مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/17/2022 10:27:00 ص
ما الذي يحدث في الصين اليوم؟ وإلى أين قد يصل؟ الجزء الثاني
ما الذي يحدث في الصين اليوم؟ وإلى أين قد يصل؟ الجزء الثاني
تصميم الصورة : وفاء المؤذن  
استكمالاً لما ورد بالجزء السابق

أهمية قطاع العقارات الصيني:

عند الحديث عن قطاع العقارات الصيني، فيجب معرفة أنه يمثل حوالي ثلاثين في المئة من مجمل |الاقتصاد الصيني|، وبأن غالبية الصينين يرونه المجال الأفضل للاستثمار، فإذا تضعضع وضع القطاع العقاري، فمن الطبيعي أن تتأثر بقية القطاعات الاقتصادية، وهذا سيخلق أزمةً ماليةً حادةً في الصين، لن يطول مداها حتى تتسلل إلى بقية دول العالم، فالاقتصاد العالمي أصبح مترابطاً بشكلٍ كبير.

رد فعل الحكومة الصينية

من الطبيعي في مثل هذه الحالات، التي تعجز فيها إحدى الشركات الكبيرة عن تسديد التزاماتها وقروضها، أن تلجأ إلى الاقتراض أكثر، ولكن |الحكومة الصينية| عندما لاحظت حجم الديون والقروض لتلك الشركات، قامت ببعض الإجراءات التي منعت الشركات من الحصول على قروضٍ جديدةٍ قبل وفاء القروض القديمة، وهذا دفع شركة "إيفر غراوند" إلى بيع عقاراتها بتخفيض 25% من الأسعار، لكي تؤمن السيولة المالية اللازمة، ولكن |أزمة كورونا| فاقمت مشاكلها وجعلتها في وضعٍ لا تحسد عليه.

الطريق المسدود

عندما وصلت شركة "إيفر غراوند" إلى طريقٍ مسدود، لجأت إلى بعض المؤسسات ورجال الأعمال لكي يساهموا في تمويلها، ولكن ذلك فرض عليها المزيد من الفوائد المرتفعة التي تصل أحياناً إلى 13%، ومع ذلك لم يتحسن الوضع المالي لتلك الشركة بتاتاً، بل ازدادت غرقاً في الديون، وخسرت أكثر من 90% من قيمتها، فكانت كمن استجار من الرمضاء بالنار، ولكن هل ستوافق الحكومة الصينية على انهيار إحدى أكبر شركاتها وتعريض الاقتصاد الصيني للخطر؟

موقف الحكومة الصينية من الشركات المتعثرة

لم تكن الصين في وضعٍ تحسد عليه، فإذا دعمت تلك الشركة، ستكون قد أعطت إيعازاً لبقية الشركات بأنها ستدعمها في الظروف الصعبة، وهذا قد يجعل الكثير من الشركات تتراخى أو ترفع سقف المخاطرة، وتعوّل على الدعم الحكومي، وهذا لن يكون لصالح الاقتصاد الصيني بشكلٍ عام، فكانت تصريحات الحكومة الصينية تؤكد على عدم وجود نيةٍ لديها لدعم تلك الشركة، ولكن الحقيقة أن الصين ستجد حلاً لهذه المشكلة ولكنه غالباً سيكون خفياً ومؤقتاً وبعيداً عن الملأ، فقد سبق لها أن فعلت ذلك قبل ثماني سنوات.

نهاية الحديث

ما يحدث في الصين اليوم هو موضع شك، فقد تنفجر الأزمة الصينية متحولةً إلى أزمةٍ عالمية، وقد تتجاوز الصين مرحلة الحلول المؤقتة، وتجد حلولاً جذريةً لمشاكلها، وهذا على الأغلب ما سيحدث، ولكن ما هو موقف القوى العالمية، وخاصة |الولايات المتحدة| من كل ذلك؟ فهل ستترك الأمور تمشي على سجيتها؟ أم انها ستتدخل بشكلٍ ما وبما يحقق مصالحها وأطماعها؟ وأين هي مصلحتها في كل ما يحدث؟ جميع تلك الأسئلة وغيرها، ستكون برسم المستقبل، ولن يستطيع أحدٌ الإجابة عنها إلا في حينها، فالأزمة العالمية إذا بدأت في الصين، فلا أحد سيتوقع إلى أين قد تصل.

من المهم بالنسبة لنا أن نعرف رأي القارئ فيما يقرؤه، فلا تبخل علينا برأيك، وأفدنا بتعليق.


سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.