مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 10:25:00 ص

ما الذي يحدث في الصين اليوم؟ وإلى أين قد يصل؟
 ما الذي يحدث في الصين اليوم؟ وإلى أين قد يصل؟
تصميم الصورة : وفاء المؤذن  
السيد "أندرو ليفت" هو أحد كبار المستثمرين الذين يمتلكون خبرةً كبيرةً في اقتناص الفرص وصيد الشركات الضعيفة، التي تقوم أعمالها على أموالٍ وهمية، فهو بارعٌ في فضح مثل تلك الشركات وإعلان انهيارها وتوضيح أسباب ذلك بتقارير رسمية، وقد بزغ نجمه في سنة 2012، عندما أصدر تقريراً تحليلياً قال فيه بأن دراسته لشركات العقارات الصينية أدت إلى استنتاج أن إحدى الشركات، وتدعى "إيفر غراوند"، على وشك الانهيار، فهي مدينةٌ بأكثر من 12 مليار دولار، وما أن أصدر "أندرو" ذلك التقرير، حتى منعته الصين من التداول والاستثمار داخل أراضيها، وفرضت عليه حظراً شاملاً، ولكن، وبعد أقل من عشر سنواتٍ، تبيّن بأن تقريره كان صحيحاً، فقد صدقت توقعاته، عندما انهارت تلك الشركة وأصبحت حديث العالم بديونٍ تجاوزت 310 مليار دولار، فهل هذا يُعتبر بداية أزمةٍ في الصين قد تتطور إلى أزمةٍ عالمية؟ ما هي حقيقة ما يحدث في الصين في الآونة الأخيرة؟ لنكتشف ذلك معاً.

ما الذي يحدث في الصين اليوم؟

تعثّرت ثاني أكبر الشركات العقارية الصينية في سداد فوائد قروضها، البالغة 84 مليار دولار، فماذا ستفعل بمبالغ القروض الواصلة إلى أكثر من 310 مليار دولار؟

قد لا يبدو هذا الرقم كبيراً أمام |الاقتصاد الصيني|، الذي يتجاوز حجمه 16 تريليون دولار، ولكن الأنظار تتجه نحو المخاوف من تكرار الأزمة المالية الأمريكية التي حصلت عام 2008، والتي بدأت كأزمةٍ عقاريةٍ أيضاً، ثم تفاقمت عندما تعثّر أحد البنوك الكبيرة بسداد قروضه، وما يزيد مخاوف المستثمرين، هو عدم ثقتهم بدقّة الأرقام المعلنة، فقد يكون العجز الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، ولو انهارت تلك الشركة فإن البنوك التي أقرضتها ستعجز عن استرداد أموالها وقد تنهار أيضاً، وهنا نتحدث عن أكثر من ثلاثمئة بنك صيني وأجنبي.

أحجار الدومينو

 لم تكن مشكلة الشركة العقارية مع البنوك فقط، فقد عجزت الشركة أيضاً عن تسديد التزاماتها للعاملين لديها وللموردين أيضاً، ومبالغ هذه الالتزامات ليست قليلة، فلقد اقتربت من مئة وستين مليون دولار، وهذا أيضاً سيعني تأثر الشركات المورّدة في حال انهيار الشركة العقارية المذكورة، وستتأثر شركاتٌ أخرى بذلك، فكأن المسألة أصبحت شبيهةً ب|أحجار الدومينو|، فإذا سقطت إحدى القطع تلتها باقي القطع تباعاً.

ردود أفعال الناس

ما أن انتشر خبر العجز المالي الذي وقعت فيه تلك الشركة العقارية، حتى انهمر الناس إلى الشوارع كالسيل العارم، يطالبون الشركة بأموالهم التي دفعوها لقاء مشاريع مختلفة، فتلك الشركة تمتلك أكثر من ألف وثلاثمئة مشروع سكني في مئتين وثمانين مدينةٍ صينية، أي أكثر من مليون وحدة سكنية غير مكتملة، وبما أنها لم تكتمل فهي لن تُباع، ناهيك عن آلاف العاملين لدى الشركة الذين أخذوا جزءاً من مستحقاتهم كأسهمٍ في الشركة، فمع انهيار سعر السهم أصبحت خسائر الناس هائلة.

اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.