مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/20/2022 06:13:00 م
خبيرة التجميل الإيرانية وكيف تم اختفائها - اختيار الصورة رزان الحموي
خبيرة التجميل الإيرانية وكيف تم اختفائها
اختيار الصورة رزان الحموي

القصة اليوم هي من أروع ما قد تم كتابته أو ذكره

 فلنتابع معاً يا عزيزي القارئ للتعرف على أجزائها معاً، ففي عام 2019 كانت توجد فتاة إيرانية الجنسية، تدعى (سودة ح.ز) تبلغ من العمر 28 ربيعاً.

تمتلك صالون تجميلي نسائي، فهي كانت ذات خبرة بهذا المجال محبة لعملها وشغوفة به، الأمر الذي جعل الصالون من أنجح الصالونات في المدينة كلها، وبدأت الزبائن تنهال عليها يوماً بعد يوم، لجمال ما قد سمعوا من أعمالها.

البداية مثل أي مهنة كان عبارة عن غرفة صغيرة، ويوجد به بعض الأثاث القديم وأدوات التجميل المحدودة، ولكن مع مرور الأيام بدأ يكبر شيئاً فشيء.

الفتاة كانت مطلقة وتمتلك طفل واحد، حياتها مكرسة ضمن الصالون والعمل والمنزل ورعاية طفلها، ولم يكن لها أصدقاء بشكل كبير وإنما ضمن العمل وفقط، فهي لا تمتلك الوقت الكافي للزيارات أو الخروج بصحبة أحد.

غياب سودة لعدة أيام يقلق صديقتها مريم

في يوم من الأيام تعرفت سودة على فتاة تدعى (مريم) من نفس العمر، كانت من أحدى زبائنها وبينما هي جالسة في الصالون تنتظر دورها، بدأت بالحديث مع سودة والكشف عن بعض الأسرار والعلاقة آلت للتوطيد بينهما.

استمرت العلاقة مع مريم أكثر من 8 أشهر، ولكن جاء أحد الأيام و|اختفت| سودة ولا يوجد لها أي أثر، فلم تفتح مكان عملها وليست موجودة بمنزلها أيضاً، ومر أسبوع من دون ان يتم أي اتصال لها مع صديقتها مريم.

مريم افتقدت سودة وغيابها المفاجئ، وبدأت بالبحث عنها بشكل موسع والسؤال عنها لدى جميع من يعرفها، قلقها جعلها تذهب إلى منزلها الذي لم تزره ولا مرة، فلم تجد إلا الطفل الصغير من دون والدته، وهو أيضاً يشعر بالقلق عليها لأنها منذ عدة أيام لم تعد للمنزل، فلجأت إلى والدي واتصلت به، فما كان منه إلا أنه أصبح يأتي يبات الليل بجانبي.

بالوقت الذي تتكلم به مريم مع الطفل جاء والده (طليق سودة)، فسألته عن صديقتها فقال: أنه لا يدري عنها أي شيء، ولولا الطفل فهو ليس مهتم بتفاصيل حياتها أبداً.

عادت مريم إلى منزلها وبدأ القلق يتسلل إلى قلبها، فهي تعلم أن صديقتها لا تخرج من المنزل إلا للعمل وليس لها علاقات أخرى إطلاقاً، ومن خوفها عليها توجهت إلى السلطات الأمنية للسؤال عنها، وإعطاء بعض التفاصيل عنها (عمرها، شكلها، عملها)، لتقديم |بلاغ رسمي| باختفائها.

على الفور سألها الضابط المسؤول ما هي صفتها لتتقدم بهذه الشكوى؟، فقالت أنها مجرد صديقة مقربة لها لا أكثر، فلم يهتم الضابط لها وقال من الممكن أن تكون قد سافرت أو أنها مشغولة ببعض الأعمال.

خبيرة التجميل الإيرانية وكيف تم اختفائها - اختيار الصورة رزان الحموي
خبيرة التجميل الإيرانية وكيف تم اختفائها
 اختيار الصورة رزان الحموي
امرأة ناجحة، شغوفة، وملهمة لغيرها، اختفت في ظروف غامضة، لا يوجد لديها أي أقارب أو أصدقاء، فقط يوجد طليقها الذي لا يعلم عنها أي شيء منذ انفصالهما، وطفل صغير، وصديقة وحيدة.

سألها الضابط لمريم: هل هناك أحد ما قد اتصل وطلب فدية ما؟، جاوبت لا، فقال هل قد وجد |جثة لفتاة| بهذه المواصفات بالقريب العاجل؟، فقالت: لا أدري ولكن لم أسمع بهذا الأمر، فقال لها لن أقوم بفتح التحقيق والبحث عن امرأة بالغة راشدة فاذهبي لمنزلك.

عادت مريم إلى المنزل والخيبة تملئ قلبها من كلام الضابط، ولكنها قد سلمت أمرها لله فماذا عساها تفعل أكثر من الذي فعلته؟

مرت الأيام والأشهر وجاء بلاغ إلى قسم الشرطة

 مفاده: أن أحد رعاة الأغنام بمنطقة (سد أحمد)، تقدم ببلاغ بوجود جثة محترقة في الغابة القريبة من السد، وهذه الجثة لا تحمل أي ملامح تدل على صاحبها.

على الفور توجهت سيارات الأمن الجنائي للمنطقة المذكورة، وتم رفع الجثة بالفعل وعند رؤيتها للوهلة الأولى من قبل الطبيب الشرعي، قال أنها تعود لفتاة تبلغ من العمر30 أو أقل بقليل.

تم العودة إلى السجلات الموجودة بأقسام الشرطة، حول التقدم ببلاغ عن اختفاء أي فتاة بهذا العمر، فلم يجدوا لأن مريم عندما ذهبت لهذا الضابط لم يعر القصة أي اهتمام، كونها كانت صديقتها ولا تحمل أي صفة رسمية بالقرابة لها، وحتى أنه لم يقم بتسجيل هذه الحادثة.

مرت الأيام وتم تحويل هذه الجثة إلى الطب الشرعي

 وبعد تشريحها أرفق الطبيب تقريره إلى الشرطة وقال: أنها |جريمة قتل| من الدرجة الأولى، فالفتاة قد تم طعنها عدة طعنات متتالية، ومن ثم تم حرق الجثة لإخفاء ملامحها، فهي بالتالي جريمة متكاملة يجب البدء بالبحث عن فاعلها.

بدأت عمليات البحث وانتشرت القصة بأرجاء المدينة، فتأهبت جميع الأقسام للبحث عن المجرم، وعند سماع القصة من قبل الضابط الذي طرد مريم قال: أنه بأحد الأيام أتت فتاة إلى القسم القريب من منطقة (مشكين)، تسأل عن صديقتها المختفية منذ عدة أيام وأعطت بعض التفاصيل عن عملها الذي هو (خبيرة تجميل) بأحد الصالونات المعروفة، ولكن لم نقبل البلاغ لأنها لا تحمل أي قرابة لها.

ولم يكن بين أيدي الشرطة أي تفاصيل عن الاسم أو المكان، فقط يعرفون الصالون، بالفعل توجه رجال الأمن إلى البحث عن جميع الصالونات بالمنطقة والتي يمكن أن تكون عائدة إلى هذه المرأة، وقد توصلوا إليه بعد عذاب كبير وعلموا باسم الفتاة المفقودة (سودة ح.ز).

يا ترى هل فعلاً هذه الجثة التي تم ايجادها بمحض الصدفة من قبل الراعي تعود إلى سودة؟.

خبيرة التجميل الإيرانية وكيف تم اختفائها - اختيار الصورة رزان الحموي
خبيرة التجميل الإيرانية وكيف تم اختفائها
 اختيار الصورة رزان الحموي

بعد الاستدلال من قبل الجوار عن منزل سودة

 توجه رجال الأمن إلى هناك طرقوا الباب وإذ بطليق سودة يفتح لهم، وعند سؤالهم عنها قال: أنها مختفية منذ عدة أشهر وهو هنا من أجل الاعتناء بالطفل إلى حين ظهورها، وأنه لم يقم بأي بلاغ رسمي بسبب انقطاع العلاقة بينهما.

فقال له الضابط أنه يريد منه الذهاب معهم للتعرف على الجثة، بالفعل توجه معهم إلى المركز، وعندما رأى الجثة قال أنه ليس متأكد من كونها هي أم لا، فما كان من رجال الأمن إلا أخذ |DNA| من الطفل ليتم إرساله للمخبر، والتبين فيما إذا كان مطابق لDNA العائد للجثة أم لا؟

تم إرسال العينات إلى الأطباء المسؤولين ومطابقتهما والصدمة الأن يا عزيزي القارئ كالتالي

أن الDNA  مطابق تماماً بين الطفل والأم، هنا تأكدت الشرطة أن الجثة عائدة إلى (سودة ح.ز)، ولكن من الذي أقدم على قتلها؟ ومن الذي قام بحرقها؟، لم يكن لديهم أدنى فكرة.

بالطبع المشتبه الأول لدى الشرطة كان الطليق، فتم على الفور الحجز عليه ومن ثم التحقيق معه، وبعد الضغط عليه تبين أنه لا يحمل أي كره للفتاة، ومن اليوم الذي تم الانفصال فيه لم يحدث أي مشكلة بينهما، فهو ليس لديه أدنى علاقة بمقتلها، تم إعادته إلى الحجز على ذمة التحقيق.

توجهت أنظار الشرطة إلى الزبائن في الصالون فهم |المشتبه بهم| الثاني، وبالفعل قاموا بالاتصال بجميع من تواجد رقمه هناك، فما كان من أحد الزبائن إلا أنها قالت أن (سودة) لم يكن لديها أصدقاء باستثناء واحدة فقط تدعى مريم، وأعطتهم عنوان منزلها بالتفصيل.

على الفور توجه الضابط ومن معه إلى منزل مريم، وفور فتح الباب له تعرف الضابط عليها وتم القاء القبض عليها وأخذها للمركز، فشعرت مريم بالخوف وقالت أنها مجرد صديقة لها، فقال لها الضابط مطمئناً أنه يريد الاستفسار عن بعض الأمور ليس إلا.

قص عليها الضابط عن كيفية إيجاد الفتاة، وسألها إن كان لها أي يد بالموضوع، فقالت: يستحيل أن أقوم بارتكاب مثل هذا الأمر، فأنا أول من ذهب وبدأ بالبحث عنها عند اختفائها، ولكنك لم تقبل به، فوافقها الضابط وقال مستفسراً منها:
خبيرة التجميل الإيرانية وكيف تم اختفائها - اختيار الصورة رزان الحموي
خبيرة التجميل الإيرانية وكيف تم اختفائها
 اختيار الصورة رزان الحموي
سأل الضابط الفتاة بما أنك الشخص الوحيد المقرب لها، هل كانت تبدي أسرارها لك بمن يعاديها؟، أو تشعر بالخوف منه؟، هنا تذكرت مريم أن سودة بأحد الأيام صارحتها بخوفها الشديد من طليقها، لأسباب متعددة.

عاود الضابط استجواب الشاب والضغط عليه بشتى الوسائل

 ولكن الطليق لديه الإثباتات الكافية التي تدل على براءته، فهو يتكلم بكل ثقة، ولم يهرب من المدينة عندما اختفت سودة، حتى أنه يمتلك تبريرات لأماكن توجده بكل دقيقة.

شك الضابط بكلام مريم وطلب القيام بتفتيش منزلها بإذن من النيابة العامة، خاصة أن الطب الشرعي أكد أن سودة كانت مطعونة وكانت موجودة بمكان ما، ومن ثم تم نقل الجثة إلى مكان الغابة وحرقها.

ماذا وجدت الشرطة في شقة مريم

في البداية تم إخضاع شقة سودة للبحث عن أي دليل قد يساعد الشرطة، ولكنها لم تكن تحوي على أي أثار عنف أو شجار أو أثار دم، تم الموافقة للضابط بالذهاب لمنزل الفتاة مريم وهنا كانت الصدمة الكبيرة.

الدماء تسول وتجول بكل مكان بهذه الشقة، المنظر كفيل بأن يجعل دقات القلب تتوقف، تم حجز مريم والتحقيق معها وعلى الفور ومن دون أي مقاومة منها، قالت: أن عشيقها لمريم هو من أقدم على |طعن| سودة، يدعى موسى وقامت بإعطائهم تفاصيل عنه وعن مكان سكنه، وبالفعل تم التوجه إلى المكان المقصود والقبض عليه، وعند سؤاله نكر جميع أقوال مريم، وقال أنها هي وأخيها إبراهيم من قاموا بالجريمة.

بدأت الخطوط بالتشابك بهذه الجريمة، ولكن لا شيء يصعب على رجال الأمن، تم القاء القبض على إبراهيم، فقال أنه لا يعلم شيء عن الأمر وأن أخته مريم وعشيقها موسى هم المتورطين، وأنا لم يكن لي دور سوى القيام بتثبيت سودة وإبراهيم هو الذي قام بطعنها.

ومن ثم قمت بأخذ الجثة والتوجه بها إلى الغابة القريبة من السد، وهم من أحرقوها بوجود مريم، وهنا كشفت الحقائق والأمر المبهم فقط هو معرفة السبب للقتل.

قالت مريم معترفة: أنه في أخر مرة خرجت به سودة من الصالون الخاص بها، رأيتها قد أخذت المال من الخزنة الموجودة في الصالون وتوجهت به إلى منزلها، وكان المبلغ يقارب ال (5 ملايين تومان إيراني)، أي ما يقارب ال(180$) فاعتقدت أنه مبلغ كبير.

قلت لها أننا سنذهب في البداية إلى منزلي لجلب بعض الحاجيات، ومن ثم نتوجه إلى منزل سودة لرؤية طفلها، فما كان مني إلا أن قمت بالتخفي والاتصال بأخي إبراهيم وعشيقي موسى وأخبارهم عن موعد وصولنا، وخططت معهم على الهاتف بأن واحد منهم يقوم بتثبيتها والأخر يقوم بطعنها حتى الموت، وبالفعل تم تنفيذ المهمة كما خططت لها.

تم إحالة |المجرمين| الثلاثة للمحاكمة، حيث تم الحكم على موسى بالإعدام، وإبراهيم تم الحكم عليه لمدة 15 شهراً، أما مريم تم الحكم عليها 14 سنة.

وهكذا تم التوصل إلى نهاية قصتنا، التي عبرتها لا تثق بأحد مهما كان، فليس الجميع يتمنى لك الخير، إذا أعجبتك القصة شاركنا بتعليق.

آلاء عبد الرحيم

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.