مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/07/2022 09:57:00 م

معارك أشعلها العرب من أجل النساء
معارك أشعلها العرب من أجل النساء 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

استكمالاً للمقال السابق 

عندما وصلت الرسالة للبراق وقرأ كلام ليلى جُنّ جنونه، وعلى الفور امتطى فرسه، وبدأ بجمع أفراد قبيلته وأفراد من قبائل عربية أخرى، واتجه إلى |مملكة فارس |ليحرر محبوبته التي أخذها كسرى أسيرة. 

كان يردد وهو يمتطي فرسه ومتجه نحو مملكة فارس: 


لأفرجن اليوم كل الغمم من 

                                     سبيهم في الليل بيض الحرم 

صبراً لمن ينظرون مقدمي 

                                        إني أنا البراق فوق الأدهم 


وبالفعل وصل البراق بن روحان إلى مملكة فارس، وبدأت المعارك ما بين كرٍ وفرٍ، بين البراق والجيش الذي معه وبين جيوش| مملكة فارس|، واستمرت هذه المعارك إلى أن استطاع البراق الوصول للقصر الموجودة فيه ليلى، ودخل القصر وقتل كل الجنود الموجودين، وحررها من أسر الفرس. 

وحرب البراق مع مملكة فارس تعتبر من أول الحروب والمعارك العربية، التي دارت مع مملكة أخرى من أجل امرأة، وهناك معارك كثيرة منها من أجل |الحب| ومنها لموضوع مغاير تماماً. 


الحرب الثانية التي نشبت لأجل امرأة

كانت بعد حرب البراق بعدة سنوات فقط، ما قبل الإسلام وتقريباً في عام ٤٩٤ميلادي، وكانت أيضاً في قبيلة بني ربيعة، وهذه المرة لم تكن بين العرب ومملكة أخرى، بل بين العرب أنفسهم وبنفس القبيلة. 

هذه الحرب هي| حرب البسوس|، التي اندلعت في شبه الجزيرة العربية، ما بين أفراد قبيلة بكر بن وائل، وأفراد قبيلة تغلب بن وائل، يعني  بين أولاد العموم. 

وكانت قبيلتا بكر وتغلب متجاورتين ويعيشون في نفس المنطقة، وكان ملكهم رجل من تغلب يدعى كليب بن ربيعة التغلبي، وكان  يعتبر من أشجع رجال العرب في زمانه وفي الجاهلية بشكل عام، وكان يُلقب بسيد قبائل معد، والذي يعني سيد القبائل العدنانية. 

وفي فترة تنصيبه ملك وسيد على قبائل بني تغلب وبني بكر، طغى وتجبر وعاث بهم فساداً وكان يصدر أوامر وقرارات غريبة جداً، ومنها أنه قام بتعيين كلب صغير واعتبر أن آخر مكان يصل إليه عواء الكلب من الأراضي تعتبر من ممتلكاته، وذلك يعني أن آخر نقطة يصل لها صوت الكلب تصبح أرض وحمى لكليب. 

وكان لايسمح لأحد أن يرعى ماشيته داخل أراضيه، وكان يمنعهم من استخدام الآبار إلا بإذنه وغالباً لا يأذن لهم، فيضطرون أن يذهبوا للآبار البعيدة لجلب الماء، ومنع على قومه أن يصطادوا، وأيضاً منعهم من إشعال النيران، ومنع الناس أن ترعى إبلها وأنعامها مع إبل كليب

 فإذا كانت إبله ترعى في أرض معينة فممنوع أن تلحق بها أي إبل أخرى. 

 كل هذه القرارات الظالمة، وكل هذا التجبر والتكبر من كليب، جعل أفراد قبيلته وخاصة البكريين يبغضونه ويكرهونه، ولم يكن يردعهم ويصبرهم إلا صلة القرابة بينهم 

ولربما كان ينتظرون سبب واحد مهما كان غير منطقي أو لا يستحق، حتى يثوروا ويعلنوا الحرب عليه وعلى مؤيديه.

إقرأ المزيد 

تهاني شويكي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.