مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/30/2022 06:54:00 م

ألمانيا وأوروبا بين الحربين العالميتين
 ألمانيا وأوروبا بين الحربين العالميتين
تصميم الصورة وفاء المؤذن
بعد انتهاء| الحرب العالمية |الأولى، أرادت الدول الأوروبية أن تضمن عدم مقدرة ألمانيا على النهوض ومحاربتها مجدداً

 وكان على رأس الدول المتخوّفة من العودة الألمانية، فرنسا، فقد كانت من أكبر المتضررين من الحرب، وكانت تخشى عودة ألمانيا إلى قوتها ثانيةً

 فقد سبق لألمانيا أن هزمت| فرنسا| في سنة 1878

 ورغم كل ما فعلته فرنسا، فإن ألمانيا عادت في غضون عشرين سنةً أقوى مما كانت عليه

 فتبين بأن العقوبات والقيود التي فُرضت عليها بعد الحرب العالمية الأولى، لم تمنعها من امتلاك قوةٍ هائلةٍ استطاعت بها أن تثير الرعب في قلوب دول العالم

فماذا فعلت فرنسا ودول أوروبا وأمريكا وأدى لعودة ألمانيا إلى ذروة أمجادها ثانيةً؟

ألمانيا تجتاح باريس:

رغم محاولات فرنسا العديدة لكبح| ألمانيا| بعد الحرب العالمية الأولى، إلا أن ألمانيا عادت أقوى من قبل، وأول ما فعلته هو اجتياح فرنسا وعاصمتها باريس، فسلبت منها كلَّ ما لم تدمّره دباباتها

 وكان تعامل الألمان مع الفرنسيين عديم الرحمة والشفقة، ولعل ذلك ناتجٌ عن الحقد الكبير الذي امتلأت به قلوب الألمان ضد الفرنسيين بعد توقيع معاهدة فرساي التي فرضت الذل على جميع الألمان.

أولويات معاهدة فيرساي:

 اجتمع زعماء الدول الحلفاء في باريس سنة 1918 لصياغة |معاهدة فيرساي|، ووضع شروط استسلام الألمان، وكان الألمان مرغمين على قبول كلِّ ما في تلك المعاهدة، وإلا عاد الحلفاء إلى ضرب ألمانيا

 وربما دمروها نهائياً هذه المرة، وربما قسّموها إلى أشلاء فيما بينهم

 فكانت الأولوية الأوروبية لنزع سلاح الألمان، وتقليل عدد الجنود الألمان إلى مئة ألفٍ فقط، وتفكيك سلاح البحرية بما لا يتجاوز خمسة عشر ألف جنديٍ فقط، ثم منع وجود أية قوةٍ جوّيةٍ أو أية غواصاتٍ ألمانية.

العقوبات الاقتصادية على ألمانيا:

من بنود معاهدة فرساي أيضاً، إلغاء التجنيد الاجباري، وتحديد مدة خدمة الضباط الألمان بخمسةٍ وعشرين عاماً، وكل هذا كان ضمن الجانب العسكري فقط

 أما في الجانب الاقتصادي، فتوجّب على ألمانيا التنازل عن معظم مناجم الفحم لصالح فرنسا لمدة خمسة عشر عاماً، وذهاب جزءٍ من تلك المناجم إلى بولندا

 أما الأراضي الألمانية فسيتم انتزاع 12% منها، عداك عن انتزاع المستعمرات الألمانية في إفريقيا والمحيط الهادئ، وفوق كلِّ ذلك توجّب على ألمانيا دفع مبلغ خمسة مليارات دولار كجزءٍ من التعويضات بشكلٍ فوري.

الأوروبيون يتعمّدون إذلال الألمان:

من الناحية السياسية، نصّت المادة 231 من معاهدة فرساي، على ضرورة اعتراف ألمانيا بمسؤوليتها الكاملة عن كلِّ ما حدث خلال الحرب العالمية الأولى، وهذه المادة تحديداً كانت ظالمةً جداً بنظر الألمان فأسموها مادة العار

 وقد قوبلت هذه المادة برفضٍ شعبيٍّ كبيرٍ في ألمانيا، فعمّت المظاهرات والاحتجاجات الشوارع الألمانية واحتقن الناس بالغضب.

 اقرأ المزيد ...

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.