مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/16/2022 02:05:00 م

حقائق مرعبة عن تنبؤات مواقع التواصل الاجتماعي
حقائق مرعبة عن تنبؤات مواقع التواصل الاجتماعي
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
social media يمكننا اعتبارها كواحدة من أحد الأمور التي تمّ تطويرها عبر شبكة الإنترنت، وترافق ظهور هذه التقنية مع نسخة الWeb2.O، فهي أتاحت الكثير من الأمور التي نفعلها الآن على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل (تحميل مقاطع الفيديو، مشاركة المستخدمين لTweet والPost، التفاعل عبر منصات الFacebook والInstagram)، فهذه الأمور جميعها لم تكن موجودة بنسخة الWeb1.O.

فإن النسخة القديمة كانت تمنع أي عملية لتعديل البيانات بها، الى أن جاءت هذه النسخة والنسخة الأحدث Web3.O التي أتاحت إمكانية التفاعل الحر على جميع المنصات، فاليوم نرى الأهمية الكبيرة للنسخة الحديثة خاصة بأمور تداول العملات الرقمية.

باختصار يمكن تعريف ال social mediaعلى أنه استخدام وسائل الانترنت بالإضافة إلى التقنيات المتنقلة، من أجل أن تقوم بتحويل الاتصالات إلى حوارات تفاعلية.

ولكن سؤال اليوم الذي سنسلط عليه الأضواء، هل يمكن لهذه المواقع التواصل الاجتماعي القيام بعمليات التنبؤ لمستقبلنا وما الأمور التي نفكر بها؟، وإن كان الأمر حقيقي فما هو هذا المستقبل الذي لا نستطيع أن نتنبأ نحن به؟، ويستطيع واقع افتراضي الوصول إليه قبلنا؟.

نعم التكنولوجيا بأيامنا الحالية استطاعت الوصول الى هذه الغاية، بل وأكثر من هذا أيضاً وجميع الأمور تمَّ توثيقها بأدلة وبراهين تثبت صحة هذا الكلام.

فاليوم أصبح موضع احتكار الاستخدام التكنولوجي مهم جداً لبعض الأشخاص من أجل جنى الأموال، ورأس المال الأساسي لبعض الشركات  العالمية التي تعمل على تجميع كمية Data غير طبيعية.

فأمر التنبؤ يتم عن طريق خوارزميات مشفرة ومعينة، حيث يتم تجميع معلومات من خلال معلومات

 فمثلاً أي موقع تقوم بالولوج إليه يتم تسجيله بقاعدة البيانات الخاصة، ومن ثم يتم إرسال بعض الإعلانات إليك ليتم معرفة هل أنت مهتم بهذا النوع من الإعلان أم لا.

الذكاء الاصطناعي يعتبر الطفرة التي ستغير مجرى سير العالم

 ففي القرن ال21 كان |موضوع الرأسمالية| قائم على عدة أمور أهمها "|تجارة البترول|"، وأخذ أصداء كبيرة تحت مسمى "البترودولار".

أما اليوم بلا منازع يمكننا القول أنَّ الرأسمالية أصبحت تحت رحمة "الداتادولار"، فإن تمعّنا النظر بالأمور نرى أنَّ الاقتصاد العالمي محكوم ومحصور بكمية البيانات العائدة لمستخدمي هذه المواقع.

فقبل الانتشار الهائل والمخيف لاستخدام الانترنت، كان رواد هذه المواقع قليلين جداً وبالتالي تركهم لبصماتهم على هذه المواقع كان محدود للغاية وتحت رقابة معينة.

ولكن خَطَر للشركات العالمية التي تعمل على رصد معلومات المستخدمين، أن يشبهوا الانترنت لكرة فارغة، كلما أراد المستخدم زيارة المواقع مهما كانت، أو مشاركة الخصوصية ب(الEmail، الفيديو، الPost، الصور،..)، يقوم بتعبئة هذه الكرة بهذه الData، وبالتالي أصبح لديهم إطلاع كامل على السلوك الذي تتبعه، والأفكار التي تجذبك، من خلال تحليل هذه الData.

حقائق مرعبة عن تنبؤات مواقع التواصل الاجتماعي
حقائق مرعبة عن تنبؤات مواقع التواصل الاجتماعي
تصميم الصورة : وفاء المؤذن   
لا بدّ أننا نعلم أنَّ وسائل التواصل الاجتماعية تأخذ الكثير من الأشكال، فمن الممكن أن نراها ب(المجلات الورقية، منتديات الحاسوب والانترنت، المدونات الاجتماعية، Wiki، وبالتأكيد الشبكات الاجتماعية مثال الFacebookو الInstagram،..).

وتخيل أنَّ كل هذه الاشكال يمكنها جميع المعلومات عنا كمستخدمين

 من خلال عدة طرق يمكن أن نذكر منها (تبادل الصور عبر هذه المنصات، تبادل مقاطع الصوت أو الموسيقى عبر بروتوكول الإنترنت،..)، فهذه الشبكة تستطيع الربط بين آلاف البرامج التي تقوم أنت باستخدامها، وتحصيل المعلومات التي تريدها.

فمثلاً منصة ال|Facebook| عند إنشاءها لم تكن تمتلك أي نوع من البيانات، ولكن نحن كمستخدمين قمنا بإدراجها لها وجعلها مستباحة أمامها، فأصبح مثله مثل أي منصة يقوم باستغلال هذه المعلومات، من أجل تحليل السلوك الخاص بنا، ومعرفة ما الأمور التي نفكر بها، بالإضافة الى أنّه يمكن أن يعلم ماذا سنفعل باليوم التالي، ويجيب على تلك الأسئلة ويقدمها لنا على طبق من ذهب مغيراً طريقة التفكير الخاصة بالمستخدمين.

تخيل يا عزيزي الموقف الذي بكل تأكيد مرّ بك يوماً ما، إن كنت تجلس مع مجموعة من الأفراد تتسامرون ومن ثم اقترح أحدكم أن تذهبوا بالغد الى أحد الشواطئ القريبة عليكم، وما هي إلا ثوانٍ وقمت بفتح الهاتف ستتفاجئ بأنَّ الإعلانات التي ستنبثق على الشاشة الرئيسة ستكون خاصة بالمنتجعات السياحية القريبة على الشاطئ، أو بالمطاعم الفخمة بتلك المنطقة، فكيف لهذا الامر أن يتم؟.

لا تستغرب ولا تقلق فلم تصب بالجنون بعد

 ودعنا نتفق أنّه الى يومنا الحالي لا يوجد أي أدلة رسمية، ولا دلائل على المستوى النظري و العملي تقول أن هذه الشركات الضخم تقوم بالتجسس على محتوى الرسائل السرية.

لأنه كما قيل لنا وتمّ ترسيخ هذه الأفكار بعقولنا أن جميع هذه الرسائل المتبادلة على أي موقع ما هي إلا رسائل مشفرة، تنتقل عن طريق بروتوكول معين بين المرسل والمستقبل بسرية تامة يصعب كشفها.

ولكن لأصدمك بالكلام التالي، هذه الشركات لا تحتاج الولوج ومعرفة ما هو الكلام المكتوب أو مقطع الصوت الموجود ضمن هذه المحادثات من أجل معرفة خصوصيتنا.

الأمر أبسط بكثير فإنه محصور ويعتمد اعتماد كلي على مفهوم ال (MetaData)

 والذي يمكننا القول عنه أنه البيانات الوصفية للبيانات، أو ما وراء البيانات وهي المعلومات الهيكلية التي يبني النظام من خلالها، من أجل إيضاح الطرق وتسهيلها للمساعدة باسترجاع مصادر المعلومات.

ولتوضيح الفكرة يمكننا أن نلجأ الى المثال التالي: عندما يتم إجراء مكالمة من شخص الى أخر، يمكن القول أن (الهاتف، كل التطبيقات الموجودة داخل الهاتف التي تقرأ ال|Data| مثل: Gps الذي يحدد المكان بالتحديد، والوقت، أبراج الاتصال القريبة من المكان الحالي) هي الMetaData.

ومن أجل أن نجيب عن الطريقة التي تعلم بها هذه المنصات بتلك المعلومات من دون التجسس على محادثاتنا الخاصة، تابع معنا

حقائق مرعبة عن تنبؤات مواقع التواصل الاجتماعي
حقائق مرعبة عن تنبؤات مواقع التواصل الاجتماعي
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 
 
إن نظرنا إلى الجنس البشري نرى أنّه بغالبية المواقف يقوم بالتعبير عن الأمور التي تخدم مصالحه الشخصية، فكيف إن تمَّ الحديث عن شبكة وهمية افتراضية، يوجد بها آلاف بل ملايين المستخدمين.

بكل تأكيد لن تقوم هذه الشبكة بالتعريف عن الآلية أو البروتوكول الذي تستخدمه، وإنما تحتكره لنفسها، والأمر مشابه تماماً لمواقع التواصل الاجتماعي، فكل المنصات تتكلم عن آلية معينة ولكنها خلف الكواليس تستخدم آلية مغايرة تماماً.

المنصة الأكثر شهرة واستخدام على مستوى العالم الFacebook

 الى اليوم لم يتم إثبات أنّها تتنصت على المستخدمين، ولكن قام بعض الروّاد والمهتمين بهذه الأمور بالكشف عن الآلية التالية:

ففي المثال الذي تمّ عرضه سابقاً، يتمكن الFacebook من معرفة المكان الذي يريد الأفراد الذهاب إليه (الشاطئ)، وإظهار كل الإعلانات الخاصة به عن طريق MetaData.

فبعد إجراء المكالمة بين الشخصين للاتفاق على مكان محدد، تقوم الMetaData بقراءة المعلومات والسجلات الموجودة عند كل طرف (Location، الوقت، درجات الحرارة، شبكة الاتصال لكل فرد،..).

هنا سوف يأتي دور المنصة الأكبر الموجودة بمواقع التواصل الاجتماعي، بتحليل هذه الMetaData ويبدأ بربط هذه العلاقات المتشابهة، والتي تسمى بالعالم الافتراضي ب"Data Structures (|Graph|)".

ويمكن تعريف الGraph

 على أنّه خوارزمية خاصة بتحليل البيانات من أجل وصلها بمجموعة من العناصر العنقودية للوصول الى غاية وحيدة بالنهاية، فهي هيكل من الرسوم البيانية للمقابلات الفنية.

ولربطها بمثالنا السابق، إن فرضنا أنّ الشخص الأول الذي أجرى المكالمة يدعى "محمد"، والشخص الثاني يدعى "أحمد"، فعندما اتصل محمد قامت الميتا داتا بأخذ النقاط الأساسية (الموقع الجغرافي، الكلمات المفتاحية، الوقت، سجل المكالمات،..)، وعندما أجاب أحمد على الاتصال أيضاً قامت تقنية الميتا داتا بأخذ نفس المعلومات.

ومن ثمَّ تمَّ إجراء المطابقة من كلا الطرفين عن طريق استخدام خوارزمية الGraph، وهنا تمَّ تقديم تقرير الى Database الخاصة بالمنصات على المكان المشترك لهذين الشخصين، من أجل البدء بإرسال الإعلانات عنه.

ولأزيدك من الشعر بيتاً، هذه العملية لا تحتاج إلى ساعات ولا حتى دقائق، مجرد بضع ثواني كافية من أجل ربط مليارات المعلومات واستخلاص السّمات والعلاقات المشتركة.

والأمر تمَّ التصريح عنه من كبار المختصين مثل الرئيس السابق ل CIA "|الجنرال هيدين|"، الذي قال بالحرف أننا: "نحن كوكالة استخبارات نقتل الناس عن طريق استخدام تقنية الMetaData".

فمثلاً في الجمهورية العربية السورية وعندما بدأت الحرب بها، كان الغرب يعلم كل تحركات الأفراد عن طريق الأشياء التي ينشروها على هذه المواقع، فمجرد Tweet أو Post كفيل بإعطاء الLocation بالتحديد، وهذا يساعد الغرب بالقيام بشن العمليات العسكرية على تلك المنطقة، فالبيانات الوصفية يستطيع الحاسوب كشفها بسهولة.

حقائق مرعبة عن تنبؤات مواقع التواصل الاجتماعي
حقائق مرعبة عن تنبؤات مواقع التواصل الاجتماعي
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 
 

عمليات التجسس اليوم ليست كسابق عهدها بالطرق التقليدية

 فهنا لسنا بحاجة إلى رجل أمن متنكر يحمل جريدة وسيجارة ويتخفى، أو مجموعة من الأفراد المتنقلين الذين يتسامرون بالطرقات من أجل إلقاء القبض على المشتبهين، |التكنولوجيا| أصبحت تتكفل بهذه الامور عن طريق البيانات الوصفية.

الأمر أعقد مما نتخيل، فنحن نتكلم عن اقتصاد عالمي قادر على إنهاء البشرية إن تمَّ الخطأ به، فهذا الاقتصاد مبدأه الأساسي بالعمل، هو تغذية هذه الMachin العملاق، والشبكة الضخمة والتي تأخذ هذه المعلومات عن طريق تجميعها من تلك المواقع، فهذه المنصات الالكترونية تأخذ تلك المعلومات الشخصية وتتاجر بها.

المستخدمين العادين ليسوا فقط ضحية هذه المواقع، بل إنَّ الأمر يشمل أيضاً صنّاع القرار والسياسيين وحتى الرؤساء، الجميع يعتبر كالكتاب المفتوح أمام الMetaData.

من وجهة نظر الأفراد المستشرقين فالأمور أكثر تعقيداً وأكثر خطورة

 فسابقاً إن سمع أحد عملاء التجسس بضع الكلمات من الممكن أن يتعاطف مع الضحية ولا يقوم بنقل تلك المعلومات الى الأفراد الأعلى منه مرتبة.

أما اليوم نحن نتعامل مع آلة لا يوجد بها أي نوع من المشاعر والأحاسيس، بل وأنّها قادرة على معرفة أدق التفاصيل بمجرد كلمة واحدة أو اشارة صغيرة.

الهيمنة واحتكار التكنولوجيا وعمليات جمع المعلومات، جميعها تصّب بإناء واحد، وهي فكرة كاملة يتعرض لها العالم اليوم، بالإضافة إلى الموضوع الأكثر أهمية الذي سنتكلم عنه وهو منصة ال"|Clubhouse|".

عالم التطبيقات عالم يبدأ ولا ينتهي أبداً

 Clubhouse اليوم يعتبر كآخر صيحات عالم |التواصل الاجتماعي|، فهو منصة تتيح للمستخدمين المشاركة بأفكارهم ضمن مجموعات للدردشة، ونراه آخذ باستقطاب لروّاد مواقع التواصل الاجتماعي العرب.

فهو تطبيق يعتمد بشكل أساسي على "الصوت"، إذ أنّه يعمل على جمع المحادثات الحيّة والمقابلات الجماعية، بالإضافة الى تجربة الاستماع الى الBroadcast، وهذا ما جعله مميزاً عن باقي المنصات كالFacebook، Snap Chat، وباقي المنصات.

حيث يمكن للمستخدم تحديدي المواضيع التي تثير أهمامه، سواء أكانت(سياسية، اجتماعية، ثقافية، صحيّة،..)، ومن هذا التطبيق بدأت باقي المنصات بالقيام بأمر مشابه الى حدٍ ما.

فاليوم منصة الFacebook أتاحت ميزة جديدة بنسها الحالية، وهي غرفة الدردشات "|Messenger Room|"، والغاية الأساسية هي تفرد الFacebook بهذه الميزة، من أجل عدم الحاجة للاستحواذ على Clubhouse.

وبكل تأكيد إن لم تلقى إقبال شديد على هذه المنصة، سنرى بالأيام القادمة أنها ستقوم بشراء ال Clubhouse وضمّها لشركاتها، فهذه الشركة تريد أن تبقى المسيطرة الوحيدة على سوق التكنولوجيا، والمستحوذة الجبارة على معلومات المستخدمين.

فقديماً نعلم أنها قامت بشراء شركة"Oculus Quest" التي اُعتبرت كأول شركة صانعة لنظارات ال"HTC Vive Flow" من أجل ألعاب الويب، وضمتها لخدمات الFacebook.

بنهاية المقال يجب أن تعلم أننا نحن كمستخدمين يُنظر إلينا من قبل هذه الشركات الكبرى، على أننا سلعة نستخدم تلك الخدمات المجانية التي تعرضها لنا، وبالقرن ال21 وبعد تأكدهم من تعاطينا لتلك المخدرات أصبحت هذه الخدمات تحتاج لمبالغ كبيرة من أجل استخدامها بسبب إدمان المستخدمين عليها.

آلاء عبد الرحيم   

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.