مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 12:14:00 م
ما هو النظام الاقتصادي الأمثل؟ - الجزء الثالث - سليمان أبو طافش
النظام الاقتصادي الأمثل
 تصميم الصورة: ريم أبو فخر

كما ذكرنا سابقاً كيف يقوم النظام الاشتراكي على توفير مختلف متطلّبات الحياة لأبناء الشعب، ولكن، لكل نظام يوجد فجوة لنتابع معاً..

هل الاشتراكية بلا عيوبٍ وأخطاء؟

رغم أن |النظام الاشتراكي| يبدو خياراً معقولاً جداً فهو يمنع معظم الناس من الوقوع في |الفقر|، إلا أنه يمنعهم أيضاً من الغنى، وهذا ليس سيئاً بالضرورة، ولكن للنظام الاشتراكي تبعاته السلبية أيضاً، فهناك قمعٌ حقيقيٌ للكثير من الحريّات، وهناك منعٌ للكثير من وسائل الراحة والرفاهية.

الدولة الاشتراكية تدفع أبناءها الأثرياء إلى الرحيل عنها:

لكي تستطيع الدولة الاشتراكية متابعة دعم الناس وتحسين أوضاعهم، فإنها ستحتاج إلى الكثير من الأموال، ومع الوقت سيصبح ذلك عبئاً ثقيلاً عليها، ولكي تؤمّن المزيد من |الأموال| ستفرض المزيد من الضرائب، ولتحقيق العدالة ستتناسب الضريبة مع الأرباح، وهذا يعني أن رجال الأعمال وأصحاب المنشآت سيدفعون الكثير من أموالهم كضرائب، وهذا لا يتناسب مع طبيعة البشر، وعندما يشعر هؤلاء الناس بالظلم، سيغادرون البلد مع أموالهم.

لماذا تنهار أسعار العملات في الدول الاشتراكية؟

يلجأ معظم أغنياء العالم إلى الدول الرأسمالية، لأنها تحمي أموالهم واستثماراتهم، فنجد الدول الاشتراكية تفقد رؤوس أموال أبنائها مع الوقت، فتخلو من الاستثمارات الكبيرة الحقيقية، وتقلُّ الأموال في خزينة الدولة، وتعجز الدولة مع زيادة عدد السكان وزيادة متطلبات الحياة، عن تأمين ما كانت تؤمنه من قبل، فتبدأ قيمة عملتها بالانهيار وترتفع الأسعار، وتسوء الحالة المعيشية لغالبية الناس.

قد تتطوّر الدولة الاشتراكية فتصبح شيوعيةً أو ماركسية:

قد تتحول بعض الأنظمة الاشتراكية المتطرفة إلى نظامٍ شيوعي، حيث لا يمتلك الفرد شيئاً، فملكية كل شيءٍ عائدةٌ للدولة، ولكن الجميع يحصلون على ما يريدون، أو بالأصحّ، على ما تقدمه لهم الدولة، وهذا يعني أن جميع المواطنين يعملون لدى جهةٍ واحدة هي الدولة، وهذا بحد ذاته شكلٌ متطرّفٌ من الاحتكار، وإذا زاد تطرّف الشيوعية، ننتقل إلى |الماركسية|، حيث لا يمكن لأحدٍ أن يفكّر بامتلاك أي شيء وإلا كان مصيره مظلماً.

هل يمكن وصف نظامٍ اقتصاديٍ ما بأنه الأفضل؟

من خلال ما عرضناه عن الرأسمالية والاشتراكية نجد بأن لكلّ نظامٍ إيجابياته وسلبياته، ولكن البشرية تعلّمت مع الوقت بأن تطبيق أي نظامٍ على حدة غير مجدٍ، فقد عانت مختلف المجتمعات من سلبيات الأنظمة الاقتصادية أكثر مما نعمت بحسناتها، ولهذا لا نجد اليوم نظاماً واحداً في أية دولة، فحتى في الولايات المتحدة التي تعتبر أكبر نظامٍ رأسمالي، نجد الكثير من الأنظمة والتشريعات التي تمنع الاحتكار وتحمي أبناء الشعب من الفقر والاستغلال.

هل الصين دولةٌ شيوعيةٌ فعلاً؟

تعتبر الصين أكبر معقلٍ للفكر الشيوعي اليوم، وهي رسمياً دولةٌ شيوعية، ولكننا نجد فيها كبار أثرياء العالم، وكبرى الشركات والاستثمارات، فهي تعتمد بشكلٍ ما على السوق الحر، وعلى الانفتاح ولكنها تضع رأسماليتها ضمن قوالب خاصة، بحيث تبقى تلك الرأسمالية تحت سيطرة الدولة، وكثيراً ما نجدها تدعم |الاستثمارات| الأجنبية، ولكنّها دائماً تضع خططاً للاستفادة المستقبلية منها، بما يعود بالمنفعة على كافة الصينيين.

اقرأ المزيد ...

بقلمي: سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.