مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/16/2022 12:14:00 م
هل فعلاً البشر يتم التلاعب بهم وبعقولهم - تصميم وفاء المؤذن
هل فعلاً البشر يتم التلاعب بهم وبعقولهم
 تصميم وفاء المؤذن

في البداية سأقوم بشرح موضوعين جداً مهمين

 ومن ثم سأكشف لك كيف يتم |التلاعب بعقول البشر|.

الموضوع الأول: اليوم الغالبية العظمى من البشر أو كل الأشخاص إن صح القول، تمتلك أجهزة هاتفية نقالة وهذا الهاتف هو جزء لا يتجزأ من حياتنا، وطبعاً السبب بهذا التعلق الشديد ليس نوعية الهاتف الممتازة أو شكله الرائع، والسبب هو حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي الموجودة داخله.

حتى ولو اختفى هذا الهاتف لأي سبب من الأسباب، بمجرد أن تقوم بالاستحواذ على هاتف جديد وتقوم بإدخال بياناتك الشخصية عليه، فإن أغلب البيانات من المفروض أن تصبح متاحه على هذا الجهاز.

بالمختصر يمكن القول أن هذا الهاتف ما هو إلا الديجيتال ID، أو الهوية الرقمية الخاصة بكَ، فتقوم من خلاله بتنفيذ أغلب أعمالك اليومية، من دفع مستحقات مالية وشراء حاجيات من الإنترنت والتواصل مع الأصدقاء والقائمة تطول.

أما الموضوع الثاني: فهو التسويق الرقمي، فمثلاً إن كنت تحضر على منصة الFacebook، عرض استعراضي لوفد عسكري مثلاً، تتفاجأ بكثرة الإعلانات التي يمكن أن تظهر أثناء المشاهدة، ومن الممكن أن تكون إعلانات تحض على الكره مثلاً أو خاصة بالأطفال، فالموضوع الذي تراه لا يتوافق مع الإعلان الذي ظهر، وهذا الكلام كان قديماً.

أما التقنية الجديدة لكل المنصات (Facebook، Instagram،YouTube،...)الإعلان أصبح مختلف بعض الشيء، فالإعلان أصبح يأتي لكل شخص بحسب اهتماماته، وحسب الأمور التي كنت تبحث عنها من خلال Google، أي يمكن القول أن الإعلان اليوم أصبح أذكى بكثير.

الأن سنعود الى جوهر المقال.

كيف نحن كبشر يتم التلاعب بعقولنا

كم من مرة وأنت تقوم بتصفح الFacebook مثلاً، انبثق لك إعلان لبرنامج من أجل التقييم الشخصي (Personality)، وما عليك أنت كمستخدم ألا أن تضغط على هذا الرابط وتقوم بتقييم شخصيتك.

وبالتالي يمكن لهذا التطبيق أن يعطيك مواصفات الشخصية التي قام بفحص المعلومات التي أدخلتها واختارها، ولكن غالباً مثل هذه البرامج فور دخولك عليها فأنت تسمح لهم بمعرفة بياناتك ليس أنت فقط بل جميع الأشخاص الموجودين ضمن دائرة الأصدقاء، من خلال رسائل الماسنجر الموجودة بينكم.

بالتالي ليس أنت فقط من أصبحت ضمن دائرة الضوء، بل حتى أصدقائك قد طالهم الأمر، وأصبح على إطلاع تام بطبيعة العلاقة التي تربطك معهم، وما هي الاهتمامات المشتركة بينهم.

عملية تجميع هذه ال Data عنك وتحليلها، سيعطيه القدرة على تشكيل ما يسمى (|cycle krafici|)، ومن خلاله يستطيع أن يعرف سلوكك، ونشاطاتك، وحتى آرائك.

وهذا ما حدث حرفياً مع شركة (Cambridge Analytica) التي كانت مسؤولة عن |الحملة الإعلانية| الخاصة بالرئيس الأمريكي ترامب، وهي التي ساعدته بالحصول والفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي حصل منافسة شديدة بينه وبين هيلاري كلينتون فيها.

هل فعلاً البشر يتم التلاعب بهم وبعقولهم - تصميم وفاء المؤذن
هل فعلاً البشر يتم التلاعب بهم وبعقولهم
 تصميم وفاء المؤذن

ففي عام 2016 من خلال التطبيقات المعتمدة لديهم، استطاعوا الحصول على بيانات جميع الناخبين في الولايات المتحدة الأمريكية.

تم تقسيم المنتخبين في هذه الولاية إلى أربعة أقسام

 القسم الأول المؤيدين لترامب، القسم الثاني المؤيدين لهيلاري كلينتون، القسم الثالث ضائع ما بين هذين الشخصين، أما القسم الأخير فلم يقوموا بالتصويت لأي من الشخصيتين، وتم الكشف عن هذه النسب من خلال دراسة Cycle Krafici الخاص بكل واحد منهم.
بالتالي عملية الدراسة التي حصلت لم تُخضع كل ناخب على حِدا، وانما استطاعوا التقييم من خلال الSystem الذي يحوي على الDATA SENCIE، فقام الSystem بغزو كبير للقسم الثالث والرابع من المنتخبين، من أجل إقناعهم من خلال هذه الإعلانات أن ترامب هو الشخص المناسب لهذا المنصب، وبسبب كثرة الضغط بالفعل تم إقناعهم وقُلبت الموازين وفاز هذا الشخص.
ولا ندرى إن كان فعلاً هو من يستحق هذا المنصب، أو هيلاري كلينتون، فالأمر ليس فقط متوقف على الشخصية السياسية أو القيادية لكل منهما، وإنما |الإعلام| والإعلانات المؤيدة لكل منهم لها الدور الأكبر بالنتائج.

بالتالي فإن قراءة عقول البشر يمكن اعتبارها مهارة

 لكن ليست المدرسة ولا حتى الجامعات هي من قامت بتعليمها لنا، بل اكتشفنا متأخرين أننا بالرغم من اعتقادنا بالأمور التي تحصل حولنا وأنها تحت سيطرتنا الكاملة، ما هي إلا أمور يتم حقنها بداخلنا لتصديقها.
قراءة عقول البشر هو السلاح الخاص بالأقوياء والنخبة من الأشخاص، الذين يصعب الكذب أو التلاعب بهم، فهم قادرين على معرفة ما ينوى الأخرين فعله.

هذا الأمر أصبح متبع مع الشعوب من قبل القادة

 بمساعدة بعض الشركات العالمية، أو الأشخاص المشهورين الذين لهم تأثيرهم على أفراد المجتمع، فيمكن أن يُولد كثرة الضغط على أي منا بأي أسلوب متبع، فيقوم بتحويلنا من أشخاص لهم آرائهم ومعتقداتهم الخاص، إلى أشخاص نسابق القطيع ويمكن أن نسبقهم حتى بما يتم فرضه علينا.
وهكذا تم استعراض الطريقة التي يتم استخدامها يومياً من أجل التلاعب بعقولنا، فننتقل شيئاً فشيئاً من كره شخص معين إلى محبته أو العكس، بسبب أسلوب |الإعلانات الممولة| التي من الممكن أن نصادفها بكل قيقة.
لا تنسى أن تبقى مركزاً بالأمور وأن تتيقن حق اليقين أن ما يتم الترويج له ما هو إلا ما يُراد منا معرفته، والذي خُفيَ كان أعظم، فلنرتقي قليلاً.
آلاء عبد الرحيم.

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.