرة، ما جعلها تخسر الكثير من سمعتها وشعبيتها، فقد تعرّضت الشركة للكثير من الانتقادات بعد فضيحة بيع البيانات وتسريبها، واستخدام تلك البيانات في الانتخابات الأمريكية، وهناك أيضاً قضايا خاصةً بالاحتكار لا زالت الشركة تخوضها في |المحاكم الأمريكية|، ومع أن مثل تلك القضايا تأخذ وقتاً طويلاً ولكن نتائجها غالباً لا تكون في صالح الشركة.

أدّت جميع الضربات والمشاكل التي ذكرناه والتي تعاني منها شركة ميتا إلى انخفاض قيمتها السوقية بمقدار ثلاثمئة مليار دولار، فأصبحت قيمتها حوالي ستمئة مليار دولار، ولكن ما ذكرناه قد لا يكون كل الأسباب التي أوصلت شركة ميتا إلى وضعها الحالي، فإذا كنت تعرف المزيد فنرجو أن تشاركنا به وأن تشارك المقال مع الآخرين.

لا تنسوا المشاركة ...........

سليمان أبو طافش 


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/14/2022 02:01:00 م

ما الذي أدى إلى انهيار شركة فيسبوك ؟ - الجزء الأول -
 ما الذي أدى إلى انهيار شركة فيسبوك ؟ - الجزء الأول -
تصميم الصورة : رزان الحموي
    
تعرّضت شركة فيسبوك (ميتا) في الفترة الأخيرة لجملةٍ من الخسائر المادية جعلتها تخسر أكثر من ثلاثمئة مليار دولار من قيمتها، مع أنها حققت إيراداتٍ أكثر مما هو متوقّع، ما يعني بأنها تعرّضت لانهيارٍ مفاجئ

وعند البحث عن حقيقة ما جرى وعن أسباب تلك الخسائر وذلك الانهيار  نجد بأن |شركة فيسبوك| قد تعرّضت لثلاثة ضرباتٍ متتالية أوصلتها إلى ما وصلت إليه، إضافةً إلى جملةٍ من المشاكل التي عانت منها

 فما هي تلك الضربات؟ وما هي تلك المشاكل؟ وكيف أثّرت في شركة فيسبوك (ميتا)؟

الإيرادات لا تشكّل المؤشّر الوحيد على نجاح الشركة

توقّع المحللون أن تجني شركة فيسبوك إيراداتٍ مقدارها 32.4 مليار دولار خلال الفصل الأخير من سنة 2021، ولكن الإيرادات التي حققتها بلغت 33.67 مليار دولار، وهذا يعني أن الإيرادات كانت أكثر من التوقعات، وعادةً ما يجعل ذلك أسعار أسهم أي شركةٍ ترتفع، ولكن ذلك لم يحدث هذه المرة مع شركة فيسبوك، وعند البحث عن السبب، نجد أنه يختبئ في أعداد المستخدمين.

ماذا عن أعداد المستخدمين ودلائلها؟

كانت توقعات المحللين أن يصل عدد مستخدمي فيسبوك في الربع الأخير من تلك السنة إلى 1.95 مليار مستخدم، ولكن العدد الفعلي للمستخدمين بلغ 1.929 مليار مستخدم، ما يعني انخفاض عدد المستخدمين عمّا هو متوقّع، وليس ذلك فقط، بل كان عدد المستخدمين في ذلك الربع أقل من عددهم في الربع السابق بحوالي نصف مليون مستخدم، وهذا الانخفاض هو أحد أهم الأسباب التي أدّت إلى انهيار شركة فيسبوك.

ما الذي يعنيه انخفاض عدد المستخدمين؟

تشير أعداد المستخدمين وارتفاعها أو انخفاضها إلى المرحلة التي وصلت إليها الشركة، فقد وجد المستثمرون أن شركة فيسبوك قد وصلت إلى مرحلة الاشباع، أي أن عدد مستخدميها قد بلغ ذروته، وبأنه بدأ بالانخفاض، ولن يرتفع مجدداً، وهذا كثيراً ما يحدث مع الشركات، إلا إذا وجدت الشركة طريقةً ما لتعيد أعداد مستخدميها إلى الارتفاع.

لماذا انخفض عدد مستخدمي فيسبوك؟

منذ ثمانية عشر عاماً كانت أعداد مستخدمي شركة فيسبوك ترتفع باستمرار، وهذه هي المرّة الأولى التي تنخفض فيها، وتعتبر أعداد المستخدمين أحد المؤشرات الهامة وأحد المعايير المستخدمة عند تنافس |شركات التواصل الاجتماعي| مع بعضها البعض، وقد خسرت فيسبوك الكثير من مستخدميها لصالح منصّاتٍ حديثةٍ مثل |تيك توك| وغيرها، خاصةً أن هذه المنصّات تستهدف فئة الشباب بشكلٍ خاص، وهذه الفئة هي التي قد تشكل الفارق بين أعداد مستخدمي أية منصةٍ من منصات التواصل الاجتماعي.

فئة الشباب هي من يصنع الفارق

تستحوذ شركة فيسبوك على الفئات العمرية المختلفة من عمر 25 إلى عمر 60 سنةً تقريباً  وبالتالي إذا أرادت زيادة مستخدميها فعليها التركيز أكثر على فئة الشباب الأصغر من 25 سنة، ولكن ذلك لن يكون سهلاً بعد انطلاق الشركات التي استهدفت تلك الفئة العمرية منذ إطلاقها، وأصبحت تعرف جيداً كيف تستحوذ عليها وتشدُّ انتباهها، ولكن كل ذلك لم يكن سوى الضربة الأولى التي تلقتها شركة فيسبوك.

اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/13/2022 08:26:00 م

حكاية سيارات هامر حتى الآن - الجزء الثاني
حكاية سيارات هامر حتى الآن - الجزء الثاني
تصميم الصورة : رزان الحموي 
 
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق 

إضافةً لتلك الأحداث، تصاعدت حملات التوعية للحفاظ على البيئة، فقام بعض المتعصبين للحفاظ على البيئة بحرق حوالي أربعين سيارة هامر سنة 2002، منهم عشرون سيارة في إحدى وكالات السيارات في كاليفورنيا، ومع حلول عام 2008 بلغت الأزمة المالية في الولايات المتحدة حداً جعل اقتناء سياراتٍ بذلك الحجم وبتلك الأسعار وباستهلاكها الكبير للوقود أمرأ صعباً جداً، وبذلك انهارت مبيعات سيارات هامر.

الحكومة الصينية تتدخّل

في ظل التغييرات الاقتصادية التي عصفت بالولايات المتحدة، أوشكت الكثير من الشركات على إعلان إفلاسها، ومن بينها شركة جنيرال موتورز، فعرضت الشركة |علامة هامر| للبيع، وكانت على وشك بيعها لإحدى الشركات الصينية، ولكن الحكومة الصينية تدخّلت في اللحظة الأخيرة وأوقفت الصفقة، في محاولةٍ منها لتحسين صورتها العالمية في مجال الحفاظ على البيئة.

لماذا تدخّلت الحكومة الصينية؟

تمتلك الصين سمعةً عالميةً سيئةً جداً فيما يخص أمور| التلوث والبيئة|، فهي الأكثر تلوثاً في العالم، ولكنها بدأت في العقدين الأخيرين اتخاذ بعض الإجراءات لتحسين تلك السمعة، ولتقليل التلوث الذي تعاني منه، كما أن الأنظمة والقوانين الصينية تسمح للحكومة بالتدخل في عمل شركاتها ووقف بعض الصفقات التي تُبرمها، كما سرت شائعاتٌ حول امتناع المصارف الصينية عن تمويل تلك الشركة في تلك الصفقة.

إيقاف تصنيع سيارات هامر:

في أبريل من عام 2010 أوقفت |شركة جنيرال موتورز| إنتاج سيارات هامر نهائياً، وأعلنت إيقاف انتاجها إلى أجلٍ غير مسمّى، وذلك بعد أن فقدت الأمل في إيجاد من يشتري تلك العلامة، وفي عام 2020 سرت بعض الشائعات حول نيّة شركة جنيرال موتورز بالعودة إلى انتاج سيارات هامر في عام 2021، ولكن ذلك لم يعلن عنه حتى الآن فما هو مصدر تلك الشائعات؟

هل تعود هامر كسيارةٍ كهربائية؟

قالت الشائعات بأن سيارات هامر القادمة ستكون سياراتٍ كهربائية، ومصدر تلك الشائعات هو صحيفة وول ستريت، ووكالة رويترز، وبغض النظر عن مدى صحّة تلك الشائعات، فإن فكرة إحياء منتجٍ قديمٍ هي فكرةٌ رائدة، فسيوفر ذلك على الشركة المنتجة الكثير من مصاريف التسويق، وهناك الكثير من الشركات التي تعتمد على هذه الفكرة.

شركات أخرى ستعيد إنتاج سياراتٍ قديمة

من المحتمل أن تعيد شركة "فورد" إنتاج سياراتها من نوع "برونكو"، كما ستعيد شركة "جيب" إنتاج سيارات "جلادياتور" التي اشتهرت في ستينيات القرن الماضي، اما شركة "تويوتا" فستعيد إنتاج سيارات "سوبرا" التي أوقفت انتاجها سنة 2002، وهناك الكثير من الشركات الأخرى التي ستعيد إنتاج سياراتٍ قديمة، وعلى الأغلب أن تلك الإصدارات ستكون كهربائيةً فهذا هو مستقبل السيارات.

إن عودة سيارات هامر كسيارات كهربائية صديقة للبيئة ستكون حلاً عملياً ومفيداً لعمليات التسويق، ولكن هل تستطيع استعادة مكانتها السابقة؟

 وهل ستتمكن من منافسة السيارات الكهربائية المتنوعة وخاصةً سيارات تسلا التي قطعت شوطاً بعيداً في ذلك المجال؟ أم أن لكل منجٍ زبائنه؟ نتوقع أن تشاركونا آراءكم.  

لا تنسوا المشاركة ............

سليمان أبو طافش 



مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/13/2022 08:25:00 م

حكاية سيارات هامر حتى الآن - الجزء الأول -
 حكاية سيارات هامر حتى الآن - الجزء الأول - 
تصميم الصورة : رزان الحموي 
  
قرّرت وزارة الدفاع الأمريكية سنة 1983 أن تطوّر مركباتها المخصصّة لنقل الجنود والمعدّات الحربية، فكانت بحاجةٍ إلى مركباتٍ قويةٍ تتحمّل ظروف الصحراء والحرب المحتملة، فأعلنت عن مناقصةٍ لذلك، وتقدّم للمناقصة عدّة شركاتٍ، ولكنها رست على شركة تدعى "AM General"، وتم الاتفاق على تطوير خمسةٍ وخمسين ألف مركبةٍ لقاء مبلغ مليار دولار، وأخذت تلك المركبة اسم "هامفي"، وقد استخدمت في غزو بنما وفي حرب الخليج الأولى.

رمز القوة الأمريكية:

حازت تلك |المركبة العسكرية| على شهرةٍ واسعة، وتباهى الأمريكيون بها خلال عرضها على شاشات التلفزة، وهي تعبر العقبات والطرق الوعرة وتجتاز المستنقعات وغير ذلك، فكأنها كانت تعكس القوة والتفوق الأمريكيين، وبعد انتهاء الحرب، بدأت شركة "AM General" تفكّر باستغلال الشهرة الكبيرة التي حصلت عليها تلك المركبة بأن تصنع منها نسخاً مدنية وتبعيها لعامة الناس، ولكن تلك الفكرة لم تتحقق حينها.

إنتاج سيارات هامر:

وقع الممثل الشهير "آرنولد شوايرزنغر" في عشق تلك السيارة، وأراد أن يمتلكها، فتواصل مع الشركة الصانعة التي رفضت تماماً بيعه تلك المركبة، لأنها لا تحمل أيّة تصريحاتٍ للسير في الطرق العامة، أو لقيادتها من قبل غير العسكريين، ولكنه لم يقتنع بذلك وأصرّ على طلبه، وهنا عادت إلى الشركة فكرة تصنيع نسخٍ مدنيةٍ من تلك المركبة، فأنتجت بعد ذلك بسنةٍ واحدةٍ سيارةً مدنيةً تحمل اسم "هامر" وبدأت بطرحها في الأسواق.

خصائص وميزات هامر:

كان "آرنولد" أوّل من اشترى وركب |سيّارة هامر| من غير العسكريين، ثم تسابق المشاهير على اقتنائها، وسرعان ما أصبحت تلك السيّارة محبوبةً من قبل الأمريكيين بسبب شكلها الفريد وقوتها وقدرتها على السّير على مختلف الطرق الوعرة، ولكن سعرها كان مرتفعاً جداً، فقد وصل إلى ستةٍ وخمسين ألف دولار، كما كانت تستهلك الكثير من الوقود.

انتقال علامة هامر إلى شركة جنيرال موتورز:

نظراً لاستهلاك سيارات هامر للكثير من الوقود، فقد قامت ضدّها الكثير من الحملات من أنصار الحفاظ على البيئة، ولكن تلك الحملات لم تكن قويةً بما يكفي، فارتفعت شعبية تلك السيارة وأصبحت علامتها التجارية عالميةً، واستمرَّ صعودها حتى سنة 1998 حيث قامت شركة "جنيرال موتورز" بشراء تلك العلامة، فأنتجت سنة 2002 نموذجاً أصغر للسيارة، ثم أنتجت نموذجاً أصغر أيضاً سنة 2005.

بداية النهاية:

بدأت أسعار المحروقات ترتفع بدءً من سنة 2000، كما بدأ |الاقتصاد الأمريكي| يتضعضع، فاضطرت شركة جنيرال موتورز لتصنيع نماذج أصغر من سيارات هامر لكي تجعل استهلاكها للوقود أقل، ولكن الأحداث التي مرّت بها |الولايات المتحدة| بعد أحاث الحادي عشر من أيلول، وحرب الخليج وحرب أفغانستان، جعلت الكثير من الأمريكيين يكرهون كلَّ ما يذكّرهم بتلك الأحداث، ومن ضمن ذلك سيارات هامر التي كانت رمزاً للحروب الأمريكية.

إقرأ المزيد ...

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 12:15:00 م
ما هو النظام الاقتصادي الأمثل؟ - الجزء الرابع - سليمان أبو طافش
النظام الاقتصادي الأمثل
 تصميم الصورة: ريم أبو فخر

 كما ذكرنا سابقاً بأنَّ  الصين تعد أكبر معقلٍ للفكر الشيوعي اليوم، وهي رسمياً دولةٌ شيوعية، ولكننا نجد فيها كبار أثرياء العالم لنرى اليوم ما هو النظام الذي تبنته الدول الأوروبية..

هل دول أوروبا الغربية رأسمالية أم اشتراكية؟

أما المجتمعات الأوروبية الغربية، فهي غالباً ما تعيش في دولٍ رأسمالية، ولكن أبناءها يتمتعون بالكثير من الحقوق والمّيزات التي لا نجدها في الكثير من الدول الاشتراكية، ومستوى الفقر فيها منخفضٌ جداً، وكذلك معدل |البطالة| ومستوى الجريمة، وهذا لا يعني بأن الأنظمة الرأسمالية هي التي حققت لها تلك المكاسب، بل هناك عوامل كثيرة تم اعتمادها إلى جانب الأنظمة الرأسمالية لكي تستفيد تلك الدول من حسنات النظام الرأسمالي وتتفادى سلبياته.

ما هي رغبات معظم الناس؟

لو حاولنا معرفة ما يريده غالبية الناس، لوجدنا أنّهم يتطلعون إلى مجتمعٍ تسوده العدالة والمساواة، وتتساوى فيه الفرص، بحيث يحصل كلُّ مجتهدٍ على نصيبه من الثروة والنجاح، فحب التملك صفةٌ طبيعيةٌ عند البشر، ولكن الاستغلال والهيمنة والاحتكار، أمورٌ مكروهة، ولذلك نرى بأن النظام الاقتصادي الأمثل هو الذي يحتوي على خليطٍ متجانسٍ من جميع الأنظمة، بحيث ينعم غالبة الناس بمستوً جيدٍ من الحقوق والحريّات والميزات.

لماذا تُعتبر الدول الإسكندنافية أفضل الأماكن للعيش؟

لعل أكبر مثالٍ على الدول التي نجحت في تحقيق التوازن بين الأنظمة الاقتصادية المختلفة نجده في الدول الاسكندنافية (السويد، النرويج، الدنمارك، وفنلندا)، فهي تقوم أساساً على |النظام الاشتراكي|، ولكنها تعتمد على قيادة الدولة والمجتمع بأفكارٍ رأسمالية، فالسوق الحرّة موجودةٌ تماماً، ولكل فردٍ في المجتمع حريّة العمل وجني |الأرباح| بقدر ما يريد، ولكن كلَّ ذلك تحت إشراف الدولة، التي تجمع الضرائب المنطقية من الجميع، كما توفّر الدولة التعليم والعلاج المجاني للجميع، ولكثير من المزايا والخدمات.

ما هي الانظمة الاقتصادية المنتشرة في الدول العربية؟

بقي علينا أن نتحدث عن الأنظمة الاقتصادية التي تعتمدها الدول العربية، والحقيقة أن معظم الدول العربية تعتمد أنظمةً مختلطةً بين الرأسمالية والاشتراكية، وقد بدأت آثار ذلك تظهر على بعض الدول مثل دول الخليج العربي، ولكن الكثير من البلدان العربية لا زالت تتعثّر وتنهض حتى الآن، ولا ننسى بأن الكثير من الدول لا تستطيع رسم خططٍ مستقلّةٍ عن العالم الخارجي، فالأطماع الاستعمارية لا زالت موجودةً، والكثير من الأنظمة تعاني من المشاكل الداخلية كالفساد بأشكاله المختلفة، ولا يجب أن نتجاهل نظرية المؤامرة أيضاً.

خلاصة الحديث:

حاولت في هذه المقالة تبسيط بعض |المفاهيم الاقتصادية|، والغوص باختصارٍ في إحدى القضايا التي تشغل بال الكثرين، ولكنني لست مختصاً، فإذا أخطأت فيما عرضته، فأتوقع من أهل العلم أن يعلقوا على تلك الأخطاء، أو ان يساهموا في نشر ما ذكرته بين أصدقائهم.

  بقلمي: سليمان أبو طافش


مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 12:14:00 م
ما هو النظام الاقتصادي الأمثل؟ - الجزء الثالث - سليمان أبو طافش
النظام الاقتصادي الأمثل
 تصميم الصورة: ريم أبو فخر

كما ذكرنا سابقاً كيف يقوم النظام الاشتراكي على توفير مختلف متطلّبات الحياة لأبناء الشعب، ولكن، لكل نظام يوجد فجوة لنتابع معاً..

هل الاشتراكية بلا عيوبٍ وأخطاء؟

رغم أن |النظام الاشتراكي| يبدو خياراً معقولاً جداً فهو يمنع معظم الناس من الوقوع في |الفقر|، إلا أنه يمنعهم أيضاً من الغنى، وهذا ليس سيئاً بالضرورة، ولكن للنظام الاشتراكي تبعاته السلبية أيضاً، فهناك قمعٌ حقيقيٌ للكثير من الحريّات، وهناك منعٌ للكثير من وسائل الراحة والرفاهية.

الدولة الاشتراكية تدفع أبناءها الأثرياء إلى الرحيل عنها:

لكي تستطيع الدولة الاشتراكية متابعة دعم الناس وتحسين أوضاعهم، فإنها ستحتاج إلى الكثير من الأموال، ومع الوقت سيصبح ذلك عبئاً ثقيلاً عليها، ولكي تؤمّن المزيد من |الأموال| ستفرض المزيد من الضرائب، ولتحقيق العدالة ستتناسب الضريبة مع الأرباح، وهذا يعني أن رجال الأعمال وأصحاب المنشآت سيدفعون الكثير من أموالهم كضرائب، وهذا لا يتناسب مع طبيعة البشر، وعندما يشعر هؤلاء الناس بالظلم، سيغادرون البلد مع أموالهم.

لماذا تنهار أسعار العملات في الدول الاشتراكية؟

يلجأ معظم أغنياء العالم إلى الدول الرأسمالية، لأنها تحمي أموالهم واستثماراتهم، فنجد الدول الاشتراكية تفقد رؤوس أموال أبنائها مع الوقت، فتخلو من الاستثمارات الكبيرة الحقيقية، وتقلُّ الأموال في خزينة الدولة، وتعجز الدولة مع زيادة عدد السكان وزيادة متطلبات الحياة، عن تأمين ما كانت تؤمنه من قبل، فتبدأ قيمة عملتها بالانهيار وترتفع الأسعار، وتسوء الحالة المعيشية لغالبية الناس.

قد تتطوّر الدولة الاشتراكية فتصبح شيوعيةً أو ماركسية:

قد تتحول بعض الأنظمة الاشتراكية المتطرفة إلى نظامٍ شيوعي، حيث لا يمتلك الفرد شيئاً، فملكية كل شيءٍ عائدةٌ للدولة، ولكن الجميع يحصلون على ما يريدون، أو بالأصحّ، على ما تقدمه لهم الدولة، وهذا يعني أن جميع المواطنين يعملون لدى جهةٍ واحدة هي الدولة، وهذا بحد ذاته شكلٌ متطرّفٌ من الاحتكار، وإذا زاد تطرّف الشيوعية، ننتقل إلى |الماركسية|، حيث لا يمكن لأحدٍ أن يفكّر بامتلاك أي شيء وإلا كان مصيره مظلماً.

هل يمكن وصف نظامٍ اقتصاديٍ ما بأنه الأفضل؟

من خلال ما عرضناه عن الرأسمالية والاشتراكية نجد بأن لكلّ نظامٍ إيجابياته وسلبياته، ولكن البشرية تعلّمت مع الوقت بأن تطبيق أي نظامٍ على حدة غير مجدٍ، فقد عانت مختلف المجتمعات من سلبيات الأنظمة الاقتصادية أكثر مما نعمت بحسناتها، ولهذا لا نجد اليوم نظاماً واحداً في أية دولة، فحتى في الولايات المتحدة التي تعتبر أكبر نظامٍ رأسمالي، نجد الكثير من الأنظمة والتشريعات التي تمنع الاحتكار وتحمي أبناء الشعب من الفقر والاستغلال.

هل الصين دولةٌ شيوعيةٌ فعلاً؟

تعتبر الصين أكبر معقلٍ للفكر الشيوعي اليوم، وهي رسمياً دولةٌ شيوعية، ولكننا نجد فيها كبار أثرياء العالم، وكبرى الشركات والاستثمارات، فهي تعتمد بشكلٍ ما على السوق الحر، وعلى الانفتاح ولكنها تضع رأسماليتها ضمن قوالب خاصة، بحيث تبقى تلك الرأسمالية تحت سيطرة الدولة، وكثيراً ما نجدها تدعم |الاستثمارات| الأجنبية، ولكنّها دائماً تضع خططاً للاستفادة المستقبلية منها، بما يعود بالمنفعة على كافة الصينيين.

اقرأ المزيد ...

بقلمي: سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 12:13:00 م
ما هو النظام الاقتصادي الأمثل؟ - سليمان أبو طافش
النظام الاقتصادي الأمثل
 تصميم الصورة: ريم أبو فخر

كما تحدثنا في المقال السابق كيف تسعى |الرأسمالية| إلى الربح بشكلٍ أساسي، وهذا قد يخلق بعض المشاكل دعونا نتابع معا لنتعرف أكثر على النظام الرأسمالي..

كيف تخسر الرأسمالية ميّزاتها مع الوقت؟

يؤدي احتكار الشركات الكبرى للسوق، إلى انعدام |المنافسة| الحرة، وهي كثيراً ما تقطع الطريق على الأفكار والابداعات الجديدة وجعلها مرهونةً بها، فلديها حقوق حماية الملكية لكل ما يمسُّ بمجال عملها، وعند ظهور أي جديدٍ فهي ستسعى لامتلاكه وإبقائه تحت سيطرتها، وبذلك ينتفي مع الوقت مبدأ السوق الحرة الذي يُعتبر أهمّ ميزات الرأسمالية.

الرأسمالية تمنع الفقراء من أن يصبحوا أغنياء:

في المجتمعات القائمة على الأنظمة الرأسمالية، يمتلك 1% من الناس 90% من |الثروة|، وهم يزدادون ثراءً، أما 99% من الناس فليس لديهم أية فرصةٍ في الصعود وتحسين أوضاعهم، ولكن ذلك لا ينفي وجود بعض الاستثناءات، فكثيراً ما سمعنا عن فقراء حققوا الثروة والمجد، ولكن ما هي نسبتهم بين الناس؟

الرأسمالية تدفع المجتمع إلى الحروب الأهلية والصراعات:

مع مرور السنوات، تزداد الفجوة بين الطبقة الثرية وعامة الشعب، ومع زيادة عوز الناس، يبدؤون بالبحث عن حلولٍ لمشكلتهم، فإذا امتلكوا ما يكفي من الوعي والإرادة فإنهم سينقلبون على الحكّام، وقد تدخل البلاد في صراعاتٍ وحروبٍ أهلية تأكل الأخضر واليابس إلى أن ينتصر أحدهما، أو يتعب الفريقان المتصارعان ويحتكمان إلى العقل والمنطق فيظهر نظامٌ اقتصاديٌ جديد.

تحوّل النظام الرأسمالي إلى نظام فاشي:

إذا انتصر فريق الأثرياء في الصراع مع عامة الناس، فإن النظام الرأسمالي سيتحول إلى نظامٍ فاشي، قائمٍ على قهر الشعوب وإذلالها واستعبادها لكي يضمن بقاءه في سدة الحكم وعلى عرش الثروة، وهذا سيقود عاجلاً أم آجلاً إلى |حربٍ أهليةٍ| جديدةٍ ولو بعد حين.

أما إذا انتصر الثائرون، فسيكون عليهم بناء نظامٍ جديد، وهذا سيكلفهم الكثير من الجهد و|المال| والوقت، وسينفقون سنواتٍ طويلةً في محاولة النهوض من جديد.

النظام الاشتراكي يراعي مصالح جميع أبنائه:

يتمتع العمّال في |النظام الاشتراكي| بالكثير من الحقوق التي لا يمتلكها أقرانهم في النظام الرأسمالي، فالحكومة ترعى شؤونهم وتنظّم القوانين اللازمة لذلك، بحيث يمتلك الجميع نفس فرص النجاح، فلا يبقى مجالٌ للاحتكار أو الاستغلال، ولا يعتمد الاقتصاد الاشتراكي على مبدأ العرض والطلب، بل يخضع لمجموعةٍ من الخطط التي تراعي مصلحة غالبية الشعب.

الدولة الاشتراكية تؤمن متطلبات أبنائها الأساسية:

يقوم النظام الاشتراكي على توفير مختلف متطلّبات الحياة لأبناء الشعب، مثل الرعاية الصحيّة والتعليم إلى جانب الحاجات الأساسية من طعامٍ وسكنٍ وغيرها، أما أسعار المنتجات المحلية والمستوردة، فهي خاضعةٌ دائماً لرقابة الدولة، التي تعمل كثيراً على دعم بعض السلع الأساسية وتوفيرها بأسعارٍ أقل من سعر التكلفة لكي تبقى في متناول الجميع.

الدولة الاشتراكية تدفع أبناءها إلى التكاتف والالتحام:

نجد في الأنظمة الاشتراكية الكثير من الجمعيات والنقابات والاتحادات التي تتعاون معاً على تنظيم مختلف شؤون المجتمع، فلا نجد مجالاً واسعاً للتنافس، أو المزايدة، فالهدف الأسمى للدولة الاشتراكية أن تجعل كافة أبنائها ينعمون بمستوً جيدٍ من المعيشة، وتدفعهم إلى الوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة كافة الظروف والتحديات، وتنمية روح المساعدة والمشاركة بين الناس.

اقرأ المزيد ...

بقلمي: سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 12:13:00 م
ما هو النظام الاقتصادي الأمثل؟ - سليمان أبو طافش
النظام الاقتصادي الأمثل
 تصميم الصورة: ريم أبو فخر

من أشهر الأنظمة الاقتصادية المنتشرة في العالم اليوم، النظامان |الاشتراكي| و|الرأسمالي|، فإذا كانت الرأسمالية تقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج المختلفة، وتوفير السلع والخدمات بهدف الربح قبل كل شيء، فإن الاشتراكية تقوم على ملكية مختلف وسائل الإنتاج بشكلٍ جماعي، وبناءً على ذلك يمكن القول بأن الاشتراكية تقوم على توحيد مصير المجتمع كلّه، بحيث يعيش أبناء الشعب كافةً بنفس المستوى، فتختفي الفروقات الطبقية بين الناس، ولكن هل يمكننا القول بأن الاشتراكية أفضل، أم الرأسمالية؟ لكي نعرف ذلك علينا البحث عن ميزات كل نظامٍ منهما.

تعتمد الرأسمالية على فكرة السوق الحرة ومبدأ العرض والطلب:

في النظام الرأسمالي نجد مفهوم |السوق الحر|، وهو يدعم تحويل الأفكار و|المشاريع| إلى منتجات، ونجاح تلك المنتجات أو فشلها مرهونٌ بمدى إقبال الناس عليها، فنجد هنا حريّة الاختيار لدى المستهلك بين المنتجات المختلفة، وطالما كان المنتج يلبّي رغبة المستهلك ويراعي قدرته الشرائية يبقى المنتج رائجاً ومربحاً، وهذا ما يلخّصه مبدا العرض والطلب بأبسط أشكاله.

توفّر الرأسمالية حريّة المنافسة والابتكار:

توفّر الرأسمالية بيئةً خصبةً للابتكار والابداع، فهناك دائماً منتجاتٌ جديدة، أو مواصفاتٌ جديدة لمنتجٍ قديم، وكلُّ من يقوم بإنتاج سلعةٍ أو خدمةٍ ما، سيحرص على جعلها الأفضل من حيث المواصفات والأرخص من حيث السعر، فهو يسعى بشكلٍ ما إلى زيادة حصّته من السوق، فتزداد المنافسة، وينعكس كلُّ ذلك ربحاً على الجميع، فالمنتج والتاجر والمستهلك جميعهم يحققون ربحاً ما.

قد تبدو الرأسمالية خياراً جيداً، ولكن هل خاليةٌ من العيوب؟ 

تسعى الرأسمالية إلى الربح بشكلٍ أساسي، وهذا قد يخلق بعض المشاكل، فصاحب أية منشأةٍ سيحرص على دفع أقلِّ التكاليف على منتجاته، وإذا كان لا يستطيع تقليل جودة منتجه، فسيحاول تقليل التكاليف بطرقٍ أخرى، ومنها تقليل أجور العاملين، وهنا تظهر أولى سلبيات |النظام الرأسمالي|، التي يمكن تسميتها باستغلال الطبقة العاملة وبخسها حقوقها، ما قد يجعلها تعاني من |الفقر| والعوز والحاجة، وما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض و|البطالة| وارتفاع معدل الجريمة.

هل تؤدي الرأسمالية إلى ارتفاع معدّل البطالة؟

تقوم معظم الأنظمة الرأسمالية اليوم بنقل منشآتها إلى دول العالم الثالث، فهناك تتوفر المواد الخام بأسعارٍ منخفضة، وهذا يوفّر تكاليف نقل المواد الخام، كما تتوفّر الأيدي العاملة الرخيصة، وهذا يعني توفيراً في التكاليف وزيادةً في الأرباح، ولكن في الوطن الأم يزداد معدّل البطالة ويزداد عامة الناس فقراً وتكبر الفجوة بين طبقات المجتمع.

الرأسمالية تزيد فقر الشعوب ومعاناتها:

عانت الشعوب الواقعة تحت سيطرة الأنظمة الرأسمالية كثيراً عبر التاريخ، فكانت دائماً تعاني الظلم والقهر والحرمان، فكان الأغنياء فيهم يزدادون غنى، والفقراء يزدادون فقراً، وقد فتحت الرأسمالية مجالاً واسعاً للاحتكار، فالشركات الكبرى تبتلع الأسواق وتحتكر السلع، وعند محاولة أية شركةٍ جديدةٍ أن تظهر على السطح، فإن الشركات الكبيرة العاملة في نفس المجال، ستسعى فوراً لامتلاكها أو السيطرة عليها أو محاربتها ودفعها للإفلاس.

اقرأ المزيد ...

بقلمي: سليمان أبو طافش

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/30/2022 06:54:00 م

ألمانيا وأوروبا بين الحربين العالميتين
 ألمانيا وأوروبا بين الحربين العالميتين
تصميم الصورة وفاء المؤذن
 استكمالاً لمقالنا السابق عن " ألمانيا وأوروبا بين الحربين العالميتين "

التعويضات المادية هو أهم ما شغل بال الحلفاء:

لم يكن كلُّ ذلك هو ما يشغل بال الحلفاء فقط، بل كان تركيزهم منصبّاً على التعويضات المادية التي ستدفعها| ألمانيا| لكلٍّ منهم

 ولكن الاتفاق على تقدير تلك التعويضات لم يكن سهلاً، فكل دولةٍ كانت تطمع بالحصول على حصّة الأسد

 ففرنسا الراغبة بعصر الألمان حتى الرمق الأخير طالبت بمئة مليار دولار، وهذا رقمٌ هائلٌ جداً، فهو يعادل أكثر من مئةٍ وعشرين ألف طنٍ من الذهب

 وهذا يعادل الناتج الألماني كله لعدة سنوات، ولذلك بدا هذا المبلغ مستحيلاً.

وجهة النظر الأمريكية تجاه أوروبا وألمانيا:

أصرّت |فرنسا |على التعويض الذي حدّدته، بينما رأى الأمريكيون بأن التعويضات لا يجب أن تزيد عن اثني عشر مليار دولار

 فيجب أن تنهض ألمانيا اقتصادياً، وعلى أوروبا أن تتعاون معاً وتتبنى فكرة| الاقتصاد |الحر، لكي تتمكن من مساعدة| الولايات المتحدة| في القضاء على الأفكار الشيوعية التي تراها أمريكا الخطر الأكبر عليها.

بريطانيا تتخبط بين ألمانيا وفرنسا:

كذلك أرادت الولايات المتحدة مع حلفائها، أن تُنشئ ما سيسمى عصبة الأمم، لكي تحفظ الاستقرار العالمي، والأمن والسلام حول العالم، بما يضمن مصالحها

ولكن اهتمامها الأكبر كان ضمان تسديد الأوروبيين لديونهم من البنوك الأمريكية، أما البريطانيون، فقد رأوا بأن المطالب الفرنسية كبيرةٌ جداً، فهي من جهةٍ أولى لا تريد أن تخسر السوق الألمانية الكبيرة

 ولكنها من جهةٍ ثانية لا تريد استعادة ألمانيا لقوتها الاقتصادية، كما أنها لا تريد لفرنسا أن تسيطر على القارة العجوز.

الحلفاء لم يستطيعوا الاتفاق بسهولة:

وجد رئيس الوزراء البريطاني آنذاك نفسه بين فكي كماشة، فهو لا يستطيع القسوة على الألمان للأسباب سابقة الذكر، ولكن الشعب البريطاني يطالبه بعدم التساهل مطلقاً مع الألمان

 فرأى بأن مبلغ خمسين مليار دولارٍ كتعويضاتٍ تُفرض على ألمانية، رقمٌ مقبول، ولكن الدول الأخرى لم توافق على طرح أية دولة، فكل دولةٍ تمسّكت بما تراه مناسباً

 فامتدت المباحثات لعدة أشهر، وخلال تلك المباحثات، طرح أحد الموظفين الشباب ويدعى "جون كينز" بعض التوقعات التي صدمت الجميع.

المنصب البسيط لا يمنع من رؤية الحقائق:

أصبحت أفكار "جون كينز" في أيامنا هذه، من أهم مبادئ علم الاقتصاد، ولكنه في سنة 1920، كان لا يزال موظفاً صغيراً في الحكومة البريطانية، وكان مكلّفاً بتقدير التعويضات المفروضة على الألمان

 فقال بأن المبلغ المنطقي الذي يجب فرضه على ألمانيا هو ستة مليارات دولار، ويجب دفعها على دفعاتٍ مدروسة، وإلا انهارت ألمانيا، وعواقب ذلك على أوروبا ستكون كارثية.

الحلفاء لا يصغون لصوت العقل والمنطق:

طالب "جون كينز" الدول الأوروبية كلها بالوقوف مع ألمانيا وفتح أسواقها لها، لكي تستطيع تسديد التعويضات المفروضة عليها

 ولكن مقترحاته لم تجد أذناً صاغية، فقدّم استقالته، وراح يؤلف كتاباً عن العواقب الاقتصادية للسلام، مبرراً وجه نظره بأسلوبٍ بسيطٍ يفهمه عامة الناس

 كما شرح الدّمار الاقتصادي الذي توقّعه لأوروبا في السنوات القادمة، وقد حقق كتابه أرقاماً عاليةً في المبيعات.


اقرأ المزيد ...

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/30/2022 06:54:00 م

ألمانيا وأوروبا بين الحربين العالميتين
 ألمانيا وأوروبا بين الحربين العالميتين
تصميم الصورة وفاء المؤذن
  استكمالاً لمقالنا السابق عن " ألمانيا وأوروبا بين الحربين العالميتين "

الوجه الآخر للولايات المتحدة الأمريكية:

حاولت| فرنسا| وبريطانيا التهرّب من تسديد الديون لأمريكا، خاصةً بعد أن استولى |الشيوعيون |على السلطة في| روسيا |وامتنعوا عن سداد ديون روسيا القيصرية

 ولكن| الولايات المتحدة |كشّرت عن أنيابها، وأصرّت على استرجاع ديونها، ولذلك لم يكن هناك بدٌ من مساعدة| ألمانيا |للنهوض مجدداً لكي تسدد ما عليها فيتمكن الأوروبيون من تسديد ديونهم للأمريكيين.

التنبؤات السوداوية تتحقق:

بعد سنوتٍ قليلةٍ من |معاهدة فيرساي|، بدأت توقعات "جون كينز" تتحقق، فقد قرّرت الحكومة الألمانية طباعة المزيد من النقود، فارتفع التضخم بشكلٍ كبير، وغرقت ألمانيا في العجز الاقتصادي، فلم تستطع دفع التعويضات للأوروبيين

 فقامت فرنسا بحشد قوّاتها ودخلت الأراضي الألمانية الغنية في منطقة "الرور"

 فأمرت الحكومة الألمانية عمّالها بمقاومة الفرنسيين بالامتناع عن العمل وقفل المناجم والقيام بالإضرابات وتخريب المصانع لكي لا يستطيع الفرنسيون أخذ أي شيء.

الولايات المتحدة تقرر إنقاذ ألمانيا:

كانت المنطقة التي دخلتها القوات الفرنسية هي منطقة صناعية غنية بمناجم الفحم والمعادن، فكانت وارداتها تشكلُّ جزءً كبيراً من العائدات الألمانية

 وبدخول الفرنسيين إليها خسرت ألمانيا تلك العائدات فغرقت بالعجز الاقتصادي أكثر وأكثر، وارتفعت الأسعار بشكلٍ جنوني، وانخفضت قيمة المارك الألماني، لدرجة أن رغيف الخبز وصل إلى مئتي مليون مارك، سنة 1923

 وهنا أدركت| أمريكا |بأن الأوضاع في| أوروبا |لا تسير لمصلحتها فكلّفت "تشارلز دوز" بإعداد خطةٍ لإنقاذ الوضع في ألمانيا.

خطة الإنقاذ الأمريكية تعود إلى مقترحات "جون كينز":

نتيجةً لخطة الإنقاذ الأمريكية لألمانيا، تم إقراضها مبلغ خمسةٍ وعشرين مليار دولار، لمدة ست سنوات، كما تم تقليل التعويضات المفروضة على ألمانيا إلى اثني عشر مليار دولار

 وتمديد فترة السداد بحيث لا تعيق النمو الاقتصادي لألمانيا، كما رأت الخطة ضرورة خروج القوات الفرنسية من ألمانية، وخاصة منطقة "الرور" الصناعية، لكي تبدأ بالعمل من جديد

 إضافةً إلى فتح الأسواق الأوروبية أمام الصادرات الألمانية.

أزمة الكساد الأمريكية وتبعاتها:

بعد خمس سنواتٍ من إطلاق خطة الإنقاذ الأمريكية، والتي كانت في الحقيقة عودةٌ لمقترحات "جون كينز"، استطاعت ألمانيا أن تقف من جديد، فبدأ اقتصادها بالتحسن والانتعاش

 حتى أن ألمانيا أصبحت عضواً في عصبة الأمم، فبدا حينها وكأن العالم يمضي نحو مستقبلٍ أكثر استقراراً وأماناً، ولكن ذلك لم يستمر طويلاً

 فسرعان ما وقعت الولايات المتحدة في| أزمة الكساد |الكبير سنة 1929، وذلك ما انعكس سلباً على جميع الدول المرتبطة بها اقتصادياً.

هتلر يستلم الحكم في ألمانية:

كانت ألمانيا من أكثر الدول تضرراً من أزمة الكساد الأمريكية، فعادت الأوضاع تزداد سوءاً، ونشطت مجدداً الحركات والأفكار المتطرفة مثل الأفكار النازية، التي سرعان ما وجدت طريقها إلى سدة الحكم

فأصبح| هتلر| زعيماً لألمانيا، وراح يخطط لاستعادة القوة الألمانية العسكرية والاقتصادية لأخذ الثأر من الأوروبيين الذين أذلوا الألمان واستعبدوهم، وهكذا سار العالم نحو| الحرب العالمية| الثانية.


هل كان من الممكن تجنيب العالم ويلات الحرب العالمية الثانية لو استمع الحلفاء لعقل المنطق المتمثل بمقترحات "جون كينز" منذ البداية، نرجو مشاركة المقال لكي نعرف آراء أكبر عددٍ ممكنٍ من الناس. 



مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/30/2022 06:54:00 م

ألمانيا وأوروبا بين الحربين العالميتين
 ألمانيا وأوروبا بين الحربين العالميتين
تصميم الصورة وفاء المؤذن
بعد انتهاء| الحرب العالمية |الأولى، أرادت الدول الأوروبية أن تضمن عدم مقدرة ألمانيا على النهوض ومحاربتها مجدداً

 وكان على رأس الدول المتخوّفة من العودة الألمانية، فرنسا، فقد كانت من أكبر المتضررين من الحرب، وكانت تخشى عودة ألمانيا إلى قوتها ثانيةً

 فقد سبق لألمانيا أن هزمت| فرنسا| في سنة 1878

 ورغم كل ما فعلته فرنسا، فإن ألمانيا عادت في غضون عشرين سنةً أقوى مما كانت عليه

 فتبين بأن العقوبات والقيود التي فُرضت عليها بعد الحرب العالمية الأولى، لم تمنعها من امتلاك قوةٍ هائلةٍ استطاعت بها أن تثير الرعب في قلوب دول العالم

فماذا فعلت فرنسا ودول أوروبا وأمريكا وأدى لعودة ألمانيا إلى ذروة أمجادها ثانيةً؟

ألمانيا تجتاح باريس:

رغم محاولات فرنسا العديدة لكبح| ألمانيا| بعد الحرب العالمية الأولى، إلا أن ألمانيا عادت أقوى من قبل، وأول ما فعلته هو اجتياح فرنسا وعاصمتها باريس، فسلبت منها كلَّ ما لم تدمّره دباباتها

 وكان تعامل الألمان مع الفرنسيين عديم الرحمة والشفقة، ولعل ذلك ناتجٌ عن الحقد الكبير الذي امتلأت به قلوب الألمان ضد الفرنسيين بعد توقيع معاهدة فرساي التي فرضت الذل على جميع الألمان.

أولويات معاهدة فيرساي:

 اجتمع زعماء الدول الحلفاء في باريس سنة 1918 لصياغة |معاهدة فيرساي|، ووضع شروط استسلام الألمان، وكان الألمان مرغمين على قبول كلِّ ما في تلك المعاهدة، وإلا عاد الحلفاء إلى ضرب ألمانيا

 وربما دمروها نهائياً هذه المرة، وربما قسّموها إلى أشلاء فيما بينهم

 فكانت الأولوية الأوروبية لنزع سلاح الألمان، وتقليل عدد الجنود الألمان إلى مئة ألفٍ فقط، وتفكيك سلاح البحرية بما لا يتجاوز خمسة عشر ألف جنديٍ فقط، ثم منع وجود أية قوةٍ جوّيةٍ أو أية غواصاتٍ ألمانية.

العقوبات الاقتصادية على ألمانيا:

من بنود معاهدة فرساي أيضاً، إلغاء التجنيد الاجباري، وتحديد مدة خدمة الضباط الألمان بخمسةٍ وعشرين عاماً، وكل هذا كان ضمن الجانب العسكري فقط

 أما في الجانب الاقتصادي، فتوجّب على ألمانيا التنازل عن معظم مناجم الفحم لصالح فرنسا لمدة خمسة عشر عاماً، وذهاب جزءٍ من تلك المناجم إلى بولندا

 أما الأراضي الألمانية فسيتم انتزاع 12% منها، عداك عن انتزاع المستعمرات الألمانية في إفريقيا والمحيط الهادئ، وفوق كلِّ ذلك توجّب على ألمانيا دفع مبلغ خمسة مليارات دولار كجزءٍ من التعويضات بشكلٍ فوري.

الأوروبيون يتعمّدون إذلال الألمان:

من الناحية السياسية، نصّت المادة 231 من معاهدة فرساي، على ضرورة اعتراف ألمانيا بمسؤوليتها الكاملة عن كلِّ ما حدث خلال الحرب العالمية الأولى، وهذه المادة تحديداً كانت ظالمةً جداً بنظر الألمان فأسموها مادة العار

 وقد قوبلت هذه المادة برفضٍ شعبيٍّ كبيرٍ في ألمانيا، فعمّت المظاهرات والاحتجاجات الشوارع الألمانية واحتقن الناس بالغضب.

 اقرأ المزيد ...

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/27/2022 12:08:00 م

كيف أدى حريق شركة فيليبس إلى انهيار شركة إريكسون؟ - الجزء الثاني.
كيف أدى حريق شركة فيليبس إلى انهيار شركة إريكسون؟ - الجزء الثاني.
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
اسكمالاً لما ورد في الجزء السابق 

رد فعل شركة إريكسون على ما حدث:

وقفت شركة نوكيا بكل إدارتها وكوادرها على ساقٍ واحدةٍ لكي تتدارك ما حدث، بينما لم تدرك شركة إريكسون خطورة الوضع إلا متأخرةً، وعندما عرفت بما حدث، لم تعطه حقه من الاهتمام، فقد تواصلت مع عملائها وأخبرتهم بأنها ستتأخر لمدة أسبوعٍ عن تسليم الطلبات، كما أن هذه المعلومات لم تصل إلى إدارة الشركة في الوقت المناسب، بل هي لم تعرف بما حدث إلا بعد أسبوعين، حين أعلنت |شركة فيليبس| عن تأثير الحريق.

وقوع المحظور وفوات الأوان:

أعلنت شركة فيليبس، بأنها لن تكون قادرةً على العودة إلى نشاطها السابق قبل ستة أسابيع من اندلاع الحريق، ومن هذا الإعلان أدركت إدارة شركة إريكسون أنها أمام كارثةٍ حقيقية، فهي تعتمد كلياً على شركة فيليبس في انتاج الرقائق، وفي هذا الوقت قررت إريكسون البحث عن بديل، ولكنها لم تجد في الأسواق ما تشتريه لأن شركة نوكيا سبقتهم إلى ذلك.

طرق إريكسون المغلقة:

لم تكتفِ شركة نوكيا بشراء كل الرقائق المتوفرة في السوق، بل تعاقدت أيضاَ مع شركاتٍ كثيرة لتزويدها بالرقائق، فلم تجد شركة إريكسون من تتعاقد معه، ولم تستطع تأمين حاجاتها من الرقائق، وبما أنها مرتبطةٌ بالكثير من الالتزامات، فقد تكبّدت خسائر كبيرة، وقبل أن ينتهي عام 2000، كانت |خسائر شركة إريكسون| تتجاوز 2.3 مليار دولار، وانخفضت حصّتها السوقية بنسبة 3%.

 إجراءات كثيرة بلا فائدة:

حاولت شركة إريكسون القيام بأية إجراءاتٍ لإنقاذ الموقف، والاحتفاظ بوجودها في السوق، فقامت بالتخلي عن الكثير من الموظفين، واستعانت بمصانع خارجيةٍ لتصنيع الهواتف، ولكن كلّ ما قامت به لم يكن كافياً لإنقاذها من مصيرها المحتوم، فتدهورت أوضاعها واضطرت إلى بيع الكثير من مصانعها في عدة دولٍ حول العالم إلى شركة فليكس في عام 2001.

دخول شركة سوني على منتجات إريكسون:

بعد ذلك بسنةٍ واحدة فقط ، سيطرت |شركة سوني| على عقود الهواتف لشركة إريكسون، فظهرت منذ نهاية سنة 2001 علامة شركة سوني إريكسون، فتحولت شركة إريكسون من شركة عملاقة تسيطر على جزءٍ كبيرٍ من سوق تصنيع |الهواتف النقالة|، إلى شركةٍ شبه مفلسةٍ تابعةٍ لشركةٍ أخرى.

  ما حدث في شركتي إريكسون ونوكيا أصبح درساً يمكن الاستفادة منه، وأصبحت الشركات الأخرى تدرس تفاصيل هذه القصة للاستفادة منها في تفادي الوصول إلى ما وصلت إليه شركة إريكسون، وضرورة إيجاد أفضل السبل لتأمين الموارد وسبل الامداد المختلفة، فقد يكون ذلك الحد الفاصل بين |النجاح| والفشل.

هناك دائماً دروسٌ يمكن تعلمها من |قصص النجاح| والفشل، فإذا أعجبك ما ذكرناه فشاركنا برأيك.

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/27/2022 12:06:00 م

كيف أدى حريق شركة فيليبس إلى انهيار شركة إريكسون؟ - الجزء الأول -
 كيف أدى حريق شركة فيليبس إلى انهيار شركة إريكسون؟ - الجزء الأول -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
في ربيع سنة 2000، وفي ولاية نيومكسيكو في| الولايات المتحدة الأمريكية|، كان الجو عاصفاً، فانهمرت الأمطار، واشتدت الصواعق، وقد ضربت إحدى الصواعق أحد خطوط الكهرباء، فانقطع التيار الكهربائي عن جزءٍ كبيرٍ من الولاية، وكان هذا المكان يحتوي على أحد مصانع شركة فيليبس التي تصنع شرائح أجهزة الهاتف النقال، ومع انقطاع الكهرباء، توقفت أجهزة التبريد في المصنع، فارتفعت حرارة خط الإنتاج، واندلع حريقٌ في أرجاء المصنع، وبعد عشر دقائق فقط من اندلاع الحريق، تمكّنت أجهزة الإطفاء من إخماده، ولكن ذلك الوقت كان كافياً لإنهاء هواتف إريكسون، فكيف حدث ذلك؟

بدايات السيطرة على السوق:

في منتصف تسعينيات القرن العشرين، بدأت ثلاث شركاتٍ بالسيطرة على تكنولوجيا صناعة الهواتف الذكية، هي شركات نوكيا، إريكسون، وموتورولا، وبما أن شركة موتورولا كبيرةٌ وقديمةٌ بما يكفي، فقد كانت مكتفيةً بذاتها لإنتاج كل ما تحتاجه أجهزتها، أما شركتي إريكسون ونوكيا، فكان عليهما الاستعانة بشركاتٍ أخرى لتأمين بعض المنتجات.

خياراتٌ مختلفة لشركتين بنفس الوضع:

كانت شركة فيليبس هي الأشهر والأقدر على تأمين متطلبات شركتي نوكيا وإريكسون، ولكن شركة نوكيا لم تعتمد على شركة فيليبس فقط لإنتاج ما تحتاجه، بل تعاملت مع عدة شركاتٍ أخرى، وقد فرض عليها ذلك المزيد من التكاليف، ولكنه حماها من المصير الذي وصلت إليه شركة إريكسون.

اتباع الأسلوب الخاطئ من شركة إريكسون:

لم تعتمد |شركة إريكسون| على أسلوب ومنهج شركة نوكيا، بل فضّلت التعامل مع شركة واحدة لتوفير التكاليف، فكانت تحصل على كل ما تحتاجه من شركة فيليبس فقط، وقد كانت شركة فيليبس مسيطرةً على انتاج الرقائق لكبرى| شركات الهواتف النقالة|، فكانت تمتلك سبعة عشر مصنعاً، تنتج أكثر من ثمانين مليون رقاقة في كل يوم، وكان حوالي 80% من الهواتف المباعة في العالم كله من صنع شركة فيليبس، وكانت حصة نوكيا وإريكسون منها يصل إلى 40%.

الآثار الكارثية التي خلفاها الحريق البسيط:

رغم أن فترة الحريق الذي اندلع في أحد |مصانع فيليبس| لم تكن طويلة، ولكنه أنتج كميةً كبيرةً من التلوث، لأن صناعة الرقائق يجب أن تتم في أماكن نقيةً جداً، فقد تؤدي ذرة غبارٍ واحدة إلى نسف عملية التصنيع برمتها، فمع اندلاع الحريق انتشرت الغازات ونواتج الاحتراق ومكونات مواد إطفاء الحرائق في أرجاء المصنع، فتدمّرت جميع الرقائق الخاضعة للإنتاج حينها، وكان عددها بالآلاف.

الخسائر الحقيقية لفيليبس:

بالنسبة لشركة فيليبس، لم تكن الخسائر التي سببها الحريق مباشرةً ذات قيمة، فهي قادرةٌ على تعويضها في فترةٍ قصيرة، ولكن نواتج الاحتراق استطاعت الوصول إلى مخازن المصنع وأتلفتها جميعاً، وهذه كانت المشكلة الحقيقية.

رد فعل شركة نوكيا على ما حدث:

بعد الحريق بيومٍ واحد، لاحظت |شركة نوكيا| تأخّر شركة فيليبس في تسليم المواد المطلوبة، وعند التواصل معها، أدركت ما حدث، فكان عليها التصرّف بسرعة، فأرسلت في البداية لجنةً إلى شركة فيليبس لتفقّد الوضع، ثم شكّلت فريقاً من ثلاثين موظفاً، كانت مهمتهم جمع كل الرقائق التي تحتاجها الشركة من السوق حول العالم وبأي سعرٍ كان، ثم طلبت الشركة من مهندسيها أن تقوم ببعض التعديلات على الهواتف لكي تستطيع العمل على رقائق أخرى.


اقرأ المزيد...

يتم التشغيل بواسطة Blogger.