مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/07/2021 06:58:00 م

أسرار الكون (مجرة درب التبانة) - الجزء الثاني

أسرار الكون (مجرة درب التبانة) - الجزء الثاني
أسرار الكون (مجرة درب التبانة) - الجزء الثاني
تصميم الصورة: رزان الحموي


مكونات درب التبانة: 

كما تحدثنا في مقال سابق تتكون مجرة |درب التبانة| من مئة مليار نجم تقريباً، وقد أمكن تقدير ذلك العدد من خلال تحديد كتلتها، ودرجة ميلانها على محور دورانها، أما تحديد كتلة المجرة فيتم بمعرفة طريقة دورانها، وطبيعة الضوء الصادر من المادة المكونة لها، عبر تقنية |التحليل الطيفي|، فلكل مادةٍ في الكون طيفٌ ضوئي محدد، وبمعرفة الطيف الصادر عن مادةٍ ما، يمكن معرفة طبيعة المادة التي تصدره، وقد تم اكتشاف بأن الكون يتمدد بملاحظة أن جميع الأطياف الصادرة عن جميع المجرات تنزاح نحو اللون الأحمر، وهذا ما يحدث عند ابتعاد مصدر الطيف عن المراقب، وبما أن جميع الأطياف تنزاح نحو الطيف الأحمر، فهذا يعني بأن جميع المجرات تبتعد عنا، وبالتالي فالكون يتمدد، واعتماداً على التحليل الطيفي أيضاً أمكن اكتشاف أن المجرات البيضاوية تتكون من نجومٍ قزمة قليلة الكتلة، على عكس المجرات الحلزونية، ويعود سبب ذلك إلى كون المجرات البيضاوية أقدم بكثيرٍ من المجرات الحلزونية، ففقدت الكثير من الغازات خلال حياتها.


كيف نحدد عدد النجوم في المجرة؟

بعد تحديد كتلة المجرة، يمكن تحديد عدد نجومها بمعرفة مقدار الكتلة التي تشكلها |النجوم|، ومقدار الكتلة التي تشكلها المكونات الأخرى للمجرة، ويعتقد العلماء بأن |المادة المظلمة| تشكل 90% من كتلة المجرة، في حين أن 7% من كتلة المجرة على شكل غازاتٍ وغبارٍ كوني، فتبقى كتلة النجوم المكونة من 3% فقط من كتلة المجرة، ومع أن هذه الطريقة في الحساب ليست دقيقة، وتعتمد على التكهن والتقريب، إلا أنها تبدو منطقيةً إلى حدٍ بعيد، وبما أن كتلة جميع النجوم في مجرتنا تعادل تقريباً كتلة مئة مليار نظام شمسي مماثل لمجموعتنا الشمسية، فمن الممكن تقدير عدد نجوم المجرة بمئة مليار نجم، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن شمسنا هي نجمٌ متوسط الكتلة، وهناك نجومٌ أكبر منها بكثير، كما توجد نجوم أصغر منها بكثير أيضاً.


حركة المجرة:

تتحرك مجموعتنا الشمسية أثناء دورانها حول مركز المجرة مع المجرة كلها التي تسبح في فضاء الكون بسرعةٍ تصل إلى 828 ألف كيلو متر في الساعة، ورغم هذه السرعة الهائلة فإن المجموعة الشمسية تحتاج لـ 238 مليون سنة لكي تكمل دورة واحدة حول مركز المجرة، وبما أن عمر الشمس هو 4.6 مليار سنة، فإن الشمس قد أنجزت منذ ولادتها عشرين دورةً كاملةً حول مركز المجرة، أما مركز المجرة فهو عبارةٌ عن ثقبٍ أسود عملاق، كتلته أكبر من كتلة شمسنا بحوالي أربعة ملاين ضعفاً، ويحيط بمركز المجرة انتفاخٌ يسمى الانتفاخ المجرّي، وهو عبارةٌ عن غازاتٍ وغبارٍ كوني وعددٍ كبيرٍ من النجوم، ولكن معلوماتنا عن ذلك الجزء من المجرة ضئيلةٌ جداً، بسبب الكثافة العالية للمادة فيه، وقد تكوّن ذلك الثقب الأسود نتيجة انفجار نجمٍ عملاق، بحيث تجمّعت بقايا الانفجار ضمن مكانٍ صغير جداً بفعل الجاذبية.


مستقبل درب التبانة: 

يمكن توقع مستقبل درب التبانة بشكلٍ تقريبي، فمن المتوقع أن تمر المجرة بنفس المراحل التي مرّت بها خلال نشأتها، فهناك مجرةً قريبةٌ من مجرتنا تدعى |أندروميدا|، وهي تبعد عنها حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية، وهي مشابهةٌ جداً في الحجم والكتلة لمجرة درب التبانة، ومن المتوقع أن تصطدم بمجرتنا بعد أربعة مليارات سنة، وعندها سيندمج الثقبان الأسودان الموجودان في مركزي المجرتين لتتشكل مجرةً واحدة عملاقة. 

 

 إذا أعجبك ما قرأت فشاركنا بتعليق
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.