مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/03/2022 12:13:00 م

هذا ما حدث مع الشابة خلود عندما تعاطفت مع صديقتها سارة
هذا ما حدث مع الشابة خلود عندما تعاطفت مع صديقتها سارة  
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
كان هناك فتاة تدعى خلود، عمرها ثمانية عشر عاماً، طالبة في المرحلة الثانوية، انصدمت خلود بقرار عودة الطلاب إلى المدرسة حضورياً، لقد كانت خلود اعتادت على النوم والدراسة عن بعد، ولم يكن لديها الرغبة بعد الغياب الطويل عن المدرسة بالعودة اليها لإكمال السنة الاخيرة من دراستها، كانت خلود تتمنى أن تكون تلك السنة الاخيرة مثل السنوات التي قبلها عن بعد. 

لم تأخذ خلود في حياتها درجات مرتفعة أو تقدير امتياز إلا في فترة الدراسة عن بُعد

 ذهبت خلود في الأسبوع الاول إلى المدرسة وهي تحاول إقناع نفسها بأنها تقابل صديقاتها وتقضي وقتاً جميلاً معهم، انصدمت  خلود أن كل شيء كان مملاً للغاية، كانت أغلب فتيات فصلها الدراسي قد انتقلوا إلى مدارس أخرى، عدا عن تلك الفتيات التي لم تأخذ جرعات التطعيم وأصبحوا يدرسون عن بعد، كانت خلود تأتي إلى المدرسة وتجلس وحيدة، كانت لدى خلود صديقات عديدة قبل انتشار الكورونا، لكن كانت لتلك الصداقة نهاية مع انتشار ذلك الفيروس 

منذ شهر كانت خلود تجلس في ساحة المدرسة وحيدة، لاحظت أن هناك فتاة تدعى سارة تراقبها من بعيد، كانت تلك الفتاة مع خلود منذ أيام المرحلة الاعدادية، لم تكن خلود تحب سارة أو حتى تشعر بالارتياح تجاهها، كانت سارة كثيرة الكلام كما أنها تجلب الملل.

تظاهرت خلود أنها لم تنتبه لسارة

 لكنها انصدمت من قدومها اتجاهها وجلوسها بجانبها، بدأت سارة تسأل خلود عن أخبارها  وعن بعض الفتيات اللواتي كن مع خلود، كانت ظروف سارة جدا ً سيئة، كانت سارة منذ سنوات عديدة تأتي للمدرسة دون تناول وجبة الفطور، لم ترى خلود أبدا مع سارة مبلغ مالي ولو كان ضئيلاً، اعتادت المعلمات على مساعدة سارة طوال السنة، من خلال إعطائها الملابس واللوازم مدرسية. 

سألت خلود سارة ماذا يعمل والدها، نظرت إليها سارة بحزن وقالت لها أن والدها طلق والدتها ولا تعرف عنه أي شيء، شعرت خلود بألم بداخلها وعلمت لماذا كانت ظروف سارة المسكينة سيئة طوال هذه السنوات، ولماذا كانت سارة تعتذر من المدّرسة عن الحضور أيام الدراسة عن بعد، أخبرت سارة خلود أنهم لا يملكون في المنزل سوى هاتف محمول واحد يشتركون به جميعاً هي ووالدتها وشقيقتها، كانت خلود تشكر خالقها على تلك النعم التي تعيش بها من والد ووالدة وعدم تقصيرهم على خلود بشيء واحد.

أصبحت خلود تتعاطف مع سارة بشكل كبير على الرغم من كرهها لها في البداية

 إلا أنها أصبحت تتقاسم مع سارة  وجبات الفطور يومياً، أصبحت سارة تقول لسارة ما في قلبها وتتكلم معها عن ظروفهم الصعبة، لقد أخبرتها سارة أنها هي ووالدتها وشقيقتها قد ناموا دون أن يتناولون وجبة العشاء، شعرت خلود بحزن كبير لما يحصل مع سارة ووالدتها ووشقيقتها 

ماذا حصل بعد أن اخبرت سارة صديقتها خلود عن ظروفهم، تابعونا 

هذا ما حدث مع الشابة خلود عندما تعاطفت مع صديقتها سارة
هذا ما حدث مع الشابة خلود عندما تعاطفت مع صديقتها سارة  
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  

أصبحت علاقة خلود وسارة تزداد يوماً بعد يوم،

 طلبت سارة من خلود رقم هاتفها ودون تردد أعطته إياه، انصدمت خلود من اتصال سارة يومياً بها، كانت خلود تسألها لمن هذا الهاتف الذي تتكلمين منه معي، أجابتها  وقالت لها أن هذا هاتف والدتها، كانت سارة تتواصل مع خلود على تطبيقات عديدة كانت تشعر خلود بأن الهاتف مع صديقتها سارة أربعة وعشرين ساعة، ومع كل ذلك لم تفكر أو تدقق سارة بهذا الشيء

قبل أسبوعين كانت خلود جالسة في غرفتها، بدأ هاتفها يرن شاهدت رقم سارة على الهاتف وقالت ماذا تريد فهي اتصلت وقت الظهيرة ماذا تريد الآن

 ردت خلود وسمعت سارة تقول لها هل أنت نائمة يا خلود، أخبرتها خلود أنها تجلس في غرفتها وتشاهد برنامجاً على التلفاز، أخبرتها سارة أنها تحتاجها في موضوع مهم، أجابتها خلود وقالت لها ماذا هناك يا سارة، ردت عليها صديقتها وقالت لها أنها تعتبرها مثل شقيقتها، ولا تثق إلا بها، أجابتها خلود وقالت لها أنها شعرت بالخوف، قالت لها سارة أنها تملك هاتف ولكنها نسيت رمز الدخول إليه، ولا تعلم كيف يتم فتحه، وطلبت منها أن تساعدها وتأخذ هاتفها إلى محال الهواتف ليتم فتحه، ثم تعرضه للبيع

 استغربت خلود من طلب صديقتها سارة، وقالت لها لماذا لا تذهبين أنتي إلى السوق وتعرضي الهاتف للبيع، قالت لها سارة أنها لا تستطيع،  إن والدتها لا تسمح لها بالخروج، كما أن سارة لا تريد أن تعلم والدتها بأنها ستبيع |الهاتف المحمول|، أجابتها خلود وقالت لها لماذا، أخربتها  سارة أن هذا الهاتف هو هدية من خالها وهي ترى أنهم بحاجة إلى طعام وشراب أكثر من الهاتف، وافقت خلود على طلب صديقتها سارة وأخبرتها أن تحضر لها الهاتف لتبيعه. 

شكرت سارة صديقتها خلود وقالت لها أنها لا تنسى خدمتها لها

 أخبرتها سارة أنها ستحضر معها الهاتف إلى المدرسة لتأخذه وتبيعه لها، انتهت المكالمة بين خلود وسارة، شعرت خلود بحزن وألم شديد على صديقتها سارة، وتضحيتها بهاتفها لتجلب لعائلتها حاجات منزلية.

في اليوم الثاني تقابلت سارة وخلود في المدرسة، أخذت خلود هاتف سارة، ووعدتها أن تبيعه لها خلال يومين، عادت خلود إلى منزلها وعندما دخلت إلى غرفتها، وحاولت أن تفتح الهاتف لكنها لم تستطيع، أخبرت خلود والدتها عن قصة صديقتها سارة وهاتفها الذي ستبيعه من أجل عائلتها، تعاطفت والدة خلود مع قصة صديقتها سارة، وأخبرت ابنتها ألا تبخل على صديقتها بتقديم أي مساعدة تريدها، أخبرتها والدتها أن تنتظر شقيقها منصور حتى يأخذها للسوق لبيع هاتف صديقتها.

بعد أن مضت ساعة عاد شقيق خلود للمنزل وأخبرته والدته لأخذ خلود للسوق لبيع هاتف سارة، أخبرها شقيقها أنه يستطيع أن يفتح هاتف صديقها وقال لشقيقته، هل نسيتي يا خلود أنني عملت لمدة سنتين في مجال الهواتف المحمولة. 

ماذا اجابت خلود شقيقها، وهل استطاعت أن تبيع الهاتف لصديقتها، هذا ما سنعرفه 

هذا ما حدث مع الشابة خلود عندما تعاطفت مع صديقتها سارة
هذا ما حدث مع الشابة خلود عندما تعاطفت مع صديقتها سارة  
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 
 
أخبرت خلود شقيقها أن صديقتها تريد منها أن تبيع لها الهاتف، ضحك منصور وقال لها، لا تقلقي سأصلحه لها واذا كان مناسباً سأشتريه منها، وأعطيها المال

 أخذ منصور الهاتف من شقيقته وبدأ يفحصه لمدة عشر دقائق، ثم عاد وقال لشقيقته هل أنت متأكدة يا خلود أن هذا الهاتف هو لصديقتك، أجابته وقالت له نعم لكن لماذا تسأل، أخبرها شقيقها أن هذا الهاتف مغلق والذي أغلقه كان متعمداً إغلاقه، أخبرته خلود أنها لم تفهم ماذا يقصد 

 قال له شقيقها إن هذا النوع من |الأجهزة الذكية| يحتوي على تطبيق خاص يحفظ كل ما في الجهاز حتى |نظام التشغيل|، ولا يتم إغلاق هذا التطبيق إلا في حالة واحدة، ابتسمت خلود لشقيقها وقالت له هل تقصد إذا كانت سارة قد نسيت كلمة المرور أو رمز الشاشة هل هذا صحيح، لكن شقيقها نظر إليها وعلى وجهه علامات التوتر والاستغراب وأجابها لا لا، هذا معناه يا خلود إن صاحب الهاتف قد اقفل التطبيق لأن هاتفه مسروق.

انصدمت خلود من كلام شقيقها وقالت له هل أنت جاد يا منصور

 بدأ منصور يقسم لشقيقته أن هذا الهاتف هو هاتف مسروق، دخلت والدة منصور وخلود وأخبروها القصة كاملةً، كانت تنظر إلى خلود بحذر وهي تقول لها خلود هل أنت واثقة من صديقتك هذه، أجابتها خلود وقالت لها، ماذا تقصدين يا أمي 

أجابتها والدتها وقالت يعني يا خلود متأكدة أن صديقتك لا تسرق شيء ليس لها، ردت خلود وقالت لوالدتها أن كل مل تعرفه إن ظروف صديقتها صعبة ولم يخطر ببالها أن تملك مثل هذا الجهاز.

طلبت والدة سارة من ابنتها أن تتصل على صديقتها سارة، لتكلمها، وهذا ما حصل فعلاً، انصدمت خلود بأن سارة هي من ردت على اتصالها وليس والدتها، تذكرت خلود عندما قالت لها أن سارة أن هذا الهاتف هو ملك والدتها. 

تكلمت خلود واعتذرت منها أنها لم تذهب للسوق لبيع الهاتف، أخبرتها خلود أن والدتها تريد أن تتكلم معها، اندهشت سارة من طلب صديقتها خلود، أعطت خلود الهاتف لوالدتها، تحدثت والدتها مع سارة وسألتها عن حالها وحال والدتها، قالت لها سارة هل يمكن أن تخبريني كيف أُقفل هاتفك، أخبرتها بصوت مرتجف بأنها وضعت له رمزاً، لكنها نسته، سألتها هل تمتلكين بطاقة الجهاز يا سارة فهي تحتوي على معلومات الدخول، أجابتها وقالت لها أنها لا تذكر أين وضعتها،

 طلبت منها أن تصارحها وتقول لها هل أخذت هذا الهاتف من أحد

 أجابتها وقالت لها أن هذا الهاتف هو هاتفها، طلبت والدة خلود من سارة أن تكلم والدتها لكن سارة أخبرتها أن والدتها مشغولة وستخبرها بأن تكلمها بعد قليل.
أقفلت سارة الخط في وجه والدة خلود، أعادت خلود الاتصال أكثر من مرة لكن الهاتف أصبح مغلقاً.

وفي اليوم الثاني ذهبت خلود للمدرسة، رأت صديقتها سارة وسألتها لماذا أقفلت الهاتف في وجه والدتها، تحولت سارة إلى وحش مخيف وبدأت تصرخ وتقول لها ماذا هناك هل أعطيتك الهاتف حتى تبيعيه أم تقومي بتحقيق أنت ووالدتك معي، طلبت سارة من خلود الهاتف، ووعدتها خلود بأنها ستحضره لها 

كانت المدرسة قد أخذت عطلة مؤقتة لإجراء الاختبارات، شعرت خلود بحيرة كيف تتصرف مع صديقتها سارة بعد انتهاء العطلة،  كانت والدة سارة وشقيقها رافضين أن يعيدوا الهاتف لسارة، لأنهم متأكدين أنه هاتف مسروق، وكانت سارة تقسم لها أن هذا الهاتف هو هاتفها وأنه تم اقفاله بالخطأ.

لم تعلم خلود ماذا تفعل، ساعدوا خلود لحل مشكلتها من خلال تعليقاتكم  وآرائكم....

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.