مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/07/2022 09:57:00 م

معارك أشعلها العرب من أجل النساء
معارك أشعلها العرب من أجل النساء 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
   استكمالاً للمقال السابق 

حرب البسوس 

ومرت الأيام على هذا الحال إلى أن  جاءت امرأة تدعى البسوس بنت منقذ التميمية، وكان لها أقارب من البكريين، فاتجهت إلى ديارهم وأقامت عندهم، وتحديداً في بيت مُرّة بن ذُهل زوج أختها، وكانت بالقرب من منزل جساس بن مُرّة وهو ابن أختها. 

 كانت البسوس تعمل في التجارة، وكان لها شريك يرافقها دائماً في رحلاتها وتجارتها  يدعى سعد القظاعي، وكانوا يملكون ناقة تعتبر من أفضل نوق العرب تُسمى سراب. 

وفي إحدى الأيام كانت البسوس في منزل جساس وقامت بربط ناقتها في إحدى المواضع، وكان هناك مجموعة من الإبل لكليب ذاهبة باتجاه المرعى، ولعل هذا المنظر أغراها فجعلها تقطع الحبل المربوطة فيه وتلحق بهم. 

ولسوء الحظ، لمح كليب وجود ناقة غريبة مع إبله، فرماها بسهمه وقتلها، لأن قوانينه تمنع تواجد أي ناقة مع إبله، وصل خبر مقتل الناقة سراب إلى البسوس، التي انفجعت بهذا الخبر وبدأت تلطم وتبكي وقالت: 

لعمرك لو أصبحت في دار منقذ 

                                            لما ضيم سعدٌ وهو جارْ لأبياتي 

ولكنني أصبحت في دار غربة متى 

                                            يعدو الذئب يعدو على شاتي 

فيا سعدُ لا تغرر بنفسك وارتحل 

                                           فإنك في قوم عن الجار أموات 


 وعندما سمع جساس هذه الأبيات، شعر بالإهانة والذل، فكيف أن البسوس تضام وتهان وخصوصاً أنها في جواره وذمته

 فحمل رمحه واتجه مباشرةً إلى كليب ملك القبائل العدنانية، وقتله من أجل البسوس. 

وهكذا أشعل جساس حرباً  مع أبناء عمه التغلبيين لمدة أربعين عاماً. 


سننتقل إلى ذكر قصة حرب أخرى 

حدثت في| العصر الجاهلي| من أجل امرأة، وكانت بعد |حرب البسوس |بحوالي ١٥٠عاماً، ويقال أنها كانت في بداية بعثة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام، وتسمى بحرب ذي قار

اندلعت بين العرب و|الفرس|، تقريباً في عام ٦٠٤ ميلادي في بلاد الرافدين في العراق وتحديداً في مملكة المناذرة التابعة للفرس. 

 كان هناك ملك عربي يدعى النعمان بن منذر، وكان لديه ابنة تعتبر من أجل بنات العرب في زمانها تدعى هند بنت النعمان، وسمع كسرى ملك فارس عن جمالها عن طريق رجل خائن يدعى زيد بن عدي

 ففي أحد الأيام كان جالساً في قصر كسرى، وكان يحدثه وبصف لها جمال بنت النعمان، فأعجب بها كسرى وأرسل وفد على رأسهم زيد بن عدي. 

اتجه هذا الوفد لخطبة هند لملك فارس، فرفض النعمان طلب كسرى لأنهم كانوا لا يزوجون بناتهم إلا لعرب، بالرغم من أن الجميع توقع موافقته لأن النعمان يعتبر ملك تحت مٌلك كسرى، وتحدث النعمان مع زيد الرجل العربي الوحيد في الوفد، وطلب منه أن يعتذر من كسرى بطريقة مهذبة تفادياً لإثارة المشاكل. 

ماحدث أن زيد نقل لكسرى خبر رفض النعمان بطريقة سيئة جداً تثير الفتن و|الحروب| والمشاكل، وهنا غضب كسرى ملك فارس غضباً شديداً واعتبر أن الموضوع يمسه شخصياً، وجهز جيشاً كبيراً، للذهاب إلى مملكة النعمان لأخذ ابنته رغماً عنه. 

  إقرأ المزيد .....

تهاني شويكي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.