مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/07/2022 11:52:00 م

قصة الطبيبة صفا ومحاربتها لعادات وتقاليد أقاربها الغريبة
قصة الطبيبة صفا ومحاربتها لعادات وتقاليد أقاربها الغريبة 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
كان  هناك فتاة تدعى  صفا، عمرها ٢٩ عاماً، عاشت أغلب حياتها في تعب ونكد لا يمكن لأحد أن يتخيله قط والسبب هو وجود أقاربها والمجتمع من حولها، إن كل شيئ هو ممنوع للفتاة من وجهة نظرهم، وقد يصل بهم الأمر أحيانا لتحريض والدها لإجبارها على الزواج وعدم الدخول إلى الجامعة 

نعم لا يوجد هناك استغراب أبداً، وذلك لأن أغلب الفتيات من أقارب صفا والأهل عند وصولهم للمرحلة الثانوية، يمنعوا من إكمال دراستهم، وتبدأ رحلة البحث عن ما يسمى بالعريس، وبهذه الطريقة يتم انتهاء حياتها وهي موجودة داخل منزل زوجها.

صفا فتاة لا تحب المبالغة أو أن تمدح نفسها أبداً، لكنها تقول عن نفسها بأنها جميلة، وذاك بشهادة جميع الأشخاص حولها، تقدم لها الكثير من الأقارب عندما كانت بمرحلة الإعدادية، طبعاً هي كانت ترفض ذلك، بسبب طموحها العالي، وحلمها بأن تنتهي من |الجامعة| وأن تتوظف بمهنة راقية، وهذا ما حصل معها  فعلاً 

ماذا حصل لصفا بعد ذلك ؟

استطاعت صفا أن تقنع والدها بدخولها للجامعة، والحمد الله وافق على الرغم من رفض أغلب الأقرباء وانقطاعهم عن التواصل معهم بشكل نهائي وذلك بسبب دخول صفا للجامعة، إلا أن والدها وقف بجانبها وساعدها

دخلت صفا كلية الطب، وبعد مضي سنوات وتعب أخيراً أصبحت طبيبة وتوظفت في أحد المستشفيات وبدأت تثبت نفسها بكل جدارة

كان معظم الأقارب ينظرون إليها وكأنها شيئ معيباً بالنسبة لهم، أو أنها جلبت العار لهم، كذلك بناتهم ونسائهم كانوا يتكلمون عنها ويشتمونها، قد يكون بسبب تحقيق حلمها الذي لم يستطيعوا تحقيقه أو حتى الوصول إليه. 

المضحك في الموضوع أنهم عندما علموا عن وضعها المادي بدأو بإصلاح علاقتهم مع والدها

ماذا حدث مع صفا عندما تقدم لها الشبان لخطبتها؟

تقول صفا

بعد مضي ٨ أشهر تقدم لي أحد من أقاربي وقال لوالدي: أنا مستعد أن أتقدم لخطبة ابنتك صفا وأن أستر عليها ولكن بشرط أن نجد لها وظيفة داخل مستشفى خاص للنساء فقط، قام والدي بطرد الشاب من المنزل، وبدأ هذا الحال يتكرر كل أسبوعين بتقدم شاب جديد لخطبتي، آخر شاب تقدم لخطبتي كان قد سجن لمدة خمس سنوات بقضية مخدرات، هل استوعبتم معي؟؟ طرد والدي أكثر من شخص 

وكان رد والدي المعتاد أنا ابنتي طبيبة، ولن تتزوح إلا شخص مثلها تماماً 

قبل شهرين تقريباً، تقدم ابن خالتها لخطبتها، والجميع يعلم  كم هو تأثير الخالة الكبير على الأم، وأصبحت أم صفا  بصلواتها تدعي بأن أن يكون ابن خالتها هو نصيبها الجميل، وبدأت تقنعها بأنها لم تعد صغيرة وأصبحت كبيرة في العمر، أصبح عمرها ٣٠ والذي تعد بنظر أمها كبيرة، وبدأت بسرد الأقاويل لها بأن الفتاة عندما تكبر يصبح حظها ونصيبها من الزواج قليل 

قصة الطبيبة صفا ومحاربتها لعادات وتقاليد أقاربها الغريبة
قصة الطبيبة صفا ومحاربتها لعادات وتقاليد أقاربها الغريبة 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
لم يكن ابن خالة صفا  شخص سيئ أبداً، بل على العكس هو أكثر شخص من الأقارب يمكن اعتباره متفتح ومتعلم على الأقل، كونه أكمل دراسته في الخارج وتم توظيفه ضمن منصب جميل، واعتقدت صفا أن أفكاره غير أفكار جميع الاقارب كما أنه سيتفهم طبيعة عملها ومقتنع تماماً

 هل وافقت صفا على ابن خالتها؟

بعد ضغوطات أمها المتواصلة وافقت، وتناقشت صفا هي  وابن خالتها على جميع التفاصيل، من ضمنها حقها في مواصلة عملها، وحقها في قيادة سيارتها بنفسها والغريب أنه وافق على جميع شروطها، وكان سعيد جداً ولم تجد منه أي اعتراض أبداً

طلبت صفا  من ابن خالتها أن تكون فترة الخطبة لمدة ستة أشهر ليتعرفوا على  بعضهم أكثر، وافق ابن خالتها وكانا يتكلمان مع بعضهما على |الجهاز المحمول| طوال هذه الفترة، كانت مكالمات رسمية جداً وأغلبها كان كلام عن الحياة، أو الوظيفة 

ماذا حدث قبل أسبوعين؟

كانت صفا جالسة في العيادة في المستشفى، بحيث كان هناك اجتماع مع أحد أطباء القسم لمناقشة حالة مريض، خرجت بعد الاجتماع وانصدمت برؤية خطيبها جالس بغرفة انتظار المرضى، سألت نفسها لماذا هو هنا وعادت إلى عيادتها دون أن يلاحظها وبشكل طبيعي جداً، ثم أخبرتها الممرضة أن هناك مراجع يريد مقابلتها فأخبرتها بأن تدخله، وتخيليوا أن المراجع كان خطيبها فهد 

ابتسمت ورحبت به، وقالت له ما هذه الزيارة المفاجئة، فأجابها: لا شيئ، أود فقد أن اطمئن عليكي وأرى كيف عملك وحياتك اليومية في المستشفى 

استغربت صفا جداً من طريقة كلام خطيبها، ثم قالت له ماذا تقصد من كلامك، فأجابها أبدا فقط كنتي تجلسين مع رجل داخل الغرفة، والباب مقفل عليكما

انفجرت صفا بصوتها العالي وقالت له، انتبه لكلامك وماذا تقول، هذا الرجل هو رئيس قسمنا وقد كان هناك اجتماع بيننا لنقاش حالة مريض

قاطع فهد خطيبته وبدأ يضحك بسخرية ويقول: حالة مريض.... وتتناقشاه معاً، وإذا كنتما تناقشا الحالة هل من الضروري أن يكون الباب مقفل 

أجابت صفا، ماذا تقصد بالضبط؟؟ فأجابها وقال لها: اسمعي يا صفا إن زواجنا مرتبط بشيئ واحد فقط، أما أن تتركي هذه الوظيفة، أو على الأقل تنتقلين إلى مستشفى خاص بالنساء فقط أو... ابتسم وقال لها، فأجابته أو ماذا؟؟؟ ثم أدار ظهره باتجاه الباب وهو يقول أو أن الزواج هذا أن لست بحاجته نهائياً. 

أسرعت صفا ولحقت بخطيبها وقالت له: يجب أن تحمد ربك وذلك بسبب موافقتي عليك والذي كان بسبب أمي فقط، ثم قالت له اشكر ربي الذي أحضرك إلى هنا ليكشف لي عن عقليتك المتخلفة التي تشبه باقي الأقارب 

ماذا فعلت صفا بعد المشاجرة؟

تركت صفا خطيبها فهد وعادت إلى العيادة وهي حزينة، ثم قالت : الحمد الله الذي جعله يظهر على حقيقته قبل أن اتورط به     

قصة الطبيبة صفا ومحاربتها لعادات وتقاليد أقاربها الغريبة
قصة الطبيبة صفا ومحاربتها لعادات وتقاليد أقاربها الغريبة 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
انتهت الخطوبة بين صفا وابن خالتها، وذهب كل منهما بطريقه، وشعرت صفا كأنها طير مسجون وعاد إلى حريته مجدداً، ثم قررت صفا بعد ذلك بأنها لن تقبل الزواج من أي شخص خارج إطار عملها، وذلك بسبب التفكير المتخلف لأقاربها والناس من حولها، عادت صفا للاستمرار بعملها بشكل طبيعي، ولكن قبل يومين كانت صفا كالعادة خارجة، وذهبت لتركب سيارتها وبدأت تتوجه نحو المستشفى، ثم لاحظت صفا شيئ غريب جداً. 

ما هو الشيء الغريب الذي لاحظته الطبيبة صفا؟

لاحظت وجود سيارة سوداء تطاردها، وبدأت تقول لنفسها هل فعلاً هذه السيارة تطاردني، بدأت الطبيبة الدخول بالسيارة من شوارع جانبية لترى هل فعلاً هذه السيارة تلاحقها أم لا

بدأت السيارة بملاحقة الطبيبة من شارع لآخر، فكرت الطبيبة بالتوجه إلى المستشفى وتستدرج هذا الشخص لموقف السيارات لتعرف من هو، لكنها تذكرت أن مواقف سيارات موظفي المستشفى هي مواقف معزولة، وموجودة داخل قبو تحت الارض، ونادراً  مصادفة شخص يمشي هناك

ترددت الطبيبة من الذهاب للقبو كي لا يلحقها صاحب السيارة ويسبب لها الأذى، ثم خطر ببال صفا فكرة 

فكرت صفا بالعودة باتجاه منزلها، بدأت صفا تسير في الطريق الرئيسي، وعينها على مرآة السيارة التي تطاردها، حاولت عدة مرات بالتعرف على صاحب السيارة لكنها لن تستطع، انتبهت صفا إلى أن السيارة التي يقودها ذلك الغريب لا يوجد لها لوحة. 

شعرت صفا بالخوف والرعب، وأيقنت أن صاحب السيارة يريد بها شراً وذلك بسبب عدم وجود لوحة لسيارته. 

بدأت صفا بالاقتراب من منزلها وانصدمت بشيئ مرعب، وهو تجاوز السيارة السوداء لسيارة صفا بسرعة كبيرة، ثم استدارت نحو سيارتها وصدمتها بقوة

من شدة رعب صفا، فقدت السيطرة على سيارتها، واصطدمت بجدار أحد البيوت، كانت الطبيبة ترتعش من الخوف ولم تعد تسمع إلا أصوات من الناس، وصوت سيارة الإسعاف حولها 

فتحت الطبيبة أعينها، بعد أن أغمي عليها، وسمعت الممرض يقول لها، ماذا حصل لك، بدأت صفا بالنظر حولها وهي تقول: أين هو؟؟؟ أين ذهب؟؟؟ 

استغرب الجميع صراخ الطبيبة، وبدأ الممرض على تهدئتها وهو يقول: ماذا حصل لك، من هذا الذي تسألين عنه ؟؟؟؟ 

فأخبرتهم صفا أن هناك شخص بسيارته السوداء كان يطادرها وأنه هو من تسبب لها بالحادث

ماذا فعل الممرض بعد ذلك؟

تكلم الممرض مع الشرطة وقال لهم بأن الحديث به شبهة جنائية، وصلت الشرطة وأخذت أقوال الطبيبة صفا، وأخبرتها بأنها لم تعطي المعلومات الكافية  التي تساعدهم للوصول للشخص، وطلبوا منها أن تكون حذرة، وأن تتصل بهم فوراً إذا تم مصادفة السيارة مرة أخرى

عادت الطبيبة إلى منزلها وهو مرتعبة غير مصدقة ما حدث معها، وبدأت بالتفكير بهوية الشخص صاحب السيارة السوداء، وما هدفه من أذيتها 

لم تخبر الطبيبة أهلها بما حصل معها كي لا تسبب لهم |القلق|، وبدأت تقنع نفسها بأن هذا الشخص هو شخص مستهتر ومدمن وأراد أن يضايقها، وذلك لأنها رأى أن فتاة تقود السيارة

في ذات اليوم في تمام الساعة العاشرة، وصلت رسالة على الهاتف المحمول للطبيبة من رقم غريب لا تعلمه، قامت بفتح الرسالة وقرأت محتواها، اليوم كان مجرد تحذير وتنبيه لك، أما القادم سينهي حياتك، نصيحة لك اجلسي في منزلك، واتركي الاختلاط مع الرجال 

ماذا تصرفت صفا بعد التهديد؟

حاولت معاودة الاتصال على الرقم لكنه كان مقفل، بدأت صفا تبحث بالتطبيقات عن اسم أو هوية مالك الرقم،  لكنها لم أحصل على أية بيانات 

بدأت صفا تشعر بالرعب والخوف، ولم تعد تستخدم سيارتها، فطلبت إجازة من عملها لمدة شهر، حتى لم تستطع الخروج من المنزل نهائياً، وذلك بسبب خوفها من حقد صاحب السيارة السوداء.

بدأت صفا بالتفكير بأنه قد يكون صاحب السيارة السوداء هو ابن خالتها فهد، لكنها تأكدت من أن ابن خالتها كان خارج البلاد منذ أسبوع. 

لم تعد تعلم صفا ماذا تفعل، هل تخبر والديها بما حدث أم تبلغ الشرطة عن الرسالة والتهديد 

تعبت صفا من التفكير ولن تعد تعلم ماذا تفعل

برأيكم ماذا يجب عليها أن تفعل... شاركونا في التعليقات..

إسراء حيدر


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.