مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/05/2022 08:57:00 ص
ما هي أسباب نشوء العادات والتقاليد في المجتمع؟
 ما هي أسباب نشوء العادات والتقاليد في المجتمع؟

- لكل |مجتمع| |عادات وتقاليد| متبعة منذ زمن بعيد ، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه العادات صحيحة مئة بالمئة أو خاطئة تماماً أيضاً ، ولكن المشكلة في العادات والتقاليد هي أن الأشخاص يلتزمون تنفيذها دون التفكير بمدى صحتها أو نتائجها ، وهذا الالتزام الأعمى بالعادات والتقاليد له مجموعة من الأسباب .

أسباب نشوء العادات والتقاليد في المجتمع:

*السبب الأول : أنها زُرعت داخل الإنسان منذ طفولته ، وترسخت في عقله بشكل كبير  لذلك أصبح من الصعب التخلي عنها .

* السبب الثاني : هو أن بعض الأشخاص يخافون الاعتراض على بعض العادات والتقاليد ، لأنه يخشى أن يتعرض لتصادم مع المجتمع ، وهذا التصادم قد يكون بنظرة خاطئة أو بكلمات لوم ، وربما يصل التصادم الى أكبر من ذلك من الكلمات الجارحة والإهانات .

* السبب الثالث : إن اتباع العادات والتقاليد والتي تعتبر من أكثر الأسباب إنتشاراً وسنركز عليها في هذه المقالة هو :

- أن العديد من الأشخاص يعتقدون أن " فكرة " أصبح لها فترة كبيرة من الزمن ، دون اعتراض أحدهم عليها ومقبولة لدى الجميع ، فذلك يدل على أن هذه الفكرة صحيحة بكل تأكيد ، ولكن هذا الكلام خاطئ والتاريخ أثبت عكس ذلك ..

فهناك العديد من العادات والتقاليد التي استمرت مئات السنين ، ولكنها للأسف كانت خاطئة .

أمثلة على بعض هذه العادات:

ومثال على ذلك (الرق) فالكثير كانوا يعتقدون وجود سوق لبيع العبيد كما تباع الخضار، فهذا أمر طبيعي ولكن الأمر حالياً مختلف تماماً ، وهناك قوانين في كل الدول تمنع هذا الأمر منعاً باتاً  وتعاقب على تجارة الأعضاء .

- وأيضاً من العادات والتقاليد القديمة (عادة وأد البنات) ، وكانت هذه العادة موجودة في كثير من الأماكن ، وهي دفن الفتاة فور ولادتها ، فور ومعرفة جنس المولود بأنها فتاة ، فلو كان المولود ذكر تركوه ولو كانت أثنى قام بدفنها وهي على قيد الحياة ، إما لأسباب اقتصادية أو أنه كان باعتقادهم أن الفتاة تجلب العار لأهلها ، لذلك كانوا يتخلصون منها فور ولادتها ، وبكل تأكيد فإن مثل هذه الأمور غير مقبولة حالياً .

ماذا نستنتج؟

- من خلال المثالين السابقين نستطيع القول أن وجود فكرة واستمرارها فترة طويلة من الزمن ليس معياراً على صحة الفكرة ، كما أن حداثة الفكرة ليس دليلاً على أنها خاطئة ، وأيضاً ليس دليلاً على أنها صحيحة فكل |الأفكار القديمة| كانت أفكاراً حديثة يوماً ما .

كيف يجب علينا التعامل مع العادات والتقاليد؟

يجب علينا تقييم العادات والتقاليد التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا بشكل عقلاني قبل الحكم على مدى صحتها أو خطئها .

- كما أنه علينا قبول النقد والتخلى عن العادة ، لو اكتشفنا أنها عادة خاطئة وغير مناسبة لنا ، وذلك لأن الحياة في تغير مستمر وتطور دائم ، ومن الممكن أن تكون هناك عادات وتقاليد مناسبة لبيئة أو زمن معين ، ولكنها غير مناسبة لوقتنا الحالي أو لبيئتنا ، وذلك بسبب مرور الوقت وحدوث تطورات عديدة .

- كما أن المعرفة التي لدينا الآن ، هي أكبر بكثير من المعرفة التي كانت موجودة قديماً ، وهذه كلها عوامل تساعد لتغير العادات والتقاليد بين فترة وأخرى .

* الخلاصة:

لذلك في النهاية ليس علينا قبول فكرة فقط لمجرد أن هذه الفكرة أو العادة موجودة منذ زمن بعيد دون أن يعترض عليها أحد ، ولكن يجب أن تعتمد قوة الفكرة على وجود أدلة وبراهين على صحتها دون النظر على أن الفكرة هي فكرة قديمة أو حديثة ، فكم من عادات وتقاليد كانت سبباً بتخلف مجتمعات واعادتها  سنين إلى الوراء .

بقلمي: رهف ناولو

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.