مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/07/2022 09:57:00 م

معارك أشعلها العرب من أجل النساء
معارك أشعلها العرب من أجل النساء 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

العرب هم أكثر الناس في التاريخ الذين قرعوا طبول الحرب من أجل المرأة، ليس فقط في سبيل إنقاذها وإنما في سبيل الحب

ولم تكن مجرد معارك صغيرة تنتهي بغارة أو اثنتين، بل حروب ضخمة جداً مع ممالك كبرى. 

الحروب من أجل المرأة كانت موجودة عند العرب قبل |الإسلام|، وتطورت واستمرت أيضاً بعد الإسلام

لأن الدين الإسلامي حث على حماية المرأة وأوصى بها، وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على أن العرب والمسلمين كانوا ونتمنى أنهم مازالوا يعتبرون| المرأة| خط أحمر لايمكن تجاوزه، إكراماً لها وعطفاً بها، ومن الممكن اندلاع حروب ضخمة لأجلها. 


وهذه الخصلة تدل على نبلهم وطيبتهم ونخوتهم وأخلاقهم الرفيعة، وهذه الخصلة كانت سبباً في الكثير من الفوائد والمنافع على العرب، فبسبب حروبهم لأجل المرأة تمكنوا من فتح  مدن وتدمير ممالك. 

سنبدأ اليوم بسرد أول قصة لأول حرب اندلعت لأجل المرأة

 والتي كانت في| العصر الجاهلي |قبل الإسلام بمئتي عام، في شمال شبه الجزيرة العربية، وتحديداً في ديار بني ربيعة، ما بين رجل يدعى البراق بن روحان، وامرأة تدعى ليلى، وكانوا أولاد عموم تربوا وعاشوا مع بعض منذ الطفولة. 

كبرت معهم قصة الحب، وكان جميع من في ديار ربيعة على علم بقصتهم، وعندما بلغوا سن يؤهلهم للزواج فتقدم البراق بشكل رسمي لطلب ليلى للزواج من عمه، والذي وافق على طلبه برحابة صدر

 ولكن للأسف وقبل أن تكتمل قصة الحب حدثت مشكلة أفسدت كل شيء. 

 وهي أن الملك الحميري ملك اليمن طلب ليلى للزواج من ابنه، ولم يستطع والدها أن يرفض طلبه، ووافق على خطوبه ابنته من ابن الملك

 وفي إحدى الأيام كانت ليلى ترافق والدها في سفره لأجل التجارة، وتعرضوا لهجوم من قبل إحدى القبائل العربية الموالية للفرس، وقاموا باختطاف ليلى وأخذوها كأسيرة إلى الملك الفارسي (كسرى ). 

وتم أخذها إلى كسرى بناءً على طلبه، لكثرة ما سمع عنها وعن جمالها الفاتن، وطلب منها الزواج لكنها رفضت، وبدأ يغريها بالذهب والمجوهرات لكنها ظلت مصرة على رأيها وثابتة على موقفها، رافضة له بأي شكل من الأشكال. 

وهنا أخبرها كسرى بأنه سيجعلها سيدة فارس و صاحبة كلمة مسموعة إلا أنها لم تأبه لكل ذلك

 وهنا قام كسرى بتصرف دنيء حيث بدأ بتعذيبها لتوافق على طلبه مجبرة ومكرهة، فتم حبسها في قصر الملك الفارس، ومرت عليها أيام وليالي تعرضت لتعذيب قاسي من أجل أن ترضخ وتوافق. 

وفي إحدى الأيام لمحت رجل عربي موجود بداخل القصر المسجونة بداخله، واستغلت عدم رؤية أحد لها، وسألته إذا كان يعرف رجل يدعى البراق بن روحان، فقال لها ومن لا يعرفه هو أشهر من نار على علم

 فطلبت منه أن يوصل له رسالة ويخبره أنها من ليلى ابنة عمه، أخذ الرجل العربي الرسالة منها، وعلى الفور توجه إلى أرض العرب وسلمها للبراق . 

كان محتوى الرسالة هذه الأبيات الشعرية: 

ليت للبراق عيناً فترى 

                                   ما ألاقي من بلاء وعنا 

ياكليباً وعقيلاً أخوتي 

                                   ياجنيداً أسعدوني بالبكا 

عذبت أختكم ياويلكم 

                                  بعذاب النكر صبحاً ومسا 

غللوني قيدوني ضربوا 

                                   ملمس العفة مني بالعصا .


إقرأ المزيد ...

تهاني شويكي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.